المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آآآية يقشعر منها بدنك وتدمع منها عيناك 00!!



فخر أهلها
19-04-2008, 02:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة\الأخوات 00 الاعزاء أعضاء غرابيل

من منّا لم يقرأ القرآن 00 من منا لم تستوقفه آيات عديده ربما لعدم فهم معناها وربما لإحساس ٍ يشعر به عند قراءتها 00

قال عز من قائل :((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)) الزمر آيه:"23"


كتاب الله عز وجل وقوله الحق 00 الذي تقشعر منه الأبدان وتدمع الأعين وتمتلئ القلوب خشية ورهبة

اليوم احببت كتابة هذا الموضوع وفكرته أن يضيف كل عضو الآية التي تستوقفه أو تستثير بداخله أي شعور ( خوف 00 فرح 00 خشوع 00 بكاء 000 إلخ )

بشرط أن يدرج الآيه وماينتابه من شعور تجاهها ويضيف تفسيرها أيضا من مصدر موثوق حتى تعم الفائده للجميع

وجميعنا يعلم ان كل كلام الله له تأثير في نفوسنا ولكن اعتقد انكم تستوعبون مااعنيه من قولي


وللجميع مني أطيب تحيه وعسى أن ينفعنا الله بما نسمع ونرى

فخر أهلها
19-04-2008, 02:22 AM
هنا سأبدأ أنا

آية تستوقفني كثيراً 00 تشعرني بالحسرة على حياتي

أشعر عند قراءتها برهبة يخالطها خوف يخالطها تصور للحال الوارد فيها


((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)) الكهف آية "104"

التفسير :1- ابن كثير

فَقَالَ " الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيهمْ " فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا " أَيْ عَمِلُوا أَعْمَالًا بَاطِلَة عَلَى غَيْر شَرِيعَة مَشْرُوعَة مَرْضِيَّة مَقْبُولَة " وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " أَيْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْء وَأَنَّهُمْ مَقْبُولُونَ مَحْبُوبُونَ .

2- الطبري

وَقَوْله : { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا } يَقُول : هُمْ الَّذِينَ لَمْ يَكُنْ عَمَلهمْ الَّذِي عَمِلُوهُ فِي حَيَاتهمْ الدُّنْيَا عَلَى هُدًى وَاسْتِقَامَة , بَلْ كَانَ عَلَى جَوْر وَضَلَالَة , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا بِغَيْرِ مَا أَمَرَهُمْ اللَّه بِهِ بَلْ عَلَى كُفْر مِنْهُمْ بِهِ , { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } يَقُول : وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ لِلَّهِ مُطِيعُونَ , وَفِيمَا نَدَبَ عِبَاده إِلَيْهِ مُجْتَهِدُونَ , وَهَذَا مِنْ أَدِلَّة الدَّلَائِل عَلَى خَطَأ قَوْل مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَكْفُر بِاَللَّهِ أَحَد إِلَّا مِنْ حَيْثُ يَقْصِد إِلَى الْكُفْر بَعْد الْعِلْم بِوَحْدَانِيِّتِهِ , وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ فِي هَذِهِ الْآيَة , أَنَّ سَعْيهمْ الَّذِي سَعَوْا فِي الدُّنْيَا ذَهَبَ ضَلَالًا , وَقَدْ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُحْسِنُونَ فِي صُنْعهمْ ذَلِكَ ,

اللهم لاتجعل اعمالنا حسراتٍ يوم القيامه ولاتجعلنا ممن اغتر بعمله وانطبقت عليه هذه الآيه


وهناك أواخر سورة ق ولكن نتركها في رد آخر حتى نستوعب مايكتب في الرد

لكم مني خالص التقدير

قِمَم
19-04-2008, 01:14 PM
مبدعة عزيزتي فخر اهلها جعل هذا الطرح تفخرين به يوم القيامة ,,

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر )البقرة 210

شعور بالرهبة لمجيء رب العالمين سبحانه وتعالى :

التفسير ( ابن عثيمين في كتابه شرح العقيدة الواسطية )


كلنا نفهم من ظاهر هذه الآية أن الله عزوجل يأتي في ظلل من الغمام ( في ) بمعنى أن الظلل تكون محيطة بالله

ومعلوم أن الله واسع عليم ولايحيط به شيء من مخلوقاته

وهنا ( في ) معناها ( مع ) فهي للمصاحبة فقط وليست للظرفية قطعاً ,,,

إذن الله عزوجل يأتي والغمام تصاحبه والسماء تتشقق بغمام

أبيض وظلل عظيمة فيبقى الجو مستنيرا بذلك الغمام الأبيض

لمجيء الله تبارك وتعالى ، والملائكة تنزل من كل سماء

ملائكتها حتى يحيطوا بالناس في أرض المحشر ,,

وهذه الآية تحذير للمكذبين من هول يوم القيامة


تقديري واحترامي

هادي2006
19-04-2008, 10:00 PM
فخر اهلها
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
على الطرح الرائع

فخر أهلها
20-04-2008, 11:20 PM
مبدعة عزيزتي فخر اهلها جعل هذا الطرح تفخرين به يوم القيامة ,,

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر )البقرة 210

شعور بالرهبة لمجيء رب العالمين سبحانه وتعالى :

التفسير ( ابن عثيمين في كتابه شرح العقيدة الواسطية )


كلنا نفهم من ظاهر هذه الآية أن الله عزوجل يأتي في ظلل من الغمام ( في ) بمعنى أن الظلل تكون محيطة بالله

ومعلوم أن الله واسع عليم ولايحيط به شيء من مخلوقاته

وهنا ( في ) معناها ( مع ) فهي للمصاحبة فقط وليست للظرفية قطعاً ,,,

إذن الله عزوجل يأتي والغمام تصاحبه والسماء تتشقق بغمام

أبيض وظلل عظيمة فيبقى الجو مستنيرا بذلك الغمام الأبيض

لمجيء الله تبارك وتعالى ، والملائكة تنزل من كل سماء

ملائكتها حتى يحيطوا بالناس في أرض المحشر ,,

وهذه الآية تحذير للمكذبين من هول يوم القيامة


تقديري واحترامي




المتألقه دوماً قمم

كم يسعدني ان تكوني اول من يعانق هذه الصفحات بكلماته الرقراقة كالماء العذب

شاكره لك مروورك وطرحك القيم

سود العيون
20-04-2008, 11:37 PM
/




\



غاليتي الكريمة فخر أهلها




بورك بكِ وجزاكِ الله خيراً وجعل ما نثرتيه في ميزان حسناتك






وجعلنا الله والجميع ممن يتقون الله حق تقاه








مودتي لقلبك

















سود

/

طيف
20-04-2008, 11:39 PM
جزاك الله الخير


والله يبارك فيك


ويجعلها ربي في ميزان حسناتك

جميل الثبيتي
22-04-2008, 12:24 AM
أختي الموقرة

فخر أهلها

اسأل الله لكم الأجر والثواب فما اروع حلاوة تدبر القرآن

وآياته ومعانيه

قال تعالى في محكم التنزيل :

بسم الله الرحمن الرحيم

" وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) " " سورة ق"
" وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ " أي غمرته شدته، فالإنسان ما دام حياً تكتب عليه أقوال وأفعال يحاسب عليها ثم يجيئه الموت وهو ما يراه عند المعاينة من ظهور الحق فيما كان الله تعـالى وعـده وأوعـده، وقيل : الحق هو الموت سمي حقاً إما لاستحقاقه وإما لانتقاله إلى دار الحق، فعلى هذا يكون في الكلام تقديم وتأخـير، وتقـديره " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ " هكذا قرأها أبو بكر وبن مسعود لأن السكره هي الحق فأضيفت إلى نفسها لاختلاف اللفظين .
وقيل يجوز أن يكون الحق على هذه القراءة هو الله تعالى أي جآءت سكرة أمر الله بالموت، وقيل الحق هو الموت والمعنى وجاءت سكرة الموت بالموت.
" وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ " والسكرة واحدة السكرات، وفي الصحيح عن عائشة رضى الله عنها أن الرسول صـلى الله عليه وسـلم كانت بين يديه ركـوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول : لا إله إلا الله إن للموت سكرات، ثم نصب يديه فجعـل يقول : في الرفيق الأعـلى في الرفيق الأعلى، حتى قبض ومالت يـده . أخرجه البخاري.
وروي عن النبي صـلى الله عليه وسـلم أنه قال : ( إن العبد الصـالح ليعالج الموت وسكراته، وإن مفاصله ليسـلم بعضها على بعض تقول : السلام عليكي تفارقني وأفارقك إلى يوم القيـامة ). وقال عيسى اين مريم : يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يهون عليكم هذه السكرة، يعني سكرات الموت، وروي : إن الموت أشد من ضرب بالسيوف ونشـر بالمناشـيروقـرض بالمقـاريض.
" ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد "ُ أي يقال لمن جاءته سكرة الموت ذلك ما كنت تفر منه وتميل عنه، يقال : حاد عن الشئ يحيد حيودة وحيدة وحيدودة مال عنه وعدل. وأصله حيدودة بتحريك الياء فسكنت، ومعناه الإمـالـة عن الشـئ .
وفي تفسير السعـدي المعنى " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ " يعني وجآءت شدة الموت وغمرته بالحق الذي لا مـرد له ولا مناص ولا مهرب ذلك أيها الإنسان ما كنت منه تروغ وتهـرب.
" وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ " يعني نفـخ في القـرن نفخة البعـث الثانيـة، ذلك الـنفــخ في يوم وقـوع الوعيد الذي توعـد الله به الكفـار.
" وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ " المعنى أن كل نفس جاءت معها ملكان، أحدهما يسوقها إلى المحشر والآخـر يشهد عليها بما عملت في الدنيا من خير أو شـر.
وقوله تعالى " لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ " معناه لقد كنت في غفلة من هذا الذي عاينت اليوم أيها الإنسان، فكشفنا عنك غطاءك الذي غطى قلبك فزالت الغفلة عنك، فبصرك اليوم فيما تشهد قوي شديد.
في معنى " وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ " قرأ عثمـان بن عفـان رضي الله عنه هذه الآية وهو على الـمنبر فقـال : سائق مـلك يسوقهـا إلى أمر الله وشهيد يشهـد عليها بعملهـا، قال القرطبي هذا أصح فإن في حديث جابر بن عبد الله قـال : سمعت رسول الله صـلى الله عليه وسـلم يقول : ( إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله عز وجل له، فإذا أراد الله خلقـه قـال المـلك اكتب رزقه وأثره وأجله واكتبه شقيـاً أو سعـيداً، ثم يرتفع ذلك المـلك ويبعـث الله ملكا آخرفيحفظه حتى يدرك ثم يبعث الله ملكين يكتبـان حسنـاته وسيئـاته فإذا جـآءه المـوت ارتفعا هذان الملكان ثم جآء مـلك الموت عليه السلام فيقبض روحه فإذا أدخل حفرته رد الروح في جسده ثم يرتفع ملك الموت، ثم جآءه ملكـا القـبر فامتحناه ثم يرتفعـان فإذا قامت الساعـة انحط عليه ملك الحسنـات وملك السيئـات فأنشطـا كتاباً معقـوداً في عنقـه ثم حضر معـه واحد سائـق والآخـر شهـيد ثم قـال الله تعـالى " لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْـلَةٍ مّـِنْ هَذَا فَكَشَفْنَـا عَنكَ غِطَـاءكَ فَبَصَـرُكَ الْيَـوْمَ حَـدِيدٌ " قال رسول الله صـلى الله عليه وسـلم : ( " لتركبن طبقاً عن طبق" قال : يعني حالاً بعد حال )، ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( إن قدامكـم أمـراً عظيماً فـاستعيـنوا بالله العظـيم ) .
فالمعنى يا أيها الإنسان لقد كنت في غفلة عن أن كل نفس معها سائق وشهيد لأن هذا لا يعرف إلا من النصـوص الإلهية فكشفنا عنك غظـاءك أي عماك، وفيها أربعة أوجه، أحدها إذا كـان في بطن أمه فولد قـاله السديّ ، الثاني إذا كـان في القبـرفنشـر وهذا معـنى قـول ابن عباس، الثـالث وقت العرض في القيـامة وقـاله مجـاهد، الرابع أنه نزول الوحي وتحمل الرسالة وهذا معنى قـول بن زيـد.
ومعنى " فَبَصَـرُكَ الْيَـوْمَ حَـدِيدٌ " قيل : يراد به بصر القلب كما يقال هو بصير بفطرته فبصر القلب وبصيرته تبصرته شواهد الأفكـار ونتائج الاعتبـار كما تبصر الـعين ما قابلهـا من الأشخـاص والأجسـام وقيل المراد به بصر العين وهو الظاهر أي بصر عينك الـيوم حديد أي قوي نافذ يرى ما كان محجوباً عنه، قال مجاهد " فَبَصَـرُكَ الْيَـوْمَ حَـدِيدٌ " يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتـك وسيئاتـك، وقـال الضحـاك، وقيل : يعـاين ما يصير ِإليه من ثـواب وعقـاب وهو معنى قول بن عباس وقيل يعني أن الكافر يحشر وبصره حـديد ثم يـزرق ويعـمى .

حماك الله أختنا فخر ووقاك

دفا المشاعر
22-04-2008, 12:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن القرآن هو الذي يغسل الحزن من الصدور ’ ويدب الإنتعاش في الروح , ويخفف الحزن والجروح , والعلاج السحري للهموم والغموم والأحزان والبلاء والداء والسحر والنفس والعين ورد كيد الأعداء , هو كتاب الله سبحانه وتعالى كتاب النور والبركة والشفاء والحق والإعجاز الذي عجز النصارى واليهود أن يأتوا بمثل القرآن آية أو كلمة أو حرف ، وصراحة وحقيقة هناك عدة آيات قرآنية منها أحفظها ومنها لا أحفظها ولها وقع وتأثير على نفسي كثيراً منها تخص الموت وسكرته ’ ومنها تخص كثرة المعاصي والذنوب والأعمال الطالحة , ومواضع أخرى أيضاً يجب التأمل والتدبر فيها جيداً ,

/

بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ :

﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾

(طـه:123-126)

------------------

تفسير الآيات من الشيخ ابن باز رحمة الله عليه :

لاحظتم أن القارئ قرأ هذه الآيات دون تلاوة وهذه هي السنة ، فبعض المحاضرين وبعض الخطباء إذا تكلم في أثناء الخطبة وفي أثناء الكلام وأورد آية على سبيل الاستدلال يغير صوته عند ذكر الآية أو عند ذكر محل الشاهد فيقرأها كما يقرأ القرآن ، ولم تكن هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . والعلماء – رحمهم الله – بينوا أن هناك فرقاً بين مقامين :

1. بين مقام إيراد الآية على سبيل التلاوة والقراءة .
2. وبين إيراد الآية على سبيل الاستشهاد والاستدلال .

ففي المقام الثاني قالوا : لا يغير فيها القارئ صوته ولا يقرأها كما يقرأ في تلاوة القرآن ، قالوا : لأن الأحاديث التي وردت وورد فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أورد آية أو بعض آية أثناء الحديث لم يذكر الصحابة رضوان الله عليهم أنه غيَّر صوته ، وللسيوطي رسالة ضمن كتاب ( الحاوي ) (2/297)، اسمها "القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة" قرر فيها الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج، قلت: ومن ذلك هنا تغيير الصوت بالتلاوة عند إرادة القراءة دون الاحتجاج. وهي من البدع الشائعة التي ينبغي الحذر منها.
أقول :

أورد المصنف هذه الآيات للتدليل على أن القرآن الكريم كتاب هداية وكتاب إعجاز وأن من طلب الهدى في غير القرآن الكريم أضله الله .

أما الآية الأولى : فهي قوله تعالى : فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:123-126) .

في هذه الآيات يذكر الله سبحانه وتعالى أنه سيأتي آدم وذريته من الله سبحانه وتعالى رسل (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) يأتي هؤلاء الرسل بالهدى ليخرجوا الناس من الضلال إلى النور ، وتعهد الله سبحانه وتعالى لمن اتبع هذا الهدى أن لا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن هذا الهدى فلم يتبعه ولم يأخذ به ، أو كفر به وأنكره فإنه سيعيش عيشة ضنكاً . قال العلماء : عيشة ضنكاً في الحياة الدنيا ، وعيشة ضنكاً في البرزخ ، وعيشة ضنكاً ستكون له في الآخرة (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) فالعيشة الضنك هنا المراد منها : عيشته في الدنيا وفي البرزخ ، وفي الآخرة هي عيشة ضنك أيضاً . صورتها قال: (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) . هذه الآية فيها مسائل :

1- فيها بيان أن القرآن كتاب هداية وأن لا هدى ولا سعادة ولا خلاص من الشقاء للناس إلا باتباع هذا الهدى، فمن ترك الاهتداء بكتاب الله سبحانه وتعالى وبشرعه سبحانه وتعالى فإنه في ضلال وفي شقاء وفي تعاسة.

2- قوله في هذه الآية : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) الإعراض عن ذكر الله المراد منه: الإعراض عن كتاب الله.
فقوله : (عَنْ ذِكْرِي ) هل هو من باب إضافة الاسم إلى المفعول ؟ أو من باب إضافة الاسم إلى الفاعل ؟ أو إضافة اللفظ إلى الاسم؟

قال العلماء : الصواب أنه من باب إضافة اسم الفاعل إلى الاسم، ولا يصح أن تكون الإضافة إلى المفعول.
ما الفرق بين هذه الثلاثة ؟

** إذا قلت في قوله تعالى : (عَنْ ذِكْرِي ): المراد به : إضافة إلى اسم المفعول؛ فيصير المعنى: من أعرض عن أن يذكر الله يعني بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ونحو ذلك، فـ (ذكري) أي ما يُذكر به سبحانه، وهو قول العبد: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله.

** ولو قلنا : الإضافة من باب الإضافة إلى اسم الفاعل؛ لصار المعنى : من أعرض عن ما ذكره الله، وهو كلامه، الذي هو القرآن العظيم.

** ولو قلنا : إن المعنى من باب الإضافة إلى الاسم فيصير اسم ( الذِّكْر ) هو اسم للكتاب ابتداء فيكون المعنى : من أعرض عن كتاب الله أو عن شرع الله.

فأي المعاني هي المرادة هنا ؟

هل المراد في هذه الآية : من أعرض عن أن يذكر الله ؟
أو المراد في هذه الآية : من أعرض عن شرع الله وعن كتاب الله وعن ما أنزله الله سبحانه وتعالى من كتاب يكون به الهداية ؟

قال العلماء : المعنى الثاني والثالث هو المراد ويدخل فيه ضمناً المعنى الأول ، ولو قلنا : إن المعنى الأول هو المراد لصار دخول المعنى الثاني والثالث فيه بُعْد؛
وعليه فإن الإضافة من باب إضافة الاسم إلى اسم الفاعل أو إلى الاسم .

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ) أي : عن كتابي الذي أنزلته ، أو أعرض عن شرع الله أو دين الله أو كتاب الله .
وقد جاء في القرآن تسمية القرآن بالذكر قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ، سُمي القرآن بالذكر ، فيصير ( عن ذكر الله ) يعني : عن كتاب الله سبحانه وتعالى .

3- الإعراض عن ذكر الله يطلق على ثلاث معان :

الأول: الإعراض بمعنى : الجحود .
الثاني: الإعراض بمعنى التكذيب.

والفرق بين الجحد والتكذيب : أن الجحود يكون باللسان، والقلب يعتقد صدق ما يكذب به، كما قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل:14).

والتكذيب يكون باللسان والقلب، فهو لا يصدق بلسانه ولايعتقد في قلبه كذلك؛ فمن صدق بقلبه وكذب بلسانه فهذا الجحود، ومن كذب بلسانه وبقلبه فهذا التكذيب.

الثالث: الإعراض بمعنى التولي والإدبار عن شرع الله.
وهذه الثلاثة الإعراض فيها كفر أكبر مخرج من الملة.

الرابع: الإعراض بمعنى : عدم العمل بما فيه على وجه المعصية، فإن من خالف شرع الله وارتكب المعاصي والمحرمات ولم يفعل الأوامر والواجبات فقد أعرض عن ذكر الله ولكنه في هذه الصورة لم يكفر كفراً أكبر، ما دام الذي تركه ليس مما يكفر تاركه. والإعراض عن ذكر الله هنا صاحبه من أهل الفسوق ومن أصحاب المعاصي .

الخامس: الإعراض عن ذكر الله بمعنى : عدم ذكر الله باللسان أو بالقلب، وهو التفكر في خلق الله وعظمته سبحانه.

ما المراد في هذه الآية من أنواع الإعراض ؟

قال العلماء : الإعراض في الآية يشمل الأنواع الأربعة الأولى، التي نجملها في قسمين: إعراض على سبيل الكفر، وإعراض على سبيل المعصية؛ بجحود أو تكذيب، ومن أعرض عن ذكري بمعصية أو بترك امتثال لطاعة أو بفعل لمنهي فإن له معيشة ضنكاً.

4- قوله : (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) .

قال العلماء : هذا من ضمن الأدلة التي يوردها أهل العلم على عذاب القبر ، فإن الآية ظاهرة في أن هناك معيشة ضنكاً قبل عذاب الآخرة قبل يوم القيامة وليس قبل القيامة إلا الدنيا والبرزخ ، والمشاهد أن بعض الناس من أهل المعاصي يستدرجه الله سبحانه وتعالى فلا يكون في معيشته نوع من الضنك فأين يصير الضنك إذاً ؟ الجواب : الضنك في عذاب القبر، ولذلك ذكروا في تفسير هذه الآية عن السلف رضوان الله عليهم أنهم فسروا (العذاب الضنك) : بما يكون من عذاب في القبر.

/

مشكورة يالغالية فخر أهلها

موضوع مميز جداً وقيم كثيراً ومفيد , باركَ الله فيك
وجزاكِ المولى الثواب والأجر المديد ,

وإذا سمحت الظروف ستكون لي عودة بآيات أخرى مؤثرة ,

خالص ودي وتقديري

الكحيلي79
22-04-2008, 01:18 AM
بارك الله فيك اختي فخراهلهاعلى هالموضوع الرائع

الاية التي تستوقفني والتي اشعرعند قرائتها بالخوف هي الاية الي اشار اليها اخي جميل
جزاك الله الجنة

ناصر الراشد
22-04-2008, 02:19 AM
موضوع جميل وبارك الله فيك

( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) [التوبة:51]
قال : لم يقل ما كُتِب علينا ، أو كَتَب علينا ؛ لأنه أمرٌ يتعلق بالمؤمن ، أي : الآن المصيبة تُكْتَب على الشخص مثلاً ، لماذا قال : ( مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) ولم يقل : ما كتب الله علينا ؟.

يقول :

لأن المصيبة للمؤمن دائماً تكون له ، أي : في حسناته ؛ لأنه يصبر ، فلا يصيب المؤمن شيء إلا وهو خيرٌ له ، ولذلك قال في الآية : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) ولم يقل : علينا . أ.هـ

نقل ذلك الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان : ( الإمام الوزير ابن هبيرة ) .

ومما يدل على ذلك أيضا :

حديث أبي يحي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم .



أسأل الله أن يصلح أحوالنا ، وأن يلطف بنا ، ويستر علينا .

مبـــارك
22-04-2008, 02:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحبتي هنا


أسعد الله اوقاتكم بكل خير


في البداية اسرني كثيراًَ ان ارى ذلك الاهتمام بالقران من تلك الوجوه الطيبة التي احسبها كذلك والله حسبيهم .. فاللهم اجعله لنا في القبر مؤنسا و نورا و علمنا منه ما جهلنا و ذكرنا منه ما نسينا.. اللهم امين

في الحقيقة القران جميعه يستوقفنا .. ولكن هناك ايات اجبرت ان اقف عندها ..


قال تعالي { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } سورة الحديد آيه (16) .


قال القرطبي : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون، اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}
قوله تعالى: "ألم يأن للذين آمنوا" أي يقرب ويحين، قال الشاعر:
ألم يأن لي يا قلب أن أترك الجهلا وأن يحدث الشيب المبين لنا عقلا
وماضيه أنى بالقصر يأنى. ويقال: آن لك - بالمد - أن تفعل كذا يئين أينا أي حان، مثل أنى لك وهو مقلوب منه. وأنشد ابن السكيت:
ألما يئن لي تجلى عمايتي وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا
فجمع بين اللغتين. وقرأ الحسن "ألما يأن" وأصلها "ألم" زيدت "ما" فهي نفي لقول القائل: قد كان كذا، و"لم" نفي لقوله: كان كذا. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: ما كنا بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" إلا أربع سنين. قال الخليل: العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة، تقول عاتبته معاتبة "أن تخشع" أي تذل وتلين "قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" روي أن المزاح والضحك كثر في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما ترفهوا بالمدينة، فنزلت الآية، ولما نزلت هذه الآية قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يستبطئكم بالخشوع) فقالوا عند ذلك: خشعنا. وقال ابن عباس: إن الله استبطأ قلوب المؤمنين، فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن. وقيل: نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة. وذلك أنهم سألوا سلمان أن يحدثهم بعجائب التوراة فنزلت: "الر تلك آيات الكتاب المبين" [يوسف: 1] إلى قوله: "نحن نقص عليك أحسن القصص" [يوسف: 3] الآية، فأخبرهم أن هذا القصص أحسن من غيره وأنفع لهم، فكفوا عن سلمان، ثم سألوه مثل الأول فنزلت: "الم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" فعلى هذا التأويل يكون الذين آمنوا في العلانية باللسان. قال السدي وغيره: "ألم يأن للذين آمنوا" بالظاهر وأسروا الكفر "أن تخشع قلوبهم لذكر الله". وقيل: نزلت في المؤمنين. قال سعد: قيل يا رسول الله لو قصصت علينا فنزل: "نحن نقص عليك" فقالوا بعد زمان: لو حدثتنا فنزل: "الله نزل أحسن الحديث" [الزمر: 23] فقالوا بعد مدة: لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى: "ألم يأن للذين آمنو أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" ونحوه عن ابن مسعود قال: ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين، فجعل ينظر بعضنا إلى بعض ويقول: ما أحدثنا؟ قال الحسن: استبطأهم وهم أحب خلقه إليه. وقيل: هذا الخطاب لمن آمن بموسى وعيسى دون محمد عليهم السلام لأنه قال عقيب هذا: "والذين آمنوا بالله ورسله" [الحديد: 19] أي ألم يأن للذين آمنوا بالتوراة والإنجيل أن تلين قلوبهم للقران، وألا يكونوا كمتقدمي قوم موسى وعيسى، إذ طال عليهم الأمد بينهم وبين نبيهم فقست قلوبهم.
قوله تعالى: "ولا يكونوا" أي وألا يكونوا فهو منصوب عطفا على "أن تخشع". وقيل: مجزوم على النهي، مجازه ولا يكونن، ودليل هذا التأويل رواية رويس عن يعقوب "لا تكونوا" بالتاء، وهي قراءة عيسى وابن إسحاق. يقول: لا تسلكوا سبيل اليهود والنصارى، أعطوا التوراة والإنجيل فطالت الأزمان بهم. قال ابن مسعود: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم، حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، ثم قالوا: اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل، فإن تابعوكم فاتركوهم وإلا فاقتلوهم. ثم اصطلحوا على أن يرسلوه إلى عالم من علمائهم، وقالوا: إن هو تابعنا لم يخالفنا أحد، وإن ابن قتلناه فلا يختلف علينا بعده أحد، فأرسلوا إليه، فكتب كتاب الله في ورقة وجعلها في قرن وعلقه في عنقه ثم لبس عليه ثيابه، فأتاهم فعرضوا عليه كتابهم، وقالوا: أتؤمن بهذا؟ فضرب بيده على صدره، وقال: آمنت بهذا يعني المعلق على صدره. فافترقت بنو إسرائيل على بضع وسبعين ملة، وخير مللهم أصحاب ذي القرن. قال عبدالله: ومن يعش منكم فسيرى منكرا، وبحسب أحدكم إذا رأى المنكر لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره. وقال مقاتل بن حيان: يعني مؤمني أهل الكتاب طال عليهم الأمد واستبطؤوا بعث النبي صلى الله عليه وسلم "فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون" يعني الذين ابتدعوا الرهبانية أصحاب الصوامع. وقيل: من لا يعلم ما يتدين به من الفقه ويخالف من يعلم. وقيل: هم من لا يؤمن في علم الله تعالى. ثبتت طائفة منهم على دين عيسى حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأمنوا به، وطائفة منهم رجعوا عن دين عيسى وهم الذين فسقهم الله.
وقال محمد بن كعب: كانت الصحابة بمكة مجدبين، فلما هاجروا أصابوا الريف والنعمة، ففتروا عما كانوا فيه، فقست قلوبهم، فوعظهم الله فأفاقوا. وذكر ابن المبارك: أخبرنا مالك بن أنس، قال: بلغني أن عيسى عليه السلام قال لقومه: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون. ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا فيها - أو قال في ذنوبكم - كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان معافى ومبتلى، فأرحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية. وهذه الآية "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" كانت سبب توبة الفضيل بن عياض وابن المبارك رحمهما الله تعالى. ذكر أبو المطرف عبدالرحمن بن مروان القلاني قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق، قال حدثنا علي بن يعقوب الزيات، قال حدثنا إبراهيم بن هشام، قال حدثنا زكريا بن أبي أبان، قال حدثنا الليث بن الحرث قال حدثنا الحسن بن داهر، قال سئل عبدالله بن المبارك عن بدء زهده قال: كنت يوما مع إخواني في بستان لنا، وذلك حين حملت الثمار من ألوان الفواكه، فأكلنا وشربنا حتى الليل فنمنا، وكنت مولعا بضرب العود والطنبور، فقمت في بعض الليل فضربت بصوت يقال له راشين السحر، وأراد سنان يغني، وطائر يصيح فوق رأسي على شجرة، والعود بيدي لا يجيبني إلى ما أريد، وإذا به ينطق كما ينطق الإنسان - يعني العود الذي بيده - ويقول: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" قلت: بلى والله! وكسرت العود، وصرفت من كان عندي، فكان هذا أول زهدي وتشميري. وبلغنا عن الشعر الذي أراد ابن المبارك أن يضرب به العود:
ألم يأن لي منك أن ترحما وتعص العواذل واللوما
وترثي لصب بكم مغرم أقام على هجركم مأتما
يبيت إذا جنه ليله يراعي الكواكب والأنجما
وماذا على الظبي لو أنه أحل من الوصل ما حرما
وأما الفضيل بن عياض فكان سبب توبته أنه عشق جارية فواعدته ليلا، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع قارئا يقرأ: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" فرجع القهقرى وهو يقول: بلى والله قد آن فآواه الليل إلى خربة وفيها جماعة من السابلة، وبعضهم يقول لبعض: إن فضيلا يقطع الطريق. فقال الفضيل: أواه! أراني بالليل أسعى في معاصي الله، قوم من المسلمين يخافونني! اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي إليك جوار بيتك الحرام.


وقال السعدي : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "

. أي : ألم يأت الوقت الذي به تلين قلوبهم ، وتخشع لذكر الله ، الذي هو القرآن ، وتنقاد لأوامره وزواجره ، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد ، على خشوع القلب لله تعالى ، ولما أنزله من الكتاب والحكمة ، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية ، والأحكام الشرعية ، كل وقت ، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك .

" ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد "

، أي : ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب ، والانقياد التام ، ثم لم يدوموا عليه ، ولم يثبتوا ، بل طال عليهم الزمان ، واستمرت بهم الغفلة ، فاضمحل إيمانهم ، وزال إيقانهم .

" فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون "

فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل الله ، وتناطق بالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك ، فإنه سبب لقسوة القلب ، وجمود العين .


وقال الجلالين : (ألم يأن) يحن (للذين آمنوا) نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح (أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل) بالتشديد والتخفيف (من الحق) القرآن (ولا يكونوا) معطوف على تخشع (كالذين أوتوا الكتاب من قبل) هم اليهود والنصارى (فطال عليهم الأمد) الزمن بينهم وبين أنبيائهم (فقست قلوبهم) لم تلن لذكر الله (وكثير منهم فاسقون)



اختي الفاضلة فخر اهلها


شكري لك جبل ... وإعجابي بقلمك جبال


لا حرمك الله اجر هذا الموضوع .. ونفع الله بك الاسلام والمسلمين


تحيـــاتي لك

عبدالعزيز عبيد العدواني
22-04-2008, 03:04 AM
سبحان الله


بحياتي لم أدخل موضوع وأرتاح له كهذا الموضوع


أقسم بالله أن السكينه تلازم أطرافي وتستقر بفؤادي


لله درك على هذا الموضوع الذي لم يسبق لي أن قرأت مثله


هذا هو كتاب الله


هذا هو أعز مصدر لتلقي المعلومات


شكرا من الأعماق أختي فخر اهلهالدعوتي للخير وأهله


وجعلها الله في ميزان حسناتك


ولهذه النشوه لن أضيف شيئا هذه الساعه لكي أستمتع بهذه


الأجواء الإيمانيه



تحياتي لقلبك الطاهر

محمد بن ضاوي
22-04-2008, 06:09 AM
الله يرحمنا برحمته امين ويحسن خاتمتنا ويجعل خير ايامنا يوم نلقاه


جزا الله الجميع كل خير واثابهم على ماقدموا

خــــالـــــد
22-04-2008, 07:50 AM
فخر أهلها
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
جزاك الله خير وبارك الله فيك أختي

طرح رائع وراقي , ومن أجمل ما قرأت في عالم النت

--

يقول تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) ) .

يقول ابن كثير : [ " ومن أعرض عن ذكري " أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال الشقاء وقال العوفي عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب فإذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك وقال الضحاك هو العمل السيئ والرزق الخبيث وكذا قال عكرمة ومالك بن دينار وقال سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قوله معيشة ضنكا قال يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه قال أبو حاتم الرازي : النعمان بن أبي عياض يكنى أبا سلمة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان أنبأنا الوليد أنبأنا عبد الله بن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل " فإن له معيشة ضنكا " قال " ضمة القبر له " والموقوف أصح . وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج أبو السمح عن ابن حجيرة واسمه عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " المؤمن في قبره في روضة خضراء ويفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له قبره كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ " قالوا الله ورسوله أعلم قال " عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رءوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون " رفعه منكر جدا وقال البزار حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا ابن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل " فإن له معيشة ضنكا " قال المعيشة الضنك الذي قال الله إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة . وقال أيضا حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن له معيشة ضنكا قال " عذاب القبر " إسناد جيد وقوله " ونحشره يوم القيامة أعمى " قال مجاهد وأبو صالح والسدي لا حجة له وقال عكرمة عمي عليه كل شيء إلا جهنم ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم " الآية .]
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد

قِمَم
22-04-2008, 11:26 AM
( وَعَنَتِ الوُجوهُ لِلحيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً )

طه :111


تفسيرها :

وقال ابن عباس: "عنت" ذلت.

وقيل: هو من العناء بمعنى التعب؛ وكنى عن الناس بالوجوه؛ لأن أثار الذل إنما تتبين

في الوجه. "للحي القيوم" وفي القيوم ثلاث تأويلات؛

أحدهما: أنه القائم بتدبير الخلق.

الثاني: أنه القائم على كل نفس بما كسبت.

الثالث: أنه الدائم الذي لا يزول ولا يبيد.

وقد مضى في "البقرة". "وقد خاب من حمل ظلما" أي خسر من حمل شركا.

( الحي ) و ( القيوم ) اسمان فيهما من الكمال الذاتي والكمال السلطاني

( الحي ) كمال الذات فلا يموتُ أبدا

( القيوم ) كمال السلطان فلا يفقد ملكه أبدا فهو يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

تفسير القرطبي / وابن عثيمين

دفء البوح
22-04-2008, 05:13 PM
قال تعالى

(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا , ونحشره يوم القيامة أعمى , قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا, قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )


تفسير ابن كثير

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

" ومن أعرض عن ذكري " أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال الشقاء وقال العوفي عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب فإذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك وقال الضحاك هو العمل السيئ والرزق الخبيث



,


فخر اهلها

بارك الله فيك على هذه الفكره الرائعه التي من خلالها تدبرنا بعض من ايات الله

جعله الله في موازين حسناتك

ولك خالص تحياتي

اذكر الله
22-04-2008, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)


قوله تعالى: «و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين» كلام منهم وارد مورد الاستهزاء مبني على الإنكار، و لعله لذلك جيء باسم الإشارة الموضوعة للقريبة و لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و المؤمنين كثيرا ما كانوا يسمعونهم حديث يوم القيامة و ينذرونهم به، و الوعد يستعمل في الخير و الشر إذا ذكر وحده و إذا قابل الوعيد تعين الوعد للخير و الوعيد للشر.

قوله تعالى: «ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم و هم يخصمون» النظر بمعنى الانتظار، و المراد بالصيحة نفخة الصور الأولى بإعانة السياق، و توصيف الصيحة بالوحدة للإشارة إلى هوان أمرهم على الله جلت عظمته فلا حاجة إلى مئونة زائدة، و «يخصمون» أصله يختصمون من الاختصام بمعنى المجادلة و المخاصمة.

و الآية جواب لقولهم: «متى هذا الوعد» مسوقة سوق الاستهزاء بهم و الاستهانة بأمرهم كما كان قولهم كذلك، و المعنى ما ينتظر هؤلاء القائلون: متى هذا الوعد في سؤالهم عن وقت الوعد المنبىء عن الانتظار إلا صيحة واحدة - يسيرة علينا بلا مئونة و لا تكلف - تأخذهم فلا يسعهم أن يفروا و ينجوا منها و الحال أنهم غافلون عنها يختصمون فيما بينهم.

قوله تعالى: «فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون» أي يتفرع على هذه الصيحة بما أنها تفاجئهم و لا تمهلهم أن يموتوا من فورهم فلا يستطيعوا توصية - على أن الموت يعمهم جميعا دفعة فلا يترك منهم أحدا يوصى إليه - و لا أن يرجعوا إلى أهلهم إذا كانوا في الخارج من بيوتهم مثلا.

قوله تعالى: «و نفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون» هذه هي نفخة الصور الثانية التي بها الإحياء و البعث، و الأجداث جمع جدث و هو القبر و النسل الإسراع في المشي و في التعبير عنه بقوله: «إلى ربهم» تقريع لهم لأنهم كانوا ينكرون ربوبيته و الباقي ظاهر.

قوله تعالى: «قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون» البعث الإقامة، و المرقد محل الرقاد و المراد به القبر، و تعبيرهم عنه تعالى بالرحمن نوع استرحام و قد كانوا يقولون في الدنيا: «و ما الرحمن:» الفرقان: - 60، و قوله: «و صدق المرسلون» عطف على قوله: «هذا ما وعد الرحمن» و الجملة الفعلية قد تعطف على الاسمية.


و قولهم: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا مبني على إنكارهم البعث و هم في الدنيا و رسوخ أثر الإنكار و الغفلة عن يوم الجزاء في نفوسهم و هم لا يزالون مستغرقين في الأهواء فإذا قاموا من قبورهم مسرعين إلى المحشر فاجأهم الورود في عالم لا يستقبلهم فيه إلا توقع الشر فأخذهم الفزع الأكبر و الدهشة التي لا تقوم لها الجبال و لذا يتبادرون أولا إلى دعوة الويل و الهلاك كما كان ذلك دأبهم في الدنيا عند الوقوع في المخاطر ثم سألوا عمن بعثهم من مرقدهم لأن الذي أحاط بهم من الدهشة أذهلهم من كل شيء.

ثم ذكروا ما كانت الرسل (عليهم السلام) يذكرونهم به من الوعد الحق بالبعث و الجزاء فشهدوا بحقية الوعد و استعصموا بالرحمة فقالوا: «هذا ما وعد الرحمن» على ما هو دأبهم في الدنيا حيث يكيدون عدوهم إذا ظهر عليهم بالتملق و إظهار الذلة و الاعتراف بالظلم و التقصير ثم صدقوا الرسل بقولهم: «و صدق المرسلون».

و بما تقدم ظهر أولا وجه دعوتهم بالويل إذا بعثوا.

و ثانيا وجه سؤالهم عمن بعثهم من مرقدهم الظاهر في أنهم جاهلون به أولا ثم إقرارهم بأنه الذي وعده الرحمن و تصديقهم المرسلين فيما بلغوا عنه تعالى.

و يظهر أيضا أن قوله: «من بعثنا من مرقدنا» إلخ و قوله: «هذا ما وعد الرحمن» إلخ.

من قولهم.

و قيل: قوله: «و صدق المرسلون» عطف على مدخول «ما» و «ما» موصولة أو مصدرية و «هذا ما وعد الرحمن» إلخ جواب من الله أو من الملائكة أو من المؤمنين لقولهم: «من بعثنا من مرقدنا»؟.

و غير خفي أنه خلاف الظاهر و خاصة على تقدير كون «ما» مصدرية و لو كان قوله: «هذا ما وعد الرحمن» إلخ.

جوابا من الله أو الملائكة لقولهم: «من بعثنا من مرقدنا» لأجيب بالفاعل دون الفعل لأنهم سألوا عن فاعل البعث! و ما قيل: إن العدول إليه لتذكير كفرهم و تقريعهم عليه مع تضمنه الإشارة إلى الفاعل هذا.

لا يغني طائلا.

و ظهر أيضا أن قوله: «هذا ما وعد الرحمن» مبتدأ و خبر، و قيل «هذا» صفة لمرقدنا بتأويل اسم الإشارة إلى المشتق و «ما» مبتدأ خبره محذوف تقديره ما وعد الرحمن حق و هو بعيد عن الفهم.

قوله تعالى: «إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون» اسم كان محذوف و التقدير إن كانت الفعلة أو النفخة إلا نفخة واحدة تفاجئهم أنهم مجموع محضرون لدينا من غير تأخير و مهلة.

و التعبير بقوله: «لدينا» لأن اليوم يوم الحضور لفصل القضاء عند الله سبحانه.

قوله تعالى: «فاليوم لا تظلم نفس شيئا و لا تجزون إلا ما كنتم تعملون» أي في هذا اليوم يقضي بينهم قضاء عدلا و يحكم حكما حقا فلا تظلم نفس شيئا.

و قوله: «و لا تجزون إلا ما كنتم تعملون» عطف تفسير لقوله: فاليوم لا تظلم نفس شيئا» و هو في الحقيقة بيان برهاني لانتفاء الظلم يومئذ لدلالته على أن جزاء أعمال العاملين يومئذ نفس أعمالهم، و لا يتصور مع ذلك ظلم لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه و تحميل العامل عمله وضع الشيء في موضعه ضرورة.

و خطاب الآية من باب تمثيل يوم القيامة و إحضاره و إحضار من فيه بحسب العناية الكلامية، و ليس - كما توهم - حكاية عما سيقال لهم أو يخاطبون به من جانب الله سبحانه أو الملائكة أو المؤمنين يوم القيامة فلا موجب له من جهة السياق.

و المخاطب بقوله: «و لا تجزون إلا ما كنتم تعملون» السعداء و الأشقياء جميعا.

و ما قيل عليه أن الحصر يأبى التعميم فإنه تعالى يوفي المؤمنين أجورهم و يزيدهم من فضله أضعافا مضاعفة مدفوع بأن الحصر في الآية نازل إلى جزاء العمل و أجره و ما يدل من الآيات على المزيد كقوله: «لهم ما يشاءون فيها و لدينا مزيد:» ق: - 35 أمر وراء الجزاء و الأجر خارج عن طور العمل.


و ربما أجيب عنه بأن معنى الآية أن الصالح لا ينقص ثوابه و الطالح لا يزاد عقابه فإن الحكمة تنافيه أما زيادة الثواب و نقض العقاب فلا مانع منه أو أن المراد بقوله: «لا تجزون إلا ما كنتم تعملون» أنكم لا تجزون إلا من جنس عملكم إن خيرا فخير و إن شرا فشر.

و فيه أن مدلول الآية لو كان ما ذكر اندفع الإشكال لكن الشأن في دلالتها على ذلك.

قوله تعالى: «إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون» الشغل الشأن الذي يشغل الإنسان و يصرفه عما عداه، و الفاكه من الفكاهة و هي التحدث بما يسر أو التمتع و التلذذ و لا فعل له من الثلاثي المجرد على ما قيل.

و قيل: «فاكهون» معناه ذوو فاكهة نحو لابن و تامر و يبعده أن الفاكهة مذكورة في السياق و لا موجب لتكرارها.

و المعنى أن أصحاب الجنة في هذا اليوم في شأن يشغلهم عن كل شيء دونه و هو التنعم في الجنة متمتعون فيها.

قوله تعالى: «هم و أزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون» الظلال جمع ظل و قيل جمع ظلة بالضم و هي السترة من الشمس من سقف أو شجر أو غير ذلك، و الأريكة كل ما يتكأ عليه من وسادة أو غيرها.

و المعنى: هم أي أصحاب الجنة و أزواجهم من حلائلهم المؤمنات في الدنيا أو من الحور العين في ظلال أو أستار من الشمس و غيرها متكئون على الأرائك اتكاء الأعزة.

قوله تعالى: «لهم فيها فاكهة و لهم ما يدعون» الفاكهة ما يتفكه به من الثمرات كالتفاح و الأترج و نحوهما، و قوله: «يدعون» من الادعاء بمعنى التمني أي لهم في الجنة فاكهة و لهم فيها ما يتمنونه و يطلبونه.

قوله تعالى: «سلام قولا من رب رحيم» سلام مبتدأ محذوف الخبر و التنكير للتفخيم و التقدير سلام عليهم أو لهم سلام، و «قولا» مفعول مطلق لفعل محذوف و التقدير أقوله قولا من رب رحيم.

و الظاهر أن السلام منه تعالى و هو غير سلام الملائكة المذكور في قوله: «و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار:» الرعد: - 24.

قوله تعالى: «و امتازوا اليوم أيها المجرمون» أي و نقول اليوم للمجرمين امتازوا من أصحاب الجنة و هو تمييزهم منهم يوم القيامة و إنجاز لما في قوله في موضع آخر: «أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار:» ص: - 28، و قوله أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سواء محياهم و مماتهم:» الجاثية: - 21.

قوله تعالى: «أ لم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين» العهد الوصية، و المراد بعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس و يأمر به إذ لا طاعة إلا لله أو من أمر بطاعته، و قد علل النهي عن طاعته بكونه عدوا مبينا لأن العدو لا يريد بعدوه خيرا.

و قيل: المراد بعبادته عبادة الآلهة من دون الله و إنما نسبت إلى الشيطان لكونها بتسويله و تزيينه، و هو تكلف من غير موجب.

و إنما وجه الخطاب إلى المجرمين بعنوان أنهم بنو آدم لأن عداوة الشيطان إنما نشبت أول ما نشبت بآدم حيث أمر أن يسجد له فأبى و استكبر فرجم ثم عاد ذريته بعداوته و أوعدهم كما حكاه الله تعالى إذ قال: «أ رأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا:» الإسراء: - 62.


و أما عهده تعالى و وصيته إلى بني آدم أن لا يطيعوه فهو الذي وصاهم به بلسان رسله و أنبيائه و حذرهم عن اتباعه كقوله تعالى: «يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة:» الأعراف: - 27: و قوله: «و لا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين:» الزخرف: - 62.

و قيل: المراد بالعهد عهده تعالى إليهم في عالم الذر حيث قال: «أ لست بربكم قالوا بلى».

و قد عرفت مما قدمناه في تفسير آية الذر أن العهد الذي هناك هو بوجه عين العهد الذي وجه إليهم في الدنيا.

قوله تعالى: «و أن اعبدوني هذا صراط مستقيم» عطف تفسير لما سبقه، و قد تقدم كلام في معنى الصراط المستقيم في تفسير قوله: «اهدنا الصراط المستقيم» من سورة الفاتحة.

قوله تعالى: «و لقد أضل منكم جبلا كثيرا أ فلم تكونوا تعقلون» الجبل الجماعة و قيل: الجماعة الكثيرة و الكلام مبني على التوبيخ و العتاب.

قوله تعالى: «هذه جهنم التي كنتم توعدون» أي كان يستمر عليكم الإيعاد بها مرة بعد مرة بلسان الأنبياء و الرسل (عليهم السلام) و أول ما أوعد الله سبحانه بها حين قال لإبليس: «إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين و إن جهنم لموعدهم أجمعين:» الحجر: - 43 و في لفظ الآية إشارة إلى إحضار جهنم يومئذ.

قوله تعالى: «اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون» الصلا.

اللزوم و الاتباع، و قيل: مقاساة الحرارة و يظهر بقوله: «بما كنتم تكفرون» أن الخطاب للكفار و هم المراد بالمجرمين.

قوله تعالى: «اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون» أي يشهد كل منها بما كانوا يكسبونه بواسطته فالأيدي بالمعاصي التي كسبوها بها و الأرجل بالمعاصي الخاصة بها على ما يعطيه السياق.

و من هنا يظهر أن كل عضو ينطق بما يخصه من العمل و أن ذكر الأيدي و الأرجل من باب الأنموذج و لذا ذكر في موضع آخر السمع و البصر و الفؤاد كما في سورة الإسراء الآية 36.

و في موضع آخر الجلود كما في سورة حم السجدة الآية 20، و سيأتي بعض ما يتعلق به من الكلام في تفسير سورة حم السجدة إن شاء الله.

بحث روائي

في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «ما ينظرون إلا صيحة واحدة» الآية قال: ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة و هم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله و لا يوصي بوصية، و ذلك قوله عز و جل: «فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون».

و في المجمع، في الحديث: تقوم الساعة و الرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان فما يطويانه حتى تقوم الساعة، و الرجل يرفع أكلته إلى فيه حتى تقوم الساعة، و الرجل يليط 1 حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم:. أقول: و روي هذا المعنى في الدر المنثور عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و كذا عن قتادة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) مرسلا.

و في تفسير القمي،: و قوله عز و جل: «و نفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون» قال:. من القبور: و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله: تعالى «يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا» فإن القوم كانوا في القبور فلما قاموا حسبوا أنهم كانوا نياما و قالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا. قالت الملائكة: هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون.


و في الكافي، بإسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبو ذر رحمه الله يقول في خطبته: و ما بين الموت و البعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها.

و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون» قال يفاكهون النساء و يلاعبونهن.

و فيه، في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله عز و جل: «في ظلال على الأرائك متكئون» الأرائك السرر عليها الحجال.

و فيه،: في قوله عز و جل: «سلام قولا من رب رحيم» قال: السلام منه هو الأمان. و قوله: «و امتازوا اليوم أيها المجرمون» قال: إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتى يلجمهم العرق فينادون: يا رب حاسبنا و لو إلى النار قال: فيبعث الله رياحا فتضرب بينهم و ينادي مناد: «و امتازوا اليوم أيها المجرمون» فيميز بينهم فصار المجرمون في النار، و من كان في قلبه الإيمان صار إلى الجنة.

أقول: و قد ورد في بعض الروايات أن الله سبحانه يتجلى لهم فيشتغلون به عن كل من سواه ما دام التجلي و المراد به ارتفاع كل حجاب بينهم و بين ربهم دون الرؤية البصرية التي لا تتحقق إلا بمقارنة الجهات و الأبعاد فإنها مستحيلة في حقه تعالى.

و في اعتقادات الصدوق، قال (عليه السلام): من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، و إن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس.

و في الكافي، بإسناده عن محمد بن سالم عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: و ليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عز و جل: «فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم - و لا يظلمون فتيلا:» الإسراء: - 71.

و في تفسير العياشي، عن مسعد بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة يصف هول يوم القيامة: ختم الله على الأفواه فلا تكلم و تكلمت الأيدي و شهدت الأرجل و نطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا.

أقول: و في هذا المعنى روايات أخر يأتي بعضها في ذيل تفسير قوله تعالى: «شهد عليهم سمعهم و أبصارهم و جلودهم» الآية: حم السجدة: - 20، و تقدم بعضها في الكلام على قوله: «إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا:» الإسراء: - 36.






الرائعة فخر أهلها

موضوع هااااااااااااام ورائع

كروعة تواجدك الدائم

وكروعة طرحك الهادف

بارك الله فيك وفي جهودك الطيبة

تقديري وفائق إحترامي وودي

داليا الدوسري
22-04-2008, 07:08 PM
الأخت الفاضلة 00 والغالية 00


فخر أهلها 000

تلقيت دعوتك 00 الكريمة 00 لهذه الروضة الغناء 00


التي أسأل الله العلى القدير أن يجزيك عنا الفردوس الأعلى


فشرفني 000 أن ألبي 00 الدعوة 00


لاحرمك الله الأجر 00


آية دائما ماتستوقفني 000 وتحدث في نفسي 00 الخوف 00

والرهبة 00 ويزداد ذلك الشعور عندما أرى بعض التقصير من عباد الله 00

وأتحسر على حالنا00 وأشكوا إلى الله ضعفنا 00 وأدعوه أن يغفر ذنبنا 00 ويصفح عن مذنبنا00

إنه الرحمن الرحيم 00


قال الله تعالى ( إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة

معرضون ) الآية الأولى من سورة الأنبياء


تفسير أبن كثير


اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى { اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابهمْ وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : دَنَا حِسَاب النَّاس عَلَى أَعْمَالهمْ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي دُنْيَاهُمْ وَنِعَمهمْ الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِمْ فِيهَا فِي أَبْدَانهمْ , وَأَجْسَامهمْ , وَمَطَاعِمهمْ , وَمَشَارِبهمْ , وَمَلَابِسهمْ وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ نِعَمه عِنْدهمْ , وَمَسْأَلَته إِيَّاهُمْ مَاذَا عَمِلُوا فِيهَا وَهَلْ أَطَاعُوهُ فِيهَا , فَانْتَهَوْا إِلَى أَمْره وَنَهْيه فِي جَمِيعهَا , أَمْ عَصَوْهُ فَخَالَفُوا أَمْره فِيهَا ؟ { وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ } يَقُول : وَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَمَّا اللَّه فَاعِل بِهِمْ مِنْ ذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة , وَعَنْ دُنُوّ مُحَاسَبَته إِيَّاهُمْ مِنْهُمْ , وَاقْتِرَابه لَهُمْ فِي سَهْو وَغَفْلَة , وَقَدْ أَعْرَضُوا عَنْ ذَلِكَ , فَتَرَكُوا الْفِكْر فِيهِ وَالِاسْتِعْدَاد لَهُ وَالتَّأَهُّب , جَهْلًا مِنْهُمْ بِمَا هُمْ لَاقُوهُ عِنْد ذَلِكَ مِنْ عَظِيم الْبَلَاء وَشَدِيد الْأَهْوَال . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله { وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل , وَجَاءَ الْأَثَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 18462 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو الْوَلِيد , قَالَ : ثني أَبُو مُعَاوِيَة , قَالَ : أَخْبَرَنَا الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي صَالِح , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ } قَالَ : " فِي الدُّنْيَا "

تفسير القرطبي

أقترب للناس حسابهم


قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود : الْكَهْف وَمَرْيَم وَطَه وَالْأَنْبِيَاء مِنْ الْعِتَاق الْأُوَل , وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي يُرِيد مِنْ قَدِيم مَا كُسِبَ وَحُفِظَ مِنْ الْقُرْآن كَالْمَالِ التِّلَاد . وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْنِي جِدَارًا فَمَرَّ بِهِ آخَر فِي يَوْم نُزُول هَذِهِ السُّورَة , فَقَالَ الَّذِي كَانَ يَبْنِي الْجِدَار : مَاذَا نَزَلَ الْيَوْم مِنْ الْقُرْآن ؟ فَقَالَ الْآخَر : نَزَلَ " اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابهمْ وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ " فَنَفَّضَ يَده مِنْ الْبُنْيَان , وَقَالَ : وَاَللَّه لَا بَنَيْت أَبَدًا وَقَدْ اِقْتَرَبَ الْحِسَاب
" اِقْتَرَبَ " أَيْ قَرُبَ الْوَقْت الَّذِي يُحَاسَبُونَ فِيهِ عَلَى أَعْمَالهمْ .
" لِلنَّاسِ " قَالَ اِبْن عَبَّاس : الْمُرَاد بِالنَّاسِ هُنَا الْمُشْرِكُونَ بِدَلِيلِ قَوْله تَعَالَى : " إِلَّا اِسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ " إِلَى قَوْله : " أَفَتَأْتُونَ السِّحْر وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ " . وَقِيلَ : النَّاس عُمُوم وَإِنْ كَانَ الْمُشَار إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْت كُفَّار قُرَيْش ; يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ مَا بَعْد مِنْ الْآيَات ; وَمَنْ عَلِمَ اِقْتِرَاب السَّاعَة قَصُرَ أَمَله , وَطَابَتْ نَفْسه بِالتَّوْبَةِ , وَلَمْ يَرْكَن إِلَى الدُّنْيَا , فَكَأَنَّ مَا كَانَ لَمْ يَكُنْ إِذَا ذَهَبَ , وَكُلّ آتٍ قَرِيب , وَالْمَوْت لَا مَحَالَة آتٍ ; وَمَوْت كُلّ إِنْسَان قِيَام سَاعَته ; وَالْقِيَامَة أَيْضًا قَرِيبَة بِالْإِضَافَةِ إِلَى مَا مَضَى مِنْ الزَّمَان , فَمَا بَقِيَ مِنْ الدُّنْيَا أَقَلّ مِمَّا مَضَى . وَقَالَ الضَّحَّاك : مَعْنَى " اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابهمْ " أَيْ عَذَابهمْ يَعْنِي أَهْل مَكَّة ; لِأَنَّهُمْ اِسْتَبْطَئُوا مَا وُعِدُوا بِهِ مِنْ الْعَذَاب تَكْذِيبًا , وَكَانَ قَتْلهمْ يَوْم بَدْر . النَّحَّاس : وَلَا يَجُوز فِي الْكَلَام اِقْتَرَبَ حِسَابهمْ لِلنَّاسِ ; لِئَلَّا يَتَقَدَّم مُضْمَر عَلَى مُظْهَر لَا يَجُوز أَنْ يَنْوِي بِهِ التَّأْخِير .


وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ

اِبْتِدَاء وَخَبَر . وَيَجُوز النَّصْب فِي غَيْر الْقُرْآن عَلَى الْحَال . وَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدهمَا : " وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ " يَعْنِي بِالدُّنْيَا عَنْ الْآخِرَة . الثَّانِي : عَنْ التَّأَهُّب لِلْحِسَابِ وَعَمَّا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهَذَا الْوَاو عِنْد سِيبَوَيْهِ بِمَعْنَى " إِذْ " وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا النَّحْوِيُّونَ وَاو الْحَال ; كَمَا قَالَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " يَغْشَى طَائِفَة مِنْكُمْ وَطَائِفَة قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسهمْ " [ آل عِمْرَان : 154 ] .


أسال الله أن يتولانا 00 برحمته 00 وأن يجعل حسابنا يسيراً


وكتابنا يمينا00 ومالناإلى الجنة خلودا00


كتب الله أجرك 00 ورفع ذكرك 00 وغفر ذنبك 00 وقبل عذرك 00

تقبلي فائق الود والتقدير

حـ ـلات
22-04-2008, 11:48 PM
جزيت خيرا

فخر أهلها
24-04-2008, 01:47 AM
فخر اهلها
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
على الطرح الرائع

حياك الله هادي

اله يبارك بالجميع

تمنيت لو انك شاركت معنا بمالديك في هذا الموضوع

لاتحرمنا تواجدك

تقديري واحترامي

بـيـبـرس
25-04-2008, 01:25 AM
وعـلـيـكـم الـسـلا م ورحـمـة الله وبـركـاتـه
يـافـخـر
خـطـوة مـبـاركـة بـإذن الله
أسـأل الله عـز وجـل أن يـجـعـلـهـا بـمـوازيـن حـسـنـاتـك
ويـكـفـر بـه عـن سـيـئـاتـك.
وبـمـا أنـي قـراءت المـوضـوع بـسـرعـة مـتـنـاهـيـة
وكـونـي لا أعـد لـمـا أريـد كـتـابـتـه ، لـذا أعـتـذر
لـعـدم تـوثـيـق مـا أريـد كـتـابـتـه حـول وصـف مـا يـنـتـابـنـي مـن شـعـور أثـنـاء قـراءتـي لـقـول الله عـز وجـل ( سـنـفـرغ لـكـم أيـهـا الـثـقـلان )
آيـة كـلـمـا قـرأتـهـا ، إرتـعـدت فـرائـصـي وبـث أسـأل نـفـسـي الأمـارة بـالـسـؤ
مـاذا سـيـفـعـل بـك وبـهـذا الـجـسـد وأي مـرد سـوف يـكـون مـثـواك
إلـى جـنـة عـرضـهـا الـسـمـوات والأرض
أم إلـى نـار وقـودهـا الـنـاس والـحـجـارة .
فـخـر أهـلـهـا
أكـرر إعتـذاري لـك .
والله يـعـطـيـك الـعـافـيـة
وأن يـغـفـر لـي ولـك ولـوالـديـنـا وللمـؤمـنـيـن والمـؤمـنـات الأحـيـاء مـنـهـم والأمـوات
وأن يـحـفـظـك ويـسـعـدك فـي الـدنـيـا والآخـرة
تـحـيـتـي لـك

إشراقـ أمل ـة
25-04-2008, 06:14 PM
قال الله تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}


قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: آسفونا أسخطونا, وقال الضحاك عنه: أغضبونا, وهكذا قال ابن عباس أيضاً ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي وقتادة والسدي وغيرهم من المفسرين.


وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا عبيد الله بن أخي ابن وهب, حدثنا عمي, حدثنا ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم التجيبي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيت الله تبارك وتعالى يعطي العبد ما يشاء وهو مقيم على معاصيه, فإنما ذلك استدراج منه له» ثم تلا صلى الله عليه وسلم: {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين}


وحدثنا أبي, حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني, حدثنا قيس بن الربيع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: كنت عند عبد الله رضي الله عنه, فذكر عنده موت الفجأة, فقال: تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر, ثم قرأ رضي الله عنه {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: وجدت النقمة مع الغفلة يعني قوله تبارك وتعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} وقوله سبحانه وتعالى: {فجعلناهم سلفاً ومثلاً للاَخرين}


قال أبو مجلز: سلفاً لمثل من عمل بعملهم. وقال هو ومجاهد: ومثلاً أي عبرة لمن بعدهم, والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب, وإليه المرجع والمآب.


أختي فخر أهلها

أثابك الله الجنان على الموضوع القيم

فخر أهلها
26-04-2008, 01:33 PM
/




\



غاليتي الكريمة فخر أهلها




بورك بكِ وجزاكِ الله خيراً وجعل ما نثرتيه في ميزان حسناتك






وجعلنا الله والجميع ممن يتقون الله حق تقاه








مودتي لقلبك

















سود

/

حياك الله سود

وجزاك الله خير الجزاء على هالدعوه

تمنيت لوانك شاركتينا في الطرح لتعم الفائده للجميع

اتمنى عودتك

ولك اعذب تحيه

حســــام
26-04-2008, 04:25 PM
جزاك الله خيرا

فخر أهلها
11-05-2008, 02:10 AM
اخي الفاضل جميل

جزاك الله خير الجزاء

آيات وشرح تغسل صدأ القلوب

وللامانه قرات هذه الايات كثيرا ولكن كنت اجهل كثيرا من التفسير الذي طرحته

لاحرمك الله الاجر

قِمَم
14-05-2008, 02:20 PM
قوله تعالى : (( وقالت اليهودُ يدُ اللهِ مغلولةٌ غلتْ أيديهمْ ولُعنوا بما قالوا بل يداهُ مبسوطتانِ ينفقُ كيفَ يشاء))

فـ ( يد) أفردوها ؛ لأن اليد الواحدة أقل عطاء من اليدين الثنتين ، ولهذا جاء الجواب بالتثنية والبسط

فقال تعالى ردا عليهم : (( بل يداه مبسوطتان ))

ولما وصفوا الله بهذا العيب ؛ عاقبهم الله بماقالوا ، فقال :( غُلّت أيديهم ) ؛ أي مُنعت عن الإنفاق ، ولهذا كان اليهود أشد

الناس جمعا للمال ومنعا للعطاء ؛ فهم أبخل عباد الله ، وأشدهم شحا في طلب المال

ولايمكن أن ينفقوا فلسا ؛ إلا وهم يظنون أنهم سيكسبون بدله درهماً

وماأقاموا الجعيات الخيرية والتبرعات إلا وأنهم يريدون حقيقة أن يسيطروا على العالم ,,,

( ولعنوا بما قالوا ) ؛ أي طردوا وأبعدوا عن رحمة الله عزوجل ؛

لأن البلاء موكل بالمنطق ؛ فهم لما وصفوا الله بالإمساك ؛ طردوا وأبعدوا عن رحمته,,,

المصدر : الواسطية لإبن عثيمين رحمه الله

تقديري واحترامي للجميع

ينابيع الأمل
24-05-2008, 07:33 AM
الف شكر لك على الموضوع المميز
جزاك الله خير الجزاء
وجلك الله مثواك الجنة

محمد الروقي
23-06-2008, 07:14 PM
اختي مشكوره على الموضوع الطيب الطاهر

كطهارتك جزاك الله كل خير واثابك على ماتبذلينه


والقران يا عزيزتي كل ايه فيه تجعل المسلم التقي الخاشع يخشع لهااا

وليس به حرف او كلمه او ايه يختارها المسلم ويستغني عن غيرهااا


فكله مكرم وعنه قال الله عز وجل


مافرطنا فالكتاب من شي



ولو انزلناه على جبل الايه

فكيف المسلم


لك كل شكري وتقديري

على التذكير

مبـــارك
23-06-2008, 09:26 PM
قال تعالى :

( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تقسير هذه الآية :
يخبر عز وجل عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ؛ جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ، ليحذر الناس علمه فيهم :فيستحيوا من الله تعالى حق الحياء ، ويتقوه حق تقواه ، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه فإنه عز وجل يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر .

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى " يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء أو تمر به وبهم المرأة الحسناء فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض وقد اطلع الله تعالى من قلبه أنه ود أن لو اطلع على فرجها "رواه ابن أبي حاتم .

وقال الضحاك " خَائِنَة الْأَعْيُن " هو : الغمز وقول الرجل : رأيت ولم ير ، أو لم أر وقد رأى .

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : "يعلم الله تعالى من العين في نظرها هل تريد الخيانة أم لا ؟ " .

وكذا قال مجاهد وقتادة .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى " وَمَا تُخْفِي الصُّدُور " يعلم إذا أنت قدرت عليها هل تزني بها أم لا ؟ .

وقال السدي " وَمَا تُخْفِي الصُّدُور " أي من الوسوسة )

قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير الآية :

قال المؤرج : فيه تقديم وتأخير ؛ أي : يعلم الأعين الخائنة .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمر المرأة فيسارقهم النظر إليها .
وعنه رضي الله عنهما : هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره , فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر , فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره , وقد علم الله عز وجل منه أنه يود لو نظر إلى عورتها .
وقال مجاهد : هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه .
وقال قتادة : هي الهمْزة بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى .
وقال الضحاك : هي قول الإنسان ما رأيت وقد رأى أو رأيت وما رأى .
وقال السدي : إنها الرمْز بالعين .
وقال سفيان : هي النظرة بعد النظرة .
وقال الفراء : " خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ " النظرة الثانية " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" النظرة الأولى .
وقال ابن عباس : " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" أي هل يزني بها لو خلا بها أو لا .
وقيل : " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" تكنه وتضمره .

ولما جيء بعبد الله بن أبي سرح إلى رسول الله لي الله عليه وسلم , بعد ما اطمأن أهل مكة وطلب له الأمان عثمان رضي الله عنه , صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال : " نعم " فلما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله : ( ما صمتُّ إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه ) فقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلي يا رسول الله , فقال : ( إن النبي لا تكون له خائنة أعين )



اصلح الله قلوبنا


لي عودة بإذن الله



تحيــــاتي لكم

@الخياله@
23-06-2008, 09:46 PM
فخر أهلها

جزاك الله كل خير على

طرحك الرائع

جعله الله بموازين حسناتك

وما أود المشاركة به

أن كل حرف من كتاب الله المعظم

لو تمعنا فيه وتلوناهـ بخشوع والله لأنه يبعث

الطمأنينة وراحة النفس .. فما بالك بآية كاملة !!

فإنها تبعث القشعريرة سواء كانت نعيم أو وعيد..

والعين تدمع مع حضور القلب وتذكر الخطايا

اثناء التلاوة ...

يعطيك العافية ماقصرتي

مشكورهـ


.
.
.

اختكـ الخياله

وسميه
24-06-2008, 06:27 AM
قال الله عز وجل : (( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ )) سورة القيامة


هذه الآيات تقتل نفسي الضعيفة من الرهبة ..
مـا أصعبه من مشهد عندما تـُلف الساق بالساق !

حقاً ما يقول الله سبحانه وتعالى عن مشهد الاحتضار، فإِذا بلغت الروح التراقي يكون النزع الأَخير، والكرب الذي تزوغ منه الأَبصار، واضطرب أَهل المحتضر، وطلبوا له من يرقيه وهيهات أن ينفع طب أَو يشفي علاج مهما تلمَّس من حوله وسيلة أَو حيلة لاستنقاذ روح المكروب... وبطلت كلُّ حيلة وعجزت كلُّ وسيلة، وأَيقن المحتضر أَنَّه مفارق الدنيا. واجتمع فيه الحياة والموت وعلم أَنَّه في آخر يوم من أَيام الدنيا وأَول يوم من أَيام الآخرة. وأَنَّه مسوق إِلى الله الذي إليه المرجع والمصير.



وحقيقة كثير من الآيات تقشعر لها الأبدان ليست أية واحدة فحسب

وجزاك الله خير أخيتي الحبيبة فخر أهلها ... موضوع جميل ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

N n y ~
24-06-2008, 05:00 PM
{ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } [الزمر:22].

تفسير ابن كثير :
وقوله تبارك وتعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه " أي هل يستوي هذا ومن هو قاسي القلب بعيد عن الحق كقوله عز وجل " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " ولهذا قال تعالى " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " أي فلا تلين عند ذكره ولا تخشع ولا تعي ولا تفهم " أولئك في ضلال مبين " .


فخر أهلها ,,

جزاك الله خير

وجعلها ربي في ميزان حسناتك

فايز ماجد
25-06-2008, 04:21 PM
بداية أشيد بما خطه لنا قلمك الرائع

أختي فخر أهلها

وأسأل الله لك الأجر على هذا الموضوع المفيد


....................

من سورة الحج


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)

-----------------------
مطلع عنيف رعيب , ومشهد ترتجف لهوله القلوب . يبدأ بالنداء الشامل للناس جميعا: (يا أيها الناس)يدعوهم إلى الخوف من الله: (اتقوا ربكم)ويخوفهم ذلك اليوم العصيب: (إن زلزلة الساعة شيء عظيم).

وهكذا يبدأ بالتهويل المجمل , وبالتجهيل الذي يلقي ظل الهول يقصر عن تعريفه التعبير , فيقال:إنه زلزلة . وإن الزلزلة (شيء عظيم), من غير تحديد ولا تعريف .

ثم يأخذ في التفصيل . فإذا هو أشد رهبة من التهويل . . إذا هو مشهد حافل بكل مرضعة ذاهلة عما أرضعت تنظر ولا ترى , وتتحرك ولا تعي . وبكل حامل تسقط حملها للهول المروع ينتابها . . وبالناس سكارى وما هم بسكارى , يتبدى السكر في نظراتهم الذاهلة , وفي خطواتهم المترنحة . . مشهد مزدحم بذلك الحشد المتماوج , تكاد العين تبصره لحظة التلاوة , بينما الخيال يتملاه . والهول الشاخص يذهله , فلا يكاد يبلغ أقصاه . . وهو هول حي لا يقاس بالحجم والضخامة , ولكن يقاس بوقعه في النفوس الآدمية:في المرضعات الذاهلات عما أرضعن - وما تذهل المرضعة عن طفلها وفي فمه ثديها إلا للهول الذي لا يدع بقية من وعي - والحوامل الملقيات حملهن , وبالناس سكارى وما هم بسكارى: (ولكن عذاب الله شديد). .

إنه مطلع عنيف مرهوب تتزلزل له القلوب . .


------------------


وأيضا الأية التي ذكرت الأخت وسمية 30

أعوذ بالله من عذاب النار

الله يكتب لنا الجنة ويهدينا الصراط المستقيم

تحياتي للجميع

رحلة الذاكرين
26-06-2008, 03:02 AM
اللهم ارزقنا الفردوس الاعلى من الجنة آمين

!! التوفي !!
26-06-2008, 05:03 AM
أختي الغاليه فخر أهلها
جزاكِ الله خير وأشكركِ على دعوتكِ المباركه..
طرح راقي وأسلوب رائع لا حرمكِ الله الأجر..
قال تعالى ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي
زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ
اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) آية 35سورة النور
هذه الآية التي سميّت السورة باسمها فيها من الإعجاز ما توقف عنده الكثير من العلماء.
ووجودها في سورة النور هو بتدبير وبحكمة من الله تعالى، فلو طبّق المجتمع الإسلامي
الضمانات التي أوردتها الآيات في السورة لشعّ النور في المجتمع ولخرج الناس من الظلمات
إلى النور، وشرع الله تعالى هو النور الذي يضيء المجتمع ولذا تكررت في
السورة (آيات مبيّنات وآيات بيّنات) 9 مرّات لأن هذه الآيات وما فيها من
منهج تبيّن للناس طريقهم والنور من خصائصه أن يبيّن ويَظهر ويكشف.
هذا النور الذي ينير المجتمع الإسلامي نور الله عز وجل.
تفسير ابن كثير
قال ابن عباس ‏{‏اللّه نور السماوات والأرض‏}‏ يقول‏:‏ هادي أهل السماوات والأرض، يدبر
الأمر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما‏.‏ وقال ابن جرير عن أنس بن مالك قال‏:‏ إن اللّه
يقول نوري هدى، واختار هذا القول ابن جرير، وقال أبي بن كعب‏:‏ هو المؤمن الذي جعل
اللّه الإيمان والقرآن في صدره فضرب اللّه مثله فقال‏:‏ ‏{‏اللّه نور السماوات والأرض‏}
‏ فبدأ بنور نفسه، ثم ذكر نور المؤمن، فقتل‏:‏ مثل نور من آمن به، فهو المؤمن جعل الإيمان
والقرآن في صدره، وعن ابن عباس أنه قرأها ‏{‏مثل نور من آمن باللّه‏}‏ وقرأ بعضهم ‏
{‏اللّه منّور السماوات والأرض‏}‏ وقال السدي في قوله‏:‏ ‏{‏اللّه نور السماوات والأرض‏}
‏ فبنوره أضاءت السماوات والأرض، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات‏)‏ ‏
"‏ذكره ابن إسحاق في السيرة من دعائه صلى اللّه عليه وسلم يوم آذاه أهل الطائف‏"‏‏.‏
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
إذا قام من الليل يقول‏:‏ ‏(‏اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد
أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن‏)‏ الحديث‏.‏ وعن ابن مسعود قال‏:‏ إن ربكم ليس
عنده ليل ولا نهار، نور العرش من نور وجهه، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏مثل نوره‏}‏ في هذا الضمير
قولان‏:‏ أحدهما أنه عائد إلى اللّه عزَّ وجلَّ أي مثل هداه في قلب المؤمن، قاله ابن عباس ‏
{‏كمشكاة‏}‏‏.‏ والثاني أن الضمير عائد إلى المؤمن الذي دل عليه سياق الكلام، تقديره‏:‏ مثل نور
المؤمن الذي في قلبه كمشكاة، فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى وما يتلقاه
من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أفمن كان على بينة من ربه
ويتلوه شاهد منه‏}‏ فشبه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف
الجوهري، وما يستهديه من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق المعتدل الذي
لا كدر فيه ولا انحراف؛ فقوله ‏{‏كمشكاة‏}‏ قال ابن عباس ومجاهد‏:‏ هو موضع الفتيلة
من القنديل، هذا هو المشهور؛ ولهذا قال بعده ‏{‏فيها مصباح‏}‏ وهو الزبالة الزِبالة‏:‏ يقال
للفتيلة التي يُصبَحُ بها السراج زبالة وزبّالة، وجمعها زُبال وزُبَّال التي تضيء‏.‏
وقالمجاهد‏:‏ هي الكوة بلغة الحبشة، وزاد بعضهم فقال‏:‏ المشكاة الكوة التي
لا منفذ لها، وعن مجاهد‏:‏ المشكاة الحدائد التي يعلق
بها القنديل، والقول الأول أولى، وهو أن المشكاة هو موضع الفتيلة من القنديل،
ولهذا
قال‏:‏ ‏{‏فيها مصباح‏}‏ وهو النور الذي في الزبالة، قال أُبي بن كعب‏:‏ المصباح
النور وهو القرآن والإيمان الذي في صدره، وقال السدي هو السراج
‏{‏المصباح في زجاجة‏}‏ أي هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية، وهي نظير قلب المؤمن
‏{‏الزجاجة كأنها كوكب دري‏}‏ أي كأنها كوكب من ذر، قال أُبي بن كعب‏:‏ كوكب مضيء،
وقال قتادة‏:‏ مضيء مبين ضخم ‏{‏يوقد من شجرة مباركة‏}‏ أي يستمد من زيت زيتون شجرة
مباركة ‏{‏زيتونة‏}‏ بدل أو عطف بيان ‏{‏لا شرقية ولا غربية‏}‏ أي ليست في شرقي بقعتها
فلا تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب،
بل هي في مكان وسط تعصرها الشمس من أول النهار إلى آخره، فيجيء زيتها صافياً
معتدلاً مشرقاً، عن ابن عباس في قوله ‏{‏زيتونة لا شرقية ولا غربية‏}‏ قال‏:‏ هي شجرة بالصحراء
لا يظلها شجر ولا جبل ولا كهف، ولا يواريها شيء، وهو أجود لزيتها، وقال عكرمة‏:
‏ تلك زيتونة بأرض فلاة إذا أشرقت الشمس أشرقت عليها، فإذا غربت غربت عليها فذلك
أصفى ما يكون من الزيت، وعن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏زيتونة لا شرقية ولا غربية
يكاد زيتها يضيء‏}‏ قال‏:‏ هو أجود الزيت، قال إذا طلعت الشمس أصابتها من صوب المشرق،
فإذا أخذت في الغروب أصابتها الشمس، فالشمس تصيبها بالغداة والعشي فتلك تعد لا شرقية ولا غربية‏.‏
وقال الحسن البصري‏:‏ لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية، ولكنه مثل
ضربه اللّه تعالى لنوره، وقال الضحاك عن ابن عباس ‏{‏توقد من شجرة مباركة‏}‏ قال‏:‏
رجل صالح ‏{‏زيتونة لا شرقية ولا غربية‏}‏ قال‏:‏ لا يهودي ولا نصراني، وأولى هذه الأقوال‏:‏
أنها في مستوى من الأرض في مكان فسيح باد ظاهر ضاح للشمس، تقرعه من أول النهار إلى
آخره، ليكون ذلك أصفى لزيتها وألطف، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار‏}
‏ يعني لضوء إشراق الزيت، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏نور على نور‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ يعني بذلك إيمان
العبد وعمله، وقال أبي بن كعب ‏{‏نور على نور‏}‏ المؤمن يتقلب في خمسة من
النور، فكلامه من نور، وعمله نور،
ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى نور يوم القيامة إلى الجنة‏.
‏ وقال شمر بن عطية‏:‏ جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال‏:‏ حدثني عن قول اللّه‏:‏ ‏{‏يكاد
زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار‏}‏ قال‏:‏ يكاد محمد صلى اللّه عليه وسلم يبين للناس ولو
لم يتكلم أنه نبي، كما يكاد ذلك الزيت أن يضيء، وقال السدي في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏نور على نور‏}‏
قال‏:‏ نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا ولا يضيء واحد بغير صاحبه، كذلك نور
القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يهدي
الله لنوره من يشاء‏}‏ أي يرشد اللّه إلى هدايته من يختاره، كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏إن اللّه
تعالى خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره يومئذ، فمن أصاب من نوره يومئذ
اهتدى ومن أخطأ ضل، فلذلك أقول‏:‏ جفَّ القلم على علم اللّه عزَّ وجلَّ‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام
أحمد والبزار عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص‏"‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويضرب اللّه الأمثال
للناس واللّه بكل شيء عليم‏}‏ لما ذكر تعالى هذا مثلاً لنور هداه في قلب المؤمن ختم الآية بقوله‏:‏
‏{‏ويضرب اللّه الأمثال للناس واللّه بكل شيء عليم‏}‏ أي هو أعلم بمن يستحق الهداية
ممن يستحق الإضلال، عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏
(‏القلوب أربعة‏:‏ قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب
منكوس، وقلب مصفح‏.‏ فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف
فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب
فيه إيمان ونفاق، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل
القرحة يمدها الدم والقيح، فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه‏)‏ ‏"‏أخرجه أحمد قال
ابن كثير‏:‏ إسناده جيد ولم يخرجاه‏"‏‏.‏
دمتِ بسعادة
أختكِ التوفي

أبو محمد 19
02-07-2008, 03:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
نشكركم على طرح الموضوع وجعله الله في موازين حسناتكم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)

فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع, يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه, وأمه وأبيه, وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة، مسرورة فرحة, ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة, تغشاها ذلَّة. أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذَّبوا بآياته, وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.

عاشق الذكرى
06-07-2008, 06:58 PM
راائعة فخر اهلها

الله يجزاك كل الخير

ويجعل ثواب أعمالك في ميزان حسناتك

ويسعدك ويبارك فيك ويكثر من أمثالك