طيبه عجام
19-03-2008, 03:52 PM
د/ علي بن محمـد الصغـيّر أستاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس كلية التربيـة - جامعـة الملك سعـود
المقدمة
يعد المعلمون المؤثرون العمود الفقري للعملية التعليمية، إنهم ليسوا سحرة، لكنهم محترفون مهرة، ويظهر تأثيرهم في طريقة تطبيقهم الحريص والماهر لخطط التعليم في مواقف أكثر ما يميزها سرعة التغيرات وكثرة التعقيدات، هدفهم في ذلك إحداث تغيرات مرغوبة لدى المتعلمين عن طريق رفع فعالية أدائهم. وعلى الرغم من أن معظم ما كتب عن التعلم في السابق كان وصفياً، إلا أن معظم ما كتب عن التدريس كان تحليلياً محدداً بما يجب على المعلمين المهرة القيام به ( Siedentop,1986). غير أن هذه الطريقة تغفل تباين الأفراد فيما بينهم لا سيما وهم يعملون في بيئات غاية في الاختلاف. وعلى أية حال فإن هناك حاجة إلى التعرف، وبشكل واضح، على أنواع المهارات الواجب توافرها لدى المعلمين حتى يكونوا فاعلين. إذ أن الأبحاث في مجال التدريس حاولت تحديد المهام التي يقوم بها المعلمون المهرة داخل قاعة الدراسة وصولاً إلى قائمة بالمهارات والصفات اللازمة لفهم كيف يعمل المعلمون الأكفاء. إن التدريس الفعال يتسم باستراتيجيات معينة يمكن تطبيقها، بغض النظر عن أي من طرائق التدريس المستخدمة، وعليه فإن المعلم الفعال هو الذي يستخدم هذه الاستراتيجيات وإن المعلم غير الفعال هو الذي لا يستخدم تلك الاستراتيجيات. وتتألف الاستراتيجية عادة من مجموعة مهارات تدريسية منفصلة، فعلى سبيل المثال تتألف استراتيجية الإشراف الفاعل من حركة المعلم بنمط غير متوقع للتلاميذ في غرفة الصف، وفحص التلاميذ بشكل متكرر وليس في وقت واحد، والعمل على زيادة السلوك المتعلق بتنفيذ المهمة، والتخلص من السلوك غير الملائم بسرعة وبشكل حازم، وأخيراً تزويد التلاميذ بالتغذية الراجعة المناسبة. ويبدو أن مهارات التدريس مشابهة إلى حد كبير للمهارات الرياضية، فالفرد يستطيع أن يتقن أساسيات رياضة التنس على سبيل المثال، فيتعلم كيفية أداء الإرسال، وكذلك ضرب الكرة بوجه المضرب الأمامي، وأيضاً الخلفي، ثم القدرة على القيام بالضربات الساحقة، وعلاوة على ذلك فإنه يجب عليه، حتى يكون لاعب تنس جيد، أن يستخدم هذه المهارات في المكان المناسب وبالوضع الصحيح وفي الوقت الملائم. وهذا ينطبق تماماً على المعلم الفعال، فالتدريس الفعال يتألف من عدة مهارات تدريسية منفصلة، ومن المهم أن يتم التدريب عليها ( Siedentop, 1986).
أهمية الدراسة
بالرغم من الجهود التي تبذل من أجل رفع مستوى أداء المعلم سواء عن طريق التأهيل التربوي الذي توفره مؤسسات إعداد المعلمين قبل الخدمة، أو عن طريق النشاطات الإشرافية والتطويرية التي تقوم بها أجهزة الإشراف التربوي بوزارة المعارف أثناء الخدمة، إلا أن المتأمل في هذه الجهود يجد أنها تفتقد إلى بعض الجوانب التي يجب أن تستثير المعلمين لتحقيق تعليم أكثر فاعلية وكفاءة. ولقد اهتم البحث منذ زمن ليس بالقريب برفع مستوى المعلم، فالتدريس الفعال ضمن مواصفات وشروط معينة يشغل فكر الباحثين والتربويين، لذلك كثيراً ما يتساءلون عن ماهية الشروط والمواصفات التي يجب توافرها في التدريس الفعال. وفي هذا السياق يشير Metzler بقوله: إذا كنا نعرف أي شيء حول ما يمكن التأثير به على تحصيل التلاميذ من المصادر البحثية خلال الـ30 عاماً الأخيرة فهو نوعية التدريس. فالتدريس القائم على أفضل التحديثات يتيح لمعظم التلاميذ تحقيق الأهداف التعليمية. وهو ما لا يتأتى باستخدام أيٍ من وسائل التعليم الأخرى (Metzler,1989,p.91). وعليه فإن هذه الدراسة تسعى إلى التعرف على مفاهيم التدريس الفعال ودرجة إدراكاتها لدى عينة الدراسة، من خلال ثلاث مراحل نمائية هي : أساسيات التدريـس ومهام التـدريس وحصائـل التـلاميذ وفقاً لنظرية الاهتمامات (Fuller, 1996).
مشكلة الدراسة
لا شك أن عدم إدراك عناصر وأبعاد التدريس الفعال الذي يوفره البحث العلمي في هذا المجال سيؤدي بالضرورة إلى تدريس غير فعّال على أقل تقدير. ونظراً لندرة الدراسات التي تناولت موضوع التدريس الفعّال من حيث رصدها لعناصره لدى مشرفي التربية البدنية ومعلميها، فإن مشكلة هذه الدراسة تكمن في التعرف على مفاهيم التدريس الفعال في ضوء نظرية الاهتمامات لدى مشرفي التربية البدنية ومعلميها بمدينة الرياض.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على إدراكات مشرفي التربية البدنية ومعلميها لمفاهيم التدريس الفعال، وتحديد مدى الفروق بينهما في هذه المفاهيم. وسيتم تحقيق هذه الأهداف من خلال الاجابة عن التساؤلات التالية:
تساؤلات الدراسة
مامدى إدراكات مشرفي التربية البدنية ومعلميها لمفاهيم التدريس الفعال؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراكات مفاهيم التدريس الفعال الخاصة بمرحلة أساسيات التدريس تعزى لعامل الوظيفة؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المشرفين والمعلمين في إدراكات مفاهيم التدريس الفعال الخاصة بمرحلة مهام التدريس ؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المشرفين والمعلمين في إدراكات مفاهيم التدريس الفعال الخاصة بمرحلة تحصيل التلاميذ ؟
مصطلحات الدراسة
التدريس الفعال
التدريس الفعال هو ذلك النوع من التدريس الذي يرفع من مستوى التلميذ إلى أقصى ما تسمح به قدراته. وأيضاً يعرف على أنه ذلك النمط من التدريس الذي يؤدي إلى إحداث تغيرات للتلاميذ في مجالات النمو المختلفة (جابر، 1998).
نظرية الاهتمامات
تقوم نظرية الاهتمامات على ثلاث مراحل نمائية يمر بها المعلمون وهي: أساسيات التدريس ومهام التدريس وتحصيل التلاميذ، وفي كل مرحلة يتوجه اهتمام المعلمين نحوها ينشغلون بها، وتستقطب تفكيرهم إلى أن يتـم التـمكن منـها وتـجاوزها. ( Fuller, 1996 ).
الإطار النظري والدراسات السابقة
يعد التدريس الفعال أحد مجالات أبحاث التدريس، وقضيته الرئيسة هي الوصول إلى أنجح الطرق التي تجعل التدريس مثمراً ولاشك أن تلك الطرق هي العامل المشترك بين كافة الأطراف المعنية بالعملية التربية من موجهين ومدراء وأولياء أمور وغيرهم. وجذور موضوع معارف التدريس الفعال لا تعود إلى رغبة المعلمين في مثل تلك المعارف وإنما فُرِضَت عليهم ورُبِطَت بإلحاقهم بالخدمة وباستمراريتهم وتدرجهم الوظيفي فيها. بل إن المعلمين رفضوا وصفات التدريس الفعال وقاوموها أيضاً.
فالتدريس الفعال كمفهوم هو محصلة رغبة المجتمع عموماً في أن يتعلم أبناؤه شيئاً محسوساً في المدارس. تلك الرغبة التي تجسدت في حركة المحاسبة accountability والتي ترى باختصار أن عدم تعلم التلاميذ يعود بطريقةٍ أو بأخرى إلى المعلم وبالتالي يجب أن يحاسب المعلم على ذلك. وهو أيضاً محصلة جهود العلماء السلوكيين behaviorists والذين نقلوا الاهتمام من صفات المعلمين وخبراتهم إلى ما يفعله أولئك المعلمون، ويقود إلى التعلم؛ متبنين عوامل مثل المؤشرات cues، وزمن المشاركـة في المـادة التعليميـة ، والتـعزيز والتي تشبـه إلى حـد كبيـر المـدخلات والعمليات والمخرجات التي درجوا على التعامل مـعها فـي مختبـرات الفسيـولوجيا (Walberg, 1995 ,p.471).
والمحاسبة تعني باختصار تقويم أداء المعلم ويقوم بها المدير أو المشرف الفني أو خبير خارجي. وفي النظام التعليمي السعودي يقوم المشرف الفني بعملية التقويم هذه. وبعيداً عن الإسهاب في مفهوم التقويم فإنه سيتم الإشارة إلى المعايير التي يتم التقويم في ضوئها:
معيار فعالية التدريس
يعد تعريف التعليم الجيد مشكلة للتربويين، فهنالك اتجاه للقول: أن التعليم الجيد هو شئ لا نستطيع وصفه أو تحديده، بل دعه يعرف نفسه بنفسه. المشكلة هنا أننا إذا لم نتمكن من وصف التعليم الجيد، فإن أي تعليم سيكون جيداً مثله مثل غيره. وعليه فإننا نحتاج إلى وصف التعليم الجيد لنتمكن من مساعدة المعلمين ليكونوا أفضل في أداء مهامهم، ويكون لدينا قاعدة معلومات نرتكز عليها في تدريب المعلمين.( (Rink, 1996
ربما يكون لكل فرد مفهومه الخاص عن التدريس الفعال. فالمسألة هنا تماماً كما قال (prophy , 1986) مسألة تعريف. وإن كانت كافة التعاريف تقريباً تربط نجاح التدريس بنجاحه في تنشئة التلاميذ وتطوّر نموهم الشخصي والوجداني، وتمكنهم من المعارف المضمّنة في المنهج المدرسي. فأدبيات التدريس عموماً تعرف التدريس الفعال على أنه "ذلك التدريس الذي يترتب عنه تحصيل واضح وملموس يفوق المتوقع في اختبارات التحصيل النظامية المحددة للتربية البدنية" (prophy ,1986, p.29).
ويستند هذا التعريف على حقيقة أن الشغل الشاغل للتربية البدنية المدرسية هو أن يتعلم التلاميذ. فالتعلم هو هدفها الرئيس، وفعالية التدريس تقاس فقط بتعلم التلاميذ، فالتلاميذ يتعلمون الكثير كنتاج لخبراتهم في التربية البدنية المدرسية، وبعض هذا التعلم مقصود والبعض الآخر غير مقصود. غير أن المحك الرئيس في الحكم على التربية البدنية هو التعلم المقصود. ومعيار تقييم التحصيل؛ أو بعبارة أخرى، ما الذي يجب أن يتعلمه التلاميذ في التربية البدنية موضوع لم يتفق عليه - على مستوى المهنة - إلا مؤخراً. فالتربية البدنية معنية بإعداد الفرد المربي بدنياً ( The physically educated person ) ومواصفات الشخص المربي بدنياً كما أوردتها المنظمة الأمريكية للرياضة والتربيـة البدنيـة NASPE, 1995 هي :
تعلم المهارات الضرورية للأداء في عدد متنوع من الأنشطة البدنية.
المشاركة بانتظام في الأنشطة البدنية.
التمتع باللياقة البدنية العالية.
المعرفة بمضامين وفوائد المشاركة في النشاط البدني.
تقدير النشاط البدني وإسهاماته في نوعية الحياة الصحية.
هذا وتتضمن الوثيقة تحليلاً لكل جانب إضافة إلى عدد من العبارات يمكن اعتبارها أغراضاً تعليمية.
والتدريس الفعّال في التربية البدنية هو الذي يقود إلى إكساب التلاميذ هذه الجوانب؛ وبتالي فإن هذا الاكتساب هو المعيار الذي يقوّم به أداء المعلم: فما هي نسبة من أجادوا المهارات الحركية المقررة، وما هو مستوى الإجادة ؟ ما هو مستوى لياقة التلاميذ البدنية في الاختبارات المعيارية المحددة ؟ هل تعرف التلاميذ على طرق تصميم برامج شخصية للياقة البدنية للصحة ؟ هل قدر التلاميذ النشاط البدني وأثره على الصحة ؟.
باختصار يقَوّم أداء المعلم في ضوء مستويات التحصيل التي حققها التلاميذ ضمن أهداف المنهج. وهذا يعني أن تقويم أداء المعلم ينبغي أن يتعدى المظهر والصوت ودفتر التحضير وكون التلاميذ مشغولين وسعداء ومؤدبين Busy, happy and good إلى تقويم موضوعي يعتمد على القياس في الحكم على فعالية التدريس والمعلم.
المقدمة
يعد المعلمون المؤثرون العمود الفقري للعملية التعليمية، إنهم ليسوا سحرة، لكنهم محترفون مهرة، ويظهر تأثيرهم في طريقة تطبيقهم الحريص والماهر لخطط التعليم في مواقف أكثر ما يميزها سرعة التغيرات وكثرة التعقيدات، هدفهم في ذلك إحداث تغيرات مرغوبة لدى المتعلمين عن طريق رفع فعالية أدائهم. وعلى الرغم من أن معظم ما كتب عن التعلم في السابق كان وصفياً، إلا أن معظم ما كتب عن التدريس كان تحليلياً محدداً بما يجب على المعلمين المهرة القيام به ( Siedentop,1986). غير أن هذه الطريقة تغفل تباين الأفراد فيما بينهم لا سيما وهم يعملون في بيئات غاية في الاختلاف. وعلى أية حال فإن هناك حاجة إلى التعرف، وبشكل واضح، على أنواع المهارات الواجب توافرها لدى المعلمين حتى يكونوا فاعلين. إذ أن الأبحاث في مجال التدريس حاولت تحديد المهام التي يقوم بها المعلمون المهرة داخل قاعة الدراسة وصولاً إلى قائمة بالمهارات والصفات اللازمة لفهم كيف يعمل المعلمون الأكفاء. إن التدريس الفعال يتسم باستراتيجيات معينة يمكن تطبيقها، بغض النظر عن أي من طرائق التدريس المستخدمة، وعليه فإن المعلم الفعال هو الذي يستخدم هذه الاستراتيجيات وإن المعلم غير الفعال هو الذي لا يستخدم تلك الاستراتيجيات. وتتألف الاستراتيجية عادة من مجموعة مهارات تدريسية منفصلة، فعلى سبيل المثال تتألف استراتيجية الإشراف الفاعل من حركة المعلم بنمط غير متوقع للتلاميذ في غرفة الصف، وفحص التلاميذ بشكل متكرر وليس في وقت واحد، والعمل على زيادة السلوك المتعلق بتنفيذ المهمة، والتخلص من السلوك غير الملائم بسرعة وبشكل حازم، وأخيراً تزويد التلاميذ بالتغذية الراجعة المناسبة. ويبدو أن مهارات التدريس مشابهة إلى حد كبير للمهارات الرياضية، فالفرد يستطيع أن يتقن أساسيات رياضة التنس على سبيل المثال، فيتعلم كيفية أداء الإرسال، وكذلك ضرب الكرة بوجه المضرب الأمامي، وأيضاً الخلفي، ثم القدرة على القيام بالضربات الساحقة، وعلاوة على ذلك فإنه يجب عليه، حتى يكون لاعب تنس جيد، أن يستخدم هذه المهارات في المكان المناسب وبالوضع الصحيح وفي الوقت الملائم. وهذا ينطبق تماماً على المعلم الفعال، فالتدريس الفعال يتألف من عدة مهارات تدريسية منفصلة، ومن المهم أن يتم التدريب عليها ( Siedentop, 1986).
أهمية الدراسة
بالرغم من الجهود التي تبذل من أجل رفع مستوى أداء المعلم سواء عن طريق التأهيل التربوي الذي توفره مؤسسات إعداد المعلمين قبل الخدمة، أو عن طريق النشاطات الإشرافية والتطويرية التي تقوم بها أجهزة الإشراف التربوي بوزارة المعارف أثناء الخدمة، إلا أن المتأمل في هذه الجهود يجد أنها تفتقد إلى بعض الجوانب التي يجب أن تستثير المعلمين لتحقيق تعليم أكثر فاعلية وكفاءة. ولقد اهتم البحث منذ زمن ليس بالقريب برفع مستوى المعلم، فالتدريس الفعال ضمن مواصفات وشروط معينة يشغل فكر الباحثين والتربويين، لذلك كثيراً ما يتساءلون عن ماهية الشروط والمواصفات التي يجب توافرها في التدريس الفعال. وفي هذا السياق يشير Metzler بقوله: إذا كنا نعرف أي شيء حول ما يمكن التأثير به على تحصيل التلاميذ من المصادر البحثية خلال الـ30 عاماً الأخيرة فهو نوعية التدريس. فالتدريس القائم على أفضل التحديثات يتيح لمعظم التلاميذ تحقيق الأهداف التعليمية. وهو ما لا يتأتى باستخدام أيٍ من وسائل التعليم الأخرى (Metzler,1989,p.91). وعليه فإن هذه الدراسة تسعى إلى التعرف على مفاهيم التدريس الفعال ودرجة إدراكاتها لدى عينة الدراسة، من خلال ثلاث مراحل نمائية هي : أساسيات التدريـس ومهام التـدريس وحصائـل التـلاميذ وفقاً لنظرية الاهتمامات (Fuller, 1996).
مشكلة الدراسة
لا شك أن عدم إدراك عناصر وأبعاد التدريس الفعال الذي يوفره البحث العلمي في هذا المجال سيؤدي بالضرورة إلى تدريس غير فعّال على أقل تقدير. ونظراً لندرة الدراسات التي تناولت موضوع التدريس الفعّال من حيث رصدها لعناصره لدى مشرفي التربية البدنية ومعلميها، فإن مشكلة هذه الدراسة تكمن في التعرف على مفاهيم التدريس الفعال في ضوء نظرية الاهتمامات لدى مشرفي التربية البدنية ومعلميها بمدينة الرياض.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على إدراكات مشرفي التربية البدنية ومعلميها لمفاهيم التدريس الفعال، وتحديد مدى الفروق بينهما في هذه المفاهيم. وسيتم تحقيق هذه الأهداف من خلال الاجابة عن التساؤلات التالية:
تساؤلات الدراسة
مامدى إدراكات مشرفي التربية البدنية ومعلميها لمفاهيم التدريس الفعال؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إدراكات مفاهيم التدريس الفعال الخاصة بمرحلة أساسيات التدريس تعزى لعامل الوظيفة؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المشرفين والمعلمين في إدراكات مفاهيم التدريس الفعال الخاصة بمرحلة مهام التدريس ؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المشرفين والمعلمين في إدراكات مفاهيم التدريس الفعال الخاصة بمرحلة تحصيل التلاميذ ؟
مصطلحات الدراسة
التدريس الفعال
التدريس الفعال هو ذلك النوع من التدريس الذي يرفع من مستوى التلميذ إلى أقصى ما تسمح به قدراته. وأيضاً يعرف على أنه ذلك النمط من التدريس الذي يؤدي إلى إحداث تغيرات للتلاميذ في مجالات النمو المختلفة (جابر، 1998).
نظرية الاهتمامات
تقوم نظرية الاهتمامات على ثلاث مراحل نمائية يمر بها المعلمون وهي: أساسيات التدريس ومهام التدريس وتحصيل التلاميذ، وفي كل مرحلة يتوجه اهتمام المعلمين نحوها ينشغلون بها، وتستقطب تفكيرهم إلى أن يتـم التـمكن منـها وتـجاوزها. ( Fuller, 1996 ).
الإطار النظري والدراسات السابقة
يعد التدريس الفعال أحد مجالات أبحاث التدريس، وقضيته الرئيسة هي الوصول إلى أنجح الطرق التي تجعل التدريس مثمراً ولاشك أن تلك الطرق هي العامل المشترك بين كافة الأطراف المعنية بالعملية التربية من موجهين ومدراء وأولياء أمور وغيرهم. وجذور موضوع معارف التدريس الفعال لا تعود إلى رغبة المعلمين في مثل تلك المعارف وإنما فُرِضَت عليهم ورُبِطَت بإلحاقهم بالخدمة وباستمراريتهم وتدرجهم الوظيفي فيها. بل إن المعلمين رفضوا وصفات التدريس الفعال وقاوموها أيضاً.
فالتدريس الفعال كمفهوم هو محصلة رغبة المجتمع عموماً في أن يتعلم أبناؤه شيئاً محسوساً في المدارس. تلك الرغبة التي تجسدت في حركة المحاسبة accountability والتي ترى باختصار أن عدم تعلم التلاميذ يعود بطريقةٍ أو بأخرى إلى المعلم وبالتالي يجب أن يحاسب المعلم على ذلك. وهو أيضاً محصلة جهود العلماء السلوكيين behaviorists والذين نقلوا الاهتمام من صفات المعلمين وخبراتهم إلى ما يفعله أولئك المعلمون، ويقود إلى التعلم؛ متبنين عوامل مثل المؤشرات cues، وزمن المشاركـة في المـادة التعليميـة ، والتـعزيز والتي تشبـه إلى حـد كبيـر المـدخلات والعمليات والمخرجات التي درجوا على التعامل مـعها فـي مختبـرات الفسيـولوجيا (Walberg, 1995 ,p.471).
والمحاسبة تعني باختصار تقويم أداء المعلم ويقوم بها المدير أو المشرف الفني أو خبير خارجي. وفي النظام التعليمي السعودي يقوم المشرف الفني بعملية التقويم هذه. وبعيداً عن الإسهاب في مفهوم التقويم فإنه سيتم الإشارة إلى المعايير التي يتم التقويم في ضوئها:
معيار فعالية التدريس
يعد تعريف التعليم الجيد مشكلة للتربويين، فهنالك اتجاه للقول: أن التعليم الجيد هو شئ لا نستطيع وصفه أو تحديده، بل دعه يعرف نفسه بنفسه. المشكلة هنا أننا إذا لم نتمكن من وصف التعليم الجيد، فإن أي تعليم سيكون جيداً مثله مثل غيره. وعليه فإننا نحتاج إلى وصف التعليم الجيد لنتمكن من مساعدة المعلمين ليكونوا أفضل في أداء مهامهم، ويكون لدينا قاعدة معلومات نرتكز عليها في تدريب المعلمين.( (Rink, 1996
ربما يكون لكل فرد مفهومه الخاص عن التدريس الفعال. فالمسألة هنا تماماً كما قال (prophy , 1986) مسألة تعريف. وإن كانت كافة التعاريف تقريباً تربط نجاح التدريس بنجاحه في تنشئة التلاميذ وتطوّر نموهم الشخصي والوجداني، وتمكنهم من المعارف المضمّنة في المنهج المدرسي. فأدبيات التدريس عموماً تعرف التدريس الفعال على أنه "ذلك التدريس الذي يترتب عنه تحصيل واضح وملموس يفوق المتوقع في اختبارات التحصيل النظامية المحددة للتربية البدنية" (prophy ,1986, p.29).
ويستند هذا التعريف على حقيقة أن الشغل الشاغل للتربية البدنية المدرسية هو أن يتعلم التلاميذ. فالتعلم هو هدفها الرئيس، وفعالية التدريس تقاس فقط بتعلم التلاميذ، فالتلاميذ يتعلمون الكثير كنتاج لخبراتهم في التربية البدنية المدرسية، وبعض هذا التعلم مقصود والبعض الآخر غير مقصود. غير أن المحك الرئيس في الحكم على التربية البدنية هو التعلم المقصود. ومعيار تقييم التحصيل؛ أو بعبارة أخرى، ما الذي يجب أن يتعلمه التلاميذ في التربية البدنية موضوع لم يتفق عليه - على مستوى المهنة - إلا مؤخراً. فالتربية البدنية معنية بإعداد الفرد المربي بدنياً ( The physically educated person ) ومواصفات الشخص المربي بدنياً كما أوردتها المنظمة الأمريكية للرياضة والتربيـة البدنيـة NASPE, 1995 هي :
تعلم المهارات الضرورية للأداء في عدد متنوع من الأنشطة البدنية.
المشاركة بانتظام في الأنشطة البدنية.
التمتع باللياقة البدنية العالية.
المعرفة بمضامين وفوائد المشاركة في النشاط البدني.
تقدير النشاط البدني وإسهاماته في نوعية الحياة الصحية.
هذا وتتضمن الوثيقة تحليلاً لكل جانب إضافة إلى عدد من العبارات يمكن اعتبارها أغراضاً تعليمية.
والتدريس الفعّال في التربية البدنية هو الذي يقود إلى إكساب التلاميذ هذه الجوانب؛ وبتالي فإن هذا الاكتساب هو المعيار الذي يقوّم به أداء المعلم: فما هي نسبة من أجادوا المهارات الحركية المقررة، وما هو مستوى الإجادة ؟ ما هو مستوى لياقة التلاميذ البدنية في الاختبارات المعيارية المحددة ؟ هل تعرف التلاميذ على طرق تصميم برامج شخصية للياقة البدنية للصحة ؟ هل قدر التلاميذ النشاط البدني وأثره على الصحة ؟.
باختصار يقَوّم أداء المعلم في ضوء مستويات التحصيل التي حققها التلاميذ ضمن أهداف المنهج. وهذا يعني أن تقويم أداء المعلم ينبغي أن يتعدى المظهر والصوت ودفتر التحضير وكون التلاميذ مشغولين وسعداء ومؤدبين Busy, happy and good إلى تقويم موضوعي يعتمد على القياس في الحكم على فعالية التدريس والمعلم.