المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإخلاص في العبادة والعمل الصالح



نارا1
07-03-2008, 01:10 AM
لا شيء مثل الإخلاص ينجي صاحبه في الدنيا والآخرة، وكلنا يقرأ قصة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة وقد قال أحدهم إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فكل منهم سأل الله تعالى بعمل صالح عمله ثم يقول "اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه"، فانفرجت الصخرة، ففرج الله عنهم بإخلاص في أعمالهم.

فهم عملوا العمل بإخلاص ثم حصل أن دعوا الله به، فهذا لا ينافي الإخلاص بل هو أمر مشروع، وهذا يختلف بلا شك عن الذي يعمل العمل لله ولكنه لا ينظر فيه إلى ثواب الآخرة وليس له فيها مراد، وإنما يريد بذلك العمل تحقيق مصالحه الدنيوية العاجلة.

فمثلاً هناك من يصلي ويتصدق وهو يريد بذلك حفظ نفسه وأولاده وتيسير أموره ودفع البلاء عنه وعن أهله أو حفظ ماله وبركته.

وهناك من يصوم ليتداوى بالصوم، فهذا العبد يعامل على قدر نيته، فينقص أجره الأخروي بقدر انصراف نيته لتحقيق غرضه الدنيوي، وبين هذا الأمر "القرافي" رحمه الله في "الفروق" فقال: "فظهر الفرق بين قاعدة الرياء في العبادات وبين قاعدة التشريك..، نعم لا يمنع أن هذه الأغراض المخالطة للعبادة قد تنقص الأجر، وأن العبادة إذا تجردت عنها زاد الأجر وعظم الثواب، وأما الإثم والبطلان فلا سبيل إليه".

ويقول "الشاطبي" رحمه الله: "فالمكلف إذا لبى الأمر والنهي في السب ـ أي في العمل الذي يعمله - من غير نظر إلى ما سوى الأمر والنهي، خارج عن حظوظه، قائم بحقوق ربه، واقف موقف العبودية، بخلاف ما إذا التفت إلى المسبب - أي نتيجة العمل ـ وراعاه فإنه عند الالتفات إليه متوجه شطره، فصار توجهه إلى ربه بالسبب بواسطة التوجه إلى المسبب، ولاشك في تفاوت ما بين الرتبتين في الإخلاص".

ومن العلماء من رأى أن هذه النية لا تصح أبداً، وما لصاحبها في الآخرة من أجر، سواء أعطى ما نوى به في الدنيا أو لم يعط.

وقد نبه "ابن تيمية" إلى هذا الأمر ففرق "بين من يكون الدين مقصوده، والدنيا وسيلة، وبين من تكون الدنيا مقصوده والدين وسيلة، والأشبه أن هذا ليس له في الآخرة من خلاق، كما دلت عليه النصوص" هذا ما قاله في الفتاوى ( 26/20).

كما أشار في موضع آخر إلى هذه الآفة الخفية التي يقع فيها كثير من الناس، بعد سرده لقصة رويت من أن بعض الناس بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، فتعرض لذلك لينال الحكمة فلم يفتح له بابها، فبلغت القصة بعض الحكماء فقال: إنما أخلص للحكمة ولم يخلص لله تعالى.

فقال ابن تيميه معقباً على هذه القصة: " فهو هنا لم يرد الله، بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى ".

ومن ذلك أيضاً: أن يعمل العمل المشروع أو يتعلم العلم الشرعي قصده بذلك الحصول على المال، فهذا هو العمل المذموم المحرم كما بينت ذلك النصوص السابقة.

أما الذي يأخذ المال حتى يعمل ويتعلم فذلك لا بأس به، بمعنى أنه يأخذ المال مقصده ليستعين به على المعيشة، ويتفرغ لأداء العمل الشرعي وطلب العلم فذلك جائز، فرق بينه وبين الذي يعلم العلم الشرعي أو يتعلمه أو يعمل العمل الصالح مقصده بذلك المال فهو يقصد وينظر إلى الراتب والمكافأة.

ويمكن ملاحظة ذلك ومعرفته بالنظر إلى أيهما الغاية وأيهما الوسيلة. فإن كانت العبادة هي الغاية والمال هو الوسيلة فهو المحمود، وإن كان العكس فهو المذموم.

وعلى ذلك ينبغي التنبه لهذه القضية عند المعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات عموماً، فبعضهم ينتظر التكريم والمكافأة في اجتهاده في أداء الأعمال، فيؤثر ذلك في عطائه إذا لم يحدث له ما قصد، فيهمل في أداء واجبه بحجة أنه ما من أحد يقدر أو يشكر، وينسى شكر الله وجزاءه....منقوول

قِمَم
07-03-2008, 05:18 AM
بوركت أنامُل عزيزتي نارا على نقل وتوضيح

المقاصدالصحيحة لأصعب عبادة على قلب ابن آدم

( الإخلاص )

فلا حرمك الله الجنة برحمة منه سبحانه .

هادي2006
07-03-2008, 01:42 PM
نارا
جزاك الله خيرا
وجعل ماكتبتيه في موازين حسناتك

اذكر الله
07-03-2008, 02:13 PM
أختي الرائعة نارا1

بارك الله فيك وفي جهدك المميز

وجعل عملك خالص لوجهه الكريم

تقديري وإحترامي

حســــام
07-03-2008, 07:48 PM
نارا

جزاك الله خيرا

تحياااااااتي

*الفارس*
08-03-2008, 02:23 PM
لو أخلصنا جميع أعمالنا لله

وجعلناها له وحده لأصبح كل شيء نعمله عبادة لله

وفقك الله

وبارك فيك

وكتب أجرك

سود العيون
08-03-2008, 09:05 PM
نــارا



جُـزيتــي خيراً


وسدد الله خـطاكِ لما يحبه ويرضاه



وفقكِ الله



.

.