المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما تراه على الشاشة.. ستراه في الواقع



العجراء
29-12-2007, 12:19 PM
ما تراه على الشاشة.. ستراه في الواقع




(وكأننا بحاجة لمن ينبهنا لهذه الحقيقة ) ... فالدكتور سمير حسين - وهو أستاذ معروف في جامعة القاهرة - كتب بحثا مفاده أن فتيات الإعلانات هن أكبر محرض للجنس وحوادث التحرش التي تحدث في الشوارع .. والأسوأ من هذا أن معظم مشاهد العنف والقتل والاغتصاب موجهة للنساء الأمر الذي يحرض على تطبيقها على أرض الواقع .. وكان الدكتور محمود البدر (وهو من جامعة القاهرة أيضا) قد أعد دراسة حول 500فيلم مصري اتضح من خلالها أن "المرأة" استعملت في 78% من مشاهد العنف والجنس اللاأخلاقي وأن معظم مشاهد الإثارة موجهة للرجال من قبل ممثلات فاتنات .. بالفعل!
وفي الحقيقة ؛ تأثر الكبار يهون أمام تأثر الصغار بمشاهد العنف والجنس التي تبثها القنوات الفضائية .. فقد أظهرت دراسة قام بها اتحاد أطباء النفس الأمريكي تحت عنوان ( عالم كبير وشاشة صغيرة ) أن الطفل الأمريكي حين يصل إلى المرحلة السابعة في التعليم يكون قد شاهد على التلفزيون ما بين 8000جريمة قتل و 3000حالة اغتصاب و 450الف مشهد عراك وعنف مختلفة . كما أشارت الدراسة - التي تعد الأكبر من نوعها - الى أن الأطفال يشاهدون خلال ساعة واحدة مابين ثلاث الى خمس شخصيات كرتونية تتميز بالعنف والقسوة وبذاءة الألفاظ مثل "زورو" و"سلاحف الننجا" و"القناع الاخضر" و"بات مان" و"رامبو الصغير" ..

وجميعنا يعرف أن الطفل - بحكم سنه - يعيش في مرحلة "التلقي" ولا يميز بين الحقيقة والخيال أو المقبول والخارج عن القانون .. ونتيجة لهذا أصبحت الأجيال الجديدة أكثر تقبلا لمشاهد القتل والاغتصاب والتعامل العنيف - ولم تعد المناظر المرعبة والمقززة تؤثر في الأجيال الجديدة لفرط التعود عليها وتقبلها كواقع محتمل !!

... ومن جهة أخرى ، لا ننسى أن التلفزيون يسرق بالفعل أوقات الكبار والصغار على حد سواء .. فمؤسسة الأبحاث التربوية البريطانية قامت بدراسة حول علاقة التلفزيون بالتفوق الدراسي اتضح من خلالها أن ( 35% ) ممن يشاهدون التلفزيون باستمرار لا يستطيعون القراءة والكتابة بشكل جيد. وحين أجرت دراسة أخرى على ( 750) طفلا اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الأطفال المحرومين من مشاهدة التلفزيون - أو تم تنظيم اوقات مشاهدتهم له - أكثر تفوقا من أولئك الذين يشاهدونه باستمرار وبلا ضوابط .. وحذرت المؤسسة البريطانية الآباء والأمهات من خطر التلفزيون وسرقته لوقت الأطفال على حساب تحصيلهم العلمي . وابدت قلقها من حقيقة أن واحدا من بين كل ثلاثة أطفال بريطانيين يملك تلفزيونا في غرفته !!

... أما في مجتمعنا المحلي فإن المتأمل للفرق بين المؤثرات التربوية في الماضي والحاضر يلاحظ أن الطفل (في الماضي) كان يتلقى مبادئه ومثله العليا من والديه وأعمامه وجيرانه في الحي - وفي المقابل تراجع الجميع (هذه الأيام) أمام الشخصيات التلفزيونية التي أصبح لها التأثير الأقوى على شخصية الطفل وسلوكه التربوي ...

ورغم هذا أنا أول من يعترف باستحالة إلغاء التلفزيون أو منع أطفالنا من مشاهدته ؛ غير ان تنظيم وقت الطفل وشرح مايحدث أمامه وإنماء ملكة التميز لديه (بأن مايراه من قبيل الخيال والمبالغة) خطوات مهمة وضرورية لتجاوز معظم المخاطر ...

... ولأن معظم العائلات ستفشل في تطبيق (هذا الكلام) أقول بكل ثقة بأن مانراه اليوم على الشاشة، يعطينا "لمحة" عما سنراه غدا في أرض الواقع ..