المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الصفة اللازمة والكاشفة



أهــل الحـديث
19-07-2014, 06:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نظم رسالة:
(الفرق بين الصفة اللازمة والكاشفة)
للشيخ العلامة الجليل/ المحمود بن الشيخ حماد الحسني الإدريسي التَّبُورَقي ت 1407هـ
وناظمها / أبو عمر أحمد محمد بن الحاج الحسني الأدرعي الجَلاليُّ، وقد نظمها عام 1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
مقدمة:
حمدا جزيلا ًوثنائي أصفي...للواحد الحيِّ الجميل الوصفِ
من لزمت صفاتُه الكمالا...وأحرزت اسماؤه الجمالا
ثم على نبينا المحمود...خير صلاة ربه المحمود
تعمُّ جمعَ صحبه المُصفَّى....وءالَه الأخيار صفًّا صفا
وبعدُ فالعلم كبحرٍ زاخر...به احتيازُ درر المفاخر
وكان ممن غاصه فجلَّى...وباللئالي كلَّ جيد حَلَّى
أبو المكارم، أبُو المعالي...من كعبُه فوق الثريَّا عال
أعني به المحمودَ من حاز الرسوخْ...وكيف لا وإنه شيخُ الشيوخ
يا كم له عليك من أيادي...عمَّت، ولا كالغيث أهلَ ناد
وقد رأيتُ من يسير بِره...تتويجَ نثره بنظم دُره
إذ قد أتى بالعجب العُجاب...به تحارُ فكرُ النجاب
فساق في لفظٍ وجيز المعنى...بدائعاً بها اللبيبُ يُعنى
فانبجست من الصفات كالصفا....عينُ البيان، عذبها عينُ الصفآ
فسم نظمها ب(شمس كاشفه....عن لازم الصِّفة مثل الكاشفه)
والآن فلأشرع وربّنا الأجلّْ...يقبلُه بفضله عز وجلّْ
الصفة اللازمة:
فـ(لازم الصفة) إن تُبنهُ... ما ليس موصوفٌ يُفَكُّ عنهُ
في سائرِ الأوضاع والأزمان...يبينُ، أو ما كان للمكان
فحيثما الموصوفُ عنها انفكَّا...فالوصفُ باللزوم عنها فُكا
كوصفنا (للذيب) بـ(الأذلِّ)...فإنه يلزمُهُ كالظلِّ
إذ الأذلِّيةُ لا تبينُ...فإنها لذاته تبيينُ
كذلك التمثيلُ أيضاَ جَاءِ...في نعتك (الضبعَ) بـ(العرجاءِ)
وفي مطاوي الذكر جِيء بالنبي...بعد الرسول وهْو بالنَّصب حُبي
فباعتبارك الضميرَ في الرَّسولْ...لبَشَريٍّ لا السِّوى إدراك سول
فقد تجرَّدُ الرسالةُ، ولكْ...إن رمت تمثيلاً لها لفظ الملكْ
ثم النبيُّ سيقَ للتنصيص...فامنع لزومَه على التخصيصِ
الصفة الكاشفة:
أما (التي تكشفُ) فهي تُعنى...بمَيْز موصوفٍ وتجلو المعنى
كأنها رسمٌ، فإن تعرِّف...جسماً فبالطول وبالعرض تفي
بالعمق ثلثها، فهذه الثلاثْ...كالثوب فوق الجسم دائماً تُلاثْ
فإنه لو قيل ما الجسمُ؟ لصحّْ ...وصفُك إيَّاه بما قبلُ اتضح
ثمَّ بهذا القدر الامتيازُ...عن اختها فحكمُها انحيازُ
لأن لازمتَها ليست تصِح...جواب "ماهو" وبالئاتي تضِح
فإن تقل ما الذيبُ؟ فالأذلُّ لا...يُرضى جوابُك لأمر عللا
إذ الأذليةُ قد توجدُ في...إنسٍ وفي بعض الحقائق تفي
الفرق بين الصفتين اللازمة والكاشفة:
ثم محصَّل الكلامِ الئاتي...يفصل بين تين في الصِّفاتِ
فلا تعرُّضَ للازمتها...رأساً إلى معناةِ موصوفاتِها
من حيثما هي هيه، ولا كذا...كاشفةٌ على الصَّواب المُحتذى
وإنما يقالُ من حيث هيه...لعلةٍ سوف تبينُ زاهِيه
وسرُّها أن التي تلزم قد...تكشفُ، فليضممه منك المعتقد
لكن بيانها لمعنى ما وُصف...من حيث لازميَّة بعدُ عرف
ثمت ذاتُ الكشف حتماً تلزمُ...وبالتأمُّل بصدقٍ تُعلمُ
واستوضحنه بالمثال السَّابقِ...والجسم أعني مع وصفٍ لاحقِ
فالامتداداتُ الثلاثُ مما...يدرى ضرورةً لجسمٍ تنمى
فلا ترى تنفكُّ عنه أبدا...وذاك معنى للزوم إن بدا
وكم يُرى اللزومُ عند الكشف...وقد مضى في مُثُل بالكشفِ
فنسبةٌ بينهما إن تُطلق...محضُ العموم والخصوص المطلق
وهذه ليست عليك تخفى...كالبدر، بل بدرُ التمام أخفى
فالحمد لله على الإنعام...بنعمةِ الإسلامِ والإتمام