المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنه مجنون



هدى محمد
07-01-2008, 03:24 PM
هدى محمد
((إنه مجنون))

****

ليس لي وطن
أعيش وحيدة
غريبة بدون وطن لا أم لي ولا أب ولا أخ ولا أخت
ولا صديق
ولا حبيب
لا أنتمي لعائلة ليس لي وطن يحتضنني لا منزل
ولا جيران ليس لي عنوان سمعت أحداً يناديني. أنت,
من.. أنا؟ أوقفني الشرطي لوح بيده يعطيني إشارة توقف
قال : من أنت ,وأين بطاقتك الشخصية. أجبت :
أنت الذي كنت تناديني قبل قليل.
إذن أنا...أنا وهذه هي شخصيتي نظر إلي والغضب
بعينيه يكاد يتفجر ,رفع
صوته : أين بطاقتك الشخصية
فأجبت :ليس عندي بطاقة
أذن من أي بلاد أنت
ليس لي وطن
أين حقيبتك
ليس لي حقيبة أحملها,كيف أحملها وليس عندي أوراق
حتى الأوراق تحتاج إلى قلم والقلم يحتاج إلى الحبر و
الحبر بحاجة إلى الكتابة والكتابة
بحاجة إلى الكلمات
ولكن هل هنالك يد لكي تكتب.
أجاب الشرطي:هل أنت مجنون .
وهل أنت عاقل.
أذهب معي
إلى أين تأخذني
إلى الطبيب
وهل أنا مريض
نعم أنت مصاب بداء الجنون
وهل أنت عاقل
دخلت غرفة الطبيب كان جالساً على مقعده
وكأنه جالس على كرسي العرش
جالسٌ وراء مقعده وبين يديه أوراق وقلم
السؤال هل يفك ويربط, سألني من أنت
أجبت ومن أنت
أنا طبيب
وأنا طبيب
هل أنت مجنون
وهل أنت عاقل
خذوه من أمامي, ضعوه في غرفة
أغلقوا عليه الباب ,لا أريد أن أسمع صوته جلست أفكر من أنا وأين وطني
فجأة تذكرت وطني!! هوعقلي الذي يفكر
نعم تذكرت عيني وكيف تبصر البعيد
نعم تذكرت لساني الذي ينطق كلمات الحق يصنع لي وطنا
نعم .... نعم تذكرت, يدي تستطيع الكتابة
نعم للقلم حبر, وعندي أوراق .تذكرت صديقي
كيف هجرته حبيبته واستبدلته برجل جيوبه مليئة
بالنقود وعقله فارغ
تذكرت أختي وزوجها كل يوم يضربها بألم
تذكرتُ أخي الذي يمشي وراء زوجتهِ
متناسياً أهله وأخوتهُ يرضع منها وهي ترضع منه يحرم
أخوته من الحقوق ويحلل لزوجته
تذكرت أمي التي تتعب وتسهر وتخاف أن يصيبنا
مكروه والدي الذي دائم يشقَى ويود لو زاره
أبنائهُ تذكرت جيراني الذين أوصانا بهِ الرسول
يطرقون الباب جائعين بحاجة ماسة إلى رغيف الخبز
ياله من شقاء تذكرت. لي قلب ينبض يفترض
وجودي يفترض بأني أعيش ولكن من أين
تصدر هذه الكلمات نعم تذكرت. إن لًََََََََي أحاسيس
ولي حواس تتحرك لهذا أشعر بهؤلاء, تلك المعاناة تجعلني أكتب.
يدي تتحرك
وتكتب والأهم من ذلك أن لدي حبيبة
تنتظرني وأنا عاشقها كيف ذلك ! وأنا ليس لي
وطن, ماذا أفعل هنا ؟عرفت الأسئلة التي كانوا يسألونني
عنها، نعم تذكرت أنا لست بدون وطن ,يجب
أن أخرج لهؤلاء وأن أفعل شيء لكي أساعدهم وأسعدهم أفعل أي شيء لإرضائهم
فجأة صرخت أفتحوا لي الباب, تذكرت من أنا أرجوكم
أفتحوا لي الباب أطرق الباب بيدي وقدمي أضع أذني
على الباب لا أحد هناك لا أسمع خطوات أحد, لماذا لا يفتحون الباب, أضرب رأسي بالباب أحاول عدة محاولات. رأيت وجهي يمتلئ بالدماء
استسلمت لدموعي المنهمرة
أكاد
أنهار, يكاد جدار غرفتي
يهتز من صراخي أفتحوا لي الباب أرجوكم أتوسل إليكم
أن تفتحوا لي الباب شعرت شيئاً .. فشيء بالهزيمة. واليأس أصابني ,أريد أن أخرج من الغرفة
أفتحوا الباب وأنا أبكي لماذا لا يفتحون الباب لماذا..لماذا
آه..

********

النوري
07-01-2008, 03:36 PM
نص يغص بالألم..
يحرقه البؤس وتتواري فيه صورة التلاحم.

كيف لنا ان نسير بخطى واثقة والجراح تلوكنا؟؟

وحينما تلمع الشجاعة والهمة في قلوب الأوفياء..تذوب تلكـ التراكمات فتصير ماضيا.

هدى محمد


بارك الله مساعيكـ ..

سود العيون
14-03-2008, 12:00 AM
\

الغصـة تكمـن في مـا فائدة الإنسان بلا وطـن ..

الـوطن الذي يحمـينـا ، فنلوذ إلـيه كأنـه أم ..


والغصـة الأكـبر تكـمن ..

في أنـنـا فعـلاً ، فاقدين لأعرافنـا الإنـسانيـة ..

فيكون بالتالي هناك ، غصـة أكبر وأكبـر ..

لتعرفي أن على العقل السـلام ..

عقولنـا ضاعت يا هـدى ..

( من زمـان ) وعلى الدنيا السلام :)


/


غاليتي ،،..


لكِ فائقِ الود .،،