المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم الخوارج ؟



أهــل الحـديث
15-08-2014, 09:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


معلوم أن عامة أهل العلم يصفون الخوارج بأنهم من يكفر بالكبيرة ونحوها من الصفات التي هي عقائد تشكلت عند الخوارج بعد عهد النبي عليه الصلاة والسلام وبعد عهد الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
فكيف جعل الصحابة -والعلماء عموما- في زمن علي بن ابي طالب أن الخوارج هم من كفر بالكبيرة ؟
اعني كيف علموا أن من كفر بالكبيرة فهو الخارجي ؟ (( كيف علموا ))

أنا بعد تأمل طويل توصلت إلى أن الذي جعل العلماء يجزمون بذلك هو أن للخوارج أوصاف ذكرها النبي . وأوصاف وجدت فيمن حذر النبي منهم كذي الخويصرة. هذه الأوصاف هي آفة الخوارج وهي أصولهم وجذورهم . وهي التي دفعتهم بعد ذلك للتكفير بالكبيرة ثم سفك الدماء.
فالتكفير بالكبيرة وسفك دماء المسلمين ونفي الشفاعة ونحوها من المسائل، هي ثمرة وفروع لأصول ودوافع .
وبالتالي : فحصر الخوارج فيمن كفر بالكبيرة - أو نفى الشفاعة في العصاة ونحوها من عقائدهم - (الحصر) خطأ.
فمثلا : لو ظهرت فرقة تستبيح دماء المسلمين بغير حق -لسبب من الأسباب العقائدية لا لسرقة وبغي- ولكنها لا تكفرهم ولا تنفي الشفاعة، فهل ننفي عنهم صفة الخارجية ؟


ذهب إلى القول بأن أول الخوارج هو ذو الخويصرة كثير من العلماء منهم ابن الجوزي وذلك في قوله: أن**** " أول الخوارج وأقبحهم حالة ذو الخويصرة " . وقوله:**** " فهذا أول خارجي خرج في الإسلام وآفته أنه رضي برأي نفسه ولو وقف لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتباع هذا الرجل هم الذين قاتلوا علي'' انتهى
قلت (المسلم) تأمل قول ابن الجوزي (وآفته أنه رضي برأي نفسه)
فقوله (آفته) أي جذور انحرافه .
فهذه الآفة هي التي ولدت القول بتكفير العاصي وتكفيره ولد قتله .
وقاتلهم علي لما قاتلوا فقط
فالخوارج لهم طور النشأة والابتداء . ولهم طور الاكتمال
ولا يتم القطف حتى يكتمل الثمر
ولهذا لم يقتل النبي ذا الخويصرة لأن آثار الانحراف لم يقع أعني قتالهم للمسلمين
وكذا لم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدماء
وعليه:
يصح أن نقول لمن ظهرت فيه آفة الخوارج وهي الجهل بالشرع مع الجرأة على التخطئة أنه فيه خارجية
ولكن لا نقول هو خارجي حتى يستبيح الدماء
ولا نقتله حتى يسفك الدم
وآفة الخوارج هذه واضحة في داعش . ففيهم جهل شديد وجرأة وغرور برفض التحاكم الى أحد.
ثم أراقوا الدماء وقاتلوا حتى الفصائل الجهادية.
فإن لم يكونوا خوارج جزما . ففيهم نزعة الخوارج وآفتهم .

وينقل الطالبي عن أبي بكر محمد بن الحسن الآجري أنه يرى أن أول الخوارج كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة فقتلوا عثمان، ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب****. انتهى
يعني أن ذا الخويصرة مارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في النبي جهلا .
ثم مارس من بعده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عثمان جهلا .
ثم مارس من بعده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في علي جهلا .
وهكذا كل من مارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهلا ففيه نزعة خارجية . فإن خاض في الدماء فهو خارجي .


وتبقى المسألة محل دراسة وتأمل