المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام



الاهلي الراقي
18-07-2014, 01:00 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يومِ الدِّينِ وَبَعْدُ فَ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(نَعَمْ اَخِي {كُتِبَ(أيْ فَرِضَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالصِّيَامُ لَيْسَ فَرِيضَةً خَاصَّةً بِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَاِنَّمَا هُوَ عِبَادَةٌ قَدِيمَةٌ جَاءَتْ مَعَ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ اَيْضاً عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلِذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ(أيْ كَمَا فُرِضَ عَلَى الْاُمَمِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَكُمْ؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ يَكُونَ صِيَامُهُمْ كَصِيَامِنَا؟ وَاِنَّمَا كَانَتْ تُوجَدُ عِبَادَةٌ عِنْدَهُمُ اسْمُهَا الصَّوْم؟ ثُمَّ اَخَذَتْ نَفْسَ الِاسْمِ عِنْدَنَا وَاِنْ كَانَتْ طَرِيقَتُهَا مُخْتَلِفَةً عَنْ طَرِيقَتِنَا؟ نَعَمْ اَخِي كَذَلِكَ الصَّلاَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَوْحَيْن َا اِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَاِقَامَ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءَ الزَّكَاة( فَاَوْحَى اللهُ تَعَالَى اِلَى هَؤُلَاءِ الرُّسُلِ الْاَمْرَ بِالصَّلَاةِ وَالْاَمْرَ بِالزَّكَاةِ؟ وَالْمُهِمُّ اَنَّ هُنَاكَ صَلَاةٌ وَاَنَّ هُنَاكَ زَكَاةٌ اَيْضاً فِي شَرِيعَتِهم وَاِنْ كَانَتْ صِفَتُهَا وَكَيْفِيَّتُهَا تَخْتَلِفُ عَنْ صَلَاتِنَا وَعَنْ زَكَاتِنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الصَّوْمُ؟ فَاِنَّ الْغَايَةَ مِنْهُ هِيَ تَقْوَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِدَلِيل{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(نَعَمْ اَخِي؟ وَكَلِمَةُ تَتَّقُون؟ هِيَ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ مَانِعَةٌ؟ جَمَعَتْ كُلَّ مَعَانِي الْخَيْرِ؟ وَمَنَعَتْ دُخُولَ غَيْرِ هَذِهِ الْمَعَانِي مِنَ الْخَيْرِ فِي هَذِهِ الْكَلِمَة؟ وَكَلِمَةُ التَّقْوَى؟ بِمَعْنَى اَنْ تَاْخُذَ وِقَايَةً اَوْ حِمَايَةً مِنْ شَيْءٍ مَا؟ وَنَحْنُ نَتَّقِي غَضَبَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِطَاعَتِهِ؟ وَنَتَّقِي نَارَ جَهَنَّمَ بِالْبُعْدِ عَنِ الْمَعَاصِي وَالْآثَامِ؟ وَنُنَفِّذُ اَوَامِرَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَمَا اَمَرَنَا عَزَّ وَجَلّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالتَّقْوَى هِيَ اَيْضاً تَقْوَى الْمَعَاصِي وَالْآثَامِ؟ بِمَعْنَى الْبُعْدِ وَالِامْتِنَاعِ عَنْهَا؟ وَالصِّيَامُ ثَمَرَتُهُ التَّقْوَى؟ وَلِذَلِكَ يَلْزَمُكَ اَخِي اَيْضاً مِنْ هَذِهِ التَّقْوَى؟ اَنْ تَتَّقِيَ كَثِيراً مِنَ الْاَمْرَاضِ الَّتِي يَنْفَعُ الصَّوْمُ مَعَهَا؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ الصَّوْمُ عِلَاجاً لَهَا كَالسُّكَّرِي مِنَ النَّمَطِ الثَّانِي؟ كَمَا وَيَلْزَمُكَ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ التَّقْوَى؟ اَنْ تَتَّقِيَ كَثِيراً مِنَ الْاَمْرَاضِ الَّتِي لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصُومَ مَعَهَا؟ كَالسُّكَّرِي مَثَلاً مِنَ النَّمَطِ الْاَوَّل؟ نَعَمْ اَخِي {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{اَيَّاماً مَعْدُودَات(بِمَعْنَ ى اَنَّ هَذَا الصَّوْمَ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ اَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ قَلِيلَةِ الْعَدَد؟ وَالْعَرَبُ تَقُولُ عَنِ الْاَيَّامِ الَّتِي مِقْدَارُهَا شَهْرٌ اَوْ اَقَلّ؟ اَيَّاماً مَعْدُودَة؟ وَقِيلَ{اَيَّاماً مَعْدُودَات(هَذَا فِي بَدْءِ مَشْرُوعِيَّةِ الصَّوْمِ؟ فَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُؤْمَرُونَ اَنْ يَصُومُوا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ اَيَّامٍ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ سِتَّةً وَثَلَاثِينَ يَوْماً فِي السَّنَة؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ جَمَعَ اللهُ هَذِهِ الْاَيَّامَ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ وَهُوَ رَمَضَان؟ وَخَفَّفَهَا سُبْحَانَهُ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ؟ اِلَى ثَلَاثِينَ اَوْ تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْماً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مِنْ حِكْمَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَوْلُهُ{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُتَفَرِّقَ الَّذِي كَانُوا يَصُومُونَهُ ثَلَاثَةً مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؟ اَيْسَرُ مِنَ الْمَجْمُوعِ الَّذِي جَمَعَهُ سُبْحَانَهُ لِهَذِهِ الْاَيَّامِ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ وَهُوَ رَمَضَان؟ فَحِينَمَا يَصُومُ الْاِنْسَانُ ثَلَاثَةَ اَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؟ اَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ اَنْ يَصُومَ شَهْراً مُتَتَابِعاً؟ فَلَمَّا كَانَتِ الشِّدَّةُ اَكْثَرَ فِي صَوْمِ شَهْرٍ مُتَتَابِعٍ؟ خَفَّفَ اللهُ هَذِهِ الْاَيَّامَ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ يَوْماً؟ اِلَى تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْماً اَوْ ثَلَاثِين؟ وَاَمَّا الصَّلَاةُ؟ فَقَدْ اَبْقَاهَا اللهُ عَلَى يُسْرِهَا مُتَفَرِّقَةً غَيْرَ مُتَتَابِعَةٍ؟ اِلَّا لِلْمُسَافِرِ قَصْراً وَجَمْعاً بِتَقْدِيمٍ اَوْ تَاْخِيرٍ لِلصَّلَاةِ النَّهَارِيَّةِ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ اَوِ الْعَصْرِ اَوِ لِلصَّلَاةِ اللَّيْلِيَّةِ فِي وَقْتِ الْمَغْرِبِ اَوِ الْعِشَاءِ؟ اِلَّا صَلَاةَ الْفَجْرِ فَقَدْ بَقِيَتْ عَلَى حَالِهَا؟ وَلَايَجُوزُ جَمْعُهَا مَعَ أيِّ صَلَاةٍ اِلَّا صَلَاتَيِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ جَمْعاً صُورِيَّاً تَاْخِيرِيّاً مَكْرُوهاً لِغَيْرِ عُذْرٍ قَاهِر؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ خَفَّفَهَا اللهُ مِنْ خَمْسِينَ صَلَاةٍ مُتَتَابِعَةٍ؟ اِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ لِغَيْرِ الْمُسَافِر؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ تَخْفِيفَ الصَّلَاةِ جَاءَ مُتَفَرِّقاً لِغَيْرِ الْمُسَافِرِ بِعَكْسِ تَخْفِيفِ الصِّيَامِ الَّذِي جَاءَ مُتَتَابِعاً لماذا؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ تَتَكَرَّرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَة؟ وَاَمَّا الصِّيَامُ؟ فَلَا يَتَكَرَّرُ اِلَّا مَرَّةً فِي السَّنَة؟ فَاقْتَضَى اَنْ يَكُونَ مُتَتَابِعاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحِينَمَا شَرَعَ اللهُ الصَّوْمَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ؟ نَسَخَ سُبْحَانَهُ وُجُوبَ الصِّيَامِ لِلْاَيَّامِ الثَّلَاثَةِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؟ وَلَكِنَّهُ اَبْقَى مَشْرُوعِيَّةَ صِيَامِهَا مُسْتَحَبَّةً غَيْرَ وَاجِبَةٍ؟ اِلَّا عَلَى مَنْ يَقْضِي صِيَامَ رَمَضَانَ بِالصُّدْفَةِ فِي هَذِهِ الْاَيَّام؟ اَوْ بِالْعُقُوبَةِ عَلَى اِفْطَارِهِ عَمْداً؟ اَوْ جِمَاعِهِ لِزَوْجَتِهِ عَمْداً؟ اَوْ ظِهَارِهِ مِنْ زَوْجَتِهِ؟ اَوْ كَفَّارَةً لِيَمِينِهِ الْمُنْعَقِدَةِ؟ اَوْ جَبْراً لِتَمَتُّعِهِ فِي الْحَجِّ اِنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْيَ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قَادِرٍ اَنْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ اَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْر؟ وَالْاَفْضَلُ اَنْ يَكُونَ الصِّيَامُ فِي الْاَيَّامِ الْبِيضِ الَّتِي هِيَ الرَّابِعُ عَشَرَ وَالْخَامِسُ عَشَرَ وَالسَّادِسُ عَشَرَ؟ وَقِيلَ هِيَ الثَّالِثُ عَشَرَ وَالرَّابِعُ عَشَرَ وَالْخَامِسُ عَشَرَ وَاللهُ اَعْلَم؟ وَسُمِّيَتْ بِاَيَّامِ الْبِيضِ؟ لِاَنَّ الْقَمَرَ يَكُونُ فِيهَا كَامِلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِهَذَا حِينَمَا شُرِعَ الصِّيَامُ فِي رَمَضَان؟ نُسِخَ حُكْمُ وُجُوبِ الصِّيَامِ فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ الثَّلَاثَةِ؟ وَلَكِنْ بَقِيَ صِيَامُهَا مَشْرُوعاً؟ وَلَكِنْ نَزَلَتْ دَرَجَتُهَا مِنَ الْوَاجِبَةِ اِلَى الْمُسْتَحَبَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي اِذَا فَعَلْتَ صِيَاماً فِيهَا؟ كَانَ لَكَ الْاَجْرُ وَالثَوَابُ عِنْدَ اللهِ؟ وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْهُ؟ فَلَاثَوَابَ وَلَاعِقَابَ عَلَيْكَ؟ نَعَمْ اَخِي{اَيَّاماً مَعْدُودَات(وَرَبُّن َا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ يَجْعَلُ الْعَزَائِمَ تَقْتَرِنُ بالرُّخَص؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجْعَلُهَا تَجْتَمِعُ مَعَ الرُّخَصِ تَيْسِيراً عَلَى عِبَادِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْعَزِيمَةَ تَاْتِي فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ مَثَلاً{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ عَزَمَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَصُومَ بِعَزْمٍ وَبِقُوَّةٍ؟ وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ؟ يَرْحَمُ مَرَضَكَ وَسَفَرَكَ وَضَعْفَكَ؟ بِعَزِيمَةٍ غَيْرِ صَارِمَةٍ؟ وَهِيَ مَايُسَمَّى بِالرُّخْصَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَبْشِرْ؟ فَقَدْ جَاءَتْكَ الرُّخْصَةُ هُنَا بَعْدَ الْعَزِيمَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر(بِمَعْنَى اَخِي اَنَّكَ هُنَا تُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ؟ ثُمَّ تَقْضِي مِثْلَ الْاَيَّامِ الَّتِي اَفْطَرْتَهَا؟ أيْ بِعَدَدِهَا{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين(نَعَمْ اَخِي؟ هَذِهِ الْآيَةُ هُنَا لَهَا مَعْنَيَان؟ اَلْمَعْنَى الْاَوَّل؟ وَهُوَ الَّذِي يَعْرِفُهُ اَكْثَرُ النَّاسِ؟ اَنَّكَ اَخِي اِذَا كُنْتَ مَرِيضاً مَرَضاً مُزْمِناً؟ اَوْ ضَعِيفاً ضَعْفاً وَلَايَزُولُ هَذَا الضَّعْفُ؟ كَاِنْسَانٍ مَثَلاً تَقَدَّمَتْ بِهِ السِّنُّ؟ وَبِسَبَبِ هَذَا التَّقَدُّمِ فِي السِّنِّ؟ صَارَ عَاجِزاً عَنِ الصَّوْمِ؟ فَهَذَا لَانَقُولُ لَهُ اَفْطِرْ{فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ( عَلَيْكَ اَنْ تَصُومَهَا قَضَاءً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَنْ يَعُودَ شَابّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ اِلَى الْوَرَاءِ تَتَدَهْوَرُ صِحَّتُهُ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ وَيُصَارِعُ الْمَرَضَ وَرُبَّمَا يُصَارِعُ الْمَوْتَ اَيْضاً؟ فَهَذَا يَقُولُ اللهُ لَهُ اَطْعِمْ مِسْكِيناً؟عَافَانَا اللهُ وَاِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَشَفَى اللهُ مَرْضَانَا وَمَرْضَاكُمْ؟ كَذَلِكَ اِذَا اُصِيبَ اَحَدٌ مِنْكُمْ بِمَرَضٍ مُزْمِنٍ مُلَازِمٍ لَهُ وَلَايُشْفَى مِنْهُ غَالِباً بِشَهَادَةِ الْاَطِبَّاءِ الَّذِينَ يُعَالِجُونَهُ؟ فَعَلَيْهِ اِنِ اسْتَطَاعَ اَنْ يُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيناً وَجْبَتَيْنِ مِنَ السُّحُورِ وَالْفُطُورِ بِاعْتِدَالٍ وَمِنْ دُونِ اِسْرَافٍ وَلَاتَبْذِيرٍ يَجْعَلُهُ يَتَحَمَّلُ فَوْقَ طَاقَتَهِ؟ بَلْ مِنْ اَوْسَطِ مَا يُطْعِمُ اَهْلَهُ؟ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِسَبَبِ فَقْرِهِ؟ فَلْيَنْتَقِلْ اِلَى الْاَخَفِّ وَالْاَيْسَرِ مِنْ ذَلِكَ؟ وَهُوَ اَنْ يُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ بِمِقْدَارِ زَكَاةِ اَوْ صَدَقَةِ الْفِطْر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَزَكَاةُ الْفِطْرِ عِبَارَةٌ عَنْ كِيلَوَيْنِ مِنَ الْقَمْحِ؟ اَوْ كِيلَوَيْنِ مِنَ الرُّزِّ(وَالنَّاسُ عِنْدَنَا فِي طَرْطُوس؟ يُفَضِّلُونَ الرُّزَّ عَلَى الْقَمْحِ وَالْبُرْغُلِ وَالْعَدَسِ وَيُكْثِرُونَ مِنْ اَكْلِهِ غَالِباً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرُّزَّ هُوَ غَالِبُ قُوتِهِمْ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ فِي غِذَائِهِمْ وَمَعِيشَتِهِمْ(فَاِ ذَا لَمْ تَسْتَطِعْ اَخِي اَنْ تُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيناً؟ فَاَخْرِجْ مِقْدَارَ زَكَاةِ الْفِطْرِ طَعَاماً اَوْ نَقْداً عَنْ كُلِّ يَوْمٍ تُفْطِرُه؟ فَاِذَا كُنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اِلَى زَكَاةِ الْفِطْرِ سَبِيلاً وَلَا اِلَى الْوَجْبَتَيْنِ سَبِيلاً{فَلَايُكَلّ فُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا(لَكِنْ يَكُونُ دَيْناً فِي رَقَبَتِكَ اَخِي؟ بِمَعْنَى اِذَا رَزَقَكَ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ رِزْقاً حَسَناً؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ تُخْرِجُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ اَفْطَرْتَهُ؟ فَاِنْ لَمْ تُرْزَقْ بِشَيْءٍ اَبَداً؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَدْعُوَ اللهَ دَائِماً بِقَوْلِكَ{رَبَّنَا وَلَاتُحَمِّلْنَا مَالَاطَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} وَاَمَّا اِذَا كُنْتَ اَخِي مَرِيضاً مَرَضاً عَادِيّاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْمَرَضَ غَيْرُ مُزْمِن ؟بِمَعْنَى اَنَّكَ سَتُشْفَى مِنْهُ غَالِباً؟ فَهُنَا لَانَقُولُ لَكَ اَطْعِمْ؟ وَاِنَّمَا نَقُولُ لَكَ اَفْطِرْ اِذَا كَانَ الصَّوْمُ يُؤَخِّرُ شِفَاءَك{فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ( بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تَقْضِيَ الْاَيَّامَ الَّتِي اَفْطَرْتَهَا حِينَمَا تُشْفَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ؟ اِنَّ الصَّوْمَ فِي بِدَايَةِ مَشْرُوعِيَّتِهِ؟ كَانَ الْمُسْلِمُ فِيهِ مُخَيَّراً بَيْنَ اَنْ يَصُومَ؟ اَوْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ مِسْكِيناً عَنْ كُلِّ يَوْمٍ اَفْطَرَهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى مُرْشِداً لَهُمْ اَلَّا يَفْعَلُوا خِلَافَ الْاَوْلَى؟ وَالْاَوْلَى هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون( وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْعُلَمَاء؟ لِمَاذَا جَاءَ هَذَا التَّخْيِيرُ وَلَمْ يَاْتِ الْاِلْزَامُ بِالصَّوْمِ فَوْراً؟ قَالُوا؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَتَعَوَّدَ النَّاسُ عَلَى التَّكْلِيفِ دُونَ اَنْ يُفَاجَؤُوا بِهِ فَيَشُقَّ عَلَيْهِمْ؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ عَلَى مَرَاحِلَ؟ وَجَاءَ تَحْرِيمُ الرِّقِّ وَتَحْرِيرُهُ عَلَى مَرَاحِلَ اَيْضاً؟ حَتَّى لَايَشُقَّ عَلَيْهِمْ تَحْرِيمُهُمَا دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ لِيُهَيِّؤُوا اَنْفُسَهُمْ لِخُطَّةٍ اقْتِصَادِيَّةٍ جَدِيدَةٍ تُحَافِظُ وَتُبْقِي عَلَى الِانْتِعَاشِ الِاقْتِصَادِيِّ عِنْدَهُمْ وَتَجْعَلُهُمْ بِغِنىً عَنْ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ الَّتِي قَدْ تُسَبِّبُ لَهُمْ رُكُوداً اَوْ شَلَلاً اقْتِصَادِيّاً اِذَا نَزَلَ تَحْرِيمُهَا دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَمَااَكْثَرَ الطُّرُقَ الْحَلَالَ وَالْمُعَامَلَاتِ الْمُبَاحَةَ وَالْخُطَطَ الِاقْتِصَادِيَّةَ النَّاجِحَةَ الَّتِي تُغْنِيهِمْ عَنْ لَعْنَةِ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ وَمَحْقِهَا لِلْبَرَكَةِ فِي حَيَاتِهِمْ{وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن(نَعَمْ اَخِي شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ ظَرْفٌ لِنُزُولِ الْقُرْآنِ؟ وَهَذِهِ الْآيَةُ تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ كَمَا ذَهَبَ اِلَى ذَلِكَ الْمُفَسِّرُون؟ فَبَعْضُهُمْ يَقُول{اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن(أيْ لَمْ يَنْزِلْ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ وَاِنَّمَا بُدِىءَ فِيهِ بِنُزُولِ الْقُرْآنِ وَهِيَ الْآيَاتُ الْخَمْسُ الْقِصَارُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق؟ خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ عَلَق؟ اِقْرَاْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَمُ؟ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ؟ عَلَّمَ الْاِنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ(وَقَالُوا اِنَّ الشَّيْءَ يُذْكَرُ اَحْيَاناً بِبَدْئِهِ مِنْ بِدَايَتِهِ؟ وَاَحْيَاناً بِبَدْئِهِ مِنْ نِهَايَتِهِ؟ وَاَحْيَاناً بِبَدْئِهِ مِنْ قُرْبِ نِهَايَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ كَالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي بَدَاَ نُزُولُهُ عِنْدَ قُرْبِ نِهَايَةِ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِر؟ نَقُولُ مَثَلاً نَزَلَ الشِّتَاءُ؟ أيْ بَدَاَ الشِّتَاءُ وَنَزَلَ عَلَيْنَا ضَيْفاً بَارِداً مُزْعِجاً وما زالت نهايته بعيدة؟ وَنَزَلَ الصَّيْفُ؟ أيْ بَدَاَ الصَّيْفُ وَنَزَلَ عَلَيْنَا ضَيْفاً حَارّاً مُزْعِجاً وَمَازَالَتْ نِهَايَتُهُ بَعِيدَة؟ نَزَلَ الرَّبِيعُ؟ أيْ بَدَاَ الرَّبِيعُ وَنَزَلَ عَلَيْنَا كَالْقُرْآنِ ضَيْفاً مُعْتَدِلاً وَسَطِيّاً مَحْبُوباً وَنِهَايَتُهُ كَذَلِكَ بَعِيدَة؟ وَقَبْلَ اَنْ يَنْتَهِيَ كُلُّ الرَّبِيعِ؟ نَقُولُ نَزَلَ الرَّبِيعُ اَيْ بَدَاَ الرَّبِيعُ وَاَصْبَحَتْ نِهَايَتُهُ قَرِيبَة؟ وَكَذَلِكَ قَبْلَ اَنْ يَنْتَهِيَ رَمَضَانُ؟ نَقُولُ نَزَلَ رَمَضَانُ أيْ بَدَاَ نُزُولُهُ وَانْتَهَى اَوْ كَادَ أنْ يَنْتَهِيَ وَاَصْبَحَتْ نِهَايَتُهُ قَرِيبَة وَهُنَا بَدَاَ نُزُولُ الْقُرْآنِ عِنْدَمَا كَادَ رَمَضَانُ اَنْ يَنْتَهِيَ وَهَذَا رَاْيٌ؟ وَاَمَّا الرَّاْيُ الْآخَرُ الَّذِي يَقُولُهُ الْفَرِيقُ الْآخَرُ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ؟ فَهُوَ اَنَّ الْقُرْآنَ اُنْزِلَ مَرَّتَيْنِ مِنْ مَكَانَيْن؟ فَفِي اَلْمَرَّة الْاُولَى اُنْزِلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً اِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا؟ ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَجَّماً؟ وَكَلِمَةُ مُنَجَّماً اَيْ مُوَزَّعاً وَمُفَرَّقاً وَتَشْبِيهاً لَهُ بِالنُّجُومِ الَّتِي تَهْدِي السَّائِرِينَ فِي ظُلُمَاتِ اللَّيْلِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر؟ نَعَمْ اَخِي نَزَلَ الْقُرْآنُ اِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا دُفْعَةً وَاحِدَةً؟ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْاَمِينُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُتَفَرِّقاً؟ وَلِذَلِكَ اَحْيَاناً فِي الْقُرْآنِ يَقُولُ الله{اَنْزَلَهُ( بِمَعْنَى دَفْعَة وَاحِدَة؟ وَاَحْيَاناً اُخْرَى يَقُول{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْاَمِين(أيْ كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ بِالْقُرْآنِ حَسَبَ الْمُنَاسَبَاتِ وَالْاَحْوَالِ بِاَمْرٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاس( بِمَعْنَى اَنَّ الْقُرْآنَ هُوَ هُدَىً لِلنَّاس؟ وَالْمَقْصُودُ بِالنَّاسِ هُنَا هُمُ الْعَالَمِينَ بِمَنْ فِيهِمْ مِنَ الْجِنِّ اَيْضاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ النَّاسِ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ اِنْسَان؟ وَالْاِنْسَانُ بِمَعْنَى اَنَّهُ قَابِلٌ لِلنِّسْيَان؟ وَكَذَلِكَ الْجِنِّيُّ اَيْضاً قَابِلٌ لِلنِّسْيَان بِدَلِيل{وَاَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطَا(وَالشَّطَطُ يَاْتِي بِمَعْنَى النِّسْيَان{وَاَنَّا ظَنَنَّا اَنْ لَنْ تَقُولَ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبَا(مِمَّا يَدُلُّ وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ هَذَا النَّفَرَ مِنَ الْجِنِّ قَبْلَ اَنْ يُؤْمِنَ؟ كَانَ مَخْدُوعاً بِشَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ الَّذِينَ قَاسَمُوهُ وَحَلَفُوا لَهُ اَنَّهُمْ لَنْ يَقُولُوا عَلَى اللهِ كَذِبَا؟ وَهَذَا مَاحَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ بِالضَّبْطِ؟ حِينَمَا قَالَ الشَّيْطُانُ لَهُمَا{ مَانَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ اِلَّا اَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ اَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِين؟ وَقَاسَمَهُمَا اِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِين؟ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُور(وَلَكِنَّ آدَمَ نَسِيَ عَهْدَ اللهِ لَهُ فِي قَوْلِهِ{اِنَّ لَكَ اَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَاتَعْرَى؟ وَاَنَّكَ لَاتَظْمَاُ فِيهَا وَلاتَضْحَى(وَلَكِنْ عَلَى شَرْط يَاآدَم؟ اَلَّا تُصَدِّقَ الشَّيْطَانَ مَهْمَا اَقْسَمَ وَحَلَفَ لَكَ مِنَ الْاَيْمَانِ الْكَاذِبَة بِدَلِيل{اِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ؟ فَلَايُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(وَلَكِنْ مَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة{وَلَقَدْ عَهِدْنَا اِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ؟ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمَا(وَهَذَا مَاحَصَلَ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا النَّاسُ(مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ كُلُّكُمْ قَابِلٌ لِلنِّسْيَانِ؟ وَلَكِنْ اِيَّاكُمْ اَنْ تَنْسَوْا {اِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقّ(وَلَنْ يَبْخَلَ عَلَيْكُمْ بِمَا وَعَدَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ وَاَبْشِرُوا فَاَنْتُمْ مِنْ اَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَلَكِنْ بِشُرُوطٍ مِنْهَا{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا؟ وَلَايَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُور؟ اِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ(اِنْساً وَجِنّاً{فَاتَّخِذُو هُ عَدُوَّا(وَاِلَّا فَاِنَّهُ{اِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ اَصْحَابِ السَّعِير(نَعَمْ اَخِي؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيم{وَبَيِّنَا تٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان(بِمَعْ نَى اَنَّ كُلَّ آيَةٍ مِنْ آيَاتِهِ تُبَيِّنُ لَنَا طَرِيقَ الْهِدَايَةِ؟ وَلِذَلِكَ اِذَا انْحَرَفَ النَّاسُ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ ؟ضَلُّوا وَاَضَلُّوا كَمَا يَحْصَلُ فِي عَصْرِنَا هَذَا؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَاِنَّ اَكْثَرَ النَّاسِ فِي اَيَّامِنَا مُنْحَرِفُونَ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ عُزَّ وَجَلَّ؟ وَلِذَلِكَ ضَلُّوا بِاَنْفُسِهِمْ؟ وَاَضَلُّوا غَيْرَهُمْ بِذَلِكَ الضَّلَالِ الْبَعِيدِ؟ مُتَجَاهِلِينَ وَضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ مَافِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ{بَيِّنَاتٍ(دَلَ ائِلَ وَاضِحَةٍ{ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان(بِمَعْ نَى اَنَّهُ آيَاتٌ كَرِيمَةٌ فَارِقَةٌ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؟ وَبَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؟ وَبَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَام{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ(وَكَلِم َة شَهِدَ هُنَا بِمَعْنَى حَضَرَ؟ وَالْمَعْنَى اَنَّ مَنْ جَاءَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ وَهُوَ مُقِيمٌ غَيْرُ مُسَافِرٍ وَيَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ وَلَيْسَ هُنَاكَ فِي الْمَرْاَةِ حَيْضٌ وَلَانِفَاسٌ؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَقُومُ بِوَاجِبِ الصَّوْمِ{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ(نَعَمْ اَخِي؟ لَابُدَّ اَنْ تَتَدَبَّرَ مَعِي؟ لِتَفْهَمَ لِمَاذَا تَكَرَّرَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَرَّتَيْنِ؟ هُنَا؟ وَعِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{اَيَّاماً مَعْدُودَات؟ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ؟ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر(نَعَمْ اَخِي؟تَكَرَّرَتْ رَفْعاً لِلِالْتِبَاس؟ مَاهُوَ هَذَا الِالْتِبَاس؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ فِي اَوَّلِ مَشْرُوعِيَّةِ الصَّوْمِ؟ كَانَ الصَّائِمُ مُخَيَّراً بَيْنَ اَنْ يَصُومَ؟ اَوْ يُفْطِرَ وَيُخْرِجَ فِدْيَةً؟ وَاِنْ كَانَ الْاَفْضَلُ لَهُ اَنْ يَصُوم؟ فَلَمَّا نُسِخَ هَذَا الْحُكْمُ وَاُلْغِيَ؟ اَصْبَحَ عَلَى الشَّكْلِ التَّعَبُّدِيِّ التَّالِي؟ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ اَنْ يَصُومَ؟ فَلَا اَقْبَلُ مِنْهُ الْفِدْيَةَ؟ وَلَاتَصِحُّ مِنْهُ الْفِدْيَةَ؟ وَلَااَقْبَلُ مِنْهُ الْاِفْطَارَ وَلَوْ دَفَعَ الْفِدْيَةَ؟ فَرُبَّمَا تَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ اَنَّ رُخْصَةَ الْاِفْطَارِ فِي السَّفَرِ وَالْمَرَضِ لِلْمُسْتَطِيعِ قَدْ نُسِخَتْ اَيْضاً كَمَا نُسِخَتِ الْفِدْيَةُ عَنِ الْمُسْتَطِيع؟ وَكَلِمَةُ نُسِخَتْ بِمَعْنَى اُلْغِيَتْ؟ فَسَاَلَ رَسُولُ اللهِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ مَابَالُ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة؟ وَيَخْلُقُ مَالَاتَعْلَمُونَ(مِ نْ وَسَائِلِ السَّفَرِ وَالرُّكُوبِ الْحَدِيثَةِ الْمُكَيَّفَةِ بِالْهَوَاءِ الْبَارِدِ وَغَيْرِهِ مِنْ وَسَائِلِ التَّرْفِيهِ الْمَشْرُوعَة{وَتَحْ مِلُ اَثْقَالَكُمْ اِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ اِلَّا بِشِقِّ الْاَنْفُس؟ اِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيم(فَمَاذَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ يَااَخِي يَاجِبْرِيل؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ مَابِهَا يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ هَذِهِ الْآيَةُ تُوحِي اَنَّ الْمُسَافِرَ يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ وَهُوَ مُسَافِرٌ بِخِفَّةٍ عَلَى هَوْدَجٍ مَحْمُولٍ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ؟ وَلَنْ يَحْتَاجَ اِلَى حَمْلِ اَثْقَالِهِ وَاَغْرَاضِهِ وَبِضَاعَتِهِ عَلَى ظَهْرِهِ بِوُجُودِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ الَّتِي تُرِيحُهُ مِنْ شِقِّ الْاَنْفُسِ وَالتَّعَبِ؟ وَرُبَّمَا لَايَصِلُ اِلَى هَدَفِهِ فِي هَذَا الْبَلَدِ الَّذِي يُرِيدُ السَّفَرَ اِلَيْهِ اِلَّا بِطُلُوعِ الرُّوحِ لَوْلَا اَنْ وَضَعَ اللهُ عَنْهُ وِزْرَهُ الَّذِي اَنْقَضَ ظَهْرَهُ عَلَى مَاسَخَّرَهُ لَهُ مِنْ ظُهُورِ الْبَعِيرِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِير؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ دَعْنِي اَسْاَلُ رَبِّي يَارَسُولَ الله؟ فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَة{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر؟ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ؟ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر(نَعَمْ اَخِي؟ كَرَّرَ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الرُّخْصَةَ؟ مِنْ اَجْلِ تَثْبِيتِهَا وَالتَّاْكِيدِ عَلَيْهَا؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الْمُعْجِزِ حَتَّى فِي تَنْظِيمِهِ بِمَا يُسَمَّى نَظْمَ الْكَلَام؟ فَفِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ قَالَ الْقُرْآن{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ(وَاَمَّا فِي الْآيَةِ اللَّاحِقَة{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ( لَمْ يَقُلْ مِنْكُمْ لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايَتَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ مِنَ الْآيَةِ السَّابِقَةِ اَنَّ الْخِطَابَ مُوَجَّهٌ اِلَى الصَّحَابَةِ فَحَسْب؟ فَجَاءَتْ الْآيَةُ اللَّاحِقَةُ بِدُونِ كَلِمَةِ مِنْكُمْ؟ حَتَّى تُزِيلَ هَذَا الْوَهْمَ؟ لِيَعْرِفَ الْجَمِيعُ اَنَّ الْخِطَابَ مُوَجَّهٌ لِلْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً مُنْذُ عَهْدِ رَسُولِ اللهِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ وَحَتَّى لَايَتَاَلَّى قَائِلٌ عَلَى اللهِ بِتَنَطُّعِهِ وَتَشَدُّدِهِ وَتَزَمُّتِهِ وَغُلُوِّهِ وَقَوْلِهِ اِنَّ السَّفَرَ فِي اَيَّامِنَا اخْتَلَفَ وَضْعُهُ عَنِ السَّفَرِ فِي الْاَيَّامِ الَّتِي مَضَتْ؟ فَيُؤَكِّدُ الْقُرْآنُ لِاَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمُتَنَطّعِينَ الْهَالِكِينَ؟ حَتَّى لَايَنْخَدِعَ النَّاسُ بِهِمْ؟ اَنَّ رُخْصَةَ الْاِفْطَارِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ؟ مَازَالَتْ قَائِمَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَكَلِمَةُ مِنْكُمْ فِي الْآيَةِ السَّابِقَة؟ رُبَّمَا اَوْهَمَتْ؟ اَنَّهُ اِذَا تَطَوَّرَتْ وَسَائِلُ السَّفَرِ؟ رُفِعَتِ الرُّخْصَةُ عَنِ الْمُسَافِرِ وَلَمْ يَعُدْ رَبُّ الْعِزَّةِ يَقْبَلُ مِنْهُ الْاِفْطَارَ اِذَا كَانَ قَادِراً عَلَى الصَّوْمِ؟ فَاَتَتْ هَذِهِ الْآيَة{مَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ(بِدُونِ مِنْكُمْ؟ أيْ اَنَّ الرُّخْصَةَ سَتَبْقَى قَائِمَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ تَفَضُّلاً مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْمُسَافِرُ يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ مَعَ وُجُودِ اَحْدَثِ وَسَائِلِ التَّكْيِيفِ وَالتَّرْفِيهِ وَالرَّاحَةِ فِي الْبُولْمَانَاتِ وَالطَّائِرَاتِ السُّعُودِيَّةِ اَوِ الْخَلِيجِيَّةِ؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ يَرْكَبُ التَّايْتَنِكْ مِنْ بَوَاخِرِ الْحَقِيقَةِ اَوِ الْاَحْلَام؟ فَاِنَّ الرُّخْصَةَ مَاتَزَالُ بَاقِيَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ السَّفَرَ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِ؟ وَمَهْمَا كَانَ مُرِيحاً؟ فَاِنَّهُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ النَّفْسِيِّ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ عَذَابٌ جَسَدِيٌّ لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ الْحَنِينِ وَاللَّوْعَةِ عَلَى فِرَاقِ الْاَهْلِ وَالْاَصْحَابِ وَالْوَطَنِ اِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ اِلَيْهِ؟ وَلِذَلِكَ كَرِهَ اللهُ اَنْ يُلْحِقَهُ بِلَوْعَتِهِ هَذِهِ لَوْعَةً اُخْرَى عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِنْسِ؟ وَرُبَّمَا يُسَافِرُ دُونَ اَنْ يَصْطَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَهُ؟ فَتَلْحَقُهُ لَوْعَةٌ اُخْرَى اَيْضاً عَلَى الْجِنْسِ الْحَلَالِ؟ لِاَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يُمَارِسَهُ حَلَالاً مَعَ غَيْرِ زَوْجَتِهِ؟ اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَخِي؟ اَنَّ الْمُسَافِرَ يَحْتَاجُ اِلَى قُوَّةِ اسْتِيعَابٍ وَتَرْكِيزٍ وَذَاكِرَةٍ قَوِيَّة؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ اَحْمَقَ اَخْرَقَ غَشِيماً لًايُحْسِنُ التَّصَرُّفَ فِي كُلِّ الْاُمُورِ اَوْ فِي بَعْضِهَا؟ فَكَمَا اَنَّ صِيَامَهُ يُؤَخِّرُهُ عَنِ الشِّفَاءِ اِنْ كَانَ مَرِيضاً؟ فَرُبَّمَا يُؤَخِّرُهُ اَيْضاً عَنِ الْعَنَاوِينِ الَّتِي سَافَرَ مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَيْهَا لِيَقْضِيَ اَشْغَالَهُ فِيهَا وَلَايَتَاَخَّرَ كَثِيراً فِي الْعَوْدَةِ اِلَى بَلَدِهِ؟وَرُبَّمَا يَتَعَرَّضُ لِلسَّرِقَةِ وَالنَّشْلِ اِذَا لَمْ يَكُنْ مُرَكِّزاً وَمُنْتَبِهاً جَيِّداً عَلَى اَغْرَاضِهِ؟ وَلِذَلِكَ جَاءَتْ رَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى فِي الْاِبْقَاءِ عَلَى هَذِهِ الرُّخْصَةِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ مِنْ اَجْلِ الْمُسَافِرِ وَلَوْ كَانَ يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ مَعَ وُجُودِ اَحْدَثِ وَسَائِلِ التَّكْيِيفِ وَالتَّرْفِيه وَبِكَلِمَةِ مِنْكُمْ اَوْ مِنْ دُونِهَا لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايَتَاَلَّى عَلَى اللهِ قَائِلٌ هَالِكٌ بِتَنَطُّعِهِ وَتَشَدُّدِهِ وَتَزَمُّتِهِ بِقَوْلِهِ اِنَّ السَّفَرَ فِي اَيَّامِنَا اخْتَلَفَ الْآنَ وَضْعُهُ عَنِ السَّفَرِ فِي الْاَيَّامِ الَّتِي مَضَتْ؟ فَجَاءَ تَاْكِيدُ الْقُرْآنِ عَلَى النَّاسِ برخصة الافطار في المرض والسفر اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ حَتَّى لَايَنْخَدِعُوا بِهَؤُلَاءِ الْمُتَنَطّعِينَ الْهَالِكِينَ؟ وَلِيَعْلَمُوا اَنَّ الرُّخْصَةَ مَازَالَتْ قَائِمَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَجَاءَتْ كَلِمَةُ مِنْكُمْ فِي الْآيَةِ السَّابِقَة؟ وَرُبَّمَا اَوْهَمَتْ اَنَّهُ اِذَا تَطَوَّرَتْ وَسَائِلُ السَّفَرِ؟ رُفِعَتِ الرُّخْصَة؟ فَاِذَا بِهَذِهِ الْآيَةِ اللَّاحِقَةِ؟ تَاْتِي عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{مَنْ كَانَ مَرِيضاً (بِدُونِ كَلِمَةِ مِنْكُمْ؟ أيْ اَنَّ الرُّخْصَةَ سَتَبْقَى قَائِمَةً وَبَاقِيَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ تَفَضُّلاً مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهَا مِنْكُمْ اَيُّهَا الصَّحَابَةُ؟ وَمِنْ غَيْرِكُمْ فِي زَمَانِكُمْ وَفِي غَيْرِ زَمَانِكُمْ اَيْضاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ نَعَمْ اَخِي{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَقْضِي نَفْسَ عَدَدِ الْاَيَّامِ الَّتِي اَفْطَرَهَا بِعُذْرِ السَّفَرِ اَوِ الْمَرَض؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمَاهُوَ الْمَقْصُودُ هُنَا بِهَذَا الْمَرَض؟ هَلْ هُوَ الْمَرَضُ الْمُزْمِنُ؟ اَوِ الْمَرَضُ الطَّارِىء؟ بَلْ هُوَ الْمَرَضُ الطَّارِىءُ يَااَخِي وَالَّذِي يُرْجَى مِنْهُ الشِّفَاءُ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَقْضِيَ الْاَيَّامَ الَّتِي اَفْطَرْتَهَا؟ وَاَمَّا الْمَرَضُ الْمُزْمِنُ الَّذِي لَايُرْجَى مِنْهُ الشِّفَاءُ وَالْبُرْءُ؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُخْرِجَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ فِدْيَةً؟ وَهِيَ اِطْعَامُ مِسْكِينٍ وَجْبَتَيْنِ؟ وَهُمَا الْفُطُورُ وَالسُّحُورُ؟ اَوْ قِيمَتُهُمَا نَقْداً اِذَا لَمْ يَرْغَبِ الْمِسْكِينُ بِطَعَامِكَ اَخِي؟ وَاَمَّا كَيْفَ تُقَدِّرُهُمَا؟ فَحَسَبَ مَصْرُوفِكَ اَنْتَ اَخِي؟ لَاحَسَبَ مَصْرُوفِ الَّذِي يُفْتِيكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَخِي اَدْرَى بِمَصْرُوفِ بَيْتِكَ مِنَ الْمُفْتِي الَّذِي يُفْتِيكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْ اَوْسَطِ مَاتُطْعِمُونَ اَهْلِيكُمْ(فَرُبَّم َا يَكُونُ الْمُفْتِي غَنِيّاً يَسْتَطِيعُ اَنْ يُطْعِمَ اَهْلَهُ بِالْوَسَطِيَّةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا فِي قَوْلِهِ{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ(وَاَمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي{قُدِرَ(ضُيِّ قَ{عَلَيْهِ رِزْقُهُ(فَلَايَسْتَ طِيعُ سَبِيلاً اِلَى تِلْكَ الْوَسَطِيَّةِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي يَسْتَطِيعُهَا الْغَنِيّ مَعَ اَهْلِهِ؟ فَرُبَّمَا يَسْتَطِيعُ الْغَنِيُّ اَنْ يُطْعِمَ اَهْلَهُ بِوَسَطِيَّةٍ قَدْرُهَا عَشْرَةُ آلَافِ لَيْرَةٍ فِي الْيَوْمِ؟ وَرُبَّمَا لَايَسْتَطِيعُ الْفَقِيرُ اَنْ يُطْعِمَهُمْ اِلَّا بِوَسَطِيَّةٍ قَدْرُهَا اَقَلُّ مِنْ اَلْفِ لَيْرَةٍ فِي الْيَوْمِ؟ فَاَنْتَ اَخِي الْفَقِيرُ؟ وَاَنْتَ اَيْضاً اَخِي الْغَنِيُّ؟ كِلَاكُمَا اَدْرَى مِنَ الْمُفْتِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْ اَوْسَطِ مَاتُطْعِمُونَ اَهْلِيكُمْ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَهْلِيكُمْ اَنْتُمْ ؟وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ مِنْ اَوْسَطِ مَاتُطْعِمُونَ اَهْلَ الْمُفْتِي الَّذِي يُفْتِيكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُفْتِي الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَقُومَ مَقَامَكَ فِي الْاِطْعَامِ الْوَسَطِيِّ؟ لَايَسْتَطِيعُ اَيْضاً اَنْ يَقُومَ مَقَامَكَ فِي هَذِهِ الْفَتْوَى الْخَاصَّةِ الَّتِي يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَسْتَفْتِيَ فِيهَا قَلْبَكَ وَالْوَاقِعَ الْمَادِّيَّ الَّذِي تَعِيشُهُ وَاِنْ اَفْتَاكَ الْمُفْتُون؟اَوْ تَسْتَعِينَ بِمُخَمِّنٍ شَرْعِيٍّ خَبِيرٍ مُخْتَصّ يُخَمِّنُ لَكَ نَقْداً اَوْ طَعَاماً هَذَا الطَّعَامَ الْوَسَطِيَّ الَّذِي اَمَرَ بِهِ سبحانه؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ(لِمَاذَا هَذِهِ الرُّخَصُ يَارَبّ{يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ(نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ تَعَالَى اَوّلاً يَاْتِي بِالْعَزِيمَةِ؟ ثُمَّ يَاْتِي بِالرُّخْصَةِ؟ وَالْعَزِيمَةُ هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام(وَاَمَّا الرُّخْصَةُ فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر؟ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ(نَعَمْ اَخِي؟ اَحْكَامُ الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى التَّيْسِيرِ؟ لَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ التَّيْسِيرِ؟ وَبَيْنَ التَّمْيِيعِ وَالتَّسَيُّب؟ تَرَاهُ كَالْخِنْزِيرِ يُفْطِرُ عَلَناً فِي رَمَضَان وَيُدَخِّنُ عَلَناً؟وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُول طِزْ بِرَمَضَان وَطِزْ بِالصَّائِمِين؟ ثُمَّ اِذَا سَاَلْتَهُ لِمَاذَا لَاتَصُوم؟ فَيَقُولُ لَكَ حِينَمَا اَصُومُ اَشْعُرُ بِالْعَطَشِ وَاَشْعُرُ بِالْجُوعِ؟ وَنَقُولُ لِهَذَا السَّفِيه؟ لِمَاذَا اِذاً فَرَضَ اللهُ الصِّيَامَ اِذَا كُنْتَ لَنْ تَشْعُرَ بِالْعَطَشِ وَلَا بِالْجُوع؟ بَلْ اِنَّ مِنْ حِكْمَةِ الصَّوْمِ اَنْ تَشْعُرَ بِالْجُوعِ وَبِالْعَطَشِ لِمَاذَا؟ لِتُظْهِرَ ضَعْفَكَ اَمَامَ اللِه اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ؟ وَرُبَّمَا تَرَى نَفْسَكَ عَلَى النَّاسِ بِصِحَّتِكَ وَعَافِيَتِكَ وَتَتَكَبَّرُ وَتَتَجَبَّر؟ فَيَقُولُ لَكَ الْقُرْآنُ الْكَرِيم؟ اَنْتَ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُكَ؟ وَلَوْ كُنْتَ رَسُولَ اللهِ عِيسَى؟ فَاَنْتَ ضَعِيفٌ؟ لِاَنَّكَ تَحْتَاجُ اِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَاب؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَالطَّعَامُ وَالشَّرَابُ دَلِيلُ الْبَشَرِيَّة؟ وَلِذَلِكَ لَمَّا نَفَى اللهُ تَعَالَى عَنِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ صِفَةَ الْاُلُوهِيَّةِ مَاذَا قَال{مَاالْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ اِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ؟ وَاُمُّهُ صِدِّيقَةٌ؟ كَانَا يَاْكُلَانِ الطَّعَام(وَكَلِمَةُ يَاْكُلَانِ الطَّعَامَ هِيَ تَعْبِيرٌ عَنِ الِاحْتِيَاجِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَسِيحَ بَشَرٌ مُحْتَاجٌ اِلَى الله؟ وَالْمُحْتَاجُ لَايَكُونُ اَبَداً اِلَهاً؟ وَلَاجُزْءاً مِنَ الْاِلَهِ؟ وَلَا حَلَّ بِهِ الْاِلَهُ؟ اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَخِي؟ اَنَّ الْمَسِيحَ لَيْسَ اَيْضاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ لِاَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَايَاْكُلُونَ وَلَايَشْرَبُونَ؟ نَعَمْ اَخِي{يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ(وَنَحْنُ نَرَى الْيُسْرَ فِي كُلِّ تَشْرِيعَاتِ الله؟ فَمَا فَرَضَ سُبْحَانَهُ الْحَجَّ مَثَلاً اِلَّا عَلَى الْمُسْتَطِيع؟ وَلَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ اِلَّا بِشُرُوط؟ وَكَذَلِكَ اَبَاحَ الْمُعَامَلَاتِ بَيْنَ النَّاسِ؟ وَاَخَذَ بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ اَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا؟ بَلْ اِنَّ الْاَصْلَ فِي الْمُعَامَلَاتِ الْاِبَاحَةُ؟ وَفِي الْعِبَادَاتِ الْحَظْرُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاَصْلَ فِي الْعِبَادَاتِ الْمَنْعُ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ اخي اَنْ تَخْتَرِعَ عِبَادَةً مِنْ عِنْدِ نَفْسِكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْعِبَادَةَ تَصِلُكَ بِاللهِ وَاَنْتَ الْمَخْلُوق وَاللهُ هُوَ الْخَالِقُ؟ وَاَنْتَ اَخِي لَاتَعْلَمُ كَيْفَ تَتَّصِلُ بِالْخَالِقِ؟ فَهُوَ الَّذِي يُعَلّمُكَ سُبْحَانَهُ كَيْفَ تَتَّصِلُ بِهِ؟ وَاَمَّا الْمُعَامَلَاتُ بَيْنَ النَّاسِ؟ فَهِيَ مُعَامَلَةُ اِنْسَانٍ لِاِنْسَان؟ وَكُلُّ الْمُعَامَلَاتِ فِي الْاَصْلِ تُعْتَبَرُ مُبَاحَةً؟ اِلَّا مَاوَرَدَ الشَّرْعُ بِتَحْرِيمِهِ؟ فَمَثَلاً اَخِي؟ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ الْقُمَار؟ وَحَرَّمَ عَلَيْكَ التِّجَارَةَ بِالْخَمْرِ؟ وَحَرَّمَ عَلَيْكَ اَيْضاً مَثَلاً فَتْحَ اَمَاكِنَ لِلدَّعَارَةِ وَالْقِمَارِ وَالْخَمَّارَاتِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُور؟ وَلَكِنْ اَبَاحَ لَكَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمُعَامَلَاتِ والطيبات مَالَايُعَدُّ وَلَايُحْصَى{وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لًاتُحْصُوهَا(نَعَمْ اَخِي؟ لَنْ تَسْتَطِيعَ اَنْ تُحْصِيَ اَفْضَالَ اللهِ عَلَيْكَ فِي نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ؟ فَمَا بَالُكَ اَيْضاً بِبَقِيَّةِ النِّعَمِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَكُلُّ نِعْمَةٍ مِنْهَا اَيْضاً كَالنَّجْمَةِ الْوَاحِدَةِ وَفِيهَا مَافِيهَا مِنْ نِعَمٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ بَقِيَّةَ النُّجُومِ الْهَائِلَةِ وَنِعَمِهَا الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى فِي كُلِّ نَجْمَةٍ مِنْهَا؟ وَمَازَالَ حَدِيثُنَا اِلَى الْآنَ مُقْتَصِراً عَلَى هَذِهِ النُّجُومِ الْهَائِلَةِ الَّتِي هِيَ بِمَثَابَةِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَكُلُّهَا مَجْمُوعَةٌ فِي مَجَرَّةٍ كَوْنِيَّةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ؟ فَمَابَالُكَ اَخِي بِبَقِيَّةِ الْمَجَرَّاتِ الْهَائِلَةِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيْنَا؟ بَلْ اِنَّ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكَ اَخِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى اَيْضاً وَلَوْ كَانَتْ مَوْجُودَةً فِي ذَرَّةٍ صَغِيرَةٍ لَاتَرَاهَا بِعَيْنِكَ الْمُجَرَّدَة بِدَلِيل{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(وَصَدِّقْنِي اَخِي لَسْتُ مُبَالِغَةً فِيمَا ضَرَبْتُ لَكَ مِنْ هَذَا الْمَثَل؟ بَلْ اِنَّ كُلَّ مَاضَرَبْتُهُ لَكَ مِنْ هَذِهِ النُّجُومِ وَالْمَجَرَّاتِ الْهَائِلَة؟ هِيَ نُقْطَةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً فِي بَحْرٍ كَبِيرٍ هَائِلٍ لَاحُدُودَ لَهُ مِنْ نِعَمِ اللهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى عَلَيْنَا؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّيْطَانَ يُزَيِّنُ لِلْاِنْسَانِ دَائِماً وَخَاصَّةً لِاَصْحَابِ الْفَنَادِق؟ تَرَاهُ اَوَّلَ مَايُفَكِّرُ فِيهِ مِنْ اَجْلِ رَاحَةِ الزَّبَائِنِ فِي الْاُوتِيلِ الَّذِي يَمْلِكُهُ؟ اَنْ يَجْلِبَ لَهُمْ زُجَاجَاتٍ فَاخِرَةً مِنَ الْخَمْرِ وَالشِّمْبَانْيَا وَالنَّبِيذِ الْمُعَتَّقِ الَّذِي يُنْعِشُ الْقُلُوبَ لِلَحْظَةٍ وَمَا تَلْبَثُ اَنْ تَنْتَكِسَ اِلَى الْمَرَضِ الْقَاتِلِ مِنْ جَدِيد؟ فَاِذَا سَاَلْتَهُ لِمَاذَا تَجْلِبُ مَعَكَ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ اِلَى الْفُنْدُقِ يَقُول؟ وَاللِه اَنَا فَاتِح اُوتِيل سِيَاحِي لَايَجْذِبُ اِلَيْهِ الزَّبَائِنَ وَالْاَرْبَاحَ اِلَّا بِزُجَاجَاتِ الْخَمْر؟ وَنَقُولُ لِهَذَا الْمُتَجَاهِلِ الْخَبِيث؟ كُلُّ هَذَا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ وَالْعَيَاذُ بِالله حَتَّى يُورِدَكَ مَوَارِدَ التَّهْلُكَة لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ تَتَّهِمُ اللهَ اَنَّهُ عَاجِزٌ عَنْ رِزْقِكَ مِنْ جَمِيعِ الْاَبْوَابِ اِلَّا مِنْ بَابِ الْخَمْرِ وَالتَّدْخِينِ وَالْمُخَدِّرَات{اَت َقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَاتَعْلَمُون(وَل ِذَلِكَ عَلَيْكَ اَخِي الْمُؤْمِنُ اَنْ تَلْجَاَ دَائِماً اِلَى الْمُبَاحِ؟ وَاِذَا اَرَدْتَّ الْوَرَعَ؟ فَاَيُّ شُبْهَةٍ مِنَ الشُّبَهِ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَبْتَعِدَ عَنْهَا؟ وَهَذِهِ الْاُمُورُ يَجِبُ اَنْ نَعِيَهَا جَيِّداً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَكْثَرُ مَايُغْضِبُ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؟ وَيَالَطِيف كَمْ يَغْضَبُ اللهُ بِسَبَبِهِ فَمَا هُوَ اَخِي؟ اِذَا اَنكَرْتَ عَلَى اِنْسَانٍ مَا بِقَوْلِكَ فَقُلْتَ لَهُ هَذَا الَّذِي تَفْعَلُهُ حَرَام؟ فَيَقُولُ لَكَ هَذَا بَابُ رِزْقٍ؟ نَعَمْ اَخِي هُنَا يَغْضَبُ اللهُ غَضَباً شَدِيداً لَمْ يَغْضَبْهُ مِنْ قَبْلُ؟ بَلْ يَغْضَبُ اَشَدَّ الْغَضَبِ حَيْثُ عَلَّقْتَ رِزْقَكَ بِمَا حَرَّمَهُ الله؟ نَعَمْ عَلَّقْتَ رِزْقَكَ الْحَسَنَ بِمَا حَرَّمَهُ اللهُ مِنَ الرِّزْقِ السَّيِّء بدليل{قُلْ اَرَاَيْتُمْ مَااَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلَالَا؟ قُلْ آ~~~~~اللهُ اَذِنَ لَكُمْ اَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون( نَعَمْ اَخِي ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{وَلِتُكْمِل ُوا الْعِدَّة(أيْ تَنْتَهُوا مِنْ رَمَضَان؟ فَاِذَا رُؤِيَ هِلَالُ شَوَّالَ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْ 29 رَمَضَان؟ يُفْطِرُ النَّاسُ الصَّائِمُون؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يُرَ؟ تُكْمَلُ الْعِدَّةُ اِلَى ثَلَاثِينَ يَوْماً{وَلِتُكَبِّر ُوا اللهَ( وَلِتُعَظّمُوهُ بِتَكْبِيرَاتِ الْعِيدِ الَّتِي هِيَ هُنَا آكَدُ مِنْ تَكْبِيرَاتِ عِيدِ الْاَضْحَى وَاِنْ كَانَ وَقْتُهَا فِي الْفِطْرِ ضَيِّقاً وَفِي الْاَضْحَى وَاسِعاً{عَلَى مَاهَدَاكُمْ(أيْ بِسَبَبِ هِدَايَتِهِ لَكُمْ{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلصَّوْمُ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَشْكُرَ اللهَ وَلَانَتَضَجَّرَ بِسَبَبِ طُولِ النَّهَارِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ وَلَانَغْضَبَ وَلَانَصْخَبَ لِنَكُونَ دَائِماً مِنَ الشَّاكِرِين ؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ مَازِلْنَا نَتَدَبَّرُ فِي آيَاتِ الصَّوْمِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ عَلَى ضَوْءِ مَايَفْتَحُ اللهُ عَلَيْنَا مِنْ فُتُوحِ الْعَارِفِين؟ وَمِنْ خِلَال هَذِهِ الْآيَاتِ الْكَرِيمَةِ؟ نَرَى اَمْراً يَلْفِتُ الِانْتِبَاهَ؟ وَهُوَ اَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ؟ يُحَدِّثُنَا عَنِ الصَّوْمِ؟ وَيَسْتَمِرُّ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ؟ وَقَبْلَ اَنْ يَنْتَهِيَ مِنْ بَيَانِ اَحْكَامِهِ؟ يَاْتِي بِآيَةٍ لَاعَلَاقَةَ لَهَا فِي الظَّاهِرِ بِالصَّوْمِ؟ وَهِيَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيب؟ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اِذَا دَعَان؟ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي؟ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون(وَاِذَا اَنْعَمْنَا النَّظَرَ قَلِيلاً؟ وَجَدْنَا اَنَّهُ لَااِقْحَامَ لِهَذِهِ الْآيَةِ هُنَا فِي وَسَطِ آيَاتِ الصَّوْمِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ؟ لَمْ يُقْحِمْهَا اللهُ هُنَا هَكَذَا عَبَثاً بِدُونِ غَايَة وَحَاشَاهُ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا نَظَرْنَا اِلَى اَحَادِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْهَا[اِنَّ دَعْوَةَ الصَّائِمِ لَاتُرَدُّ(فَاِنَّنَ ا نَسْتَنْتِجُ مِنْ اَمْثَالِ هَذِهِ الْاَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ؟ اَنَّ لِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَاقَةٌ بِمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْآيَات؟ وَمَادَامَ الصَّائِمُ لَاتُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ؟ اِذاً تَكُونُ هَذِهِ الْآيَةُ مُنَاسِبَةً وَفِي مَحَلّهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَمَا اَنَّ الْمَظْلُومَ الَّذِي يَظْلِمُهُ الْمُرَابِي بِالرِّبَا الْفَاحِشِ اَوِ الْقَلِيلِ؟ لَاتُرَدُّ دَعْوَتُهُ اَيْضاً وَلَوْ كَانَ يَهُودِيّاً؟ مِمَّا يُلْحِقُ الْهَزِيمَةَ بِالْمُسْلِمِين؟ كَمَا نَبَّهَ اللهُ اِلَى ذَلِكَ فِي آيَةِ الرِّبَا الَّتِي رُبَّمَا تَظُنُّ مِنْ جَهْلِكَ اَخِي اَنَّهُ اَقْحَمَهَا فِي وَسَطِ مَاقَبْلَهَا وَبَعْدَهَا مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَمَّا جَرَى لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ نَصْرٍ وَهَزِيمَةٍ فِي غَزْوَةِ اُحُدٍ حِينَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَتَيْ آلَ عِمْرَانَ وَاَوَاخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَة{يَااَيُّه َا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَاْكُلُوا الرِّبَا اَضْعَافاً مُضَاعَفَة{يَااَيُّه َا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَابَقِيَ مِنَ الرِّبَا اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين؟ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَاْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِه؟ وَاِنْ تُبْتُمْ؟ فَلَكُمْ رُؤُوسُ اَمْوَالِكُمْ؟ لَاتَظْلِمُونَ؟ وَلَاتُظْلَمُون(نَعَ مْ اَخِي{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي(سُبْحَانَ الله؟ مَااَكْرَمَ اللهَ؟ وَمَااَجَلَّهُ؟ وَمَااَعْظَمَهُ؟ وَمَااَرْحَمَه{اِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي(اَلْمُؤْمِن ُونَ وَعِبَادِي الْمُتَّقُونَ الْاَخْيَار؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَلِمَةُ عِبَادِي؟ فَاعِل مَرْفُوع وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّة الْمُقَدَّرَة عَلَى مَاقَبْلِ يَاءِ الْمُتَكَلّمِ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِالْحَرَكَةِ الْمُنَاسِبَةِ وَهِيَ الْكَسْرَة؟ لِاَنَّ الْيَاءَ لَايُنَاسِبُهَا اِلَّا الْكَسْرَة وَلَايُنَاسِبُهَا الضَّمَّة؟ وَهَذِهِ الْيَاءُ هِيَ يَاءُ الْمُتَكَلّم ضَمِير مُتَّصِل مَبْنِي عَلَى السُّكُون فِي مَحَلّ جَرّ بِالْاِضَافَة؟ وَالْاِضَافَةُ هُنَا فِي مَعْنَاهَا تُفِيدُ التَّشْرِيفَ وَالتَّكْرِيمَ وَالتَّعْظِيمَ لِعِبَادِ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَااَضَافَهُمْ سُبْحَانَهُ اِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَلَوْ قَالَ لَكَ أيُّ اِنْسَانٍ مَهْمَا كَانَ شَاْنُ هَذَا الْاِنْسَان حَتَّى وَلَوْ كَانَ رَسُولاً مِنَ الرُّسُلِ اَوْ حَتَّى وَلَوْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ لَكَ اَنْتَ عَبْدِي؟ فَفِي ذَلِكَ مَذَلَّة؟ اَمَّا حِينَمَا يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ اَنْتَ عَبْدِي؟ فَفِي ذَلِكَ عِزَّة؟ وَلِهَذَا يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ كَفَانِي عِزّاً اَنْ اَكُونَ لَكَ عَبْداً؟ وَكَفَانِي فَخْراً اَنْ تَكُونَ لِيَ رَبّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ حِينَمَا يَكُونُ الْاِنْسَانُ عَبْداً لِله؟ فَاِنَّهُ يَاْبَى اَنْ يَسْتَعْبِدَهُ اَحَد؟ وَبِالْمُقَابِلِ هُوَ كَذَلِكَ لَايَسْتَعْبِدُ اَحَدَا؟ وَمَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يُرِيدُونَ لِاَنْفُسِهِمُ الْعِزَّةَ؟ وَلَكِنَّهُمْ بِالْمُقَابِلِ يُرِيدُونَ لِغَيْرِهِمُ الْمَذَلَّةَ؟ فَهَؤُلَاءِ اَنَانِيُّونَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِي يُرِيدُ لِنَفْسِهِ الْعِزَّةَ؟ لَايَجُوزُ لَهُ شَرْعاً؟ وَلَايَنْبَغِي لَهُ؟ اَنْ يُذِلَّ مَخْلُوقَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي( نَعَمْ اَخِي؟ وَيَسْاَلُ الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ هَلْ رَبُّنَا بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ؟ اَمْ قَرِيبٌ فَنُنَاجِيه؟ نعم اخي لِمَاذَا هَذَا السُّؤَالُ الْغَرِيبُ مِنَ الصَّحَابَة؟ لِاَنَّ النِّدَاءَ عَادَةً يَكُونُ لِمَنْ كَانَ عَنْكَ اَخِي بَعِيداً؟ وَاَمَّا الْمُنَاجَاةُ فَاِنَّهَا تَكُونُ لِلْقَرِيب؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَاَلُوا رَسُولَ اللهِ مَعْذُورُون؟ وَمَعَ ذَلِكَ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَلِيقُ بِمَنْ كَانَ عَلَى مُسْتَوَى هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ الْكِرَام اَنْ يَسْاَلُوا رَسُولَ اللهِ هَذَا السُّؤَال؟ وَنَحْنُ وَمَنْ كَانَ عَلَى مُسْتَوَانَا مِنْ اَحْفَادِ الصَّحَابَةِ؟ لَانَتَجَرَّاُ اَنْ نَسْاَلَ اَحَداً مِنْ عُلَمَائِنَا هَذَا السُّؤَال؟ بَلْ رُبَّمَا يَتَّهِمُنَا مَشَايِخُ الضَّلَالِ بِالزَّنْدَقَةِ اِذَا سَاَلْنَاهُمْ مِثْلَ هَذَا السُّؤَال؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَنْتَ الْآنَ جِئْتَ اِلَى الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَامِ مِنْ اَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَاَنْتَ مَسُتَرِيحٌ مِنْ لَوْثَاتِ الشِّرْكِ وَنَجَاسَتِهِ؟ وَوُلِدْتَّ فِي بَيْتٍ مُؤْمِنٍ جَاهِزٍ جُهُوزِيَّةً اِيمَانِيَةً اِسْلَامِيَّةً رُبَّمَا تَكُونُ تَامَّة وَتَجْعَلُكَ تَتَحَرَّجُ اَنْ تَسْاَلَ اَحَداً مِنَ النَّاسِ مِثْلَ هَذَا السُّؤَال؟ وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الصّحَابَةُ؟ فَانْتَقَلُوا مِنَ الشِّرْكِ اِلَى التَّوْحِيدِ؟ وَمِنَ الضَّلَالَةِ اِلَى الْهِدَايَةِ؟ وَلَمْ يَدْخُلُوا الْاِسْلَامَ عَلَى الْبَارِدِ الْمُسْتَرِيحِ؟ فَلَا مَانِعَ اَنْ يَسْاَلُوا مِثْلَ هَذَا السُّؤَال؟ بَلْ اِنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ فَتَحَ الْبَابَ اَحْيَاناً اَمَامَ اَمْثَالِ هَذِهِ الْاَسْئِلَةِ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ فَقَالَ[لَاحَيَاءَ فِي الدِّين[نَحْنُ اَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ اِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ{رَبِّ اَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى؟ قَالَ اَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لَيَطْمَئِنَّ قَلْبِي(فَقَالَ اللهُ لِاِبْرَاهِيمَ{خُذْ اَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ(وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ{وَآيَةٌ لَهُمُ الْاَرْضُ الْمَيْتَةُ اَحْيَيْنَاهَا(وَلَا حُجَّةَ لِمَنْ يَقُولُ اَنَّ كَلَامَ رَسُولِ اللهِ فِي اَحَقّيَّتِهِ بِالشَّكِّ مِنْ اِبْرَاهِيمَ هُوَ مِنْ بَابِ التَّوَاضُعِ فِي اِيمَانِ رَسُولِ اللهِ اَمَامَ اِيمَانِ اِبْرَاهِيم وَعَلَيْنَا اَنْ نُغْلِقَ الْبَابَ اَمَامَ هَذَا الشَّكِّ وَلَانَرْوِي اَمْثَالَ هَذِهِ الْاَحَادِيثِ اَمَامَ عَامَّةِ النَّاس؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ؟ اِنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يُغْلِقِ الْبَابَ فَوْراً؟ وَاِنَّمَا اَغْلَقَهُ لَاحِقاً اَمَامَ مَنْ شَكَّ فِي قَوْلِهِ(مَنْ خَلَقَ الله(بَلْ قَالَ لَهُ[هَذَا صَرِيحُ الْاِيمَان؟ فَاِذَا وَجَدْتَّ فِي نَفْسِكَ مِنْ هَذَا الشَّكِّ؟ فَاقْرَاْ قُلْ هُوَ اللهُ اَحَد اِلَى آخِرِهَا(وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالرِّفْعَةِ وَالْعِزَّةِ الْاِيمَانِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ اَغْلَقَ رَسُولُ اللهِ الْبَابَ؟ لَابِطَرِيقَةٍ خَاضِعَةٍ خَانِعَةٍ ذَلِيلَةٍ تُوحِي لِاَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ اَنَّنَا نَخْجَلُ مِنْ رِوَايَةِ اَمْثَالِ هَذِهِ الْاَحَادِيث؟ فَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَخْجَلُ مِنْهُ اَبَداً فِي هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ الَّذِي نَرْفَعُ بِهِ رُؤُوسَنَا وَلَانُطَاْطِئُهَا اَذِلَّاءَ اَمَامَ اَعْدَائِنَا؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَاِنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ شَهَادَةَ الدُّكْتُورَاه فِي الْفِقْهِ الْمُقَارَنِ؟ مَازَالُوا اِلَى الْآنَ يَقِفُونَ عَاجِزِينَ؟ وَكَاَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِالْخِزْيِ وَالْعَارِ؟ حِينَمَا يَخْجَلُونَ مِنْ رِوَايَةِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{اَلرِّبَ ا سَبْعُونَ بَاباً؟ اَدْنَاهَا اَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ اُمَّهُ؟ وَاَعْلَاهَا تَطَاوُلُهُ عَلَى عِرْضِ اَخِيه( نَعَمْ اَخِي؟ كَذَلِكَ وَرَدَ اَنَّ الصَّحَابَةَ وَمَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ كَانُوا قَافِلِينَ وَعَائِدِينَ مِنْ اِحْدَى الْغَزَوَاتِ؟ فَنَزَلُوا بِوَادٍ؟ وَاَخَذُوا يَجْاَرُونَ اِلَى اللهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ؟ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِرْبِعُوا عَلَى اَنْفُسِكُمْ؟ فَاِنَّكُمْ لَاتَدْعُونَ اَصَمَّ اَبْكَمَ؟ وَاِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيرَا{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيب( نعم اخي؟ لَوْ تَصَفَّحْنَا اَوِ اسْتَقْرَاْنَا آيَاتِ الْقُرْآنِ مَثَلاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَسْاَلُونَ كَ عَنِ الْيَتَامَى *قُلْ* اِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْر{يَسْاَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ *قُلْ* هُوَ اَذىً؟ فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ{يَسْاَلُو نَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ *قُلِ* الْعَفْوَ{يَسْاَلُون َكَ عَنِ الْاَهِلَّةِ *قُلْ* هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ{يَسْاَلُون َكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ *قُلْ* فِيهِمَا اِثْمٌ كَبِيرٌ؟ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ؟ وَاِثْمُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا{يَسْاَلُ ونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ *قُلْ* قِتَالٌ فِيهِ كَبِير{وَيَسْاَلُونَ كَ عَنِ الرُّوحِ *قُلِ* الرُّوحُ مِنْ اَمْرِ رَبِّي(نَعَمْ اَخِي؟ فِي كُلِّ هَذِهِ الْآيَاتِ الْكَرِيمَةِ تَرَى كَلِمَةَ *قُلْ* وَاَمَّا فِي سُورَةِ طَهَ{وَيَسْاَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ *فَقُلْ* يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفَا(فَهُنَا زَادَ سُبْحَانَهُ حَرْفَ الْفَاءِ عَلَى كَلِمَةِ قُلْ وَهِيَ الْآيَةُ الْوَحِيدَةُ فِي الْقُرْآنِ الَّتِي اَتَى فِيهَا حَرْفُ الْفَاءِ مَعَ كَلِمَةِ قُلْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ السُّؤَالَ اِذَا كَانَ عَنْ اَمْرٍ مَضَى؟ فَهُوَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَى هَذِهِ الْفَاء؟ فَحِينَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ مَثَلاً{يَسْاَلُونَك َ عَنِ الْيَتَامَى(وَقَعَ السُّؤَالُ مِنْهُمْ وَالْيَتِيمُ مَوْجُودٌ فِي حِجْرِ وَصِيِّه{يَسْاَلُونَ كَ عَنِ الْخَمْرِ(هُنَا اَيْضاً وَقَعَ السُّؤَالُ مِنْهُمْ وَالْخَمْرُ مَوْجُودٌ مَعَهُمْ وَمَضَى وَانْتَهَى وَحَسَمَ اللهُ اَمْرَ الْيَتَامَى وَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَغَيْرِهِ مِمَّا مَرَّ مَعَنَا فِي الْآيَاتِ السَّابِقَةِ وَاِنْ كَانَ لَمْ يَحْسِمْ اَمْرَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ نِهَائِيّاً اِلَّا عَلَى مَرَاحِلَ سَابِقَةٍ وَلَاحِقَة(وَاَمَّا قَوْلُهُ{يَسْاَلُونَ كَ عَنِ الْجِبَال(فَهَلْ وَقَعَ السُّؤَالُ مِنْهُمْ وَالنَّسْفُ مَوْجُودٌ وَحَاصِلٌ لِهَذِهِ الْجِبَالِ الَّتِي يَسْاَلُونَ عَنْهَا؟ هَلْ حَسَمَ اللهُ قَضِيَّةَ الْجِبَالِ نِهَائِيّاً وَفَوْراً بَعْدَ سُؤَالِهِمْ عَنْهَا؟ نعم اخي وَلَوْ اَنَّهَا قَضِيَّةً اِيمَانِيَّةً غَيْبِيَّة مُسْتَقْبَلِيَّة يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ اَنْ يُؤْمِنُوا وَيُسَلّمُوا بِهَا؟ لَكِنْ هَذَا لَايَمْنَعُ اَنَّهُمْ حِينَمَا سَاَلُوا رَسُولَ اللهِ هَلْ سَتَبْقَى هَذِهِ الْجِبَالُ مَوْجُودَةً عَلَى حَالِهَا شَامِخَةً اِلَى الْاَبَد فَهَلْ نُسِفَتِ الْجِبَالُ حِينَمَا وَقَعَ السُّؤَالُ مِنْهُمْ عَنْهَا اَوْ بَعْدَ وُقُوعِهِ اَمْ اَنَّهَا سَتُنْسَفُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بَعْدَ سُؤَالِهِمْ بَفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ جِدّاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ سُبْحَانَهُ هُنَا بِحَرْفِ الْفَاءِ الَّتِي تُفِيدُ الْمُسْتَقْبَلَ الَّذِي رُبَّمَا يَرَاهُ الْبَعْضُ مِنْهُمْ بَعِيداً وَلَكِنَّ اللهَ يَرَاهُ قَرِيبَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ حَتَّى حَرْفِيَّتُهُ لَهَا مَعْنَاهَا وَوَزْنُهَا الْبَلَاغِيُّ الْمُعْجِزُ فِي قَوْلِهِ مَثَلاً{فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفَا(لَكِنْ تَعَالَ مَعِي الْآنَ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْآيَة{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيب(لَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَقُلْ اِنِّي قَرِيب؟ وَلَمْ يَقُلْ قُلْ اِنِّي قَرِيب لِمَاذَا؟ حَتَّى يُشْعِرَكَ اَخِي بِقُرْبِكَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِقُرْبِ اللهِ مِنْكَ حِينَمَا تَدْعُوهُ بَعْدَ اَنْ حَقَّقْتَ مَعَانِيَ الصَّوْمِ الَّتِي اَرَادَهَا اللهُ تَعَالَى مِنْ صَوْمِكَ الَّذِي يَجْرِي عَلَى اللهِ وَعَلَيْكَ بِلَاحَاجِزٍ وَلَا وَاسِطَةٍ حِينَمَا تَدْعُوهُ مِنْ قَلْبِكَ دُعَاءً خَالِصاً لَهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ بِلَامَدَدٍ مِنَ سِيدَكْ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي وَلاَ الرِّفَاعِي وَلَا الْحُسَيْن وَلَا آلِ الْبَيْتِ وَلَاشِيعْتَكْ فِي خَطَرْ يَاعَلِي وَلَامَرْيَمَ وَلَامُوسَى وَلَاعِيسَى وَلَا مُحَمَّد؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى وَلَوْ اَقْنَعْتَ النَّاسَ جَمِيعَهُمْ بِاَلْفِ تَاْوِيلٍ لِهَذَا الْمَدَدِ الْبَاطِلِ؟ فَلَا حُجَّةَ لَكَ عِنْدَ اللهِ اَبَداً؟ بَلْ حُجَّتُكَ بَاطِلَةٌ وَدَاحِضَةٌ بِدَلِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي لَاتَحْتَاجُ مَعَهَا لِاَيِّ وَاسِطَةٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الله؟ بَلْ اِنَّ اللهَ يَغْضَبُ عَلَيْكَ اِذَا مَلَلْتَ مِنْ دُعَائِهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَلَجَاْتَ اِلَى غَيْرِهِ طَالِباً لِلْمَدَد؟ بَلْ اِنَّ الْكَافِرَ عَدُوَّ اللهِ يَجِدُ نَفْسَهُ مُضْطَّرّاً اِلَى اَنْ يَكْفُرَ بِجَمِيعِ الْمَدَدِ الْبَاطِلِ وَيَلْجَاَ اِلَى الْمَدَدِ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ حِينَمَا يُصِيبُهُ الضُّرُّ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ اِلَّا اِيَّاهُ{وَتَنْسَوْن َ مَاتُشْرِكُون(فَاَيْ نَ رَبُّ الْغَوْثِ الْاَعْظَمِ وَالْبَازِ الْاَشْهَبِ فِي قُلُوبِكُمْ اَيُّهَا الظَّالِمُون{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(هَلْ شِيعْتَكْ فِي خَطَرْ يَاعَلِي تَنْفَعُكُمْ هُنَا اَمْ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا اِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ(بِشِرْكٍ لِعَلِيٍّ مَعَ الله{اُولَئِكَ لَهُمُ الْاَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون(نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِنُ الْمُوَحِّد اَبْشِرْ؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَدْعُوَ اللهَ؟ فَلَا حَاجِزَ وَلَاوَاسِطَةَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ تَعَالَى حَتَّى وَلَوْ بِكَلِمَةِ قُلْ؟ فَنَحْنُ حِينَمَا نَتُوبُ اِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَدْعُوهُ اَنْ يَقْبَلَ تَوْبَتَنَا وَيَغْفِرَ لَنَا؟ لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَذْهَبَ اِلَى رَجُلِ عِلْم؟ وَمَنْ قَالَ اِنَّ اللهَ لَايَقْبَلُ التَّوْبَةَ اِلَّا عَلَى يَدَيْ هَذَا الرَّجُل؟ بَلْ اِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَقْبَلُ التَّوْبَةَ اِلَّا مِنْ فَمِكَ الْاَحْلَى يَاكَحْلَى؟ فَاَنْتَ اِذاً اَخِي تَلْجَاُ اِلَى اللهِ تَعَالَى دُونَ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ وَسِيطٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{وَاِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيب؟ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اِذَا دَعَان(نَعمْ اَخِي؟ هُنَاكَ دُعَاءُ رَفَاهِيَة؟ وَهُنَاكَ دُعَاءُ اضْطّرَار؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَمَّا دُعَاءُ الرَّفَاهِيَة؟ فَمَثَلاً اِنْسَانٌ عِنْدَهُ بَيْتٌ يَسْكُنُ فِيهِ وَمُنَاسِبٌ لَهُ؟ فَيَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اَنْ يَكُونَ لَهُ قَصْرٌ اَوْ فِيلّا؟ فَهَذَا دُعَاءُ رَفَاهِيَةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الضَّرُورَةَ تَحَقَّقَتْ عِنْدَهُ وَالْحَاجَةَ وَهِيَ السَّكَن؟ وَمَعَ ذَلِكَ يُرِيدُ اَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِهِ طَمَعاً؟ كَاِنْسَانٍ آخَرَ مَثَلاً عِنْدَهُ سَيَّارَةٌ ثَمَنُهَا عَشْرُ مَلَايِين لَيْرَة سُورِيَّة؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَدْعُو اللهَ اَنْ يَرْزُقَهُ سَيَّارَة ثَمَنُهَا ثَلَاثُونَ اَوْ اَرْبَعُونَ مِلْيُون؟ فَهَذَا كُلُّهُ دُعَاءُ الْمُرَفَّهِينَ الْمُتْرَفِين؟ وَاَمَّا دُعَاءُ الْمُضْطَّرّ{اَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَّرَّ اِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْاَرْضِ؟ اَاِلَهٌ مَعَ الله(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى دُعَاءِ الضَّرُورَةِ وَالِاضْطّرَارِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَابُدَّ لِاسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ مِنَ اللهِ؟ اَنْ تَتَحَقَّقَ اَرْكَانُ هَذِهِ الِاسْتِجَابَةِ؟ فَلَايَكُونُ الدُّعَاءُ لِمَعْصِيَةٍ؟ كَاِنْسَانٍ مَثَلاً يَدْعُو اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَنْ يُسَهِّلَ لَهُ عَمَلِيَّةَ نَصْبٍ اَوِ احْتِيَالٍ اَوْ سَرِقَةٍ مَوْصُوفَةٍ اَوْ غَيْرِ مَوْصُوفَة اَوْ تَشْلِيحٍ؟ كَاِنْسَانٍ مَثَلاً يُرِيدُ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ زُمَلَائِهِ اللُّصُوصِ؟ اَنْ يَسْرِقَ خَزِينَةً مَا؟ وَقَبْلَ اَنْ يَسْرِقُوا؟ يَتَضَرَّعُونَ اِلَى اللهِ وَيَدْعُونَهُ بِقَوْلِهِمْ(رَبِّنَ ا يُسْتُر(فَهَذَا دُعَاءٌ مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى مَعْصِيَةٍ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْحُصُولِ عَلَى مَالٍ حَرَامٍ اَوْ أيِّ شَيْءٍ حَرَامٍ آخَر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَيُشْتَرَطُ لِقَبُولِ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللهِ اَيْضاً؟ اَلَّا يَكُونَ فِيهِ قَطِيعَةُ رَحِمٍ؟ كَاِنْسَانٍ مَثَلاً يَدْعُو عَلَى اَرْحَامِهِ؟ كَذَلِكَ يُشْتَرَطُ اَيْضاً؟ اَلَّا يَكُونَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ اَجْلِ اِيقَاعِ الضَّرَرِ بِالنَّاسِ وَالنَّجَاةِ بِظُلْمِهِ وَبِطُغْيَانِهِ وَبِبَغْيِهِ؟ كَاَنْ تُقِيمَ اَخِي دَعْوَى اَمَامَ الْقَضَاءِ وَاَنْتَ تَعْلَمُ اَنَّكَ مُبْطِلٌ وَاَنَّ دَعْوَتَكَ بَاطِلَة ثُمَّ تَدْعُو اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يَجْعَلَ الْقَضِيَّةَ اَوِ الدَّعْوَى رَابِحَةً بِالنِّسْبَةِ لَكَ؟ وَكَذَلِكَ يُشْتَرَطُ لِقَبُولِ الدُّعَاءِ؟ اَلَّا تَدْعُوَ بِمُسْتَحِيلٍ عَلَى عَقْلِكَ وَاِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِيلاً عَلَى اللهِ وَلَكِنَّهُ لَايَلِيقُ بِجَلَالِهِ جَلَّ جَلَالُه؟ فَمَثَلاً اَنْتَ جَالِسٌ فِي بَيْتِكَ الْآنَ تُغْلِقُ الْاَبْوَابَ؟ ثُمَّ تَدْعُو اللهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَتَقُولُ يَارَبّ اُنْقُلْنِي اِلَى بَيْتِكَ الْحَرَام فِي مَكَّة فِي لَمْحِ الْبَصَرِ مِنْ اَجْلِ اَنْ اَحُجّ وَاَنْتَ جَالِسٌ فِي بَيْتِكَ لَاتَتَحَرَّك؟ نعم اخي؟ وَكَذَلِكَ مِنْ سُوءِ الْاَدَبِ وَالْوَقَاحَةِ فِي الدُّعَاءِ؟ اَنْ تَطْلُبَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تَاْخُذَ بِالْاَسْبَابِ؟ كَاَنْ يَقُولَ الطَّالِبُ مَثَلاً؟ اَللَّهُمَّ اكْتُبْ لِيَ النَّجَاح وَهُوَ لَايَدْرُسُ وَلَايَجُدُّ وَلَايَجْتَهِد؟ نعم اخي؟ وَلَابُدَّ كَذَلِكَ عِنْدَ الدُّعَاءِ؟ اَنْ يَسْتَحْضِرَ قَلْبُكَ الْخَشْيَةَ مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى{اِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِين(وَلَابُ دَّ اَنْ يَكُونَ طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ وَمَلْبَسُكَ وَمَسْكَنُكَ حَلَالاً[يَامُعَاذُ؟ اَطِبْ مَطْعَمَكَ؟ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَة[وَاِنَّ الرَّجُلَ لَيُلْقِي بِاللُّقْمَةِ الْحَرَامِ فِي جَوْفِهِ؟ لَايُتَقَبَّلُ مِنهُ عَمَلُهُ الصَّالِحُ اَرْبَعِين(وَلَانَدْ رِي اَرْبَعِينَ سَاعَة؟ اَوْ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ اَوْ اَرْبَعِينَ سَنَة؟ فَقَدْ اَطْلَقَهَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فِي قَوْلِهِ[اَرْبَعِين(حَتَّى اَصْبَحَتْ مَجْهُولَةَ الْعَدَد؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَابُدَّ مِنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ جَمِيعاً حَتَّى يَتَحَقَّقَ مَعْنَى الدُّعَاءِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَكِنْ كَيْفَ تَكُونُ الْاِجَابَةُ مِنَ اللهِ لِهَذَا الدُّعَاء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِمَّا اَنْ تَكُونَ الْاِجَابَةُ حَسْبَمَا طَلَبَ الْعَبْد؟ فَحِينَمَا يَطْلُبُ شَيْئاً مَا؟ يُعْطِيهِ اللهُ تَعَالَى اِيَّاه؟ وَحِينَمَا يَطْلُبُ دَفْعَ سُوءٍ عَنْهُ؟ يُلَبِّي اللهُ تَعَالَى دَعْوَتَهُ فَيَدْفَعُ السُّوءَ عَنْهُ؟ وَقَدْ لَايُلَبِّي اللهُ لَهُ طَلَبَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُ اَنَّ فِي تَلْبِيَةِ هَذَا الطَّلَبِ ضَرَراً عَلَى الدَّاعِي بَدَلِيل{وَيَدْعُو الْاِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ؟ وَكَانَ الْاِنْسَانُ عَجُولَا(فَاِذَا غَضِبَ دَعَا عَلَى نَفْسِهِ اَوْ عَلَى اَوْلَادِهِ؟ وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام نَهَا عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ[لَاتَدْعُوا عَلَى اَنْفُسِكُمْ وَلَا عَلَى اَوْلَادِكُمْ وَلَا عَلَى اَمْوَالِكُمْ؟ لَعَلَّكُمْ تُصَادِفُونَ سَاعَةَ اِجَابَةٍ؟ فَتَنْدَمُونَ عَلَى مَاقُلْتُمْ(وَقَدْ وَرَدَ اَنَّ امْرَاَةً دَعَتْ عَلَى اَمْوَالِهَا قَائِلَةً لِنَاقَتِهَا؟ سِيرِي يَا مَلْعُونَة؟ بِمَعْنَى اَللَّهُمَّ الْعَنْ نَاقَتِي؟ وَالنَّاقَةُ مِنَ الْاَمْوَال؟ فَاَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ اَنْ تَرْجِعَ مَعَ نَاقَتِهَا وَقَالَ[اِنِّي لَااَصْطَحِبُ نَاقَةً مَلْعُونَةً لِاَغْزُوَ فِي سَبِيلِ الله( نَعَمْ اَخِي؟ اَحْيَاناً تَدْعُو اللهَ وَاَنْتَ لَاتَعْلَمُ اَنَّ مَا تَدْعُوهُ اِلَيْهِ رُبَّمَا لَايَكُونُ فِيهِ مَصْلَحَةٌ لَكَ؟ فَلَا يُلَبِّي اللهُ لَكَ طَلَبَكَ هُنَا؟ وَاِنَّمَا يَدْفَعُ عَنْكَ مِنَ السُّوءِ بِمِقْدَارِ مَادَعَوْتَ وَاَخْلَصْتَ فِي دُعَائِكَ؟ اَوْ يَرْفَعُ دَرَجَاتِكَ؟ اَوْ يُثْبِتُ اَجْرَك؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبِالْعَوْدَةِ اِلَى الْآبَاءِ وَالْاُمَّهَاتِ وَاَوْلِيَاءِ الْاُمُورِ الَّذِينَ يَدْعُونَ عَلَى اَوْلَادِهِمْ؟ فَاِنْ كَانَ اَوْلَادُهُمْ لَايَسْتَحِقُّونَ هَذَا الدُّعَاءَ؟ فَاِنَّ الْآبَاءَ وَالْاُمَّهَاتِ هُنَا آثِمُون؟ بَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ اَنَّ الْوَلَدَ لَيْسَ لَهُ حَقٌّ عَلَى اَبِيه؟ لَا يَاحَبِيبِي اِذَا ظَلَمْتَ وَلَدَكَ وَدَعَوْتَ عَلَيْهِ بِدُونِ حَقٍّ؟ تَكُونُ آثِماً عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاِذَا دَعَوْتَ عَلَيْهِ بِحَقٍّ؟ فَقَدْ يَسْتَجِيبُ اللهُ لَكَ؟ فَتَنْدَمُ عَلَى مَادَعَوْتَ عَلَيْهِ فِي وَقْتٍ لَايَنْفَعُ فِيهِ النَّدَم؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكَ اَخِي الْاَب وَاُخْتِي الْاُمّ؟ وَاسْمَعَاهَا مِنِّي نَصِيحَةً لَنْ تَنْدَمَا عَلَيْهَا اِنْ شَاءَ الله؟ بَدَلَ اَنْ تَدْعُوَا عَلَيْهِ؟ اُدْعُوَا لَهُ بِالْهِدَايَةِ وَالتَّوْفِيقِ اِلَى بِرِّ خَالِقِهِ وَبِرِّكُمَا وَطَاعَتِكُمَا فِيمَا يُرْضِي خَالِقَكُمَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبِالْعَوْدَةِ اِلَى كَيْفَ تَكُونُ الْاِجَابَة اَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِمَّا اَنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ دُعَاءَكَ اَوْ لَايَسْتَجِيب؟ بِمَعْنَى لَايُلَبِّي كُلّ هَذِهِ الْاَشْيَاءِ الَّتِي تَدْعُوهُ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ اَمَانِيكَ بِهَا؟ وَاِنَّمَا يَدَّخِرُ ثَوَابَ دُعَائِكَ وَاِخْلَاصِكَ فِي الدُّعَاءِ لِلهِ وَحْدَهُ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة{لِيَجْزِ يَهُمْ اَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُون(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَة؟ وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَدْعُوَ غَيْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَلَايَجُوزُ اَنْ تَقُولَ مَثَلاً يَارَسُولَ اللهِ ارْزُقْنِي؟ يَارَسُولَ اللهِ اشْفِنِي؟ يَارَسُولَ اللهِ عَافِنِي اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ وَخَيْرٌ لَكَ اَخِي كَذَلِكَ اَلَّا تَطْلُبَ الْمَدَدَ اِلَّا مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَهُوَ الَّذِي يُجِيبُ دُعَاءَ عِبَادِهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالدُّعَاءُ لَايَكُونُ اِلَّا لِله؟ لِاَنَّهُ عِبَادَة بِدَلِيل{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي اَسْتَجِبْ لَكُمْ؟ اِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي؟ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين(وَالْعِبَا دَةُ هُنَا فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى الدُّعَاء؟ وَلِذَلِكَ فَالَّذِي يَدْعُو غَيْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ كَالَّذِي يَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمِنْ اَفْضَلِ الْاَدْعِيَةِ مِنْ حَيْثُ الْكَلَام؟ اَنْ تَدْعُوَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِاَسْمَائِهِ الْحُسْنَى بِدَلِيل{وَلِلِه الْاَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا؟ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي اَسْمَائِه(نَعَمْ اَخِي قُلْ مَثَلاً يَاغَفُورُ اغْفِرْ لِي؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ غَفُور مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَى؟ وَكَذَلِكَ يَارَحِيمُ ارْحَمْنِي؟ يَارَازِقُ وَيَارَزَّاقُ ارْزُقْنِي؟ يَاجَبَّارُ اجْبُرْ كَسْرِي وَخَاطِرِي اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى الْحُسْنَى؟ نعم اخي؟ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{فَلْيَسْتَج ِيبُوا لِي(نَعَمْ اَخِي؟ اِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ يَكُونَ دُعَاؤُكُمْ مُسْتَجَاباً{فَلْتَس ْتَجِيبُوا لَهُ(سُبْحَانَهُ بِمَعْنَى اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَمْتَثِلُوا اَمْرَهُ وَتَجْتَنِبُوا نَهْيَهُ{لَعَلَّكُمْ تَرْشُدُون{