المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التصريح بأسماء النساء* بين جافٍ وغالٍ وكلاهما أساء...!!



أهــل الحـديث
05-08-2014, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :


مسألة التصريح بالاسم الشخصي للمرأة من المسائل التي طال فيها الجدل..

فبين جافٍ وغالٍ اختلف القول وتضاد العمل ...

- فمن قائل : إن اسم المرأة واجب ستره ..

- ومن قائل : بل من ديننا التصريح به ...

وكلا الطرفين يصف الآخر : إما بالتنفير أو بأنه متحرر كبير ...!!

** فأي الفريقين على الجادة ؟!!

وللإجابة لابد من تفنيد مذهب كل فريق ؛ ربما استطعنا تبيّن معالم صحيح الطريق ..

-* فالقول بأن التصريح باسم المرأة من الدين ، قول في حقيقته غير صائب ولا متين !

فلم يأتِ أمر من الشارع و لا تلميح بوجوب استخدام الاسم الصريح ، أو إثم من رأى أن التصريح به غير مريح ..! فكل أدلتهم لا تتعدى في ميزان الشرع درجة المبيح ..!

فالمتأمل لأدلتهم بتروٍ واهتمام يرى إن من عادة العرب التصريح باسم المرأة قبل الإسلام ، فلما جاء الإسلام أقر تلك العادة ، وليس ثَمّ ما يدل في شرعنا على أن التصريح باسم المرأة على ملأٍ من العبادة ..!


-* بينما القائل بأن من الواجب إخفاء أسماء النساء ، وأن من يخالف ذلك فقد ظلم وتعدى وأساء ، فقد بنى قوله على عادات وأعراف لا تخالف في أصلها الشرع - إذا لم توجب الإخفاء - بإنصاف ...!!


** فلم يوجب الشرع أو يَسْتحب التصريح ، ولا حرّم الإخفاء و لا كرّه التلميح ، بل دلت النصوص على أنه مبيح ؛ وما كان حكمه الإباحة ، فلا ضير من أن يخضع لعادات وأعراف متباينة صريحة : فمن شاء صرح بلا نكير ، ومن شاء أخفى دون أن يضير ، أما أن يرمي كلا الفريقين الآخر بالتنفير أو يصفه بأنه متحرر كبير فهذا من قلة الفقه في الدين ، والتعصب بلا دليل لما يدين ...!!



___________________________________

* كان سبب كتابتي لهذا المقال ما نشترته- على شبكة التواصل الاجتماعي - أخت فاضلة من مقالة جد ساخرة حول هذه المسألة : تستنكر فيها القول بالإخفاء وتراه قول بعيد فيه من التنفير والجفاء ، ثم زاد المعلقون والمعلقات اللاذع والساخر والمستنكر من الكلمات فكان لي التعليق التالي :

( تعلمين يا أختنا لقد شغل عقلي هذا الأمر فترة من الزمن ، ولا أكتمك سرا أني أنا نفسي أتحرج بشدة من التصريح باسمي الشخصي وبخاصة في مجتمعات مفتوحة ، وأتحسس إن تلفظ باسمي غير المقربين من الرجال رغم علمي بالأدلة الشرعية المجوزة لذلك ، وعند التأمل مليا وجدت أن للعادات والتقاليد والثقافة الجمعية المجتمعية السائدة كفل من هذا الشعور ويبقى السؤال : هل تتنافى تلك الأعراف مع الشرع ؟ حيث إن الاستدلال بنداء الصحابيات بأسمائهن الصريحة منقول معهن مما قبل الإسلام حيث كانت العادة السائدة لدى العرب التصريح باسم المرأة دون حرج يعني أقر الشرع تلك العادة أو هذا العرف فليس ذلك من الدين ؟ فيكون مرد الأمر إلى العرف السائد في كل مجتمع ....!! هذا ما هداني إليه تفكيري وطويل تأملي أطرحه هنا للنقاش عسانا نستفيد من هذا الجمع الطيب بوركتم جميعا ) انتهى نصا .