المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُد إلى صمتك



مروان قدري
07-03-2008, 01:07 AM
عُدْ إلى صمتك


خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :

كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .

حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .




http://www.sfsaleh.com/upload/uploaded//al-astoorah1.gif

عاشقة الفردوس الأعلى
07-03-2008, 03:56 AM
سيدي الفاضل

و والدي الكريم

مروان قدري

قد كان لي السبق في أول حضور

وجداً تشرفت بك

أما سطورك اللؤلؤية

فمثلي لا يجيد سوى الإعجاب والسعادة بها

كلل الله أيامك بالفرح والهناء

وأدامك لي ذخراً وسنداً

يتم
07-03-2008, 05:46 AM
"
سيدي ..
أنت عُد إلى صمتك
وأنا سألتزم الصمت هنا
ولن أقول كما أقول في كُل مرة
الصمت في حرم الجمال جمال
لانها أقل من كُل ماسيدون هنا
من إعجاب وضرب أخماس بأسداس


والدي ..مروان قدري
عظيم أنت ويحق لها أن تفخر بك
كما أنا افخر بك وبوجودك بيننا
أٌلق فاق الخيال
كُن بخير يا أبتي :)

ودِ

مروان قدري
08-03-2008, 12:47 AM
الابنة الغالية عاشقة الفردوس الأعلى

المشرفة الفاضلة يتم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

قديماً قال الشاعر :


ألقاه في اليمِّ مكتوفاً وقال له :=إياك إياك أن تبتلَّ بالماء

وهذا واقع أمتنا المرير
كل ما هو مبسوط على كفِّ الحياة مذهل ومبكٍ ومؤلم

والمرء فينا يسمح له أن يتكلم في كل شيء ،

ما عدا أمور أمته

ولا حول ولا قوة إلا بالله .

شكراً لكما هذا الحضور اللطيف .

هَذْيَّان
08-03-2008, 03:47 AM
.؛.

أمه صمتها بات عاراً
وصمة عار غدونا


ياأبتِ

أنى لنا أن نصمت والـ ضمير هنا يصرخ ؟؟
بحّ الـ صوت ولم يسمعنا أحد
فـَ الـ صمت أجدى

لافض فوك ولا حرمنا الرب عظيم مدادك

سود العيون
08-03-2008, 06:49 PM
/


\


نعم عزيزي الصامت العاصف ،

فكثيراً ما يكون الكلام من فضة والسكوت من ذهب ،

كما أن البحر العميق لا تخوض فيه الأمواج كذلك تنحني الأشجار المثمرة لنقذفها بالحجارة ونقطف لآليها .

وللأسف عزيزي ، أصبحت القشور ترفل بأنواع الزينة وتتبختر بنقوش شبه أثرية كي تفرغ محتوانا من كل معنى وحتى من الظل ، ونبقى غارقين في دياجير الظلمات .


القديــــر : مـروان قدري


لنا الله والسحر


و


دُمتـــ َ لنـا / والداً ،. وذُخـــراً :)

مروان قدري
16-03-2008, 04:26 PM
.؛.

أمه صمتها بات عاراً
وصمة عار غدونا


ياأبتِ

أنى لنا أن نصمت والـ ضمير هنا يصرخ ؟؟
بحّ الـ صوت ولم يسمعنا أحد
فـَ الـ صمت أجدى

لافض فوك ولا حرمنا الرب عظيم مدادك

الصمت ليس معناه الهروبُ

بل السكون الذي يسبق العاصفة

شكرا لك المرور الدافىء

مروان قدري
16-03-2008, 04:28 PM
/


\


نعم عزيزي الصامت العاصف ،

فكثيراً ما يكون الكلام من فضة والسكوت من ذهب ،

كما أن البحر العميق لا تخوض فيه الأمواج كذلك تنحني الأشجار المثمرة لنقذفها بالحجارة ونقطف لآليها .

وللأسف عزيزي ، أصبحت القشور ترفل بأنواع الزينة وتتبختر بنقوش شبه أثرية كي تفرغ محتوانا من كل معنى وحتى من الظل ، ونبقى غارقين في دياجير الظلمات .


القديــــر : مـروان قدري


لنا الله والسحر


و


دُمتـــ َ لنـا / والداً ،. وذُخـــراً :)

ودمتِ للموقع قلماً حراً .