المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراحل دراسة العقيدة للحازمي



أهــل الحـديث
17-07-2014, 08:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الشيخ أحمد الحازمي في الشريط الاول من شرح العقيدة الواسطية
(العقيدة ذكرنا أنها علم ، وإذا كانت علمًا حينئذٍ لا بد من معرفة كيف يُؤتي هذا العلم ، لأن منه :
- ما يتعلق بالمسائل تصورها .
- ومنه ما بتعلق بمناهج المنحرفين .
- ومنها ما يتعلق بالرد عليهم .
إذًا ثلاث مراحل ، تصور المسائل أولاً وإقامة الأدلة عليها ، ثم تصور ما عليه المخالفون ، ثم التفنيد تأتي إلى الرد ، وقد تشبع البعض من طلاب العلم بالمرحلتين الثانية والثالثة ، ويفرِّط أو يقصر في المرحلة الأولى ، وهذا غلط ، إذًا مراحد دراسة العقيدة .
المرحلة الأولى : أن يعرف المسلم أصول اعتقاده الصحيح بأدلته التفصيلية ، ينظر في كل مسألة ، مسألة ، ويتصور هذه المسألة ، ثم النظر بين هذه المسألة ودليلها ، ويتشبع من هذه المرحلة لا ينتقل إلى مرحلةٍ إلا بعد إتقانها ، والنقد أو الخلل قد يأتي إلى هذه المرحلة ، ولذلك قد ينتقل البعض عن منهج أهل السنة إلى ما يخالفه ويقتنع بقول المخالف لكونه قد فرَّط في فهم هذه المسائل ، لأننا قلنا : لا بد أن يكون ثَمَّ عقيدة ، وعرفنا عقيدة بمعنى أنها يكون مجزومًا بها مقطوعًا بها ، بمعنى أنه يَشُدُّ عليها عقيدة قلبه أو عقد قلبه ، فلا يطرق إليها الشك البتة ، فكثرة الترداد لهذه المسائل ، والنظر فيها وفي أدلتها ، بحيث تكون عنده كأنه يقين بل يقين ، إذا كان الأمر كذلك ووصل إلى هذه المرحلة حينئذٍ لا يتلبس عليه الحق بالباطل ، ثم النظر في تقعيدات أهل السنة والجماعة ، فإذا قيل الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات هذه قاعدة مطردة عند أهل السنة والجماعة ، فيفهم طالب العلم أولاً كيف ثبتت هذه القاعدة ، قد يعتني الطالب بماذا ؟ بتطبيق القاعدة لكن لا يعتني بكيفية إثبات هذه القاعدة ، أثبت لي هذه القاعدة ، ورد في الكتاب والسنة هذا اللفظ لم يأت ، إذًا كيف نستدل بقاعدة لم يثبت لها دليل عندك ، فكل قاعدة تذكر عند أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات نحتاج إلى إثبات من حيث الشرع ثم من حيث التطبيق .
المرحلة الثانية : أن يعرف الدارس الفرق المخالفة ومناهجها وسماتها وأصولها التي فارقت فيها السنة ، كذلك ألقابها ، وما يُسمَّى بالتصنيف ، لا بد من التصنيف ، أن يصنف أهل الباطل في مراتبهم ، لأن قلنا : أهل السنة والجماعة هذا مصطلح تحته حقيقة ، الحقيقة هذه قطعية ، قطعية بمعنى أنها لا تحتمل الخلاف في أصولها ، وإلا ما قد يقع خلاف بين أهل السنة والجماعة في بعض الفرعيات لا في الأصول ، حينئذٍ يكون المخالف يكون مخالفًا خارجًا عن مسمى أهل السنة والجماعة هذا الأصل فيه .
المرحلة الثالثة : أن يعرف الدارج شبه المخالفين لأهل السنة ، وردود أهل السنة عليهم بشكل مفصل ، يعني أن يفند المذهب من أصله ، وهذه المرحلة قد يُخْطِئُ البعض فيها أنها تُؤخذ مع دراسة معتقد أهل السنة والجماعة ، قد بينا ذلك فيما شرحناه من (( اللمعة )) قلنا : من الخطأ أن يأخذ طالب العلم العقيدة السلفية ممزوجةً بالعقيدة الخلفية ، هذا لا أراه في طريقة تدريس العقيدة ، يعني يأتي إلى مسألة اليد فيثبتها عن طريق الأدلة الكتاب والسنة ، ثم يقول : وقالت الأشاعرة وقالت المعتزلة . نقول : لا ، ليس فقهًا مقارنًا ، وإنما تدرس العقيدة على وفق طريقة السلف ، وأما النظر في أقوال المخالفين فيُنظر في الكتب التي تؤصل هذا المنهج ، كـ (( الحموية )) مثلاً أو (( التدمرية )) أو (( القواعد المثلى )) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أو نحو ذلك ، أو النظر في كتب الأشاعرة بأنفسهم ، فحينئذٍ يكون النظر في أقوالهم أحسن ما يكون النظر في كتبهم هم بأنفسهم ، ولكن هذا لا يحل لأحدٍ أن ينظر في كتب أهل البدع إلا إذا تشبع بعقيدة أهل السنة والجماعة ، وعرف كيف ثبتت هذه العقيدة دلالةً وأدلةً ، ولا يُكْتَفَى بأن يأخذ المسائل دلالةً فقط ، وإنما ينظر في الأدلة ، وكيف دلت الأدلة على هذه المسائل ، فأحسن ما يرد على الفرق المخالفة إنما هو النظر في كتبهم ) .