المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إفادة حول الاستدلال بأثر عن عمر رضي الله عنه في مشروعية التكبير الجماعي بصوت واحد.



أهــل الحـديث
27-07-2014, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إفادة حول الاستدلال بأثر عن عمر رضي الله عنه في مشروعية التكبير الجماعي بصوت واحد.
الحمد لله شرع لنا عبادته وحه لا شريك له، وصلى الله على نبيه محمد الذي دلنا على شرائع الخير، وحثنا على تكبير الله وتمجيده.

جاء في صحيح البخاري تعليقا:
وكان عمر رضي الله عنه، يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى .
وأثر عمر رواه البخاري (2/ 20)تعليقاً في كتاب العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفات.
قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال: كان عمر يكبر في قبته بمنى، ويكبر أهل المسجد ويكبر أهل السوق، حتى ترتج منى تكبيراً. ووصله أبو عبيد من وجه آخر بلفظ التعليق، ومن طريقه البيهقي.انتهى.

وهذا الأثر قد استدل به عدد من المعاصرين على مشروعية التكبير الجماعي في العيد بصوت واحد، حيث حملوا معنى الأثر على أن عمر كبر فكبر الناس بتكبيره ووافقوه لفظا وصوتا .

وفي هذا الاستدلال نظر من عدة نواح:
أولا: أن عمر رضي الله عنه كان في قبته بمنى يكبر بصوت جهوري فعندما سمع الناس صوته وهم في المسجد تذكروا التكبير فكبروا بعدما سمعوه .فلفظ الأثر< وكان عمر رضي الله عنه، يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون>.
وليس في الأثر أنهم وافقوه في التكبير ! بل هو يكبر في قبته وهم في المسجد .
ثم إن أهل الأسواق لما سمعوا تكبير أهل المسجد تذكروا التكبير فكبروا .
ولم يرد في الأثر أنهم وافقوهم بل كان تكبيرهم بعد تكبير أهل المسجد.
فهذا يدل على عدم اتفاقهم في التكبير بصوت واحد بل كان تكبيرهم بعد أن سمعوا التكبير من غيرهم .
ثانيا: أن الفاظ التكبير الواردة سواء عن الصحابة أو غيرهم كانت بصيغ متعددة وليست بصيغة واحدة .
فلا نجزم بأن كل من في منى كانوا يكبرون بصيغة واحدة .

بل الظاهر مما ورد عن الصحابة وغيرهم تعدد الصيغ وتنوعها .
فكل واحد يكبر بتكبير قد يتفق أو يختلف عن غيره.
فلا نستطيع أن نثبت أن كل أهل منى كانوا يكبرون بلفظ واحد، وذلك لتفرق الناس وتباعدهم ووجودهم في أماكن متعددة، فمنهم من هو في قبته ومنهم من هو في المسجد ومنهم من هو في السوق.
بل حتى في التلبية في الحج كان ابن عمر رضي الله عنه يزيد لبيك وسعديك والخير بين يديك والرغباء إليك والعمل، وكان بعض الصحابة الآخرين لايزيدون هذا، فهذا دليل على عدم اتفاقهم بالتلبية بصوت واحد.

وقد كان منهم الملبي ومنهم المكبر في الحج كما جاء عن ابن عمر، قال: غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة فمنا الملبي، ومنا المكبر. فهذا يدل على عدم اتفاقهم على التكبير بلفظ وصوت واحد.
وعلى هذا لا نستطيع إثبات التكبير الجماعي بلفظ واحد استدلالا بأثر عمر رضي الله عنه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
عبدالرحمن بن عمر الفقيه@mahlalhdeeth
29/9/1435ه.