المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكيم الترمذي وكتبه..ابن تيمية



أهــل الحـديث
17-08-2014, 03:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



اسـتقـراء لمـصنفـات الحـكيم التـرمـذي .

قال أبو العباس - قدس الله روحه - :

فالحكيم الترمذي رحمه الله في الحديث والتصوف،
وتكلُّمِه على أعمال القلوب واستشهاده على ذلك بما يذكره من الآثار،
وما يُبدِيه عليها من المناسبات والاعتبار= هو في هذا الطريق كغيره من
المصنفين في فنونِ العلم كالتفسير والفقه ونحو ذلك. وكثيرًا ما يُوجَد في هذه الكتب من الآثار الضعيفة بل المُضِلَّة ما لا يجوز الالتفاتُ إليه،

وكذلك الحكيم الترمذي، فإن له كتبًا متعددة كنوادر الأصول والصلاة وغيرها، وفي كتبه فوائدُ ومقاصدُ مستحسنة مقبولة، وفيها أيضًا أقوالٌ لا دليلَ عليها وأقوالٌ مردودة يُعلَم فسادُها، وآثارٌ ضعيفةٌ لا يجوز الاعتماد عليها.

ومن أضعفِ ما ذكره ما تكلَّم عليه في كتاب "ختم الولاية" ،
فإنه تكلم على حال من زعم أنه خاتم الأولياءِ بكلام مردودٍ ومخالفٍ لإجماع الأئمة،
ويُناقِض في ذلك. وهذا كان سببَ من تكلم في ختم الأولياء
وادَّعَى ذلك لنفسِه، كابن العَرَبي وابن حَمُّويَه ونحوهما،
فإن الترمذي أخطأ مقدارًا من الخطأ، فزادوا على ذلك زياداتٍ
كثيرة حتى خرج بهم الأمر إلى الاتحاد، وكلُّ متكلمٍ في الوجود يُوزَن كلامُه بالكتاب والسنة.

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
"جامع المسائل (1/63) "

وقـــــــال :

و [الحكيم] الترمذي مع فضله وعلمه لما صنف كتاب خاتم الأولياء
أنكر المسلمون عليه ذلك وأخرجوه كما ذكر ذلك أبو عبد الرحمن السلمي
في محنة الصوفية وقال إنهم نفوه وأخرجوه من بلدته وشهدوا
عليه بالكفر وذلك بسبب تصنيف كتاب خاتم الولاية ونسبوه
إلى القبائح في الدين وجاء إلى بلخ فقبله أهل بلخ بسبب
موافقته إياهم على المذهب وفي هذا الكتاب من الكلام الباطل
ما يعلم فساده بالاضطرار من دين الإسلام

وهو الذي فتح الكلام في ختم الأولياء حتى جاءه هؤلاء المتأخرون
الذين يدعي كل منهم أنه خاتم الأولياء كابن عربي وابن حمويه
وغيرهما وأتى بالعظائم التي لم يسبق إليها الترمذي ولا غيره...

ـــــــــــــــــــــــــ ــ
(الصفدية 1/248)

وقال -رحمه الله- كما في"مجموع الفتاوى"(2/222):

منها أن دعوى المدعي وجود خاتم الأولياء على ما ادعوه باطل لا أصل له .
ولم يذكر هذا أحد من المعروفين قبل هؤلاء
إلا أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم في كتاب "ختم الولاية"
وقد ذكر في هذا الكتاب ما هو خطأ وغلط مخالف للكتاب والسنة والإجماع .

وهو - رحمه الله تعالى- وإن كان فيه فضل ومعرفة وله من الكلام الحسن
المقبول والحقائق النافعة أشياء محمودة - ففي كلامه من الخطأ :

ما يجب رده ومن أشنعها ما ذكره في كتاب " ختم الولاية "
مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين من درجته عند الله أعظم من درجة
أبي بكر وعمر وغيرهما . ثم إنه تناقض في موضع آخر ;
لما حكى عن بعض الناس أن الولي
يكون منفردا عن الناس فأبطل ذلك واحتج بأبي بكر وعمر وقال :
يلزم هذا أن يكون أفضل من أبي بكر وعمر وأبطل ذلك.