المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأشاعرة والصوفيّة، والعداوة الظاهرة الخفيّة



أهــل الحـديث
27-10-2014, 07:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ورد إليّ هذا السؤال من بعض طلبة العلم في مصر:
شيخنا متعكم الله بالنظر إلى وجهه الكريم، انتشرت دعوات هنا وهناك أتابعها من بلدان متباعدة مفادها أن على أهل السنة إدراك عدوهم الحقيقي الآن والمقصود بأهل السنة السلفيون والأشاعرة والصوفية ، وأعداؤهم الرافضة واليهود ومن شايعهم ، وأن واجب الوقت هو التوحد والاجتماع أمام الهجمات الموجعة التي تلقاها ويتلقاها أهل السنة من أعدائهم ، والحرب صارت عيانا بيانا جهارا نهارا، ولذا فلابد من التوقف عن الطعن في أئمة كل فريق من أهل السنة، والبحث عن نقاط تلاق يجتمع القوم حولها، ويقولون إن في شخصية صلاح الدين وغيره ما يدل على ذلك.
هذه الدعوة يدندن حولها سلفيون من جيل الشباب في مصر، وخارج مصر أرى بعض الأشاعرة والمتصوفة متحمس لها.
فما القول أجرى الله الحق على قلبك ولسانك وجوارحك؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده
أما بعد فهذه الدعوة تنقض نفسها بنفسها، فأهل السنة لا يدخل فيهم الأشاعرة ولا الصوفية.
ويقال لأصحاب هذه الدعوة: لماذا أخرجتم الشيعة الرافضة من هذا الاجتماع مع أن اسم الإسلام يشملهم معكم، ومؤكد أن هناك نقاط تلاق يمكن أن يجتمعوا فيها معكم، وإن في شخصية سيف الدولة الحمداني وغيره من فضلاء ملوك الشيعة ما يدل على ذلك.
فإن قال: ولكن الغالب على الشيعة عداء أهل السنة.
فقل له والغالب على الأشاعرة والصوفية عداء أهل السنة أيضًا، وإن تحالفهم مع السلاطين الظالمين على أهل السنة تواتر في التاريخ إلى عصرنا هذا بحيث لا ينكره إلا مكابر.
وليست القضية في سكوت أهل السنة عنهم بل في سكوتهم هم عن أهل السنة، وهذا غير كائن أبدًا، فتراثهم وكتبهم طافحة بسب أئمة أهل السنة ولعنهم وتكفيرهم، والتاريخ شاهد على ذلك، فالذين آذوا الإمام أحمد وسجنوه وعذبوه وجلدوه ليسوا يهودًا ولا نصارى ولا رافضة ولكنهم أسلاف هؤلاء الأشاعرة من المعتزلة والجهمية قبل أن يولد الأشعري.
والذين آذوا الإمام ابن تيمية وعذبوه وسجنوه بل وصل الأمر بهم أن ربطوه في خشبة وطافوا به في الطرقات يسخرون منه ويسبونه ويلعنونه ويكفرونه لم يكونوا يهودا ولا نصارى ولا رافضة، بل كانوا مزيجا من الأشاعرة والصوفية.
وكذلك فعلوا بابن القيم وشهاب الدين البعلي وغيرهما من تلاميذ ابن تيمية حيث سجنوهم وعذبوهم وأركبوا كل واحد منهم مقيدا على حمار بالمقلوب وهم يضربونه بنعالهم ويسبونه ويلعنونه ويكفرونه ولم يكونوا يهودا ولا رافضة بل كانوا مزيجا من الأشاعرة والصوفية.
وحتى عصرنا هذا لم يتوقفوا لحظة عن عداء أهل السنة، وانظر إلى (الكوثري) إمام الأشاعرة والصوفية معا في العصر الحديث في كتابه (تبديد الظلام) عندما يتكلم عن ابن تيمية يقول فيه: "صار كفره مجمعاً عليه"، ويقول: "وقع الاتفاق على تضليله وتبديعه وزندقته" ، بل يقول عنه: "هو وأتباعه ليسوا من الفرق الثلاث والسبعين"!!
ويقول عن ابن القيم: "الكافر الحمار التيس الملحد الخبيث الملعون، بلغ في كفره مبلغًا لا يجوز السكوت عليه"!!
{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}
وهذا (علي جمعة) الذي يعتبر نفسه إمام الأشاعرة والصوفية في مصر لا يخلو مجلس له من الحطّ على ابن تيمية وأتباعه، وولاؤه للظالمين وتألبيهم على أهل السنة لا يخفى على أحد ولا ينكره إلا مكابر.
فأي وحدة يدعون إليها، وأي اجتماع يرجون؟

والضدّ ليس يجيء منه ضدّه *** أبداً وما الضدّان يجتمعان