مروان قدري
30-01-2008, 09:26 PM
قصة شهيد
(رامي) غُلامٌ عُمرُهُ في التاسعةْ= عَافَ المَلاهي والحَياةَ الوَادِعةْ
في ذاتِ يَومٍ مُدْلَهِمٍّ قاتِمٍ= ذي نَفْحَةٍ حَرَّى وَشَمسٍِ ساطِعَةْ
سَمِعَ الغُلامُ أباهُ يَروي هامِساً:= يا زَوْجتا ، دُقَّتْ طُبولُ القارِعَةْ
فَتَصَبَّري وتَجَلَّدي وتَيَقَّظي= وَدَعي الهُجوعَ ، فلا أُطيقُ الهَاجِعَةْ
الكفرُ قَد سَفَرَ القِناعَ ، فَوجهُهُ= نابٌ وظُفرٌ أوْ مَخالِبُ قاطِعَةْ
وَيُريدُ سَوْقَ الشَّعبِ كُرْهاً مِثلَما= تَنقادُ أغنامُ المَراعي الطَّائِعَةْ
والحرُّ لا يَرضى الهَوانَ لِنفسِهِ= أيَطيبُ عَيْش والكرامَةُ ضائِعَةْ ؟
أَنَرى اليَهودَ وَقد تسَعَّرَ حِقدُهمْ= في كُلِّ رُكْنٍ مِن بلادي الوَاسِعَةْ
فَنُطَأطِئُ الهامَ الأبِيَّ ونَكتفي= بالشَّجْبِ في تِلكَ النَّوادي الخَانِعَةْ ؟
لا لن يَكونَ الأمرُ ذاكَ فَإنَّني= أنْوي الجِهادَ مَعَ الرِّجالِ الخَاشِعَةْ
فَلقدْ عَزَمنا أنْ نُذيقَ عَدوَّنا= كَاساتِ ذُلٍّ ، بَل سِياطاً لاذِعَةْ
حَتَّى يَرى الأهْوالَ مِنَّا حُمَماً= تَهْوي فَنَفْتِكُ بالعُروشِ المائِعَةْ
فَإذا مَضَيْتُ إلى لِقاءِ أحِبَّتي= في جَنَّةٍ ، نَفسي إلَيها نازِعَةْ
وَتِرَكتُ بَعدي أُمَّ رامي وابْنها= باللهِ قُولي : كَيفَ أنتِ صانِعَةْ ؟
قالَتْ وَدَمعُ العَينِ يَسبِقُ لَفْظَها،= وَزَفيرُ آهاتٍ تُحَشْرِجُ طالِعَةْ
اصمُتْ أبا رامي فِداؤُكَ مُهجتي= حَتْماً سَيَنْصُرُنا ، وإني طامِعَةْ
الله مِن فَوْقِ السَّماواتِ العُلا= حَتْماً سَيَنْصُرُنا ، وإني طامِعَةْ
فَخُذِ الغُلامَ إلى البَقالَةِ واشْتري= قُوتَ العِيَالِ ، أما تراني جائِعَةْ ؟
***
صَحِبَ الأبُ المَوْتورُ رامي ابنَهُ= فَرآهُ في كَمَدٍ وَعَيْنُهُ دامِعَةْ
ماذا دهاكَ أيا حَبيبُ ، وما الذي= جَعَلَ العُيونَ الزُّرْقَ تَبدو لامِعَةْ
هَلْ تَشْتكي ألَماً ؟_ فَدَيْتُكَ _ إنَّني= أحميكَ مِن شَرِّ البَلايا الفاجِعَةْ ؟
هَلْ كَسَّرَ الأطْفالُ دُمْيَتَكَ التي= تَحنو وَتَشْدو بالأغاني الرَّائِعَةْ ؟
هَلْ تَشْتهي الحَلْوى ؟ هَلُمَّ لأصْطَفي= لَكَ ما تَشَا مَثنى ثلاثاً رابِعَةْ
فأشاحَ رامي وَجهَهُ مُتَذَرِّعاً= لا أَشْتَهي الحلْوى وَلَيْسَتْ نَافِعَةْ
أنا لا أُريدُ مِنَ الحياةِ مَبَاهِجاً= أنا لا أُريدُ سِوى سُيوفٍ شارِعَةْ
لأَ سُلَّها فَوْقَ الرِّقابِ أَحُزُّها= حَزّاً ، فَتَزْدَجِرُ الذئابُ الخادِعَةْ
هَيّا لِنَحْطِمَ صَخْرَةً و نُحيلَها= سِجِّيلَ شُؤْمٍ لِلقُرودِ القابِعَةْ
وَنُزَلزِلَ الكُفرَ الحَقودَ لأنَّنا= أَشْبالُ حَمْزَةَ ، لا حَمائِمُ ساجِعَةْ
***
قَطَعَ الحِوارَ العَذْبَ صَوتُ مَدافِعٍ= قَد صُوِّبَتْ نَحْوَ الصُّدورِ الفَارِعَةْ
فَإذا بِرامي كالسِّهامِ المُنبَري= يَهْوِي وَيَبْحَثُ عَن حِجارٍ ضائِعَةْ
وَيُوَجِّهُ الأولى ويُتبِعُها بِأُخْـ= ـرَى، إنَّها ضَرَباتُ حُرٍّ واجِعَةْ
ارْمِ أيا رامي فَرَميُكَ صائِبٌ= يُؤْذي العَدُوَّ ، ويا لها مِن بارِعَةْ
لكنَّ جنْدَ الكُفْرِ ضاقُوا بِالفَتى= ذَرْعاً ، وَمِنْ خَلفِ الحُصونِ الدَّارِعَةْ
وأرادوا إسْكاتَ الصَّبيِّ وَقَتْلَهُ= مِن غَيرِ ما خَجَلٍ ونَفْسٍ رادِعَةْ
فانْهالَتِ الطَلَقاتُ تَخْرِقُ جِسمَهُ= فَإذا بِهِ يَقْضي وروحُهُ طالِعَةْ
http://www.l44l.com/up/uploads/91e4f28b71.jpg (http://www.l44l.com/up)
(رامي) غُلامٌ عُمرُهُ في التاسعةْ= عَافَ المَلاهي والحَياةَ الوَادِعةْ
في ذاتِ يَومٍ مُدْلَهِمٍّ قاتِمٍ= ذي نَفْحَةٍ حَرَّى وَشَمسٍِ ساطِعَةْ
سَمِعَ الغُلامُ أباهُ يَروي هامِساً:= يا زَوْجتا ، دُقَّتْ طُبولُ القارِعَةْ
فَتَصَبَّري وتَجَلَّدي وتَيَقَّظي= وَدَعي الهُجوعَ ، فلا أُطيقُ الهَاجِعَةْ
الكفرُ قَد سَفَرَ القِناعَ ، فَوجهُهُ= نابٌ وظُفرٌ أوْ مَخالِبُ قاطِعَةْ
وَيُريدُ سَوْقَ الشَّعبِ كُرْهاً مِثلَما= تَنقادُ أغنامُ المَراعي الطَّائِعَةْ
والحرُّ لا يَرضى الهَوانَ لِنفسِهِ= أيَطيبُ عَيْش والكرامَةُ ضائِعَةْ ؟
أَنَرى اليَهودَ وَقد تسَعَّرَ حِقدُهمْ= في كُلِّ رُكْنٍ مِن بلادي الوَاسِعَةْ
فَنُطَأطِئُ الهامَ الأبِيَّ ونَكتفي= بالشَّجْبِ في تِلكَ النَّوادي الخَانِعَةْ ؟
لا لن يَكونَ الأمرُ ذاكَ فَإنَّني= أنْوي الجِهادَ مَعَ الرِّجالِ الخَاشِعَةْ
فَلقدْ عَزَمنا أنْ نُذيقَ عَدوَّنا= كَاساتِ ذُلٍّ ، بَل سِياطاً لاذِعَةْ
حَتَّى يَرى الأهْوالَ مِنَّا حُمَماً= تَهْوي فَنَفْتِكُ بالعُروشِ المائِعَةْ
فَإذا مَضَيْتُ إلى لِقاءِ أحِبَّتي= في جَنَّةٍ ، نَفسي إلَيها نازِعَةْ
وَتِرَكتُ بَعدي أُمَّ رامي وابْنها= باللهِ قُولي : كَيفَ أنتِ صانِعَةْ ؟
قالَتْ وَدَمعُ العَينِ يَسبِقُ لَفْظَها،= وَزَفيرُ آهاتٍ تُحَشْرِجُ طالِعَةْ
اصمُتْ أبا رامي فِداؤُكَ مُهجتي= حَتْماً سَيَنْصُرُنا ، وإني طامِعَةْ
الله مِن فَوْقِ السَّماواتِ العُلا= حَتْماً سَيَنْصُرُنا ، وإني طامِعَةْ
فَخُذِ الغُلامَ إلى البَقالَةِ واشْتري= قُوتَ العِيَالِ ، أما تراني جائِعَةْ ؟
***
صَحِبَ الأبُ المَوْتورُ رامي ابنَهُ= فَرآهُ في كَمَدٍ وَعَيْنُهُ دامِعَةْ
ماذا دهاكَ أيا حَبيبُ ، وما الذي= جَعَلَ العُيونَ الزُّرْقَ تَبدو لامِعَةْ
هَلْ تَشْتكي ألَماً ؟_ فَدَيْتُكَ _ إنَّني= أحميكَ مِن شَرِّ البَلايا الفاجِعَةْ ؟
هَلْ كَسَّرَ الأطْفالُ دُمْيَتَكَ التي= تَحنو وَتَشْدو بالأغاني الرَّائِعَةْ ؟
هَلْ تَشْتهي الحَلْوى ؟ هَلُمَّ لأصْطَفي= لَكَ ما تَشَا مَثنى ثلاثاً رابِعَةْ
فأشاحَ رامي وَجهَهُ مُتَذَرِّعاً= لا أَشْتَهي الحلْوى وَلَيْسَتْ نَافِعَةْ
أنا لا أُريدُ مِنَ الحياةِ مَبَاهِجاً= أنا لا أُريدُ سِوى سُيوفٍ شارِعَةْ
لأَ سُلَّها فَوْقَ الرِّقابِ أَحُزُّها= حَزّاً ، فَتَزْدَجِرُ الذئابُ الخادِعَةْ
هَيّا لِنَحْطِمَ صَخْرَةً و نُحيلَها= سِجِّيلَ شُؤْمٍ لِلقُرودِ القابِعَةْ
وَنُزَلزِلَ الكُفرَ الحَقودَ لأنَّنا= أَشْبالُ حَمْزَةَ ، لا حَمائِمُ ساجِعَةْ
***
قَطَعَ الحِوارَ العَذْبَ صَوتُ مَدافِعٍ= قَد صُوِّبَتْ نَحْوَ الصُّدورِ الفَارِعَةْ
فَإذا بِرامي كالسِّهامِ المُنبَري= يَهْوِي وَيَبْحَثُ عَن حِجارٍ ضائِعَةْ
وَيُوَجِّهُ الأولى ويُتبِعُها بِأُخْـ= ـرَى، إنَّها ضَرَباتُ حُرٍّ واجِعَةْ
ارْمِ أيا رامي فَرَميُكَ صائِبٌ= يُؤْذي العَدُوَّ ، ويا لها مِن بارِعَةْ
لكنَّ جنْدَ الكُفْرِ ضاقُوا بِالفَتى= ذَرْعاً ، وَمِنْ خَلفِ الحُصونِ الدَّارِعَةْ
وأرادوا إسْكاتَ الصَّبيِّ وَقَتْلَهُ= مِن غَيرِ ما خَجَلٍ ونَفْسٍ رادِعَةْ
فانْهالَتِ الطَلَقاتُ تَخْرِقُ جِسمَهُ= فَإذا بِهِ يَقْضي وروحُهُ طالِعَةْ
http://www.l44l.com/up/uploads/91e4f28b71.jpg (http://www.l44l.com/up)