المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب ...اجناس و لغات ..و اللهجة العامية التي لم تنشأ من عدم



أهــل الحـديث
18-07-2014, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


خِلافاً لما هو شائعٌ عند العامة بأن لغة القرآن التي نعرفها هي "اللغة العربية الوحيدة" و سائر ما عداها فهو تحريف للعربية

و هذا خطأ


فالعربية لغات كثيرة ...و لغة القرآن هي (لغة قبيلة قريش) فقط و هي إحدى لغات العرب ...نزل بها القرآن لانها افصح و اقوى اللغات العربية

فلغات العرب على اختلافها لما تنشأ حديثاً كما يُظَن ، و إنما هي لغات قديمة


و لنأخذ جولة مع امثلة متنوعة على ذلك :


فمثلاً من لغة بني اسد ما عُرف بالـ (كشكشة) فهم يبدلون الكاف شيناً فيقولون : "عَلَيْشَ" بمعني "عَلَيْكَ". ويُنشدون :
فَعَيْناشِ عيناها وجيدش جيدُها ... ولَوْنُشِ إِلاَّ أنها غيرُ عاطلِ
وقال آخرون: يَصِلون بالكاف شيناً، فيقولون: "عَلَيكِش"
وهي لغة وليست لهجة كما يقال ولقد كانت هذه لغة بني تميم حيث إنهم كانوا يكشكشون بمعنى يوشوشون ولذلك نزل عليهم القرآن بلغتهم لغة بني تميم وهي إحدى القراءات العشر في القرآن ، ومن الآيات التي نزلت على لغتهم قوله تعالى في سورة مريم:
(وهزي اليش بجذع النخلة تساقط اليش رطبا جنيا ) .واستخدمت الشين بدلا من الكاف ، وهذه القراءة متعارف عليها عند أهل القرآن
والكشكشة كذلك في بني ( سعد ) كما قال الجوهري أو في (ربيعة ) كما قال الليث: إبدال الشين من كاف الخطاب المؤنث خاصة كـ(عليش ، ومنشِ ، وبشِ ). في مقابل : عليكِ ، ومنكِ ، وبكِ ، وأنشدوا من قول مجنون ليلى:
فعيناش عيناها ولونش لونها == ولكن عظم الساق منش دقيق
= قال ابن سيدة : قال ابن جني : وقرأت على ابي بكر محمد بن الحسن عن ابي العباس احمد بن يحيى لبعضهم :
عليَّ فيما ابتغي أبغيش
بيضاء ترضيني ولا ترضيش
وتطيب ودَّ بني أبيش
إذا دنوتُ جعلتُ تنئيش
وإن نأيتُ جعلت تدنيش
وإن تكلمت حثت في فيش
حتى تنقي كنقيق الديش.
و من الواضح ان هذه الكشكشة لا تزال موجودة الى الان مع تغيير بسيط ، فلهجة بادية الشام و الاردن و العراق و ساحل الخليج و حضارمة اليمن جميعا ينطقون إلى الان الكاف =(تش) . مثلاً : عليك=عليتش


و من لغة اسد كذلك ، كسر اول الكلمة ، مثلا (يَختلف بلغة قريش=يِختلف بلغة اسد) (نَستعين بلغة قريش=نِستعين بلعة اسد) (يَتّقى عند قريش=يِتّقى عند اسد) ...إلخ
و هي ما يُعرف بالـ "تلتلة"


الوتم :
الوتم : هو قلب (السين) في أواخر الكلمات (تاء) ، والوتم يعزى إلى قبائل في اليمن ، فيقولون :
« النات ، والأكيات » يريدون قول : الناس ، والأكياس ، ومن شواهد ذلك قول شاعرهم / علباء بن أرقم :
( يا قبح الله بني السعلات ♣ عمرو بن يربوع شـرار النات ♣ ليسو أعفاء ولا أكيات)
يريدون بـ « شــرار النات » : شرار الناس ، ويريدون بــ « ولا اكيات » : ولا اكياس


و من لغة بني تميم و قضاعة و غيرهم (العَنْعَنة) فقلبهم الهمزة فِي بعض كلامهم عيناً. يقولون: "سمعتُ عَنَّ فلاناً قال كذا" يريدون "أَنَّ".
ورُوي فِي حديث قَيْلَة: "تَحسب عَنِّي نائمةٌ" قال أبو عُبيد: أرادت تَحْسب أني، وهذه لُغة تميم. قال ذو الرمّة1:
أَعَنْ ترسَّمت من خرقاء منولة ... ماءُ الصَّبابة من عَيْنيك مَسْجُومُ
أراد "أن", فجعل مكان الهمزة عيناً.
و هذه اللغة موجودة إلى الان في بلاد كثيرة ، مثلا في صعيد مصر يقولون "لع" بدلاً من "لا" ...و في الامارات "برع" بدلاً "براً" اي خارجاً و سمعت ان بعض بلاد المغرب تنطق بها


و من لغة تميم كذلك انهم يُلحقون القاف باللَّهاة حَتَّى تَغْلظ جداً فيقولون: "القوم" فيكون بَيْنَ الكاف والقاف، وهذه لغة فيهم. قال الشاعر1:
ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوم قَدْ نضجت ... ولا أكولُ لبابِ الدَّار مَكْفولُ
وهذه اللغة موجودة الى الان في كل البلاد العربية ، و هو إبدال القاف بحرف (الجيم المصرية)


و اما قبائل ربيعة و مضر و بكر و هوازن فلديها الكسكسة إنما هي أن يَصِلوا بالكاف سيناً، فيقولون: "عَلَيْكِسْ"
و تكثر هذه اللغة في بلاد نجد اليوم


و اما في لغة حمير :
من الاختلاف: اختلاف التضادِّ، وذلك قول حِمْيَر للقائم "ثبْ" أي اقعد.
فحدثنا علي بن إبراهيم القطَّان عن المفسر عن القتيبي عن إبراهيم بن مسلم عن الزبير عن ظَمْياء بنت عبد العزيز بن مَوألة قالت: حدثني أبي عن جدّي موألة أن عامر بن الطُّفيْل2 قدم عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَوَثَّبَهُ وِسادة، يريد فرشه إياه وأجلسه عَلَيْهَا.
والوِثاب: الفراش بلغة حِمْيَر. قال: وهم يسمّون الملك إِذَا كَانَ لا يغزو "موثَبان" يريدون أن يطيل الجلوس ولا يغزو، ويقولون للرجل "ثب" أي اجلس.
وروي أن زيد بن عبد الله بن دارِم وفد عَلَى بعض ملوك حِمْيَر فألْفاه فِي مُتَصَيَّد لَهُ عَلَى جبل مُشْرِف، فسلم عَلَيْهِ وانتسب له، فقال لَهُ الملك "ثب" أي اجلس، وظن الرجل أنه أمره بالوثوب من الجبل فقال: "لتجدني أَيُّها الملك طْواعاً" ثُمَّ وثب من الجبل فهلك، فقال: الملك: مَا شأنه? فخبّروه قصته وغلطه فِي الكلمة، فقال: "أما أنه ليست عندنا عربية: من دخل ظَفارِ1 حَمّر" وظفار المدينة الَّتِي كَانَ بِهَا، وإليها ينسب الجَزْع الظفَّاري. من دَخل ظفار فليتعلم الحميرية.

و في (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها) :
((وأما من زعم أن ولدَ إسماعيل عَلَيْهِ السلام يُعيّرون وَلدَ قَحْطان أنهم ليسوا عرباً، ويحتجُّون عليهم بأنَّ لسانَهم الحِمْيريَّة وأنهم يُسَمُّون اللِّحية بغير اسمها -مع قول الله جلّ ثناؤه فِي قصة من قال: لا تأخذ بلِحْيتي ولا بِرَأْسي- وأنهم يُسمُّون الذّيب "القِلوْبَ" مع قوله: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} 1ويسمون الأصابع "الشنَّاتر" وَقَدْ قال الله جلّ ثناؤه: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} 2 وأنهم يسمّون الصَّديق "الخِلْمَ" والله جل ثناؤه يقول: {أَوْ صَدِيقِكُمْ} وَمَا أشبه هَذَا. فليس اختلافُ اللُّغات قادِحاً فِي الأنساب.
ونحن -وإن كنا نعلم أن القرآن نزل بأفصح اللغات- فلسنا نُنكر أن يكون لكلّ قوم لغة. مع أن قحطان تذكر أنهم العرَب العارِبة، وأن مَن سواهم العرَب المَتَعَرِّبة، وأن إسماعيل عَلَيْهِ السلام بلسانهم نَطق، ومن لغتِهم أخَذَ، وإنَّما كَانَتْ لغةُ أبيه -صلى الله عليه وسلم- العِبرية وَلَيْسَ ذا موضوعَ مفاخَرة فنَستَقصي))

و من لغة حمير "الطمطمانية"
و هي إبدال ال التعريفية إلى ام التعريفية
وتنسب الطمطمانية إلى قبائل منها :
( طي ، والإزد ، وحمير،وقبائل جنوب جزيرة العرب ،وغالب قبائل اليمن، ومنطقة جازان) فهم يقولون :
« طاب امهواء ، وصفا امجو» يريدون طاب الهواء ، وصفا الجو .
â–ھ وقد روي عن بجير بن عنمة الطائي – احد بني بولان – قوله :
« ذاك خليلي وذو يعاتبني ♣ يرمي ورائي بامسهم وامسلمة »
= وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رجلا من أهل اليمن سأله : (هل من امبر امصيام في امسفر) ؟
فرد عليه صلى الله عليه وسلم : « ليس من امبر امصوم في امسفر» ولم اجد الحديث في الصحيحين ، ولعله في الأسانيد الأخرى ، إنما هو مشهور.
و لهذه اللغة بقاء الى الان في اقاليم اليمن كما ذكرنا مثل اقليم تهامة ، و كذلك في بعض كلام اهل الشام و مصر . مثلما نقول احيانا (امبلى=بلى) و (امبارح=البارح)


و من لغات العرب الاستنطاء :
و هو جعل العين نونا ، إذا جاورت الطاء في كلمة واحدة ، وقد روي أن هذا اللقب للهجة ، سعد بن بكر، وهذيل والإزد ، وقيس ، والأنصار ، والاستنطاق هو كما مر معنا هو، جعل العين الساكنة نونا ،إذا جاورت الطاء ، فيقولون :
« أنطاك ، وانطاني ، وانطني » في : « أعطاك ، وأعطاني ، واعطني » . وقرء شاذا قوله تعالى : ( إنا أنطيناك الكوثر)
و هذه اللغة لها وجود في بلاد العراق الى اليوم


الشنشنة:
و هي قلب حرف الاستقبال (السين) (شينا) في أول الكلمة ، فيقولون : « شأسافر شأتعيش ، شأرجع شنقوم ،وشنرقد » . وقد نسبت الشنشنة إلى أهل اليمن ، ومنطقة جازان .


العجعجة :
وكذلك الياء تجعل جيماً فِي النَّسب. يقولون: "غُلامِجْ" أي "غلامي".
وكذلك الياء المشدَّدة تحوَّل جيماً فِي النَّسب
يقولون: "بَصرِجّ" و"كُوفِجّ" قال الرَّاجِز2:
خالي عويفٌ وأبو عَلِجّ ... المُطْعِمَانِ اللحمَ بالعَشِجِّ
وبالغَداةَ فِلَقَ الْبرْنِجِّ ...


الفحفحة:
هي قلب حرف ( الحاء) (عينا) ، وهذا لقب لهجة هذيل ، فيقولون في حتّى :« عتى » ، وفي حين:« عِين » .
وقد روي : أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سمع رجلا من هذيل يقرأ قول الله تعالى حتى حين ) بفحفحة هذيل:
« عتى عِين » فقال للهذلي : من أقرأك هذا ؟ قال الهذلي : ابن مسعود . فكتب إليه ، فقال : ( إن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ، وجعله عربيا ، فاقريء الناس بلغة قريش ، ولا تقرئهم بلغة هذيل ، والسلام ).



من كلام العرب ايضا :

الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و"معْكم" أنشد الفرّاء:
ومَنْ يتَّقْ فإنّ الله معْهُ
ورزق الله مؤتابٌ وغادِ1

ومنها: الاختلاف فِي التحقيق والاختلاس نحو: "يأمُرُكم" و"يأمُرْكم" و"عفِي لَهُ" و"عفْي لَهُ".

ووجه أخر: وهو الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و"ألالك". أنشد الفرّاء:
أُلا لِك قومي لَمْ يكونوا أُشابَةً
وهل يعِظُّ الضِّلّيلَ إلا أُلالكا

ومن ذَلِكَ: الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو: "مستهزءون" و"مستهزُوْن".

ومنه: الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو: "صاعقة" و"صاقعة". و من ما يشابهة في لهجاتنا المعاصرة قولنا (غلط=بدلا من لغط) و (هبل=بهل) و (معلقة=ملعقة)

ومنها: الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو"استحيَيْت" و"استحْيت" و"وصدَدْت" و"أَصْدَدْت".

ومنها: الاختلاف فِي الحرف الصحيح يبدلُ حرفًا معتلا نحو: "أما زيد", و"أيْما زيد".

ومنها: الاختلاف فِي الإمالة والتفخيم فِي مثل "قضى" و"رمى" فبعضهم يفخم وبعضهم يُميل.

ومنها: الاختلاف فِي الحرف الساكن يستقبله مثله، فمنهم من يكسر الأول ومنهم من يضم، فيقولون: "اشترَوُا الضلالة" و"اشترَوِ الضلالة".

ومنها: الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و"هذه النخيل" و"هَذَا النخيل".

ومنها: الاختلاف فِي الإدغام نحو: "مهتدون" و"مُهَدُّون".

ومنها: الاختلاف فِي الإعراب نحو: "مَا زيدٌ قائماً" و"مَا زيدٌ قائم" و"إنّ هذين" و"إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ. وينشدون:
تزوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أذناه ضربةً ... دَعَتْه إِلَى هابي التراب عقيمِ

ومنها: الاختلاف فِي صورة الجمع نحو"أسرى" و"أُسارى".

ومنها: الاختلاف فِي الوقف عَلَى هاء التأنيث مثل "هَذِهِ أُمَّهْ" و"هَذِهِ أمَّتْ".

ومنها: الاختلاف فِي الزّيادة نحو: "أَنْظُرُ" و"أَنظورُ". أنشد الفراء1:
الله يعلم أَنَّا فِي تلفُّتنا ... يوم الفراق إِلَى جيراننا صُورُ
وأنَّني حَيْثُ مَا يَثْنِي الهوى بَصري ... من حَيْثُ مَا سلكوا أدنو فأنظورُ


وما روي عن عليُّ بن أحمد الصبَّاحيُّ، قال سمعت ابن دُرَيْد3 يقول: حروفٌ لا تتكلم بها العرب إِلاَّ ضرورة، فإذا اضطُرُّوا إِلَيْهَا حوَّلوها عند التكلم بها إِلَى أقرب الحروف من مخارجها.
فمن تِلْكَ الحروفِ الحرفُ الَّذِي بَيْنَ الباء والفاء. مثل "بور" إِذَا اضطُروا. فقالوا: "فور"

ومثلُ الحرف الَّذِي بَيْنَ القاف والكاف والجيم -وهي لغة سائرة فِي اليمن- مثل: "جَمَل" إِذَا اضطرُّوا قالوا: "كَمَل" . (الجيم المعروفة بالمصرية) و لا تزال هذه اللغة باقية الى الان في اليمن و عُمان و مصر و السودان و الصومال

والحرفُ الَّذِي بَيْنَ الشين والجيم والياء: فِي المذكر "غُلامِجْ" وَفِي المؤنث "غُلامِش".





حكى الأصمعي أن معاوية قال ذات يوم لجلسائه :
من أفصح الناس ؟
فقام رجل من السماط فقال : قوم تباعدوا عن عنعنة تميم ، وتلتلة بهراء ،
وكشكشة ربيعة ، وكسكسة بكر، ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير.
فقال : من أولئك ؟
قال : قومك يا أمير المؤمنين .