المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يقولون: حديث منكر، ويعنون بإسناد ما، ولا يعنون أصل الحديث.



أهــل الحـديث
09-08-2014, 09:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


يقولون: حديث منكر، ويعنون بإسناد ما، ولا يعنون أصل الحديث:
مثال:
أخرج أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى (بتحقيقي) في ترجمة: أبي سعيد عبد الله بن قيس الرقاشي الخزاز من طريقه:
قال: حدثنا أيوب السختياني عن نافع، عَن ابن عمر قال:
"كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَا الْبَابِ.
قال: فلَيْسَ مِنَّا رجلٌ إِلا وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.
فَإِذَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَدْ طَلَعَ.
قال: قلنا: بأي شيء سَبَقنَا هذا إلى الجنة؟ فقد هاجرنا مثل ما هاجر، وجاهدنا مثل ما جاهد، إن لذا لعمل.
فلزمته حتى صلينا العتمة مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فتبعتُه أمشي خلفه قال: فالتفتَ فقال: يا ابن أخي هل كان بينك وبين أبيك شيء حتى أجيءَ فأكلمَه فيرضى عنك أو أصلح بينكما؟
قال: لا ولكني أستضيفك الليلة.
قال: ادخل فدخلتُ معه فقال: يا جارية هات عشاءك. قال: فتعشينا ثم قال: يا جارية افرشي لابن أخي إلى جنب فراشي فراشًا، ثم جاء فوقع على فراشه فنام، وأنا لا أنام حتى سمعتُ غطيطَه.
قال: فانتبه من جوف الليل فقال: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، آمنت بالله العظيم، آمنت بالله العظيم، آمنت بالله العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله ثلاثا.
قال: ثم نام، فغابت عينه حتى سمعت غطيطَه.
قال: ثم انتبه انتباهَةً أخرى فقال: مثلها، قال: ثم نام فانتبه وقد جاء الصبح فقال: يا ابن أخي قم فتوضأ [م 228] حتى تصلى ركعتي الفجر ثم تدرك الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذهبنا.
قال: قلتُ: ما صنعتُ شيئًا، قال: فلزمته ثلاثًا، لا يزيد على هذا.
قال: فلما كان في الرابعة قال: يا ابن أخي ما حملك على ما صنعت؟
قلت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يدخل عليكم من ذا الباب الساعةَ رجلٌ من أهل الجنة، فليس منا رَجُلٌ إلا وهُو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فطلعتَ أنتَ، قال: قلتُ: بأي شيءٍ سَبقنا هذا إلى الجنة؟ لأعلمنَّ عِلْمَهُ، فأردتُّ أن أعلم علمك. قال: يا ابن أخي هل رأيتني غافلا ؟ هل رأيتني غافلا ؟"
ثم قال الحاكم ابو أحمد:
هذا حديث منكر، لم يتابَع عليه، ولا أعلم له أصلا في حديث أيوب، ولا في حديث نافع، ولا في حديث عبد الله بن عُمر، واللهُّ يرحمُ عبدَ الله بن قيس.اهـ
وأصل الحديث معروف من رواية معمر عن الزهري عن أنس به مرفوعا، كما أخرجه النسائي وغيره.
وليس فيه ذكر لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفيه أن الذي حاول التعرف على عمل الرجل هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، وفي آخره بيان الرجل أن سبب ذكر النبي صلى الله هليه وسلم له أنه يبيت ولا يحمل في صدره غلا ولا حسدا لأحد من المسلمين.
المستفاد:
قد يطلق الإمام النكارة على حديث، ولا يعني أصله، ولكن قد يعني نكارة السند، أو نكارة بعض ما جاء في متنه.
وقد يبين الإمام ذلك وقد لا يبين، وعلى الباحث التروي في الجزم بمراد الإمام.
وفي علل الرازي مواضع غير قليلة تحتاج إلى هذه الفائدة.
والله الموفق.