المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحركة الكشفية و الخدمة الاجتماعية



لمياء الديوان
09-01-2008, 09:51 AM
تطورت الخدمة الاجتماعية تطورا ملموساً وكبيراً ولم تتوقف مجالاتها على مساعدة الأفراد والجماعات بل امتدت إلى تحقيق النهوض بالمجتمع الإنساني وتوفير الفرص الكافية، والإسهام في مجالات التنشئة الاجتماعية عن طريق تأكيدها على الخدمات الكبيرة للأطفال والشباب وإكسابهم الاتجاهات الاجتماعية المطلوبة.
إذ أن التطور الذي شهدته الحياة في جميع مجالاتها جعل للخدمة الاجتماعية أهدافها في إحداث المتغيرات في الأفراد والجماعات والمساعدة على التكيف بين الإنسان وبيئته الاجتماعية والطبيعية من أجل إحداث التحولات في حياته وإشباع رغباته واحتياجاته وتغير اتجاهاته ومساعدته على زيادة قدرته للقيام بوظائفه عن طريق مختلف النشاطات التي تطور تفاعله مع الآخرين .
إن الخدمة الاجتماعية تقوم بتقديم المساعدة عن طريق ثلاثة مجالات ( خدمة الفرد ، وخدمة الجماعة ، وتنظيم المجتمع ) وهي تهدف في هذه المجالات إلى تقديم المساعدات للجماعات والاهتمام بتطوير واستغلال الموارد البشرية والمادية .(1)

ومما لاشك فيه أن التربية الكشفية هي أفضل وسيلة لإكساب الأطفال العادات الصحيحة التي تساهم في تكوين شخصيتهم وبنائها البناء المطلوب الذي يؤهلهم من أجل خدمة المجتمع والوطن وأنفسهم وإعدادهم مواطنين صالحين ينشؤون على القيم والتقاليد القويمة والنافعة .
إن اهتمام الحركة الكشفية بالميادين المختلفة للخدمة الاجتماعية يعني جعل الأطفال نقطة إشعاع مضيئة في المجتمع ولاشك أن ذلك يحتاج تظافر جهود وتنسيق جدي وكبير بين مختلف المؤسسات التربوية والشبابية لكي يأخذ مداه العملي والتطبيقي من اجل أن تكون هذه الحركة أداة فعالة وحقيقية في خدمة المجتمع والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ونكون قد نقلنا فعاليات الحركة الكشفية إلى الأجواء الصحيحة والملائمة لحركة التطور الاجتماعي الذي يشهده مجتمعنا في بناء الإنسان الجديد الحريص على وطنه ، لان ممارسة الخدمة الاجتماعية توفر الفرص الكبيرة أمام الأطفال لتعلم المعاني السليمة وإكسابهم الخبرات الجيدة في خدمة المجتمع ولتصبح متصاعدة مع قدراتهم البدنية ومشاعرهم وخصائصهم النفسية والذهنية ووسيلة إيجابية للكشف عن استعداداتهم للمساهمة في ميادين العمل الطوعي ، لذا تجد الباحثة ان الخدمة الاجتماعية بميادينها المتعددة توفر الأسس القوية لانطلاقة الجيل الجديد وفي تكوين البنية الأساسية لبنائه القوي المؤمن والمتفاعل والمنتج والمبدع والمتمكن من تأدية الواجبات والمسؤوليات التي تتماشى مع الانتماء الوطني الصحيح الذي يجعل لديه الاستعداد الدائم لخدمة المجتمع ، خاصة إن هذا النشاط له آثاره المتعددة في تطوير قدرات واستعدادات الطفل وتنمية إدراكه ودوره ومكانته إضافة إلى تنشئته تنشئه اجتماعية إيجابية عن طريق المشاركة الجماعية والتعامل مع الآخرين بروح العمل والاعتماد على النفس والفاعلية الذاتية والمشاركة الاجتماعية ونمو الصفات الشخصية الحسنه أضافه إلى اكتسابه المهارة الحقيقية في التعامل والتعاون مع أطفال يجمعهم هدف واحد .
وتهدف الخدمة الاجتماعية للأشبال والزهرات إلى هدفين :
 هدف تربوي
يساعد هذا الهدف على تنشئة الفتية والفتيات تنشئه صالحة والتحول من الشخصية الفردية إلى الشخصية الاجتماعية التي تقدر معنى الخدمة العامة وتضحي في سبيلها .
 هدف إنتاجي
هو الاشتراك الفعال في برامج مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والتطور الثقافي وإتاحة الفرص للاشتراك في برامج متعددة كالقيام بحملات التشجير أو مكافحة الأمية أو نشر الوعي الصحي .
إن الخدمات الاجتماعية تخلق المواطن الصالح المتفاعل مع بيئته ومجتمعه وتشعره أن عليه رسالة مقدسة يجب أن يقوم بها تجاه وطنه وأمته .(1)


في العراق فقد بدأت حركة الأشبال في عام 1925 وخصوصاً في المدرسة المأمونية ببغداد وحظيت هذه الحركة بالدعم لاهتمامها بالأطفال وخاصة من عمر (12-6) سنة أي خلال المرحلة الابتدائية ، واستمر الاهتمام بها منذ نشأتها حتى يومنا هذا، وكان نصيبها كبيراً في المدارس الابتدائية حتى في المدة التي توقفت فيها الأنشطة الكشفية أعني من عام (1948-1941) لكن حركة الأشبال استمرت ، وتميزت هذه الحركة بملابسها الجميلة والشارات التي كانت تزين صدور الأشبال.(2)


المبحث الخامس : الهيكل التنظيمي للحركة الكشفية (عالمياً وعراقياً):-
اولا : الهيكل التنظيمي العالمي للحركة الكشفية
عندما بدأت الحركة الكشفية وبدأ إقبال الشباب على الانضمام إلى هذه الحركة اخذت تتكون الفرق الكشفية في جميع إنحاء العالم ، ولأجله دعت الحاجة إلى وجود مؤسسة كشفية عالمية ُتنظم عمل هذه الفرق ، وكان ذلك حينما تشكل المكتب الكشفي العالم.(1)

يبين الهيكل التنظيمي العالمي للحركة الكشفية
ثانيا :-الهيكل التنظيمي للنشاط الكشفي في العراق
عندما بدأت الفرق الكشفية تتشكل في العراق وتنتشر دعت الحاجة إلى وجود هيكل تنظيمي للنشاط الكشفي في العراق كأداة لتوضيح توزيع السلطات والمسؤوليات على الوظائف في المستويات الإداريــــة المختلفة كما يبين وسائل الاتصال الرسمي بينها ومســـتويات الأشراف عليها ". (1)


إذ إن الانخراط المبكر في هذه الحركة من خلال الفرق الكشفية يأتي في غاية الأهمية لحياة الإنسان ، فالفرد يشعر بأهميته وبأن له دوراً مهماً يريد أن يؤديه و لما يملكه من طاقات كبيرة يجب أن تستغل في أمور جيدة لخدمة البلد ، لذا فالتخطيط يعد في غاية الأهمية لحاجة المجتمع في هذه المرحلة للبرمجة والإفادة من الموارد المتاحة الموجودة فيه ، ولعل مقولة مؤسس الحركة " حاول أن لا تغادر هذا العالم إلا وقد تركته احسن من ذي قبل " لها ابلغ الأثر في أن على الجميع العمل بشكل جماعي من اجل الخدمة العامة وبذلك نكون قد وضعنا الحجر الأساس لتنشئة جيل يسهم في بناء بلده .ومن هنا نرى أن مفهوم الكشفية قد تغير من كونها حركة لملئ أوقات الفراغ إلى أداة أصبح استخدامها واجباً لاكتشاف المواهب والقدرات ثم صقل هذه المواهب وتلك القدرات لتنمية شخصية الفرد ليسهم في بناء المجتمع . (2)
وتعد شارات الهواية الوسيلة التي يتسلح بها هولاء الفتية في خلق الإبداع والمهارات والتجديد من خلال ربط الحركة الكشفية بالبيئة المحيطة بها بشتى الوسائل لذلك أسهمت هذه الحركة في الكثير من العمليات التي تساعد على تنمية المجتمع فمثلاً أسهمت في التعاون مع باقي المؤسسات في إقامة تحالف دولي ضد الجوع وهي المشكلة التي يعاني منها بحدود (840) مليون شخص ويؤدي أيضا بحياة إعداد كبيرة من الأطفال قبل بلوغهم سن الرشد من خلال إقامة حملات لتوعية المزارعين وتشجيعهم على تحسين إنتاجهم وتزويدهم بكل الأمور التي تحسن الإنتاج . (3)
ويمكن إسهام الحركة الكشفية في حملات العمل الشعبي لتنظيف الأحياء أو الإسهام في بناء المدارس أو في حملات التشجير أو في حملات التوعية المروية، وأيضا بالإمكان إشراك الكشافين في استقبال الضيوف الرسميين وعلى مستوى الدول وذلك بعد أن يكونوا قد أخذوا فكرة كاملة عن هذا الفن ومنذ أول المراحل وهم الأشبال والزهرات وبالتدرج لما لهذا الفن من أهمية لانه وسيلة فعالة في إيجاد قنوات اتصال بين الجمعيات والمؤسسات والهيئات والجمهور ، لهذا نرى إن اغلب الدول قد اهتمت بأسلوب استقبال الشخصيات ونمته لدى كشافيها للإفادة منهم ويعدوا واجهة لتلك الدول . .(1)

ظهرت حركة الكشف وارتبطت بالبرنامج التربوي لكي تعد النشء وتهيئه بوسائل جذابة ليكون مواطناً مستنيراً قادراً على الاعتماد على نفسه ويكون اكثر نفعاً لغيره ومتأهباً لوطنه " أن جدَ الجْد" ولقد كانت هذه الحركة ولاتزال في مضمونها التربوي ولاجتماعي تمثل طريقة نافعة تعتمد على مجموعة من الناس اختاروا لانفسهم أن يقوموا بدور معين في الحياة إلا وهو الخدمة العامة في مختلف مجالاتها وصورها بدءً بخدمة المواطنين والعناية بالنفس وانتهاء بالرقي الحضاري الخاص بالبيئة والمجتمع على المستوى القومي والإنساني كما أنها حركة تربوية تعد النشء لحياة افضل مستمداً ذلك من الوعد والقانون وتهدف إلى المساعدة على نموه الطبيعي وتمكنه من خدمة وطنه ومجتمعه خدمه مبنية على التجربة والمعرفة والإيمان وتدعيم خلقه وشخصيته وقدرته على التحمل وزيادة الثقة في قدراته والاعتماد على النفس وتنمية الرغبة والاستعداد لخدمة الغير بإلاضافة إلى الحصول على المعلومات عن طريق تجاربه الذاتية والإفادة من الخلاء الذي في ظله تنفذ برامج المراحل الكشفية جميعها والذي يعد المحيط الأفضل لتطبيق الأسلوب الكشفي (1)
إن طبيعة الحركة الكشفية كحركة ذات طابع تربوي مفتوحة للشباب جميعهم دون تفرقة في الجنس وهدفها تنمية الشباب لتحقيق أقصى قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والثقافية لها ممارساتها الكثيرة في تآلف الصبي بالمجتمع الذي يعيش فيه واندماجه تدريجياً في هذا المجتمع . (2)
إن ما جاءت به هذه الحركة هي مبادئ مستلهمة من العادات والتقاليد ومن تعاليم الأديان السماوية وأنها اقتباسات من الكتب المقدسة وسير الأنبياء والمرسلين ومبدأ التضامن الاجتماعي والعمل ومساعدة الغير وهي الأسس التي كانت ترتكز عليها المجتمعات في غابر التاريخ سواء أكانت أفريقية أو عربية أو غيرها .(1)
وأصبحت النشاطات والبرامج الكشفية أداة في تكوين الشخصية الاجتماعية المتفهمة لمسؤولياتها الإنسانية والوطنية بصفتها طريقة للحياة المنظمة والفاعلة التي تدعم القيم والنظام وروح العمل في حياة النشء الجديد وجعله اكثر حيوية والتزاماً في تأدية الواجبات المطلوبة بما يجعلهم اكثر مسؤولية واعمق شعوراً بحب العمل والطبيعة والتجديد الذي يأخذ أبعاده النفسية والاجتماعية والتربوية والعقلية ، إذ يرى بعض الرواد للحركة الكشفية أنها نشاط يسعى إلى اكتشاف الفتيان لموجودات الطبيعة والبيئة واستطلاع العلوم والفنون والآداب والريادة بالإضافة إلى تربية النشء ليكون قادراً على الاعتماد على ذاته في المعايشة مع آية بيئة خلوية وتحت أي ظرف لذلك جاء شعار الكشاف ( كن مستعداً ) وهما كلمتان صغيرتان لكنهما ترمزان ألي أن الكشاف مستعد وجاهز في كل لحظة لأن يبذل جهده في مساعدة الآخرين. (2)
إن دور التربية الكشفية في عملية التنشئة الاجتماعية والبناء النفسي للأفراد على مختلف فئاتهم العمرية ومن خلال الكثير من الممارسات والبرامج والنشاطات تجعلهم طاقة متجددة في مجتمعاتهم وتحقق ما ذهب إليه العديد من المفكرين الذين يجدون أن الشباب ليس زمنا من الأزمنة إنما هو شعور بالنفس وتصميم في العزيمة وتوقد في الخيال ونشاط في العواطف وغلبة الشجاعة على الخوف والتهيب .. ولاشك أن ما ذهب إليه الشاعرالامريكي " صاموئيل اولمان " بهذا الاتجاه وما أكده في قوله انه مامن أحد يهرم لأنه عاش عدداً من السنين إنما يهرم الناس حينما يهجرون مثلهم العليا جانباً .(3)
إن دور التربية الكشفية يهدف إلى جعل النشئ الجديد قوياً مثابراً معطاءً حريصاً لأنه يهدف إلى تزويدهم بالمهارات الاجتماعية اللازمة للحياة في المجتمع ويستمدون قيمهم الذاتية وعاداتهم وسلوكهم وممارستهم من طبيعة أهدافها ومبادئها وبذلك تحتل هذه الحركة دورها وأهميتها في عملية التنشئة الاجتماعية الصحيحة والإيجابية لمختلف الفئات العمرية للشباب .

طيبه عجام
09-01-2008, 10:41 PM
د. لمياء الديوان

ابداع وتواصل مع خبره علميه رائعه

جزاك الله خير

تحيتي

جواهر
09-01-2008, 10:51 PM
الله يعطيك العافيه لمياء ويجزاك خير......

لمياء الديوان
10-01-2008, 02:47 PM
طيبة عجام


شكرا لك بارك الله فيك

لمياء الديوان
10-01-2008, 03:06 PM
جواهر


شكرا لمرورك الذي عطر صفحتي تقبلي تحياتي

سارهـ
10-01-2008, 06:10 PM
د.لمياء الديوان


عطاء بلا انقطاع


دمتي لنا

لمياء الديوان
05-02-2008, 12:41 PM
ساره

تسلمي مرور عزيز على قلبي