المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تذكير حول بعض المصائب التي تصيب الانسان في حياته



أبو مانع
08-03-2004, 10:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اما بعد


فلا يخفى عليكم إخواني أن الإنسان في هذه الحياة معرض للإبتلاءات والمصائب

التي هي سمةٌ تتميز بها هذه الحياة , فلا تكاد تخلو منها حياة آي شخص منا , فمن

انسان تصيبه جائحة في ماله أو مرض يحل به أو موت قريب او صديق أو مصيبة تنزل

في دينه وهذه الاخيرة هي اعظم المصائب , على الاطلاق ولا وجه للمقارنة بينها وبين

تلك المصائب المتقدمة , فمن حفظ في دينه فقد عوفي وإن اكتنفت حياته المنغصات

والمكدرات إذ هي آمر قد جبلت عليه هذه الدنيا وليس في هذه الاكدار ما قد يضن

بعض الاخوة منه أن هذا بسبب أن الله لا يحبه بل العكس فإن المؤمن في هذه الدنيا

مبتلى كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " الدنيا سجن المؤمن

وجنة الكافر " وكما ورد في الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أحب

الله عبداً يصب منه " وهذا معناه أن اهل الايمان تسرع إليهم المصائب , لا لأنهم ليس

لهم محبة عند الله بل لمحبته إياهم نقص نصيبهم من الدنيا ليكمل لهم نصيبهم

كاملاً وافياً في الآخرة , إذا هي دار الفلاح والفوز والظفر .

وورد في حديث آخر فيما معناه إن الله لايذود عباده الصالحين عن الدنيا كما يذود

احدكم إبله عن مراتع السوء ..

وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنه إذ كانت حياته وهو

خير البشر مليئة جداً بالاهوال والمصائب مع أنه اعز الخلق إطلاقاً على الله فقد

ذاق اليتم مبكراً حتى قبل أن يولد ثم لم يلبث حتى توفيت أمه وهو طفل ثم لحق بها

جده العطوف ثم بعدما ارسل فجع في عمه الحنون والسد المنيع له عن أذى قريش

وزوجته المخلصة في عام واحد عرف عند المؤرخين بعام الحزن كما تعرض لاذية

قريش كثيراً وقد دخل عليه في يوم من الايام عمر بن الخطاب وقد كان مستلقٍ

على سرير مرمل قد أثر في جنبه صلى الله عليه وسلم فبكى عمر فقال الرسول

صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال كسرى وقيصر على الفرش وأنت على هذا

يارسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يسرك ان لهم الدنيا ولنا الآخرة

فبهذا اليقين على موعود الله وبهذا الفهم عن مراد الله تحصل السعادة في الدنيا

قبل الآخرة , وايضاً في سير الصحابة ما يثبت ما نحن بصدده فهذا الصحابي الجليل

عمران ابن الحصين الذي قال عنه الحسن البصري ومحمد بن سيرين إنه أجل من

سكن البصرة من الصحابة على الاطلاق .. قد مرض ثلاثون عاماً بمرض الاستسقاء

في البطن حتى أنه كان ينام على سرير مثقوب ينقل من تحته الاذى وكان لما يسأل

عن حاله شفقةً عليه كان يطلق تلك الرائعة " أحبه إليه أحبه إلي " فبهذا الايمان

وبهذه النفس الشفافة التي خلعت كل علاقة لها بغير الله وتعلقت بالله وحده تحصل

السعادة والرضى بقضاء الله وقدره , وتتذلل أمامها فيما يظهر للناس أنها نقم

فتستحيل إلى نعم .

ومثل هذا كثير في حياة سلف الأمة وهذا غيض من فيض فلو تظاملنا تراجمهم

وسيرهم لرأينا العجب العجاب مما يشجع الإنسان على أن يقتفي اثرهم إذ لا يصلح

آمر هذه الأمة إلا بما اصلح أولها .

ولعل فيما كتبنا كفاية وهدى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد مع عذري

الذي أقدمه إليكم كتبت هذا الموضوع على عجل مني , أسأل الله التوفيق لي ولكم

ولجميع المسلمين

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اخوكم / عبدالله مانع

مجروح
08-03-2004, 12:05 PM
جزاك الله الف خير اخوي الغالي


على هذه الكلمات النيرة


تقبل أجمل تحية

الأميرة الناعمة
08-03-2004, 02:24 PM
كلمات رائعة


جزاك الله خير

*رحال*
08-03-2004, 07:10 PM
الله يعطيك العافيه وجزاك الله وتقبل الله مني ومنك
تحياتي لك
رحاال

مجروحة الزمن
09-03-2004, 01:39 AM
مشكور اخي ابو مانع علي طرحك الرائع والقيم

وجزاك الله خيرا

تحياتي لك

قوت القلوب
09-03-2004, 02:00 PM
جزاك الله كل خير
ويعطيك العافيه
تحياتي

صائد الطرائد
10-03-2004, 10:54 AM
بارك الله فيك وجزاك الله ألف خير
موضوعك متكامل -- ولم تجعل لنا مجال للمشاركة

مازن
11-03-2004, 01:00 AM
مشكووورة اخوي والله يعطيك الف عافية

وجزاك الله خير يالغالي

تحياتي لك

أبوعبدالرحمن
17-03-2004, 10:06 PM
جزاك الله خير أخي عبدالله

ونفعنا بما سطرته لنا هنا

المفكر
17-03-2004, 10:15 PM
جزاك الله خير أخي عبدالله