المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سرعان ما تئن المساجد بعد رمضان!!



الاهلي الراقي
29-07-2014, 06:30 PM
http://www10.0zz0.com/2011/04/06/10/785970326.gif (http://www.0zz0.com)



الساعة تشير إلي الثامنه مساء.. والشفق الأحمر قد غاب من السماء تماماً إنه موعد صلاة العشاء.. دقيقتان.. وارتفع صوت المؤذن بالتكبير:
الله أكبر الله أكبر............ حي علي الصلاة ..حي علي الفلاح
فانطلقنا ملبين نداء الصلاة.
وما أن دخلنا المسجد إلا وسمعنا أنينا وبكاء.. ما هذا الصوت؟
من يبكي؟
فلم نسمع إجابة من كثرة البكاء.
فاقتربنا من الصوت، وتحسسنا الباكي، فوجدناه المسجد هو الذي يبكي ويئن وينتحب:
سبحان الله هل تبكي المساجد؟!!
نعم تبكي المساجد وتئن المحاريب وتنوح المآذن والدموع تسيل في البكور والأصيل.
بل تبكي الأرض والسموات، وتنهد الجبال الراسيات، إذا غاب الصالحون والصالحات .
تبكي إذا فقدت صلاة المصلين، وخشوع الخاشعين، وبكاء الباكين.
تبكي لفقد عمارها بالأذكار وتعظيم الواحد القهار وخاصة بعد رمضان.
لقد كان المسجد يرتج ويهتز بقول المصلين بعد الفاتحة ""آمين".
واليوم الصف الأول لا يجد من يتمه ويكمله، حتى من يأتون الصف الأول لا يأتون إلا بعد إقامة الصلاة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أين المصلون؟!!
أين الخاشعون؟!!
أين البكاءون؟!!
وحق للمسجد أن يبكي ويئن
فمن يمسح دمعه ويرفع حزنه؟!!
" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ".
إنها الصلاة .. قرة عيون الموحدين ..ولذة أرواح المحبين.
الصلاة بستان العابدين.. وثمرة الخاشعين.. فهي بستان قلوبهم ولذة نفوسهم.. ورياض جوارحهم.. فيها يتقلبون في النعيم.. ويتقربون إلي الحليم الكريم.. عبادة عظم الله أمرها.. وشرف أهلها.
آخر ما أوصي به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وآخر ما يذهب من الإسلام.. وأول ما يسأل عنه العبد بين يدي الملك العلام.
ولعظيم قدرها ..ولعلو شأنها أن الله عز وجل لما أراد أن يقرضها على عباده رفع خاتم الأنبياء.. إلي أعلي السماء.. ثم خاطبه بفرضها.. ووعد بعظيم أجرها.
الرحمات تتنزل بالصلوات
في معركة الأحزاب.. لما بلغت القلوب الحناجر.. وهرب كل منافق وفاجر وقد حفر المسلمون بينهم وبين عدوهم خندقا ً.
وأظلم الليل.. واشتد البرد.. وأراد النبي أن يعرف حال الكفار وحدد حذيفة رضي الله عنه ليأتي بخبر القوم .. يقول حذيفة بعد عودته أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا هو قائم يصلي ويدعو.. فلما فرغ بشرته بخبر القوم.. ففرح وكبر.
نعم .. هزم الله الأعداء ونصر الأولياء.. بصلاة ودعاء.
فانظر لما فزع النبي إلي الصلوات.. انكشفت الكربات.
وها هو محمد بن واسع خرج في جيش قتيبة بن مسلم.. فلما التقي الصفان التفت قتيبة فلم ير ابن واسع فأرسل بعض من عنده يطلبونه فلما عادوا إليه: قالوا له وجدناه ساجداً ..ويحرك أصبعه ويدعو.
فقال قتيبة: والله لأصبع محمد بن واسع في الجيش أحب إليّ من ألف شاب طرير.. وسيف شهير..فلما أتاه محمد بن واسع .. قال قتيبه :أين كنت؟
فقال ابن واسع : كنت أهز لك أبواب السماء.
فأين المرضي عن التعبد بالصلوات؟!!
وأين المكروبون عن الركعات والسجدات؟!!
بل أين المظلومون وأصحاب الحاجات؟!!
فبها يشفي المرض وتكشف الكربة .. ويغفر الذنب وتقبل التوبة.
الصلاة مفتاح الرزق
"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى".
أقبل رجل إلي ثابت البناني يستعين به علي حاجة يريدها من بعض الكبراء فمضي معه ثابت فجعل لا يمر بمسجد إلا نزل وصلي ركعتين فلما وصل إلي الرجل فكلمه في الحاجة ، فقضاها من فوره
ثم كلم صاحبه وقال له لعله شق عليك وقوفي عند كل مسجد.. وصلاتي قال نعم قال:ما صليت صلاة ..إلا طلبت إلي الله تعالي أن يقضيها وهاهي قضيت.
نعم الصلاة بوابة الرحمات.. فرحم الله عبادا نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم.. فرضي عنهم وعجل لهم بشراهم لهم مع الصلاة أخبار ..في الليل والنهار.
فهم بالليل من الذين: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً..".
وهم في النهار من: "الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً".
نعم الصلاة.. بها تفتح الباب.. ويرفع الحجاب.. إنها مفتاح السعادة فإذا أجدبت الأرض.. وانقطع القطر.. وهلك المال.. وجاع العيال، فإن الصلاة هي المفتاح فتصلي صلاة الاستسقاء.
وإذا احتار العبد في فعل شيء أو تركه فيصلي صلاة الاستخارة.
وإذا أذنب أو عصي شرعت له الصلاة.
وإذا ضاق الصدر.. وتعسر الأمر شرعت له الصلاة.
وإذا كسفت الشمس وخسف القمر.. لذلك الصلاة.
فهي رأس القربات.. وعز الطاعات
هي راحة الأبرار.. وقرة عين الأطهار
ومن عظمة الصلاة بركوعها وسجودها أن بها تنكشف الكربة العظمي عن جميع الخلق يوم القيامة وذلك عندما يجتمع الأولون والآخرون.. ويطول الانتظار وتزيغ الأبصار.. ويتصبب العرق.. ويشتد الخوف والفرق يكون انكشاف الهم وزوال الغم بسجدة تحت العرش:
بل من أراد مجاورة العدنان في الجنان.. فعليه بكثرة السجود بين يدي الواحد الديان.
فعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ربيعة سلني قلت يا رسول الله أريد مرافقتك في الجنة.
فقال: "أعني علي ذلك بكثرة السجود".
فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه


















أعجبك الموضوع...لا تقل شكرا...ولكن قل ...اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين