المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اريد أن اكون إنساناً .. !!



الامر الواقع
10-01-2008, 02:24 PM
(أريد أن أكون إنساناً محترماً في دنياي وفي آخرتي)
إنك تنظر إلى نفسك فتجد أنك تقع في المعاصي، تنظر إليها مرة أخرى فتجد أنها لم تحقق ما تصبو إليها من أمور الدنيا أيضًا، ثم تنظر إلى هذا الوضع نظرة جادة فترى أنه وضع لا يرضي الله أولاً ولا يرضيك أنت أيضًا لأن رضاك دائر مع رضا الله جل وعلا، فأنت تريد من نفسك أن تكون ذلك الانسان المؤمن الذي أخذ بطاعة الله الذي اعتز بالقرب من ربه، الذي يحصل مصالح دينه ودنياه، الذي إن تقدم لخطبة فتاة مؤمنة فرح أهلها به وتشرفوا أن يتقدم إليهم مثل هذا الشاب المؤمن صاحب الخلق وصاحب الدين الناجح في دينه ودنياه، هذا الذي تريده، وبعبارة أخرى: تريد السعادة في الدين والدنيا وتتألم لحالك ويحصل لك مشقة ليست بالهينة بسبب هذا الوضع الذي تعيشه، حتى إنك تشعر أنك كالغريق الذي يحتاج من ينجده.

نعم هذا الشعور الذي في نفسك هو شعور من عرف خطأه، ومن عرف أن تماديه فيه سيؤدي إلى ضرر محقق بل ربما إلى هلاكه، ولكن في هذا الكلام أيضًا دلالة عظيمة وإشارة بليغة، إنها همتك التي تحثك على طاعة الله، إنه حب طاعة الله وطاعة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، إنها الرغبة في الخير، إن فيك بكرم من الله وفضل مادة الخير ظاهرة قوية، إنك تكره أن تكون عاصيًا لله وحتى وإن اقترفت بعض آثام فأنت تكره أن تقع فيها وما أن تفارق هذا الإثم حتى تعضَّ أصابع الندم أسفًا وحسرة على ما فرط منك، فأنت بحمد الله عز وجل فيك الخير وفيك الهمة التي تنبعث فيك لتحصِّل مصالح دينك ودنياك، ولكن يبقى السؤال الأهم بعد ذلك: كيف أصل إلى سعادة الدين والدنيا؟

أن يكون أول ما تقومه وأول ما تحصله هو أن تحدد هذا الهدف وأن تعيِّنه حتى يصير واضحًا جليًّا أمام عينيك، ثم تنتقل بعد ذلك إلى تحصيله وإلى بذل الجهد في طلبه، فما هو هدفك؟ إنه محصور في كلمتين اثنتين: (رضا الله تعالى) فهذا هو هدف كل مؤمن، وهدف كل من شرح الله صدره ونوَّر بصيرته، فهدفك أن تكون شابًا مؤمنًا قد أرضى ربه، قد حصل هدى الله وتوفيقه، قد نال وظفر بقربه من ربه، فحينئذ تكون قد حصّلت كل ما تريده من خيري الدنيا والآخرة.

فإن قلت: فهذه الدنيا التي لا بد لي من الحياة فيها ولا بد لي من تحصيل مصالحها، فكيف لي بذلك وقد جعلت همي أمرًا واحدًا وهو تحصيل رضا الله تعالى؟

فنقول إن كل ما يصلح دنياك هو داخل في تحصيل رضا الله تعالى، أليس تحصيل الرزق من طاعة الله عز وجل لتصون نفسك عن مدِّ يدك إلى الناس؟! أليس أن تكون يدك هي اليد العليا أحب وأرضى إلى الله جل وعلا وأخير؟! أليس أن تحصن نفسك بالزوجة الصالحة وأن تنشأ الذرية المؤمنة من أعظم القربات التي يرضى عنها جل وعلا .
فالمقصود هو أن تكون متقيًا ربك حيثما كنت، كما قال صلى الله عليه وسلم في وصيته العظيمة الجامعة: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)، وهذا الحديث العظيم يجمع لك أصول الخير كله، فقوله صلوات الله وسلامه عليه: (اتق الله حيثما كنت) يبين لك أن تكون مستقيمًا على طاعة الله في جميع أحوالك كما قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}، وهذا هو حقيقة الاستقامة وهي تقوى الله في جميع الأحوال وفي جميع الأوقات، وقوله صلوات الله وسلامه عليه: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) إشارة إلى دواعي الذنب إن وقع للإنسان حتى لا يقدح في استقامته، فإذا صدر منه ذنب عالجه بالتوبة ليظل مستقيمًا على طاعة الرحمن، كما قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}، وقوله صلوات الله وسلامه عليه: (وخالق الناس بخلق حسن) هو الذي يجعلك انسانا في اعين الناس.

( منقول ومعدل )

وجن محمد
10-01-2008, 04:23 PM
.


(وخالق الناس بخلق حسن) هو الذي يجعلك انسانا في اعين الناس.

اخي الامر الواقع .. والله صدقت في كل كلمة نقلتها هنا ..

الله يعطيكـ الف عافية ,,

اذكر الله
10-01-2008, 04:30 PM
((وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ))

أخي الأمر الواقع

سلمت يمناك لما نقلت وسطرت

كلام واقعي وعبارت مليئة بالنصح والفوائد العظيمة

جهود واضحة وتميز ملحوظ

بارك الله فيك

تقديري وإحترامي

@الخياله@
10-01-2008, 05:05 PM
الاخ الفاضل / الامر الواقع

جزاك الله

كل خير

سطور جدا قيمه

يعطيك العافيه

-
-
-

أختكـ الخياله

الامر الواقع
11-01-2008, 12:26 AM
الاخوات رحيل العمر

اذكر الله

الخياله

تقديري واجلالي لمروركن الراقي

وبدعمكم ودعائكم ارتقي

سموالاميرة
11-01-2008, 06:49 PM
الف شكرلك...
على الموضوع والاسطرالرائعه
وحسن أختيارك
والله يعطيك العافيه
وبنتظارالقادم منك دائما...