المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يعزو الرياضي سبب فوزه او خسارته



لمياء الديوان
19-02-2008, 03:53 PM
مفهوم العزو السببي


اختلفت عدة دراسات في نتائجها وفق النظريات التي اعتمدتها فيما يتعلق بقياس ظاهرة العزو. إذ درس (Weiner&Etal,1972) عناصر العزو إلى (الجهد) و (الحظ) و (القدرة) و (صعوبة المهمة) . بينما درس (Dweek & Reppucci,1973,PP.109-116) قطبي العزو
(الداخل / الخارج) مع عنصري العزو (القابلية) و (الجهد) فيما درس
(Brickman&Etal,1976,PP.149-160) قطبي العزو (المستقر/ غير المسـتقر ) فيما درس (Klien&Etal,1976,PP.508-516) Tennen&Eller,1977,PP.265-271)) العزو إلى عنصري (صعوبة المهمة) و(القابلية) بينما درس (Cohen&Etal,1976,PP.1049-1056) قطبي العزو (الداخلي/الخارجي) بينما قامت Hanusa&Schulz,1977,PP.602-611) ( بدراسة العزو إلى عنصر (القابلية) و (نقص الجهد) و (صعوبة المهمة) .أي أن البحوث السابقة تعاملت مع ظاهرة العزو بشكل مجتزأ أي من خلال التأكيد على بعد معين مثلاً بعد (مركز السيطرة) و بعد (مدى الاستقرار) (جاسم،1990،28).
إذ تجدر الإشارة إلى وجوب التميز بين النظرية التي يستند عليها أي باحث وبين المتغيرات التي يستخدمها الباحث للتعبير عن الأفكار النظرية (لإختبارها أو نقضها أو تأييدها) مثلاً حاول فينر (Weiner ,1976,PP.52-68) استخدام تنظيرات هايدر (Heider)حول ظاهرة العزو وذلك في دراسته حول الموقف التحصيلي ولكي يقوم بذلك فأنه يجب عليه أولاً تحويل الأفكار أو التنظيرات التي جاء بها Heider) ( إلى متغيرات يمكنه من خلالها أستخدم هذه الأفكار في الدراسة والبحث وعلى هذا الأساس فأنه افترض إمكانية التعبير عن مقولات (Heider) حول عزو النواتج إلى أسباب (داخلية / خارجية) و(مستقرة / غير مستقرة) من خلال أربع متغيرات هي (القدرة ، الجهد ، الحظ ، صعوبة المهمة) بينما فضلت ابرامسون
(Abramson, Etal ,1978,PP.49-74) قياس أبعاد العزو بشكل مباشر وليس عن طريق المتغيرات الأربعة الأنفة الذكر, المهم إن في كلتا الحالتين فأن الباحثين استندوا على إطار نظري واحد ولكنهم تباينوا في أسلوب القياس أو التعبير عن الأفكار التي انطلقوا منها.(جاسم،1990،51) وبما أن مفهوم العزو السببي ( Attribution Casulity) وهو أحد المفاهيم التي قدمتها نظرية الإعزاء السببي لهايدر,فلابد من الرجوع إلى الافتراضات والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها تلك النظرية في تفسيرها للسلوك الإنساني ، وكيف تعبر هذه النظرية عن هذا المفهوم وبما أن مفهوم العزو السببي مرتبط بالعديد من المفاهيم الأخرى , فلابد من إعطاء صورة عن طبيعة الترابطات بين العزو السببي وتلك المفاهيم.

النظريات والنماذج التي فسرت العزو السببي
تناولت نظرية (هايدر) ظاهرة العزو السببي وسوف تعرض الباحثة بأيجاز هذه النظرية وبيان مدى العلاقة بينها في تحديدها لظاهر العزو السببي وتفسيرها .

لمياء الديوان
19-02-2008, 03:57 PM
نظرية العزو السببي لهايدر (Heider)
يـعود الفضل في دراسة سببية حدوث الأشياء أو الأحداث إلى الألماني فيرتز هايدر
( Firtz Heider,1958)والذي كان قد بدأ دراسته في علم النفس الفطري
(Naiva psychology) منذ عام (1927). (علي،126,2003) أما نظرية العزو فترجع إلى عام (1958) عندما نشر (F.Heider)كتاب علم نفس العلاقات الشخصية (Buss,1978,PP.1311-1321). ولقد أشار ( Heider) إلى إمكانية تفسير السلوك استناداً إلى قطبية ثنائية وهذه القطبية تعزى إما للفرد (الداخلي) أو البيئة (الخارجي) ففي الحالة الأولى يزودنا السلوك بأسس لاستنتاج شيء ما بخصوص الفرد (إمكانياته واستعداداته). أما في الحالة الثانية فأننا نستنتج ما يتعلق بالبيئة المحيطة (فهم مثيراتها وخصائصها). (Orvis,Etal,1975,PP.605-616) وفضلاً عن هذا التمييز بين (الداخل / الخارج) فقد ميز أيضاً بين ما هو(مستقر) من حيث تأثيره وما هو (غير مستقر) في تأثيره عبر الزمن (Kukla,1972,PP.166-174) .
ويرى هايدر أن هناك عوامل تكمن في الفرد نفسه وهما أولاً :القوة الشخصية
(personal power) (أي بمقدوره عمل ذلك؟) وثانياً : الجهد أو الدافع
(هل سيحاول عمل ذلك؟) أما العامل الثالث : فيطلق علـيه صعوبة المهمة ويقع خارج نطاق الفرد ويتألف من قوى توجد في البيئة التي تؤثر في الإنجاز الفعلي للإنـسان (Puck,1976). وفي إطار التحليل ذاته يوضح هايدر إن للقوة الشخصية العديد من العناصر المكونة و أبرزها مستوى القابلية وثمة مصادر متعددة تخبرنا عن مستوى القابلية منها ما يتحدد بالعوامل الجسيمة والعقلية فضلاً عن عمر الشخص القائم بالمهمة والجهد المبذول. وعلى الرغم من إن القابليات تعد اكثر العناصر التأسيسية أهمية للقوة الشخصية فأن هناك عناصر أخرى عديدة تؤثر وبدرجات متفاوتة منها الاتجاهات والمواقف الفردية التي تنعكس في سياق تقدير الفرد لقدرته في عمل المهام من حيث التشاؤم والتفاؤل والثقة ، كما يؤثر المركز الاجتماعي وموقع الفرد في المهمة على القوة الشخصية فضلاً عن العناصر الطارئة الناشئة عن الظروف الشخصية كالإرهاق والمرض . (علي ،127,2003)
ويضيف هايدر (Heider) إن القوة الشخصية لا تكفي بحد ذاتها لأداء عمل ما إذ لابد من توفر الرغبة أو الدافع في العمل بمعنى أن القوة والمحاولة كلتاهما ضروريتان للفعل ويوضح إن هذا الأمر يرتبط بالاتجاه أي (القصد) والكمية أي( مدى كثافة الجهد المبذول ) وبقدر تعلق الأمر بعامل صعوبة المهمة (القوى البيئية الفاعلة) فإنها تتمثل بالتغيرات التي تؤثر إيجابياً أو سلبياً في إنجاز المهمة .ويرى هايدر ( 1958 ( إن محاولات الشخص الرامية إلى فهم الوقائع والمبادئ والقوانين التي تعمل وفقها البيئة تنطلق من واقع رغبته في تأسيس نفسه في عالم مستقر يمكن له فيه أن يتوقع المستقبل ويسيطر عليه. وهكذا فأن ما نرغب في أن نتعلمه عن البيئة يتمثل بالظروف المستقرة والدائمة التي تؤثر بصعوبة المهمة ومع ذلك فأن التنبؤات القائمة على فهم هذه الظروف تبدو مغلوطة أحياناً بسبب التأثيرات غير المتوقعة وفي الواقع إننا لا نعرف أين نوجه لومنا أو ثنائنا بالنسبة لهذه التأثيرات وهل يجب أن نلوم الشخص أم البيئة أم يجب أن نثني عليهما؟ إن الأحداث المدهشة أو غير المتوقعة ربما تعزى إلى الصدفة أو الفرصة أو الحظ أو القدر أو التزامن . بكلمة مختصرة تقسم الظروف البيئية بصورة عامة فئتين : الأولى هي ظروف مستقرة تعمل بطريقة يمكن التنبؤ بها ، والثانية هي أحداث غير متوقعة إذ ويرى هايدر إنه عندما يكون للقوى البيئية أو الخارجية تأثير وسيطرة على الأحداث فأننا سنقف أمام نوعين من الأفراد نجدهم يختلفون في إستجاباتهم أحدهم مطاول ومقاوم بكثير من المحاولات لبلوغ الهدف (داخلي طبقاً لروتر) وقد نجد شخصاً مستسلماً يميل للرضى وقبول الواقع , وقد يبدو عاجزاً عن التحكم (خارجي طبقاً لروتر) (علي،128,2003) وبناءً على التحليلات السابقة يقدم هايدر وصفاً للسلوك مفاده إن السلوك يعد وظيفة
(القوى الشخصية+القوى البيئية) وإن السلوك يبقى مستمراً حتى في حالة ضعف أي من العوامل تجاه تأثير عوامل أخرى (علي ، 2003 ، 129) ويميز هايدر بين نموذجين للسببية إحداهما السببية الشخصية التي يوصف منها السلوك المنجز إنه نتيجة أفعال الفرد الخاصة وسماته الشخصية والنموذج الأخر هو السببية غير الشخصية وتشير إلى تلك المواقف التي لا يقصد فيها الفرد أن ينجز سلوكاً ما بل إن السلوك حدث بشكل خارج عن إرادته
(أبو ناهية،72,1984). ويفسر ذلك المفهوم بأرتباطه بموقع الضبط الداخلي-الخارجي على اعتبار إن العزو السببي الشخصي إنما هو صورة للضبط الداخلي مقابل العزو السببي غير الشخصي بكونه صورة للضبط الخارجي .(الدليمي،38,1988).

لمياء الديوان
19-02-2008, 03:59 PM
نماذج (فينر) للتعليل السببي أو العزو السببي :
كان لأفكار "هايدر" ونموذجه الذي قدمه في مجال العزو لنتائج الأداء أو السلوك فضل كبير في استثارة العديد من الباحثين لدراسة هذا المجال الهام . ويرجع الفضل إلى برنارد فينر
( Weiner,1972)منذ بداية السبعينيات من هذا القرن في دراسة نموذج "هايدر" ومحاولة تطويره وتقديم نموذج مطور في ضوء الافتراضات الأساسية " لهايدر" وقد أشار "فينر" إلى إنه عقب حدوث نتيجة معينة لإنجاز أو لسلوك ما فأن الفرد ينشغل في محاولة التعرف أو الوقوف على سبب حدوث هذه النتيجة أو محاولة تفسيرها . فعلى سبيل المثال إذا فشل لاعب ممتاز في كرة القدم في تحقيق هدف من ركلة جزاء فأن اللاعب قد يعزي ذلك إما إلى عدم قدرته على التحكم في أعصابه أو زيادة ثقته في نفسه بدرجة مغالى فيها أو إلى القدرة الفائقة لحارس المرمى في توقع مكان الكرة أو إلى هياج المتفرجين أثناء أداء ركلة الجزاء أو إلى سوء الحظ. وهكذا نجد إن الأسباب التي تحاول تفسير وشرح أو فهم نتـائج سلوك ما تدخل في نطاق ما يسمى بالعزو السببي (Casual Attribution) (علاوي،310,1998)
وفي ضوء هذه الافتراضات تأثر برنارد فيـنرBernard Weiner) ( بأفكار هايدر المقدمة (1958) وروتر (1966) وقدم عام (1972) نموذجاً أخراً للعزو السببي يشير إلى إن الفرد وأثر حدوث نتيجة معينة لإنجاز أو سلوك ما ينشغل في محاولة التعرف أو الوقوف على سبب حدوث هذه النتيجة ومحاولة تفسيرها إذ يفترض فينر إن الأفراد يعزون نجاحهم أو فشلهم في إنجاز واجب ما إلى عناصر سببية تتمثل بالقدرة (ability)الجهد (Effort) وصعوبة المهمة Task difficulty) ( والحظ (Luck)بعبارة أخرى : فأن النجاح أو الفشل في مهمة ما هو دالة (القدرة + الجهد + صعوبة المهمة + الحظ) وأوضح فينر إن القدرة والجهد محددان داخليان للأداء أما صعوبة المهمة والحظ فهما محددان خارجيان . كما أفترض إن هناك بعض الأسباب في مجال العزو السببي يمكن النـظر إليها على أنها مستقرة أو ثابتة (Stable) في حين إن بعض الأسباب الأخرى ينظر إليها على إنها غير مستقرة أو غير ثابتة(Unstable) بمعنى إن هناك احتمالاً لتغيرها وهذا ما أطلق عليه درجة الاستقرار إذ نجد إن أثنـين من هذه العناصر وهما القدرة وصعوبة المهمة لهما خواص الثـبات عبر الزمن بينما يتصف العنصران الآخران وهما الجهد والحظ بعدم الاستقرار أو الثبات (علي،131,2003) وبناءً على ذلك يمثل عنصر القدرة صورة للضبط الداخلي الثابت أو المستقر في حين يمثل الجهد صورة للضبط الداخلي غير الثابت أو المستقر .أما عنصر صعوبة المهمة فيمثل صورة للضبط الخارجي وهو ثابت أو مستقر في حين يمثل الحظ صورة للضبط الخارجي غير الثابت أو المستقر (Lefcourt,1976,P.78) (Weiner,Etal,1976,PP.52-68) .

لمياء الديوان
19-02-2008, 04:02 PM
وفي عام (1979) طور فينر نموذجه المكون من بعدين الأول : موقع الضبط (داخلي- خارجي) والثاني : مستوى الثبات أو الاستقرار على أساس تقسيم موقع الضبط إلى بعدين هما:
1. موقع السببية Locus of Causality) (.
2. إمكانية الضبط (Controllable) .
ويشير موقع السببية إلى المفهوم السابق نفسه الذي يشير إلى عزو أسباب النتائج (داخلي - خارجي) أما بعد إمكانية الضبط فهو بعد تفسيري ذاتي يتراوح بين أسباب يمكن التحكم فيها بصورة كاملة وأسباب لا يمكن التحكم فيها بصورة تامة طبقاً للتفسير الذاتي للفرد. كما وسع فينر (1985) من نموذجه المعدل وضمنه في نظرية العزو لدافعية الإنجاز والانفعال وفي إطار هذه النظرية أشار فينر إلى إن إدراك ثبات الأسباب أو عدم ثباتها يؤثر في توقعات الفرد للنجاح أو الفشل في المستقبل والذي ينعكس بالتالي على السلوك المستقبلي للإنجاز فالفرد الذي يمر بخبرة فشل ويعزو فشله إلى أسباب ثابتة فإنه سوف يتوقع الفشل في المستقبل أما الفرد الذي يفشل ويعزو ذلك إلى عوامل غير ثابتة فإنه يتوقع أن النجاح في المستقبل يبدو ممكناً (نجاح أو فشل) ومن ناحية أخرى فان الفرد الذي يمر بخبرة نجاح ويعزو نجاحه إلى أسباب ثابتة فإنه سوف يتوقع النجاح في المستقبل أما الفرد الذي يعيش خبرة نجاح ويعزو نجاحه إلى أسباب غير ثابتة فإنه يتوقع احتمال النجاح أو الفشل في المستقبل. (علي،133,2003)

أشار (فينر) إلى إن العزو السببي يؤثر أيضاً في انفعالات الفرد التي تؤثر بدورها في السلوك الإنجازي المستقبلي إذ إنه غالباً ما يقوم الفرد عقب كل نتيجة للأداء أو الإنجاز بالشعور ببعض الاستجابات الانفعالية الفورية التي تكاد تكون استجابات آلية لهذه النتيجة الحادثة ويطلق عليها تأثر انفعالي (Affect) مرتبط بالنتيجة الحادثة أو المسجلة وهذا التأثير الانفعالي يصطبغ بالصيغة الانفعالية السارة في حالة النجاح كما يصطبغ بالصيغة الانفعالية غير السارة في حالة الفشل . وعندئذ ينشغل الفرد في دراسة السبب لمحاولة تحديد لماذا حدثت هذه النتيجة المسجلة . وإذا توصل الفرد إلى تحديد السبب فإنه يمكن إرجاعه إلى عامل من العوامل الثلاثة السابق ذكرها وهي (الثبات ووجهة السببية وإمكانية التحكم ) فعلى سبيل المثال عندما يعزو اللاعب سبب نتائج نجاحه إلى عوامل داخلية فإن اللاعب غالباً ما يشعر بالفرح والفخر وتقدير الذات بصورة إيجابية وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر على أدائه المستقبلي بصورة إيجابية . وعلى العكس من ذلك عندما يعزو الفرد سبب فشله إلى عوامل داخلية و ثابتة أو عوامل لا يستطيع التحكم فيها فإن اللاعب غالباً ما يشعر بخبرة سلبية لتقدير الذات التي قد تؤدي بالتالي إلى انعكاس سلبي على أدائه المستقبلي .(علاوي،314,1998)

نقد نماذج فينر للعزو في المجال الرياضي :
قام بعض الباحثين في علم النفس الرياضي بنقد نماذج (فينر) للعزو وخاصة نموذجه الأساسي وأشاروا إلى وجود العديد من الأسباب التي يمكن أن تعزى إليها نتائج الأداء أو النجاح أو الفشل في المنافسات الرياضية التي لم يتضمنها نموذج (فينر) كما إن بعض الأسباب التي حددها قد لا تتميز بقدر كبير من الصدق مثل (صعوبة المهمة) من حيث إنه بعد ثابت أو مستقر إذ إن ذلك ينطبق فقط على بعض الأنشطة الفردية مثل الجمباز والغطس لأن صعوبة الحركات ثابتة ولا تتغير ولكنه لا ينطبق على الأنشطة الجماعية نظراً لتدخل العديد من العوامل والأسباب التي يمكن أن تحدد الثبات أو الاستقرار . ومن ناحية أخرى أشاروا إلى نموذج (فينر) قد ينطبق على المجال التعليمي بدرجة أكبر من المجال الرياضي . وفي ضوء ذلك حاول بعض الباحثين تعديل وتطوير بعض الاقتراحات التي قدمها (فينر) في نموذجه للأبعاد الثلاثة للعزو وهي : الثبات ووجهة السببية ووجهة التحكم لكي تتناسب مع العديد من المواقف الرياضية. (علاوي ، 1998 ، 314)

لمياء الديوان
19-02-2008, 04:05 PM
مفاهيم اخرى في العزو السببي :
* تحيز العزو
في إطـار نظرية العـزو السـببي توجد مفاهـيم أخرى تنـاولها الباحثـون كمفهوم تحيزالعزو (Attributional bais) .إذ أشار ستيفان هانراهان Hanrahan ,1995) ( إلى أن هناك اتجاهاً لدى عدد كبير من اللاعبين أو الفرق الرياضية في مختلف الأنشطة الرياضية لعزو نجاحهم إلى العوامل الشخصية الذاتية في حين يعزون الفشل إلى العوامل الخارجية أو العوامل البيئية . ومن أمثلة العوامل الداخلية قدرات اللاعب ومهارته وجهده الذي يبذله واستعداداته ومواظبته على التدريب وحسن تصرفه في المواقف التنافسـية وغيرها من العوامل الداخلية التي يستطيع التحكم بها وعلى العكس من ذلك فهناك العوامل الخارجية غير الثابتة التي يصعب التحكم فيها مثل الحظ أو صعوبة المنافسة أو التحكيم أو تعصب الجماهير أو المناخ السيئ وغير ذلك من العوامل .
وقد أشار عدد كبير من الباحثين في علم النفس الرياضي إلى إن تكرار عزو اللاعب لنجاحه في المنافسات الرياضية إلى العوامل الداخـلية وعزو فشله إلى العوامل الخارجـية يشكل ما يسمى بتحـيز العـزو (Attributional bais) فكأن تحيز العزو للاعب الرياضي يقصد به تكرار إرجاع اللاعب لأسباب نجاحه في المنافسات الرياضية إلى عوامل التحكم الداخلي أو العوامل الثابتة وتكرار إرجاع أسباب فشله في المنافسات الرياضية إلى العوامل التي لا يستطيع التحكم فيها أو العوامل غير الثابتة أو الخارجية .


وقد أشارت العديد من الدراسات في مجال تحيز العزو للاعبين الرياضيين مثل دراسة
(مكولي) (Mcauley)ومارك(Mark) عام (1984) وجروف (Grove,1991) وآخرين إلى أن لاعبي تنس الطاولة والسكواش والتنس والكرة الطائرة وكرة السلة وغيرهم من اللاعبين الرياضيين يعـزون نجاحهم إلى العديد من العوامل الداخلية والثابتة التي يمكن التحكم بها , وعلى العكس من ذلك يعزون فشلهم إلى العديد من العوامل الخارجية وغير الثابتة التي لا يستطيعون التحكم فيها فكأن اللاعب يعزو الفضل لنفسه في النجاح وعلى العكس من ذلك فأن الفشل يكون خارج تحكمه ويعزى إلى عوامل خارجية. (علاوي،316,1998) .
* أسلوب العزو المميز للاعب :
أشار بعض الباحثين إلى وجود فروق ثابتة نسبياً في نوع العزو أو التعليل السببي إذ قد يتسم فرداً ما بأسلوب معين للعزو , في حين يتسم فرداً آخراً أو آخرين بأساليب مغايرة للعزو. ويقصد بأسلوب العزو المميز للفرد (Attributional style) الطريقة أو العادة التي يميل فيها الفرد لتفسير النتائج التي تكون في المواقف المعتادة أو المألوفة شبه ثابتة , وفي ضوء ذلك يمكن اعتبار أسلوب العزو على أنه نوع من أنواع خصائص الشخصية المميزة للفرد . ويرى هانرهان (Hanrahan,1995) إلى إن الفروق الفردية في أساليب العزو ترتبط ببعض المتغيرات النفسية كما أشار أندرسون (Anderson) وأرنولت (Arnoult,1985) إلى إن بعض السمات مثل الانعزالية (Bneliness) والخجل(Shyness) والاكتئاب (Depression) ترتبط بأساليب معينة للعزو لدى الأفراد ومن ناحية أخرى ترتبط الدافعية الداخلية بالأسلوب المميز للعزو لدى الفرد وفي المجال الرياضي يمكن للمدرب الرياضي ملاحظة اختلاف الأساليب المميزة للاعبين للطرق والأساليب والعادات التي يستخدمونها للعزو أو التعليل السببي وعما إذا كانت هذه الأساليب تتفق أو لا تتفق مع الواقع الموضوعي للنتائج. (علاوي،319,1998)
في سلسلة دراسات (لايكيز و ليدن) (Lckes & Layden,1978) ثم استخدام مقياس أساليب العزو والذي يشمل بعدي الموقع والثبات ومقياس لتقدير الذات إذ ظهرت فروق واضحة بين الأفراد المختلفين في تقديرهم لذواتهم من حيث أساليب العزو التي يستخدمونها لتفسير الأحداث الإيجابية والسلبية إذ كشفت هذه السلسلة من الدراسات إن الأفراد ذوي التقدير المرتفع للذات عزو النتائج الإيجابية إلى عوامل ذاتية (وثابتة في الغالب) وأسقطوا مسؤولية النتائج السلبية على عوامل خارجية (وغير ثابتة في الغالب) أما الأفراد ذو التقدير المنخفض للذات فأستخدموا أسلوب عزو معاكس للأسلوب السابق (Lckes & Layden,1978) .

لمياء الديوان
19-02-2008, 04:09 PM
العلاقة بين مركز التحكم والعزو السببي :
عرف روتر(1966) مركز التحكم بإنه يمثل إدراك الفرد حول قدرته أو عدم قدرته في السيطرة على ما يحدث له.إن هذا التعريف لمركز التحكم يفسر لنا في هذا السياق السيطرة على الأحداث وحيث إن الأمر كذلك فإنه يعكس جانباً تصوره باليـنزويلا Palenzuela,1984,PP.683-709) ( تحت عنوان " النتائج الطارئة للسلوك الذهني" وبنفس الطريقة يبدو التفكير منطقياً بأن التحكم الداخلي control) ( Internal يظهر على شكل ميل الفرد في تصور نفسه سبباً لما يحدث له أما التحكم الخارجي External Control) ( فيعرف إنه ميل الفرد لعزو هذا السبب إلى قوى خارـجية . وبالإشـارة إلى نظـرية العـزو الـتي عرفها هـايدر (Heider,1958) وكيلي (Kelley,1867,PP.192-237) إذ وجدوا أن هناك فرقاً بين تصور الفرد لمحدد معين كسبب لما يحدث له (العزو السببي) أو اعتقاده بقـدرته في التحكم بما يحدث له (كناتج سلوكي طارئ) .
لقد أوضح بيترسون إن هناك فرقاً مفاهيمياً بين نظرية العزو ومفهوم موقع الضبط إذ إن موقع الضبط الداخلي-الخارجي لا يعني عزوا سببياً لمحددات داخلية أو خارجية بل يشير هذا المفهوم إلى سيطرة التعزيز من خلال الارتباطات التي تتمخض عنها نتائج السلوك المدركة .وبعبارة أخرى فأن العزو السببي هو تحديد للأسباب المحتملة للحادث إما أن تكون داخلية أو أن تكون خارجية وبحكم إدراك الشخص بها طبقـاً لما يرى فينر (weiner) في حين يشير موقع الضبط إلى أن الفرد يقوم بتحليل القوة المعينة المسهمة بالحدث ومن ثم يفكر فيما إذا كان يقدر أن يؤثر بالنتائج أو لا يقدر (Petterson,1987,PP.203-209).وتشير الدراسات إلى إن مفهوم هايدر (Heider-1958)عن العزو السببي يقترب من مفهوم موقع الضبط كما قدمه روتر بمعنى إن العزو السببي الشخصي أو غير الشخصي صورة أخرى لموقع الضبط الداخلي – الخارجي (ابو ناهية ، 1984 ، 72-74) إذ يشير مركز التحكم إلى قدرة الفرد في التحكم بالأحداث وعلى المؤثرات الخارجية ومدى اعتقاد اللاعب إن ما يحدث له يحتمل أن يكون بناءً على تصرف اللاعب نفسه أو نتيجة لامتلاكه خصائص دائمية تسببه كالقابلية أو المهارة أو الكفاءة أو القدرات العقلية التي تشعره بأنه قادر على التحكم بما قد يحدث له في المستقبل وهذا النوع يسمى مركز التحكم الداخلي (Internal) أما اللاعبون ذو التحكم الخارجي (External) فأنهم يعتقدون بأن ما يحدث لهم هو نتيجة للحظ
أو الصدفة أو القدر أو نفوذ الآخرين (أسمرو،1989،336) لذلك فإن اعـتقاد
الفرد بأن للسـبب الخارجـي تأثـير على الأحداث قد لا يعني بالضرورة
اعتقاده بعدم قدرته السيطرة على الحدث إذ أشار ونك وسبراول
(Wong &Sproule,1984,PP.309-360)الى ان السبب الخارجي لا يعني بالضــرورة

الإشارة إلى غياب التحكم أو السيطرة الداخلية وبشكل مختصر فأن تأثير العزو في الأسباب الداخلية والخارجية هو مفهوم يختلف عن مفهوم تصور مركز التحكم أو السيطرة وإذا أشار شخص ما إلى التعريف "المثالي " الذي صاغه روتر وسيمان وليفرانت (Rotter,Seeman&Liverant,1962,PP.473-516) عندما التزموا بتركيب مقياس
Scale,… ) E – I ( إذ يشير التحكم الداخلي إلى تصور الأحداث الإيجابية أو السلبية على كونها نتيجة لسلوكيات الشخص الذاتية ومن ثم خضوعها لسيطرة الفرد الذاتية وهذا هو التعريف الأول . في حين إن التحكم الخارجي يشير إلى تصور الأحداث الإيجابية أو السلبية على كونها ليست ذات صلة بسلوكيات الشخص الذاتية بل بمواقف معينة تكون خارج سيطرة الفرد الذاتية وهذا هو التعريف الثاني إذ يظهر من التعريف الأول أن جانب التحكم الفردي على المعزز (كناتج سلوكي طارئ يمكن تصوره ) هو الأقرب إلى مفـهوم روتر (Rotter) مقارنة بقربها من جانب العزو السببي وهذا هو النقاش أو الجدل الذي كان يلقى دعماً ضمنياً لعدد من الباحثين الأوائل حول موقع التحكم إذ إن المفردات المستخدمة من قبل هؤلاء الباحثين لتشخيص مركز التحكم الداخلي - الخارجي لا يبدو جلياً وفق هذا المعنى على سبيل المثال في موضوع مركز التحكم الداخلي أختلف الباحثين في صياغة التعابير للأفراد ذوي التحكم الداخلي بالصيغ الآتية :
• رؤية الأحداث كناتج للتحكم الذاتي. (كروم ويل) (Cromwell,1967,PP.345-356)
• الشعور بالسيطرة على الأشياء التي تحدث.(ليفكورت)(Lefcourt,1966,PP.206-220)
• امتلاكه القدرة على ما يحدث له (ميشيل زيز و زيز)
(Mischel , Zeiss & Zeiss , 1974,PP.256-278) .
• عادة يكون قادراً على التأثير على نتائج الأحداث. ( كراندال ، كتكوفسكي ، وكراندال ) Crandall,Katkovsky&Crandall,1965,PP.91-109) (
• الاعتقاد بأن لديه القدرة على التأثير على بيئته وبذل الجهود للسيطرة عليها
(جيميل وهايسلر) (Gemmill&Heisler,1972,PP.241-250)
أما التعابير التي صاغها الباحثون للأفراد ذوي التحكم الخارجي في التعريف الثاني فهي كالآتي :
• إنهم يشعرون بأن لديهم قليل من السيطرة على بيئاتهم (تيسير وكروسمان) Tesser&Grossman,1969,PP.74-79) (
• الشعور بأن أقدارهم هي خارج سيطرتهم الشخصية (ليفنسون) (Levenson,1975,PP.342-347)
• تصوره العجز في السيطرة أي أن الإدراك بأن جهود الفرد في التغلب على مصاعب ومشاكل العالم هو شيء غير مجدي ( فارس) (phares,1976)

كذلك تعرض تفسير العزو السببي لمركز السيطرة الذي قدمه روتر (Rotter)إلى انـتقاد الذين جادلوا على إن مركز التـحكم هو مفهوم يخـتلف عن العـزو السببي وبعد عرض وجهات نظر أخرى تتعلق بمركز التحكم مثل طريقة باندورا (Bandura,1977,PP.191-215) و بانزرمان (Banzerman,1982,PP.472-479) و نيومان (Newman,1980,PP.312-345) و فينر (Weiner,1984,PP.15-38) و وايز وستيبك (Weisz&Stipek,1982,PP.250-281) . فقد توصل بانزويلا(Palenzuela,1984,PP.683-709) بشكل واضح إلى إن نظرية روتر الداخلية الخارجية تشير إلى ناتج متصور لسلوك طارئ في حين إنه في نظرية العزو يشير الداخلي - الخارجي إلى فيما إذا كانت الأسباب داخل أو خارج الفرد.

طيبه عجام
19-02-2008, 06:16 PM
استاذتي


محبتي واعتزازي وشكري وكل التقدير لما تقدميه لنا

shikon_85
19-02-2008, 11:29 PM
دكتورة لمياء اسال الله
ان يحفظك لنا من كل سوء
اشكرك علي هذا الموضوع القيم
جزاكي الله كل خير

لمياء الديوان
20-02-2008, 09:39 AM
طيبه عجام


اختي ومشرفتنا الغالية


شكرا لمرورك ومتابعتك

لمياء الديوان
20-02-2008, 09:41 AM
shikon-85


كل شكري لمرورك في موضوعاتي

عباس العتابي
21-02-2008, 11:10 AM
موضوع جديد اضاف لي معلومه جيدة وفق الله من بذلها لي هناك عدة ملاحظات :


1 - لم يتطرق العلماء الذي يعزو سبب فوزه او خسارته الى سبب مجهول 0

2 - لم يقم بتصنيف الرياضين على اساس الجنس ولا اساس نوع التحضير للمنافسة

ولا على اساس اختلاف البيئة مثلا البيئة الاوربيه تختلف عن البيئه العربية 0

3- اعتقد بانه يوجد الكثير من العوامل لم يتوصل لها العلماء الدراسات القادمة

ستكشف عنها

لمياء الديوان
27-02-2008, 05:56 AM
موضوع جديد اضاف لي معلومه جيدة وفق الله من بذلها لي هناك عدة ملاحظات :


1 - لم يتطرق العلماء الذي يعزو سبب فوزه او خسارته الى سبب مجهول 0

اجيبك على هذا لاقول لكل قاعدة شواذ ودائما انا اكرر مهما شخصنا في بحوثنا من نتائج وعزوناها لاسباب تبقى هناك وجهات نظر قد نختلف في التوافق فيما بيننا عليها



2 - لم يقم بتصنيف الرياضين على اساس الجنس ولا اساس نوع التحضير للمنافسة ولا على اساس اختلاف البيئة مثلا البيئة الاوربيه تختلف عن البيئه العربية 0

أكيد الباحث كان ليس من اهدافه التشخيص على اساس الجنس ونوع التحضير للمنافسه أو حتى نوع البيئة لانك تعلم اخي لكل باحث هدف يضعه ثم يتحقق منه .




3- اعتقد بانه يوجد الكثير من العوامل لم يتوصل لها العلماء الدراسات القادمة ستكشف عنها

كلام سليم 100% ولذا نرى الكثير من النظريات التي كنا نعتقد بانها ثابته اصبحت تتغير شيأ فشيأ



تحياتي لمداخلتك وافكارك المطروحة

نشعر بالسعادة بوجودك اخ عباس العتابي معنا في القسم حقيقة وجودك والكثير من الاخوة يزيد القسم تجددا وحيوية


تحياتي

دودو الجزائري
29-02-2008, 09:48 PM
موضوع أفادني كثيرا...بارك الله فيك أستاذتنا...ودمتي بخير

لمياء الديوان
01-03-2008, 11:33 AM
دودو الجزائري


بكل تقدير واحترام استقبلت عباراتك ومرورك في موضوعي