المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوحيد ، وأهميته في حياة المسلم



أهــل الحـديث
21-08-2014, 10:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




التوحيد وأهميته في حياة المسلم


لا يخفى على كل ذي بصيرة ما يمر به بعض المسلمين من ابتعادهم عن دين الله تعالى وتفريطهم في أعظم شيء أمرهم الله تعالى به ألا وهو التوحيد ، الذي هو افراد الله تعالى بالعبادة ، قال تعالى فففوَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ققق [النساء: 36] ، وقال تعالى : فففيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِققق [العنكبوت: 56] ، ومن أجل إقامة التوحيد ونشره بين الناس أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين ، فكان أول دعوة لهم قولهم لقومهم :ففف اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُققق ، فالله سبحانه هو الخالق والمالك والمدبر والرازق والمحيي والمميت فلا ينبغي ان يصرف شيء من العبادة لغير الله تعالى ، قال تعالى : فففلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُققق[الأعراف: 59] ، وكذلك قال هود لقومه ، قال تعالى : فففوَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُققق [الأعراف: 65] ، وكذلك قال صالح لقومه ، قال تعالى : فففوَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُققق [الأعراف: 73] ، وقال تعالى مبينا دعوة الرسل والأنبياء عامة : ففف وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَققق [النحل: 36] .
وعندما أرسل النبي (صصص) معاذ بن جبل ( رضي الله عنه ) إلى اليمن أوصاه بأن يدعوهم إلى التوحيد أولا فان هم أطاعوه يخبرهم عن باقي أركان الاسلام ، فقَالَ النبي (صصص): «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا عَرَفُوا اللهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ» أخرجه مسلم.
فبمثل ما عالج النبي (صصص) تلك الجاهلية الأولى، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم - جميعهم - أن يعالجوا سوء الفهم لمعنى " لا إله إلا الله "،ويبينوا معناها ومقتضاها ، وما تستلزم هذه الكلمة العظيمة من افراد الله تعالى بالعبادة (التي هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة) فالصلاة عبادة والصيام عبادة، والدعاء والتوكل والرجاء كل ذلك عبادة وكل عمل يحبه الله تعالى يدخل في العبادة ، فعلى كل مسلم أن يعالج واقعه الأليم بذاك العلاج والدواء نفسه الذي عالج به النبي (صصص) امته ،فنبدأ بما بدأ به نبينا صلى الله عليه وسلم وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولا، ومن عبادتهم ثانيًا، ومن سلوكهم ثالثًا، ولا يعني ذلك الفصل بين هذه الأمور ، بل بدءًا بالأهم ثم المهم ، فالتوحيد أولا يا دعاة الإسلام فليكن هذا شعارنا للنهوض بواقع الأمة .
وان من أعظم ما حل بنا من المصائب غياب النصر والتمكين ، ومن أهم أسباب النصر والتمكين هو توحيد الله بالعبادة وعدم الإشراك به جل وعلا ، قال تعالى :فففوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ققق [النور: 55]
قال الطبري في تفسير هذه الآية : (قوله: (يعبدونني) يقول: يخضعون لي بالطاعة ويتذللون لأمري ونهيي (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) يقول: لا يشركون في عبادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها، بل يخلصون لي العبادة فيفردونها إليَّ دون كل ما عبد من شيء غيري، وذُكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل شكاية بعض أصحابه إليه في بعض الأوقات التي كانوا فيها من العدوّ في خوف شديد مما هم فيه من الرعب والخوف، وما يلقون بسبب ذلك من الأذى والمكروه).
وكذلك التوحيد من أسباب مغفرة الذنوب ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه جل وعلا : «يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا - لأتيتك بقرابها مغفرة».
قال ابن رجب: (مَن جاء مع التوحيد بقراب الأرض - وهو ملؤها، أو ما يقارب ملأها – خطايا، لقيه الله بقرابها مغفرة، لكن هذا مع مشيئة الله - عز وجل - فإن شاء غفر له وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته ألاَّ يخلد في النار، بل يخرج منها ثم يدخل الجنة.... فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها، بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت - أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها، ومنعه من دخول النار بالكلية).
والتوحيد أول ما يسأل عنه العبد في قبره ، قال تعالى فففيُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُققق[إبراهيم: 27]، والقول الثابت: هو التوحيد قال تعالى :ففف أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِققق [إبراهيم: 24].
والتوحيد شرطٌ في دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار، قال تعالى : فففإِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍققق [المائدة: 72]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومَن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار» رواه البخاري ومسلم.
فلنسعى جاهدين للتمسك بالتوحيد الذي هو أصلُ الدين ورأسُه، والذي لا يقبل الله تعالى عملاً إلاَّ به، ويغفر لصاحبه ولا يغفر لِمَن تركه، فلا صلاح ولا فلاح ولا نجاح للعباد ، ولا حياة طيبة ولا سعادة في الدارين، ولا نجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إلا بمعرفة أوَّل واجب والعمل به وهو توحيد الله تعالى .

المقال من اعدادي وترتيبي، والله الموفِق والمعين.