المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت من يحدد طريقه في الحياة !



عميد اتحادي
19-10-2014, 04:00 PM
الخوف شيء يلمّ بالإنسان حين يبدأ كفاحه في الحياة أو يحاول شقّ طريقه فيها، فمنهم من يتوقف في منتصف الطريق ومنهم من يفشل في نقطة البداية، إلا أقلية تظلّ تعمل وتعمل حتى تظفر بالنصر أو تسقط في ساحة العمل عندما يأخذ الله أمانته، والإنسان كالسيارة تمامًا من حيث قدرته على الاحتفاظ بقوته ومظهره وكيانه، مثلاً مصنع يصنع السيارة ويقدّر لها أن تعيش عددًا معينًا من السنين إذا ما استعملت استعمالاً عاديًا معتدلاً، كذلك سائر العجلات إذا ما أساء صاحبها استعمالها بأن دأب على سرعة 100 كم في الساعة بدلاً من 40 كم أو اعتاد قيادتها في طرق حجريّة وعرة غير معبّدة فإنها تعطب ولا تعود صالحة للسير أو تهبط سرعتها تدريجيًا ويقصر عمرها إلى ثلاث سنوات أو أكثر.
كذلك أنت مقدّر لك أن تعيش عددًا أكثر من السنين فيما إذا لم تسئ استعمال عقلك ولم تسر بسرعة فوق المعقول.. فوق طرق من طرقات الحياة الحجرية غير المُعبّدة، فكلما نشطت وفكرت وثابرت على عمل تحبّه وتحسنه وتولع به في حدود المعقول تضاعفت حيويتك واستطعت أن تكون شابًا في شرخ الصبا إلى سن متأخرة من العمر.
وقد يختلف معي الكثيرون بأن حياتنا الآن أصبحت ناعمة أكثر مما ينبغي إذا ما قارناها بحياة أجدادنا، والدليل على ذلك أن الأعمال المكتبيّة منتشرة جدًا في أيامنا هذه، حتى إذا كان عملك لا يتطلب منك الجلوس فإنك تجلس عندما تشاهد التلفزيون وتجلس عندما تقرأ صحيفة وتجلس عندما تكتب أو تركب السيارة.. هذا الجلوس هو أحد أسباب النعومة في حياتنا العصريّة التي أدّت إلى انخفاض مستوى اللياقة البدنيّة والنفسيّة عندنا.
مع ذلك لا بدّ أن يُغيّر الإنسان من نفسه فيتكيّف حسب الأوضاع التي تُحيط به ولا يجعل من صغائر الأمور ما يزيد من صراعاته ويؤثر في أعصابه، ويسأل نفسه دائمًا ما فائدة تعقيد الأمور؟ هل تحلّ المشاكل؟ هل تزيل الصعاب؟ وما السبيل للخلاص مما يعكر الصفو ويؤثر على النفس؟ وليعرف الإنسان دائمًا بقوة إيمانه أنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا