المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال عن الملكي بصحيفة الوطن القطرية بمداد من ذهب



الاهلي الراقي
24-10-2014, 04:40 PM
السلام عليكم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ياملوك
قرأت مقال جميل جدا عن الملكي
بقلم/حجي جابر بعنوان (حجي جابر .. «القطرية» حين ترعى «الملكي»!)
وإليكم المقال والرابط
قراءة ممتعة ياملوك وفالنا وفالكم نقاط الرائد بإذن الله


الأسبوع الفائت حمل الكثير من الصخب والإثارة اللذين رافقا توقيع الخطوط القطرية عقد رعاية مع النادي الأهلي السعودي، بمبلغ هو الأضخم في عقود الرعاية الموقّعة في الدوري السعودي.

مبعث هذا الصخب لم يكن من قبل الجمهور الأهلاويّ، الذي فرح ولا شكّ باقتران اسمه بطيران عالميّ، لكنه صدر عن جماهير أندية أخرى، أندية بعينها للدقة، أثار غيظها بعض ما جاء على لسان مسؤولي القطرية حين قالوا إنهم اختاروا الفريق الأكبر في السعودية والأكثر جماهيرية.

قد يبدو طبيعياً ردّ فعل الجماهير الأخرى حين يُفهم في سياق التنافس الذي لا يخبو أبداً، خاصّة أنه ينطلق من فكرة مفادها أن من يغيب عن تحقيق لقب الدوري لثلاثين عاماً لا يستحق أن يوصف بالكبير. وإن كنتُ كأهلاويّ عتيد لا أفهم كي يستعصي على الآخرين رؤية الأهلي بشيء من التجردّ. لا أتحدث هنا عن خزائنه الملأى بالألقاب، ولا إنجازاته في مختلف الألعاب. أقول الأهلي بالذات لأني أنطلق من نفس الفكرة؛ فالنادي الذي يغيب عن الدوري لتلك الفترة الكبيرة دون أن يغيب عنه جمهوره الأعلى حضوراً في الملاعب السعودية، هو نادٍ كبير ولا شكّ.

حين أتحدث عن الأهلي لابدّ من استدعاء الأورغواني الجميل إدواردو غاليانو وكتابه المهم «كرة القدم بين الشمس والظلّ» الصادرة ترجمته العربية في ثلاثمائة وعشرة صفحات عن دار طوى بترجمة صالح علماني. حيث حشد فيه غاليانو عبر أكثر من مائة مرجع الكثير من الذكريات واللحظات الساحرة.

يتحدث غاليانو عن كرة القدم وكيف أنها مرآة للعالم تُقدّم ألف حكاية وحكاية، فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس. ويُهدي كتابه - للمفارقة- إلى أطفال التقاهم في كاليّا دي لاكوستا وهم عائدون من لعب كرة القدم ويغنون: ربحنا أم خسرنا.. لن تتبدل متعتنا.

هذه المتعة يعرفها تماماً جمهور الأهلي، وهو يملأ المدّرجات مأخوذاً بعشق لا يلتفتُ كثيراً إلى الآني والطارىء. كنّا نذهب لنرى الأهلي وحسب، أياً تكن النتيجة. صحيح أن الخسارة مؤلمة، لكنها على هامش ما يجري، سرعان ما يُبدّدها موعد المباراة اللاحقة، حين يُبدع خالد مسعد وعبدالجواد وقبلهما طلال صبحي وحسام أبو داود وأمين دابو إلى آخر قائمة النجوم الذين ما انفكّ النادي الكبير تقديمهم.

يورد إدواردو غاليانو أن صحفياً سأل منجّمة: كيف توضّحين لطفل ما هي السعادة.

فردّتْ عليه: لا أوضّح له، بل أُعطيه كرة ليلعب. بالمثل يمكن قياس العلاقة بين الأهلي وجمهوره، وللأسف أن شرح ذلك بالكلمات يبدو عسيراً. أما غاليانو فيشرح ذلك بطريقته حين يقول: نادرا مايقول المشجع «اليوم سيلعب ناديّ» إنه يقول عادة: «اليوم سنلعب نحن».

ويضيف غاليانو: في بلدان كانت كرة القدم ولا تزال علامة رئيسية من علامات الهوية الجماعية. أنا ألعب إذن أنا موجود. أسلوب اللعب هو طريقة في الحياة. يعكس الوجه الخاص لكل مجتمع ويؤكد حقه في التمييز. قل لي كيف تلعب أقل لك من أنت.

وبالعودة للثلاثين العجاف، التي أصبحتْ أقرب للمسبّة تلجأ إليها جماهير الأندية الأخرى، يُلحّ سؤال: ماذا لوحقق الأهلي الدوري هذا العام، وهو مرشح لذلك بقوة؟ ستختفي حتماً هذه الفكرة تماماً ليصبح الأهلي بطل الدوري، وفي العام التالي يقال عنه حامل اللقب، ثم يتم استدعاء آخر مرة نال فيها اللقب وهي قريبة جدا كما نرى، ويتم نسيان الغياب الكبير كما حدث مع نادٍ آخر مثلاً حين غاب حتى أعياه الغياب قبل أن يعود في نهاية التسعينيات، وينسى تماماً سنواته العجاف الطويلة. إذن ما الذي سيبقى؟ ما هو الجوهريّ هنا؟

هذا السؤال يُعيدنا بداهة لسر عظمة الأهلي، لجمهوره العاشق، للكيان المهيب، لقلعة الكؤوس. وعبره نستطيع بكل يُسر فهم لماذا اختار طيران عالميّ أن يرعى النادي الملكيّ دون غيره.




Al-watan (http://www.al-watan.com/mobile/viewnews.aspx?cat=lastpage2&d=20141019#.VEpKdPmsUpU)