المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح دروووس



مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:48 PM
يا شباب العرب
يقولون إن في شباب العرب شيخوخة الهمم والعزائم ، فالشبان يمتدون في حياة الأمم وهم ينكمشون ، وإن اللهو قد خف بهم حتي ثقلب عليهم حياة الجد ، فأهملوا الممكنات فرجعت كالمستحيلات . وإن الهزل قد هون عليهم كل صعبة فاختصروها ، فإذا هزئوا بالعدو في كلمة فكأنما هزموه في معركة ، ,إن الشاب منهم يكون رجلاً ، ورجولة جسمه تحتج على طفولة أعماله .
ويزعمون أن هذا الشباب قد تمت الألفة بينه وبين أغلاطة ، فحياته حياة هذه الأغلاط فيه ، وأنه مقلد للغرب في الرذائل خاصة ، وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصوراً في طعامه وشرابه ولذاته .
يا شباب العرب ، من غيركم يكذب ما يقولون ويزعمون ؟ من غيركم يجعل النفوس قوانين صارمة ، تكون المادة الأولي فيها قدرنا لأننا أردنا ؟
ألا إن المعركة بيننا وبين الاستعمار معركة نفسية ، إن لم يقتل فيها الهزل قتل فيها الواجب ، والشباب هو القوة ، فالشمس لا تملأ النهار في أخره كما تملؤه في أوله
يا شباب العرب ، اجعلوا رسالتكم إما أن يحيا الشرق عزيزا ، وإما أن تموتوا .
اللغويات :
شيخوخة : ضعف وفتور ، العزائم : جمع ( عزيمة ) الصبر والجلد والتحمل .
الهمم : جمع ( همة ) العزم على عمل شئ ، يمتدون : يتقدمون
ينكمشون : يتراجعون ، اللهو : ما يشغل الإنسان من هوي وطرب .
خف بهم : استهان بهم ، الممكنات : السهلة التي يمكن عملها ز
الهزل : عدم الجد في الكلام أو العمل ، هون : سهل ، خفف
اختصروها : استغنوا عن كثير منها وتركوها ، صارمة : قوة نافذة
قدرنا : استطعنا وتمكنا مضارعة ( تقدر ) .
الشرح :
* شاع في الناس أن شباب العرب قد ضعفت همتهم ، وضاعت عزيمتهم . في وقت نهض فيه شباب الأمم الأخرى ، إن الشباب في كل أمة هم عامل التقدم وازدهار ، لكن شباب العرب صاروا عامل انكماش وانحسار وتخلف وجمود في أمتهم . وكذلك تري الجد والعمل الدائب من سمات الشباب في كل مكان إلا أن شباب العرب قد استبد بهم اللهو والهوى حتي صارت الأمور السهلة اليسيرة بالنسبة لهم أشياء صعبة مستحلية في نظرهم ، كما قال المتنبي [ وتعظم في عين الصغير صغارها ]. لقد طغي عليهم الهزل وعدم الجد ، حتي أصبحوا يعتبرون مجرد السخرية بالكلام على العدو انتصارا ساحقا قويا في معركة فاصلة لقد صاروا رجالا في أجسامهم ، لكنهم كالأطفال في أعمالهم ، لقد تعودوا الخطأ ، فصار عادة لهم ، وسمة تميزهم ، حتي أن الغرب يعاملهم معاملة الحيوان ، يعرف أن كل مطامحهم في الطعام والشرب واللذات - ولا قدرة لهم على شئ غير ذلك . والشئ الذي أتقنوه هو تقليد الغرب في المفاسد والرذائل.
فيا شباب العرب ..... من فيكم ينهض ويكذب هذا الزعم الغربي المشين ، من منكم يجعل من نفسه حكماً وقانوناً نافذاً - يحقق بقدرته الكامنة وإرادته القوية كل ما يجب أن يتحقق !!.
إن المعركة بيننا وبين الاستعمار معركة نفسية ، إذا لم يقتل الهزل واللهو فسوف يقتل الجد والواجب - والشباب هم قوة الأمة وطاقتها المبدعة ، فهم للأمة في عزمهم القوي كالشمس في وضح النهار .
يا شبابنا العربي : اجعلوا هدفكم في الحياة هو أن نحيا كراماً ويحيا الشرق عزيزاً حراً أو الموت .
التحليل والتذوق :
- شيخوخة الهمم والعزائم : كناية عن ضعف الشباب ، وضياع عزمهم وقوتهم ، واستعارة مكنية شبه الهمم والعزائم برجال ضعفوا مع الشيخوخة وتقدم العمر .
- الهمم ، والعزائم : عطف العزائم على الهمم ليؤكد ضياع كل مقومات ومظاهر القوة والجد ، فالهمة هي النية على عمل شئ ، والعزيمة الصبر والتجلد على تنفيذه ، فلا هم أقويا ء ولاهم صابرون ذووجد .
- الشباب يمتدون : استعارة مكنية شبه الشباب الأمم بأشياء حسية تتمدد وتنطلق بالحرارة - التي هي قوة الشباب وعزمهم .
- يمتدون × ينكمشون : طباق للموازنة بين حال الشباب الأمم ( يمتدون ) وحال شباب العرب ( ينكمشون ) وهو يوحي باللوم والتعنيف لشباب العرب ، ويؤكد أن حال الأمة يقاس بشبابها ، تقوي بقوتهم وتضعف بضعفهم .
- خف بهم اللهو : كناية عن تملك الاستهتار والعبث بهم .
- ثقلت حياة الجد : استعارة مكنية ، تجعل حياة الجد والعمل حملاً ثقيلاً على شباب العرب ( هم ) ضمير يعود على شباب العرب .
- أهملوا الممكنات : كناية عن مدي عجزهم عن عمل أي شئ وممكن لضعفهم وخورهم .
- رجعت كالمستحيلات : تشبيه للأشياء السهلة الممكنة صارت في نظر شباب العرب كالأمور المستحيلة . وهذا الدليل وإيحاء لمدي عجزهم وضعف عزيمتهم .
- الممكنات × المستحيلات : طباق للموازنة بين موقف شباب العرب من الممكنات والمستحيلات .
- إذا هزئوا بالعدو في كلمة فكأنما هزموه في معركة : تشبيه يوحي الأسف والأسي - حين يصور مجرد الاستهزاء الكلامي بالعدو - كالشجب والرفض قد صار في نظر شباب العرب الضعاف انتصاراً حاسماً في معركة قوية .
- رجولته تحتج : استعارة مكنية تجعل الرجولة شخصا يحتج على ضعف الشباب . وهي توحي بأنهم في داخلهم غير راضين عما يتحلون به من ضعف وهزل .
- تمت الألفة بينه وبين الإغلاظ : كناية عن تعوده الإغلاظ وارتباطه بها .
- حياته حياة هذه الإغلاظ فيه : كناية عن أنه جعل كل حياته لهذه الإغلاظ ، فصارت هي حياته وعمله وصفاته .
- مقلد للغرب في الرذائل : كناية عن اتصاف شباب العرب بصفات الغرب المرذولة ( في الرذائل ) خصها ليدل على أنها هي كل ما تعلمه من الغرب - ولم يقلده في الفضائل كالعلوم والمخترعات .
- جعله الغرب كالحيوان : تشبيه لشباب العرب في نظر الغرب بالحيوان الذي لا يهمه غير الطعام والشراب واللذة - وهو تشبيه يوحي بسخرية الغرب بالشباب العربي واحتقارهم .
- يا شباب العرب : أسلوب إنشائي طلبي ( نداء ) غرضه الحث والإثارة .
- يجعل النفوس قوانين صارمة : تشبيه للنفوس في قوة تحكمها في الإنسان ، وجعله قويا محتملا بالقانون الصارم .
- قدرنا لأننا أردنا : تشبيه لهذا السلوك العظيم بالمادة الأولي في قانون حياة شباب العرب .. وهو يوحي بأنهم يمكنهم بما عندهم من قدرات أن يحققوا كل ما يريدون في الحياة من عظائم الأمور .
- يقتل الهزل : استعارتان مكنيتان تصوران الهزل والواجب بشخصين إن لم يقتل.
- يقتل الواجب : أحدهما سيقتل الثاني
وهي توحي بأنه لا وجود للواجب الذي يجب أن نعمله وأن نتحلى في وجود الهزل والاستخفاف بالأمور .
- الشمس لا تملأ النهار في أخره كما تملؤه في أوله : تشبيه ضمني - يريد أن يشبه الشباب بقوتهم وعزيمتهم بمثل الشمس تكون قوية في أول النهار - أما الشيوخ فهم ضعاف كالشمس في أخره النهار .
- يا شباب العرب : أسلوب إنشائي طلبي نداء الغرض البلاغي له ( الحث والتنبيه ) .
- اجعلوا : أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
- يحيا × تموتوا : طباق للموازنة بين الحياة العزيزة أو الموت - وهي توحي بإثارة الهمم لحياة عزيزة .
التعليق العام :
1- بدأ الرافعي مقاله بنداء شباب العرب [ يا شباب العرب ] لأن النداء يناسب تخصيصهم ، وأيضا للإثارة والتنبيه إلي ما هو مطلوب - وكأنهم أمامه يخاطبهم وجها لوجه ، وهذا أبلغ وأوقع في نفوسهم مما لو قال : رسالة إلي الشباب - إلي شباب العرب .
ثم إنه جعل المقال بهذا النداء أقرب إلي الخطبة الحماسية
2- استخدم الرافعي أسلوباً خاصا ليحقق غرضه ، فمرة يتحدث ساخراً [ اللهو قد خف بهم ]. [ الهزل قد هون عليهم كل صعبة ] . [ جعله الغرب كالحيوان ] ومرة مبرهنا مقنعا ، يقول [ الشباب يمتدون في حياة الأمم وهم ينكمشون ] . [ إن لم يقتل الهزل قتل فيها الواجب ] . [ الشمس لا تملأ النهار في أخره ]ٍ - ومرة مفندا الحجج والأدلة الباطلة [ رجولة جسمه تحتج على طفولة أعماله ] ، [ من غيركم يكذب ما يقولون ويزعمون ؟ من غيركم يجعل النفوس قوانين صارمة ؟ ] .
3- يمتاز الرافعي في كتاباته بأمور منها :-
(1) تتبع جزئيات الموضوع الذي يتحدث عنه ودقائقه ، وذلك عن طريق توليد الأفكار والمعاني .
4- أسلوبه يمتاز :
( 1 ) ليس بالمرسل ولا السجع المقيد
( 2 ) سمو العبارة وجمال البيان .
( 3 ) عمق الأفكار
( 4 ) توارد الخواطر
( 5 ) ترادف المعاني
( 6 ) تدفق العاطفة
( 7 ) التراكيب الناصعة
( 8 ) انتقاء الألفاظ الموحية
( 9 ) اختيار الصور التي تجلو الأفكار وتصور العاطفة بدقة وقوة .
5- لجأ الرافعي في هذا المقال إلي أسلوب العرض - فهو يعرض حالة الشباب العربي وموقفه من الحياة ، ورأي الغرب فيهم . ويبين كيف صاروا ضعافا غير قادرين على أي شئ جاد - ولهذا نجد أفكاره منظمة واضحة ......
6- استخدام الرافعي طريقة التضاد ، فبضدها تتميز الأشياء - فوزان بين شباب العرب والشباب غيرهم - وبن موقفهم من أمور الحياة وموقف غيرهم . وعدد مزاعم الغرب والأعداء ، وحث شباب العرب على تكذيب ذلك - لأن التضاد من أقوي الأساليب بيانا وأقواها حجة .
7- النص جزء من مقال لكنه جاء في صورة خطبة - لأنها أقوي تأثيراً من المقال .
منقوووووول




- وصايا وارشادات -للشيخ محمد بن عبد الوهاب
وصايا وإرشادات - للشيخ محمد بن عبد الوهابقال في أحدي خطبة بعد أن حمد الله وأثني عليه :
[ أما بعد ، فيا أيها الناس اتقوا الله تعالي ، عباد الله : لقد غلب على النفوس الطمع فأهلكها ، واستولت على القلوب الذنوب فسودتها ، فاجلوا سواد هذه الظلمة بالتوبة ، فالتوبة هي المصباح ، واستفتحوا أبواب الرحمة بالاستغفار ، فإن الله هو الفتاح ، وأصلحوا فساد أعمالكم يصلح الله أحوالكم ، وارحموا ضعفاءكم يرفع الله تعليم البنين - المرحلة الثانوية - الثالث الثانوي - الادب والنصوص - الفصل الثاني - أدب الدعوة درجاتكم ، وواسوا فقراءكم يوسع الله أرزاقكم ، وخذوا على أيدي سفهائكم يبارك لكم في أعماركم ، فمن رحم رحم ، ومن ظلم قصم ، ومن فرط ندم ، ومن اتجر في الأعمال الصالحة ربح وغنم . ومن اتقي الله في سره وعلانيته عصم وسلم . واجتنبوا البغي والعدوان والحقد والحسد ، واعلموا أن الحسود لا يسود ، ولا يناله من حسده إلا الهم والغم والكمد والنكد ، فمن يرد نعمة الله التي أنعم بها على عباده ؟ أم من يمنع عطاءه الذي يقسمه على عباده ؟ وتيقنوا أن كل إناء ينضج بما فيه ، ومن حفر لأخيه بئراً وقع - لاشك - فيه ، ومن كان الله به عناية فهو منصور ، ومن أدركته رحمة الله فهو مجبور ، وإن كل محسن أو مسئ مجازي بعمله يوم النشور ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون (89) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوهم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (90) ] النمل

الإمام محمد بن عبد الوهاب :
1- هو الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي ، زعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب ، ولد بالعيينة ، وطلب العلم بالحجاز - دعي إلي التوحيد الخالص ، وكانت دعوته هي الشعلة الأولي لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله .
2- له كتب في التوحيد ( كتاب التوحيد ) ، ( كشف الشبهات )
لغويات :
اتقوا : التقوى الخشية والخوف ، وتقوي الله : خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
اجلوا : اكشفوا ما عليها من سواد ظلمة الذنوب .
التوبة : الاعتراف والندم ، والإقلاع والعزم على ألا يعاود الإنسان ما اقترفه .
استفتحوا : اطلبوا فتح أبواب الرحمة .
واسوا : من المواساة - إعطاؤهم من مالكم .
سفهاءكم : جمع سفيه ، وهو من لا يحسن التصرف .
قصم : كسر وأهلك - نزلت به البلية البغي : الظلم ومجاوزة الحد .
الحقد : الانطواء على العداوة والتملص لفرصتها جمع أحقاد ، حقود .
الحسد : تمني أن تتحول نعمة الآخرين إليك أو أن يسلبوها .
الغم : الحزن والكرب يحصل للقلب بسبب بما جمعه ( غموم )
كمد : كتمان الحزن - حزن الرجل حزنا شديداً
كبت : كب في النار قلب وألقي وصرع ، مجبور : منصور غالب .
فرط : جاوز الحد في القول أو العمل .
غنم : فاز بالشئ في التتريل العزيز ( فكلوا مما غنتم حلالاً طيباً ) .
واسوا : خفضوا الآلام ، خذوا على أيدي : شددوا .
سفهائكم : جمع سفيه من لا يحسن التصرف ، الكمد : كتمان الآلام .
الأفكار والمعاني :
1- الدعوة إلي تقوي الله ، بعد أن غلب الطمع على النفوس فأهلكها ، واستولت الذنوب على القلوب فجعلتها سوداء . ( وهذا هو سبب البلاء وأصل الداء ) ثم يفصل العلاج ) .
2- إن التوبة هي التي تجلو سواد القلوب كالمصباح يضئ الطريق .
- الاستغفار مفتاح الرحمة فإن الله يرحم التائبين ويفتح لهم باب الرحمة بالتوبة .
- إصلاح الأعمال الفاسدة - فهذا هو الطريق لأن يصلح الله أحوالنا .
- مواساة الفقراء ومساعدتهم - فبها يوسع الله الأرزاق .
- الأخذ على يد السفهاء ، سبيل إلي بركة العمر وطول الأجل .
- الرحمة تجلب لصاحبها رحمة الله ، والظلم يجلب لصاحبه ظلماً أشد .
- التفريط في الدين ندامة ، وعمل الصالحات ربح وغنيمة .
- تقوي الله في السر وفي العلن عصمة وسلامة .
- البعد عن البغي والعدوان والحقد والحسد ، فالحسود لا يسود ، ولا يستطيع أن يرد نعمة من نعم الله على عبد من عباده .
- الإنسان ابن بيئته وكل إناء بما فيه ينضج .
- من حفر لأخيه شرا وقع فيه .
- إن من تدركه رحمة الله وعنايته فلن يمسه سوء أو مكروه .
- المحسن يجازي بإحسانه ، والمسئ بإساءته يوم القيامة .
خصائص أسلوب الشيخ :
- الشيخ رحمة الله جاء مجددا للعقيدة في القلوب ، كما جدد في الأفكار والأسلوب :-
1- هذب الأسلوب بطريقة عملية .
2- خلص الخطابة من الركالة والرتابة ، وأزال عنها البديع المتكلف .
3- كثرت خصائص الخطابة منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتغيرت عما كانت عليه قبله موضوعاً وأسلوباً كالآتي :-
التحليل والتذوق :
- فيا أيها الناس : أسلوب إنشائي نداء للتنبيه .
- اتقوا الله : أسلوب إنشائي أمر للحث وإثارة الانتباه .
- عباد الله : أسلوب إنشائي نداء حذف الأداة إشعارا بالقرب ولمنع تكرار أداة النداء ... وتكرار النداء لزيادة الحث والتنبيه .
- قد غلب على النفوس الطمع فأهلكها :
( قد ) تفيد التحقيق لما جاء في الجملة من تغلب الطمع على النفوس وإهلاكه لها.
( على النفوس ) تقديم الجارر والمجرور يفيد التخصيص والاهتمام بأمر النفوس .
( أهلكها ) استعارة مكنية تجعل النفوس شيئا حسيا أهلكه الطمع وأباده
( الطمع ) لم يذكر أي نوع من الطمع إشارة إلي أن كل ألوان الطمع قد سيطرات على النفوس ، طمع في الدنيا بزخرفها - طمع في المال ، في الشهوات - استولت على القلوب الذنوب فسودتها :
قضية ثانية ينبه إليها الشيخ وهي أن الذنوب قد استولت على كل شغاف القلوب ومشاعرها فأحالتها سوداء وقضت على نور الإيمان فيها .
( استولت ) توحي بالسيادة والتسلط الكامل - وكأنه لا شئ فيها غير الذنوب .
( على القلوب ) تقديم للتخصيص وشدة التنبه لما صارت إليه القلوب .
( فسودتها ) تصوير للقلوب بالشئ الأسود لكثرة ما ران عليها من الذنوب والذنوب أعمال سوداء فسودت القلوب
الجملتان السابقتان : ( 1) بينهما ازدواج ، وهو من مصادر الموسيقي في النثر الفني
( 2) تكشفان عن الداء الذي عم في هذا العصر .
- فاجلوا سواد هذه الظلمة بالتوبة :
تذكرة علاج تحمل دواء واحدا ناجعا..... إذ ليس من سيبل الخلاص من داء الذنوب غير التوبة . وتلك سمات الداعية الحق - أن يضع الدواء ذكر الداء .
(اجلوا ) أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
( سواد الظلمة ) : استعارة تصريحية يشبه الذنوب والمعاصي بالظلام الأسود الذي سيطر على القلوب وصرح بالمشبه به .
( التوبة هي المصباح ) : تشبيه بليغ - جعل التوبة هي المصباح الذي يحتاجه كل صاحب ذنب ليقضي به على ظلام الذنوب وسواد القلوب ، فوجه الشبه هو إزالة الظلمة . ووجه بلاغته أنه جاء دالاً على المعني المراد بوضوح بياني .
- واستفتحوا أبواب الرحمة بالاستغفار : أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
( استفتحوا )- اطلبوا فتح أبواب الرحمة - فلا يصح لو قال افتحوا .
( أبواب الرحمة ) : استعارة مكنية شبه الرحمة بمنازل لها أبواب على التائبين أن يطلبوا من الله تعالي أن يفتح لهم أبواب رحمته بعد أن تاب عليهم .
( بالاستغفار ) : استعارة تصريحية - شبه الاستغفار بالمفتاح الذي يمكن به أن تفتح لهم به أبواب الرحمة .
- أصلحوا فساد أعمالكم يصلح الله أحوالكم : أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد ، وهو تعبير عن معني قوله تعالي ( لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) وهو هنا يوجز الأمر ويوجز علاجه في دقة بالغة .
- خذوا على أيدي سفهائكم : كناية عن التشديد والوقوف ضد فاسدي التصرف ، وهو أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
- وفي الجمل الأربع السابقة ما يسمي في علم البديع ( ترصيعا ) وهو تكرار أكثر من سجعتين - مما يحدث أثرا موسيقيا في الصياغة ، فقد قال ( أعمالكم ، أحوالكم ، درجاتكم ، فقراءكم ، أرزاقكم ، سفهائكم أعماركم ) مع ملاحظة أنه لا تكلف في هذه السجعات .
- الترصيع أيضا في قوله : فمن (( رحم رحم ، ومن ظلم قصم ، ومن فرط ندم ، ومن أنجز في الأعمال الصالحة ربح وغنم سلم ) .
- سره × علانية : طباق للشمول - شمول تقوي الإنسان لربه سرا وعلانية .
- لا يناله من حسده إلا الهم والغم والكمد والنكد = أسلوب قصر - طريقته النفي والاستثناء - يفيد توليد ما يحدث للحسود من آلام متعددة .
- كل إناء ينضج بما فيه : كناية عن أن الإنسان يتصرف وفق ما تربي عليه .
- لاشك : إطناب الاعتراض للتوكيد .
حفر لأخيه بئرا وقع فيه : كناية عن أن من يدبر شرا للناس سوف ينقلب الشر عليه وحده - ( لأخيه ) تقدم للتخصيص .
- منصور - مجبور : سجع ، وجناس ناقص .
- محسن × مسئ : طباق للشمول ، شمول الجزاء من جنس العمل .
- هل تجزون إلا ما كنتم تعملون : أسلوب قصر بالنفي ( هي بمعني لا ) والاستثناء لتوكيد أن الجزاء على قدر العمل ونوعه .
التعليق العام :
خصائص الخطابة منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب : -
1- وضوح الأفكار وتسلسلها مما يدل على سعة الثقافة وعمقها .
2- قوة العاطفة المدعومة بقوة الحجة والبرهان .
3- بيان قوي يأخذ بالألباب فيمس شغاف القلوب .
4- عبارة رصينة منتقاة فيها من الإيقاع والاتزان ما يجعل أسلوب الشيخ من السهل الممتنع
5- بديع غير متكلف ، ذو تأثير على الأذن والقلب معا ، وخاصة ذلك السجع المنسق .
6- إيجاز يلم بأطراف الموضوع في كلمات محددة مسددة رشيقة .
7- تأثر واضح بالقرآن في المعاني والاقتباس الذي يصيب الهدف .
8- استشهاد بآية من كتاب الله يتوج بها كل خطبة من خطبة .
9- الحكم التي ينثرها في خطبة .
10- المزاوجة بين الجمل الإنشائية والخبرية .

مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:49 PM
عرس المجد :
البيت الأول :
يصور الشاعر المجد عروساً تتباهى وتتبختر وتجر ثوبها المرصع بالجواهر اللامعة كالشهب ، ويحق لها أن تعتز بهذا النصر .
البيت الثاني :
ثم يوجه خطابه لهذه العروس بأنها لن ترى أي جزء من ارض سوريا تسير عليه إلا وقد تشبع بدماء الأبطال الذين تسببوا في هذا المجد .
البيت الثالث :
هذه الأرض التي سار عليها المستعمر وتتابع عليها الظلمة فترة من الزمن، ولكنهم لم يصلوا إلى غاياتهم بل سقطوا سقوطاً مخزياً .
البيت الرابع :
ويستمر الشاعر في وصف حال المستعمر البائد جاعلاً إياه كالوحش المفترس الذي ضعف نابه ووهن مخلبه دون أن يصل إلى غاياته .
البيت الخامس :
ثم يثبت الشاعر أن الحقيقة لن تموت ولن تنتهي مهما واجهت من نكبات وضربات موجعة من أعدائها المغتصبين .
البيت السادس :
ثم يبدأ الشاعر بوصف أثر الإسلام على الدنيا وانتشاره في ربوعها قائلاً : إن من هذه الأرض خرج الدعاة والمقاتلين وساروا جماعات جماعات تنشر الهدى كما تنتشر وتفتح الأزهار .
البيت السابع :
ويبين الشاعر أثر الإسلام على الدنيا ومدى سعادتها بانتشاره ، وكأن الإسلام بمثابة العطر الذي انتشر وعطر الدنيا بأسرها .
البيت الثامن :
ويستكمل الشاعر وصف أثر الإسلام على الدنيا بأن أخذت تردد على مر الأيام الصفات الحسنة التي عرفت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبطال الإسلام الذين ضربوا المثل الأعلى في كل شيء .


البيت التاسع :
ثم يبدأ بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم فهو حر أبي لم يكتف بنشر الإسلام في الجزيرة العربية بل أعدَّ نفسه لآفاق أوسع في نشر دعوته .
البيت العاشر :
ولا يزال الشاعر مستمراً في وصف بطولات الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لم يتردد في الجهاد بل أعد الجيوش الفاتحة فانتصر على أعدائه ونشر دينه في كل أرجاء الكون مهما بعدت الأماكن .
البيت الحادي عشر :
ثم يبين غايات الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتح وهي إنقاذ البشرية من ذل العبودية وظلامها .
البيت الثاني عشر :
ويستمر في تحديد غايات الرسول من الفتح مبيناً أن من غاياته نشر الدين الإسلامي في كل شبر من الأرض حتى يقضي على الذل ويضيء قلوبهم بنور الإسلام .
البيت الثالث عشر :
يبين الشاعر أن هذا الحلم قد انتهى وهو نشر الإسلام والنور ، ولكن هذا الانتهاء لا يؤثر على مكانة هذا الحلم وشرف الغاية والمطلب .
البيت الرابع عشر :
ثم يوضح الشاعر أن المحن والآلام قد جمعت شمل الأمة العربية وأشعرتنا بأواصر القرب والنسب بينها .
البيت الخامس عشر :
يبين الشاعر مظاهر هذه المشاركة الوجدانية فهاهي مصر شاركت دمشق في أحزانها ورددت صوت النضال معها ، وكذلك بغداد تشارك يثرب آلامها .
البيت السادس عشر :
يصف الشاعر معارك المسلمين وقد ارتفعت فيها رايات القتال مصورة التقاء المشرق والمغرب .
البيت السابع عشر :
ويستمر في وصف أجواء المعركة فصفوف المسلمين متحدة ، كلما هجم عليهم عدو من أعدائهم أبادوه ، وخر صريعاً في أرض المعركة .
البيت الثامن عشر :
ثم بين الشاعر أخيرا ًمميزات الخطوب والمصائب فهي الرابط الذي يجمع تفرق الأمة الإسلامية .


- صفي عاطفة الشاعر :
عاطفة وطنية حيث يصور الشاعر حبه لوطنه واعتزازه بدينه وبأمته العربية , محملاً القصيدة الكره لأعداء الأمة الإسلامية.
__________________________________________________ ______
7- الصور البيانية :
البيت الأول : (يا عروس المجد) شبه المجد بالعروس :تشبيه بليغ.
ذيول الشهب : شبه الشهب بفستان العروس حذف المشبه وأتى بصفة من صفاته (ذيول)على سبيل الاستعارة المكنية
البيت الثاني : (لن تري حفنة رمل لم تعطر ) شبه الرمل بالإنسان الذي يتعطر ذكر المشبه وحذف المشبه به وأتى بصفة من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.(تشخيص)
البيت الرابع : (وارتمى كبر الليالي دونها لين الناب) شبه كبر الليالي بالحيوان المفترس الذي فقد قوته.(استعارة مكنية)
البيت الخامس : لطمت عارضيه : كناية عن الذل والهوان.
شبه الحق بالإنسان يلطم وجهه (استعارة مكنية)
البيت السادس : (من هنا شق الهدى أكمامه ) شبه انتشار هدى الإسلام بالورد المتفتح ذكر المشبه وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية.
البيت السابع : شبه الشاعر انتشار الدين الإسلامي بالرائحة الطيبة (استعارة مكنية.)
البيت التاسع : كناية عن اتساع الفتوحات الإسلامية.
البيت العاشر : جبين الكوكب : شبه الكوكب بالإنسان الذي له جبين (استعارة مكنية)
البيت الحادي عشر : غيهب الذل : شبه الذل بالظلام (تشبيه بليغ)
>>في البيت الحادي عشر محسن بديعي ,عينيه واذكري نوعه.
(غيهب الذل وذل الغيهب): جناس قلب.

مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:50 PM
العز والمجد لابن عثيمين
==============
معاني الكلمات:
=========
القضب : القاطعة
أوتار : ثأر وقتال
الهيجاء : الحرب
مضرمها : مشعلها
السيّد : هو كل من افترضت طاعنه كالملك
المنجب : الذي يلد النجباء

الشرح
========
العــز والمجــد في الهنديـــة القضب **** لافي الرسائل والتنميق للخطب
تقضي المواضي فيمضي حكمها أمما **** إن خالج الشك رأي الحاذق الأرب

يقول الشاعر : إن العز والمجد والعزم في الأمور وحل المشكلات لاتكون بتنميق الكلام وإلقاء الخطب وإنما تكون بالسيف القاطع , ثم يؤكد هذه الحقيقة في البيت الثاني فيقول :إن داخل الشك رأي الذكي البصير فإن السيوف هي الفصل فإذا حكمت مضى حكمها قدما , وتذكرنا هذه الأبيات بمطلع قصيدة الشاعر أبي تمام" في مدحه للمعتصم بعد انتصاره في فتح عمورية والتي منها
السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لاسود الصحائف *** في متونهن جلاء الشك والريب

وليــس يبنـــي العـــلا إلا نــــدى ووغــى **** هما المعارج للأسنى من الرتب

المعالي لا تُبنى إلاّ بأمرين مهمين , الكرم والشجاعة فهما السلم الموصل لأعلى المراتب و هنا تشبيه بليغ حيث شبه الكرم والشجاعة بالسلم الذي يصعد عليه >

ومـشـمــعـل أخــــو عـــزم يـشيــــعــــه **** قلب صروم إذا ما هـم لم يهب
لله طـــلاب أوتـــار أعـــد لهـــــــــــا **** سيرا حثيثا بعزم غير مؤ تشب
ذاك الإمــام الــذي كادت عــزائمــه **** تسمو به فوق هام النسر والقطب
عبدالعزيــز الــذي ذلـــت لسطـوتـــــه **** شوس الجبابر من عجم ومن عرب
ليث الليــوث أخــو الهيجاء مضرمها **** السيد المنجب ابن السادة النجب
قــوم هــم زينــة الدنيــــا وبهجــتــهـــا **** وهم لها عمد ممدودة الطنب
لكــن شمس مــلــوك الأرض قاطـبـة **** عبدالعـزيز بــلا ميـن ولا كـذب

يمدح الشعر الملك عبد العزيز فيقول ومشمعل , والمشمعل هو الطويل النشيط وهو ما تميز به الملك عبد العزيز يرحمه الله فهو طويل نشيط صاحب عزيمة وإقدام يصاحبه قلب قوي شجاع إذا هم بأمر لا يتهيب أو يتردد فمن شجاعته تسييره الجيوش السريعة لمقاتلة ومنازلة من يريد القتال, ثم أصبغ عليه صفة الإمامة وهي من محامد عصره فهو الإمام الذي عزائمه كادت من قوتها وعلوها أن ترتفع فوق قمة ورأس النسر والقطب وهما نجمان في السماء وهنا كناية عن علو همة وعزيمة الملك عبد العزيز الذي ذلت لسطوته وحكمته جميع الجبابرة المتسلطين القاهرين المتكبرين من عجم ومن عرب ولا عجب في ذلك فهو أسد الأسود صاحب الحرب و قائدها أمام هؤلاء المتكبرين الجبابرة المتسلطين , وهو السيّد الذي لايلد إلاّ النجباء وهو ابن السادة الأفاضل الذين هم زينة الدنيا وبهجتها وهم عمد ممدودة الطنب وهي الحبال التي تشد بها الخيمة فشبه الدنيا بالخيمة وهم عمدها وحبالها التي تشد بها كما شبه الملوك في البيت الأخير بالنجوم وشمسها عبد العزيز بلا كذب ولا خداع ولا نفاق وبحق تعد هذه القصيدة هي أفضل ما قيل في مدح الملك عبد العزيز .

تحليل النص أدبيا :
================
الفكرة : تدور حول معنى واحد وهو مدح الملك عبد العزيز فجاءت الأفكار متسلسلة قوية معبرة عمّا أراد الشاعر

الأسلوب :
=====
جمع الشاعرفي هذه القصيدة بين اتجاهين : الاتجاه التقليدي والاتجاه التجديدي فالتقليدي في اشتمالها على الصفات التقليدية للممدوح وكذلك في وحدة الوزن القافية لذا فاسلوبه غلب عليه الطابع العباسي ذلك الأسلوب القوي الجزل الرصين , أمّا التجديد فظاهر ذلك في وحدة الموضوع وتسلسل الأفكار وتلقيب الملك بلقب الإمامة .

الألفاظ :
=====
الفاظه قوية , رصينة , ضخمة , فصيحة ذات صدى موسيقي ضخم أعادتنا للعصر العباسي .

العبارات والتراكيب :
==============
عباراته قوية سليمة التراكيب ولا غرابة في ذلك فهو قريب في شعره إلى فحول الشعراء القدماء .

العاطفة :
=======
عاطفة إعجاب وتقدير للملك عبد العزيز بما تميز به من صفات الرجل العربي فجاءت صادقة ولا غرابة في ذلك فهو شاعر الملك عبد العزيز, وكما لقب " حسان صاحب الجلالة .

الخيال :
=======
لاتخلو القصيدة من الصور الجمالية والخيالية التي أضافت للمعنى رونقا وقوة كالتشخيص في البيت الثالث في قوله " ليس يبني العلا إلا ندى ووغى "
والتشبيه في الشطر الثاتي من البيت الثالث " هما المارج للأسنى من الرتب " والترادف المعنوي في قوله " العز والمجد " والطباق والمقابلة في البيت الأول
والكناية في قوله " أخو الهيجاء " والتشبيه البليغ في البيت الأخير وقس على ذلك ما بيقي من صور في القصيدة

مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:52 PM
صوت من حراء
النص
أي صوت عزة وجلال ؟
أي نور قد شع من ذي التلال ؟
أي صوت علا فهز البرايا
وتداعت له صروح الضلال ؟
من حراء الخلود أعظم بطود
يتحدي الحصون ذات الظلال
صوت طه يدعو إلي خير دين
فسما بالأنام نحو الكمال
ذاكم الصوت لا يزال يدوي
يتخطى مسامع الأجيال
سجلته في محكم من كتاب
قدرة الله ذي القوي والجلال
لم يزل داعياً إلي كل خير
وينادي بوحدة واعتدال
أيها المسلمون ما لي أراكم
قد صممتم عن صوته المتعالي ؟
فرقتنا مذاهب وحقود
أضرمتها أصابع الاحتلال
ثم نمنا وأدلج الغرب حتي
أيقظتنا الخطوب ( قبل الزوال )
وإذا نحن في الطريق حيارى
مثل جسم مفكك الأوصال
ليس يجدي الكلام عنا فتيلا
قد محا السيف شقشقات المقال
ما مضي فات فاربعوا لا توانوا
واجمعوا الشمل وانهضوا بالفعال
وكفانا تباطؤا وانقساماً
واختلافا قد جر شر الوبال
يا قومي أري المراجل غلي
وأري الكون حافزاً للقتال
يا لقومي وكل قومي أباة
كشر الشر عن نيوب طوال
فارفعوا راية الجهاد بعزم
لنذيق الأعداء كأس النكال
وحدوا الصف والقيادة وامضوا
إن في الاتحاد خير المآل
اللغويات :
شع : انتشر ، صممتم : سددتم آدانكم عن سماعه
التلال : جمع ( تل ) ارتفاع عن الأرض ، أضرمتها : أوقدها وأشعلها .
البرايا : جمع ( برية ) الخلق ، أدلج : ساروا من أول الليل
تداعت : تهدمت وانهارات ، الخطوب : الأمور الشديدة مفردها ( خطب )
طود : الجيل العظيم الصاعد في الجو علوا
الأوصال : جمع ( وصل ) مجتمع العظام .
طه : نداء خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم ، يجدي : يفيد .
الأنام : جميع ما على الأرض من خلق .
فتيلا : الخيط الذي في شق النواة ، شيئا قليلا ، اعتدال : التوسط بين الأمرين
شقشقات : جمع شقشقة = فصاحة الكلام ، حصون : جمع حصن بناء قوي
أربعوا : امتحنوا قوتكم - ارفعوا أيدكم إعلانا للقوة .
محكم : ( متقن ) ، ومن القرآن = الظاهر الجلال : العلو والرفعة
الذي لا شبهة فيه ولا يحتاج إلي تأويل .
الشمل : مجتمع ما تفرق وتشتت من الأمر ، النكال : العقاب أو النازلة .
الوبال : سوء العاقبة ، المآل : رجوع ونهاية
المراجل : القدور من الطين أو النحاس ، توانوا : ضعفوا ولم يهتموا .
شرح الأبيات :
ما أروع ذلك الصوت الذي علا في غار حراء ، وما أعظم ذلك النور الذي انتشر على كل الدنيا من جبال مكة .
لقد هز صوت الإسلام كل المخلوقات ، فاندكت قلاع الكفر ، وهوت صروح الظلم والظلام .

ما أعظمك يا جبل حراء ..... أنت أعظم الأطواد الراسبة ، فأنت أسمي قدرا من كل الحصون والجبال الشامخة .
من حراء كانت دعوة طه - صلي الله عليه وسلم - إلي دين الحق وطريق الخير ، الذي رفع الإنسانية من قاع الضياع إلي قمة السمو والكمال .
إن صوت الإسلام سوف يبقي على مدي الأزمان ، لن تعوقه عوائق ، ولن تسكته موانع أبدا .
لقد جاءت آيات القرآن الكريم سجلا خالد لدين الله ، قدرة الله وعزته وجلاله أن يبقي خالدا حتي يرث الله الأرض ومن عليها .
سوف يبقي صوت التوحيد دعوة أبدية إلي الحق والخير ، والاعتدال ، فلا تدني في الآمر ، ولا شطط ولا مغالاة في شئ .
مالي أري المسلمين قد ابتعدوا عن هذا المنهج الإلهي السامي ، وكأنهم سدوا آذانهم عن سماع هذه الدعوة الخالدة ، وذلك النداء العالي قدرا واقتدارا .
لقد تفرقت كلمة المسلمين ، وصاروا شيعا ومذاهب متناحرة - توغر صدورهم الأحقاد ، ويشعل الاستعمار نار الفتنة بينهم في كل مكان .
لقد نام المسلمون ، ونسوا عزهم ، وتهاونوا في إسلامهم .. في حين أن الغرب اللئيم قد صحا ونهض .. ولم يفق المسلمون إلا على الخطر الداهم .
ما نحن متفرقون في كل مكان - كالحياري في الطريق ، ممزقون كجسم تمزقت أوصاله . لاشمل يجمعنا ، ولا أمر يوحد كلمتنا .
تكلمنا كثيرا ، ولكن لا فائدة من الكلام ، فالقوة تلغي كل فصاحة ، وتهزم كل مقال .
ما فات ... فات ... فليكن لنا في الحاضر عودة للقوة ، ولنرفع ايدينا للجهاد - عملا لا قولا .
ويكفي ما عشناه من الانقسام والتخاذل والانهزامية التي جلبت لنا وخيم العواقب.
فإن الكون مشتعل بنار الحرب ، وكل متحفز للقتال - ونحن قوم أعزة أباة .
نرفض الذل ، فلنظهر للدنيا قوتنا واستعدادنا للحرب والجهاد .
يجب أن نرفع راية الجهاد ، وأن توحد صفوفنا متحدين ، نذيق أعداءنا سوء العقاب .
التحليل والتذوق :
أي صوت ، وعزة ، وجلال ، أي نور :
أربعة أشياء في البيت الأول : عطف كل منها على ما قبله ، لترابطها كلها بالصوت الذي انطلق نوره من حراء ، فهذا الصوت ( نداء الإسلام ) حمل معه العزة ، وحقق المسلمين الرفعة والعلو ، وبه عم نور الهداية . وقد ذكر كل ذلك في أول بيت ليشير مقدماً إلي عظمة ما جاء مع صوت الإسلام من أمور كثيرة .
بدأ ب ( صوت ) لأنه الأصل ما تحقق بعده من عزة ، وجلال .
قدم ( عزة ) على جلال لأن العزة تعني القوة ، ولا جلال ولا علو إلا اذا وجدت القوة . العزيزة التي تجعل صاحبها عزيزا ، فالجلال يجئ بعد العزة .
أي صوت ؟ أي نور ؟ أسلوب إنشائي استفهام للتفخيم والتعظيم .
( نور ) استعارة تصريحية شبه الإسلام وما جاء به من هداية بالنور يهدي في الظلمات .
من ذي : من لابتداء المكان - و( ذي ) توحي بقرب المكان من الشاعر ومنا جميعا روحياً ومكانياً .
علا : علواً صوتياً ، وعلا فوق كل صوت آخر من أصوات الكفر والجاهلية .
صم البرايا : كناية عن قوة أثر صوت الدعوة المحمدية في كل المخلوقات .
أي صوت : أسلوب إنشائي استفهام ( طلبي ) للتعجب من عظمة آثار هذا الصوت - ( أي صوت ) تكراره لزيادة التعجب والتعظيم .
له : تقديم للتخصيص والتعظيم ، فالهاء ضمير يعود على الصوت ، وهو مقدم على صروح الضلال .
صروح الضلال : تشبيه بليغ - شبه الضلال والكفر بصروح كانت قوية - لكنها انهارات مع دعوة التوحيد - ( صروح ) جمع موفق ليدل على مدي طغيان وجبروت الكفر والكفار قبل الإسلام ، ولكنها مع كثرتها دالت وانتهت .
حراء الخلود : إضافة حراء إلي الخلود بيان لما آلت إليه دعوة الوحيد التي انطلقت من غار حراء من خلود يبقي ما بقيت الحياة.
أعظم بطود : أسلوب تعجب على وزن ( أفعل ب ) يشبه دعوة التوحيد بالطود الشامخ العظيم ... فهو استعارة تصريحية - شبه دعوة التوحيد بالطود وحذف المشبه وصرح بالمشبه به - وهي صورة خيالية رائعة التصوير في الثبوت ورسوخ دعوة الإسلام أمام كل التحديات على مر العصور .
الضلال ، الظلال : جناس ناقص .... وبينهما تناسق لفظي - مع بعدهما .
يدعو إلي خير دين : ( 1 ) استعمال المضارع ( يدعو) للاستمرار والدوام في دعوة التوحيد التي نادي بها النبي صلي الله عليه وسلم ( 2 ) ( خير ) اسم تفضيل على وزن أفعل ، فالأصل ( أخير ) حذفت الهمزة لتسهيل الاستعمال لكثرته .
الأنام - الناس - المسلمين : ( الأنام ) جميع ما على الأرض من خلق . واستعمالها يوحي بأن الإسلام
لم يرتق بالإنسان فقط ، بل سما بكل المخلوقات . وارتقي بكل مظاهر الوجود .
ذاكم : إشارة للبعيد - إيحاء باتساع المدي الذي وصل إليه صوت دعوة التوحيد .
لا يزال ، ما زال : استخدام لا يزال أفضل للتجدد والاستمرار الدائم لدعوة الإسلام
يتخطى مسامع الأجيال : ( 1 ) كناية عن البقاء والانتشار في كل زمان ومكان . ( 2 ) ( مسامع الأجيال ) استعارة مكنية جعل للأجيال مسامعاً - لكن دعوة الإسلام لم تقف عندها بل تخطتها جيلا بعد جيل .
( الأجيال ) مجاز مرسل علاقته الزمنية ، ذكر الزمن ( الأجيال ) وهو يريد ( أهل الأجيال )
سجلته : إيحاء بالثبوت والتوكيد .
محكم : توكيد للصحة والتدقيق ، فالقرآن منزه عن كل ما يصيب الكلام الآخر من خطأ أو تأويل .. قال تعالي (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) ( 1-هود ) . قال تعالي (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياته محكمات هن أم الكتاب ... )) .
القوي : جمع قوة - إشارة إلي ما يتصف به سبحانه وتعالي من قدرات في كل صفاته ومنه قوله تعالي ( إن هو إلا وحي يوحي - علمه شديد القوي ) ( 5-النجم )
لم يزل داعيا إلي كل خير : إشارة إلي ما يدعو إليه الإسلام من خير الدين والدنيا والآخرة
ينادي بوحدة واعتدال : ( 1 ) المضارع ( ينادي ) للاستمرار والتجدد لدعوة الإسلام الخالدة ( 2 ) ( وحدة ) وحدة ( بفتح الواو ) من التوحد - وحدة الكلمة بين المسلمين في رأيهم ومواقفهم ، وحدة الصف الإسلامي بين المسلمين في جهادهم وعملهم .
اعتدال : الاعتدال هو سمة الإسلام - فلا إفراط ولا تفريط ، لا شطط ولا مغالاة في أمور الدين ، وقضايا الحياة والمسلم.
أيها المسلمون : أسلوب إنشائي نداء لإظهار الأسي والتحسر .
مالي أراكم : أسلوب إنشائي استفهام للتعجب والإنكار .
صممتم عن صوته المتعالي : إيجاز بحذف مفرد - المفعول به فالأصل - صممتم الآذان - الأسماع )) .وكأنه يريد بحذفها أن يقول للمسلمين : كأنكم لشدة صممكم عن دعوة الوحدة والاعتدال ليس لكم آذان .
فرقتنا مذاهب وحقود : ( 1 ) إشارة إلي أسباب تفرق المسلمين ، وهي كثرة الاتجاهات والمذاهب السياسية والفكرية ، والأحقاد التي يكنها أعداء المسلمين من الغرب والشرق الكافر . ( 2 ) ( حقود ) استعمال جمع الكثرة ( حقود ) ليدل على كثرة ذلك ، وشدة آثاره على المسلمين ( 3 ) وعطف حقود على مذاهب ليبين تعدد أسباب تفرقة المسلمين .
أضرمتها - أشعلتها : الإضرام هو إذكاء النار بعد إشعالها - إشارة إلي ان هذه الأحقاد أشعلت نيران الفرقة بين المسلمين ، ثم لا تزال تغذيها وتزيدها اشتعالاً .
أصابع الاحتلال : ( 1) أصابع مجاز مرسل علاقته الآلية . وذكر آلة إشعال الحرب والفرقة وهو يريد نارها ( 2 ) ( الاحتلال ) همزة وصل ، لأنه مصدر لفعل خماسي ، ولكن الشاعر كتبها همزة قطع لاستكمال الوزن .
ثم نمنا × أدلج الغرب : مقابلة للموازنة بين حالنا - نحن العرب - ( نمنا ) وحال الغرب ( أدلج ) وسار ) وهي توحي بمدي ما حدث لنا من جراء الفرقة والأحقاد من تخاذل .
أيقظتنا الخطوب : استعارة مكنية ، جعل الخطوب شخصا أيقظ المسلمين من نومهم .
قبل الزوال : ربما أراد أن الخطوب والآلام أيقظتنا في وضح النهار ، على مسمع من الدنيا . وربما أراد أن هذه الخطوب أيقظتنا - لكن بحمد الله - قبل فوات الأوان ، مما يعطينا الفرصة على استعادة مجدنا ووحدتنا . ولكن الأول هو الأقرب . لأن البيت التالي يوضح أننا همنا في الدنيا حياري ممزقين .
نحن في الطريق حياري : تشبيه بليغ - يشبه المسلمون وقد تفرقوا وتوزعوا بالطفل الشريد الحائر في الطريق - والتشبيه يوحي بمدي ما آل إليه حال المسلمين في العصر الحديث من ذل وضياع وتشرد .
مثل جسم مفكك الأوصال : تشبيه آخر لتمزق حال المسلمين بجسم تفككت روابط فقراته ، وانحلت مجامع عظامه ، وهو يشير إلي أن حالنا صار عكس ما نادي به النبي صلي الله عليه وسلم حين قال ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ..) .
ليس يجدي الكلام : هذا البيت هو نفس ما دعي إليه أبو تمام في فتح عمورية ( السيف أصدق أنباء من الكتب ) ونفس قول أبن عثيمين في مدح الملك عبد العزيز :-
العز والمجد في الهندية القضب
لا في الرسائل والتنميق والخطب
يؤكد أن الكلام والكتابة لن تحقق نصرا ، ولن تهزم عدوا ، إنما القوة هي الطريق الوحيد لاستعادة العزة والكرامة .
قد محا السيف شقشقات المقال : كناية عن أن الغلبة والنصر للسلاح والقوة .لأنه أقوي من كل فصاحة وبلاغة ومقال .
البيت : دعوة تصريحية يؤكد ما قاله السابقون من أننا يجب أن نترك الكلام ، والخطب والشجب والاستنكار إلي العمل الحقيقي ، وقوة السلاح .
فاربعوا : أسلوب إنشائي أمر للحث واستنهاض الهمم والعزائم .
لا توانوا : أسلوب إنشائي نهي لتوكيد الحث على النهضة وترك التواني .
واجمعوا الشمل : كناية عن الوحدة - وهو أسلوب إنشائي طلبي ( أمر ) للحث .
وأنهضوا بالفعال : توكيد لترك الكلام إلي العمل .. وهو أمر للحث على العمل .
في البيت : تحديد لما يجب على المسلمين سرعة اتخاذه وهو أربعة أمور : إعداد القوة ، ترك التواني ، الوحدة ، العمل لا الكلام .
كفانا : إيحاء بكثرة ما لحق بنا .... وليس هناك إمكان لمزيد من ذلك .
تباطؤا ، انقساما ، اختلافا : ثلاثة حدثت لنا بكل شرورها - فكفانا ذلك - الانقسام : تمزق حال المسلمين وتشتت قوتهم ، وتمزق وحدتهم . اختلافا : اختلاف في الآراء ، واختلاف في المواقف تجاه العدو المستعمر .
قد جر شر الوبال : نتيجة سيئة للتباطؤ والانقسام والاختلاف .
يا لقومي : أسلوب استغاثة - يستغيث بقومه ، لأنهم صامتون والعالم مضطرب من حولهم .
المراجل : استعارة تصريحية - شبه حال الأمة واضطراب أحوال الدنيا بالقدور التي تغلي وتوشك على الانفجار ، إيحاء إلي شدة ما يحيط بالإسلام من خطر.
الكون : مجاز مرسل علاقته المحلية ، ذكر المحل ( الكون ) وهو يرد أحداث الكون .
يا لقومي : تكرار للاستغاثة لعل في ذلك تغييراً للحال .
وكل قومي أباة : جملة اعتراضيه للاحتراس . إشارة إلي حقيقة أن المسلمين أباة حقا .
كشر الشر : استعارة مكنية ، جعل الشر وحشا كشر عن أنيابه ، استعداداً للانقضاض على فريسته ، إيحاء بقرب اندلاع الحرب .
نيوب طوال : إيحاء لشدة الخطر المحدق ، فالنيوب الطوال أشد فتكاً .
فارفعوا راية الجهاد : أسلوب إنشائي أمر للحث وشد العزائم والاستنهاض .
بعزم : إيحاء إلي ما يجب أن يكون في الجهاد من صدق العزم وقوة الإرادة .
لنذيق الأعداء : تعليل لقوله : ارفعوا راية الجهاد ، أو نتيجة لها .
كأس النكال : تشبيه بليغ ، شبه شدة ما ينزل بالعدو من انتقام وسوء عاقبة بكأس مليئة بالانتقام .
وحدوا الصف ، والقيادة ، وامضوا : ترتيب لما يجب اتخاذه قبل بدء الجهاد : فالوحدة في الصف والعمل ، ثم وحدة القيادة ثم المضي إلي ساحة الجهاد ...
- إن في الاتحاد خير المآل : تعليل لضرورة تحقيق لوحدة الشاملة للأمة الإسلامية ونتيجة ترتيب على تحقيقها . والجملة إطناب بالتذييل لتوكيد أهمية الوحدة.
التعليق العام
النص من أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ، فهو يتناول حال المسلمين في هذا العصر ، وكيف تغير موقعهم على خريطة الحياة كثيرا عن قبل .
العاطفة في النص عاطفة جماعية ، فهو وإن تكلم بلسان نفسه إلا أن شعوره هو شعور كل المسلمين في هذا العصر . وهي عاطفة صادقة .
امتزجت العاطفة بالأفكار التي ساقها - مما جعل النص قوي التأثير في نفوسنا ففي المقطع الأول ( الأبيات 1-7 ) يصور ذلك النور الذي انطلق من غار حراء فأضاء جنبات الدنيا ، وغير مجري البشرية كلها ، - فسادته عاطفة قوية من الفخر والاعتزاز بهذا الماضي العظيم .
وتري صدق هذه العاطفة ظاهرا في أسلوبه وخيالية [ عزة ، جلال ، نور شع ، هز البرايا - علا - الخلود ، يتحدي - صوت طه - خير دين سما - الكمال . صوت يدوي - محكم من كتاب - الله ذي القوي والجلال خير - وحدة - اعتدال ] .
* وفي المقطع الثاني الذي يتحدث فيه ( الأبيات 8-14 ) عن حال المسلمين في العصر الحاضر ، وكيف أعرضوا عن دعوة الحق فهانوا وتفرقوا وذلوا تري في هذه الأبيات عاطفة قوية من شعوره بالحزن والأسي وعلى ما صاروا إليه .
وتري قوة هذا الحزن والأسي من خلال قوله [ مالي أراكم - صممتم - فرقتنا مذاهب - حقود - أضرمتها - ، الاحتلال ، نمنا ، الخطوب ، حياري ، مفكك ، لا يجدي فيتيلا ، ما مضي فات ، كفانا ، اختلاف ، شر الوبال ] .
* وفي آخر النص [ الأبيات - 18-5 ] يستحث قومه المسلمين لعلهم يخرجوا من هذا الصمت والنوم ، تري عاطفة قوية من الأمل الكبير [ كل قومي أباة ، أرفعوا راية الجهاد ، نذيق الأعداء. وحدوا الصف ، القيادة ، امضوا . الاتحاد - خير المآل ] .
من خصائص أسلوب الشاعر :
وضح الأسلوب مع عمق المعاني التي يعبر عنها .
انتقاء الألفاظ ، ودقة اختيار الكلمات .
الألفاظ مألوفة خالية من الغرابة والابتذال .
ترابط التراكيب كالبنيان المتين .
تنوع الأسلوب بين الخبري والإنشائي .
استخدام الشاعر أسلوب الوصف - مستعملاً طريقة الجد .
خيال الشاعر قليل - وما جاء فهو خيال خصب معروف - لكنه يخلو من الإيغال والسطحية ، ومعظمها مقتبس من التراث القديم .
استطاع بصورة الخيالية إبراز أفكاره وتصوير عاطفته .
النص من الاتجاه التجديدى على طريقة مدرسة الإحياء .

مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:55 PM
وجدت هذا الشرح لقصيدة كعب بن زهير ولعلها تكون وافية .

تحليل قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول(ص) والاعتذار إليه
((بانت سعاد))

* صاحب النص :
صاحب النص هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني .عاش في الجاهلية و أدرك الإسلام ،و لذا فهو شاعر مخضرم . تتلمذ في الشعر على يد والده و حين رآه زهير يقول الشعر مبكرا ، منعه خشية أن يأتي منه بما لا خير فيه فيكون سبّة له و لأسرته التي كان لها في الشعر قدم راسخة و صيت بعيد . غير أن كعبا استمر ، فامتحنه والده امتحانا شديدا ن تأكد بعده من نبوغه و مقدرته الشعرية ، فسمح له بالانطلاق فيه فكان من المبرزين حتى أن الحطينة و هو من في ميزان الشعر ،رجاه أن يذكره في شعره . ملت في حدود سنة 662م.

* المناسبة :
كان كعب في اكتمال شبابه عندما ضخم أمر النبي و أخذ الناس يتحدثون بالإسلام . فأرسل أخاه بجيرا عام 628مإلى الرسول يستطلع الدين الجديد ،و ما أن اتصل بجير بمحمد حتى آمن به و بقي في المدينة ، فغضب كعب أشد الغضب ،و نظم أبياتا من الشعر يوبخ فيها بجيرا على ترك دين الآباء و يعرّض بالرسول فيقول :
ألا أبلغا عني بجيرا رسالـــة فهل لك في ما قلت، ويحك، هل لكا
سقاك بها المأمون كأسا رويــة فأنهلك المأمون منها وعـــلـكا
ففارقت أسباب الهدى واتبعتــه على أي شيء ويب غيرك، دلكــا
على مذهب لم تلف أما و لا أبـا عليه لم تعرف عليه أخا لكــــا
فإن أنت لم تفعل فلست بأسـف ولا قائل إمّا عثرت : لّعا لكـــا

و أرسل كعب بالأبيات إلى أخيه ، فاطلع عليها النبي و أهدر دمه ، فأرسل إليه أخوه بجير بما كان من الأمر ، و حثه على الإسراع في القدوم إلى النبي مسلما معتذرا ،و لكن كعب رفض ذلك و أراد الاحتماء بقبيلته فأبت عليه ذلك .




و كثر المرجفون به من أعدائه ،و سدت في وجهه السبل ،فاستجاب لنصح أخيه و قدم إلى المدينة سنة 630م و أتى الرسول و هو بين أصحابه في المسجد ، فجلس بين يديه و وضع يده في يده و النبي لا يعرفه ، و قال : يا رسول الله ، إن كعب بن زهير أتاك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه ؟ أجابه : نعم . قال: فأنا كعب . فوثب رجل من الأنصار قائلا : دعني يا نبي الله أضرب عنقه ،فكفه النبي (ص)عنه . و أنشد كعب حينئذ قصيدته "بانت سعاد "التي منها هذه الأبيات . و يقال أن النبي خلع عليه بردته حين وصل في الإنشاد إلى قوله : إن الرسول لسيف يستضاء به .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
* شرح أبيات القصيدة:

المجموعة (أ){1-4}:مقدمة غزلية (حزن الشاعر لفراق محبو بته )
في هذه الأبيات يصف الشاعر حالته النفسية و الحزن الذي أصيب به لفراق محبوبته التي تخيلها و أطلق عليها اسم سعاد ، فيقول : لقد تركتني سعاد و رحلت عني فدمر فراقها قلبي ، فأصبحت متعلقا بها ، مقيدان ثم يصف سعاد لحظة رحيلها مع قومها بأنها بدت كغزال في صوتها غنة و في عينيها حياء و اكتحال ، ويصفها عندما تقبل بأنها خفيفة من أعلاها دقيقة الخصر ،و عندما تدبر تبدو عظيمة العجزة كما أنها كانت معتدلة القامة فليست بالطويلة و لا القصيرة ، كما يصف اسنانها عندما تبتسم و ما فيها من ريق رطب راو كأنها مسقية بالخمر أكثر من مرة فهي مروية و بياضها ناصع .

* التحليل الفني :
1- بدأ الشاعر بالغزل على عادة الشعراء القدامى و يلاحظ أنه وصف حسي اقتصر على الوصف الخارجي للمحبوبة دون التعمق في نفسها و إبراز جمالها المعنوي ، ولقد اختار لمحبوبته الخيالية اسم (سعاد ) وذلك لأنه مشتق من ( السعد والإسعاد ) وهو سعيد بقبول الرسول اعتذاره ودخوله الدين الإسلامي ، كما أنه بدأ بالغزل للفت انتباه السامعين إليه و إلى شعره .(متبول /مكبول ) جناس ناقص لإعطاء الجرس الموسيقي وإبراز المعنى .
2- في هذا البيت شبه صورة سعاد لحظة رحيلها بصورة غزال في صوتها غنة وفي عينيها فتور وحياء واكتحال . وقد أكد هذا التشبيه عن طريق القصر والتوكيد بالأداة ( إلا ). هيفاء مقبلة / عجزاء مدبرة : مقابلة ( تقسيم يعطي جرسا موسيقيا / لإبراز المعنى وإيضاحه قصر / طول : طباق . في هذا البيت تشبيه ، فهو يشبه شدة لمعان أسنانها كأنها مسقية بالخمر نهلا أكثر من مرة . كما أن الشاعر يستخدم في هذا المقطع (الصورة الكلية) بما فيها من لون وحركة وصوت تنقل لنا المشهد وكأنه ماثل أمامنا نراه ونسمعه، فمن الألفاظ الدالة على اللون: )مكحول / عوارض / ظلم الراح ) ومن الألفاظ الدالة على الحركة: ( بانت / مكبول / مكحول / رحلوا / مقبلة / مدبرة/ تجلو / ابتسمت ) ومن الألفاظ الدالة على الصوت : ( قلبي / رحلوا / أغن ).

علل : على الرغم من المقدمة الغزلية الطويلة التي تغن فيها الشاعر بسعاد إلا أن الرسول (ص) لم يغضب .
1- لأنه يدرك غلبة التقاليد الفنية و عدم القدرة على الفكاك من سلطانها بسهولة .
2- رحابة صدره (ص) كانت تجعله يأخذ الناس كل على قدر تفكيره و يدرك أن الاستهلال مجرد نموذج فني لا يقصد لذاته فشعراء الإسلام رغم التزامهم بتلك التقاليد الفنية الموروثة كان إيمانهم قويا .
الشاعر عاش في الجاهلية أكثر مما عاش في الإسلام مما جعل أصالة التقاليد تتمكن من نفسه و لابد من مرور فترة زمنية كافية للإفلات من جاذبيتها .

المجموعة (ب) {5-10}: وصف حالة الشاعر وخوفه والجو النفسي المحيط به والاعتذار للرسول .(الاعتذار والاستعطاف )
في هذه الأبيات يذكر الشاعر سعي الوشاة الذين وشوا به إلى النبي ، وبين كيف أنه استجار بأصحابه و بني قومه فما أجاروه مما جعله وحيدا لا يجد غير الله يلجأ إليه و يسلمه أمره ،فكل ما قدر الله كائن لابد من وقوعه ، كما أن كل إنسان لابد و أن يحمل على النعش يوما لذلك فلن يخيفه الموت و سيقدم على الرسول (ص) وكله أمل في عفوه وصفحه وتأمينه من آثار وعيده ، فهو الرسول المعروف بالعفو والصفح و هو الذي أعطاه الله نعمة القرآن التي فيها بيان و توضيح لأمور الدين الإسلامي ، و يطلب منه عدم معاقبته بأكاذيب النمامين الوشاة حتى و إن كانت كثيرة إلا أنها ملفقة مفتراة .

* التحليل الفني :
في هذا المقطع يساير الشاعر كعب بن زهير النابغة الذبياني في مزج المدح والاعتذار . وتسيطر عليه عاطفة يمتزج فيها الخوف و الرجاء و الإعجاب .
5- تعبير حقيقي .
6- خلوا : أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر الغرض منه الالتماس .
لا أبالكم : أسلوب إنشائي طلبي يفيد النفي بغرض الدعاء ، يدعو على من يخوّفه بفقد الأب (يدعوا عليهم بألا يكون لهم أصل ولا أب )
7- ابن أنثى : كناية عن الإنسان . وهو موصوف .
آلة حدباء : كناية عن النعش . وهو موصوف .
و في البيتين (6-7) حكمة فهو متأثر في ذلك بوالده زهير.
8- كما أنه يكرر لفظ (رسول الله ) وذلك للتعظيم . (أسلوب خبري )
9- مهلا : أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر الغرض منه الالتماس .
الذي أعطاك نافلة القرآن : كناية عن الله سبحانه و تعالى ، ولفظة (نافلة ) توحي بأن الله أتم على الرسول بعلوم كثيرة (الرسالة والنبوة ) وجعل الكتاب زيادة على تلك العلوم .
(8-9) فيهما أسلوب ( التفات ) فقد تحول من ضمير الغيبة إلى ضمير الخطاب وذلك تنشيطا للأذهان .
10- لا تأخذني : أسلوب إنشائي طلبي يفيد النهي الغرض منه الالتماس و الرجاء .
أقوال : توحي بكثرة الوشاة، و(الوشاة) ليدفع التهم عن نفسه، كما يستخدم لفظة (أقاويل) ليؤكد أنها مجرد اتهامات و ليدلل على بطلانها .


المجموعة (ج){11-17}:مدح الرسول (ص)و المهاجرين
هنا يبدأ الشاعر في مدح الرسول (ص) والمهاجرين ، فيصف الرسول (ص) بالنور الذي يهتدى به و بأنه سيف من سيوف الحق و العدالة المشروعة في وجوه الأعداء ، تحف به جماعة من قريش دانت بالإسلام و هاجرت من مكة في سبيله ، ثم يصف المهاجرين بأنهم عندما هاجروا كانوا أقوياء ، شجعان، أباة ، و لباسهم في الحروب متقن الصنع ، و كأنه من نسج داود عليه السلام ، كما أنهم يحاربون بجرأة أو يضربون باستبسال إذا هرب الجبناء و فر الرعاديد ،و إذا غلبوا عدوهم لا يفرحون بذلك لأن النصر من عادتهم ، و إذا غلبهم العدو لا يجزعون من لقائه لثقتهم بالتغلب عليه ، و هم لا يقع الطعن في ظهورهم بل في نحورهم لأنهم لا ينهزمون و لا يفرون عن موارد الردى وساحات القتال .

* التحليل الفني :
11- إن الرسول لسيف : تشبيه بليغ ، شبه الرسول بالسيف المصنوع من حديد الهند والمتميز بجودته . وفيها إيحاء بالقوة و السلطان .
يستضاء به :استعارة مكنية سبه الرسول بالمصباح الذي يهتدى به في الظلام .
سيوف الله :كناية عن رجال الله و أنبيائه ،و المدافعين عن رسالة السماء .
و هذا البيت يكشف لنا عن إحدى عادات العرب و أنهم كانوا إذا أرادوا استدعاء من حولهم من القوم شهروا السيف الصقيل فيظهر لمعانه عن بعد فيأتون إليه طائعين مهتدين بنوره.
12- يشير الشاعر إلى الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة … عندما وقف عمر بن الخطاب في وادي مكة متحديا ، و أشهر هجرته ،وقال : (من أراد أن تثكله أمه فليتبعني إلى هذا الوادي ) و قائلهم هنا إشارة إلى عمر بن الخطاب .
زولوا :أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر بغرض الالتماس .
14- شم العرانين :كناية عن صفة العزة و الإباء و الترفع عن الدنايا ، لبوسهم من نسج داود : كناية عن متانة الدروع و دقة الصنع .
15- يستمر الشاعر في مدح أنصار النبي (ص) فيشبههم بالجمال الزهر والتشبيه هنا بليغ فوجه الشبه التقدم و النشاط و السرعة في اندفاعهم في ساحة المعركة يحميهم من الضرب والطعن (خاصية من خصائص الجمال الزهر الاندفاع و التقدم دائما إلى الأمام ) ثم يعرض بالمقابل صورة الأعداء في جبنهم و تراجعهم ،و استخدم التنابيل كناية عن صفة الضعف و قصور الهمة ،و في البيت مقابلة بين فريقين المؤمنين يدفعهم إيمانهم إلى التقدم و طلب الشهادة و الكفار يسيطر عليهم الجبن و الضعف فيتراجعون .
16- كناية عن أخلاق المسلمين فهم لا يشمتون في أعدائهم عند النصر ولا يصيبهم الجزع و الخوف عند الهزيمة ؛لأنهم يعرفون أن الأيام دول و أن الصبر على البلاء قوة ،وفي البيت مقابلة تبين حال المسلمين في الموقفين النصر و الهزيمة .
17- يعطي الشاعر البرهان و الدليل على شجاعتهم عن طريق الكناية في قوله يقطع الطعن في نحورهم ) وأكد ذلك بأسلوب قصر للتوكيد فصفتهم الشجاعة عند المواجهة ، ثم وضح في صورة حسية هذه الفقرة عندما قال: (حياض الموت )فقد شبه الموت بالحياض و جاء التشبيه البليغ في صورة المضاف و المضاف إليه ، و كذلك فيها استعارة تصريحية لأنه شبه ساحة المعارك بحياض الموت و صرح المشبه به .

** كما يتضمن هذا المقطع أيضا صورة كلية فيها :
أ-اللون: (سيف / يستضاء / لبوسهم / سرابيل / الجمال الزهر / السود / نحورهم ).
ب-الصوت : ( قال قائلهم / زولوا / اللقاء / الهيجا ).
ج-الحركة : (مسلول / زالوا / اللقاء / نسج / الهيجا / يمشون مشي الجمال / ضرب / عرد / نالت / يقع الطعن ).

** أثر الإسلام في معاني القصيدة : يتضح أثر الإسلام في معاني القصيدة وفقد مثل ذلك بدروع داود عليه السلام (من نسج داود )الذي كان ماهرا في صنع الدروع ،كما تأثر بالقرآن الكريم في وصفه لأصحاب الرسول (ص) بالقوة و إعداد العدة للأعداء مشيرا إلى قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )).

* خصائص أسلوب كعب بن زهير :
بساطة التركيب والمعاني ، قدرة الألفاظ على حسن الأداء ، اختيار المعاني والصور الملائمة لموقف الاستعطاف، قلة المحسنات البديعية ، قلة الصور وغلبة النزعة الواقعية عليها والتأثر بالظروف التي صاحبت التجربة الشعرية للشاعر ، التصوير الجزئي والكلي التأثر بالإسلام بالإضافة إلى المحافظة على القديم، والتنويع في الأساليب (النفي/الحصر /التشبيه ).

* أثر البيئة في القصيدة :
يلجأ كعب في رسم صورة إلى البيئة المحيطة ، فهي بدوية صحراوية ، ويتضح ذلك في (حياض الموت، وتشبيه الرسول بالسيف المهند، ووصف آلات الحرب وملابسها والمهارة فيها ، وتشبيه سعاد بالغزال ذي الصوت الأغن ،و تشبيه ريقها بالخمر ).

* سمات شخصية الشاعر :
جريء شجاع ، معترف بذنبه ، حكيم ، ذو نزعة دينية.

*ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟
الخوف ثم الرجاء يليه الإعجاب بالنبي صلى الله عليه وسلم و المهاجرين

مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:58 PM
خطبة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حنين :
وسنبدأ بخطبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حنين ، فأعتقد أن الغالبية وصلت في توزيع المنهج إليها ، وسيقتصر التحليل على الصور البلاغية ، وبعض الفوائد العامة لضيق وقتي .
يا معشر : بدأ بنداء للتنبيه ، والتشويق ، ولفت الانتباه .
ما مقالة ... : جملة إنشائية طلبية غرضها التقرير .
ومنه نأخذ فائدة : أن على المرء أن يتحقق من الأخبار ، وعلى الطرف الثاني أن يكون صادقاً يقر بالأمر حتى لو كان الحق عليه .
ضلالاً فهداكم ، وعالة فأغناكم ، وأعداء فألف : طباق لإظهار الفرق بين الحالتين .
بلى : للإقرار . وقد أسندوا الفضل لله تعالى ثم لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ احتراماً وتقديراً .
ألا تجيبوني : جملة إنشائية طلبية للحث والدعوة . وقد سكتوا حياء منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وبماذا نجيبك ؟ استفهام حقيقي .
لله ولرسوله ... : تأكيد على إيمانهم ، واعترافهم بالفضل لأهله .
أما والله : قسم للتأكيد ، وزاد التأكيد باللام في : لقلتم ، والشدة في لصدقتم ، ولصدقتم .
مكذباً فصدقناك ، مخذولاً فنصرناك ... طباق لإظهار الفرق بين الحالتين .
لعاعة : يدل اللفظ على التحقير والتقليل .
ووكلتكم : تدل على ثقته بهم .
أفلا ترضون ... : جملة إنشائية طلبية للعتاب والمحبة .
فوالذي نفس ... : قسم للتوكيد .
الناس : لم يقل المهاجرين للعموم .
وسلك الأنصار : دليل على محبته لهم .
لسلكت شعب الأنصار : دليل أن الاختيار كان للأغلى .
اللهم ارحم : دعاء لهم .
وأبناء الأنصار : زيادة محبة .
أخضلوا لحاهم : لكثرة دموعهم .
رضينا برسول الله : اختاروا الاختيار الصحيح .
وقفات مع الخطبة ( منقول ) :
روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال : لما أعطى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما أعطى من تلك العطايا قريش
وفي قبائل العرب، و لم يكن للأنصار منها شيء و جد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم : لقى رسول صلى الله عليه وسلم قومه ...؟! فيغفرالله لرسول الله يعطى قريشاً ويتركنا
وسيوفنا تقطر دماً، فدخل سعد بن عباده فقال: يا رسول إن هذا الحي من الأنصار قد و جدوا عليك في أنفسهم في هذا الفيء الذي أصبت قسّمت في قومك , وأعطيت عطايا في قبائل العرب، و لم يكن لهذا الحي من الأنصار منها شيء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
قال : يا رسول الله ما أنا إلا أمرؤ من قومي .
قال: فاجمع لي قولك في هذه الحظيرة .. فأرسل إلى الأنصار فاجتمعوا في مكان أعد لهم , ولم يدع معهم أحدا غيرهم , ثم قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : ( يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم ؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ؟ وكنتم عالة فأغناكم الله بي ؟ )
وكلما قال لهم من هذا شيئاً قالوا : بلى .. الله ورسوله أمنّ وأفضل . ثم قال : ( ألا تجيبون يا معشر الأنصار ؟ ) .
قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ للهِ ولرسولهِ المنُّ و الفضلُ .
فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو شئتم لقلتم , فلصدَقتم و لصدّقتم , أتيتنا مكذبا فصدقناك , و مخذولا فنصرناك , وطريدا فآويناك و عائلا فآسيناك ) فصاحوا : ( بل المن علينا لله ورسوله ).
ثم تابع رسول الله عليه الصلاة و السلام ( أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما لـيسلموا ووكـلتكم إلى إسلامكم ! ألا تــرضون يا معــشر الأنصـار أن يـذهـب الناس بالـــشاة
والبعير . وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالله لما تنقلبون به خيرا مما ينقلبون به والذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت إمرءا من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعباً , لسلكت شعب الأنصـار سـتلقون .. أثـرة من بعـدي فاصـبروا حـتى تلقوني عـلى الـحوض , اللهم ارحـم الأنــصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ) فـبكى الـقوم حتــى أخضلت لــحاهم , وقــــالوا
( رضينا بـالـله ورسوله قسماً وحظاً ونصيباً ) .
فـــوائـــد تــربـــوية :
1- أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتمع الأنصار في مكان واحد و لم يدع معهم أحدا ... فهذا الأسلوب من الأساليب التربوية الناجحة لمعالجة الخطأ , حيث يكون هناك مجال واسع لفتح الحوار والمناقشة بدون وجود أطراف أخرى قد تتسبب في تأزم الموقف .
2- قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بحمد الله والثناء عليه في بداية خطبته يعتبر ذلك مدخلاً لتهدئة النفوس وتهيئة الـجـو الإيماني فـتكـون الـقــلـوب بعـد ذلـك ســــاكنة و هـــادئة لتلــقي مـا يـقوله عــليه الـسـلام .
3- استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب استرجاع الذاكرة , و تذكر الفضائل قبل الحكم عـلى المــوقف الحالـــي
و الموازنة بين الأمرين فذكر فضله عليهم ( ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ربي , و كنتم متفرقين فألفكم الله ربي , و كنتم عالة فأغناكم الله بي ) حينئذ تذكروا فضله عليهم فهتفوا قائلين ( بلى , لله ولرسوله المن والفضل ) ومن ذلك يجب أن يستفيد الآباء والمربون في وقتنا الحاضر من هذا الجانب وهو عدم اتخاذ موقف شديد القسوة تجاه الفرد بمجرد خطأ بسيط في نظرنا دون أن ننظر إلى الإيجابيات العظيمة , بل علينا الموازنة والترجيح .
4- عندما سأل عليه الصلاة و السلام ( ألا تجيبون يا معشر الأنصار )؟ هذا السؤال يدل على أنه أراد أن يعطيهم الفرصة لإبداء رأيهم حتى يستفرغ ما في نفوسهم , وهذا هو أسمى وأرقى معاني حرية التعبير عن النفس دون وجود الضغوط الكابحة.
فمن منا تعالج القضايا بهذا المستوى التربوي الرفيع ؟
5- قول الأنصار بماذا نجيبك يا رسول الله , لله ولرسوله الفضل والمنّة , يدل دلالة واضحة على استمرارية الالتزام الخلقي والأدب الرفيع مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم في أحرج موقف وهذه ومضة تربوية تكون وساماً لرسول الله  الذي ربى تلك النفوس التي استطاعت أن تثمر نتائج إيجابية رفيعة المستوى في أشد المواقف .
6- استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب المحاماة , وهذا ما ينادون به في القوانين الوضعية المعاصرة فلقد نصب نفسه محامياً عن الأنصار فتكلم عنهم بلسانه عن حقائق... تلك الحقائق تظهر فضلهم عليه فقال عليه الصلاة و السلام ( أما ولله لـو شئتم لـقلتم فلـصدقتم و لـصـدقتم آتيتنا مـكـذباً فــصــدقــنــاك
ومخذولاً فنصرناك وطريداً فآويناك , وعائلاً فآسيناك )
أخــتـي الــحـبيبة :إنها كلمات صادقة محكمة نطق بها أسمى محام عرفته البشرية , أرأيت محامياً يترافع ضد نفسه !! إنها النبوة وعندما قال ذلك أكد ما في نفوسهم بلسانه عليه الصلاة والسلام وهذا هو السمو التربوي الذي يجب أن يقتبس منه المربون والآباء فيذكرون فضائل أبنائهم أوالمتعلمين فيكون ذلك أدعى لتقبلهم التوجيه والإرشاد من آبائهم أو معلميهم .
7- من الضرورة التربوية تفسير وتوضيح سبب إعطائه عليه الصلاة والسلام لأهل مكة , فقد فسر عليه الصلاة و السلام سبب إعطائه لهم وذلك عندما قال ( أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم من أجل لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ) فإذاً السبب ليس القرابة إنما كان ذلك من صلب الدعوة
وهو الرغبة في إسلامهم , فالهدف من العطاء الوصول لغاية سامية وهي الإسلام وهل هناك أفضل من هذا الهدف ؟ وبذلك استطاع الرسول عليه الصلاة و السلام أن يزيل الغشاوة عن النفوس التي حاول الشيطان أن يستثمرها . وكذلك المربي يجب عليه أن يوضح ويفسر كل عمل يعتقد أنه غامض على من حوله , وذلك حتى لا يجعل للشيطان مدخلاً يدخل منه فيعظمه في نفوس المتعلمين .
8- قول الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار ( ووكلتكم إلى إسلامكم ) يدل دلالة واضحة أنه عليه الصلاة والسلام كان معتقداً اعتقاداً جازماً باستقرار الإيمان في نفوسهم رضي الله عنهم , ووكلهم إلى الإسلام ولم يقل ذلك إلا نتيجة تربيته لهم , والعلاقة الوطيدة بينه وبينهم فعرف ما في نفوسهم من محبتهم لدين الله
وهكذا يجب أن يكون المربون والآباء مدركين لنفسيات الأبناء والمتعلمين .
9- (ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟)
ما أبلغة من سؤال !!
إنه سؤال استثار الجانب الوجداني للأنصار رضي الله عنهم فأراد عليه الصلاة والسلام أن يبين الفرق بين اختيار الناس و اختيارهم فعندما يختار الناس الشاة والبعير فهم يختارون نبيهم .
وهل هناك مقارنة بين الاختيارين ؟ فتلك المقولة تدفع النفس والفكر والوجدان في كشف الحقائق الصادقة عن مدى حب الرسول صلى الله عليه وسلم ( المعلم ) للمتعلمين ( الأنصار رضي الله عنهم ) ولا تنجح العملية التربوية و التعليمية في تحقيق أهدافها إلا بوجود المحبة المتبادلة بين المعلم والمتعلم .
10- أراد صلى الله عليه وسلم أن يثبت محبته لهم فقال ( لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار و لم ينسهم في الآخرة فقال : ( فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) فإن كسب الناس الشاة والبعير , فالأنصار كسبوا الدنيا والآخرة ففي الدنيا : عودة رسول الله معهم ومحبته لهم وفي الآخرة : اللقاء بصاحب الخلق العظيم عند حوض الكوثر وأيضاً طلب الرحمة لهم ولأبنائهم وأبناء أبنائهم
( اللهم ارحم الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ) .
وجاءت بعد ذلك نتائج تلك الموعظة النبوية التربوية فبكى القوم حـتـى أخضلت لـحـاهـم من الــبـكـاء , وبهذا عالج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الموقف بتلك الخطبة الإيمانية التربوية .
11- ( قول بعض الأنصار يغفر الله لرسول الله يعطي قريشاً و سيوفنا تقطر بدمائهم ) أنه ينبغي على من يشك في أمر ما .. لا يجد له تفسيراً واضحاً أن يلتقي بمسئوله أو رئيسه ويحاوره محاورة هادئة
ويستفسر منه عن سبب ذلك ولا يجعل للشيطان مدخلاً لتعظيم الأمور لتستمر العلاقة بين المعلم والمتعلم بدلاً من أن تتحطم على أبواب اختلاقات وأوهام من طرف واحد .

أختي الكريمة :حقا لقد بلغ هذا الرسول الكريم صلوات ربي و سلامه عليه أعلى درجات الكمال البشري
إنه القائد الفذ والمربي الناجح عليه الصلاة والسلام .... إن اللسان ليعجز عن التعبير في وصف مدى النجاح الذي حققه هذا القائد العظيم عليه الصلاة والتسليم في معالجته لأعسر وأشد المواقف متخذاً
( الحكمة , والحب , والتواضع , والصراحة , إعطاء كل ذي حق حقه ) وسائل لتهدئة النفوس فإذا بها تعود خاضعة محبة نادمة لا تملك إلا التسليم بكل رضا .
وصدق الله العلي العظيم حيث يقول :
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) .
دعوة : ( لقراءة سيرته عليه الصلاة و السلام ثم دراستها و تطبيقها فإن في ذلك الفوز و النجاح في الدارين )
والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على الرسول الفاضل الأمين ,,
بتصريف عن كتاب : من أساليب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التربية لخالد نجيب العامر
إعداد : وحدة التربية الإسلامية بمحافظة الطائف .( منقول )

مكفختني دنيتي
03-04-2008, 11:59 PM
رسالة ابن زيدون الجدية ( 1 )

( لنجتمع ونتعاون ويحلل كل منا قصيدة أو على الأقل ثلاثة أبيات ، ويكمل عليه الآخر ، ولنكمل بعضنا ، ونزيد ، ونحذف ، ونعلق ، ونضيف ، وهكذا حتى يكتمل العقد ؛ فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة .
وأرجو أن تصنف كل مرحلة على حدة ليتسنى الرجوع إليها لسنوات طالما أن المنهج موحد للبنين والبنات .( مجرد اقتراح ) ، ولا تنسوا أن هذا العمل سيكون بمثابة الصدقة الجارية لسنوات عديدة حتى تتغير المناهج .
وسيقتصر التحليل على الصور البلاغية ، وبعض الفوائد العامة لضيق وقتي .)
يامولاي وسيدي : نداء تعظيم للاستعطاف .
اعتدادي ، وامتدادي : ترادف ، وجناس ناقص .
له ، به ، منه : سجع .أبقاك الله : دعاء له ، زيادة في الاستعطاف وإلانة قلبه .
حد العزم : شبه عزمه بالسيف ، حذفه واستعار منه صفة الحد على سبيل الاستعارة المكنية .
زند الأمل : شبهه بمشعل الزناد بجامع الظهور ، والسطوع في كل .
واري ، وثابت : اسم فاعل ، إثباتاً لهذه الصفات فيه .
أعزك الله : جملة اعتراضية الغرض منها الدعاء .
لباس نعمائك : شبه نعمائه بالثوب الذي يلبس ، حذف الثوب واستعار منه صفة الثوب على سبيل الاستعارة المكنية للدلالة على التغطية .
حلي إيناسك : شبه الإيناس بالحلية التي تعطل منها بمعنى لا وجود لها .
برود إسعافك : شبه إسعافه والعفو عنه بالماء ، حذفه واستعار منه صفتي الإظماء والبرود على سبيل الاستعارة المكنية .
كف حياطتك : كناية عن عدم العناية والاهتمام به .
نظر الأعمى ... باستحمادي إليك : كناية عن كثرة كتابته له ، وثنائه عليه .
نعمائك ، إيناسك ، إسعافك ... إلى : إليك : سجع .
يغص بالماء شاربه ، ويقتل الدواء من حيث المستشفى به : كناية عن حصول الأذى مما ينتظر منه النفع . وقد فيه تدل على الندرة والتقليل .
يؤتى الحذر من مأمنه : تضمين لمثل : من مأمنه يؤتى الحذر ، أي الحذر لا يدفع عنه ما لابد منه ( لا ينفع حذر من قدر ) .
منية وأمنية : جناس ناقص .
الحين قد يسبق جهد الحريص : تضمين من مثل .
كل المصائب : البيت تضمين ، وكل تفيد العموم والشمول ، والمصائب للكثرة .
إني لأتجلد ... أتضعضع : تضمين ، ويدل على كبريائه ، وعزة نفسه .
هل أنا إلا ... : مثقفه : الأشياء الجميلة قد تؤذي أحياناً أو يقلل من قيمتها . أو النفع يكون من حيث الضرر .
فقسا ليزدجروا : تضمين ، واستخدم أحياناً للقلة ؛ إذ الأصل التعامل بالرحمة .





تابع رسالة ابن زيدون الجدية ( 2)
هذا العتب : تضمين ، وفيه زيادة أمل واستعطاف .
النبوة والنكبة : ترادف لعظم الأمر . ونبوة الدهر : خطبه ( بفتح الخاء )
غمرة وتنجلي ، وسحابة صيف : كناية عن الزوال وقرب الفرج .
الشدة في تقشع : للتأكيد .
لن يريبني : زيادة استعطاف ، وحسن حديث وأدب .
غير ضنين : من باب الأدب والثناء عليه .
أبطأ الدلاء : شبهه بالدلو والسحاب للثقل والنفع والفائدة ، حذف المشبه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية .
مع اليوم غد : كناية عن قرب الفرج .
لكل أجل كتاب : اقتباس .
له الحمد ... : التماس للعذر له تأدباً معه .
فإن يكن ... : تضمين ، وتعذر إليه ، وبين : ساء وسر : طباق لإيضاح الفرق بين الحالتين .
ويجمع ألوف للكثرة .
لا ذنب إلا : حصر يوضح فيه ذنبه الوحيد وهو ذنب حبس فيه دون ذنب .
نميمة أهداها : شبه النميمة بالهدية لأن فاسد القلب يشعر أنه عطاء .
نبأ جاء به فاسق : اقتباس يشير فيه لقوله تعالى : " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ... " وفيه إشارة له أن يتبين الخبر ويتحقق منه تأدباً معه .
الهمازون المشاؤون بنميم : اقتباس .
أن يصدعوا العصا : كناية عن التفريق .
لا يتركون أديماً صحيحاً : كناية عن الشخص كله .
ويستخدم : كاشح ، فاسق ، هماز ، مشاء بنميم ، الواشي ، الغواة ، السعاة : للتأكيد على ضلالتهم وفسادهم .
الأحنف بن قيس : رجل يضرب به المثل في الحلم ، ومع ذلك يرفض فعل هؤلاء وتصديقهم ؛ لأن صدقهم فيه نميمة وفساد .
حلفت ... : تضمين ، ويستخدمه للتأكيد على صدق كلامه .
قال صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام "
والواجب على المرء أن يكتم كل ما فيه إفساد بين الناس ، ومن المواضع التي يجوز فيها الكذب والتورية : الكذب للإصلاح بين الناس .كم نتمنى من مشرفي ومشرفات اللغة العربية متابعة ، وتنقيح ، وتصحيح ، والإضافة لهذا الجهد ، وما نقل إلا لتعميم الفائدة ، والله من وراء القصد.

أ- منصور
04-04-2008, 12:00 AM
بنت شيوخ

تسلم يمينك وربي يعطيك العافية
وجعل ذلك في موازين حسناتك
لك خالص تحياتي

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:02 AM
تم نقلها للفائدة
أرجو أن أكون قد وفقِت في الطرح.....

دعواتكم لناقله وكاتبه .....

أختكم/ بنت شيوخ وكلي شموخ

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:03 AM
أستاذي منصور
جزاك الله خير على المرور

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:10 AM
تـــــــــابع

قوموا قياماً... ثم افزعوا
قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي

لـقـيـط بـن يـعـمر الإيادي شاعر قديم جاهلي مقل، ولا يعرف له إلا هذه القصيدة، وكانت قـبـيـلـتـه إياد ينزلون سواد العراق، وهي منطقة شمال شرقي الجزيرة العربية الآن، وكان لـقـيـط كاتباً في ديوان كسرى ، ولما علم أن كسرى ينوي غزو قبيلته إياد كتب إليهم بهذه القصيدة يحذرهم ويستنهضهم ، فوقع الكتاب بيد كسرى فقطع لسانه.
1- أبـلـغ إيــاداً وخلل(1) فـي ســراتـهــم إني أرى الرأي -إن لم أعص-قد نصعا
2- يا لهف نفـسي إذا كانت أمـــوركــــــم شتّى ، وأُحْـكِـمَ أمـر الـنـاس فاجتمـعا
3- ألا تـخـــافــون قــومــاً لا أبــا لــكـــم أمـسـوْا إليكم كأمثال الــدَّبَى(2) سرعا
4- فـهـم ســـراع إلـيـكــم؛ بـيــن مـلـتقـط شوكاً، وآخر يجني الصاب والسَّلعا(3)
5- لا الحرث(4) يشغلهم بل لا يرون لهــم مـن دون بـيـضـتـكم رِيّـاً ولا شــبـــعــا
6- وأنتم تـحــرثــون الأرض عـن ســفــــه في كـل مـعـتـمـل(5) تــبــغـون مُزْدَرَعا
7- وتلبسون ثياب الأمـــن ضـاحـيـــــةً(6) لا تـفـزعون وهـذا الـلـيـث قــد جمـعـا
8- مالى أراكم نيامــاً فـي بُلَـهْــنــيــــةٍ(7) وقد ترون شهاب الحرب قد سطـعــا؟!
9- فاشفوا غليلي برأي(8)مــنـكــم حـصــد يـصـبـح فـؤادي لـه ريـان قــد نـقــعـا
10- صونوا جيادكم واجـْلَوا(9) سـيـوفـكـم وجـددوا للـقـسي الـنـبـل والـشِّـرعــــا
11- لاتُثْـمـروا الـمــال لـلأعـــــداء؛ إنـهم إن يـظـهـروا يحتووكم والتلاد معا(10)
12- هـيـهـات لا مــال لـلأعـــداء؛ إنهــم إن يـظـهـروا يحـتـووكم والتلاد مـعـــا
13- والله ما انفكت الأمـــوال مــــذ أبـــد لأهـلـهـا (إن أصيبوا مــرة) تـبــــعــــا
14- قوموا قياماً على أمـشـاط أرجـلــكــــم ثـم افزعوا ، قد ينال الأمــن من فزعـا
15- وقــلِّــدوا أمــركـــم للــــــه دركـــــم رحـب الـذراع بأمـر الحرب مضـطلعـا
16- لا مـتـرفــاً إن رخــاء العـيش ساعــده ولا إذا عـضَّ مـكـروه بــه خـشــعــــا
17- ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره(11) يـكـون مـتَّـبـِعـاً طـــوراً ومـتَّــبَــعــــا
18- حتى استمرت على شَـزْر مريرته(12) مـسـتـحـكـم الرأي لا قحماً ولا ضـرعا
19- ولـيـس يــشـــغــلــه مــــال يـثـمــره عـنـكـم ولا ولـد يـبـغي له الرِّفعا(13)
20- لقد بذلت لكم نصحــي بلا دَخَل(14) فاسـتـيـقـظوا ، إن خير العلم ما نفـعا
شرح القصيدة
بلِّغ ما سأقول لك قبيلة إياد ، واخصص أشرافهم ورؤساهم بهذا التبليغ ، فقد أصبح الأمر واضحاً لا يحتاج إلى انتظار،ما أشد تلهفي وتوجعي إذا واجهتم التهديد والخطر بالفرقة، واجتماع الناس عليكم بالتفرق والتشتت .!
القوم (الفرس) قد احتشدوا لكم عن آخرهم ينوون غزوكم ، وهم مثل الجراد في كثرتهم ، ألا تخشون عاقبة غزوهم لكم؟!
هاهم يسارعون إليكم ، كل منهم يتجهز ويعد العدة لا ستئصالكم. ولم تشغلهم عنكم دنيا من زراعة وتجارة ، بل تركوا كل أعمالهم وشواغلهم وتفرغوا لاستباحة ساحتكم وقهركم، هذا وأنتم مع كل هذه الأخطار المحدقة بكم لا زلتم من ضعف عقولكم مشغولين بزراعتكم حريصين على عمل هنا وعمل هناك ، آمنين حين يخاف الناس ، مستكينين حيث ينظر الناس للخطر المحدق ، لا تحركون ساكناً مع أن الخطر على مرأى البصر منكم قد تجهز واستعد لإبادتكم.
ما هذا الأمن والدعة والخمول الذي أراكم نائمين فيه ، في وقت تدق حولكم أجراس الخطر وتشتعل حولكم النيران ، وقد أذنت ساعة الحرب التي لا مرد لها؟! فأجمعوا أمركم على رأي قوي واحد يشفي الفؤاد المتحرق الذي طال انتظاره للنصر.
استعدوا بكل أنواع الاستعداد وتعبَّئُوا بكل أشكال التعبئة؛ من الاعتناء بالخيل وتدريبها؛ وتجهيز عدة الحرب من سيوف وقسي ، واتركوا صرف الوقت في تثمير المال جانباً الآن ، لأن الأعداء إن يتغلبوا عليكم فلن تنفعكم هذه الأموال التي ستكونون معها ملكاً للمتغلب. وأي نفع للزرع والإبل الذي تصرفون إليه همكم الآن إن ضربت عليكم الذلة والمسكنة؟ المال تبع لأصحابه فمن يقهر الناس يسخرهم ومالهم لمنفعته.
هيا هبوا هبة رجل واحد فالأمر لا يحتمل التأجيل أو التقاعس ، ففن لا يحس بالفزع لن يعرف الأمن. واجتمعوا على قائد مقدام بصير بالحرب قادر على حمل تبعاتها ، لا شخصاً قتل رجولته الرخاء ، واعتاد خفض العيش ، واستنام إلى الدنيا وملذاتها ، وليس رجلاً ضعيف النفس ، ينهار لأول مكروه يعترضه.
أسندوا أمركم لرجل عرك الأمور ، وحنكته التجارب ، وتقلبت عليه الأيام بحلوها ومرها حتى اشتد أسره، واستحكمت إرادته، لا هرماً ولا ضعيفاً،ولا يشتغل بتثمير المال وحيازته وتكديسه، ولا يـهـتـم بـأولاده يـبـحث لهم عن تأمين المستقبل المادي ويترك الاهتمام بأمر الرعية.
هذا نصحي قدمته لكم مخلصاً ، فأفيقوا من غفلتكم ولا تكتفوا بسماع هذه النصيحة أو حفظها دون العمل بها ، فإنه لا خير في علم لاينتفع به.
على هامش القصيدة
هذه القصيدة خطبة حماسية ، تعلو نبراتها وتهبط وتتراحب موجاتها وتنقبض بقدر ما يسمح بذلك "البحر البسيط" ، جملها مباشرة وواضحة ، وعناصر الإثارة فيها نابعة من النظر إلى مشكلة وجود الجماعة برمتها ، وهذا أبلغ في التأثير.
وبما أنها من الوضوح بما لا يجعلنا بحاجة إلى الوقوف كثيراً عند التحليل والشرح؛ فإن من المناسب إلى أن نشير على هامـشـهـا بإشارات عدة تلقي الضوء على دلالتها المطلقة من عقال الحادثة التاريخية المحدودة.
1 - أول ما يحذر منه الشاعر، ويعبر عنه تخوفه وقلقه الشديد منه هو داء الفرقة ، وهذا الداء الذي ينجم عنه تقديم المصلحة الفردية على المصلحة الجماعية، ويكون الباعث على تجاهل آثاره المدمرة هو قصر النظر وعدم التفكير في العواقب.
2 - الاشتغال بالكسب واستغراقه للجهود مجتمعة - دون تفكير بجانب الوقاية من المخاطر المتوقعة ، وحماية هذه المكاسب من العدو الطامع المتربص بها -أخذ من الشاعر جهداً غير قليل في التحذير منه ..
3 - القضية الثالثة قضية القيادة والريادة ومواصفاتها. فقد أبرز الشاعر الصفات العامة للقائد المطلوب بأن يكون :
أ - واسع الأفق كريم النفس.
ب - خبير بأمور الحرب.
ج - بعيد عن الترف.
د - صبور قوي الإرادة عند الملمات.
هـ - عنده خبرة وتجربة ولم يقفز إلى القيادة قفزاً.
و- غير هرم ولا ضعيف الشخصية.
ز- لا يسخر منصبه لمصلحته الخاصة ومصلحة عائلته.
هذه القضايا الثلاث ، بل هذه الأمراض الثلاثة: الفرقة ، وتقديم الأقل أهمية على المهم (الخلل في ترتيب الأولويات أو إهمال بعضها) ، واستغلال المناصب العامة من أجل الأغراض الخاصة ؛ لم تزل أمراضاً قديمة - حديثة ، عميقة الجذور بين المجتمعات البشرية ، وعلى الرغم أن كثيراً من الأمم قد وجدت الحلول التي تحد من أخطار هذه الأمراض (ولا نقول : اقتلعتها من جذورها) إلا أننا - نحن العرب من بين الأمم - لم نهتد إلى حل يجنبنا الويلات التي عانيناها من الفرقة والجهل والطغيان والاستبداد.
إن قبيلة إياد التي يستنهضها الشاعر بقصيدته تشكل في عرف تلك الأيام الدولة بالنسبة للفرد ، وهذه الدولة الصغيرة التي كان وجودها مهدداً بتسلط كسرى وجبروته استطاعت أن تثبت في وجهه وتهزمه عندما تنبهت إلى عوامل القوة الكامنة ، وفزعت إلى قوتها الذاتية وطاقاتها المذخورة.
ولا أريد أن أستغل حرب "ذي قار" التي كانت جواباً عملياً على التحذير في هذه القصيدة من أجل الإشادة بالنعرة القومية والعصبية العنصرية التي لجأ إليها في يوم من الأيام أصحاب الفكر القومي الذي قدم مقابل الفكر الإسلامي؛ بل الغرض هو المقارنة بين حالتين تاريخيتين واستخلاص الدرس والعبرة من أولاهما للثانية لوجود تشابه بينهما..
فـ "إياد" كانت مهددة بقوة خارجية ، والعرب الآن مهددون بقوى خارجية ، وإياد كانت أثناء ذلك التهديد غافلة عما يحاك لها. ونحن فينا غفلة شديدة عما يحاك ويدبر لنا ، وكان لقيط بن يعمر هو المحذر من ذلك الأمر المنذر بالخطر ، وأهل العلم والمفكرون هم اليوم الذين يقومون بهذه المهمة.
واستهلاك الجهود في الزراعة والتجارة وتثمير الأموال هو ما يجب أن يوضع في مكانه الصحيح وأن يضاف إليه جهد آخر هو جهد الدفاع الصحيح والحماية لهذه الجهود والأموال التي يحتال علينا العدو في اقتناصها بشتى الخدع والأساليب ، فالأموال التي تبقى بعد استهلاك الكثير منها في الفسق والفجور والكماليات والمشاريع الديكورية ، والمظاهر الخادعة وفي غير ذلك مما لا فائدة منه على المدى الطويل؛ تستهلك عن طريق دعم مصانع الأسلحة الغربية التي تصنع آلات الدمار والفناء للبشرية المعذبة بسيطرة مفاهيم هذه الحضارة الأوربية المتغطرسة.
يبدو أننا أنزلقنا من حيث لا نشعر إلى الحديث عن السياسة ، ونحن لا نريد ذلك ، ولكن إيحاءات هذه القصيدة دفعتنا إلى هذا الاستطراد الوبيل دفعاً.
وكلمة أخيرة : إذا نحن جردنا تاريخنا من كل ما له علاقة بالإسلام منذ موقعة"ذي قار" إلى اليوم ، واستبعدنا كل اللمعات المضيئة من ذلك التاريخ فماذا يبقى من أشياء صالحة للاعتزاز بها؟! سوف نرى أن أحوالنا ما زالت في تراجع منذ ذلك الوقت إلى الآن حيث أحيطت كل مجموعة من القبائل والأوزاع بسياج قرئت عليه طلاسم خرافية سموها "القانون الدولي" وحفظت في أقبية لندن وباريس ومبنى عصبة الأمم ومن بعدها هيئة الأمم! ورضينا نحن بهذه الخطوط الوهمية المقروءة عليها تلك التهاويل الخرافية! وهاهي دول الغرب الصليبي ، (والاتحاد السوفييتي الصديق وبلدان المنظومة الاشتراكية) كلها تشارك في تجديد العهد على إغاظتنا وإنزال الآلام في قلوبنا - بمشاركتها في جلب موجات من اليهود الجدد إلى فلسطين بعد كل مساهماتها الماضية - على الرغم من تغزلنا بأسمائها ، وتمطقنا بذكرها في الحقبة السوداء الماضية؛ فلا ندري ماذا نفعل ، ولا نقف وقفة صحيحة لا كالمسلمين الذين يأبى عليهم دينهم قبول الضيم ، والرضا بنتائج الكيد والخداع؛ بل ولا كعرب الجاهلية الذين استنهضوا فنهضوا ، واستفزعوا ففزعوا !! فهل إلى خروج من سبيل؟! نرجو ذلك.
الهوامش :
1 - خلل في سراتهم : خص أشرافهم بالتبليغ والتحذير .
نصع الرأى: بان ووضح.
2 - الدَّبى : صغار الجراد.
3 - يجنى الصاب والسلعا: الصاب والسلع : نوعان من الشجر ويجني الصاب والسلعا كناية عن إضمار الشر وإعداد السلاح .
4 - الحرث : الزراعة .
بيضتكم : أرضكم وأصلكم.
5 - المعتمل : موضع العمل .
المزدرع : موضع الزرع.
6 - ضاحية: ظاهرة .
لا تفزعون : لا تنفرون ، ولا تتهيئون.
7 - البلهنية : رخاء العيش ولينه.
8 - الرأي الحصد والمستحصد: الرأي المبرم القوي.
9 - واجلوا سيوفكم : اشحذوها وأعدوا للقتال.
10-جدع الأنف : قطعه ، وهو كناية عن الذل والخضوع.
11- حلب الدهر أشطره : جرّب الدهر وعركته الأيام.
12 - استمرت مريرته : اشتدت قوته .
الشزر: شدة الفتل .
القحم : الشيخ الفاني.
الضرع : الضعيف.
13 - الرِّفع : جمع رفعة.
14-بلا دخل : بلا غش ، بل نصحت لكم مخلصاً في النصح.

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:15 AM
من مقصورة ابن دريد
ياظبية أشبه شيء بالمها ترعى الخزامى بين أشجار النقا
إما تري رأسي حاكى لونه طرةَ صبح تحت أذيال الدجى
واشتعل المُبيَضُّ في مسودِّه مثل اشتعال النار في جزل الغضا
فكان كالليل البهيم حل في أرجائه ضوء صباح فانجلى
عجبت من مستيقن أن الردى إذا أتاه لا يداوى بالرقى
إذا أحس نبأة ريع وإن تطامنت عنه تمادى ولها
كثلة ريعت لليث فانزوت حتى إذا غاب اطمأنت أن مضى
نهال للأمر الذي يروعنا ونرتعي في غفلة إذا انقضى
إن الجديدين إذا ما استوليا على جديد أدنياه للبلى
والحمد خير مااتخذت عدة وأنفس الأذخار من بعد التقى
من لم تفده عبرًا أيامه كان العمى أولى به من الهدى
وللفتى من ماله ما قدَّمت يداه قبل موته لاما اقتنى
وإنما المرء حديث بعده فكن حديثًا حسنًا لمن وعى
وآفة العقل الهوى فمن علا على هواة عقله فقد نجا
عول على الصبر الجميل إنه أمنع مالاذ به أولو الحجا

شرح الصور والأخيلة في مقصورة ابن دريد

في البيت الأول: يا ظبية : مبالغة في التشبيه إمعانا في الوصف بالحسن والجمال حيث جعل الفتاة الظبية نفسها ، حذف المشبه وهي المحبوبة " الفتاة " وصرح بالمشبه به ..لقرينة دالة عليه " ظبية " على سبيل الاستعاة التصريحية لغرض تقريب المعنى في الغزل حيث أن فتاته تشبه الغزال في الحسن وجمال القد .

أسلوب انشائي غير طلبي رائع استهل به الشاعر أبياته ليؤكد على جمال فتاته في وصفه ومدحه ، بطريقة الجد في تحسين صورة محبوبه كما أثنى في الشطر الثاني بالأسلوب الخبري لتأكيد معنى الشطر الأول في الأبيات .. بألفاظ رقيقة ومعان سامية وخيال خصب وعاطفة غزليه صادقه ، فالمحب دائما صادقا في عواطفه تجاه محبوبه ...

كما نلحظ التشبيه التام في البيت أيضا ..حيث شبه تلك الظبيه وهي فتاته كما أشرنا فيما قبل بالمها في الحسن والجمال ... المشبه : فتاته الموصوفة بالظبية ... المشبه به : المها ... أداة التشبيه : أشبه ...نوع التشبيه : تام مفرد ... وجه الشبه : الحسن والجمال ...
ركب الشاعر الصور الخيالية تلو بعضها البعض حتى ندرك بمبالغته قوة ما تمتاز به محبوبته من الحسن والجمال ..

كما نلحظ الاستعار التصريحية في وصفه لحالة تلك المحبوبة وما فعلته في قلب شاعرنا من كونها تراعاه كالبقر الوحشي الذي اختار أطيب أنواع الأزهار في تلك الرابية المحدوبه ليرعى ما يشاء منها .. حذف المشبه وجاء بقرينة داله عليه " ترعى " لتقريب المعنى وتأكيده ..

نلاحظ انسجام المفردات شكلا ومضمونا فالغزل موضوع النص تناسبه المفردات العذبة كاختياره للفظ الظبية و الأزهار واختار منها الخزامى لروعة رائحته ، هذا الرعي في قطعة محدوبة من الأرض فكأنه خص محبوبته باختياره لها أفضل الأماكن لترعى ما تشاء منه وهو " قلبه " .


في البيت الثاني يؤكد الشاعر بأسلوبه الخبري على شدة شوقه ولهفته لمحبوبته حتى ترفق بحاله بألفاظ تبعث الحزن في قلب المحبوبة لماكان لها من أثر بالغ على شاعرنا فقد بعثت الشيب في رأسه بل اشتعل فيه حتى أشبه لونه فلق الصبح يغطي ضياؤه غسق الليل وظلامه ..

تظهر الصور في هذا البيت على النحو التالي : التشبيه المفرد التام :
شبه الشيب بضياء الصبح / والسواد باليل .. أداة التشبيه : حاكى ........ غرض التشبيه " تأكيد المعنى وتقريره .. وتوضيحه وتجميله .

كما تظهر الاستعارة المكنية لقرينة دالة عليها وهي : أذيال الدجى : حيث شبه انسلاخ الظلمة لظهور وجه الصبح بأذيالها مخلفة وراءها ضوءه .. بالحيوان الذي له أطراف ... ذكر المشبه : الدجى وحذف المشبه به للقرينة الدالة " أذيال " ..
لتقريب المعنى وتوضيحه في انسلاخ الليل عن النهار ..

كما تلاعب الشاعر بالألوان تلاعبا بديعيا في البيت الثالث من البياض والسواد ..طباق ايجابي لينقلنا إلى عالم واسع من الأحاسيس المتنوعة فاللون الأبيض له انفعال خاص في النفس كما الأسود كذلك ...

ثم ننظر لاختيار الشاعر لفظ " جزل الغضا " هذا يدل على روعة اللفظ واللغة عنده حيث صور حرارة هذا الأمر وما أوجده في نفسه بحرارة ما يفعله الجمر في شجر الغضا ..

هنا تظهر الاستعارة التصريحية في كونه شبه انتشار الشيب في الرأس باشتعال النار في الحطب ... حذف المشبه وصرح بالمشبه به لقوة المعنى ..


في البيت الرابع : تشبيه تمثيلي رائع يدل على جمال التذوق الأدبي لدى الشاعر حيث ركب التشبيه على الاستعاة التصريحية هنا ، فهو يصور هذا الرأس وما فيه من شيب غطى أركانه من محبوبته با الليل شديد السواد الذي نزل بارجائه ضوء بسيط من ضوء الصباح حتى سيطر عليه وانجلى السواد بالبياض ..

فعلا صورة رائعة لاكتمال الشيب في رأس الشاعر بعد أن كان بسيطا ... وما ذاك إلا من فعل محبوبته .. فهي غدت بحاله من الشباب إلى الشيب ..

المشبه : حال رأس الشاعر وما حل به من شيب بعد شباب " ابتياض بعد اسوداد "
المشبه به : حال ذالك الليل البهيم الذي نزل به ضوء النهار حتى ذهب بسواده فانجلى عنه نور وصباح .
وجه الشبه " الزوال بالحلول ط
أداة التشبيه " كان "


" هذا ما جاء في الأبيات من 1 – 4 ....... وجميعها لغرض الغزل ...

************************************************** ********************

عجبت من مستيقن ان الردى إذا أتاه لا يداوى بالرقى

يتعجب الشاعر من يأس الانسان وقصر نظره في هذه الحياه والشواهد كثيره .. فلكل داء دواء يستطب به ... وكأنه يشير إلى عجز بعض الناس وبعدهم عن التوكل على الله ,,, فالمؤمن الرقيب على نفسه لا بد أن يكون عميق الفكر حكيم .. بعيد عن اليأس والهم والغم حتى يتفكر في ملكوت الله وينظر إلى الحياة بتفاؤل وايمان .. وهنا يظهر أسلوب الحكمة التقليدي عند الشاعر في اكساب النفس الانسانية الثقة بالله والتوكل عليه ..
محسنات بديعية " الردى – يداوى " طباق ايجابي ..
" الدواء – الرقى " ترادف معنوي ... تأكيد المعنى واثارة الذهن ...

أسلوب خبري رائع اعتمد فيه على توكيد المعنى وتقريره باثبات تلك الفكره .. ونفي لاثبات فكرته .. طبعا هناك الظرفيه الزمانية " إذا " تقرر الوقت وتؤكد المعنى ...
عاطفة اسلامية جميلة ... مع تأثر جميل بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام .... لا يوجد خيال كون الشاعر يؤكد فكره فلا مجال هنا لسرد الخيال ... ألفاظ جزله وموسيقى هادئة نستطيع أن نبني معها شخصية الشاعر .. وزن واحد وقافية ألفيه ... مع بلاغة اللفظ وايجازه وفصاحته و جمال المعاني السامية وروعتها ..

إذا أحس نبأةً ريع وإن تطامنَت عنه تمادى ولها
هذا هو حال الانسان متى ما أحس بالمرض نجده خائف ينتظر الموت ويرقبه مستكن ويائس يدعو الله ويتقرب منه ويخافه .. بينما متى ما ذهب عنه مرضه تولى وذهب وتمادى في الحياة وعبث بها دون أن يراعي حقوق الله ... وهنا واضح ثقافة الشاعر الاسلامية في مخزون رائع في ذاكرته عن قصص الناس عند المرض .. وتوسلهم بالله بعد ذنوبهم ثم ما أن يذهب عنهم حتى يعودوا لمعاصيهم .. والشاهد في القرآن الكريم * قال اللّه تعالى: ﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [التوبة: 126].


طبعا أيضا كالسابق الأسلوب خبري ...... الخ

كثلة ريعت لليث فانزوت حتى إذا غاب اطمأنت أن مضى
هنا يظهر التصوير الجميل في فن الحكمة .. فهو يصور هذه الفئة من الناس مثل مجموعة من الابقار الوحشية التي ظهر لها الليث فأختبأت عنه خوفا منه حتى أطمأنت لعدم وجوده ثم خرجت لهلاكها ...
تشبيه رائع جدا أراه هنا تمثيلي .. فهيئة هذه الفئة من الناس كحال مجموعة من الأبقار الوحشية .. أداة التشبيه .. الكاف .. وجه الشبه : الطمأنينة مع وجود الخطر وبقاؤه ... أثرها تأكيد المعنى وتجميله وزيادة ايضاحه ....
محسنات بديعية : طباق " ريعت – انزوت " ايجابي .. للتفكير واثارة الذهن ...
" غاب – مضى " ترادف معنوي ..تأكيد للمعنى ...


نهال للأمر الذي يروعنا ونرتعي في غفلة إذا انقضى

وهكذا هو حالنا .. نهال .. نخاف .. نجزع لما يصيبنا من مرض أو مصيبة لا سمح الله ... نبكي ونتألم .. نصيح ونتوجع ثم ما أن يذهب هذا الأمر حتى نعود لغفلتنا متناسين مناجاتنا لله وخوفنا منه ورجوعنا إليه وقت المصيبة .. وهذا ما جاء في القرآن الكريم من ابتعاد الانسان عن الله في وقت الغفلة والمعصية ...
نسأل الله العافية ...
طبعا كالسابق أسلوب خبري ...... الخ
" يروع – نرتع " جناس ناقص ...

إن الجديدين إذا ما استوليا على جديد أدنياه للبِلى
والحمد خير ما اتخذت عدة وانفس الأذخار من بعد التقى
هنا تصوير جميل للحكمة الرائعة عند الشاعر فالليل والنهار يتعاقبان على الانسان فإذا ما استوليا عليه أدنياه أي جعلاه يقترب للزوال والذهاب ..
كل انسان سيعيش في هذه الحياه كما كتب الله له ثم مرده للهلاك والزوال ... يتعاقب الليل وبعده النهار على بني الانسان فيعيش أحداثهما حتى يبلى تاركا وراءه الدنيا وما تحويه من خير وشر ..
بصراحه حكمة رائعة جدا تدعونا للزهد في هذه الحياة الفانية ...

معنى الجديدين : -

العرب سووا بين الليل والنهار في التسمية فسموها وقالوا : الجديدان والأجدان والفتيان والمهرمان والملوان.
أنشدني أبوبكر محمد بن أحمد (78)، قال : أنشدني أبو بكر بن دريد في القصيدة التي يقول ، فيها :


إن الجديدين اذا ما استوليا * على جديد أدنياه للبلى



من لم تفده عبرا أيامه كان العمى أولى به من الهدى
إذا لم تتعظ بدنياك وما يحدث حولك فالأولى بك أن تبقى أعمى لأنك في حقيقة الأمر لا قلب لديك ..
هنا " بيت رائع جدا " لنا قلوب ولكن عليها أقفال ... فكيف ستنظر لأيامك ؟؟؟
أسلوب خبري رائع جدا ...
" العمى – الهدى " طباق ايجابي ...

وللفتى من ماله ماقدمت يداه قبل موته لاما اقتنى

الفتى ناضج العقل الحكيم هو من يتصدق بماله ويقضيه في حوائج نفسه ..دون أن يكون غرضه جمع المال وحفظه .. بل ينفقه في سبيل الله ويستفيد منه ... أثر ديني جميل ...
أسلوب خبري ....
استخدم لفظ فتى للدلالة عن نضج العقل ...
ماله : استخدم النكره للعموم والشمول ...
" قدمت يداه – اقتنى " تضاد لاثارة العقل ...

وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعى
وآفة العقل الهوى فمن علا على هواة عقله فقد نجا

ينتقل إلى العقل .. فالعقل زينة المرء .. لسانك هو طريق لفهم الناس لك وميزان عقلك فكن حكيما لبق الحديث محترما .. ذو خلق كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام وكما جاء في هديه من الوصايا لزوجاته ونساء المؤمنين من حفظ الألسن ومراعاة حقوق الناس ...
ومن غلب عقله على هواه فقد نجا من الحمق والغباء ...
آفة العقل هوى النفس فلا تخرج عن عقلك وكن متزنا حكيما ..
وصايا رائعة من حكيم .... بأسلوب خبري مؤكد وعاطفة دينية جميله وكأنه يذكرنا بوصف الله تعالى لرسوله الكريم " وإنك لعلى خلق عظيم " ...
" وإنما المرء حديث بعده " يذهب الانسان ويبقى ذكره .. فليكن ذكرك طيبا ... عند أصحاب العقول الواعية ..

عول على الصبر الجميل إنه أمنع مالاذ به أولو الحجا..
" واصبر صبرا جميلا " الحياة تعبث بالانسان في مصائبها ومتاعبها .. والصبر هو ملاذنا الجميل وحجتنا القوية لمصاعب دنيانا .. فلنصبر ولنحتسب وعند الله الأجر العظيم ... فالصبر أجمل ما تمسك به أصحاب العقول الحكيمة والواعية ...

ختم الأبيات بأسلوب انشائي " أمر " " عول على الصبر " أي الزمه ... لغرض الأمر ..فالشاعر يحث ويحض على الصبر هنا ...
ألفاظه ومعانيه وعاطفته متأثره بالدين الاسلامي...

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:16 AM
درر ثمينة
شرح الأبيات : الأبيات للإمام الشافعي.. الشاعر

بعد المناسبة : غرض النص : من شعر الحكمة ... وهو شعر وجداني غنائي ..
تناول الشاعر الأفكار الرئيسة التالية وهي عبارة عن حكم متناثرة رائعة المعاني :

صن النفس واحملها على مايزينها *** تعش سالما والقول فيك جميل

هنا دعوة من الشافعي إلى صون النفس وحفظها عن الخطأ والزلل ولا يكون ذلك إلا بحمل النفس على تتبع الخير وتخليصها من الشر وهذا ما يجملها عند ذلك سوف تعش سليما معافى من الزلل والخطأ فالكل ينظر لك نظرة حب واحترام فالحكم عليك من الناس سوف يكن في صالحك بل هو جميل لما أنت عليه من صفاء الخلق .
استخدم الشاعر الاسلوب الانشائي في البيت الأول " الأمر " للحث والترغيب ..في جملة شرطية رائعة تضمنت التالي " إذا صنت نفسك عنى الخطأ عشت عظيما بين الناس " ألفاظ قوية ورائعة كفعل الأمر "صن " و " احملها " قوية في سبكها .. بعاطفة اسلامية صادقة من الشاعر ,
لا يوجد صور في البيت الأول وذلك أن شعر الحكمة لا يغرق الشاعر فيه بالتصوير بل يبرز الفكرة بطريقة مباشرة للوصول إليها ...


ولاترين الناس إلا تجمــلا *** نبا بك دهرا أو جفاك خليل

يستطرد الشاعر بالأسلوب الانشائي للحض على مكارم الأخلاق ، فيطلب من المرء أن لا يبدي إلا كل ما هو جميل منه ، سواء أكان في دعة العيش أم واقع في مهالكه ... مهما تكن في ضيق وألم من مصائب الدهر أو من مجافاة الأحبة وهذا أمر صعب للغاية ..فلا تكن إلا جميلا في حسن خلقك ..
تظهر صورة خيالية بسيطة تناسب شعر الحكمة في قوله " نبا بك دهر " أي أصابك الدهر بنوائبه ..حيث شبه الدهر بانسان ذكر المشبه وحذف المشبه به لقرينة دالة عليه " نبا بك " استعارة مكنية تشخيصية لغرض تقرير المعنى وتوضيحه .


وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى الغد *** عسى نكبات الدهر عنك تزول

يستخدم أسلوب الشرط للدلالة على قوة التركيب وقوة المعنى فإن ضاق عليك الرزق يوما في هذه الحياة فاصبر إن الله مع الصابرين " يحث على خلق اسلامي رائع بعاطفة اسلامية صادقة " فالصبر ينجي من نكبات الدهر ومصائبه ومهالكه ..


يعز غني النفس إن قل ماله *** ويغنى غني المال وهو ذليل

يصور لنا بروح الرجل الذي عاصر هذه الحياة بحلوها ومرها فيقول أن الدنيا متقلبة فربما الغني بنفسه قليل المال بين الناس ليس ذائع الصيت ، بينما من لديه مال وإن كان ذليل في خلق فهو غني بين الناس فالكل يراه ويقدره ويحترمه ... أي أن المال هو سيد الموقف في عصره ,,, وربما هذا يدل على الحياة الاجتماعية للشاعر أنذاك .

استخدم الشاعر الأسلوب الخبري بأفعال قوية أكثر دلاله للمعنى في قوله " يعز ...قل ... يغنى " لتقرير المعنى وتأكيده .


ولا خير في ود امرىء متلون *** إذا الريح مالت مال حيث تميل

هنا ينقلنا بحكمته الرائعة إلى عالم البشر حيث يكن الغدر والكذب أحيانا ملاذا لبعضهم ... ينفي الشاعر بقوله " ولا " أي لا خير في رجل كذاب متلون بين الناس بغدره ، فهو يظهر الخير ويخفي في نفسه الشر أو هو متقلب لا تجد له صديقا ... ثم يكمل في الشطر الثاني بحكمة رائعة وهو أن هذا الغادر المنافق مثل الريح يميل حيث تميل ... حكمة رائعة توضح معادن الناس .

تصوير رائع بأسلوب خبري منفي حيث شبه اختلاف عاطفة الصداقة عند المنافق وتلونها بميلان الريح وعدم استقرارها ...تشبيه تمثيلي لوجود الصورة المركبة بين المشبه والمشبه به ... وجه الشبه : التلون من صورة إلى أخرى ... الغرض منها : تقرير المعنى تقريبه لذهن السامع .


جواد إذا استغنيت عن أخذ ماله *** وعند احتمال الفقر عنك بخيل

هذا الانسان المتلون يجود عليك بالكلام العذب متى ما استغنيت عن ماله إي متى ما ابتعدت عن مصالحك معه .. ولكن عندما تحتاجه وتكون فقيرا إليه فأنه بخيل معك بكل شيء وهذا ليس بصديق ..
أسلوب خبري رائع استخدم مفردات قوية مثل "ماله "كون المال أقرب شيء للنفس ..


فما أكثر الأخوان حين تعدهم *** ولكنهم في النائبات قليل

حكمة رائعة بأسلوب خبري رائع ما زلنا نستخدمها من عصر الشافعي إلى اليوم " الناس كثيرون وأصدقاؤنا منهم كثر ... حين نعدهم ... ولكننا حين نحتاجهم في أمر من الأمور فإننا لا نجدهم فهم في المصائب قليلون ومع أفراحنا كثر " حكمة رائعة توافق حياتنا اليوم ...
استخدم " لفظ " لكن لاستدراك المعنى في الشطر الأول من البيت ..
استخدم الوزن الواحد والقافية اللامية بألفاظ سهلة ومبسطة مجاريا بذلك شعر الحكمة ..

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:18 AM
((قبلة في جبين الوطن))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..

نبدأ في التعليق على النص :
يتضح في النص الأسلوب التقليدي والذي عليه معظم الشعراء في العصر الحديث
اعتمد فيه على وزن وقافية نونية ... هذا ما يخص الموسيقى الخارجية واعتمد في موسيقاه الداخلية على بعض المحسنات البديعية التي سأذكرها لا حقا ..
كما نلاحظ عاطفة الشاعر القوية وكأنه خطيب على منبر يحث الناس على حب الوطن والفداء في سبيله .. طبعا عاطفة فرديه اختص بها الشاعر هنا وهو يوصي الناس جميعا بالتضحية في سبيل الوطن والدعوة إلى الجماعة ..
نلاحظ أن الشاعر بدأ النص بأسلوب انشائي غير طلبي وهو " النداء هنا "
" يا موطني " والغرض هنا لفت الانتباه إلى العاطفة القوية التي ستخبرنا عن مدى قوتها ومدى عظمتها في نفس الشاعر ...
كما أن الشاعر لم يكثر من استخدام الخيال فهو لم يتكلف به ولا بالمحسنات البديعية واعتمد فقط على بلاغة المفردة وفصاحتها وتصويرها للمعنى .. وعلى تلك المعاني السامية التي انطلقت من قلب الشاعر للقارئ والناقد..

1- يا موطني كيف أبدي عشق قافيتي و لست وا أسفي بالشاعر اللسن

طبعا في هذا البيت يحاول الشعر أن يعتذر للوطن فيقول مهما كتبت فيك من الأبيات فلن أفيك حقك فلست أنا بالشاعر اللسن الفصيح البليغ حتى أكتب ما تستحقه من مدح وعظمة إنما أقبل مني هذه الأبيات البسيطة من قلب محب عاشق فأنت قد ملكت القلب في عشقك .. وقافيتي هذه لن تفيك حقك ..
القافية .. هي آخر حرف في الروي وهو " النون " فنقول قافية نونية ..
طبعا الشطر الأول مثبت والثاني " منفي " بــ ليس "
" عشق " قرينة للاستعارة مكنية حيث صور القافية بالمرأة التي تعشق لجمالها .. أراد هنا أن يصور حبه للوطن من خلال عشقه للقافية ..
وجه الشبه " العشق والحب الشديد "
كيف أبدي عشق قافيتي : استفهام انكاري .. فهو ينكر على قافيته رغم عشقها أن تبلغ ما يتمنى في مديحه وحبه لوطنه ..
تنوع الشاعر بين الأسلوبين الخبري والانشائي دليل على مهارة الشاعر ...

2- فتحت عيني فكنت النور يا وطنا شربت عشقك في مهدي مع اللبن

ما أن فتح عينه على هذه الحياه إلا والوطن يحتضنه فهو يحفظ لوطنه عهد الولاء فقد احتضنه بحب فنشأ بين روابيه وتحت ظله ..فقد عشق أرضه وشرب عشقه مع لبن أمه .. وكأنه يشير على أن الوطن هو الأم بتلميح مجازي ..
الخيال : فكنت النور : شبه الوطن بالنور استعارة تصريحية .. القرينة " النور " الغرض تقوية المعنى وتقريبه وجه الشبه " الاضاءة والجمال "
شربت عشقك " شبه الوطن بالمشروب .. استعارة مكنية لقرينة " شربت " لتوكيد المعنى وتقريبه ..
" عيني " و " النور " اختار العين هنا لأنها مصدر النور .. لفظ جزل يدل على براعة الشاعر في اختيار الألفاظ .. هنا نلاحظ تنوع الأسلوب بين الخبري والانشائي غير الطلبي وهو النداء ...

3- فما أنا غير جزء منك تحملني بكل عطف و أنت الروح في بدني
يرى نفسه جزء من هذا الوطن .. فهو منشأه ومستقره وحياته ..
يحمله من صغره حتى موته ... بل هو الروح التي تسري في بدن الشاعر ..
تحملني : شبه الوطن بالأم .. قرينه لاستعارة مكنية تشخيصية لتقريب المعنى
يرى نفسه جزء ووطنه الكل .. هنا بلاغة المعنى في استعمال الألفاظ الدالة ...
أسلوب خبري متنوع بين الاثبات والنفي ...
أنا وأنت ..استخدام ضمير المتكلم للدلالة على عظم المخاطب ..

4- أراك في يقظتي شمسا محلقة أراك بدرا من الأحلام في وسني
هذا الوطن يراه الشاعر في صحوته كالشمس الرائعة في ظهورها وجمالها ورونقها محلقة في أعلى السماء لا يضيرها السحب ولا الغبار .. فوطنه شامخ وعال .. أما في الحلم فهو يراه كالبدر في جماله وتمامه ..

" شمسا " كناية عن العلو والارتفاع ... " بدرا " كناية عن الجمال والروعة ..
شبه الوطن تلرة بالشمس وتارة بالبدر .. استعارة تصريحية لغرض تقريب المعنى ...
الوسن : النوم الخفيف ...
اليقظة والنوم : طباق ايجابي ..
الشمس والبدر : ترادف معنوي من حيث الاستدارة والجمال ..


5- أراك في راية التوحيد مؤتلقا تشع ضوء هدى من وجهها الحسن
كما يراه في راية التوحيد دليل على الألفة تحت دين الله " معنى اسلامي جميل وعاطفة اسلامية قويه " إذن العاطفة هنا : وطنية اسلامية قويه وجياشة ...هذا الوطن يشع ضوء الهدى منه من راية التوحيد ووجهها الحسن الجميل
الخيال : تشع : شبه الوطن بالشمس ... استعارة مكنية لتقريب المعنى
وجهها الحسن : شبه راية التوحيد بالمرأة الحسناء الجميلة ... استعارة مكنية تشخيصية .. وجه الشبه الجمال والاشعاع ..
هنا أسلوب خبري لتقرير المعنى ..

6- إليك تهفو قلوب الخلق يا وطني ومنك يشرق نور الحق في الزمان
إلى هذا الوطن الذي فيه عقيدة التوحيد تهفو القلوب وتتجه ومنه يشرق نور الحق في هذا الزمن ... فهو وطن التوحيد والحق .


7- كنا شتاتا فمد ( الصقر ) خافقه وضمنا بحنان دافق هتن
طبعا حال الجزيرة قبل وبعد التأسيس .. قبلها كان الناس أشتات متفرقين وبعدها أصبحوا جماعات يضمهم بحنان وعطاء غير محدود ..
" الصقر " موحد شبه الجزيرة العربيه .. الملك عبدالعزيز رحمه الله ..
طبعا هنا استخدم كلمة الصقر للتشبيه .. شبه الملك عبدالعزيز بالصقر ..
وجه الشبه : القوة والإحاطة ...
ضمنا : قرينه للاستخدام الحقيقي للفظ الصقر .. استعارة تصريحية ..


8- بنى على العدل و الإحسان دولته وكان سهما على الأحقاد والفتن
استطاع أن يبني هذه الدولة على العدل والاحسان واستطاع أن يبلغ المجد
فكان كالسهم القاتل لأعدائه وعلى الفتن وتوابعها ..
الخيال : بنى .. شبه ما قام به الملك عبدالعزيز من التوحيد بالبناء .. لغرض التماسك والقوة استعارة تصريحية لتقريب المعنى ..
على الأحقاد والفتن : ترادف معنوي ..


9- وخط دستورها من هدي خالقه فرفرف الأمن في الصحراء والمدن
خط ذلك الدستور على التوحيد فهو هدي الله عز وجل فرفرف الأمن على كافة أرجاء الوطن ..
الخيال : رفرف : شبه الأمن بالطائر استعارة مكنية لغرض الشمول ..
الصحراء والمدن : مجاز مرسل علاقته المكانية ..
تضاد – طباق ايجابي ..

10 من كان هدي إله الكون منهجه لم يخش بأس بني الدنيا ولم يهن
هذا هو عبد العزيز هديه ونهجه كتاب الله فلم يخش أبدا بأس الحياة ولا فتنها ولم يهن أبدا بل مجده من مجد الاسلام ...
تنوع الأسلوب بين الأثبات والنفي ..
بني الدنيا : كناية عن الناس ...

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:21 AM
الكتاب للجاحظ

الكتاب نعم الجليس والعمدة ونعم الجليس ساعة الوحدة والكتاب وعاء ملئ علما إن شئت كان أعيى من باقل وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل وإن شئت سرتك نوادره وشجتك مواعظه وبعد فما رأيت بستانا يحمل في ردن وروضة تنقل في حجر ولا أعلم جارا آمن ولا خليطا أنصف ولا رفيقا أطوع ولا معلما لأخضع ولا صاحبا أقل إملالا من كتاب .

هنا يصور الجاحظ الكتاب بالصاحب .. فجليسك هو من صاحبك وجالسك ... و العمدة أي الذي تحتكم إليه فيما يصعب عليك من الأمور أو ما تجهله منها ... بل حتى في ساعة الوحدة لن تجد من يسليك ويشبع رغباتك ويمتعك بالمفيد مثل الكتاب فهو خير صاحب لك في وحدتك .. يجني عليك بالعلم والمعرفة ... فهو كالوعاء الذي أمتلأ بالعلم ... فيه تجد زادك ومبتغاك ...
إن شئت من العلم الفكاهة والمرح كان مثل باقل في حماقته وسذاجته ... نلاحظ هنا أن الجاحظ يضرب المثل ليدلل على الفكرة وهذا دليل على تأثر الكاتب بأسلوب القرآن الكريم في ضرب الأمثلة .. وفي قصة باقل تقول كتب الأمثال :

باقل الإيادي: رجل من بني إياد زمن الجاهلية، كان مشهوراً بالعيِّ والفهاهة، حتى يضرب به المثل في العجز عن الإبانة عما في النفس، فيقال: أعيى من باقل! ومن عيه أنه اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً، وأمسك به، فمر بقوم فقالوا له: بكم اشتريت الظبي؟ فمد كفيه وأخرج لسانه، مشيراً إلى أنه اشتراه بأحد عشر درهماً، فشرد الظبي منه وهرب! فضرب به المثل لعيه وغباوته، كما في (مجمع الأمثال) للميداني

وإن أردت البلاغة والبيان كان الكتاب أفصح وأبلغ من سحبان بن وائل وهو من خطباء العرب المشهورين في الجاهلية ... ضرب فيه المثل لبلاغته وفصاحته فقيل : أبلغ من سحبان وائل.

وإن أردت الموعظة ففي التاب أجمل المواعظ التي تثريك وتنفعك وإن أردت السرور والضحك والمتعة ففيه أجمل النوادر ...
إذن ليس هناك أجمل من الكتاب فهو كالبستان الذي يحمل الثمار من وسعه وكالروضة الغناء في زهوها ، وليس هناك من هو مثله في أمن الجار فهو مأمون جواره وينصف خليطه ويطاوع رفيقه ومعلما خاضعا لطالبه .. وصاحب قليل الملل منه ..

وهذا كله لعظيم فوائده وما يعود به على المرء من مجاورته والاستفادة منه ...
الصور البيانية : نلاحظ أن النص هنا قام على التشخيص .. صور الكتاب بالصديق تارة والمعلم تارة والجار تارة أخرى ... وكلها أمور محسوسه ثم نلاحظ الاستعارات المكنية في تصويره للكتاب بالبستان .. والخليط ...

اعتمد على الأسلوب الخبري لغرض تأكيد المعنى وتقريره ..
طبعا واضح جدا أسلوب الجاحظ الثقافي في النص فهو أديب له دوره الكبير في إحياء الثقافة العربية في العصر العباسي وهو إمام الوراقين في عهده ..
استطاع برهافة حسِّه أن يسبغ على كتاباته صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرْف، يرفُّ بأجنحته المهفهفة رفيف العاطف الحاني على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني.‏
هذا الوصف، الذي كثر ما يماثله في تقريظ الجاحظ، يدلُّ على شخصيَّة فَذَّةٍ، واثقة الخطى، جَمَّة الثَّقافة والمعرفة، غنيَّة الفكر واللغة، ميالةٍ إلى المرح والدعابة، متفائلة، وكلُّ ذلك من خصائص شخصيَّة الجاحظ فعلاً، ويمكن اكتشافه بيسر من مطالعة بعض كتبه.‏

المحسنات البديعية : التوازن اللفظي بين العبارات .. نلاحظ العبارات القصيرة المتتابعة ...

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:23 AM
عمر المختار
1ـ ركزوا رفاتك في الرمالِ لواءَ يستنهض الوادي صباحَ مساءَ
لقد نصب المستعمرون جثمانك أيها الشهيد في الصحراء علماً خفاقاً يحض أبناء الشعب على الثورة والكفاح ، ليل نهار في كل وقت .
2ـ يا ويحَهمْ **** نصبوا مناراً من دمٍ يوحي إلى جيل الغد البغضاءَ
الويل للمستعمرين . لقد أقاموا من دم الشهيد شعلة تبث في نفوس الأجيال روح الحقد والكراهية ضدهم .
3ـ ما ضرَّ لو جعلوا العلاقة في غدٍ بين الشعوب مودَّةً وإخاءَ
ما الذي يؤذي المستعمرين ويسيء إليهم ، لو أقاموا الروابط التي بين الأمم في المستقبل تقوم على المحبة والمساواة .
4ـ جرحٌ يصيحُ على المدى ، وضحَيَّةٌ تتلمَّسُ الحريَّة الحمراءَ
إنّ استشهادك طعنة في قلب الأمة تناديها للثأر على الدوام ، وأنت ضحية على طريق الحرية المصبوغة بالدم.
5ـ يا أيُّها السّيف المجرَّد في الفلا يكسو السيوفَ على الزمانِ مضاءَ
أيها المجاهد العظيم والمهند المسلول في الصحراء ؛ الذي يشحذ المجاهدين عزيمة وثباتاً في مواصلة الكفاح على مر العصور .
6ـ تلك الصحارى غِمدُ كلِّ مهنَّدٍ أبلى فأحسن في العدوِّ بلاءَ
إنّ هذه الصحراء العربية هي مثوى المجاهدين الأبطال الذين خاضوا المعارك . فأحسنوا القتال في الأعداء .
7- وقبور موتى من شباب أمية وكهولهم لم يبرحوا أحياء .
أيضاُ هذه الصحراء هي قبور لأولئك الأبطال من بني أمية الذين قاتلوا على أرضها و قتلوا ولم يزل ذكرهم باق على مر الأيام .
8-لو لاذ بالجوزاء منهم معقل دخلوا على أبراجها الجوزاء .
ويستمر في وصف شجاعة أبطال بني أمية ، فهم شجاعان أقوياء يهابهم أعداءهم ، وحتى لو لجؤوا إلى أبراج السماء ونجومها لحقوهم هناك وأخضعوهم لملكهم .
9-فتحوا الشمال سهوله وجباله وتوغلوا فاستعمروا الخضراء .
لا يزال الشاعر هنا يصف بطولة بني أمية الذين فتحوا شمال أفريقيا ولم تقف الصحراء في وجههم ولا صعوبة الجبال ، بل تعمقوا حتى حولوا جنة خضراء.
10-وبنوا حضارتهم فطاول ركنها دار السلام وجلق الشماء .
حين فتح المسلمين أفريقيا لم ينهبوا خيراتها كالمستعمر بل بنوا فيها حضارة عظيمة تماثل حضارة المسلمين في بغداد أو دمشق .
11ـ خُيِّرت فاخترتَ المبيت على الطوى لم تبْنِ جاهاً أو تَلُمَّ ثراءَ
ثم يعود الشاعر لوصف بطولة عمر فيوجه الخطاب له قائلاً :
لقد فوضت فآثرت أن تأوي إلى الجوع والحرمان ولم تسع إلى علوِّ منزلة ولا إلى جمع مال .
12ـ إنَّ البطولةَ أن تموت على الظما ليسَ البطولةُ أنْ تعبَّ الماءَ
لقد رأيت أن الشجاعة والتضحية في تلقي الموت والمنية على الحرمان ، وليست في جمع المال والثروات .
13- 14-15 –
يبين الشاعر في الأبيات الأخيرة أثر مقتل عمر المختار على الأمة الإسلامية فهذه أفريقيا بكت عليه رجالا ونساء بل ارتفع صوتها بالبكاء عليه ،كذلك المسلمون في كل البقاع لا يوجد ما يعزيهم في مصابهم .
وسيظل المسلمون يذكرون عمر المختار كما لم ينس عنترة أو زيد الخيل .
__________________________________________________ __
هاتي من أبيات القصيدة ما يشير إلى المعاني التالية :
1-مقتل عمر المختار جرح نازف على مر الأيام .
2- لمَ لا تكون العلاقة بين الأمم علاقة محبة وسلام.
3-الصحاري غمد الأبطال والشجعان .
1- المعاني >>سامية لأنها تتحدث عن ضرورة الدفاع عن الدفاع عن الوطن والنفس .
2- الألفاظ >>واضحة سهلة لا غموض فيها ولا غرابة مؤدية للمعنى على نحو دقيق ، وتتضح الدقة في اختيار اللفظ من خلال ركزوا –تتلمس -ضحية .
3- التركيب >>تتصف بالجزالة والسلاسة والعذوبة مع التنويع بين الأسلوبين الإنشائي والخبري ..
البيت الثالث >> أسلوب إنشائي نوعه استفهام الغرض >> الإنكار .
البيت الخامس : نداء.
4-العاطفة >> عاطفة الشاعر دينية وطنية ،مزيج من الإعجاب بهذا البطل الشهيد والفخر بأمجاد الأمة الإسلامية السابقة والحب لهذه الأمة التي تريد التخلص من قيود الاستعمار ومع مشاعر الكره للمستعمر وهي عاطفة صادقة تتسم بالعمق والحرارة لأن الشاعر عرف بحبه وإخلاصه لأمته.
الصور البيانية :
البيت الأول : شبه رفات عمر المختار باللواء أو العلم (تشبيه بليغ)
(الوادي ) مجاز مرسل. يستنهض الوادي : (استعارة مكنية)
البيت الثاني : نصبوا مناراً من دم >> شبه دماء عمر بالمنارة (تشبيه بليغ)
البيت الرابع جرح)>> شبه عمر المختار بالجرح النازف حذف المشبه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية.
(جرح يصيح ) >>شبه الجرح بالإنسان الذي يصيح ذكر المشبه وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية (تشخيص)
(تتلمس الحرية الحمراء) كناية عن كثرة الشهداء في سبيل الحرية.
البيت الخامس : يا أيها السيف : شبه عمر المختار بالسيف (تشبيه بليغ) .
السيوف : شبه أبطال المقاومة بالسيوف (استعارة تصريحية)
البيت السادس : الصحارى غمد شبه الصحارى بغمد السيف (تشبيه بليغ)
البيت الثامن : ( دخلوا على أبراجها الجوزاء )كناية عن اتساع الفتوحات الإسلامية وسمو أهداف المسلمين في فتوحاتهم.
البيت الحادي عشر : (الشطر الأول) : كناية عن الزهد وعفة النفس.
البيت الثاني عشر : الشطر الأول : كناية عن التفاني والتضحية.
الشطر الثاني : كناية عن التنعم في الدنيا.
البيت الثالث عشر :مهد الأسود شبه الأفارقة بالأسود في شجاعتهم.
شبه الأسود بالإنسان الذي ينشأ في المهد (استعارة مكنية )
البيت الخامس عشر : (يبكون زيد الخيل والفلحاء)كناية عن عظمة بطولته رغم تعاقب العصور.

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:27 AM
الوصية لـ " ذو الاصبع العدواني "
لما احتضر ذو الاصبع دعا ابنه اُسيداً ، وأخذ يوصيه بوصايا عظيمة تذكرنا بوصايا لقمان عليه السلام .
الشرح
====
"يا بني "
ولكي يلفت الانتباه ، بدأ النصيحة بندائه لابنه مضيفا له إياه ومصغرا له "يا بُني " ، وذلك من باب الحب والعطف ، والتطمين له ، وهذا الأسلوب البلاغي ، في القرآن ما يماثله ، وذلك في قوله تعالى " قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " فاالله تحببا لعباده ، وتسلية ، وتطمينا لهم وإكراما لهم نسبهم إلى ذاته "
" إن أباك قد فني, وهو حي , وعاش حتى سئم العيش "
أراد أن يخبره ويؤكد له دنو وفاته ، ولذا استخدم الفعل الماضي " فني " وهو حي" أي في لحظات احتضاره
وهو قد عاش طويلا " ثلاثمئة سنة " حتى أنه سئم تلك الحياة ، ويؤيد ذلك قول زهير :
**ومن يعش ثمانين حولا لاأبا لك يسأم **
فكيف بمن عاش ثلاثمئة سنة ؟!
"وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته , فأحفظ عني "
ثم شرع بذكرالوصايا التي ما إن حفظها وطبقها ، بلغ في قومه مابلغه والده من المكانة والعلو والسؤدد . وهذا ليس خاص
بـ " أسيد " وإنما لكل شاب طموح يتطلع للسؤدد والرفعة ، فالوصية عادة وإن كانت خاصة إلاّ أنه يستفيد منها من عمل بها
" ألن جانبك لقومك يحبوك, وتواضع لهم يرفعوك"
وأولى تلك الوصايا ، التواضع ولين الجانب فمتى الإنسان ماكان رفيقا لين الجانب أحبه قومه وأصحابه ، ومتى ما تواضع لهم رفعوه وقدروه ، ولكن بشرط أن يكون تواضعا في غير مسكنة أو مذلة ،
"وابسط لهم وجهك يطيعوك "
أي : كن بشوش الوجه واسع الصدر " يطيعوك ، وها هو - صلى الله عليه و سلم - يؤكد ذلك و يصف حسن الخلق فيقول : ( بسط الوجه و بذل المعروف و كف الأذى ) و يقول : ( كل معروف صدقة ، و إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ) لكن أن تكون عبوسا هل تراك تطاع ؟ محال ذلك فصاحب الوجه المبتسم الضحوك ترتاح له بعكس صاحب الوجه المتكدر العبوس ،
"ولا تستأثر عليهم بشيء يسوودك "
أي : متى ما آثرتهم على نفسك ولم تختَصَّ بشيء لنَفْسك عليهم ، فإنهم سيعظمونك ، ويمجدونك ويجعلونك سيدهم .
" وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم, يكرمك كبارهم , ويكبر على مودتك صغارهم "
فيالها من وصية بليغة فأنت متى ماأكرمت صغارهم يكبرون على مودتك ومحبتك واحترامهم لك ، ومتى ما أكرمت كبارهم فإنهم يكرمونك ويحترمونك .
" واسمح بمالك "
أي : كن كريما جوادا تعطي مالك بطيب نفس ، والسماحة هي بذل مالايجب تفضلا ، فمن كانت هذه صفاته فحري به أن يكون سيد قومه مطاعا محبوبا .
" واحم حريمك, وأعزز جارك "
أي : صن ، ودافع عن كل ما لا يحلّ انتهاكُه من عهد أو أمان أو كفالة أو حق أو مَكَانٌ يَحْرُمُ انْتِهَاكُهُ كالبيت وغيره ، واعزز جارك أي : اعضده وانصره واشددعزمه ، وحافظ على كرامته وحرمته كما تحافظ على حرمتك .
" وأعن من استعان بك, وأكرم ضيفك "
أي : أعن من طلب منك الإعانة ، والمساعدة ولا تبخل بنفسك عليه ، وكن كريما لضيفك
" وأسرع النهضة في الصريخ , فإن لك أجلا لا يعدوك , "
أي : كن سريعا في وثبتك لمن يستغيثك ويطلب منك النجدة ، ولا تتباطأ في ذلك وتتخاذل فإن لك أجلا ووقتا تموت فيه لايعوك ، ونحن كمؤمنين نؤمن بذلك أيما إيمان فقد قال تعالى " فإذا جاء أجلهم لايستقدمون ساعة ولا يستأخرون "
وصن وجهك عن مسألة أحد شيئا , فبذلك يتم سؤددك.
وآخر نصيحة وأعزها هي أن يصون ويحمي وجهه عن ذل المسألة ، فلا يسأل أحد شيئا ، فبتلك الصفات يتم وتنال سؤددك أي تسيدك لقومك .
تحليل النص تحليلا أدبيا :
=============
أولا : الأسلوب والمعنى
------------------------------
لقد جمع ذو الإصبع العدوانى كل شذرات القيم الجاهلية القبلية ، التي أقرها الإسلام بعد ذلك ، بوصابا وحكم متوازنة تدرج بها لتمكنه إذا أخذ بها أن يكون سيداً ، وصاغها لابنه " أسيد" بأسلوب سهل بسيط مستخدما الصيغ الأمرية في سياق الطلب الذي يشبه الالتماس، لأن المقام مقام ود ومصارحة ووعظ واعتبار، وهذا الأمر يطردّ في الوصايا، وإن كان يأخذ أحياناً طابعاً مباشراً في توجيه الأمر الذي يقصد منه الأخذ بالمشورة وتطبيق الوصية ، ، كما جاء أسلوبه واضحا مباشرا لأن همه إرساء مقاصد تربوية وتعليمية .
ثانيا : العبارات والألفاظ :
-------------------
، اعتمد في وصيته على التوازن اللفظي ، والتواصل المنطقي الذي يربط المعاني ، فنلاحظ أن كل شرط له جواب بحيث تترتب النتائج على الأسباب ، وذلك باستخدامه الألفاظ السهلة البسيطة ، الحانية ، كما في " تصغيره " بني " و الصيغ الأمرية المباشرة كما قلنا ، ولقد ساقها بعبارات قصيرة ، ومركزة ذات سجع منظم هادئ أشبع الدلالات والمعاني بإيقاعات متتالية ، وبناء يشد العبارات بعضها إلى بعض.
لأن المقام يستدعي ذلك
ثالثا : العاطفة :
----------------
المقام مقام وصية والد لولده حالة احتضاره فما عساها أن تكون العاطفة ؟ ، نعم هي عاطفة الأبوة الحانية التي تريد لابنها العزة والكرامة والسؤدد ، ولذا فعاطفته واضحة مباشرة ولا غرو أن تكون صادقة .
رابعا : الصور البلاغية
----------------
الوصية خالية من الصور البلاغية أو الصور الخيالية ، لأنه لا المعنى ، ولا المقام يسمح بذلك ، فــ " ذو الاصبع قال هذه الوصية وقت احتضاره فأنى يكون له انتقاء الصور والتشبيهات ، ثم أن الموضوع عبارة عن وصية لابنه فطبعي أن تخلو من الصور البيانية ، ومع ذلك فالوصية لا تخلو من الصور البديعية التي أضفت جمالا للوصية مثل استخدامه للعبارات القصيرة المسجوعة .
فما أعظمها من وصية لو عملنا بها لنلنا أعلى الدرجات والمكانة بين الناس .
هذا ما استطعت إليه ، وكتبته على عجل ، فأرجو توجيهنا إن كان من خطأ في الكتابة أو تقصيرفي الشرح ،

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:28 AM
من درر المتنبي: على قدر أهل العزم...
أ. د. عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي


ورد في شرح أبي البقاء العكبري لديوان المتنبي والمسمى بالتبيان في شرح الديوان أن سيف الدولة سار نحو ثغر الحدث (الحدث: قلعة بناها سيف الدولة وهي في بلاد الروم)، وكان أهلها قد سلموها

بالأمان إلى الدمستق (صاحب جيش الروم)، فنزل بها سيف الدولة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، فبدأ في يومه، فحط الأساس، وحفر أوله بيده ابتغاء ما عند الله تعالى. فلمّا كان يوم الجمعة نازله ابن الفقاس دمستق النصراني في خمسين ألف فارس وراجل من جموع الروم والأرمن والبلغر والصقلب، ووقعت الوقعة يوم الاثنين، سلخ جمادى الآخرة، وأن سيف الدولة حمل بنفسه في نحو خمسمائة من غلمانه، فقصد موكبه، فهزمه وأظفر الله به، وقتل ثلاثة آلاف من مقاتلته، وأسر خلقاً كثيراً، فقتل بعضهم واستبقى بعضهم، وأسر تودس الأعور بطريق سمندو (في أول بلاد الروم)، وهو صهر الدمستق على ابنته، وأسر ابن الدمستق، وأقام على الحدث إلى أن بناها، ووضع بيده آخر شرافة منها يوم الثلاثاء آخر ثالث عشر ليلة خلت من رجب.

وفي هذا اليوم أنشد أبو الطيب هذه القصيدة (على قدر أهل العزم...) لسيف الدولة بالحدث.

وهذه القصيدة تتكون من ستة وأربعين بيتاً. وتعد هذه القصيدة من أعظم قصائد المتنبي التي قالها وهو بحضرة سيف الدولة، حيث تطرق فيها إلى ماهية الرجال القادة، وكيف استطاع سيف الدولة بناء هذه القلعة رغم ما يحيط به من أعداء، ووصف جيش الروم وما كان عليه من عدة وعتاد وهو مقبل نحو الحدث، ثم تطرق إلى ما حدث في المعركة وكيف كان موقف سيف الدولة وهو في وسط المعركة.. والمعروف أن المتنبي كان بجانب سيف الدولة وهو يخوض هذه المعركة.. بدأ أبو الطيب قصيدته هذه بالأبيات الآتية التي تعد من أعظم الأبيات الشعرية التي وردت في أشعار العرب قاطبة، حيث قال:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

وهنا في هذين البيتين بيّن أبو الطيب أن عزيمة الرجل على مقداره، وكذلك مكارمه، أي أن الرجال قوالب الأحوال، إذا صغروا صغرت، وإذا كبروا كبرت. يقول نافع (1403هـ-1983م): إذا كان الإنسان المثل في نظره - في نظر المتنبي - بطلاً شجاعاً، وفارساً عظيماً، فهو رجل مجد أيضاً، يصنع مجده بيده لا يرثه عن آبائه وأجداده، بل هو وليد ساعته، وابن وقته.

والعزائم على قدر أهلها، تنبتها سواعد ذويها في أي لحظة، لا يحدها زمان ولا يقيدها مكان. ومن ثم فالرجل العظيم في نظر أبي الطيب من فاقت عزيمته كل المتحديات وصغرت في عينه الملمات. ومن هنا كان إعجابه وعشقه لسيف الدولة وتغنيه بعظمته عندما باشر ثغر الحدث على الرغم من تهديد الروم المستمر له وتوقع سقوطه بين لحظة وأخرى.

وعندما أحاط الرومان بهذا الثغر ونهض سيف الدولة للدفاع عنه، نهضت الكلمة جنباً إلى جنب مع السيف، واختلط صوت الطعنات بإيقاع الكلمات. وبعد هذين البيتين تطرق أبو الطيب إلى وصف سيف الدولة وما هو عليه من همة فقال:

يكلف سيف الدولة الجيش همه

وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه

وذلك ما لا تدعيه الضراغم

فسيف الدولة في نظر المتنبي صاحب همة وعزم يختص بهما وحده، حتى أن الجيوش الكبيرة تعجز عن أن تدرك همته، ومع هذا فهو يود أن يكون أصحابه مثله في الشجاعة والإقدام وعلو الهمة، وهذا شيء لا تصل إليه الأسود. وتطرق أبو الطيب في قصيدته أيضاً إلى ما حدث وسيف الدولة منشغل في بناء قلعة الحدث فقال:

هل الحدث الحمراء تعرف لونها

وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله

فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا تقرع القنا

وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت

ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها

على الدين بالخطيّ والدهر راغم

تساءل أبو الطيب: هل القلعة تعرف من الذي غير لونها إلى الحمرة؟ هل هو الغمام؟ أم هو دماء جماجم الروم؟؛ لأن سيف الدولة وهو يرفع بنيانها كانت القنا أي (الرماح) تقرع القنا وتلاطم موج الموت من حولها، وهي من هول ما يجرى من حولها كأن بها مثل الجنون، ولما علقت جثث قتلى الروم على جدرانها سكنت كأن الذي علق عليها عوذ لها عن جنونها.

وقد كانت هذه القلعة وهي في أيدي الروم طريدة الدهر بأن سلط عليها الروم، فردها سيف الدولة بالقوة إلى الإسلام.. ووصف أبو الطيب حال سيف الدولة وهو يقاتل وهو في وسط المعركة فقال:

وقفت وما في الموت شك لواقف

كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى

إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

وجَّه أبو الطيب خطابه لسيف الدولة وقال: وقفت يا سيف الدولة في حومة الوغى غير متهيب، وأقدمت غير خائف من الموت، كأنك منه في أنكر مواقفه - الردى - وهو معرض عنك، وكان الفرسان تمر بك جرحى منهزمة، وكلمى مستسلمين، ووجهك مشرق، وفمك باسم من الثقة بالنصر، وفي موقعك هذا ما حير العقول. يقول نافع (1403هـ- 1983م):... وما يكاد المتنبي يتصل بسيف الدولة حتى يعلق كل منهما بصاحبه. عشق المتنبي سيف الدولة بصفته بطلاً ومحرراً، وأعجب سيف الدولة بالمتنبي لفروسيته، ولأنه رأى فيه جريدته الحربية التي ستخلد ذكره إلى الأبد، وتنشر مآثره في الخافقين، وكان سيف الدولة مصاباً بهوى الحرب، فعبر أبو الطيب عن حقيقة هواه وظل يهدهد آماله الحربية الجسام في العزة والنصر ومفاخر الفتوح طوال عهده معه، ثم هو بعيد عنه مفارقه. وقصيدة المتنبي هذه تزخر بأوصاف غزيرة للجيش وزحفه وكره وفره.. يقول نافع: فإذا ما تحدث المتنبي عن زحف جيش الأعداء ومسار المعركة جعلنا عن طريق النغم نسمع ونرى معركة حقيقية نشهد فيها المطاردة والكر والفر، ونسمع قعقعة السلاح وجرجرة الحديد وصوت الطعنات وهي تحرق الدروع.. قال أبو الطيب في وصف جيش الروم:

أتوك يجرون الحديد كأنهم

سروا بجياد ما لهن قوائم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم

ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه

وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمع فيه كل لسن وأمة

فما تُفهِم الحداث إلاّ التراجم

ويقول التونجي (1413هـ-1992م): .... وهو - المتنبي - عندما يصف البطل المقدام لا ينسى الجيش الذي يعده ويقوده، وكأنه صورة عن آمره. فمن قدرته الحربية أنه يتسلق الجبال، وإن تعذر عليه الصعود زحف كالثعابين. وتلوح هنا صورة جميلة هي تنكر فراخ الطير التي تعشعش في الأعالي وصوله إليها؛ لأن ذلك مقتصر على ذوات الأجنحة. قال المتنبي في وصف جيش سيف الدولة:

تدوس بك الخيل الوكور على الذرا

وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتك أنك زرتها

بأماتها وهي العتاق الصلادم

إذا زلقت مشيتها ببطونها

كما تتمشى في الصعيد الأراقم

يقول أبو الطيب في أبياته هذه: ظنت فراخ الفتك - إناث العقبان - لما صعدت خيل سيف الدولة إليها أنها أماتها - أمهاتها -؛ لأن خيل سيف الدولة كالعقبان شدة وسرعة وضمراً؛ وإذا زلقت هذه الخيل في صعودها، جعلها سيف الدولة وفرسانه تمشي على بطونها كما تفعل الحيات في الصعيد - وجه الأرض.

****

المراجع:

عبدالفتاح صالح نافع، (1403هـ - 1983م): (لغة الحب في شعر المتنبي)، دار الفكر للنشر والتوزيع - عمان - الأردن.

محمد التونجي (1413هـ - 1992م): (المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس) عالم الكتب.

(منقول وجزى الله صاحبه خيرا )

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:30 AM
السلام عليكم
قصيدة أبي العلاء المعري في الرثاء للصف الثاني الثانوي
التي تبدأ بقوله :
غير مجدٍ في ملتي واعتقادي
نوح باك ولا ترنم شادي


ضع للقصيدة عنوانا ...؟؟ فلسفة الوجود
ما طبيعة الرثاء عند المعري وما فكرته في الحياة ؟
الرثاء حدث فني انساني يرتفع به الشاعر وبنفسه إلى أرقى مجالات الحياة الانسانية وليس تنفيسا عن عاطفة ذاتية أو تجربة شخصية ..
الحياة في رأي المعري كلها تعب وشقاء فالحياة كالموت والغناء كالبكاء
وسرعان ما تتحول البشارة بالمولود مهما طالت حياته صراخا عليه حتى لكأن الصورتين متشابهتان أو مختلطتان اختلاط شجو الحمامة فلا يدري السامع أتبكى محزونه أم تغني بهجة ..
مالغرض من الاستفام في البيت الرابع والأمر في البيت الخامس ؟
التعجب – النصيحة والارشاد .
في البيت الثامن صوره خيالية ساخره وضحيها وبيني قيمتها الفنية ؟
تشبيه القبر بانسان يضحك نتيجة ما يضمه من أناس من مختلف الطبقات لا فرق بينهم وهي صوره فلسفية تبين رأي أبي العلاء بالحياة .
ما البيت الذي يشير إلى تشاؤم أبي العلاء ؟
قوله : وشبيه صوت النعي ....... الخ
وقوله : إن حزنا في ساعة .... الخ
ما الذي أدهش الشاعر وأثار عجبه وما البيت الذي يشير لذلك ؟
تعلق الانسان بالحياة على ما فيها من عناء لا نهاية له .
تعب كلها الحياة ........... الخ
ماذا يقصد الشاعر من قوله " تزاحم الأضداد "
يقصد أن القبر يضم أنواعا مختلفه من الناس ، فالصالحون والملوك والسادة إلى جوار الطالحين والصعاليك والفقراء .
س : في القصيدة ما يدل على أن أبا العلاء يؤمن بالبعث والحساب استخرجي ذلك ؟
إنما ينقلون من دار أعمال إلى دار شقوة أو رشاد ..
س : ما رأيك في ألفاظ القصيدة من المحسنات الجمالية وما أثرها في المعنى ؟
لقد جاءت عفو الخاطر فلم تفسد المعنى لأنها غير متكلفه مثل الطباق بين " باك وشاد – النعي والبشير – بكت وغنت – حزن وسرور – شقوة ورشاد " وقد أسهمت تلك المحسنات في ابراز معاني الشاعر عندما ساوى بين الحياة والموت والفرح والحزن وفق فلسفته الخاصة .
س : ما نظرتك أنت للحياة ؟ أهي مره بكاملها أم حلوه .. وضحي ذلك ؟
الحياة ليست مره بكاملها ولا حلوه فهي منحة إلهية وهبها الله للانسان فيها الحلو الذي يجب أن نشكر الله عليه وفيها المرارة التي يجب أن نصبر عليها لأنها اختبار لصبرنا وقوة ايماننا بالله ..

نبذة عن الشاعر :
هو أحمد بن عبدالله بن سليمان ، ولد في المعرة بسوريا سنة 363ه وقد انتقل إلى بغداد وعاش فيها ، ثم عاد إلى بلدته وتوفي سنه 449هــ

كان أبو العلاء أحكم الشعراء بعد المتنبي وقد زاد عليه في بعض الأمور وضحي ذلك :
1-في الغريب والأخيله الدقيقه
2-الحديث عن الطباع وعادات الناس , وسلوكهم واخلاقهم
3-الحديث عن نظام الدول والقوانين والشرائع والأديان


عللي:
1-تعد هذه القصيده من روائع الشعر العربي القديم
2-لم يغرق الشاعر في الصور الخياليه
3-تعد لزوميات المعري فريده في الشعر العربي

1-لإن الرثاء فيها ليس تنفيسا عن عاطفه ذاتيه او تجربه شخصيه
او ذكريات خاصه بل نظره شموليه فلسفيه الى اهم قضايا الإنسان على الارض وهي مشكلة الحياه والموت
2- لإنه يتحدث عن حقائق وعن فلسفة الوجود
3-لإنها في نقد نظم الحكم والسياسه والأخلاق والمجتمع العربي في عصره وهي موضوعات جديده على الشعر العربي


بم تمتاز قصيدة المعري ..؟
1- وضوح الفاظها وموسيقاها العذبه الجميله
2- اسلوبها العذب البسيط المؤثر,وصدق عاطفتها
3- سعة خيالها و عمق تجربتها الإنسانيه
4- توضح تأثر المعري بالفكر اليوناني الفلسفي


اشرحي معاني الكلمات التاليه :


النوح:البكاء

الترنم:الغناء

النعي:من يأتي بخبر الموت

البشير:من يأتي بالخبر السار

الرحب: الأرض الواسعه

أديم الأرض:ظهرها

الرفات:حطام الشيء

الفرقدان:نجمان في بنات نعش الصغرى(الدب الأصغر)
والفرقدان:ليس لهما طلوع وأفول فهما ثابتان ،
يدوران حول القطب الشمالي وحده

القبيل:الجماعه

المدلج:الساري في الليل


اشرحي الأبيات شرحا أدبيا ..؟؟




1-في رأيي أنه ليس هناك جدوى من البكاء او الغناء
2-لافرق بين صوت من يأتي بأخبار الموت وصوت من يأتي بالأخبار الساره..
3-فلا يدري السامع أتبكي الحمامه محزونه ، أم تغني مبتهجه..
4-يتوجه إلى قارئه مشيرا الى القبور الحديثه التي تملأ الأرض، ومتسائلا
عن مصير الأمم القديمه..
5-يطلب من قارئه ان يخفف من وطء أقدامه على الأرض،لأن ترابها من رفات اجداده وآبائه..
6-إن من العيب أن نهين قبور آبائنا وأجدانا وإن طال العهد..
7-كن متأنيا في سيرك..وإن تمكنت فسر في الهواء ..ولاتختال على بقايا أجساد العباد..
8-كأن الأرض مقبره كبرى..وكم من لحد فيها يضحك من تزاحم الأضداد فيه،بين صالح وطالح ..
9-وكم من دفين في هذه القبور قد دفن على اشلاء من سبقوه بزمن بعيد ..
10-اسأل الفرقدين هذان النجمان اللذان لايغيبان أبدا عن الجماعات التي أقامت وإرتحلت ..
11-فكم أنار هذا النجمان للناس طريقهم
12-إن الحياه كلها تعب و شقاء ، والعجيب هو تعلق الإنسان بالحياه على مافيها من عناء لا نهاية له..
13-إن الحزن على الميت والفجيعه فيه لأضعاف السرور ساعه ولادته..
14-ينكر على الناس اعتقادهم الفناء،لأنهم خلقوا لا ليفنوا وإنما ليبقوا..
15-فهم ينقلون من الدنيا إلى دار الآخره ليسعدوا او ليشقوا ..

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:31 AM
نفس أبية لأبي فراس الحمداني
حياة الشاعر وقصة القصيدة :

حياة وقصة الشاعر ابي فراس الحمداني ...
كان ابي فراس الحمداني أمير وفي معركة جرت مع الروم في (خرشنة) سنة 351هـ أسر أبو فراس ونقل إلى القسطنطينية وبقي في أسر الروم حتى سنة 355هـ. امتاز شعره في الأسر بقصائده التي تسمى (الروميات) , وهي مطبوعة بطابع شخصيته القوية. فكان دائم التغزل بمحبوبته فكتب هذه القصيدة اراك عصي الدمع ليبين عن حال الاسى الذي يصيبه من جراء فراقه عنها ، على ايام ما درست هالقصيدة في الجامعه في مقرر العربي كتبت شرح بسيط بطريقتي لهذه القصيدة :

<اراك عصي الدمع>

لماذا انت صبور ؟ وأرى دمعتك حبيسة في محجر عينيك . أولست واقعا تحت تأثير الهوى والعشق ، أولست صبا محبا . قلت : بلى . إنني مشتاق لحبيبتي ولكني أخفي في حنايا صدري حرقة الحب ، ولوعة الشوق والحنين لانني تعودت أن لا افشي مثل هذه الامور لغيري .

إذا حل الظلام وسترني عن أعين الناس ، استسلمت لطوارق الهوى وتركت دمعي ينسكب على خدي.توشك نار الحب أن تتوقد بين أطرافي عندما يزيد وجدي ، وكل ذلك بسبب إخلاف حبيبتي لوعودها مرة بعد مرة . بينما أظل انا ملتزم بالوفاء والوعود .

ما أشبه كثرة إخلافك للوعود وتسويفك للعهود بالورقة التي كتبت عليها ثم أعيد مسحها من جديد . لماذا تصغين الى اقوال الحساد في ، لقد تعودت دائما أن لا أصيخ الى اقوال الوشاة . كما أن الحقيقة لجلية وكفيلة لتكذيب أدعائاتهم. كما أن الايمان يهدم الكفر .

دائما ما كنت أوفي لكِ وتغدرين بي وأصر على الوفاء على الرغم مما يصاحبه من مذلة . وكنت دائما ما تسألينني عن اسمي ، وأنتِ تعرفينني جيدا إذ لا ينكرني احد . فلا تكوني عنيدة وجوفاء معي ، فكل ما ألم بي هو بسبب حبي لكِ ، واعراضك عني .

القصيدة من أولها :

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر **** أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ ؟
أي أراك تعصى الدمع وتخرج من طاعته ، من أخلاقك الصبر ، أليس للحب أمر ونهي عليك ؟


بلى أنا مشتاق وعندي لوعة **** لكن مثلي لا يذاع له سرُ
أي نعم أنا مشتاق وعندي حرقة في القلب ، لكن مثلي لا يفشى له سر .


إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى **** وأذللت دمعا من خلائقه الكبرُ
أي إذا الليل أضعفني مددت يد الحب ، وأضعفت دمعا من صفاته العظمة والتجبر .


تكاد تضيء النار بين جوانحي **** إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُ
أي تكاد تضيء النار بين أوائل ضلوعي تحت الترائب ، إذا هي أشعلها الشوق والتفكير .


معللتي بالوصل والموت دونه **** إذا مت ظمآنا فلا نزل القطرُ
أي أطمعتني بالوصل والموت دون ذلك ، إذا مت عطشانا وما نزل المطر .


بدوت وأهلي حاضرون لأنني **** أرى دارا لست من أهلها قفرُ
أي أتيت من البادية حيث هي الحبيبة ، وأهلي مقيمون في الحضر ، لأني أرى الدار التي أنتِ لستِ منها ، أرضا لا ماء فيها ولا ناس ولا كلأ .


وحاربت قومي في هواكِ وإنهم **** وإياي لولا حبكِ الماء والخمرُ
أي حاربت قومي لأجل حبكِ ، وإني لولا حبكِ لامتزجت بهم كما يمتزج الماء والخمر .


فإن كان كما قال الوشاة ولم يكن **** فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ
أي إذا قال الوشاة أنني وفيت لإنسانة شيمتها الغدر ، فالحب الصادق يهدم ما بناه قول الوشاة .


وفيت وفي بعض الوفاء مذلة **** لآنسة في الحي شيمتها الغدرُ
أي يقول الوشاة أني وفيت لإنسانة شيمتها الغدر ، والوفاء في ذلك مذلة .


وقور وريعان الصبا يستفزها **** فتأرن أحيانا كما يأرن المهرُ
أي رزنت وثبتت وأول الصبا يستخفها ، فتمرح أحيانا كما يمرح وينشط المهر .


تسائلني من أنت وهي عليمة **** وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ
أي تسألني من أنت وهي تعلم ، وهل فتى على حالي من الشهرة أو اللوعة يجهل ولا يعرف ؟


فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى **** قتيلك قالت أيهم فهم كثرُ
أي أجبتها بإرادتها وإرادة هواها ، أنا قتيلك ، قالت أي واحد منهم فهم كثيرون ؟


فقلت لها لو شئت لم تتعنتي **** ولم تسألي عني وعندك بي خبرُ
أي قلت لها إذا أردتِ لم تسأليني عن شيء يشق عليكِ ، ولم تسألي عني وعندكِ بي علم .


فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا **** فقلت معاذ الله بل أنتِ والدهرُ
أي قالت لقد حقرك الدهر ، فقلت معاذ الله بل أنتِ والدهر معا .


فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق **** وأن يدي مما علقت به صفرُ
أي أن حبه لها قد حقره على عزته ورفعة قدره ، لذلك لا عز لعاشق لها بعده ، وأدركت أن ما تعلقت به من الآمال خرجت يدي منه خالية .


وقلبت أمري ولا أرى لي راحة **** إذا البين أنساني ألح بي الهجرُ
أي نظرت في أمري ولا أرى لدي راحة ، إذا الفراق أنساني ، يلح بي البعد .


فعدت إلى حكم الزمان وحكمها **** لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
أي عدت إلى قولي بل أنتِ والدهر ونظرت في حكمها ، أنا معذور وهي المذنبة .


كأني أنادي دون ميثاء ظبية **** على شرف ظمياء جللها الذعرُ
أي كأني أنادي دون التلعة ظبية ، مكانها عالي رقيقة الجفون ، غطاها الخوف والفزع .


تجفل حينا ثم ترنو كأنها **** تنادي طلابا بالواد أعجزه الحضرُ
تمضي وتسرع حينا ، ثم تديم النظر بسكون الطرف ، كأنها تنادي ولد الظبية بالواد عجز عن الركض ، أي أنادي هذه الحبيبة لتدنو إلي وتترك هجري ، فتشرد مبتعدة ثم تنظر إلي كأنها تدعوني ، فهي تشبه ظبية رقيقة الأجفان واقفة في مكان عال وقد شملها الذكر من الصيادين ، فحينا تبعد وحينا ترنو للواد ، كأنها تنادي ولدا لها عجز عن اللحاق بها .


فلا تنكريني يا ابنة العم إنه **** ليعرف من أنكرته البدو والحضرُ
أي لا تنكري معرفتي ، فإن من أنكرتيه تعرفه البدو والحضر .


ولا تنكريني إنني غير منكر **** إذا زلت الأقدام واستنزل النصرُ
أي لا تنكريني فأنا معروف ، إذا تعثرت أقدام الفرسان في الحرب لهولها ونزل عليهم النصر .


وإنني لنزال بكل مخوفة **** كثير إلى نزالها النظر الشزرُ
أي أنا أنزل بكل أرض مخوفة يكثر فيه الأعداء ، ينظر نظرة الغضبان المباغض .


وإني لجرار لكل كتيبة **** معودة أن لا يخل بها النصرُ
أي وأنا أجر كل جيش تعود أن لا يغيب عنه النصر .


فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا **** وأسغب حتى يشبع الذئب والنسرُ
أي أعطش حتى تشرب السيوف والرماح من الدماء ، وأجوع حتى تشبع الذئاب والنسور من لحوم القتلى .

ولا أصبح الحي الخلوف بغارة **** ولا الجيش ما لم تأته قبلي النذرُ
أي لا آتي صباحا على جيش رجاله غائبون ، ولم يبق منه إلا العاجزون والنساء ، دون أن أنذره ، فلا أغزو جيشا قبل أن أنذره .


ويا رب دار لم تخفني منيعة **** طلعت عليها بالردى أنا والفجرُ
أي رب دار لم تخفني ، طلعت عليها مع الهلاك أنا والفجر .


وحي رددت الخيل حتى ملكته **** هزيما وردتني البراقع والخمرُ
أي رجع عن الحي بعد أن استوى عليه ، ولم يسبِ النساء ولا هتك خدورهن .


وساحبة الأذيال نحوي لقيتها **** فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعرُ
أي رب فتاة لقيتها بعد النصر آتية إلي تسحب أذيالها تبخترا لما هي عليه من النعمة ، فأحسنت لقاءها ولم أكن جافيا صعبا .


وهبت لها ما حازه الجيش كله **** ورحت ولم يكشف لأبياتها سترُ
أي أن هذه الفتاة جاءته متكلة على شهامته ، تسأله أن يرد أموال الحي التي غنمها ، فوهبها كل ما حازه الجيش ، وفارقها وهي مكرمة مصونة .


ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى **** ولا بات يثنيني عن الكرم الفقرُ
أي لم يجعلني الغنى طاغيا ظالما مسرفا في المعاصي ، ولم يمنعني الفقر عن الكرم .


وما حاجتي بالمال أبغي وفوره **** إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفرُ
أي وما هي حاجتي بالمال إذا لم أصن عرضي ؟


أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى **** ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُ
أي أسرت ولا سلاح معي في الحرب ، وفرسي مجرب في الحروب ، لا مهر حديث العهد بخوض المعامع ...

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:32 AM
قصيدة(من أغاني الرعاه) لأبو قاسم الشابي

أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير وأمواج المياه
قد أفاق العالم الحي وغنى للحياه
فأفيقي ياخرافي وهلمي يا شياه
• **

نلاحظ أن أبيات الشابي تتميز بالسهولة والوضوح وذلك كونه شاعر معاصر قد تأثر بسهولة الكلمة وحضارتها مع سلاسة الأسلوب وسهولة المعاني ووضوحها بعاطفه بسيطه ورائعة عاطفة الجمال وما في الحياة من صور تدل عليها ..
فقد أقبل الصبح يحمل الجمال في سطوعه والنور والحياة البهيجة وقد ملأ الأفق الواسع بالبهاء والرونق والصفاء ففي انبلاج الفجر صور حية للجمال تسعد النفس والروح ... حتى أن الزهر ليتمطى بعد كسل النوم وكذا الطير وأمواج المياة فقد أيقظها الصبح من منامها ...
وكأني به متأثرا بقول البحتري في وصف الربيع :
وقد نبه النوروز في غسق الدجى ... أوائل وردا كان بالأمس نوما
وهذا دليل على ثقافة الشاعر الأدبية وتأثره بأصالة البحتري وعاطفته الجميلة ..
حتى أن العالم كله قد أفاق فرحة بانبلاج الصبح ونوره وبدأ بالغناء .. فلتفق الخراف من نومها ولتأت ِ الشياه للمرعى ...
هذه المقطوعه توحي ببساطة الحياة عند الشاعر وجمالها في نفسه ..
هنا ذكر الغناء .. ولا يغني الانسان عادة إلا في فرحه وهنائه فالشاعر هنا فرج مبتهج وسعيد ..
الصور الخيالية في القرائن التالية :
أقبل الصبح <<< صور الصبح بانسان استعارة مكنية تشخيصية ..
تمطى الزهر >>>> نفس الصوره السابقة ..
أفاق العالم <<<< نفس الصوره السابقة ..
غنى العالم للحياة <<< نفس الصورة ....
الغرض منها / تقريب المعنى وتجميله ...
أفيقي يا خرافي >>> صورها بانسان يستمع لنداء الراعي ... وهكذا
الأسلوب : أعتمد على الأسلوب الخبري لغرض التقرير ما عدا البيت الأخير كان أسلوبه أنشائي أمر ...
الموسيقى هادئة ومنسابه مع الكلمات ....

واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملئي الوادي ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشيه الضباب المستنير
****

طبعا هو الراعي الحنون على قطيعه يأمر شياهه هنا بأن تتبعه في ذاك الصباح بين أسراب الطيور المهاجره والغادية والرائحة .. وليملأ صوتك المكان " ثغاء " صوت الشياه .. ولتمرحي بسعادة .. ولتسمعي همس تلك السواقي " جمع ساقية " وهي مصب الماء .. وارتشفي من عطر الأزهار .. ثم انظري لجمال الوادي وما فيه من ضباب مثير ومستنير ..
الصور الخيالية : كلها تشخيص في القرائن التالية :
" اتبعيني – املئي – اسمعي – همس القوافي – انشقي – انظري "
مع بساطة الصور وجمال حس الشاعر ..

طبعا نلاحظ أن الشاعر اختار أن يكون مع الشياه لأنه يجد فيها البساطة فهو يريد البعد عن الحضارة المزعجة .. إلى بساطة الراعي وروعة الحياة الهادئة ..

أنا أفضل تلك الحياة كما تمناها الشاعر فما أروع الصفاء والنقاء ...

وإذا جئنا إلى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ماشئت من عشب وزهر وثمر
أرضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
*****

فإذا ما دخل في الغاب مع شياهه وخرافه وتغطى بجمال الشجر فلترع من ثمر ذاك الغاب ولتقطف ما تشاء فلحياة سهلة وبسيطه لها فيها ما تشاء ... ذاك العشي والزهر والثمر الذي أرضعته الشمس بضوئها وغذاه القمر بهدوئه وارتوى من طلل المطر " والطلل " المطر الخفيف .. في وقت السحر .. يقصد الندى الذي يظهر على الأزهار مع الفجر وكأنه طلل ..

رائع جدا .. وصف متأمل وخلاب للطبيعة الجميلة وكأننا نعيش مع الشاعر في وصفه ...

الصور الخيالية :
( أقطفي – أرضعته الشمس – غذاه القمر – ارتوى الزهر ) استعارات تشخيصية
أسلوب خبري .. ما عدا " اقطفي " أمر أنشائي ..

لن تملي ياخرافي في حمى الغاب الظليل
فزمان الغاب طفل لاعب عذب جميل
وزمان الناس شيخ عابس الوجه ثقيل
يتمشى في ملال فوق هاتيك السهول

هنا يمكن سر الأبيات فالشاعر يجد السعادة مع البساطة .. والخراف عنوان لتلك البساطة .. فلن تمل خرافه مع جمال الطبيعة .. فما أروع ذاك الزمان كالطفل العذب الجميل // وما أصعب زماننا وما يحمل من عبوس وهم وحزن ونكد .. وهذه هي طبيعة الحياة الحاضرة الصعبة .. فما بالنا بما يحدث في العراق من تدمير وقتل .. حياة الغاب المؤلمة في الحاضر الذي نعيشه .. فحاضرنا سقيم لا يعرف للسعاده معنى .. يتمشى فوق تلك السهول دون أن يقدر جمالها وروعتها ..

نلاحظ أن الشاعر له في النص أمران :
الأول / اختياره للشاة والخراف ,,, وهذا دليل البساطة وأمنية الشاعر فيها ..
الثاني / تنوع النص بين الحزن في آخر القصيدة على حال الناس اليوم والسعادة لما كانوا عليه بالأمس ..

إذن هي أمنية يتمناها الشاعر أن يعود الناس كما كانوا في سالف الزمان وأنا أتمنى ذلك معه ...

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:33 AM
فتح مكة / حسان بن ثابت

جو النص :
حياة الشاعر:- هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري جاهلي إسلامي متقدم الإسلام إلا أنه لم يشهد مع الرسول مشهداً عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة ومات في خلافة معاوية ،. كان يفد على ملوك الغساسنة بالشام ويمدحهم وكذلك ملوك الروم .
مناسبة القصيدة:-
في السنة السابعة من الهجرة عُقِد صلح بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش على أَن يدْخُل المسلمون مكةَ للحج بعد عام. ولكن قريشاً نَقَضَتْ هذا العهد فجهز الرسولُ صلى الله عليه وسلم*** جيشاً قويًّا لمحاربةِ المشركين وفتح مكة. ولما كان الشعر في العصور القديمة وسيلة الإِعلام العامة. نزل ميدانَ الحرب واستخدمته الأطرافُ المتحاربةُ وأمر الرسُولُ صلى الله عليه وسلم به فقال: " اهجُهُم يا حسانُ فإِن شعرك أَشدُّ عليهم من وقع السيوف " لذلك انْبرى حسان بنُ ثابتٍ رضي اللّه عنه يهْجُو قريشاً ويُشِيدُ ببطولة المسلمين من الأنصار والمهاجرين وبشجاعتهم ويعلن تصميمهم على قتال المشركين وفتح مكة ما لم توافق قريش على دخول المسلمين مكة وأدائهم العمرةَ ، ويرد على أبي سفيان بن الحارث
الذي هجا الرسول.

الأفكار الرئيسة:-

تهديد الكافرين بحرب ينتصر فيها الحق.

1- عَدِمْنا خيلنا إنْ لم تَرَوْها تُثيرُ النَّقْعَ مَوعِدُها كَدَاءُ

عدمنا خيلنا: أسلوب دعائي الغرض منه التأثير. تثير النقع : كناية عن اشتداد المعركة
لا عاشت خيلنا إنْ لم تهاجمكم، أي دعاء على خيل المسلمين بالموت إنْ لم تهاجم الأعداء المشركين. في معركة شديدة يتصاعد منها الغبار قرب "كداء" في أطراف مكة.

2- يُبارينَ الأَسِنَّةَ مُصْعِداتٍ على أكتافها الأسل الظِّماء

يبارين الأسنة:كناية عن سرعة الخيل و استعدادهم للقتال.
الأسل الظماء :استعارة مكنية شبه الرماح بالإنسان وحذفه وذكر صفة من صفاته وهي العطش.
يصف الخيل بأنَّها مسرعة في الصعود، متحفزة لقتال العدو، على أكتافها رماح المسلمين المتعطشة لدماء الكفار. وهوَّل في وصفها؛ ليخيف العدو.

3- تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، تُلَطِّمُهثنَّ بالخُمثرِ النساءُ

متمطرات:- تشبيه تمثيلي حيث شبه الجياد بالمطر في تتابعه وتدفقه
تلطمهن بالخمر:- كناية عن انهزام المشركين
تبقى خيولنا في ارض المعركة مستعدة لقتال الأعداء مسرعة كالمطر في مواجهتهم لكنها لا تجد من تردها سوى نساء الأعداء يحاولن ردها بخُمورهن دلالة على هزيمة المشركين وهروبهم من أرض المعركة.

4- فإمَّا تُعْرضُوا عنا اعْتَمَرنا وكان الفتحُ وانكشَف الغِطاءُ

انكشف الغطاء:- استعارة تصريحية عبر عن إزالة الخلاف والعداوة بانكشاف الغطاء
يخاطب الشاعر كفار قريش قائلا إذا لم تعترضوا طريق خيولنا وأخليتم لها الطريق ،سنزور بيت الله الحرام ونفتح مكة ،وسيزول غطاء الكفر الذي حجب النور

5-وإلا فاصبِروا لجلادِ يومٍ ُيعِزُّ الله فيه مَنْ يشاء

يهدد الشاعر كفار قريش قائلا: إذا لم تستسلموا لجيش المسلمين ابشروا بحرب شديدة تتضارب بها السيوف، ويومها سيعز الله المسلمين ويتحقق النصر الذي وعد الله به عباده.

الفكرة الثانية:الإشادة بالدعوة الإسلامية.

6- وجبريلٌ أمينُ الله فينا وروحُ القُدْسِ ليس له كِفاءُ

يشيد الشاعر بالدعوة الإسلامية التي أرسلها الله عن طريق جبريل ويصف جبريل ب(روح القدس) لا مثيل في نقل الدعوة الاسلامية .
ويقول بأنه لانظير له في نقل الدعوة الإسلامية للرسول الكريم.

7- وقالَ اللهُ: قد أَرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحَقَّ إنْ نَفَعَ البَلاءُ

يبين أن الله سبحانه وتعالى أرسل سيدنا محمد الذي لا يقول إلا الحق على البشرية، ويختبر الناس بالإيمان أو عدمه.

8- شَهِدْتُ بهِ، فقُومُوا صَدِّقوهُ! فَقُلْتُمْ: لا نَقومُ ولا نَشاءُ

يقول الشاعر بأنه امن بالرسول ورسالته ،ويدعوا كفار قريش للإيمان به وتصديق رسالته ،ولكنهم يرفضون دعوته ويكفرون بها ،ويقولون بأنهم لا يريدون تصديق الرسول ورسالته.


الفكرة الثالثة:- الدفاع عن الرسول وهجاء أبا سفيان بن الحارث.

9- هَجَوْتَ مُحَمَّداً، فأَجَبْتُ عنهُ وعندَ اللهِ في ذاكَ الجَزاءُ

يخاطب الشاعر أبا سفيان قائلا بأنك هجوت النبي محمدا عليه الصلاة والسلام ، ولكنني لم اسكت على هذا الهجاء فدافعت عنه منتظرا الثواب والجزاء من عند الله.

10- أَتَهْجوهُ، ولستَ لهُ بِكُفْءٍ فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُما الفِداءُ

أَتَهْجوهُ : استفهام إنكاري للتوبيخ.
يخاطب الشاعر أبا سفيان مستنكرا ما قام به من هجاء النبي قائلا له كيف تهجوه ، ولست من مكانته فأنت تمثل الشر والرسول الكريم يمثل الخير.

11- هَجَوْتَ مُبارَكاً، بَرّاً، حَنيفاً أمينَ اللهِ، شِيمَتُهُ الوَفاءُ

يبين الشاعر صفات النبي فهو مبارك،برَ صالحا ، رسول الله من شيمه الوفاء والإخلاص.

12- فمَن يَهْجو رسولَ اللهِ منكُمْ ويَمْدَحُهُ ويَنْصُرُهُ سَواءُ

يسخر من كفار قريش لأنّه يرى أن لا وزن لهم ولا قيمة، ومدحهم للنبي أو هجاؤهم له لا يغيِّر شيئاً.

13- فإنّ أبي ووالِدَهُ وعِرْضي لِعِرْضِ مُحُمَّدٍ مِنْكُمْ وِقاءُ

ظهر في هذا البيت حب حسان للرسول حيث أبدى رغبته وقدرته على التضحية بوالده وجده وعرضه في سبيل الدفاع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم.

14- لِساني صارِمٌ لا عيبَ فيهِ وبَحْري لا تُكَدِّرُهُ الدّلاء

لِساني صارِمٌ: تشبيه بليغ حيث شبَّه الشاعر لسانه بالسيف الصارم، ووجه الشبه: الحسم والصرامة
وبَحْري لا تُكَدِّرُهُ الدّلاء:- استعارة تصريحية حيث شبه شاعر يته بالبحر في اتساعه وعمقه.
يبلغ الشاعر قمة فخره في هذا البيت لأنه يصوِّر لسانه لكفار قريش سيفاً صارماً،لا أحد يجاريه في الهجاء وقدرته الشعرية بحراً لا تعكره الدِّلاء بحيث لا يستطيع احد منهم انتقاده.

15- فَنَحْكُمُ بالقَوافي مَن هَجانا، ونَضْرِبُ حينَ تَخْتَلِطُ الدِّماءُ

يفتخر الشاعر بشعراء المسلمين وقدرتهم على الرد على هجاء كفار قريش، وقدرتهم على قتالهم والنيل منهم في ارض المعركة حين يشتد الطعن والقتل


مكة للصف الثالث المتوسط ...

مقدمة الدرس
========
ماهي قبلة المسلمين ؟

الربط
===

أولا : استخرج الفكرة العامة للنص بعد قراءته من قبلك ثم من قبل الطلاب ولتكن مثلا:

الفكرة العامة للنص :
=========
فخر الشاعر بمدينة مكة
ثانيا : تعلم أخي الكريم أنه وعند دراسة أي نص لابد من التعريف بقائل النص ، إذن بعد الفكرة العامة اسأل، إن كان هناك طالب يعرف شيئا عن الشاعر وإن لم يعرف فعليك أن تعرّف به ولو نبذة بسيطة عنه فتقول مثلا :
قائل النص :
=====
هو حسن عبدالله القرشي شاعر سعودي من مواليد مكة المكرمة شغل عدة مناصب بالمملكة العربية السعودية ، وهو عضو بالمجمع اللغوي بالقاهرة ، مثل المملكة بعدة مهرجانات ، وله عدة دواوين شعرية ، توفى عام 1425هـ

ثم تبدأ بدراسة الألفاظ غير الواضحة في كل بيت يراد شرحه بعد ذلك الدخول في شرح النص الأدبي وأخيرا توضيح أسلوبه وعبارت والصور الخيالية وذلك على النحو التالي :

الشرح والتحليل :
==========
أيا قمة فوق هام الخلود سمت بسناها الشذي العطر
هام : المكان العالي فيقال هام الشيء : أعلاه ، ومنه هامة الرأس
الخلود : دوام البقاء
سناها : ضوؤها
سمت : علت وارتفعت
الشذي العطر : الطيب ذوالرائحة العطرة
يبين . ويشير الى انه اذا صعد قمة الجبل

في البيت الأول يخاطب الشاعر قمة جبل النور ويشيدبها فقداكتسبت خلودا في تاريخ المسلمين بل اعتبرها هي الخلود نفسه ، لأن قمة الجبل يشهدها وينظر إليها القريب والبعيد كما وصفها بالسمو والضياء ، لما شهده هذا الجبل من معجزات خالدات, فهو مكان تعبدالرسول صلى الله عليه وسلم ،وفيه غار حراء الذي نزل فيه الوحي عليه صلى الله عليه وسلم ، فاقتبست الرائحه الشذي ونفحات الايمان بنزول الوحي والقران الكريم بها .
-----------------------------------------------
إذامارتقيت إليك انطوى بحسي الزمان وكل البصر
انطوى : التف وذهب .
انه اذا صعد قمة الجبل
يقول في هذا البيت أنه كلما تعلقت بك وحاولت الوصول الى القمة انطوى وذهب بي الزمان الى ذكريات النبوة وأثر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار فيتعب بصري من علوك وشموخك .
-----------------------------------------------------------------
خففت وطئي أن يستقر أما سار فيك (نبي) البشر

وطئي : الوطء هو الدوس بالقدم

يقول الشاعرفي هذا البيت :أنه خفف وطأه أي : خفف من دوس أقدامه أو من خطواته إحتراما وتواضعا للرسول صلى الله عليه وسلم فلطالما سار عليه الصلاة والسلام في أرجائها .
--------------------------------------------------------------
وكم قد تعبدثبت الجنان يزين محياه أسمى أثر
إلى أن أطل على الكائنات كإطلالة الفجر بعد السحر
أطل وفي بردتيه الضياء ونبع من الحق عذب السور

ثبت الجنان : ثابت القلب قوي
محياه : وجهه الجميل الحسن
أسمى : أعلاه وأرفعه
الأثر : بقية الشيء
أطل : أشرف وظهر
الفجر : انكشافُ ظلمةِ اللََّيل عن نورالصُّْبح قبل شروق الشَّمس
السحر :ظلمة الليل قُبيل الفجر

في هذه الأبيات : يخبرالشاعرعن كثرة تعبده صلى الله عليه وسلم صاحب القلب الثابت جميل الوجه والمحيا وقد زاد جماله صلى اللله عليه وسلم أسمى وأرفع أثر ، وهو عبادته لله سبحانه وتعالى ، فقد ظل متعبدا لله إلى أن ظهر وطل ـ عليه الصلاة والسلام ـ على الكائنات من إنس وجن كإطلالة الفجر بعد السحر وهنا تشبيه رائع حيث شبه الكائنات وهي تعيش الظلام والجهل والكفر قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر وهو ظلمة الليل وآخره قبيل الفجر و شبه ظهوره وإطلالته صلى الله عليه وسلم على البشر بالفجر وهو انكشاف ظلمة الليل عن نور الصباح ، فهو صبح قد أطل فأزال ظلمة الجهل والكفر والضلال ، نعم أطل وفي بردتيه الضياء والنور ونبع من الحق عذب السور ويقصد به القرآن الكريم .

تحليل النص تحليلا أدبيا
============
المعاني والألفاظ
المعاني تدور حول مكة المكرمة وحب الشاعر لها لأنها مهبط الوحي وقبلة ومنبع الرسالة وهداية الناس وقبلة المسلمين فعبر عنها بألفاظ مناسبة سهلة بعيدة عن التعقيد اللفظي

الأسلوب :
-----------
يظهر في هذه الأبيات ميل الشاعر إلى الأسلوب التقليدي في وحدة الوزن القافية لذا فأسلوبه قوي جزل رصين .
العبارات والتراكيب :
عباراته قوية سليمة التراكيب ولا غرابة في ذلك فهو قريب في شعره إلى فحول الشعراء القدماء .

العاطفة :
------
عاطفة الشاعر ، عاطفة إسلامية ظهر فيها حبه لمكة المكرمة وقد اتسمت بالصدق ، ولاغرابة في ذلك لأنه يفخر بقبلة المسلمين مكة المكرمة وابنها البار الذي جاء لينقذ البشرية ، صلى الله عليه وسلم .

الخيال :
-------
لاتخلو القصيدة من الصور الجمالية والخيالية التي أضافت للمعنى رونقا وقوة كجعل المعنوي بقالب الحسي حيث جعل البقاء شيئا حسيا له هامة وارتفاع والضوء بالطيب ذو الرائحة العطرة ، والتشبيه في البيت الخامس " حيث شبه ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم بظهور الفجر وغيرها كثير قد لايسمح الوقت بذكرها

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:40 AM
قصيدة الحطيئه يروي قصة كريم
مناسبة النص\
من المعروف إن الحطيئه كان مكتسبا بشعره محترف للتكسب وهو هنا يروي قصة كريم مثالي ربما يكون الشاعرنفسه هو الضيف فيها وربما كانت خياليه نسجها من قريحته لكي يرسم للناس مثلا اعلى في الكرم ليحذوا حذوه
الافكار الرئيسيه للقصيده \
1-وصف لعيش الرجل الكريم وعائلته في الصحراء (البيت 1-2-3-4)
2-قدوم الضيف وحيرة الرجل في قراه الى إن هم بذبح ابنه(5-9)
3-حل عقدة الرجل في اكرام ضيفه حين اصطاد بقر الوحش وجرها الى اهله وضيفه وبات الجميع في احسن حال (10-16)

شرح الابيات \
البيت الاول يصف فيه الاعرابي ذلك الرجل الكريم بقوله انه اعرابي خشن العيش لم يذق طعم الاكل من ثلاث ليالي يعيش فقيرا في صحراء لااثر فيها للعمران
البيت الثاني ويصف انه من شدة خشونته يستوحش عن معاشرة الناس ويرى عيش الحرمان نعمه جليله
البيت الثالث والرابع قدأسكن في شعب منعزل زوجته وحولها اولاده الثلاثه الصغار كانهمصغار الغنم فهم حفاه عراه لايعرفون الخبز ولا ذاقوا طعم البر
البيت الخامس وفي ليله مظلمه رأى شبحا مقبلا فخاف اول الامر ولكنه حين عرفه ضيفا بدأ يستعد للبحث عما يطعمه له
البيت السادس ناجى الرجل ربه قائلايا رباه هذا ضيفي وليس عندي قرى له فأدعوك بعظمتك الاتحرمه الليله من اكل اللحم
البيت السابع الثامن في هذه اللحظه اقبل ولده فقال له :يا ابتي أذبحني قرى للضيف ولا تعتذر بالفقر فلربما ظن الضيف إنا ذوو مال فنشر خبنا هذا وذمنا بين الناس بعدم اكرامه
البيت التاسع العاشر الحادي عشر
وهنا بدأ الرجل يفكر وهم إن يذبح ابنه واذا لفرج القريب يلوح في الافق حين بدا من بعيد قطيع من بقر الوحش
كأنه العقد المنتظم يسير خلف قائده
البيت الثاني عشر والثالث عشر
وكان القطيع ظمان فأنسل الرجل خلفه وهو الى دمها اظمأ منها الى الماء فامهلها حتى شربت وملات بطونها بالماء وثقلت حركتها في الجري وعند ئذ اطلق عليها سهما من جعبته فسقطت بقره سمينه اكتست اللحم والشحم
البيت الرابع عشر الى السادس عشر
بدأ الشاعر يصف شعور الرجل عندما اصطاد البقره وكم كان سروره وسرورهم وهو يجرها الى جماعته وباتوا كراما قضوا حق الضيف دون إن يخسروا ومن شده
بشاشه الاب شبهه الشاعر بانه كالاب للضيوف والام في حنانها وامومتها للضيوف كانها ام لهم

مكفختني دنيتي
04-04-2008, 12:45 AM
قصيدة أبي تمام يمدح المعتصم ، ويصف انتصار الخليفة على الروم(السيف أصدق)

مناسبة القصيدة:
بلغ المعتصم أن امرأة هاشمية صاحت وهي اسيرة في أيدي الروم : وآمعتصماه، فأجابها لبيك لبيك . فجهز جيشا من سبعين ألف رجلا،لرد الهجمات البربرية. وحين اعتزم المعتصم الفتح قال له المنجمون:إننا نجد في كتبنا أنها لا تفتح هذه الأيام.فلم يلق الخليفة لهذه الأقاويل بالا وحاصر عمورية وانتصر على الروم. فقال أبوتمام قصيدة يمدح فيها الخليفة المعتصم،ويصف الحرب ويسخر من المنجمين.
المستوى الصوتي:
قافية القصيدة "الباء" وهو صوت شديد مجهور (من حروف القلقلة) فيظهر الصوت بقوة، يجسد طبيعة الموضوع، ويتفق مع التجربة الشعرية، يعطي موسيقى فخمة تتسق مع المعنى.
حركة الباء "االكسرة" تدل على الإنكسار والذل، لأن الخليفة انتصر على الأعداء وألحق بهم الذل والهوان، فكانت القصيدة تسخر من المنجمين الذين ادعوا وافتروا أن المعتصم لن ينتصر ولن يفتح عمورية.
فالقصيدة تصف قوة المعتصم وتسخر من المنجمين الذين ادعوا دعاوي باطلة، فالباء تناسب الحرب والقوة والكسرة تناسب مصير الروم والمنجمين ومالحقهم من ذل وهوان.

المستوى التركيبي:
يكثر الشاعر من استخدام الجمل الإسمية، لأنّ المقام مقام انفعال وإبراز عواطف. لما للجملة الإسمية من سحر التعبير المباشر الذي يوصل المعنى بأيسر الطرق.
كما استخدم الشاعرالجمل الفعلية التي تحمل نغمة صوتية قوية، والجمل الفعلية تفيد الحركية والاستمرار للمعاني التي يجسدها النص
أكثر الشاعر من استعمال التشبيه دلالة على البلاغة في التّعبير.
اكثر الشاعر من استخدام الزخرفة اللفظية .
طباق ( الجد- اللعب) ، ( بيض- سود) ، ( منقلب-غير منقلب) ، (الشعر – النثر) ، (السماء- الأرض).
جناس( الصفائح – الصحائف)، (حده- الحد).
كما نجد تكرار لعين الفعل( خوّفوا – صيّروا ) ليدل على تكرار الفعل، وليعطي الموقف مايستلزمه من الشدة.

المستوى الدلالي:
الشريحة الأولى ( الفعل أصدق من القول)
الـسيف أصـدق أنـباء من الكتب فـي حـده الـحد بين الجد واللعبِ
بيض الصفائح لا سود الصحائف iiفي مـتونهن جـلاء الـشك iiوالـريبِ
والـعلم فـي شـهب الأرماح iiلامعة بين الخميسين لا في السبعة iالشهبِ

من مقدمة القصيدة إلى موضوعها بدأ أبو تمام يتغنى تغنياً انفعالياً بفتح عمورية الذي بالغ في تصويره، وقد جاء نتيجة إيجابية لفلسفة القوة التي آمن بها الشاعر، فهو فتح أسعد الشاعر والمسلمين.
فبدأ القصيدة بالموضوع مباشرة بذكر قصة هذه الواقعة من البداية، وذك عندما زعم المنجمون أن عاقبة هذه الغزوة غير مأمونة، ولم يثبط ذلك من همّة المعتصم للخروج إليها، وهاهي الغزوة تنجح، وتحقق أهدافها، ويثبت السيف أن ما زعمه المنجمون لم يكن إلا أحاديثاً ملفقة. فيقول:
إن السيف والقوة التي تظهر في ساحة المعركة هي التي سوف تحسم الأمر، وتظهر النبأ الصحيح الذي سيفصل بين الجد من اللعب والإدعاء، وليس المنجمون وما يلفقونه في كتبهم.
فحد السيوف ولمعانها هي التي ستكشف الأكاذيب التي يطلقها المنجمون في صحائفهم السود وتجلي كل شك وكل ظن كاذب ادعاه المنجون.
فالعلم في الفعل(الحرب) لا في القول(التنجيم) فهو الذي يفصل في الأحداث الكبرى، وليس كلام المنجمين. فيحن تتقابل الجيوش، ويسطع لمعان الرماح ستكذب كل الطنون والادعاءات؛ لأنها ستقتل الأعداء بحدتها .
لماذا قال الشاعر"السيف" ولم يقل السيوف ؟
دلالة على قوة السيف ، كما أن هناك دلالة على أن هذا سيف المعتصم الذي سيفصل بين الجد واللعب.
لماذا قال شهب الأرماح بدلاً من الأسنة؟
لأن الحديث يدور عن الشهب، ولأنه يريد أن يرسم صورة مركبة فيها الضوء والحركة.
تشبيه "شهب الأرماح لامعةً"
تشبيه بليغ، شبه الشهب بلمعان الرماح.المستوى الدلالي
الشريحة الثانية ( تنوع في السخرية من المنجمين)
أيـن الـرواية بـل أين النجوم وما صاغوه متن زخرفٍ فيها ومن كذب؟
تخرصـــاً وأحاديثــاً ملفقــةً ليست بنبــعٍ إذا عـدّت ولاغـرب
عـجـائباً زعـموا الأيـام مـجلفةً عـنهن في صفر الأصفار أو iرجبِ

يبالغ الشاعر في السخرية من المنجمين الروم بأكثر من طريقة، من مقدمة القصيدة إلى آخرها.
يسخر الشاعر من المنجمين وينكر موقفهم بسؤاله الساخر عن روايتهم وأكاذيبهم التي كانوا يخوفون بها الخليفة قبل الحرب، والتي ظهرت حقيقتها عندما انتصر على أعدائهم وأهمل نصائحهم. فهذه الأحاديث ليست بالقوية وليس لها أساس حتى يصدقها الخليفة سوى الكذب والافتراء.
يتعجب الشاعر من الذين زعموا أن الأيام ستنكر للخليفة المعتصم النصرن ويعظم شهر صفر لأنه حدث فيه أمر عظيم شاق على الروم وهو النصر . فأحاديثم لا تحمل الصدق ابداً.
لماذا قال الشاعر"صفر الأصفار" ؟ تعظيماً لشأنه لأنه حدث فيه امر عظيم وشاق.
استعارة " الأيام مجفلة" شبه الأيام بالإنسان الخائف، حيث ذكر المشبه وحذف المشبه به وآتى بصفة من صفاته وهي الخوف على سبيل الاستعارة المكنية.
الشريحة الثالثة (أدلة على كذب المنجمين.)
وخـوّفوا الناس من دهياء مظلمة إذا بـدا الـكوكبُ الغربي ذو الذنبِ
وصـيّروا الأبـــرُجَ الـعليا مرتبةً مـا كـان مـنلقباً أو غـير منقلبِ
يقضون بـالأمـر عنها وهي غافلةُ مـا دار في فـلكٍ منـها وفي قطبِ
لـو بـينت قـط أمـراً قبل موقعهِ لـم تـخف ماحل بالأوثـان الصلبِ

يستمر الشاعر في السخرية من المنجمين والتدليل على كذب أقوالهم ، فيقول أن المنجمين قد خوفوا الناس من مصائب كبيرة ستحل بهم عندما يظهر الكوكب الغربي، وهو المذنب في السماء، والذي ينذرهم بالأمر الجليل والفتنة العظيمة. وهذا كذب وافتراء.
وجعلوا البروج التي في السماء التي أولها الحمل وآخرها الحوت بعضها منقلب والبعض الآخر غير منقلب. ويقضون بالأمور بادعائهم دون أن تعلم تلك البروج شيء عما افتروه عنها وما ادعوه من أقاويل .فلو كان المنجمون صادقون في ادّعاءاتهم لعرف الروم مصيرهم من الهزيمة وما سيحل بهم في موقعة عمورية ولما خاضوا الحرب.

المستوى الدلالي

الشريحة الرابعة (الفتح العظيم)

فـتـح الـفتوح تعالى أن يحيط به نـظم من الشعر أو نثـر من الخطبِ
فـتح تـفتح أبـواب الـسماء لـه وتـبرز الأرض فـي أثـوابها القشبِ

ثم يمدح الشاعر المعتصم من خلال انتصاره في موقعة عمورية، فيبدأ في وصف عظمة هذا الفتح الذي كان على يد الخليفة بأنه فتح عظيم لا تستطيع أن تصفه قصائد الشعراء أو خطب المحدثين لأنهم لن يصلوا لدقيق الوصف من هوله وعظمته. فهو فتح تفتحت له أبواب السماء، وتزينت الأرض فرحاً به، وكأنه الفتح العظيم الذي حققه الرسول صلى الله عليه وسلم بدخوله مكة المكرمة فاتحا.
فتلك المعركة التي شنها المعتصم على الروم هي جهاد إسلامي وانتصار عظيم، لذا تزينت الأرض وارتوت بأبهى حللها احتفالاً بالنصر.
لماذ قال الشاعر فتح الفتوح؟ كناية على عظم الفتح

غالينا
05-04-2008, 03:20 PM
عزيزتي 0000بنت شيوخ وكلي شموخ000
جزاكِ الله خيرالجزاء على هذا النقل المفيد 0000لكن ياغالية حبذا لو ننتبه لماننقله ففي قصيدة كعب بن زهيرنقلتي ( ص)والحرى بنا ان نكملها اكراماً للحبيب صلى الله عليه وسلم0
لك شكري ياغالية مقروناًبودي
ودمتى بخيروعافية

مكفختني دنيتي
09-04-2008, 06:19 PM
أهلاً بك حبيبتي الغالية غالينا
شرفني مرورك

وشكراً على ملا حظتك

أبـو نـدى
11-04-2008, 07:53 PM
الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة بنت شيوخ وكلي شموخ

الله يعطيك العافية

وجزاك خير الجزاء

جهد مميز جدا

تستحقين عليه الشكر والتقدير

مكفختني دنيتي
11-04-2008, 09:48 PM
أخي الفاضل / أبو ندى
لاشكر على واجب
ومانقوم به لايساوي شيء من إبداعكم
أسعدني المرور

ema-nice
27-04-2008, 10:50 PM
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»� �لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد شرح قصيدة آذان الفجر لمحمد علي السنوسي للصف الثالث ثانوي «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

@رامــ الثقفي ـــي@
28-04-2008, 06:46 PM
مشكوره ياأختي

فروتي2008
01-05-2008, 11:04 AM
جزاك الله خيراااااااااااا :tongue:ا

وردة الساحل
15-03-2009, 12:00 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هواي السنة
19-05-2009, 12:47 AM
جزاك الله خيراً ياليت ألقى عندك نص روعة العيد في أدب ثالث ثانوي ولك جزير الشكر

بصمه محبه
22-05-2012, 12:37 AM
وفقكم الله