المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يأتي الحب ج3



أحمد سعيد علي سليمان
28-12-2007, 01:15 PM
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~عائلة أبو معتز~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~

لم تدري حياة كيف تحاول إخفاء فرحتها بلقاء علي ، نعم لقد كان علي يتمتع بمواصفات فتى الأحلام الذي كانت تحلم به أن يأتي ويختطفها على حصان أبيض ، أنه الشاب الوسيم المتعلم ذو العينان البنيتان الجميلتان والقد الطويل الممشوق وذو الوجه الحنطي اللون المكتنز الخدين .....
ــ نعم أنه هو ... (( قالتها والفرحة تكاد تقفز من عينيها ))
ــ الحمد الله أن الجميع يشاهدون التلفاز ، أتمنى من الله أن لا يناديني أحد فأنا سأغمض عيني حتى لا تفارق صورته مخيلتي ....
و فجأة تحولت فرحتها إلى حزنٍ قلق ، لم تعد تدري هل تفرح أم تبكي فلقد تبعثرت أمامها أسئلة عديدة ، جعلتها تعانق وسادتها وتتقلب على سريرها يميناً ويساراً:
ــ ماذا لو كان علي مرتبط بفتاة أخرى .... كلا هذا مستحيل فلقد أحسست برعشة قلبه عندما تلاقت نظراتنا....
قامت إلى مقبس الإنارة وأطفئت الأنوار ، فعم الظلام غرفتها ، ولكن نار الحب كان تضيء كل كيانها ، إنها المرة الأولى التي يخفق قلبها بهذه القوة ، نعم إنه الحب ومن غيره يستطيع أن يسرق النوم من عيني حياة بعد تعب هذا اليوم الطويل ، فأم معتز تكتفي بإعطاء أوامرها لحياة منذ ساعات الصباح الأولى لحياة ، فيبدأ شقاء حياة الفتاة الوحيدة في المنزل والتي عليها أن تنفذ بمفردها جميع أوامر التسلط التي تصدرها أمها بعد إطلاق سراح أختها الكبرى من سجن أمها وهي ابنة الخمسة عشر ربيعاً إلى سجنها الانفرادي في بيت زوجها الذي يفوق أمها تسلطاً لا بل أن أمها زادته تسلطاً بقسوتها الزائدة على أولادها أمامه ، حتى جعلت سلطاته تتجاوز فرضها على زوجته لتصل إلى باقي أفراد الأسرة.
لقد كانت سميحة وهي الأخت الكبرى لحياة تحلم دائماً بفارسها الذي سيأتي على حصان أبيض ويختطفها من هذا المنزل التي كانت تحس بأنه سجن تعيش به ، ولكن فارسها لم يأتي بل أن تسلط أمها جعلها تدفع بها إلى أحضان هذا الرجل الذي يعتبر أن المال كل شيء في الحياة ، والمرأة خلقت لتكون خادمة في النهار ، وخليلة فراش في الليل ، فكانت تقول لأختها حياة عندما تجلسان منفردتين :
ــ كنت أحلم بفارس يأتيني على حصان أبيض ليخلصني من ظلم أمك ، وينصبني ملكة على عرش حبه ، لكن القدر أرسل لي طاغية على ظهر حمار جعلني أشعر أن حياتي الذهبية كانت تحت جبروت أمي....
كان أبو معتز الوحيد الذي كان أكثر أفراد الأسرة هروباً من تسلط أم معتز ، حيث أنه بحكم عمله كتاجر شنطة ، يتنقل من بلد لآخر فيبتاع من هذه الدولة ليبيع في تلك الدولة ، لم يترك دولة في أوروبا تعتب عليه ، وهذا ما كان يجعله يغيب عن المنزل لعدة أشهر ، وبما أن معتز كان صغير السن عندما تزوجت شقيقته الكبرى ولم يكن قد تجاوز السادسة عشر من العمر ، ما كان من أبيه إلا أن يعطي صهره العزيز المزيد من الصلاحيات ، والتي وصلت إلى حد تسليم حتى مصروف البيت إليه ، فأصبح الآمر الناهي في البيت .....
إلاَّ أنَّ حب التسلط والسلطة عند أم معتز بعد سنوات من زواج ابنتها الكبرى ، وخصوصاً بعد أن شبَّ معتز وبدأ يشعر بالضيق ، من تسلط زوج أخته ، الذي ما زال يعامله كمراهق صغير وهو ابن الرابعة والعشرون من العمر وذلك كي يمنعه من سحب بعض الصلاحيات منه إذا تعامل معه كشاب كبر وأصبح باستطاعته تحمل المسؤولية، بل أنه كان يشجعه على الخطأ بدل أن يصوب له خطأه ليظهره أمام الجميع أنه مازال شاب طائش لا يستطيع أن يصبح رجل البيت.
ولكن عندما أحست أم معتز أن بساط السلطة يكاد يسحب من تحتها ، من قبل صهرها العزيز الذي استطاع أن يكون ثروة لا بأس بها من وراء المبالغ التي يقتطعها من أموال زوجها التي بين يديه وتحت تصرفه ، ويسجلها على مفكرته كمصاريف نثريات وصلت لمئات الألوف من الليرات ، ولكن هذا الشعار الزائف الذي كان يستخدمه أبو معتز وهو (( الصهر الجيد أحسن من الابن )) نعم إن تبذير أم معتز جعل زوجها يرى أن المبالغ التي يصرفها صهره أقل بكثير من المبالغ التي تهدرها أم معتز.....
ولكن هيهات... هيهات فقد أتت الصحوة متأخرة فعندما تعرض أبو معتز لأزمة صحية ألزمته الفراش لعدة أشهر وجد أن تعبه كل هذه السنوات والملايين التي جناها طوال هذه السنوات لم يتبقى سوى بضع مئات من الألوف قامت أم معتز بصرفها على المنزل خلال فترة مرض أبو معتز.... وكما يقول المثل "" كل شيء ليس من النبع ينتهي ""
وهنا أحس معتز أنَّ عليه أن يثبت لوالده أنه أصبح رجلاً يعتمد عليه ، وخصوصاً بعد أن افتعل صهره العزيز خلافاً معهم ، كي لا يطلبوا منه أي عون مادي ، فهو اعتاد أن يأخذ منهم لا أن يعطيهم .
طلب معتز من والده أن يسمح له بالقيام بتجارته على مستوى أضيق وأصغر حيث اقتصرت تجارته على الدول المجاورة ، وأحياناً كان يكتفي بإدخال بعض المواد التجارية ، والأدوات الكهربائية لبعض التجار من وإلى الدول المجاورة مقابل مبلغ من المال.....
صحيح أن معتز لم يستطع أن يجمع ثروة ، من تجارته هذه ولكن استطاع أن يحافظ على كرامة عائلته ، ويؤمن لهم المصروف اللازم للبيت والذي يكفيهم ليعيشوا ثمانين بالمائة من الحياة التي اعتادوا عليها....
ورغم كل هذا الضيق ، إلا أن تسلط وجبروت وتبذير أم معتز لم يتوقف، إلا أن هناك شيء واحد قد تغير ، وهو أن هذا الضيق قد عرى صهرهم العزيز وكشف أوراقه وجعلهم يتخلصون من تسلطه بإرادته وليس بإرادتهم.
هذا ما كان عليه وضع بيت أبو معتز عندما زارهم علي .....

انتظروا الجزء الثالث (((قليل من الجرأة .... كثير من الضحك)))

الملاك الحزين
28-12-2007, 11:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن جد ما اروع ها القصة وبنتظر الجزاء الثالث بشغف ولهفة مع اطيب التمنيات لك بالتوفيق