جميل الثبيتي
01-04-2008, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يتساءل الإنسان أحياناً! هل أحسن في التخاطب مع الآخرين أم لا ؟ وهل أجاد التحدث مع الجمهور أم أساء إليهم من حيث لا يشعر ؟ وهذه بعض الأمور التي تعينك على اكتشاف ذلك :
أولاً : المؤمن مرآة أخيه
روى البخاري في الأدب المفرد (1/93) عن أبى هريرة- رضي الله عنه- قال . قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : (( المؤمن مرآة أخيه )) [1] .
وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- : ( رحم اللهُ من أهدى إلي عيوبي ) [2] وقال يحي بن معاذ : ( أخوك من ذكرك العيوب , وصديقك من حذرك الذنوب ) [3] وقال الحسن البصري : ( المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدده , وقومه , وحاطه , وحفظه في السر والعلا نية. إنَّ لك من خليلك نصيباً وإن لك نصيباً من ذكر من أحببت . فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس ) .[4]
فاطلب رأي من حولك من إخوانك وزملائك، في مدى إجادتك لفنِّ التواصل مع الناس، ولا تكثر من الدفاع عن نفسك إذا لم يعجبك ما يقولون، ودوِّن تلك الملاحظات التي تُنتقد فيها، ثم اجتهد في تفاديها في المستقبل، ولقد صدق القائل:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه الجليس الصالح
ثانياً : لاحظ ردود الأفعال
ردود الأفعال أنواع كثيرة، كبقاء الناس أثناء حديثك ، أو أن يكون الجمهور قد ركزوا النظر إليك، أو البكاء أوالد موع، أو الفتور والتكاسل والتثاؤب، ونحو ذلك من الحركات التي تدلُ على أثر المتكلم سلباً وإيجاباً ، فمن نماذج ردود الأفعال الإيجابية ، ما رواه الترمذي (2676) عن العرباض بن سارية قال : (( صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، ثُمَّ أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب)) .
فنزول الدموع من الحاضرين دليل واضح على تأثيرهم بما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-، وحديث أنس- رضي الله عنه- قال خطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خطبة ما سمعت مثلها قط قال: (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرا )) قال: فغطَّى أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجوههم ، لهم خنين..)) الحديث رواه البخاري (4/1689) ومسلم ، أي لهم بكاء، وفي لفظ آخر يقول أنس : ( فجعلتُ التفتُ يميناً وشمالاً، فلا أرى كل رجل إلا قد دسَّ رأسه في ثوبه يبكي ) [5] .
ولابد أن يراعي المتحدث أحوال الناس وظروفهم، فقد لا يكونُ الخللُ في كلامه، ولكن نظراً لما يحيط بالجمهور من أمورٍ تجعلهم ينصرفون عنه، كما جاء في صحيح البخاري (1/316) عن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن نُصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلت عير تحمل طعاماً، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي- صلى الله عليه وسلم- إلا اثنا عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية (( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائما )) .
فالصحابة- رضي الله عنهم- تركوا النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، ليس زهداً في كلامه، أو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحسن الكلام، كلا ومعاذ الله، فهو الذي أُوتي جوامع الكلم، ولكن لما سمعوا أصوات القافلة القادمة تعلقت قلوبهم بها، فانصرفوا إليها.
ثالثاً : قم بتسجيل صوتك
سماعك لنفسك بعد إلقاء الكلمة، يفيدك في تطوير قدرتك على الحديث، فتعرف سلامة نطقك، وسرعة كلامك، وتنوع طبقات صوتك، جرِّب هذا الأمر عدة مرات، فإنَّه سيتبين لك الكثير من الأمور، ولا تيأس في بداية الأمر، فمع المجاهدة والدُربة تصل إلى القمةِ بإذن الله تعالى.
و احرص على أن تسمع أشرطة من له خبرةٌ في هذا المجال، حتى يرشدك ويدلك على ما فيه مصلحتك ونفعك.
رابعاً : سجَّل نفسك على شريط فيديو
من خلال رؤيتك لنفسك، سيتبين لك تصرفات كنت تفعلها أثناء حديثك ليست مناسبة، كأن تستمر على حركةٍ معينة، أو تشير في حديثك إلى إشارات خاطئة، فتقول مثلا: بُني الإسلام على خمسة أركان، وتشير بيدك إلى اثنين بدل الخمسة، أو تقاسيم وجهك أثناء الحديث، وهذه كلها تتبينُ لك من خلال مشاهدتكَ لنفسك.
هذه بعض الخطوات العملية، التي يمكنُ من خلالها أن تعرف ما مدى قدرتك على الحديث وإتقانه، وجعلك متحدثاً بارعاً، ومتكلماً فارعاً، نسألُ الله لك التوفيق والإخلاص في القول والعمل- وصل الله وسلم- على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اعحبني جدا فجلبته لكم عسى ان ينفعنا وينفعكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يتساءل الإنسان أحياناً! هل أحسن في التخاطب مع الآخرين أم لا ؟ وهل أجاد التحدث مع الجمهور أم أساء إليهم من حيث لا يشعر ؟ وهذه بعض الأمور التي تعينك على اكتشاف ذلك :
أولاً : المؤمن مرآة أخيه
روى البخاري في الأدب المفرد (1/93) عن أبى هريرة- رضي الله عنه- قال . قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : (( المؤمن مرآة أخيه )) [1] .
وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- : ( رحم اللهُ من أهدى إلي عيوبي ) [2] وقال يحي بن معاذ : ( أخوك من ذكرك العيوب , وصديقك من حذرك الذنوب ) [3] وقال الحسن البصري : ( المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدده , وقومه , وحاطه , وحفظه في السر والعلا نية. إنَّ لك من خليلك نصيباً وإن لك نصيباً من ذكر من أحببت . فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس ) .[4]
فاطلب رأي من حولك من إخوانك وزملائك، في مدى إجادتك لفنِّ التواصل مع الناس، ولا تكثر من الدفاع عن نفسك إذا لم يعجبك ما يقولون، ودوِّن تلك الملاحظات التي تُنتقد فيها، ثم اجتهد في تفاديها في المستقبل، ولقد صدق القائل:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه الجليس الصالح
ثانياً : لاحظ ردود الأفعال
ردود الأفعال أنواع كثيرة، كبقاء الناس أثناء حديثك ، أو أن يكون الجمهور قد ركزوا النظر إليك، أو البكاء أوالد موع، أو الفتور والتكاسل والتثاؤب، ونحو ذلك من الحركات التي تدلُ على أثر المتكلم سلباً وإيجاباً ، فمن نماذج ردود الأفعال الإيجابية ، ما رواه الترمذي (2676) عن العرباض بن سارية قال : (( صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، ثُمَّ أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب)) .
فنزول الدموع من الحاضرين دليل واضح على تأثيرهم بما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-، وحديث أنس- رضي الله عنه- قال خطب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خطبة ما سمعت مثلها قط قال: (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرا )) قال: فغطَّى أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجوههم ، لهم خنين..)) الحديث رواه البخاري (4/1689) ومسلم ، أي لهم بكاء، وفي لفظ آخر يقول أنس : ( فجعلتُ التفتُ يميناً وشمالاً، فلا أرى كل رجل إلا قد دسَّ رأسه في ثوبه يبكي ) [5] .
ولابد أن يراعي المتحدث أحوال الناس وظروفهم، فقد لا يكونُ الخللُ في كلامه، ولكن نظراً لما يحيط بالجمهور من أمورٍ تجعلهم ينصرفون عنه، كما جاء في صحيح البخاري (1/316) عن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن نُصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلت عير تحمل طعاماً، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي- صلى الله عليه وسلم- إلا اثنا عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية (( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائما )) .
فالصحابة- رضي الله عنهم- تركوا النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، ليس زهداً في كلامه، أو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحسن الكلام، كلا ومعاذ الله، فهو الذي أُوتي جوامع الكلم، ولكن لما سمعوا أصوات القافلة القادمة تعلقت قلوبهم بها، فانصرفوا إليها.
ثالثاً : قم بتسجيل صوتك
سماعك لنفسك بعد إلقاء الكلمة، يفيدك في تطوير قدرتك على الحديث، فتعرف سلامة نطقك، وسرعة كلامك، وتنوع طبقات صوتك، جرِّب هذا الأمر عدة مرات، فإنَّه سيتبين لك الكثير من الأمور، ولا تيأس في بداية الأمر، فمع المجاهدة والدُربة تصل إلى القمةِ بإذن الله تعالى.
و احرص على أن تسمع أشرطة من له خبرةٌ في هذا المجال، حتى يرشدك ويدلك على ما فيه مصلحتك ونفعك.
رابعاً : سجَّل نفسك على شريط فيديو
من خلال رؤيتك لنفسك، سيتبين لك تصرفات كنت تفعلها أثناء حديثك ليست مناسبة، كأن تستمر على حركةٍ معينة، أو تشير في حديثك إلى إشارات خاطئة، فتقول مثلا: بُني الإسلام على خمسة أركان، وتشير بيدك إلى اثنين بدل الخمسة، أو تقاسيم وجهك أثناء الحديث، وهذه كلها تتبينُ لك من خلال مشاهدتكَ لنفسك.
هذه بعض الخطوات العملية، التي يمكنُ من خلالها أن تعرف ما مدى قدرتك على الحديث وإتقانه، وجعلك متحدثاً بارعاً، ومتكلماً فارعاً، نسألُ الله لك التوفيق والإخلاص في القول والعمل- وصل الله وسلم- على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اعحبني جدا فجلبته لكم عسى ان ينفعنا وينفعكم