المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَقْطيع صَوَاحِبُ يُوسُفَ لأيْدِيْهِنّ



أهــل الحـديث
05-08-2014, 02:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فلقد سبق أن نشرت مقالاً بحثيا حول تقطيع صواحب يوسف لأيديهن (http://wp.me/p1UaAD-77)بقراءة السياق ودلالاته وربط الأحداث وتتبع استعمال المفردات في هذه السورة الكريمة لمحاولة فهم واقعة إيتائهن السكاكين وتقطيع أيديهن بعد رؤية يوسف .
وقد خلصت لفهمٍ سألخصه على هيئة نقاط متتالية تتمثل فيما يلي:
1- أراد نسوة المدينة إيقاع الضرر بامرأة العزيز فوقعن فيها وفي ما حدث بينها وبين يوسف ليسري الخبر بين الناس ويعود عليها بالأذى.
2- سَمِعت امرأة العزيز بما كان منهن فأرادت أن توقعهن في السوء والفضيحة من جهة وتستعين بهنَّ في الإيقاع بيوسف من جهة أخری.
3- أعدت لهن مجلساً لامتهن فيه مما بدر منهن من حديث سوء بحقها وسألتهن أن يكفرن عما ارتكبن بحقها من إساءة.
4- آتت كل امرأة سكيناً وطلبت منهن إن كنَّ يلتمسنَ لها العذر بعد أن يشاهدن يوسف أن تحدث كل امرأة قطوعاً في يديها لقاء ما كان من حديث سوء ، وإن كن يرينَ عدم وجود ما يدعو للمغامرة بمراودته فلا يحدثن تلك القطوع .
5- عندما دخل يوسف بهرهن جماله وحسنه ورأين أنهن يستحقين العقاب رداً لاعتبار امــرأة العزيز وأنها معذورة فيمــا فعلت فطفقن يقطِّعن في أيديهن.
6- كان فعل امرأة العزيز كيداً عظيماً ومكراً كبيراً بأولئك النسوة فلقد أقمنَ على أنفسهن الدليل المادي والبينة على أنهن اجتمعن على مراودة يوسف بوجود آثار للندوب لا يمكن مسحها بينما لم تكن تلك القطوع في يدها فتورطهن وتخرج هي نفسها من موضع اللوم وتضمن ان يتوقفن عن الحديث في عرضها.
7- استخدمت امرأة العزيز ذلك الدليل القائم البيِّن لابتزازهنَّ ودفعهنَّ لمراودةِ يوسف سعياً منها لإيقاعهِ في الفاحشة مع إحداهنّ وتجدُ بذلك المسوِّغ لفعل ذلك معها بنفس أسلــوبِ الابتزاز الذي مـارستْهُ مع النِّســوة سيما وأنهــا مصرَّةٌ على أن تستزل قدم يوســف ليرتكب معها الفحشاء.
8- برغم عدم ذكر موقف مراودة النسوة في السورة الكريمـة إلا عندما جــأر يوســف لربـه تعالى ليصرف عنه كيدهنَّ فقد تبيَّن أن امرأة العزيز نجحت بفعلها ذلك في حشد الغواية من خــلال نسوة المدينة وبالتالي فقراءة النص القرآني يُنبئ عن شخصيةِ تلك المرأة وما كان من خبثها وإصرارها على هدفها المشين.

ما أردت هنا إضافته هو ما يؤكد سنة الله في جزاء الخلق من جنس أعمالهم فعنــد استدعاء الملك ليوسف لم يرد الرسول متظلما من سجنه أو من مراودة النسـاء له بل استعمـل الدليل المادي ذاته الذي أرادت امــرأة العزيز استعماله لتهديد النســوة فأشــار لتقطيع النسوة لأيديهن لأنها ندوب لا يمكن إخفاؤها وأدلة لا يستطعن طمسها فكان الدليل الذي أريد له أن يجرَّ يوسف إلى الفاحشة صار دليلاً على براءتهِ وعلى وقوع الكيد والسجن عليه ووصول الظلم والسوء إليه.
ومما يستفاد منه أن يوسف لم يطلق اتهامه على امرأة العزيز برغم علمه بوقوفها خلف تلك المؤامرة إما حفظاً للود مــع الذي اشتراه وأحسـن مثواه وحفاظــاً على سمعتـه وعرضــه أو لعدم وجود الدليل على ضلوعها في المؤامرة بينما توفر الدليل على النسوة فكانت القطوع دليلا على فعلهن.
والله اعلم وأحكم وصل اللهم علی محمد وآله وصحبه و سلم.

رابط المقال في المدونة (http://wp.me/p1UaAD-77)