المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان بالكتب السماوية -



amalmhmmas
28-12-2007, 10:34 AM
الإيمان بالكتب السماوية -

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

إيماننا بالكتب السماوية أحد أركان الإيمان ؛ وبدونه لا يصح إيمان المسلم ؛ والكتب السماوية هي مظهر عناية الله بالبشرية ؛ ومظهر ربوبية الله لخلقه و فربنا أنزل إلينا كتباً ؛ وأمر رسله بتبليغ تلك الكتب ؛ وعلي المسلم إن يؤمن بالكتب السماوية أجمالاً ؛ بمعني أنه يعتقد أن الله أنزل كتباً سماوية علي الناس تعرفهم به سبحانه ؛ وتعلمهم كيف يعبدونه ؛ فربنا سبحانه وتعالي أنزل القراّن علي سيدنا محمد ؛ وأنزل من قبله كتباً كما قال تعالي : { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) } سورة اّل عمران .كما يجب علي المسلم كذلك أن يؤمن بما جاء في الشرع الشريف من أخبار عنها ؛ فيؤمن أن الله أنزل علي إبراهيم عليه السلام صحفاً ؛ كما قال تعالي : { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) } سورة الأعلي ؛ وقال تعالي : { أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى } سورة طـه . الاّيه 133 .

ونؤمن كذلك أن الله كتب لسيدنا موسى في الألواح من كل شئ ؛ قال تعالي : { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) } سورة الأعراف ؛ وقال تعالي { ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) } سورة الأنعام ؛ وقال سبحانه : { وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي ‎وَكِيلًا (2) } سورة الإسراء .

ونؤمن كذلك أن الله أنزل علي داود - عليه السلام - الزبور ؛ قال تعالي : { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) } سورة الإسراء ؛ وقال سبحانه : { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) } سورة المائدة .

ونؤمن بأن الله أنزل علي عيسى بن مريم - عليه السلام - الإنجيل ؛ قال سبحانه : { وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) } سورة المائدة ؛ وقوله تعالي : { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) } سورة المائدة .

فالمسلم يؤمن بأن الله أنزل علي إبراهيم - عليه السلام - صحفاً ؛ وكذلك أنزل علي موسى - عليه السلام - التوراة وألقي إليه الألواح ؛ وأنزل علي داود - عليه السلام - الزبور ؛ وأنزل علي عيسى - عليه السلام - الإنجيل ؛ ولا يكذب باسم كتاب أنزله علي أحد الأنبياء ولا يصدقه ؛ طالما أنه لم يرد في شرعنا الشريف نبأه ؛ ولا يعتقد أن الله قد حفظ هذه الكتب ؛ وأن فيها تشريعاً يصلح للمسلمين ..

وذلك لأمرين :-

الأول :- أن هذه الكتب لم يذكر الله لنا حفظها حتي الأن ؛ بل ذكر ربنا أن بني إسرائيل حرفوها لا سيما أن الكتب المذكورة كلها قبل القراّن كانت في بني إسرائيل .
قال الله تعالي عن بني إسرائيل : { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) } سورة البقرة .

وقال تعالي عنهم كذلك : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) } سورة المائدة .

ويقول سبحانه مخاطباً المؤمنين : { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) } سورة البقرة .

الثاني :- أنها حتي إن كانت موجودة وباقية بغير تحريف ؛ فإن القراّن يهيمن عليها وينسخ العمل بها .
قال تعالي : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) } سورة المائدة ؛ وقال سبحانه عن القراّن : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) } سورة الأنعام .

ومما سبق نخلص أن المسلم يؤمن بالكتب السماوية إجمالاً ؛ ويؤمن تفصيلاً بما ذكر منها في مصادر شرعنا الشريف إيمان تصديق بإنزال هذه الكتب علي هؤلاء الأنبياء ؛ ولكم لا يتبعها للأسباب السالفة ؛ أما القراّن فيؤمن به ويتبعه ؛ لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية ؛ فلا ناسخ له ؛ ولا مرد له .
[color=#00FF00]وبهذا نكون قد ببنا المراد إجمالاً وليس تفصيلاً ؛ والله تعالي أعلي وأعلم .[/color
( منقول للفائدة )

هادي2006
28-12-2007, 04:59 PM
اختي الفاضلة amalmhmmas
جزاك الله خيرا على ماكتبت

amalmhmmas
29-12-2007, 03:19 PM
جزيت خيراً