تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : |--*¨®¨*--|الــــــــتفوق العقــلي |--*¨®¨*--|



كوكب الشرق
26-12-2007, 01:07 PM
|--*¨®¨*--|الــــــــتفوق العقــلي |--*¨®¨*--|


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسعد ربي اوقاتكم
بالخير والمسرات

الله يجزاكم خير
اريد مساعدتكم لي في بحث عن التفوق العقلي :icon_conf
من لديه اي موضوع او بحث او مقال
فجزاه الله خيرا يسعفني به
واكن له من الشاكرين

وله دعواتي
تقبلوا احترامي

ميسلووون
26-12-2007, 02:38 PM
العوامل التي تساعد الطالب في التفوق الدراسي

هناك عدة عوامل ومسببات تساعد الطالب في التفوق الدراسي منها :-
1- تأدية العبادات على أكمل وجه حيث أن في ذلك أرتياح واستقرار نفسي للطالب .
2- لا تتردد في استشارة المرشد الطلابي وطلب المساعده منه .
3- طاعة الوالدين وامتثال أوامرهم .
4- احترام من هو أكبر سناً وتقديراً .
5- احترام وتقدير المعلمين .
6- التقيد بأنظمة وتعليمات المدرسة .
7- مذاكرة الدروس أول بأول ومنذ بداية العام الدراسي .
8- الإنتظام في الدراسةوعدم الغياب والتأخر الصباحي .
9- مذاكرة الموضوع المراد شرحه قبل الحضور إلى المدرسة .
10- الإصغاء والإنتباه والتركيز جيداً مع المعلم أثناء شرح الدروس .
11- سؤال المعلم عن مايصعب عليك فهمه ومناقشته حتى تفهمه .
12- المذاكرة واسترجاع ما شرح لك بعد الخروج من المدرسة .
13- حل التمارين والواجبات اليومية والإنتظام فيها .
14- الإعتماد على النفس في أداء الواجبات المدرسية وأدائها في وقتها .
15- النوم مبكراً و الإبتعاد عن السهر .
16- تناول الأطعمة المغذية للجسم .
17- تجنب المنبهات مهما كانت والإبتعاد عنها .
18- تنظيم الوقت وترتيبه حسب برنامج زمني محدد .
19- الإبتعاد عن جلساء السوء .
20- تنمية القدرات والمهارات ومطالعة القصص والكتب المفيدة .

قواعد عامة للإستذكار :-

* ابداء بقراءة العناوين ثم اقراء الموضوع إجمالياً ثم تفصيلياً مع التعرف على أهم أفكاره مع وضع خط أو علامة تحتها .
* لخص ماتم فهمه وحاول حفظه فإن ذلك يساعدك على مراجعته .
* هناك موضوعات لا يكفيفهمها ولكن من الضروري حفظها فاختر الوقت المناسب .
* امنح وقتاً أكبر للمواد التي ترى أنها صعبة بالنسبة لك .
* إلجأ إلى الله ثم إلى أستاذك فيما يتعرضك من الصعوبات أثناء الاستذكار .
* ابتعد عن المنبهات بأنوعها فإنها مضرة بالصحة .
* إذا شعرت بالتعب أو الرغبة في النوم فلا تقاوم بل الجأ إلى الراحة والنوم فأن المف\قاومة لن تفيدك بل ستزيد في إرهاقك .
* تذكر دائماً أن استذكارك أول بأول هو سبيل تحقيق النجاح وتحقيق أهدافك القريبة والبعيدة .

التفوق العقلي :
* ماذا يعني ؟
التفوق العقلي هو وصول الفرد في آدائه إلى مستوى العاديين في إحدى المجالات العقلية ، بشرط أن يكون هذا المجال موضع تقدير الجماعة .
كيف يمكن تشخيص التفوق العقلي ؟
يمكن التعرف على المتفوقين عقلياً من خلال :-
1/ إرتفاع نسبة الذكاء حيث تبلغ 120 ويزيد عن ذلك .
2/ أرتفاع التحصيل الدراسي في معظم المواد المقررات المدرسية .
3/ تعدد الكيول في سن مبكرة .
بالإضافة إلى ان المتفوقين عقلياً يكونون :
1/ أكثر حساسية أجتماعية من زملائهم العاديين .
2/ أكثر قدرة على تحمل المسئولية .
3/ أكثر ثباتاً من الناحية الإنفعالية .
4/ أكثر مثابرة وتفاؤلاً وثقة بالنفس .
5/ أكثر شعبيه من زملائهم العاديين .

* ما مهام المدرس المرشد إزاء هؤلاء التلاميذ المتفوقين ؟

تتحدد مهام المدرس المرشد حيال المتفوقين عقلياً فيما يلي :
1/ البعد عن التكرار الحرفي ، أثنلء شرح الدرس حتى لا يصاب هؤلاء التلاميذ المتفوقين بالملل ، وبالتالي ينصرفوا عن متابعة المدرس . ويمكن إعادة شرح بأساليب مختلفة في البساطة مرعاة للفئات المختلفة من التلاميذة المتفوقين أو العاديين أو المتأخرين دراسياً .
2/ إعطائهم واجبات منزلية إضافية *خاصة تتلائم مع قدراتهم العقلية المتميزه .
3/ جعلهم يشعرون بتفوقهم أمام زملائهم ، وذلك من خلال :
* توجيه بعض الأسئلة الصعبة التي تتلائم مع إمكانياتهم وذلك أثناء المناقشة داخل الفصل .
* إسناد بعض المواقف القيادية لهم ، داخل الفصل المدرسي .
* إستغلال طاقتهم العلمية الزائدة فيما يعود عليهم وعلى مدرستهم بالنفع من خلال أسلوب المسابقات العلمية ( مسابقة أوائل الطلبه )
* مساعدتهم على تنمية مواهبهم المتميزه ، من خلال تزويدهم بالادوات اللازمة كذلك مساعدنهم في التعبير.
المصدر:نشرات عامة

ميسلووون
26-12-2007, 02:41 PM
الطفل المتميز عقلياً...كيف نكتشفه وكيف نرعاه ؟؟
إن محاولة اكتشاف المستوى العقلي للطفل من أجل تحديد مدى قدراته العقلية يعتبر أمرا غاية في الأهمية خاصة إذا كان الطفل من ذوي التفوق والتميز العقلي، وذلك من أجل الحفاظ على هذه النعمة التي وهبها الله له بدلا من إهمالها وتجاهلها مما لا يتيح له الفرصة للتقدم والكشف عن قدراته، ويتحدد التفوق العقلي للطفل عن طريق عدة عوامل بعضها فردي والبعض الآخر بيئي، والبعض الثالث قد يكون مزيجا من العوامل البيئية والعوامل الفردية.
العوامل الفردية
يعتبر الذكاء من العوامل الفردية ، وهو يتحدد ويتشكل بالاشتراك مع البيئة والوراثة حيث يشتركان معا في تحديد نسبة ذكاء الطفل.
العوامل البيئية
تؤثر العوامل البيئية على نسبة الذكاء بشكل كبير، فالأسرة مثلا تعتبر المناخ الاجتماعي الذي يحتضن الطفل منذ نعومة أظافره، فإذا حققت الأسرة الإشباع الثقافي الذي يستحث قدرات الطفل ويشكل مهاراته كانت هي المناخ الذي يقوي هذا الذكاء.
وبخلاف الأسرة تعتبر المدرسة من العوامل بالغة الأهمية من حيث إنها تزرع في الطفل القيم التربوية التي تجعله يتفاعل مع المجتمع المحيط به مما يساعده على إظهار مهاراته وتنميتها.
بم يتميز الطفل المتميز عقلياً عن غيره؟
للطفل المتميز عقليا خصائص ومميزات يتميز بها عن أقرانه العاديين الذين هم في مثل سنه، ومن هذه الخصائص التي يتميز فيها عن غيره:
1 الناحية الجسمية: لقد أكدت كل دراسات التفوق العقلي أن أصحاب هذا التميز العقلي لهم تكوين جسمي وحالة صحية عامة أفضل من العاديين، فلا شك أن العقل السليم في الجسم السليم فعلا كما نعلم، لذا يجب علينا كآباء وأمهات أن نحافظ على صحة أبنائنا وتنشيط الجانب الحركي لهم بتشجيعهم على ممارسة الرياضة ومراعاة متابعة صحتهم العامة متابعة دورية وخاصة لكل طفل متميز ذي قدرات عقلية فائقة.
2 الناحية العقلية المعرفية: من الملاحظ أن الطفل المتميز عقليا يتميز بقدرة لغوية أفضل من أقرانه العاديين، وكذلك يلاحظ نمو ثروته اللغوية بشكل واضح بالإضافة إلى تميز المفردات ونوع الألفاظ التي يستخدمها هؤلاء المتميزون، ويلاحظ فيهم أيضا القدرة على إدارة الحوار والمناقشة بشكل يثير إعجاب كل من يستمع إليهم.
وبالإضافة إلى ذلك يتميز هؤلاء الأطفال عقليا بتفوقهم في العمليات الحسابية ، ويلاحظ أيضا ارتفاع مستوى تحصيلهم وأنه تزداد لديهم القدرة على الانتباه والتركيز وإدراك العلاقات بين الأشياء والقدرة على التعميم والتخصيص وإكمال الناقص.
3 الناحية الانفعالية والدافعية: يتميز الأطفال ذوو التفوق العقلي بالثبات الانفعالي إلى حد كبير وذلك لكونهم يتميزون بدرجة عالية من الثقة بالنفس والمثابرة وروح المرح والفكاهة والتفاؤل في معظم الأمور أكثر من غيرهم.
ويلاحظ كذلك تعاطفهم مع الآخرين في مشاعرهم حيث نرى أطفال هذه الفئة العقلية يضحكون إذا رأوا من يضحك، ويميلون إلى البكاء ويبدو عليهم الحزن إذا وجدوا من يبكي، كما نراهم كذلك يتميزون بالقيم الاخلاقية القويمة.
أما من ناحية دوافع هؤلاء الأطفال المتميزين عقليا فنجدهم محبين للاستكشاف وحب الاستطلاع وحب التعلم وحب إكمال الناقص من الأشياء، ونجدهم أيضا يميلون إلى كثرة الأسئلة عن كل شيء، كما تزداد قدرتهم على التحمل والتصميم والمثابرة حيث يرتفع مستوى طموحهم في تحقيق ما يريدون.
4 الناحية الاجتماعية: من الناحية الاجتماعية يتميز المتفوقون عقليا بالاعتماد على النفس وذلك لثقتهم في أنفسهم، كما تتوفر لديهم روح التعاون مع الآخرين وحب تقديم الخدمات للجماعة.
الحاجة إلى أصحاب القدرات المتميزة
ازدادت الحاجة في هذا العصر المتطور باستمرار إلى ذوي العقول
المتميزة لكي تستطيع الشعوب مواكبة ما يحدث من تطور في مجالات الإلكترونات والحاسبات والتطور العلمي والاكتشافات العلمية، ويجب علينا مواكبة هذا العصر لنلحق بركب التقدم فلن ينتظرنا أحد لكي نتقدم بل من فاته التسلح بالعلوم سوف يتخلف عن ركب الحضارة.
والهدف من كل هذا السعي اللاهث وراء العلم هو من أجل أن يدخل أبناؤنا في هذا العصر الحديث وهم مسلحون بالعلم وقادرون على مواجهة التحديات التي يعيشونها حتى يمكنهم الاستمرار ومعايشة مثل هذا العالم المتغير، وحتى يمكنهم تطبيق العلم الذي يعرفونه بشكل نظري تطبيقا يخدم مجتمعهم ويطوره.
ومن هنا ندرك أهمية التميز والتفوق العقلي في أبنائنا والذي يعد بمثابة مفتاح السر في الوصول إلى هذا التطور التكنولوجي ومواصلته ، لذا يجب علينا اكتشاف هذا التميز العقلي لدى أبنائنا أولا ثم نسعى بعد ذلك إلى المحافظة عليه وتنميته ورعايته لأنه هو السبيل إلى الوصول إلى عالم أفضل، فإهمال القدرات العقلية لا شك سيعرض المجتمع إلى خسارة فادحة .
رعاية المتفوقين عقلياً
هناك ثلاث مراحل يجب أن تمر بها تربية المتفوقين عقليا وكلها غاية في الأهمية وتحتاج إلى الحرص في تنفيذها وهي كالتالي:
1 قياس هذه القدرات بطريقة موضوعية مقننة: ويكون ذلك باستخدام أنواع معينة من الاختبارات مثل:
2 اختبارات القدرات العقلية العامة وهي اختبارات الذكاء اختبارات القدرات العقلية الخاصة من أجل قياس المهارات في مجالات معينة اختبار القدرات الابتكارية من خلال المؤسسات التربوية ، وهنا يظهر دور المدرسة واضحا أمامنا حيث تقدم من خلالها المعلومات التي تنهض بتلك القدرات العقلية المتميزة وللأسرة أيضا دور هام حيث يتعاون مع المدرسة ويغرس ويقوي في الطفل ما تم تعلمه في المدرسة.
3 إعداد المعلم الذي يتعامل مع هذه الفئات: يعتبر إعداد المعلم عاملا مهما جدا حيث يجب إعداده هو بشكل متميز حتى يستطيع التعامل مع هذه الفئات المتميزة، ويعتبر هذا الإعداد المتميز ضروريا جدا لأن المعلم يجب أن يكون على مستوى عالٍ جدا من الوعي والثقافة والمهارات والقدرات ، وتحقق له ذلك من خلال الدورات التدريبية التي تغرس فيه روح التميز وتتيح له الاطلاع على أحدث البرامج الثقافية والعالمية التي تنهض بمستواه وتساعده على التفاعل السليم مع هذه الفئات.
ولا شك أن التميز العقلي هو منحة من الله تعالى قد وهبها لأبنائنا فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا في سبيل اكتشافه وتنميته والمحافظة عليه في تطور دائم لكي نساير العصر.

ميسلووون
26-12-2007, 02:46 PM
التفوق العلمي وقوة الذاكرة

--------------------------------------------------------------------------------

التفوق العقلي والذاكرة

يدل معنى التفوق العقلي عند كثير من الناس على الذاكرة القوية المدربة، وقد ظهر مصطلح التفوق العقلي وجرى استخدامه على نطاق واسع منذ وقت قريب في النصف الثاني من القرن الحالي (العشرين) على حين أن مفهوم الذاكرة القوية ومدلولها قد استقر في أذهان الناس منذ وقت بعيد، ولو على مستوى تذكر الأشياء اليومية وتفاصيل العلاقات الإنسانية.

معنى التفوق العقلي

ومع ذلك، سرعان ما لمع المعنى الجديد ولقي مصطلح التفوق العقلي قبولا لدى الكثيرين على المستوى العلمي وعلى مستوى الناس العاديين؛ ويرجع ذلك لسببين: السبب الأول هو حداثة المصطلح - وتعتبر هذه ميزة يتميز بها عن المصطلحات الأخرى التي يتم تداولها في هذا المجال - والتي سبق استخدامها، وارتبط بها كثير من المعاني حتى أصبح الناس يختلفون حول ما تقصد إليه من المعاني - أما مفهوم التفوق العقلي.

النشاط العقلي المعرفي

فقد كان قريبا من أذهان الناس، وجرى وضعه داخل إطار نظري أكثر وضوحا من غيره من المصطلحات التي استحدثت في معالجة الموضوعات التي تتصل بالعقل والذكاء والذاكرة، أما السبب الثاني الذي يدفع المهتمين في هذا المجال إلى استخدامه: فهو أن هذا المصطلح يلقى قبولا عندهم حيث يمتد استخدامه ليشمل كثيرا من أوجه النشاط العقلي المعرفي؛ وذلك لأنه ظهر وانتشر ونما في مرحلة من مراحل تاريخ علم النفس التي تميزت عن المراحل السابقة بالبحوث العلمية الجادة، وبالتصورات النظرية الجديدة، وتناولت معظم الجوانب التي تتصل بطبيعة التكوين العقلي للإنسان، وإمكانيات هذا التكوين - وأسلوب تنميته ومعالجة أوجه القصور والاهتمام بأوجه النبوغ والتفوق فيه

ميسلووون
26-12-2007, 02:49 PM
التفوق العلمي وقوة الذاكرة

http://www.6abib.net/ph/files/1/health_topics/intelligence.jpg


التفوق العقلي والذاكرة

يدل معنى التفوق العقلي عند كثير من الناس على الذاكرة القوية المدربة، وقد ظهر مصطلح التفوق العقلي وجرى استخدامه على نطاق واسع منذ وقت قريب في النصف الثاني من القرن الحالي (العشرين) على حين أن مفهوم الذاكرة القوية ومدلولها قد استقر في أذهان الناس منذ وقت بعيد، ولو على مستوى تذكر الأشياء اليومية وتفاصيل العلاقات الإنسانية.

معنى التفوق العقلي

ومع ذلك، سرعان ما لمع المعنى الجديد ولقي مصطلح التفوق العقلي قبولا لدى الكثيرين على المستوى العلمي وعلى مستوى الناس العاديين؛ ويرجع ذلك لسببين: السبب الأول هو حداثة المصطلح - وتعتبر هذه ميزة يتميز بها عن المصطلحات الأخرى التي يتم تداولها في هذا المجال - والتي سبق استخدامها، وارتبط بها كثير من المعاني حتى أصبح الناس يختلفون حول ما تقصد إليه من المعاني - أما مفهوم التفوق العقلي.

النشاط العقلي المعرفي

فقد كان قريبا من أذهان الناس، وجرى وضعه داخل إطار نظري أكثر وضوحا من غيره من المصطلحات التي استحدثت في معالجة الموضوعات التي تتصل بالعقل والذكاء والذاكرة، أما السبب الثاني الذي يدفع المهتمين في هذا المجال إلى استخدامه: فهو أن هذا المصطلح يلقى قبولا عندهم حيث يمتد استخدامه ليشمل كثيرا من أوجه النشاط العقلي المعرفي؛ وذلك لأنه ظهر وانتشر ونما في مرحلة من مراحل تاريخ علم النفس التي تميزت عن المراحل السابقة بالبحوث العلمية الجادة، وبالتصورات النظرية الجديدة، وتناولت معظم الجوانب التي تتصل بطبيعة التكوين العقلي للإنسان، وإمكانيات هذا التكوين - وأسلوب تنميته ومعالجة أوجه القصور والاهتمام بأوجه النبوغ والتفوق فيه.

ميسلووون
26-12-2007, 02:51 PM
بحث تربوي - رعاية المتفوقين عقلياً

مقدمـــــــــة
إن وجود المفكرين و المبدعين البارزين من رجال و نساء إنما يدل على طفولة خصبة و رعاية متكاملة و يقظة في ضمير القائمين على العملية التعليمية أن المفكر المبدع يرفع علم بلاده إلى عنان السماء فيفخـر بـه ، و تتطلب تلك العملية حماس و اهتمـام و تعـاون و غـير ذلك من أحاسيس تدفع الفرد إلى الاندماج في العمل و الارتباط و السعي إلى أدائه بكفاءة 0

وقد حاولت النظم التعليمية في مختلف دول العالم إيجاد أساليب متنوعة للتعلم لمواجهة الأشكال المختلفة من الانحرافات عن معايير العادية و هي تضم برامج التربية الخاصة لمواجهة احتياجات الأطفال المتفوقين و الموهوبين و نظم التربية الخاصة لمواجهة احتياجات المتأخرين دراسياً 0 كل هذه التوجيهات تهدف إلى تحويل السلوك من وضع معين إلى وضع آخر يواكبه أداء منظم و تخطيط سليم و إذا صلح التوجيه فإن هذه العملية سوف تخرج من كوامن الطفل تلك الأفكار المبتكرة التي يحملها بين جوانبه كما يحمل البحر في أحشاءه الدَّر كامن و لا يعرفها إلا الصياد الماهر الذي يبحـث و يفكر و يكافح للحصول على الجواهر و اللؤلؤ منطلقاً من مبدأ أن النفس لا توصف بأنها حرة إلا بقدر ما يحققه من أفعال إرادية قوامها الأفكار المتمايزة و رائدها في ذلك العقل و الضمير بروح ملؤها الجدية و المسئولية 0

و كلما تم التعرف على الطفل الموهوب و المتفوق في وقت مبكر كلما تمكن الأخصائيون من إعداد الخبرات التعليمية الملائمة لتحقيق أقصى قدر ممكن من النمو لهذا الطفل فالتعرف المبكر هو مفتاح التوصل إلى اكتشاف المدى الواسع من الطاقات البشرية المتاحة في أي مجتمع من المجتمعات و سوف نحاول في هذا البحث الإجابة عن السؤال السابـق ، داعـين الله أن يوفقنا إلى وضع تصور لتعليم فئات المتفوقين عقلياً و الموهوبين 0

Eأهداف رعاية المتفوقين :

1. التعرف المبكر و الملائم على حالات الأطفال الموهوبين 0

2. استخدام أساليب القياس و التقويم لضمان تشخيص للحالات 0

3. وضع برامج دقيقة المستوى سواء داخل الأطر المدرسية أو في المجتمع بوجه عام للأطفال الموهوبين 0

4. تحقيق جهـود تعاونيـة تشترك فيها فريق العمل المدرسي مع الآباء و الأمهات و الأطفال الموهوبين أنفسهم 0

5. تطوير اتجاهات إيجابية تجاه الأطفال الموهوبين . (1)

Eتعريف التفوق العقلي :

هو مفهوم ثقافي يقصد به ارتفاع في مستوى الأداء في مجال من الحالات العقلية

و تحديـد الجماعـة مدى الارتفاع الذي إن وصل إليه الفرد في أدائه اعتبر تفوقاً عقلياً

و هذا يتوقف على حاجة الجماعة و ثقافتها (2) 0

Eتعريف المتفوق عقلياً :

هو من وصل في أدائه إلى مستوى أعلى من مستوى العاديين في مجال من المجالات التي تعبر عن المستوى الفعلي الوظيفي للفرد بشرط أن يكون ذلك المجال موضع تقدير الجماعة (3)

Eتعريف الموهبة :

1. يعرف عبد العزيز الشخص الموهبة على أنها استعداد طبيعي أو قدرة تساعد الفرد على الوصول إلى مستوى أداء مرتفع في مجال معين رغم عدم تميزه بمستوى ذكاء مرتفع بصورة غير عادية 0

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) فتحـي السيد عبد الرحيم (1983 ) سيكولوجية الأطفال غير العاديين و استراتيجيات التربية الخاصة ( ط2 ) ( ج2 ) الكويت دار القلم
(2) عبد السلام عبد الغفار 1971 التفوق العقلي و الابتكار – القاهرة – دار النهضة العربية 0

(3) عبد الفتاح صابر عبد المجيد 1997 التربية الخاصة لمن – لماذا – كيف – جامعة عين شمس كلية التربية

Eتعريف الطفل الموهوب ( المتفوق ) Gifted child
2. الأطفال الموهوبون و تضم هذه الفئة الأطفال الذين تضعهم قدراتهم المعرفية في القطاع الأعلى من منحنى التوزيع الاعتدالي الذي يضم من ( 3 – 5 % ) من أفراد المجتمع 0

Eمعنى الذكاء : قدرة عقلية عامة و تعد الوظيفة الأساسية للعقل و الذكاء يشمل على هذه القدرات – التفكير و التعلم و التكيف فالشخص الذكي هو :

1. أقدر على التعلم و أسرع فيه 0

2. أقدر على الإفادة مما يتعلمه 0

3. أسرع في الفهم من غيره 0

4. أقدر على التبصر في عواقب أعماله 0

5. أقدر على التصرف الحسن و اصطناع الحيلة لبلوغ الهدف 0

Eملامح الابتكار عند الطفل :

إن الطفل في مقدوره شأنه شأن الراشد أن ينتج أعمالاً قد تتفوق في بعض الأحيان على أعمال الراشد و أن الطفل إذا ما وجه التوجيه السليم و أعطى الفرصة المناسبة فإننا نجده ينطلق في مجالات عديدة مفكراً أو منتجاً و متحركاً و متخيلاً 000

وواصلاً إلى ما قد يند على الكبار بفضل خياله الخصب 0

ويرى ديموس 1978 أن الأطفال مبتكرون بالطبيعة و هم لا يحتاجون إلا إلى مناخاً صالحاً يمكنهم من إظهار قدراتهم و التعبير عن استعداداتهم (1) 0

وهناك ملامح و خصائص وصفات تميز الطفل الموهوب من غيره و التي منها :

E1. الخصائص الجسمية :

- وزن أكبر عند الميلاد 0

- المشي و الكلام في وقت مبكر 0

- البلوغ في وقت مبكر 0

- ظهور مبكر للأسنان 0

- تغذية أعلى من المتوسط 0

- زيادة في الطول و الوزن و اتساع الكتفين 0

- قدرة حركية عالية و عيوب حسية أقل 0

- درجة أقل من عيوب النطق و الأعراض العصبية 0

E2. خصائص التعليم :

- بناء ثروة لغوية بتقدم مستوى السن و مستوى الصف الدراسي 0

- نمو عادات القراءة المستقلة و تفضيل الكتب ذات المستوى المتقدم 0

- الإتقان السريع للمادة المتعلمة و تذكر للمعلومات المتصلة بالحقائق 0

- استخلاص المبادئ العامة و القدرة على القيام بتعميمات صادقة 0

E3. الخصائص الابتكارية :

- حب الاستطلاع الشديد لعدد متنوع من الأشياء 0

- قدر أكبر من الأصالة في حل المشكلات و الاستجابة للأفكار 0

- درجة أقل من الاهتمام بالمسايرة 0

E4. الخصائص القيادية :

- الثقة بالنفس و النجاح في العلاقات مع جماعة الرفاق 0

- الاستعداد لتحمل المسئوليات 0

- سهولة التكيف مع المواقف الجديدة 0

E5. الخصائص الاجتماعية و الانفعالية :

- أكثر حساسية اجتماعية من العاديين 0

- أكثر قدرة على تحمل المسئولية 0

- هم أبناء يمكن الثقة فيهم و الاعتماد عليهم 0

- أكثر ثباتاً من الناحية الانفعالية (2) 0

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
أ . د . عبد الفتـاح محمد دويدار 19997 الذكاء و القدرات العقلية المكتب العلمي للكمبيوتر و النشر و التوزيع الإسكندرية 0
(1) : د/ سيد صبحي أطفالنا المبتكرون 96 – 1997 جامعة عين شمس – كلية التربية – قسم الصحة النفسية 0
(2): د / عبد الفتاح جابر - التربية الخاصة لمن ؟ لماذا ؟ كيف مرجع سابق صــ 211

Eوسائل و طرق التعرف على المتفوقين عقلياً :

E ( أ ) : الاختبارات الموضوعية المقننة :

ويجب أن تكون هذه الاختبارات تشخيصية توجيهية فلا تكفي أن تمدنا بالدرجات بل يجب أن ننظر إليها على أنها أدوات توجيهه و من بين هذه الاختبارات

1. اختبار الذكاء بنوعيها الفردي و الجمعي و تفضل الاختبارات الجمعية كأداة للمسح العام و الاختبارات الفردية فتفضل في تقدير و تشخيص القدرة لكل فرد على حدة 0

2. اختبارات قدرات التفكير الإبتكاري و من اشهرها اختبار مينسوتا للتفكير الإبتكاري 0

3. اختبارات الاستعدادات و القدرات الخاصة التي تقيس قدرات الطفل الخاصة في النواحي الفنية و الميكانيكية و اللغوية 0

4. اختبارات التحصيل الموضوعية التي تقيس المستوى التحصيلي و يراعى أن تغطي كل موضوعات الدراسة و أن تعطى في فترات منتظمة 0

5. اختبارات الشخصية كمقياس التقدير و الشخصية و النضج الاجتماعي 0

و يقتضي تطبيق الاختبارات المختلفة و تفسير نتائجها أن يقوم بها أخصائيون معدون إعداداً جيداً و مدربون تدريباً كاملاً على هذا العمل 0

Eب – تقديرات الآباء و الأمهات :

ما من شك في أن تقارير الآباء و الأمهات لها قيمتها و أهميتها في تقدير تفوق أطفالهم حيث أنهم أكثر الناس معرفة بهم و دراية بسلوكهم و خصائصهم التي لا تكشف عنها الاختبارات الموضوعية المتنوعة غير أنه لوحظ أن التحيز و التعصب يغلب على هذه التقارير في بعض الأحيان و لذلك ينبغي النظر لها على أنها معلومات مساعدة للتعرف علـى الأطفال المتفوقين 0

Eج – ملاحظات و تقارير المدرسين : ( مدرس الفصل )

يتصل المدرسون اتصالا مباشراً بالأطفال في الفصول و في ميادين النشاط المختلفة ، و يمكنهم بحكم هذا الاتصال أن يتعرفوا على الأطفال الموهوبين إلا أنه في بعض الأحيان يفشلون في الكشف عن نسبة كبيرة من الأطفال المتفوقين بسبب عوامل شخصية تؤثر في حكمهم على التلاميذ و قد وجد ثيرمان أن 7ر 15 % فقط من احتياجات المدرسون كانوا متفوقين و يرجع ذلك إلى العوامل الذاتية التي يختار على أساسها المدرسون بعض التلاميذ على أنهم موهوبون مثل الألفة و حسن العلاقة أو اعتمادهم على التحصيل الدراسي أو تدخل بعض العوامل النفسية التي تدفعهـم إلى التقليل من شأن التلاميذ الموهوبين ، كل ذلك يجعل تقارير المدرسين و ملاحظاتهم غير أساسية 0

Eد – إنتاج الأطفال :

بعد إنتاج الأطفال من أفضل الأسس التي يمكن أن تساعد في التعرف على الأطفال الموهوبين و هذا الإنتاج يشمل جوانب متعددة سواء كانت أكاديمية أو فنية مثل كتابة القصص و الشعر و التجارب العملية و الأشغال و الزخرفة و الإيقاعات و الرقصات و غيرها 0

Eهـ – بطاقات التلاميذ ( سجل التلميذ ) :

وهي تشمل معلومات متعددة عن التلميذ منها النواحي النفسية و التعليمية و الاجتماعية و الاتجاهات و الميول و الهوايـات و غيرها و هي سجل تراكمي للتلميذ يوضح تاريخه التعليمي و مدى تقدمه في الدراسة في الأعوام السابقة غير أن هناك بعض السلبيات منها أن هذه البطاقات تملأ بياناتها بطريقة روتينية لأن القائمين باستيفائها مثقلون بالعمال بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من التلاميذ 0

Eو – تقدير الأقران :

لايقل تقدير الأقران كمصدر من مصادر المعرفة عن سابقة خاصة عندما نريد التعرف على بعض الصفات كالصفات القيادية و يستخدم لذلك الأساليب السيومترية 0

Eالبرامج التعليمية للموهوبين و المتفوقين عقلياً :

لعل من نافلة القول أن نوضح أنه لا يوجد برنامج تعليمي واحد يصلح للتطبيق مع جميع الأطفال الموهوبين و المتفوقين عقلياً أي أن لكل طفل حالة فريدة و هم كجماعة لا يمكن تنظيمهم في إطار خطة تعليمية موحدة ، فكل طفل لابد و أن يقيم في إطار قدراته و نواحي الضعف فيه مع الأخذ في الاعتبار الإمكانات المتاحة للنظام المدرسي و المجتمع 0

Eتخطيط البرامج التعليمية للمتفوقين عقلياً :

بدون التخطيط الجيد للبرامج التعليمية للمتفوقين عقلياً يبقى هؤلاء الأطفال دون أن يواجهوا أي نوع من التحدي و هناك بعض اعتبارات هامة تجب مراعاتها أثناء تخطيط برنامج تعليمي للأطفال الموهوبين :

1. أن تعمل الهيئة الإدارية التعليمية على القيام باختيار لجنة إرشادية من رجال العلم للمشاركة في تخطيط الجوانب المختلفة للبرنامج التعلمي 0

2. عندما يخطط البرنامج لابد من شرحه و تفسيره و بيان أهدافه للمجتمع المحلي 0

3. حصر جميع التنظيمات و الجمعيات و الأنشطة المجتمعية التي يمكن أن تلعب دوراً في تحقيق أهداف البرنامج الموضوع 0

4. استغلال جميع المصادر المتوفرة في المجتمع 0

5. التقييم الدوري و تقديم تقارير دورية للمجتمع 0

Eتصنيف البرامج التعليمية للمتفوقين عقلياً :

هناك ثلاثة برامج عامة يمكن استخدامها مع المتفوقين :

1. الإسراع التعليمي Acceleration 0

2. الإثراء Enrichment 0

3. مجموعات القدرات Ability Grouping 0

Eأولاً : الإسراع التعليمي Acceleration في العملية التعليمية وهو تخطي بعض الصفوف الدراسية و هذا يعني أن التلميذ يستطيع أن ينتهي من مرحلته التعليمية في عمر زمني مبكر عندما يحقق النضج الاجتماعي بشكل أسرع من الطفل العادي 0

Eالممارسات التربوية لتحقيق الإسراع التعليمي تشمل الخبرات التالية :

1. خطة الوحدة عدم وجود صفوف أو العمل في إطار فصول متعددة المستويات 0

2. عام دراسي أطول برامج صيفية تقدم في المدارس و الجامعات 0

3. دراسة بعض المقررات عن طريق المراسلة 0

4. مواد دراسية إضافية تقدم في المرحلة الثانوية أو الجامعية 0

5. تقدم مقررات دراسية على المستوى الجامعي لتلاميذ المرحلة الثانوية 0

6. الالتحاق المبكر بالجامعة 0

7. الدراسة المستقلة في المدارس الثانوية أو الجامعة 0

Eأساليب الإسراع في العملية التعليمية :

1) الالتحاق المبكر برياض الأطفال :

لقد وجدت دراسة بيرش Birch 1954 أن الأطفال المتفوقين الذين بدأو دراستهم في سن مبكرة كانوا أكثر تفوقاً على زملائهم بناءً على تقيمات المدرسين 0

2) تخطي بعض الصفوف الدراسية :

أوضحت دراسات ثيرمان أن الأطفال المتفوقين الذين تخطو أحد الصفوف الدراسية أظهر تفوقاً في النواحي الاجتماعيـة و التعليمية و المهنية أكثر مما حققه غيرهم من الأطفال الأذكياء و لكنهم لم يتخطوا أياً من الصفوف الدراسية 0

3) تركيز المقررات الدراسية :

وتشمل سياسة التركيز هذه أن ينهي التلميذ المقررات الدراسية المطلوبة في فترة زمنية تقل عن الفترة الزمنية المعتادة للانتهاء من هذه الصفوف و في أحد هذه الأساليب المعروفة باسم ( البرنامج الابتدائي غير محدد الصفوف ) 0

وفيه يقوم الطفل بدراسة مقررات مفروض أنها Ungraded Bragram Brimary تقدم للطفل على مدى ثلاثة سنوات ، إذا أنتهي أحد الأطفال من دراسة هذه المقررات في فترة زمنية تقل عن الثلاثة سنوات يمكن أن ينتقل في الصف إلى الصف الرابع و هكذا 0

4) الالتحاق المبكر بالجامعة :

أن الأطفال الذين استفادوا من أسلوب تخطي الصفوف و تركيز المقررات هم من سيلتحقون بالجامعة مبكراً نظراً لتفوقهم في مراحل التعليم المختلفة 0

Eثانياً : برنامج الإثراء التعليمي Ennnichment

يشير هذا البرنامج إلى إدخال ترتيبات إضافية و خبرات تعليمية يتم تصميمها بهدف جعل التعليم ذا معنى أكثر كما يكون مشوقاً بدرجة أكبر و عندما لا تتوفر الفرص أمام الطفل المتفوق للاستفادة من برامج إسراع العملية التعليمية ، فإنه يستطيع أن يستفيد بشكل جيد من هذا البرنامج وهو يهدف إلى استثارة النمو العقلي عند الأطفال المتفوقين و تنمية مهاراتهم العقلية إلى أقصى حد ممكن 0

Eو تتضمن هذه الطريقة التطبيقات التالية :

1. إعطاء الأطفال المتفوقين الواجبات الإضافية و إشراكهم في الأنشطة المختلفة 0

2. العمـل على تجميع التلاميذ المتفوقين في مجموعة واحدة مما يتيح الفرصة أمامهم للعمل سوياً و ما يترتب عليه من المنافسة فيما بينهم 0

3. تقديم برامج تعليمية إضافية للأطفال المتفوقين في المدارس الابتدائية ( التأسيسية ) 0

4. الاستعانة بأحد الأخصائيين في التربية الخاصة في مجال التفوق العقلي – تكون من واجباته :

أ - التعرف على حالات التفوق العقلي 0

ب – مساعدة المدرس العادي على توفير مواد تعليمية جيدة يستفيد منها الطفل المتفوق 0

ج – القيام بالعملية الإرشادية للطفل المتفوق فيما يتعلق بالأنشطة المختلفة خارج الفصل 0

د – عقد اجتماعات مع الأطفال المتفوقين و حلقات بحث لمناقشة بعض القضايا التي تهمهم 0

ج – أن يعهد المعلمون إلى وضع امتحانات عالية المستوى للأطفال المتفوقين و مساعدة هؤلاء الأطفال على تحقيق الروح الاستقلالية 0

Eثالثاً : برنامج مجموعات القدرات : Ability Grouping

وهذا النظام ينطلق من فرضية مؤداها أن تجميع الأطفال المتفوقين في مجموعات متجانسة يفسـح المـجال لتقديم عنايـة أفضـل وذلـك نتيجـة تقارب قدراتهم و حاجاتهم الأساسية و تجانسها و من الأساليب الشائعة في هذا النظام 0

1. Eالفصول الخاصة :

هي من أكثر الأساليب شيوعاً و من إيجابياتها :

أ – تتيح الفرصة للمدرس أن يتعامل مع مجموعة متقاربة ذات خصائص متعددة فيسهل عليه بذلك تقديم محتوى دراسي بالشكل المناسب و خصائص هذه المجموعة 0

ب – إن وجود الطلبة المتفوقين في نفس قاعة الدرس يوفر درجة من التحدي لقدراتهم للإثارة العقلية ) مما يجعلهم يعملون وفق طاقاتهم القصوى 0

ج – إن وجود الأطفال العاديين في فصولهم العادية و الأطفال المتفوقين في فصولهم الخاصة يؤدي إلى تقوية دوافع كل منهم لمزيد من التحصيل و التفوق0

· Eو من سلبيات هذا النظام :

1.يحـرم الطفـل العـادي أو الضعيف من الإثارة التي يتيحها الطفل المتفوق من خلال تعليقاته و أسئلته التي يطرحها في الفصل 0

2. أن هذا التجميع يركز على وجه واحد منها هو التحصيل بينما النمو العقلي يتسم بالتنوع 0

3. إن توزيع الأطفال على أساس القدرة العقلية قد يتوقف النمو العقلي في الفصول العادية 0

E2. المدارس الخاصة بالمتفوقين :

إن تخصيص مدارس للمتفوقين يمكن من تصميم برامج خاصة لهم و تزويد تلك المدار بالإمكانات التي تحتاجها هذه الفئة المتفوقة عقلياً كما يمكن توظيف مدرسين معدين إعداداً خاصاً لتدريس المتفوقين 0

E3. تجميع الأطفال المتفوقين بعد انتهاء اليوم الدراسي :

وقد لقى النوع بعض المعارضة رغم تأييد الكثيرين مما حدا ببعض التربويين إلى التفكير في تصور ثالث من الناحية التنظيمية يتم بمقتضاه تجميع الأطفال الموهوبين في جماعات يطلق عليها فصول بعض الوقت Part time Classrooms 0

E4. فصول بعض الوقت :Part time classroome

وتقوم هذه الفكرة على أساس عدم الفصل بين الأطفال الموهوبين و العاديين في الفصول العادية و إنما تقدم لهم الرعاية اللازمة بعد انتهاء اليوم الدراسي في فصول خاصة يطلق عليها فصول الشرف حيث تقدم لهم برامج خاصة في المواد أو المجالات التي يبرزون فيها تفوقاً و يحتاج هذا النظام إلى إمكانيات كما يحتاج إلى عدد كبير من التلاميذ في المدرسة الواحدة 0

_________________

(1) : تربية غير العاديين و تعليمهم د / عبد الرحمن سيد سليمان أستاذ الصحة النفسية المساعد - كلية التربية جامعة عين شمس صـ 1996 0

Eالصفات العامة لمعلم المتفوقين ( الموهوبين ) :

إن إعداد معلم الموهوبين يعد ركناً أساسياً في رعايتهم وتربيتهم لذلك يقترح بعض الباحثين ضرورة أن تتوافر فيه الصفات العامة الآتية :

1. أن يؤمن بأهمية تعليم الأطفال الموهوبين و أن يكون ملماً بسيكولوجية الموهوبين و معنى التفوق و الابتكار 0

2. أن يتقن المادة التي يقوم بتدريسها و أن يكون متخصصاً و أن يكون قادراً على رسم برنامج دراسي متكامل يوفر للتلاميذ الموهوبين خبرات متعددة و متنوعة 0

3. أن يجيد طرق التدريس المناسبة للأطفال المتفوقين و التي تتمشى مع حاجاتهم إلى تناول الموضوعات بعمق أكثر من غيرهم و لا يلزم تلاميذه بالتطابق في الأفكار و إلا أخمد روح الابتكار لديهم و أن يوفر لهم الحرية حتى يحاولوا تجربة ما لديهم من إمكانيات 0

4. أن يكون واسع الإطلاع لديه دراية بطرق البحث العلمي في المجالات العلمية 0

5. أن تتوفر لديه بصيرة نافذة تساعده على اكتشاف الإمكانيات الكامنة في كل تلميذ 0

6. أن تكون لديه القدرة على قيادة الأطفال الموهوبين من خلال أنشطتهم و جماعاتهم المدرسية و أن يكون قادراً على تحقيق التوافق بينهم و بين زملائهم العاديين 0

7. أن يكون على اتصال دائم لكل من يتعاملون مع تلاميذه كأولياء الأمور و الأخصائيين الاجتماعيين و المدرسين و غيرهم 0

8. أن يتحرر من مشاعر الحسد و الغيرة إذاء قدرات الطفل الموهوب و يكون معتز بنفسه 0

9. الموضوعية في تقدير قدرات الطفل الموهوب 0

10. يعرف ويتفهم الخصائص المعرفية و الاجتماعية و الانفعالية و حاجات التلاميذ المتفوقين و مشكلاتهم النابعة من قدراتهم غير العادية 0

11. تنمية منهـج يتصـف بالمرونة و الفردية و التنوع بما يتناسب و قدرات الطلبة المتفوقين و يغذي روح التفاعل لديهم 0

12. خلق مناخ تربوي يمكن المتفوقين من استخدام جوانب القوة لديهم و يستكشفوا من خلاله خصائصهم النمائية و يغامرون في التفاعل مع الواقع و الأفكار الجديدة و يشعرون بروح المنافسة 0

13. تدريس المتفوقين المهارات العالية من التفكير و التكامل بين الجسم و العقل و تحقيق الذات و الحدس وتقييم الذات 0

14. تغذية القدرات الابتكارية لدى المتفوقين و كيفية التعبير عن قدرات التفوق من خلال الأعمال التي يقومون بها 0

15. تشجيع الوعي الاجتماعي لدى الطلبة المتفوقين و احترام الإنسان و البيئة و تقدير الآخرين 0

16. تربية العاملين و تعلمهم عبد الرحمن سيد سليمان – كلية التربية - جامعة عين شمس 0

Eالسمات الشخصية لمعلم الموهوبين :

1. أن يكون متفهماً مستقلاً – محترماً واثقاً في نفسه 0

2. أن يكون حساساً حيال مشاعر الآخرين فيحترمهم و يساعدهم 0

3. أن تكون قدرته العقلية أعلى من المتوسط 0

4. أن يكون مرناً مستقبلاً للأفكار الجديدة 0

5. أن تعبر اهتماماته عن مستوى ذكائه 0

6. أن تكون لديه رغبة في التعليم وزيادة معرفته 0

7. أن يكون متحمساً نشطاً يقظاً 0

8. أن تكون لديه رغبة في التفوق و التميز 0

9. أن يكون دائماً مسؤولاً عن سلوكه و ما يتمخض عن هذا السلوك من نتائج 0

10. أن يرجو الثواب من الله تعالى 0

11. أن يكون تقياً ورعاً يخشى الله عز وجل 0

Eالاستعدادات المهنية :

1. يجب أن يتصف سلوكه بروح القيادة و التوجيه بدلاً من الإجبار و التحكم 0

2. يجب أن يكون ديموقراطياً في تعامله مع طلابه 0

3. أن يتسم بالتأكيد على العمليات و النتائج 0

4. أن تكون لديه القدرة على التجديد و الابتكار 0

5. أن يستخدم أسلوب حل المشكلات 0

6. أن يشرك التلاميذ في العملية التدريسية من خلال اعتماده على أسلوب الاستكشاف 0

Eسلوك التدريس :

1. أن يكون قادراً على بناء طرق منفردة تتصف بالمرونة 0

2. يخلق جواً من الدفء و الأمان و التسامح 0

3. يقدم تغذية راجعة بشكل مستمر 0

4. ينوع من إستراتيجياته التدريسية 0

5. يحاول تدعيم و تعزيز مفهوم الذات لدى طلابه 0

6. يثير المستويات العليا من المهارات العقلية 0

7. يحترم طلابه و يقدرهم 0

8. يقدر السلوك الابتكاري 0

Eأمثلة و نماذج لبناء برامج المتفوقين :

هناك نماذج متعددة البناء برامج المتفوقين و سنعرض لنموذجين هما نموذج ميكر Maker الذي قدمه عام 1982 و نموذج رنزولي Renzulli وهما نموذج الإثراء الثلاثي Enrichmentrieed Model والسبب في اختيار هذين النموذجين أنهما يمثلان فلسفتين مختلفين لرعاية المتفوقين فيؤكد النموذج الأول على بناء برامج و مناهج خاصة بالمتفوقين و مختلفة نوعيـاً عـن البرامج العادية بينما يؤكد النموذج الثاني على إمكانية الإفادة من المناهج العادية و تطويعها لتناسب قدرات المتفوقين و بالتالي لا توجد حاجة لبناء برامج خاصة بهم (1)

Eنموذج (( ميكر )) :

ينطلق نموذج ميكر من الفكرة التي تنادي بوجوب بناء برامج خاصة بالمتفوقين تختلف عن برامج العاديين من حيث المحتوى ، العمليات النتائج و بيئة التعليم فيما يلي سنعرض لهذه العناصر 0

1. المحتوى : يجب أن يؤكد على التجريد التركيب - التنوع – التنظيم - الاقتصاد - و دراسة العنصر البشري و المناهج و الأساليب العلمية 0

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) المتفوقون تعريفهم - رعايتهم - برامجهم و إعداد مدرسيهم - مجلة دراسات تربوية - المجلد الخامس ( ج 24 ) القاهرة - عالم الكتب 1990 ، صـ 129 – 132

2. العمليات : يجـب أن يتمحـور المنهـج حـول المستويات العليا من التفكير كالتحليل و التركيب و التقييم بالإضافة إلى تشجيع التفكير التباعدي بدلاً من التفكير التقاربي كما يجب أن يؤكد على التعليم بالاستكشاف ، حيث تتاح للمتفوقين الفرصة لاكتشاف المبادئ و الأسس التي تجمع بين الأمور المختلفة و في هذا المجال يجب أن يطلب مـن التلميـذ أن يعـرض للكيفية و الأساليب التي أستخدمها للوصول إلى النتائج بدلاً من عرض النتيجة فقط و على المنهج أن يوفر درجة من الحرية لاختيار الطالب المتفوق سواء في الموضوع أو الطريقة و من هنا يتضح ضرورة التنوع في مصادر العلم كالدراسات الحلقية و البحوث و غيرها ، كما يوفر المنهج المهارات الاجتماعية و ذلك لتكفل درجة من التفوق الاجتماعي بالإضافة لعنصر الرافعية لضمان استمرار المتفوق في عملية التعلم 0

3. النتائج : بعد أن يتم التعديل في محتوى و عمليات المنهج بالشكل الذي سبق ذكره لابد أن تتوقع نتائج تختلف نوعياً عما نتوقعه في المناهج العادية فنتوقع في هذه الحالة أن يتمكن التلميذ من التعامل مع المشكلات الحقيقية للمجتمع و أن يستفاد من حلول هذه المشكلات على نطاق المجتمـع ككـل بعبارة أخرى يجب أن لا تكون نتائج أعمال المتفوقين تلخيصاً لأعمال الآخرين بل أعمالا تتصف بالجدة و الأصالة تنعكس فيها شخصيته و قدراته و إمكاناته العالية 0

4. مناخ التعلم : يعتبر مناخ التعليم أساسياً لدافعية الطالب المتفوق و استثارة ميوله و لذلك يجب أن يتوفر مناخ يكفل مستوى عالياً من الفعالية و الاستفادة من المنهج بشكل كبير 0

Eو يتمثل مناخ التعلم في الأمور التالية :

1. أن يتمركز التعلم حول التلميذ و ليس المدرس و بذلك فهي تركز على ما لدى التلميذ من اهتمامات و ميول و أن يكون التلميذ إيجابي في العملية التعليمية 0

2. الاستقلالية وهي يتمثل في مشاركة التلميذ في القرارات الأكاديمية و الاجتماعية 0

3. المناخ المفتوح إذ يجب أن يتميز المناخ النفسي و المادي بالمرونة بحيث يسمح للمستجدات المادية و الفكرية بالاندماج مع تلك الموجودة أصلا و يضفي هذا الأمر درجة من الدينامية لبيئة التعلم و يخلصها من الجمود 0

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
تربية غير العاديين و تعليمهم د / عبد الرحمن سلمان صـ 72 – 73 0
Eثانياً : نموذج رونزلي ( أو نموذج الإثراء لثلاثي ) :

يعتمد هذا النموذج على استخدام المناهج العادية في رعاية المتفوقين بشرط أن تتوفر لها شروط خاصة تنظم عملية التعلم وفق هذا النموذج في ثلاث مراحل أساسية معتمداً على افتراضين أساسيين هما اهتمامات التلميذ ، و متى و أين يقدم الإثراء و المراحل الثلاثة هي :

1. مرحلة الأنشطة الاستكشافية العامة :

في هذه المرحلة يتعرض جميع التلاميذ لمجموعة من الأنشطة العامة غير المقيدة و يحاولون من خلال استكشاف ميولهم و اختيار موضوعات الدراسة تبعاً لتلك الميول و لذلك يمكن القول أن أهم ما يميز هذه المرحلة هي بلورة ميول التلميذ كما سيتولد عنها بعد ذلك من أثر دافعي على أداء التلميذ 0

2. مرحلة النشاط التدريبي للجماعة :

يتم في هذه المرحلة تدريب الجماعة على تنمية مهارات التفكير لديهم كالملاحظة و لا تحليل التصنيف من خلال الأنشطة التي اتفقت مع ميولهم في المرحلة الأولى ، حيث تعتبر هذه المهارات أدوات لازمة و ضرورية للتعامل مع محتوى المجالات التي تم اختيارها 0

3. مرحلة تناول المشكلات الحقيقية :

هي المرحلة الثالثة يتعامل التلاميذ كأفراد أو جماعات مع المشكلات الحقيقية باستخدام المهارات التي اكتسبوها في المرحلة السابقة فيبدأ التلاميذ بتحديد المشكلة و جمع الحقائق حولها و عرض ما يتوصلون إليها من نتائج و تنتهي العملية بكتابة تقرير حوله 0

وتصنف نموذج الإثراء الثلاثي بدرجة من المرونة إذ يتيح الفرصة لجميع التلاميذ للتعلم من جهة كما يتيح المجال للمتفوقين فرصة البروز من خلال تقديم أعمال تختلف نوعياً عن أعمال أقرانهم من جهة أخرى يتحاشى هذا النموذج جملة من الانتقادات الموجهة إلى البرامج الخاصة بالمتفوقين 0

Eثالثاً : فكرة ذرع المواهب و تشكيلها :

ظهرت فكرة زرع المواهب و تشكيلها نتيجة للدراسات التي أجريت للتعرف على أثر البيئة على النمو العقلي و على الذكاء فنسبة الذكاء غير ثابتة و البيئة يمكن أن تؤثر على هذه النسبة إيجاباً وسلباً نتيجة للخبرات المبكرة فالبيئة الغنية بالخيرات المتنوعة ترفع مستوى الذكاء و تؤثر في القدرة على التحصيل و التعلم و تنمي الإدراك و الحواس و العكس بالنسبة للبيئة المحرومة و قد ظهر في الآونة الأخيرة مفهوم الكفاءة Competence وهو مفهوم أعم و أشمل وهو نقبي التوافق مع البيئة و السيطرة عليها على نحو أفضل و تنمية الكفاءة يعتمد على تكامل الجوانب العقلية و الجسمية و الانفعالية و الاجتماعية و الشخصية 0

ميسلووون
26-12-2007, 02:52 PM
تابــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــع

ويمكن تلخيص المتطلبات الضرورية لزرع المواهب 0

- الاهتمام بالطفولة منذ بدء الحمل و خلال الطفولة المبكرة و توفير الرعاية بجميع أبعادها للأطفال 0

- إقامة مراكز للإرشاد النفسي تنهض بالأعباء 0

أ – إعداد المحكات و المعايير و الأدوات الملائمة للكشف عن المواهب و الموهوبين 0

ب - توزيع الموهوبين داخل المدارس العادية طبقاً لأحدث الأساليب العلمية (1)

Eرابعاً : اكتساب الطفل للعلم و المعرفة مهمة لاتنتهي :

يجب أن نغرس في التلميذ الموهوب و المتفوق مبدأ أن التعلم لا يقف عند حد معين و إنما عليه دائماً تجديد معلومات و اكتساب الجديد من الخبرات مصداقاً لقوله تعالى (( وقل ربي زدني علماً )) صدق الله العظيم وقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم 0

عرض لبعض الممارسات التعليمية الواجبة لمواجهة خصائص الأطفال المتفوقين عقلياً :

لما كان الطفل المتفوق عقلياً يمتلك قدرات عقلية تمكنه من التحصيل الجيد و بصفة خاصة في الموضوعات الدراسية للمرحلة الابتدائية فإنه يترتب على ذلك أن يصبح من اللازم إدخال بعض التعديلات التعليمية المعينة و إجراء بعض التغيرات في المواد الدراسية إذا أردنا لبرنامج تعليم الطفل المتفوق أن يكون برنامجاً ملائماً سواء كان ذلك في إطار فصل خاص أو خطة لإسراع التعليم أو في إطار الفصل العادي 0

وقد قدم كيرك Kirk 1972 في هذا المجال مجموعة من المقترحات للمارسات التعليمية بناءً علـى الفـروق الكميـة و النوعيـة بـين الطفـل المتفوق عقلياً و الطفل العادي يمكن تلخيصها فيما يلي : ـ

1. التعديل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً و الذي يملك خاصية التعلم بمعدل أسرع من معدل تعلم الطفل العادي .

نظرا لسرعة هذا الطفل في التعلم فإنه يتطلب قدراً من المتعلم الإضافي على أن يتأكد المعلم من أن الطفل قد أكتسب بالفعل التعلم الضروري المتوقع ثم يسمح له بالانتقال إلى خبرات تعليمية جديدة 0

2. التعديل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً و الذي يملك خاصية القدرة على الاستدلال أعلى منها عند الطفل العادي 0

القدرة العالية على الاستدلال عند الطفل المتفوق عقلياًٍ تخلق عمقاً اكبر في الفهم و غالباً ما يكون هذا الطفل قادراً على أن ينظر بعمق إلى المشكلات التي تواجهه و يكون قادراً على الإحساس بكثير من العلاقات الغامضة ، و يستخلص نتائج و تعميمات تتجاوز ما هو متوقع من الطفل في مثل سنه و مثل هذه الخاصية يجب عدم إغفالها ولابد من تنميتها و تطويرها في بعض الأحيان يكون الموقف العكسي صحيحاً أيضاً إذ يحتاج الطفل المتفوق عقلياً إلى مساعدة المعلم في تحليل الخطوات التي توصل من خلالها إلى نتيجة معينة حيث قدرة الطفل المتفوق عقلياً على الاستدلال قد تكون سريعة في بعض الأحيان إلى الحد الذي يجعله يتوصل إلى الإجابة دون أن يمر بالخطوات العادية و يظهر هذا بوضوح في حل بعض المشكلات الحسابية و يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى عون لتحليل عملية التفكير و الخطوات التي تمر بها عندما يكون بصدد تطبيق هذه الخطوات في مواقف أخرى أكثر تعقيداً 0

3. التعديل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً الذي يمتلك ثروة لفظية أوسع من الطفل العادي 0

على الرغم من أن الثروة اللفظية التي يستخدمها الطفل الموهوب تكون عادة أعلى من مستوى استيعاب بقية أطفال الفصل إلا أنه يجب أن تتاح لهذا الطفل فرصة للتعبير عن نفسه و بصفة خاصة في موضوعات التعبير و في كتابة التقارير العلمية و في الشرح و المناقشة داخل الفصل إذ أن أحد أهداف لنمو الطفل الموهوب يتمثل في تعلم الطريقة التي يعبر بها عن نفس الشيء بمصطلحات أكثر بساطة و أن تكون لديه حساسية عما يستطيع بقية الأطفال فهمه و استيعابه 0

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) تربية غير العاديين و تعليمهم عبد الرحمن سيد سليمان مرجع سابق صـ 76 0

أ. د / عبد الفتاح صابر ، التربية الخاصة لمن – لماذا - كيف مرجع سابق صـ 236 0 237 – 238

4. التعديل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً الذي لديه مدى واسع من المعلومات :

نظراً للذاكرة القوية و القدرة على ربط المعلومات المتفرقة و الاحتفاظ بها فإنه يكون متوقعاً من الطفل الموهوب أن يعرف معلومات أكثر مما يعرفه الطفل العادي فعلى المعلم أن يشجع مثل هذه المداخل الموسعة على الرغم من أنها قد تعني عملاً إضافياً بالنسبة له 0

5. التعديل التعليمي للطفل الموهوب الذي يتميز بدرجة غير محدودة من حب الاستطلاع :

يجب أن يعمل النظام التعليمي على استخدام حب الاستطلاع لديه كعامل بدفعه إلى دراسة أوسع و أشمل 0

6.التعديل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً و الذي يتمتع بمدى واسع من الميول و الاهتمامات 0

نظراً لأن مثل هذا الطفل يكون لديه واقع حيوي خاصة للأعمال الذهنية قد يكون من الصعب في بعض الأحيان جعله يترك العمل الذي بدأه جانباً كي يتابع العمل الروتيني في الفصل و من ثم فهمه المعلم هي أن يربط الميول بالمجال النمائي 0

7.التعديل التعلمي للطفل المتفوق عقلياً و الذي يتسم بالتفوق الاجتماعي و يتمتع بشعبية لدى الأطفال الآخرين 0

حالة التوافق هذه عند هذا الطفل قد تسوء لو أن قدرته الابتكارية و اختلاف سلوكه و نقص ميله إلى المسايرة ووجهت بالاضطهاد و تثبيط العزيمة و في هذه الحالة قد يلجأ الطفل إلى تكوين مفهوم عن ذاته بأنه شخص مختلف عن الآخرين و من ثم يحاول أن يعتزل عن الجماعة 0

8.التعديـل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً الذي يتسم بسمة الناقد الغير راضي عن مستوى إنجازه :

لما كان النقد الذاتي خصلة من الخصال الطبيعية بشرط ألا يصبح الفرد ناقداً لكـل شيئ يفعله و يتوقف عن الإنتاج لأنه لا يشعر بالرضا أو الاقتناع بإنتاجه الذاتي و هذا يتطلب ممن المعلم أن يلاحظ اتجاه النقد الذاتي الواضح عند الأطفال المتفوقين عقلياً و عليه أن يساعد الأطفال ليكونوا مقتنعين و راضين عما يفعلوه في كل مرحلة من مراحل نموهم 0

9.التعديل التعليمي للطفل المتفوق عقلياً فيما يتعلق بقدرته على قوة الملاحظة :

أهمية الاستفادة من قدرة هذا الطفل على إدراك الأشياء التي قد لا تكون واضحة عادة بالنسبة للأطفال الآخرين و لما كان هذا الطفل يميل إلى ملاحظة أوسع للظاهرة و الاستفادة من خبرة معينة يجب أن يشجع على تحقيق الربط بين هذه الخبرات و إدراك العلاقات بينهما 0

10.التعديل التعليمي للأطفال الموهوبين الذين يظهرون قدرات ابتكاريه 0

الاهتمــام و رعاية الاقتراحات الجديدة المبتكرة التي قد يتقدم بها مثل هؤلاء الأطفال و يجب أن تلقي القبول و التقدير و تقديم المساعدة بتقييم مدى قابليته اقتراحاتهم و آرائهم للتطبيق في المواقف المباشرة ، و لذا قد يتطلب الأمر من المعلم أحياناً قدر كبير من المرونة و الابتكارية كي يحول الآراء و الاقتراحات الفجة إلى آراء صالحة و هناك عدد من الطرق مقترحة لتحقيق هذه الهدف 0

أ - تشجيع و تدعيم التعلم الذي يأخذ فيه التلاميذ بزمام المبادئة 0

ب – السماح للأطفال بالتعلم من تلقاء أنفسهم دون فرض واجبات معينة عليهم 0

ج – التعلــم في إطار بيئة استجابية يكون فيها حب الاستطلاع عند الطفل الموهوب دافعاً للتعلم 0

د – مساعدة الطفل المتعلم على أن يجد نفسه و أن يكون مفهوم لذاته 0 ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

د/ عبد الفتاح صابر لمن - لماذا - كيف مرجع سابق صـ 237 – 241



(( المراجع ))

(1) عبد العزيز السيد الشخص ، عبد الغفار الحكيم الدمياطي 1992 قاموس التربية الخاصة و تأهيل غير العاديين ( إنجليزي – عربي ) ط1 القاهرة - مكتبة الأنجلو المصرية 0

(2) فتحي السيد عبد الرحيم ( 1982 ) سيكولوجية الأطفال غير العاديين و استراتيجيات التربية الخاصة ( ط2 ) ، ( ج2) الكويت دار القلم 0

(3) عبد الرحمن سيد سليمان 1996 تربية غير العاديين و تعليمهم – كلية التربية جامعة عين شمس – القاهرة 0

(4) عبد الفتاح صابر عبد المجيد 1997 التربية الخاصة لمن – لماذا – كيف جامعة عين شمس – كلية التربية – قسم الصحة النفسية 0

(5) سيد صبحي أطفالنا المبتكرون 96 – 1997 جامعة عين شمس كلية التربية قسم الصحة النفسية 0

منير عامر طفلك أذكى مما تتصور – دكتور سبوك مطبوعات أخبار اليوم – قطاع الثقافة - الكتاب الخامس

التعليم التعاوني

مقدمة:-
لقد ظهر في الآونة الأخيرة تركيز اكثر على التعليم التعاوني وهذا لايعني إهمال التعليم الفردي والتنافسي بل يجب استخدام أنماط التعلم السابقة ككل متكامل لان لكل نمط منها مكانة وأهمية خاصة ومع ذلك فللمعلم الحق في صياغة المهمة التعليمية التي يشاء.



مفهوم التعلم التعاوني:-
التعلم التعاوني ليس تعلما بطريقة المجموعات الصغيرة التقليدية (الرمز) فحسب ولا هو تعلم بطريقة المرشد المستأثر بالعمل واستخلاص النتائج دون الآخرين بل هو تعلم يتميز بما يأتي:-

1-الاعتماد المتبادل الإيجابي بين أفراد المجموعة.

2-التفاعل بالمواجهة بينهم وزيادة مهارات التواصل بين الأفراد.

3-تنمية المسؤولية الفردية وزيادة الاعتماد على الذات.

4-صقل مهارات العمل مع المجموعات الصغيرة والتجهيز لها من قبل المعلم.

*التعاون لا يعني جلوس الطالب جنبا إلى جنب على المنضدة نفسها,أثناء قيام كل طالب بالمهمة

التي يكلف بها.

*كما إن التعاون لايعني أداء تلميذ واحد لكل أعمال المجموعة ثم إصدار تقرير جماعي عن العمل يضع عليه جميع أعضاء المجموعة توقيعاتهم.

*لكن التعاون يعني المناقشة الجماعية للمادة العلمية داخل مجموعة الطلاب ومساعدة الطالب لبقية الطلاب ومن ثم تأكيد مشاركة جميع الطلاب في المهمة العلمية.





أهمية التعلم التعاوني:-
1-تطوير قدرة المتعلم على التحصيل.

2-تطوير اتجاهات إيجابية نحو المادة المدرسية.

3-تنمية القدرة على التفكير الناقد.

4-تطوير قدرة المتعلم على استخدام التعاون في مختلف مناحي الحياة.



طريقة واجراءات تنفيذ العمل التعاوني:-
*يقدم المعلم شرحا وافيا عن أسلوب العمل في المجموعات.

*يجب تحقيق الأهداف المتوقعة من عمل كل مجموعة,والمطلوب عمله من كل مجموعة.

*يتم تقسيم الطلاب الى مجموعات (2-6)على ان تكون غير متجانسة من الناحية التحصيلية (ممتاز-جيد جدا-جيد-ضعيف)وذلك دون علم الطلاب.

*تكلف كل مجموعة بالعمل المخصص لها.

*يعين لكل مجموعة مقرر,ليس بالضرورة ان يكون الطالب المتميز فيها بل يفضل ان يكون غيره وان يتغير في كل حصة.

*يطلب من المقرر ان يناقش باقي طلاب المجموعة, وان يكون النتاج في صورة جهد تعاونييسهم فيه الجميع.

*اثناء ذلك يقوم المعلم بمراقبة المجموعات والتاكد من سير العمل بشكل صحيح وتذليل وتذليل الصعوبات التي تواجه اعضاء المجموعة.

*بعد انتهاء كل مجموعة من عملها تعرض كل مجموعة انجازها عن طريق منسق المجموعة.

*يجري تقويم ختامي في الجزء الاخير من الحصة للوقوف على مدى تحقق الاهداف المرسومة للخطة اليومية.



بعض العوامل التي تساعد على تنفيذ التعلم التعاوني:-
1-الانضباط والهدوء عامل رئيس في نجاح التعلم التعاوني,ويجب على النعلم توفير هذا المناخ.

2-تحديد الوقت اللازم لاداء عمل كل مجموعة,لان عدم كفاية الوقت لاتساعد على الوصول الى النتائج المرجوة,واذا كان الوقت اكثر من المطلوب فان ذلك يساعد على الفوضى داخل الصف.

3-ان تكون غرفة الصف مناسبة لترتيب المجموعات وتساعد على حركة المعلم بين المجموعات.

4-يجب على المعلم ان يحفز الطلاب باستمرار على الاعتماد على انفسهم ويعزز ايجابياتهم في الاداء لكي ينمي شعور الطلاب بالاعتماد على الذات ةالالتزام بالعمل.

هذا وقد يواجه المعلم بعض الصعوبات عند تنفيذ التعلم التعاوني في بداية الامر ولكن الصورة تتغير بعد المراس ومع الاعداد الجيد لتطبيق هذه الطريقة.



دور المعلم في التعلم التعاوني:-
1-تحديد مهام العمل لكل مجموعة.

2- الاطلاع على عمل كل مجموعة ومدى تقدمها من خلال التنقل بين المجموعات.

3-تقديم الارشادات والمعلومات الاضافية لكل مجموعة وتوجيههم الى مصادر تعليم جديدة.

4-تزويد كل مجموعة بالتغذية الراجعة الضرورية.



مايجب على المعلم تجنبه:-

1-الا يقضى وقتا طويلا مع احدى المجموعات.

2-الا يصبح منسقا لاي مجموعة(لايتحدث نيابة عنها).

3-لاياخذ زمام المبادرة نيابة عن أعضائها.



مبررات استخدام التعلم التعاوني ومزاياه:-

1-تنظيم الخبرات التعليمية للطلاب بصورة فاعلة.

2-يساعد على تنويع أساليب التدريس.

3-يساعد على اثارة اهتمام التلاميذ وتشويقهم للدرس وتلبية حاجاتهم.

4-ينمي روح التعاون بين الطلاب.

5-يحسن مستوى الطلاب ويزيد قدراتهم من خلال تعليم بعضهم بعضا.

6-يستفيد التلميذ البطيء في التعلم من مجموعته.

7-تعود التلاميذ الاعتماد على أنفسهم للحصول على المعلومات بدلا من الاعتماد على المعلم.

8-تساعد الطلاب على القيام بالاعمال التي تناسب حاجاتهم وقدراتهم من خلال تكليف كل مجموعة بالعمل الذي ترغبه.

9-تنمي لدى التلاميذ احترام آراء الغير.



ملحوظات هامة:-

*ان يتم التعلم بهدوء وبدون ضجيج وبصوت خفيض في المناقشات.

*التركيز على آداب الحوار والتخاطب والاستماع وعدم اللجوء للنقد السلبي المثبط.

*تجب المساعدة على دقة وحسن صياغة النتائج بالعبارات والاسلوب الادق علميا.

*حفز المجموعات في الآداء مع الانصات لمشاعر الافراد واطراء الصحيح منها لتعزيزه وعدم التقليل من اهمية بعضها أو التهكم منها.

*الاستعداد التام لتلبية تقديم الايضاحات اللازمة خلال الاداء.

*ترك ازمنة كافية لتعميق المعلومات المكتسبة وحسن تخمير استيعابها.

*من المفضل في هذه الطريقة من التعلم ان يقلل المعلم من تدخلاته وان يتيح الفرصة الكبرى للطلاب لكي يتعلموا بانفسهم,ومن اقرانهم,وان يكون التواصل اللغوي الفعال(طالب طالب)ويتدخل فقط حين يخشى الوقوع في النتائج غير الصحيحة.

*يعد المعلم في هذه الطريقة اوراق العمل للمجموعات مسبقا وكذلك بطاقات التصحيح والتقويمات,ويوزع كل واحدة في حينها.

*ضبط الوقت المخصص لكل نشاط من الامور التي تساعد على انجاح هذه الطريقة في التعلم.

*يعتبر المعلم مستشارا وموجها للعملية التعليمية ومسهلا لها.

*التعلم التعاوني ليس بديلا عن طرق التدريس الاخرى(التنافسي والفردي)ولكل موقف مايناسبه من الطرق.

*عند عرض الامثلة والمفاهيم الاساسية يفضل استخدام اسلوب الحوار والمناقشة.

*عند التدريب على المهارات يفضل التعلم الفردي.

عناصر التعلم التعاوني الاساسية:-

1-التفاعل المتبادل الايجابي داخل المجموعة.

2-اثارة نوع من التفاعل وجها لوجه من اجل:

(ا)تطوير التفاعل اللفظي.

(ب)تطوير التفاعلات الايجابية التي تؤثر على المردود

التربوي.

3- المسؤولية الفردية عن النبوغ والتفوق في المادة الدراسية.

4-استخدام الطلاب لمهارات ادارة المجموعات الصغيرة والمهارات الشخصية بشكل مناسب:

(أ)بتزويد الطلاب بالاجراءات والوقت اللازم لتحليل الكيفية التي تعمل بها مجموعتهم.

(ب)تحليل المدى الذي يطبق فيه الطالب المهارات الاجتماعية اثناء تعاونه.



صياغة مواقف التعلم التعاوني:-

*للمعلم الحق في تقديم مشكلة درسه من خلال عرض سؤال على التلاميذ كالتالي:-ماطول الفترة الزمنية التي تستغرقها شمعة مشتعلة داخل اناء سعته لتر؟

عندها يحصل المعلم على اجابات تمثل نتائج التجارب التي قام بها الصف.

واذا كان سؤاله اكثر دقة:-ماهي العوامل المختلفة التي تؤثر على طول فترة اشتعال شمعته في اناء سعة لتر؟

وللاجابة يفضل صياغة موقف تعلمي تعاوني يشجع فيه الطلاب على مراجعة افكارهم مع بعضهم البعض واستخدام التجربة في هذا الغرض.



الاستخدام المناسب للتعلم التعاوني وطبيعته:-

*يناسب التعاون ادارة أي مهمة تعليمية ويتميز بادارة مهام تعليمية بعينها مثل مهام حل المشكلات,واتخاذ القرارات وغيرها.

*في التعليم التعاوني عناصر فعالة من تفاعل(المعلم والطالب)و(الطالب والادوات)و(الطالب والطالب).

*في التعلم التعاوني توقعات عن دور الطالب وتفاعله مع الطلاب الاخرين مشاركتا وتعزيزا وتشجيعا.



استراتيجيات التعلم التعاوني:-

1-تحديد اهداف الدرس بشكل واضح.

2-ترتيب الطلاب في مجموعات قبل بداية الدرس.

3-شرح المهمة التعليمية والهدف منها للتلاميذ.

4-اثارة انتباه الطلاب والتدخل وقت الحاجة للمساعدة.

5-العمل على تقويم تحصيل الطالب في نهاية الحصة.



تحديد حجم المجموعة:-

عندما تكون اهداف الدرس واضحة يجب على المعلم ان يحدد الحجم المناسب لمجموعة التعلم وهو يتراوح بين(2-6)افراد ومما يؤخذ بالاعتبار عند تحديد الحجم:-

1-التنوع في الخبرات والقدرات والمهارات وبخاصة المجموعة ذات الحجم الكبير.

2-اتاحة الفرصة امام كل فرد في المجموعة للحديث وبخاصة ذات الحجم الكبير.

3-تحديد الحجم في ضوء المواد التعليمية المتاحة وطبيعة المهمة.

4-تناسب حجم المجموعة مع الفترة الزمنية صغرا وكبرا.



تقسيم الطلاب في مجموعات:-

في هذه الحالة هناك اربع تساؤلات تتضمن مايلي:-

1-الحاجة الى التجانس بين الافراد أو الاختلاف.

2-وضع المشاركين في المهمة مع غير المشاركين.

3-اختيار المعلم لاعضاء المجموعة أو اختيار الطلاب.

4-طول الفترة الزمنية التي يمكثها اعضاء المجموعة.



ترتيب الصف:-

يفضل ترتيب اعضاء المجموعة الواحدة على هيئة دائرة تضمن الاقتراب والرؤيا وتبادل الافكار بلا اعاقة.

توزيع الادوار في مجموعة التعلم التعاوني:-

يتم توزيع الادوار بحيث يكمل دور فرد معين بقية الادوار التي يقوم بها اعضاء المجموعة كالتالي:-

1-المراجع النهائي:- يراجع اعمال جميع الاعضاء.

2- القائم بالبحث:-يجهز المواد المختلفة التي تحتاج اليها المجموعة.

3-المسجل:-يسجل قرارات المجموعة ونسخ التقرير النهائي.

4-المعزز:-لتحديد اعمال المجموعة وتعزيزها.

5الملاحظ:-ليحدد الكيفية المثلى المتبعة لدى المجموعة.



شرح المهمة الاكاديمية:وله اعتبارات:-

1-توضيح المهمة التعليمية للطلاب.

2-شرح اهداف الدرس وربط المفاهيم بالخبرات.

3-اعطاء امثلة لمساعدة الطلاب على فهم ماهو مطلوب تعلمه.

4-توجيه اسئلة نوعية للطلاب لمراجعة فهمهم للمهمة.



تحديد المسؤليات الفردية:-

يهدف التعلم التعاوني الى تعليم كل فرد داحل المجموعة الى اقصى درجة ممكنة حيث لايسمح لاي عضو في المجموعة بالتهرب من مسؤولية انجاز المهام التعليمية ومن طرق تحديد آداء الافراد لكل مجموعة:-

(أ)اختبارات الاداء.

(ب)الاختيارالعشوائي للافراد.

(ج)مراجعة افراد المجموعة لاعمال بعضهم البعض.

(د)الاختيارالعشوائي لورقة اجابة من اوراق المجموعة وتقدير مستوى صاحبها.



صياغة التعاون بين المجموعات:-

يمكن توسيع نطاق النتائج الايجابية التي نحصل عليها داخل المجموعة الواحدة لتشمل الصف كله عن طريق ايجاد نوع من التعاون بين المجموعات المختلفة داحل الصف.



توضيح معايير النجاح:-

تستخدم مجموعات التعلم التعاوني نظم تقويم معيارية المرجع التي تحدد معايير النجاح في ضوء العمل المقبول اكثر من تحديدها على هيئة درجات تقارن التلميذ بغيره.

اما عن سمات معايير النجاح فيجب ان تكون مرنة وواقعية بالنسبة لكل فرد دتخل المجموعة.

تحديد الانماط السلوكية المرغوبة:من مثل:-

ابقى مع مجموعتك ولاتنصرف عنها.هذا ويجب على المعلم الايجعل قائمة الانماط السلوكية المرغوبة مطولة.

هذا ويحتاج الطلاب الى معرفة الانماط السلوكية التعاونية اثناء التعلم التعاوني.

تدخل المعلم لتدريس المهارات,توجيه سلوك المتعلم وتقويمه:-

تبدا مهمة النعلم في توجيه سلوك الطلاب عندما تبدا مجموعات التعليم التعاوني عملها وعلى المعلم ان يقضي بعض الوقت في الملاحظة والبعض الاخر في توجيه الطلاب وتقديم المساعدة لهم كما يقوم بالتدخل في تدريس المهارات التعاونية اثابتا وتعزيزا وارشادا والمهارات التعاونية تعلم وتدرس كغيرها وكذلك:-

1-لاظهار اهمية الحاجة لتعلم المهارة.

2-تحديد المهارة بوضوح.

3-تشجيع وتعزيز ممارسة المهارة.

4-تحديد الوقت والاجراءات لمناقشة كيفية استخدام المهارة.

5-المحافظة على ممارسة المهارة.



غلق الدرس:-

يجب ان يكون الطلاب في نهاية الدرس التعاوني قادرين على تلخيص ماتم تعلمه في الدرس.


تقويم كم ونوعية التعلم التعاوني:-

يمكن تقويم كم ونوعية التعلم التعاوني في ضوء الاشكال التي ياخذها الناتج النهائي للدرس التعاوني.



تقويم كيفية العمل بالمجموعة:-

يجب على المعلم الايهمل ويتخطى الكيفية التي تعالج بها ملاحظة اداء الافراد بشكل مطلق,أي اننا لانحتاج الى تحليل الكيفية التي تتم بها المعالجة يوميا ولكن يجب ان تحدث على فترات زمنية.



تحويل التعلم التعاوني الى حقيقة:-

عمل الطلاب في جماعة يمكن تحقيقه ولكنه ليس سهلا ويستحق الجهد الذي يبذل فيه لتحويله الى واقع ولتحقيقه نبدا بشكل صغير ثم نبني ونطور الموقف التعاوني.



اكتساب الطلب للمهارات التعاونية:-

يجب تزويد الطالب بالمهارات واتاحة الفرصة امامه لممارسة هذه المهارات حتى يمكنه الاستجابة المناسبة لنمط التعلم المناسب.

كيف يمكنك تدريس المهارات؟ هناك خطوات لتدريس المهارات:-

1-الخطوة الاولى:-ان يسال المعلم الطلاب عن المهارات التي يحتاجون اليها للمشاركة في الاعمال التعاونية.

2-الخطوة الثانية:-ان يساعد المعلم الطالب على بناء فهم واضح عن ماهية المهارة نظريا وعمليا.

3-الخطوة الثالثة:-ان يقوم المعلة ببناء المواقف العملية التي تهيء الفرص لممارسة الانماط السلوكية المكونة للمهارة.

4-الخطوة الرابعة:-انيتاكد المعلم من استقبال كل طالب للتغذية الراجعة الخاصة بالكيفية المثلى لاداء المهارة.

5-الخطوة الخامسة:-تشجيع الطلاب على الاستمرار والمواضبة في ممارسة المهارة ولتحقيق هذا يجب ان تمر عملية تعلم المهارة بالمراحل الاتية:-

1-ان يبدا تعلم المهارة بداية بطيئة .

2-التركيز على الكسب السريع للمفهوم النظري للمهارة.

3-عرض نموذج توضيحي للمهارة.

4-الجدية في ممارسة المهارة.

5-اقامة وبناء مواقف لاستخدام المهارات.

6-استخدام المهارات بشكل كاف لاستدخالها في نسق سلوك الفرد.

7-وضع معايير صفية لتدعيم استخدام المهارات.



اهمية التعلم الفريقي:-

ابحاث عديدة اشارت نتائجها الى ان العديد من الطلاب يتعلمون بشكل افضل اذا درس له زميل اخر ومن النتائج التي اشارت اليها الابحاث:-

1-يكون التعلم الفريقي فعالا بالنسبة للاطفال الذين لايتجاوبون بشكل جيد مع البالغين.

2-التعلم الفريقي يقوي رباط صداقة قوية بين الطالب المعلم والطالب التلميذ.

3-يعمل التعلم الفريقي على تقليل حدة التوتر النفسي لدى الطالب الذي يقوم بالتدريس.

5-الطالب المعلم لايحتاج الى تنظيم وادارة للتعلم الفريقي بطريقة شكلية لان التعليم يحدث تحت ظروف تعاونية.



تقدير درجات الطلاب في مواقع تعلم تعاونية:-

تمنثل المشاركة الايجابية بين افراد المجموعة جوهر عملية التعلم التعاوني.اما عملية المشاركة الايجابية في تعزيز فهي احدى طرق المشاركة الايجابية بين افراد المجموعة الواحدة والتي تعتمد على استخدام الدرجات في اغلب الصفوف.



ومن طرق استخدام الدرجات كوسيلة للتقويم:-

*ايجاد متوسط درجة الافراد

*اضافة درجة المكافاة.

*حساب جملة درجات جميع اعضاء المجموعة.

*اضافة متوسط درجة المجموعة الى الدرجات الفردية.

*حساب درجة المجموعة في مشروع فردي.

*اعتبار اقل درجة في المجموعة هي درجة لكل اعضاء المجموعة.

*اختيار ورقة اجابة احد الاعضاء بشكل عشوائي وتصحيحها.

*مجموعة درجات الاداء في المهارات التعاونية مضافا اليها متوسط درجات الاكاديمية.

*ابلاغ المجموعة بانه سوف يتم اختيار فرد معين من مجموعة لاختباره.

*استخدام كل من التعزيز الاكاديمي والتعزيز غير الاكاديمي.

*اضافة درجة مجموعة الى الدرجة الفردية للطالب.


اوجه الاختلاف بين التعليم التعاوني والتعليم التقليدي:-

مجموعات التعليم التعاوني
مجموعات التعليم التقليدي

تقوم على التفاعل الايجابي بين الاعضاء.
لايهتم بالتفاعل الايجابي.

كل فرد له مسؤولية فردية.
لا يسند للفرد مسؤوليات

تتكون المجموعة من عدد مختلف من الافراد.
هناك تماثل بين اعضاء المجموعة.

قيادة المجموعة عملية مشتركة.
تعيين قائد لكل مجموعة.

يدعم الاعضاء بعضهم بعضا.
لا يوجد تدعيم مشترك.

غرض الطالب الوصول الى اقصى درجة من علاقات العمل.
غرض الطالب هو اتمام المهمة.

يحلل المعلم مشكلات اعضاء المجموعة.
لايحلل المعلم مشكلات الطلاب.

يهتم النعلم بالطريقة التي تعمل بها المجموعة.
لايهتم بالطريقة التي تعمل بها المجموعة.


الخاتمة:-

وقد اثبتت نتائج البحوث التربوية ان العلم التعاوني يعطي تحصيلا دراثيا اعلى ،واستنقاء متزايد للمعلومات التي يتم تحصيلها واستخداما اكبر لعمليلت الاستدلال العليا كما انه يعطي مزيدا من الدافعية الداخلية للتعلم مع علاقات بيئية اكثر ايجابية بين الفئات و المجموعات و اتجاهات ايجابية افضل نحو كل من المعلم و المدرسة وعملية التعلم و هكذة فإنه يهيئ تكيفا نفسيا متزايدا للمتعلم وتقديرا اعلى للذات ناشئا عن المزيد من المهام التعاونية خلال ترابط للنسيج الاجتماعي للجماعة في تزايد ونمو,مع انسجام متناغم مع المهام التي يكلف بها المتعلمون.

المراجع:-

1-التعلم الجماعي والفردي,التعاون والتنافس والفردية.المؤلفان:ديفيد وجونسون,روجرت.جونسون.ترجمة: د.رفعت محمود بهجات.عالم الكتب.ط1. 98.

2-مجلة التربية.ص206.

3-التعليم الزمر.الأستاذ عدلي محمد عبد الغني موجه رياضيات بمنطقة الفجيرة التعليمية.

(رعاية المتفوقين عقلياً - أسرة التربية الخاصة - التعليم التعاوني - أ/سمير زيدية

ميسلووون
26-12-2007, 02:55 PM
اتمنى ان يفيدك هذا

فقط

دعوووووووووووووواتك

ღ حمــ الـ H ــورد ـــرة ღ
26-12-2007, 02:59 PM
ميسلووووون

جزاك الله كل خير وحقق لك ماتتمنيه

بحث شامل وكامل وأتمنى يفيد أخي كوكب الشرق

وفقكم الله

كوكب الشرق
26-12-2007, 03:03 PM
اختي الفاضلة / ميسلووون


جزاك الله خيرا
ومااقدر اجازيك على مساعدتك
الا بدعوتي

ملأ الله قلبك عزماً
وجعل لك في الفردوس إسماً
ومن كل خير قسماً


لك اختي الفاضلة جزيل الشكر

ميسلووون
26-12-2007, 03:06 PM
اللهم أمين
اللهم أمين
اللهم أمين

كوكب الشرق
بارك الله فيك
ووفقك
وسدد خطاك

كوكب الشرق
26-12-2007, 03:21 PM
اختي الفاضله ميسلوووون


طول الوقت وانا اجهز البحث
ادعي لك بالجنه
جزاك الله خير

ولي طلب ثاني
اقدر اطلب بحث ثاني :icon_mrgr

مسموح لي

ميسلووون
26-12-2007, 03:41 PM
هلا وغلا
اخوي
اطلب
وابشرررررررررر

كوكب الشرق
26-12-2007, 04:36 PM
مساء الخير اختي الفاضلة ميسلووون

بشرت بالجنة ان شاء الله
ووالديك وولدينا وجميع المسلمين والمسلمات


اذ عندك بحث او موضوع او مقال عن
اثر البيئة والوراثة على السلوك

اكن لك شاكر ومقدر
داعيا الله لك بالمثوبة وسكنى الفردوس الاعلى مع الصديقين والنبيين والشهداء

تقبلي احترامي وتقديري

ميسلووون
26-12-2007, 08:03 PM
الوراثة والبيئة عاملان كلاهما يحدد سلوك الكائن الحي

من المعروف ان للعوامل الوراثية دوراً كبيراً في تحقيق الشبه بين افراد العائلة الواحدة او ممن تربطهم صلة قرابة في معظم الكائنات الحية ولاسيما الانسان ولاينطبق ذلك على الشكل فقط بل يشمل حتى السلوك او التصرف اذ ان تلك الصفات تتوارث من جيل الى آخر بفعل انتقال الجينات وغالباً مايحدث ان يطرأ على الكائن تغييرات واختلافات تتسبب فيهاعوامل بيئية فتجري لديه فروقات وتحويرات قد تتوارث واحيانا لا




الخلايا الجنسية
تقول الدكتورة بان عبد الرزاق استاذ علم النفس في كلية الاداب بالجامعة المستنصرية:
كثير مانسمع في محيط عوائلنا وفي البيئة الاجتماعية ان فلاناً يشبه أمه في صفات ما اوانه يشبه اباه في صفات اخرى، لفظة الشبه هنا تستعمل لتدل على وجود صلة اكيدة تصل بين الابن وابويه اي انه ورث صفات والديه او اتصف بها ان مثل هذه الاقوال لاتخلو من الصحة خصوصا بعد ان اسندت علمياً،وأن الشيء الذي يصل بين الابوين وابنائهما هو الخلايا الجنسية
( الكميتات ـ البيوض ـ الحيامن) وكل منهما تحوي نصف جينات الام والنصف الاخر جينات الاب حيث تنقل تلك الجينات الى الوليد عند تكوين البيضة المخصبة اثناء عملية الاخصاب وتنقسم الزايكوت الى انقسامات متتالية تؤدي الى زيادة في عدد الخلايا وتصحب هذه الزيادة في العدد بزيادة في النمو والتطوروالتمييز حيث يصل الجنين الى دور التكامل خلال تسعة اشهر لدى الانسان.
وعلم الوراثة يبحث في اسباب الشبه والاختلاف في الصفات بين الافراد الذين تربطهم صلة القربى بغض النظر عن كون هذه الصفات هي صفات شبيهة بصفات الوالدين او متغايرة عنها ويشير مفهوم التغاير بكونه تلك الفروق الناشئة عن العوامل الوراثية( المجموعة الكروموسومية) والفروق المتسببة عن العوامل البيئية ويمكن تقسيم التغاير الى نوعين: التغاير الوراثي وهي تحويرات تطرأ على التركيبة الوراثية للفرد ويمكن توارثها من جيل الى آخر بصورة متعاقبة وعلى هذا فأن علم الوراثة هو علم التوارث والتغاير معاً اما التغاير البيئي فهي تحويرات تطرأ على اجسام الكائنات الحية نتيجة العوامل البيئية ولايمكن انتقالها من جيل الى اخر( مرض السكر) ويرجع عدم توارث هذا النوع من التغايرات الى عدم تاثيرها في العوامل الوراثية او المجموعة الكروموسومية الى حد متميز وهناك حالات نادرة ان يكون التغير الناجم عن عوامل بيئية ذات تأثير مباشر على العوامل الوراثية او المجموعة الكروموسومية وبهذه الحالة تتوارث مثل هذه التغايرات لكونها اصبحت ممثلة في الخلايا الجنسية.
الحياة الوسطى
* مااهمية انتقال العوامل الوراثية؟
ـ المحافظة على الصفات العامة للنوع
( الانسان يلد الانسان) وعلى الصفات العامة لكل سلالات النوع اختلاف سكان القطب الشمالي عن سكان القطب الجنوبي او عن سكان خط الاستواء والمحافظة على الحياة الوسطى فالوالدان الطويلان ينجبان طوالاً لكن لايزيد عن متوسط طول الوالدين بل ينقص بمقدار صغير والقصيران ينجبان اولاداً يزيدان عن ابائهم طولاً وهذه الحالة تعرف بظاهرة الانحدار( لكالتون) والموازنة بين حياة الفرد الخاصة وحياة النوع العامة.
اذكياء
* كيف يتشكل سلوك الانسان؟
ـ هناك ثلاث اتجاهات رئيسة في علم النفس تفسر السلوك الانساني واسبابه وهي اتجاه يؤكد اهمية العوامل البيئية في تشكيل السلوك وانصار هذا الاتجاه يعتقدون ان اي شخص لايكون منذ الولادة ذكيا او غبيا طيبا اوخبيثاً بل هو صفحة بيضاء تنقش عليها البيئة مجموعة من الصفات فعن طريق البيئة والتربة تظهر الامكانات والصفات الجيدة وغير الجيدة اما الاتجاه الثاني فيؤكد على اهمية العوامل الوراثية في تشكيل السلوك وانصاره يعتقدون ان اي فرد يولد بسمات وقدرات ثابتة غير متغيرة وهذه العوامل جعلت بعض الاشخاص اذكياء والبعض بلداء فارسطو قديماً قال: ان الذين ينحدرون من أصول أفضل يرجح ان يكونوا رجالاً افضل وبعض الفلاسفة ورجال الدين يعتقدون ان مركز الفرد وثروته يحددان سلفاً بواسطة وراثته والاتجاه الثالث يؤكد على اهمية تفاعل عاملي الوراثة والبيئة في تشكيل السلوك الا انهم اختلفوا في الكيفية التي يحدث فيها التفاعل بينهما فهناك منظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كما لو كانا كيانين مستقلين يتحدان بطرق مختلفة لاحداث السلوك، ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كأنهما كيانان معتمدان على بعضهما البعض لاحداث السلوك وليس كأسباب مستقلة ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كنظام متشابك من التأثيرات المتبادلة.

الانحراف النفسي
* هل يمكن الفصل بين عاملي الوراثة والبيئة في تكوين شخصية الفرد؟
ـ الحق ان سلوك الكائن يتحدد وفقاً لعاملي الوراثة والبيئة فالوراثة تمهد الطريق لتفاعل الفرد مع عوامل بيئته وان حصيلة هذا التفاعل تختلف باختلاف الافراد فقد يكون دور عاملي الوراثة والبيئة متساوياً في بعض الخصائص النفسية كالثقة بالنفس، والانحراف النفسي وقد تكون دور الوراثة سائداً على دور البيئة خصائص معينة كالانطواء الاجتماعي وقد يكون البيئة في خصائص كالخجل والخضوع ،اذن سلوك الانسان انما هو نتاج تفاعل عامل الوراثة مع عامل البيئة ولاينكر أثر اي من هذين العاملين في تكوين الشخصية والسلوك فالجانب الفطري الذي يتصف به الفرد وهو مقرر في الشفرة الوراثية المتضمنة في جزئية حامض DNA في كروموسوماته وان عامل البيئة يتيح الوسط الصالح لهذه العوامل الوراثية لتأخذ تطورها فالتداخل بين عاملي الوراثة والبيئة يؤثر بشكل مباشر على تكوين شخصية الفرد البشري وان الفصل بين الاثرين يكاد يتعذر ولهذا فأن الفصل بينهما يأتي من الاستقرار الاخصائي الذي توصلت اليه الدراسات العلمية والتي تشير الى ان نسبة عالية من المجرمين الخطرين قد وجد في خلاياهم خلل كروموسومي فقد اتضح ان بعضهم يحمل كروموسوم
( xyy) او (xxyy) وهذه الزيادة اثارت عدد من التساؤلات بشأن حصول الجريمة من الذين يحملون الكروموسومات الزائدة ومن خلال الدراسات التي اعتمدت على التوائم وحالات التبني اتضح ان معدلات انتشار مرض الفصام بين افراد اسر المصابين مقارنة بأفراد عموم المجتمع اذا كانوا اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالفصام ومعدل التطابق بين التوائم المتماثلة يصل 46بالمئة من المصابين بينما لايزيد عن 15بالمئة بين التوائم المتآخية ولقد سمحت دراسات التبني في اظهار دور الوراثة.
صفات جسدية
* اين تكمن العلاقة بين الوراثة والجنس؟
ـ توجد في خلايا الاحياء ومنها الانسان كروموسومات لها دورمهم في الوراثة المتعلقة بجنس الاباء والابناء وتسمى بالكروموسومات الجنسية وهي على نوعين كروموسوم(x)وكروموسوم( y) وقسم الاول يتميز بكونه كبير الحجم ويحتوي على موروثات تؤثر على صفات جسديه مختلفة منها فقط يحدد الجنس والاخر يتميز بكونه صغير الحجم فالاناث تحتوي على زوج من كروموسوم( x) فيكون التركيب الوراثي(xx) بينما الذكور هناك كروموسومان مختلفان كروموسوم(x) والاخر كروموسوم (y) فيكون التركيب الوراثي (xy) اما بقية الازواج الكروموسومية (22) فهي متماثلة في كلا الجنسين وتعرف بالكروموسومات الذاتية او الاعتيادية او الجسمية اما الكروموسوم الـ(23)فهو يختلف حسب الجنس.
قبور الفراعنة
* متى بدأ الاهتمام بعلم الوراثة؟
ـ يعد علم الوراثة من أهم واشمل العلوم البايولوجية وخصائص هذا العلم وجذوره معروفة منذ القدم فعرفت أسس الوراثة منذ نشأت الحضارات في بلاد الرافدين ووادي النيل خلال الفترة المحددة مابين 400 ـ 800 سنة قبل الميلاداذ استخدمت تطبيقاتها العملية على بعض الاحياء المعروفة مثل الحنطة والرز وفول الصويا والقطن وتبين الرقم الطينية البابلية التي تعود الى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد اهتمام البابليين بتحسين سلالات الخيل وقيامهم بتلقيح اشجار النخيل وقد كشفت بعض الاختام البابلية على بعض الانواع الجديدة من الماشية عن طريق التضريب وقد عثر ايضاً على انواع محسنة من الحنطة في قبور الفراعنة يعود تاريخها الى 5000 سنة قبل الميلاد كما كشفت الاثار الموجودة عن وجود اختلافات مظهرية( المورو فولوجية) كأختلاف شكل الوجه فهناك المقعر والمحدب كما توجد فروق بين الخط الاول وهو خط الاباء والخط الثاني وهوخط الابناء والخط الثالث هو خط الاحفاد كما في كتابات ابقراط بعض الملاحظات عن انتقال الصفات الوراثية في العائلة الواحدة مثل لون العين الازرق وصفة الصلع وكانت لدى ارسطو ثقة في فكرته القائلة بأن النطف تحمل المعلومات او المخطط التي على اساسها يتشكل الجنين في رحم الام وهذه النظرية صحيحة بدرجة كبيرة وبالطبع لم يكن ابقراط ولاغيره في ذلك الوقت يعرف كيفية انتقال هذه الصفات عبر الاجيال وحتى بعد موته بأكثر من الفي سنة لم يتوصل العلماء الى اكتشاف جديد وفي منتصف القرن الثامن عشر وضع العالم لامارك نظرية وراثة الصفات المكتسبة وكانت اول نظرية تفسر اليه التغيرات المظهرية.
كيمياء الحياة
* ماهي المجالات التي تخصص بها هذا العلم؟
ـ تطور علم الوراثة تطوراً واسعاً وتعددت نواحيه ما ادى الى تبلور مجالات عدة في رحاب هذا العلم ومنها الوراثة الخلوية التي تبحث في الانحرافات الكروموسومية وتأثيرها الوراثي على الكائنات الحية اما الوراثة الفلسجية فتبحث في دراسة وظائف الخلية تحت تأثيرات جيناتها او مجموعتها الكروموسومية وورثة الدم وتبحث في الكيفية التي بها يتم توارث مجاميع الدم المختلفة ووراثة العشائر وتبحث في توزيع وسلوك الجينات وتوارثها ضمن مجموعة من الافراد البشرية ووراثة النشوء التي تبحث في نمو وتخصص الكائن الحي ونشوء اعضائه تحت سيطرة جيناته ، والوراثة الزراعية اذ تبحث في طرائق تحسين الحاصل الحيواني والنباتي تحت تأثيرات الجينات والوراثة البيئية ، وتهتم بدراسة تفاعل جينات الكائن الحي مع العوامل البيئية المحيطة به ووراثة كيمياء الحياة تهتم بدراسة التفاعلات الكيمياوية في الخلية تحت تأثيرات جيناتها والوراثة الاحصائية تتعلق بتطبيق طرائق الاحصاء على النتائج الوراثية والنفسية الجزئية التي تفسر الظواهر الوراثية استناداً الى المستوى الجزئي للجينات ومايتيح عنه من تأثير ووراثة السلوك التي تدرس العلاقة الموجودة بين تصرفات ونشاطات الفرد وبين الصفات النفسية وجيناته وعلاقة هذه الصفات بالجينات واثر الظروف البيئية التي يعيش فيها وتأثيرها على سلوكه.

الميول الاجرامية
* واخيراً ما اهمية دراسة علم الوراثة لدى المختص بعلم النفس؟
ـ لأن مبدأ التكامل الذي تعتمد عليه العلوم البايولوجية والسلوكية والاجتماعية قد ادى الى فهم الانسان وظروف البيئة المحيطة به على نحو أفضل ولان المختص بعلم النفس ميدانه هو دراسة الانسان والمكونات البيئية المحيطة به وهذا يستوجب منه الاحاطة بصورة وافية بعلم الوراثة وعلم النفس كما وجد ان الكثير من الامراض والمشكلات النفسية كالعصاب والقلق والذهان والانطواء والميول الاجرامية والانتحارية وغيرها من الحالات المعوقة لطاقات الفرد تعتمد على عوامل بايولوجية ووراثية اضافة الى ان معرفة العوامل الوراثية المسببة للامراض او الانحرافات السايكولوجية تمكننا من السيطرة عليها وبالتالي توفر للافراد حياة صحية من الناحية الجسمية والعقلية
كما ان السلوك شيء معقد يستوجب تغييره عدة جوانب وليس جانبا واحداً ومن منطلق الادراك للحقائق الوراثية والبايولوجية تم التأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص
فالمجتمع اليوم يؤكد ضرورة تساوي الفرص المتاحة امام الافراد فلاتميز بينهم
وانما مايميزهم مايتمتعون به من قدرات وطاقات وراثية تنكشف بالتدريج.

ميسلووون
26-12-2007, 08:04 PM
أدب السيرة الذاتية الإسلامية بين البيئة والوراثة
***
يستطيع كل إنسان أن يستشعر بغموض حينا، وبوضوح أحيانا جميع تحولاته الذاتية، مهما كانت دقيقة، وبإمكانه كذلك أن يضبط إلى حد معين الأسباب القائمة وراءها أو المنتجة لها، على تنوعها واختلافها، ثم يميز بالتالي بين العوامل البيئية والعوامل الوراثية، الفاعلة في تكوين شخصيته، فهل صحـيح أن ثمة نوعين من الوراثة: إحداهما بيولوجية، منتسبة إلى علم الأحياء ( La Biologie )، وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء بكيفية طبيعية مباشرة، ولا تتطلب أي جهد، والثانية اجتماعية وثيقة الصلة ورهينة بالمجتـمع ، تستدعي من الإنسان بذل الجهد العقلي المتواصل، واعتماد الوعي المركز، واستحضار الانتباه؟
إن في حياة كل فرد لحظات صحو ويقظة، محكومة بتكامل البعدين الفاعلين: البيئي والوراثي؛ وهي اللحظات التي يعيد فيها اكتشاف نفسه بموازاة مع اكتشاف العالم الخارجي، ويجد نفسه في كل مرة مضطرا إلى وضع السؤال وتمحيص الإجابة، وربما قد يصل به الأمر إلى صياغة رؤى وتصورات يتجاوز بعضها بعضا، أو صياغة وعي جديد ينفي به ما كان لديه من قناعات سابقة.
كثيرا ما يتأمل الإنسان ذاته طمعا في معرفة بعض أسرارها الخفية، لكنه قد يستغرق من أجل هذه الغاية زمنا طويلا، أو قد ينفق معظم مراحل حياته في استقراء نفسه ومحاورتها، ومع ذلك فإنه لا يظفر في النهاية إلا بالقليل من خفاياها، خاصة وأن تأمله و تفكيره يظل موزعا بين عمق ذاته وسعة العالم الخارجي، وعندما يتحول في لحظة وجيزة كل من الذات، والزمان، والمكان، والأشياء إلى بوتقة معقدة، يهيمن فيها سلطان الروح والنفس الإنسانية على كثافة المادة، فإن الإنسان المتأمل يجد نفسه أمام واقع معنوي يثير فضوله.
وفي لحظة إشراق تمتزج أحلام اليقظة بالمرئيات، وتتكاثف قوى الإدراك والوعي بالذات والعالم، وكأن الأنا في غمرة هذه الأجواء مدعوة إلى ارتقاء مراتب الخلاص من سجن المادة، حتى يتمكن جوهرها من الاتحاد بمظهرها، فتغدو خلقا ينبعث من جديد، وحياة تسوى للمرة الثانية في دنيا صاحبها.
إن الإنسان عندما يختلي بنفسه ، فيعمد إلى المبالغة في بحث وتحليل دقائقها، نراه لا يخلص في النهاية إلا إلى ما يشعره بعجزه وضعفه، وفي سياق المجاهدة النفسية، يقف الإنسان على عتبة الاختزال الذاتي، وسرعان ما يتجاوزها ليحلق في فضاء روحي يسع ذاته، ويطرد شبحها المزيف من حياته، فيرد ذاته إلى حجمها الطبيعي، الذي تنكرت له في ساعات غفلتها وتجاهلها لمقامها وماهيتها.
ثم إن مجال الاهتمام والسؤال يتسع كلما أخذت الحيرة والقلق بمجامع الإنسان، فهو يتفقد ذاته تارة، فيجدها صاحبة عمق رهيب، بخلاف إحساسه بضيق العالم الخارجي، وتارة ينظر إلى نفسه على أنها مجرد ذرة في صحراء تغص بالرمال، لكن رحابة الفضاء في الخارج تستوعبها ولا تضيق بها؛ إنها معاناة الكشف عن حقيقة الذات والعالم.
إن حب الإنسان لذاته قد يدفعه إلى اعتزال الناس، و النظر إليهم من بعيد دون مخالطتهم في معترك الحياة، لكن هذا النزوع الذي يرتد بسببه المرء إلى نفسه لمساءلتها، والدخول معها في حوار تأملى، كثيرا ما يتخذ منعطفا إيجابيا ينتفي معه الإفراط في حب الذات، وتتغير على أساسه الرؤية الفردية إلى الناس والعالم، و لاشك أن الانغلاق العارض على النفس.
ثم إن الانقطاع عن العالم الخارجي، غالبا ما يفضي بالإنسان إلى اتخاذ مواقف جديدة من خلال إعادة النظر، ونقد ومحاسبة الذات على جميع ما اقترفته من أفعال، بالإضافة إلى إدراك مواطن الخلل والفساد في السلوك الفردي، وبين الناس في الحياة الجماعية.
إن كلا من عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم يعود بأصول طباعه إلى والديه وما استقر فيهما من ميولات وسلوكات، ونقرأ في هذه العودة إثارة لمسألة الوراثة، التي حاول أكثر الأدباء، والعلماء، والمفكرين اقتفاء آثارها في ذواتهم والوقوف على معالمها ومظاهرها في أنفسهم، وما الذي كتبوه عن دقائق حياتهم وتحولاتهم إلا محاولة لتحليل ودراسة أثر الوراثة فيهم.
ثم إن الإنسان يدرك جيدا مدى تأثير العوامل البيئية والوراثية في تكوين شخصيته، فقد لا يتوصل في بداية حياته إلى فهم محدد لبعض سلوكاته وطباعه، بقدر ما لا يعي العديد من الأفعال والمواقف الصادرة عنه، والتي يتخذها في مناسبات كثيرة، ومن البديهي أن يحاول الفرد في مبتدأ حياته أن يقنع نفسه بتأويلات خاطئة لما يصدر عنه، فيسقط من حسابه تأثير الوسط الاجتماعي والبعد الوراثي، لكنه مع مرور الوقت يتدرج في الاعتراف، عن علم طبعا، بسلطة البيئة والوراثة على الشخصية الإنسانية، فتهوي كل تأويلاته الاعتباطية السابقة تباعا، لتفسح المجال للذات من جديد، كي تتمثل نفسها وتعيد قراءتها في ضوء التأثيرات البيئية و الوراثية.
بهذا التحليل تخلص الذات المسلمة إلى أنها أثر ونتيجة محدثة، لكن جذورها ضاربة في عمق القدم، وستظل هذه الذات حصيلة تاريخ معين، تضافرت معطياته وانصهرت بعض عناصره في بعض؛ إنها ثمرة عوامل كثيرة، وبناء إنساني معقد ومتشعب، أسهمت البيئة، والوراثة، والأحداث في صقله وتكوينه باستمرار، حتى انتهى إلى كائن اجتماعي، حامل لخصائص معينة، هكذا يعود الإنسان بطبيعته ومكونات شخصيته إلى أصولها الوراثية، فيتأمل كل ما دق من ميولاته، وطباعه، ونوازعه، وجميع الذي ترسب لديه دون وعي منه، والذات الساردة ترجع بجملة من خصائصها الفردية إلى الأم، باعتبارها إحدى المرجعيات الأساسية في بناء سلوكيات و معالم هوية الإنسان.
إن الإنسان يتواصل مع بني جنسه ويقيم علاقات معهم بدرجات متفاوتة من القوة، لكن صلته بالأم، وهي أقرب الناس إليه على الإطلاق قبل وبعد ولادته، أقوى وأعمق من أي علاقة اجتماعية أخرى، لأن الأم بالنسبة للفرد طرف وراثي في شخصيته، وذاكرة حية من العواطف والمشاعر، والقيم والمبادئ، تسهم في بناء جانب كبير من مسيرة حياته، وهي ذات راصدة لعمق الإنسان بامتياز، وضمير يمارس نشاطا متواصلا في كيان الفرد بصمت وفي خفاء.
ستظل الأم إذن من بين أسرار الإنسانية، التي لم تفقد ومضة واحدة من جاذبيتها، وستبقى أحد منابع قيمها السامية التي لا ينضب معينها، ولا تتلاشى معالمها في كل زمان ومكان؛ إنها عالم ثابت منذ القدم بقوة الوراثة الإنسانية وحياة رحبة للتأمل يسيح فيها الأحياء ويتمثلونها في حال حضورها وغيابها، بالقدر الذي يتألمون به لفقدانها.
وإذا كنا نعثر على لفظة "الأم" دالة في المعجم على معنى أو مفهوم مجردة، فإن الأمر يختلف عندما نتجاوز الحدود الخطية أو الصوتية، أو البناء الحرفي، ذلك أن الإنسان حينما يستحضر في حياته الخاصة لفظة "الأم" يجدها في ذهنه كائنة حية ، فهي ليست رسما خطيا مطروقا، أو فكرة متداولة فقط في الوجود البشري؛ بل إنها تلك الإنسانة التي تحيط بها، بامتياز، هالة من الذكريات الطفولية، وما عاشه المرء من علاقات وتجارب، وشهده من أماكن وأحداث.
أما الطرف الوراثي الثاني في شخصية الإنسان فهو "الأب"، الذي يتكامل مع الطرف الوراثي الأول: "الأم" على مستوى درجة التأثير في تكوين جانب مهم من ذاتية الفرد، فكل إنسان يمارس قراءة دقيقة لذاته، يستطيع أن يميز بين ما ورثه عن أمه من طباع وخصال، وما ورثه عن أبيه من سلوك ومزاج.
ثم إن الإنسان يستشعر في النهاية حلول والديه فيه، ويعتقد أنه ليس سوى امتداد لحياتهما، وكائن اجتماعي جديد له ذات واحدة متكاملة، أو مركبة في المقام الأول مما ورثه عن والديه من صفات وخصائص متعددة ومتضاربة، لكنها تبقى من أصل إنساني مزدوج، أما الذات التي تتلقى الموروثات، فهي أحادية في الظاهر، ومتعددة في الباطن والجوهر.
إن جميع المظاهر الوراثية التي وقفنا عليها في أدب السيرة الذاتية، تندرج ضمن الوراثة الفطرية البيولوجية والنفسية، التي يتأثر بمفعولها الإنسان، قبل وبعد ولادته ثم طوال حياته، لكن ثمة وراثة أخرى مكتسبة، تقوم على التقليد والمحاكاة بالدرجة الأولى، وخاصة في الأطوار المتقدمة من عمر الإنسان.
إن الوراثة المكتسبة أساسا في عهد الطفولة، وهي وراثة اجتماعية عقدية، والتي تتشكل من مجموع التعاليم، والسلوكات، والتقاليد، والمعتقدات السائدة داخل البيت، والمتلقاة بين الوالدين ووسط الأهل والأسرة، وفي المجتمع عموما، هي وراثة مكملة للوراثة البيولوجية والنفسية، الفاعلة في تكوين شخصية الفرد.
وإن كان الإنسان لا يستطيع أن يؤثر في ما ورثه عن أبويه على المستوى البيولوجي والنفسي، أو يغير شيئا منه، فإن بإمكانه أن يفعل ذلك إلى حد الثورة والرفض، عندما يتعلق الأمر بالوراثة الاجتماعية، ثم إن حياة الإنسان وشخصيته وحدة فردية مقيدة ومتأثرة بعنصرين اثنين:
أولها: العنصر الوراثي ، وهو الذي بإمكاننا أن نوجزه في وراثة جنسية جسمانية أو بيولوجية، كما أسلفنا، وهي وراثة ذات صفة مزدوجة، متمثلة من جهة في وراثة خِلقية، لا تؤثر إلا في الصفات الجسمانية ولا علاقة لها بالميزات العقلية، التي هي نتيجة لتأثير الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والبيئة الجغرافية، والعادات والتقاليد، والمعتقد الديني، ومتجسدة من جهة ثانية في وراثة نفسية لها تأثير مباشر على تكوين خلق الفرد وطبعه ومزاجه.
ثانيها: العنصر البيئي، الذي يتغير باستمرار وإن طال مقام الإنسان في بيئة محددة، بخلاف العنصر الوراثي البيولوجي الذي هو أصل ثابت في الحياة البشرية، وهو عنصر لا تأثير للمكونات البيئية عليه، لكنه يسهم بقسط وافر في بناء و نماء شخصية الفرد، بحكم أن الكائن العاقل يتواصل ويتأثر بما ومن حوله، ويتفاعل مع كل ما يجري في وسطه الاجتماعي، فهو مظهر من مظاهر الجماعة الإنسانية، التي نشأ فيها واكتسب منها جملة الخصائص التي تسمها .
تتأرجح الذات المسلمة في البلاد الأجنبية بين البيئة العربية الإسلامية والبيئة الغربية؛ إنها تجد نفسها أمام خيارين: إما الانفتاح على الوسط الجديد عليها بكل حمولته وتأثيراته، أو الإعراض عنه واعتزاله إلى حد القطيعة، لكن الفصول المثيرة لهذه التجربة تدخل منعطفا حاسما عندما تحاول الذات الفردية الوقوف على أرضية توفيقية، تجمع بين انفتاح سليم على العالم الغربي المغاير، ومحافظة واعية ودقيقة على الشخصية الإسلامية.
ثم إن الفرد المسلم الذي يخوض هذا النمط من التجارب، الذي يتصل أساسا بمسالة الهوية والانتماء، حامل للتناقض والاختلاف الماثل في العالم الخارجي بين القيم والمبادئ العربية الإسلامية والموروثات الغربية، إذ أن الإنسان يعيش صراعا ذاتيا من أجل تحقيق سلام داخلي، ثم الخروج من عمق التجربة بتجاوز تلك الازدواجية العاصفة بوحدة الكيان البشري، خاصة وأن التأزم الفردي يبلغ ذروته القصوى نتيجة استسلام الذات لممارسات فعلية شاذة، يتم تبعا لها، بوعي أم بغير وعي، إخضاع ما هو أصيل في الهوية والشخصية العربية الإسلامية لمعايير دخيلة وغريبة.
إن التأثير الذي تمارسه البيئة المعقدة على الذات الإنسانية، ليس هو نفس التأثير الذي تمارسه البيئة البسيطة، باعتبار أن احتكاك الإنسان بنمط بيئي معين يؤدي إلى إنتاج قناعات، ومواقف، ورؤى معينة، تتحكم فيها جميعا الخاصية التي يتسم بها الوسط الجغرافي، الذي يعمل بكيفية مباشرة على تكوين الشخصية وبنائها من الداخل، حتى إن الذات تكاد تطمئن إلى البيئة الريفية البسيطة، وهي راغبة في آن واحد عن البيئة الحضرية المعقدة، لاعتقادها بأن ثمة علاقة انسجام وتناسب بين بساطة البيئة الريفية والإسلام، بخلاف ما بين تعقيدات البيئة الحضرية والإسلام من تنافر.
فهل من الممكن أن تكون البيئة الريفية عاملا مساعدا على الاقتراب أكثر من العقيدة الإسلامية؟ في حين تكون البيئة الحضرية عاملا معاكسا ، يحول دون البقاء قريبا من الإسلام؟
لا شك أن الإنسان عندما ينتقل إلى البيئة الريفية، فيعمد إلى مقارنتها وتقويم تأثيرها مع البيئة المدنية، فإنه يجد في هدوء الأولى وصفائها راحة للعقل والروح، ويستمد من بساطتها وجاذبيتها توازنا واستقرارا في الرؤية إلى ذاته وإلى الجماعة الإنسانية، وإلى العالم ثم يستوحي من فضائها ومعالمها الجغرافية ما يكفي لتذكيره بحقيقته وقدره، ومدى قوته وعجزه، وأما البيئة الحضرية فتفتقر إلى حيوية، وتلقائية، وبساطة البيئة الريفية، إذ ليس لها نفس العمق، والإيحاء، والتوازن، وهي خصائص تتناقض مع ما تنطوي عليه البيئة المدنية من اضطراب، وزيف، وتعقيدات تدفع بروح الإنسان إلى النفور، وتكدر نفسه وتعبث بها.
إن لجملة الأمور والوقائع والملاحظات الدقيقة والمركزة، التي يصادفها الإنسان في مسيرته الحياتية، بالغ الأثر في تطوير و صقل شخصيته، ومن العوامل المساعدة كثيرا على التحول النفسي والفكري، تلك المعاينة والمعايشة المزدوجة لبيئتين متناقضتين، يؤدي فيها مبدأ المقارنة دورا كبيرا، ويكفي أن يكون هذا المبدأ قائما بين بيئة عربية إسلامية وبيئة أجنبية حتى تستشعر الذات وتدرك بجلاء درجة التباين الكبيرة بين الوسطين الاجتماعيين، بناء على معطيات محددة، يتصدر قائمتها كل من الجهل المتفشي في الوسط العربي الإسلامي، والعلم المتنامي والمتطور في الوسط الاجتماعي الأجنبي.
هذا لا يعني أن تحول الأنا العربية المسلمة، على مستوى الوعي والإدراك الإنساني والحضاري، رهين بمبدأ المقارنة في حد ذاتها، بين نمطين من البيئة أو ضربين من الوسط الاجتماعي؛ بل إن التحول والتغيير على مستوى الوعي بالنسبة للذات العربية المسلمة موقوف على مدى استفادة هذه الذات من مؤهلاتها وقدراتها الذاتية والموضوعية، من خلال توظيفها المناسب في سبيل الارتقاء.
إن تحقيق أي تحول على هذا المستوى من الأهمية ، هو غاية رهينة بمدى قوة الرغبة الفردية والجماعية في تجاوز أسباب وعلل الجمود الحضاري، ثم على درجة الاستعداد لترميم وبناء مقومات الشخصية العربية الإسلامية؛ هذه الشخصية التي تمتلك بفضل الإسلام قوة تغيير وتجديد هائلة، نابعة من جوهر الإنسان المسلم وغير مكتسبة من خارج ذاته، ولكن قوة التغيير تزداد عندما يتم توجيهها وتسخيرها باعتبار مختلف التجارب الإنسانية، فردية كانت أم جماعية، لتغدو في النهاية قوة فاعلة ومحركة.
د.أبو شامة المغربي

ميسلووون
26-12-2007, 08:09 PM
لقد اكتشف علماء الوراثة جوانب بسيطة من تأثير العوامل البيئية على النطفة، حيث تتكون صفات لم تكن في ميراث الآباء والأمهات، أما الكثير فبقي طي الكتمان، وظلت أسراره غير مكتشفة بسبب ارتكاز العلم الحديث في دراسته على النتائج والظواهر والاعتماد في الدراسات على دراسة أسرار الظواهر المرضية أو الخلقية بعد حصولها ونشوئها، ولما لم يكن الإنسان خالقا لنفسه فهو عاجز عن معرفة أسرار الخلقة وخفايا المداخلات التي تطرأ عليها.


فصانع جهاز الكومبيوتر هو الأعرف من غيره من البشر بأسرار الصنعة وتشغيلها، ومعرفة مداخلات الخلل الذي يطرأ عليها، كذلك الأمر بالنسبة إلى طبيعة خلقة الإنسان ونشأته وبناء صنعته فإن خالقه هو الأعرف دون غيره بها وبما يستلزم لها وما ينتج منها وما تتأثر بها وتؤثر فيها مما يحيط بها في البيئة.


وبهذا فإن رجال العلم الحديث بمختلف اختصاصاتهم الطبية والوراثية ولواحق هذه العلوم لم يتمكنوا من الإحاطة بكل ما يتداخل في تركيب خلق الإنسان وما يؤثر في صفاته، سواء كانت الجسمية أو العقلية، وحتى الأعراض المرضية،سوى أنهم توصلوا عبر أدوات البحث المتاحة لديهم إلى أن للبيئة آثارا على مستقبل النطفة وتطورها، فتؤثر في الصفات المودعة فيها فتعبث فيها وتغير من صفات الطفل الذي سيتكون منها، ومن تلك الآثار هي :



أولا : تأثير العوامل المشعة


ولأن النطفة عادة ما تتكون من مركبات وعناصر كيمياوية في داخل الخلية الحيّة، فمن الطبيعي أن يكون للعوامل المشعة تأثير على النطفة خصوصا في فترة نقل الصفات الوراثية عبر سلالة التاريخ الوراثية التي تنطوي عليها والمخزونة فيها على شكل مستودعات حيوية داخل الجينات الوراثية. علما أن المستودعات التي تخزن المعلومات الوراثية، هي الأخرى مركبات كيمياوية معقدة وتسمى (نيوكليوتايدات) حسب اصطلاح علم الوراثة، ومفردها ( نيوكليوتايد) .
ومن طبيعة العوامل المشعة أن تتسلل إلى تلك الجزيئات الكيمياوية فتحدث تأثيرا على تركيبها كعادة المداخلات الإشعاعية مع المركبات الكيمياوية الأخرى. وبالنتيجة فإن تأثرا يحصل في التركيب الجزيئي الكيمياوي للـ ( Dna ) الأمر الذي يحدث اضطرابات في عملية نقل الصفات البدنية والنفسية، والـ ( Dna ) هو: عبارة عن جزيئات في داخل الخلايا التي تنقل المعلومات الوراثية وتنقلها من جيل إلى آخر.
فعلم الوراثة يقول أن هناك تشوهات تأتي (نتيجة تعرض الفرد لعوامل البيئة، مثل التأين الإشعاعي سواء أ كان طبيعيا أم اصطناعيا)، وأخطر مرض تسببه الإشعاعات هو سرطان الدم المعروف بإسم (لوكيميا) وخاصة في الأطفال، وقد يصاب الأب في خلاياه الجنسية وينقلها إلى أطفاله.


ومن هذا الكلام نفهم ما يلي:


أولا : تأثير الإشعاعات على النطفة يؤثر على الخلايا الناقلة للمعلومات الوراثية فيها.

ثانيا : تأثير الإشعاعات الصناعية في المراكز الصحية أو الطبيعية مثل الشمس حينما تكون الأرض بزاوية معينة مع الشمس وتعكس أشعة ضارة، أو عند حدوث كسوف يعكس على الأرض إشعاعات ضارة أو أية تفاعلات كونية غير طبيعية تسبب نوعا من الإشعاعات الضارة، فإنها تترك تأثيراً على النطفة وبالذات الخلايا الجنسية لكل من الأبوين، فتؤثر على نقل الصفات والمعلومات الوراثية للأبناء.


ثالثا : يقول علماء علم الوراثة: ( إن أخطر مرض تسببه الإشعاعات هو اللوكيميا ) وهو مرض فتاك يؤدي إلى الموت، وإلا فإن أمراضا أخرى تحصل عند التعرض للإشعاعات دون الموت، كأمراض التشوهات الجسمية أو الذهنية.




وكما عرفنا أن المعلومات الوراثية مخزونة في النطفة وبالذات في الشريط الناقل لها والمعروف بالـ(dna) والذي يتكون على شكل مخازن مكونة من عناصر كيمياوية، الأمر الذي يؤكد تأثرها بشكل طبيعي بالإشعاع، فتتأثر حينها عملية نقل الصفات الوراثية، مما يؤدي إلى إنتاج صفات مشوهة تبعا لذلك .




ثانيا : : تأثير العوامل الكيمياوية



عادة ما تكون العوامل الكيمياوية ذات تأثير بالغ في إحداث خلل في العوامل الناقلة للصفات الوراثية ( الجينات ) وذلك بتداخل تلك المواد الكيمياوية مع التركيبة الكيمياوية للجينات الوراثية في الكروموسومات، والتي يشكل الـ( Dna ) التركيب الجزيئي الكيمياوي للكروموسوم .


فالكيمياويات التي تتعرض لها الأم مثلا في فترة الحمل وتحديداً الفترة التي يمر فيها الجنين بمرحلة التكوين فتتعرض خلاياه إلى مجموعة من التفاعلات الكيمياوية الحيوية، تؤثر على طبيعة نقل الصفات التكوينية البدنية والنفسية للطفل، سواء كانت تلك المواد الكيمياوية آتية عن طريق الغذاء كالأدوية أو المواد السامة، أو التعرض الخارجي للمواد الكيمياوية عبر التنفس أو اللمس، لذلك ترى الأطباء عادة ما يحذرون الأم الحامل من تناول الأدوية الكيمياوية في فترة الحمل لكونها الفترة التي يمر فيها الجنين بمرحلة إفصاح الجين حيث يعبّر الجين وهو ( العامل الوراثي ) فيها عما يحمله من صفات ليترجمها على شكل ظاهري ووجود بدني، في عملية تسمى بالاستنساخ.



وهذه العوامل الكيمياوية هي أكثر أهمية وخطورة من الإشعاعات لوجودها بكثرة في البيئة ولتعرض الفرد لها طيلة حياته، فهي منتشرة في المواد الزراعية والصناعية والأدوية التي تستعمل كل يوم.
ولما كان الطب يحذر الأم الحامل من التعرض للمواد الكيمياوية، لكون فترة الحمل هي فترة تفاعلات كيمياوية لتكوين الجنين في رحم أمه كذلك فهو من غير المستبعد، بل من المؤكد أن يؤثر ذلك التعرض على الأب والأم قبل فترة الحمل، خصوصا إذا تعرضت الخلايا الجنسية لكل من الأبوين للعوامل الكيمياوية، الأمر الذي يؤدي إلى إحداث تشوهات في الجينات والعوامل الوراثية .


ثالثا : : تأثير العوامل الخارجية


هذه العوامل تشمل جميع المؤثرات باستثناء العوامل الكيمياوية، ولربما الإشعاعية منها والحرارية وكذلك عملية الإخصاب وكيفيتها فهي تؤدي إلى التأثير على بعض الأجزاء المسؤولة عن نقل المعلومات الوراثية في الـ (جين) أو جزء منه أثناء عملية الإخصاب، فقد تؤثر في إحداث اختلالات بدنية أو نفسية على الجنين، وهذا عادة ما تغفل عنه الكثير من البحوث، والثابت في تعاليم الإسلام وبالذات في نواهي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما يشير إلى هذا العامل حيث قد نهى مثلا عن مقاربة الزوج زوجته حال القيام، فإن قضى بينهما ولد فلا يأمن أن يكون بوالا، ومثل هذه الأحاديث كثيرة تستدعي من علماء الوراثة البحث فيها لاختصار الوقت والجهد من اجل الوصول إلى المزيد من اكتشاف ما يخدم البشرية في تلافي ما هو ضار والحث على ما هو نافع من العوامل المؤثرة في عملية نقل الصفات الصالحة وتلافي المذمومة منها.




تأثير البيئة والسلوك على مسيرة تكوين الطفل

ولعل طريقة المقاربة التي تحدث خللا في التكوين الوظيفي للجهاز البولي للطفل، تأتي من اضطراب يحصل أثناء تلقيح الخلية الذي يجري عبر عمليات كيمياوية حيوية كثيرة معقدة بسبب الاضطراب النفسي أو بعض الممارسات، فعامل السلوك الفردي ونوعية التصرف يؤثران على عملية إفصاح (الجين) عن معلوماته التي يحملها أثناء عملية استنساخ إنسان جديد من مجموع صفات الآباء.
وخلاصة القول فأن هناك عوامل متعددة تدخل مؤثرة على الجينات مما تحدث اضطرابات في التكوين البدني أو النفسي للطفل الوليد، ومن تلك العوامل ما تحمله البيئة وما يصدر من تصرفات الانسان و أيضاً عوامل مشعة، وكثير منها مازال يكتنفها الغموض وقد أفصحت عنها الأحاديث الشريفة.
من هنا وجب الالتفات إلى التعاليم الإسلامية والتوجيهات النبوية التي تؤكد على كل من الأب والأم بضرورة الاهتمام بالضوابط الدينية التي تحث على رعاية الآباء أبناءهم قبل الزواج وقبل المقاربة وحين المباشرة ، وكل ذلك من اجل الوصول إلى افضل الصفات الطيبة لغرض انتخابها في الوليد الجديد وكذلك تلافي استنساخ الصفات السيئة في الوليد القادم إلى هذه الدنيا.

ميسلووون
26-12-2007, 08:15 PM
هناك علاقه وثيقه بين الوراثه والبيئه بتكوين الفرد وسلوكه

يملى بعض علماء النفس الى أن الطبيعة الإنسانية اجتماعية أساسا ولكن هذا لا يمتع أن تكون العوامل البيولوجية لها أثرها فى الشخصية ، وتتضمن المحددات البيولوجية ثلاثة عناصر

الوراثة 2- الجهزة العضوية 3- التكوين الغددى

الوراثة

أ****- يخضع الإنسان – مثل سائر الكائنات الحية – القوانين الوارثية التى كانت سرا مجهولا الى أن كشف عنها جر يجوز مندل فى سنة 1866 وأقرها العلماء فى سنة 1900

ب****- وقد اختلف آراء العلماء فى أثر الوراثة فى شخصية الإنسان فهناك

أنصار الوراثة : وهؤلاء يعطون للوراثه دورا أساسيا فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه فيقولون : " أن الوراثة وليست البيئة هى الصانع الرئيسى للإنسان "

أنصار البيئة : ومن هؤلاء يؤمنون أن البيئة هى التى تلعب الدور الاهم فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه ، ولهذا يقول واطسون فى عبارة مشهورة له ، أعطو فى مجموعة من الأطفال الأصحاء وأنا كفيل أنا أخرج منهم الطبيب والفنان والتاجر ورئيس العمل بل واللص بصرف النظر عن استعداداتهم وميولهم وقدراتهم الوراثية "

أنصار الوراثة والبيئة : وهؤلاء يمثلون غالبية علماء النفس اليوم الذين يقولون أن الوراثة والبيئة معا يؤثران فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه ، ومن الخطأ ان نرجع التاثير الى عامل دون الآخر ، ولذلك فالشخصية هى محصلة العوامل الوراثية والبيئة معا

ت****- طرق دراسة الوراثة : تعددت الأساليب التى استخدمت فى دراسة العوامل الوراثية

شجرة العائلة : كانت الدراسات التى تقوم على ملاحظة شجرة العائلة قديما تعتمد على دراسة أكبر عدد من الأقارب ولكن اليوم تركز الدراسة على أعداد قليلة من أفراد الأسرة واخضاعهم لملاحظة الدقيقة يمكن الوصول الى معلومات مفيده

التوائم : من دراسة التوائم المتعديين والعاديين ، والأخوة غير التوائيم وجد العلماء أن التشابة فى الصفات العقلية والجسمية والخارجية المورثة أقوى ما يكون فى التوئم المتحدين عن التوائم العاديين أو الأخوة غير التوائم

وراثة بعض السمات العادية : حين درس الباحثون بعض السمات العادية للافراد مثل الذكاء والمهارات والقدرات الخاصة وبعدوا أن أقوى درجة تشابة فى هذه السمات يكون أولا فى التوائم المتحدين ، ثم ياتى بعدهم التوائم العاديون المتشابهون فى الجنس ، ثم غير المتشابهين وأخيرا الآخوة غير التوائم ووجد أيضا أن القدرات الخاصة مثل القدرة الموسيقية تظهر أحيانا فى أجيال متعددة فى الأسرة الواحدة



التوائم المتحدون هم الناتجون عن تلقيح بويضه واحدة ، بينما التوائم العاديون – سواء المتشابهون أو غير المتشابهون فى الجنس – ناتجون عن تلقيح بويضتين

من أبحاث إحصائية تتم بها العالم الأمريكى ساقدى فورد وجد أن = درجة التشابة فى الذكاء فى التوئم 0.50 وأبناء العم والخال 0.27 وأطفال لا قرابة بينهم درجة التشابة فى ذكائهم صفر

وراثة الانحراف الاجتماعى عند بعض الأسر

درس بعض العلماء أسرة عرفت باسم " أسرة الكاليكاك " نسبة الى الجد الاكبر " مارتن كاليكاك " بعض مظاهر الانحراف الاجتماعى والضعف العقلى المتوارثة فى افرادها ، فقد حدث أن تزوج مارتن فتاه ضعيفة العقل أنجب منها طفلا ضعيف العقل أيضا ، ثم تزوج بعد ذلك فتاه عادية أنجب منها طفلا عاديا ، وتتبع العلماء سلالة كل فرع من هذين الفرعين لمدة تفرب من 200 عاما فوجدوا أن سلالة الفرع الضعيف العقل والمجرمين : بينما وجدوا أن سلالة الفرع الأخر لم يكن به من الشواذ إلا عدد قليل جدا والباقى كانوا من قادة المجتمع ورؤسائه ، ولكن رغم ذلك ينبغى أخذ هذة النتائج بالحذر فربما أن بيئة الفرع الضعيف العقل كانت بيئة متخلفة اقتصاديا واجتماعيا ويسودها الإجرام ، بينما أتيحت للفرع الآخر بيئة متقدمة

الأجهزة العضوية

وجد علماء النفس الفسيولوجى أن هناك صلة وثيقة بين الاستجابات الانفعالية للفرد من حيث قوتها أو ضعفها وبين نشاط الجهاز العصبى وأمكن وضع ثلاثة أنماط للافراد من حيث استجاباتهم الانفعالية

أ****- المندفع : استشارة الدوافع عنده قوية وقدرته على التحكم فى سلوكه ضعيفة

ب****- المتباعة : استثارة الدوافع عنده ضعيفة وقدرتة على التحكم فى سلوكه قوية

ت****- المتزن : استشارة الدوافع عنده قوية وقدرته على التحكم فى سلوكة قوية أيضا

التكوين الغددى

( أ) أمكن دراسة العلاقة بين وظيفة الغدد وما تفرزة من هرمونات وبين الشخصية عن طريق وسائل متحددة مثل

ملاحظات كلينيسكية أجريت على أشخاص يعانون من نقص فى أفرازاتغددهم

دراسات أجريت على أشخاص أزيلت بعض غددهم لأسباب مرضية

دراسات تجريبية أجريت على أشخاص حقنوا بهرمونات بعض الغدد وملاحظة ماطرأ عليهم من تغيرات

( ب ) ومن دراسات أجريت على الغدة الدرقية أمكن الوصول إلى النتائج الآتية :

تقص الافراز : الأشخاص الذين يعانون من نقص افراز هذه الغدة كانوا أكثر ميلأ الى الخمول والبلادة والغباء ويسودهم طابع الشك والاكتئاب

زيادة الافراز : الأشخاص الذين يعانون من زيادة افراز هذه الغدة كانوا أكثر ميلا الى التوتر العصبى والقلق وقوة الاستثارة الانفعالية بحيث لا يكاد يستقر لهم قرار

ميسلووون
26-12-2007, 08:15 PM
أثر كل من الوراثة والبيئة في بناء الشخصية الإنسانية

بقلم نادر الملاح





قبل الخوض في غمار الموضوع، لا بد لنا أولاً من معرفة المقصود بكل من الوراثة والبيئة، وما هو تأثير كل منهما في عملية النمو.

أولاً: ما هي الوراثة؟

الوراثة عبارة عن انتقال الصفات عبر الأجيال متمثلة في الصفات الجسمية والوظيفية والعقلية، وفي الوقت نفسه تنقسم هذه الصفات إلى صفات سائدة تظهر في الجيل الأول أو كامنة تظهر في الأجيال التالية.

وتتم الوراثة منذ اللحظة الأولى لحدوث الاتحاد بين نواة الحيوان المنوي للذكر ونواة بويضة الأنثى، والذي يكون ناتجة خليّة ملقحة ذات نواة واحدة تعرف بالزيجوت.

الــــــــوراثـــة:

نواة الحيوان المنوي + نواة البويضة = الزيجوت (البويضة الملقحة)


وخلاصة القول، أن الوراثة تعني الخواص العضوية للتشريح التركيبي.

ثانياً: ما هي البيئة؟؟

أما البيئة فيقصد بها مجموعة العوامل الخارجية، أي تلك العوامل التي تؤثر خارج وحدات الوراثة، والتي يمكن أن تؤثر في نمو الفرد ونشاطه منذ تكوينه وحتى اللحظات الأخيرة من حياته.

والبيئة إما أن تكون مادية طبيعية أو بيولوجية أو اجتماعية(). وتؤثر مجموعة العوامل هذه في الفرد من حيث تكوين شخصيته وأنماط سلوكه والأساليب التي يلجأ إليها في معالجة شتى المواقف الحياتية تأثيراً مباشراً.



أثر كل من الوراثة والبيئة في النمو:

مما سبق نجد أن لكل من الوراثة والبيئة دوراً هاماً في النمو وتكوين الشخصية، إلا أن هذا الدور ليس متماثلاً أو متساوياً بينهما، فبعض الآراء ترى أن دور الوراثة أكبر في حين ترى طائفة أخرى التقليل من دور الوراثة لتبرز البيئة كعامل أكثر أهمية في عملية النمو.

ونتيجة لاختلاف الآراء برزت عدة اتجاهات ومذاهب متباينة تبين دور كل من الوراثة والبيئة في بناء الشخصية ومسيرة النمو، نذكر من هذه الاتجاهات:

أولاً: الاتجاه المؤكد على دور الوراثة:

يؤكد أنصار هذا الاتجاه على أن كل ما لدى الطفل وما سيكون لديه في المستقبل إنما يرجع بصورة مطلقة الى الوراثة، فعلى سبيل المثال لا الحصر يولد العباقرة وهم مزودون بالاستعداد للعبقرية، كما يولد المجرمون وهم مزودون بنزعة الإجرام، حيث أن نوع الموروثات التي تحملها الكرومزومات ـ الجينات أو الخلايا التي تحمل الصفات الوراثية ـ من كل من الأب والأم وصدفة حدوث التلاقي ونوع العلاقة بينها تمثل المحددات لأي صنف من الناس سوف ينتمي هذا الطفل (فلسفي: 1982).

ومن أهم الأبحاث في هذا المجال تلك الدراسة التي أجريت لتتبع بعض العائلات من مختلف المستويات لمعرفة اطراد وراثة الصفات العقلية والتي كان من بينها دراسة أجريت لعائلة (دارون) المشهورة في إنجلترا، والتي كانت نتيجتها كالتالي: وصل (15) شخصاً من العائلة إلى عضوية الجمعية الملكية بإنجلترا، ووصل عدد كبير منها إلى مكانة اجتماعية مرموقة. كذلك دراسة أخرى أجريت لاستقصاء عائلتين لجندي أمريكي يدعى (كالياك) اشترك في الحرب الأهلية الأمريكية وعاشر فتاة بلهاء أثناء الحرب فبلغ نسله منها (2100) شخص، كانت نتيجتها: (278) منهم نساء اقترفن الدعارة، و(181) أدمنوا المخدرات، و(170) احترفوا التسول، و(129) تشردوا، (118) وصموا بالإجرام، وأن أكثر من النصف كان مصاباً بضعف العقل، وأن كثيرا منهم ماتوا بالانتحار أو محكوماً عليهم بالإعدام أو قضوا في السجون. في حين كان نسله من فتاة أخرى من أسرة عادية تزوجها بعد الحرب مختلفاً تماماً حيث كان معظمهم من الشخصيات السوية التي وصل بعضها إلى مراكز اجتماعية ممتازة.

ويرى علماء النفس المثاليون ـ أنصار الاتجاه البيولوجي ـ أن النمو النفسي هو عملية صقل للاستعدادات الموروثة. ووفقاً لهذا الاتجاه تكون حياة الإنسان محددة ومرسومة بصورة مسبقة.

ثانياً: الاتجاه المؤكد على دور البيئة والاكتساب:

وعلى صعيد آخر ترى نظرية تطور المادة الديكالتية عدم رفض الوراثة، وإنما ترفض المبالغة في تقييمها.

فالخواص النفسية للشخصية تكتسب في بادئ الأمر وراثياً ثم تتحور وتتشكل عن طريق ممارسة الأنشطة والخبرات. وذلك يعني أن الوراثة تقدم إمكانيات متعددة لنمو القدرات، وفي الوقت نفسه تمثل الوراثة شرطاً ضرورياً للنمو إذ أنها تحدد اتجاهه ومحتواه بصورة مقدمة. فالنمو يرتبط بالنشاط التربوي الموجَّه ارتباطاً وثيقاً.

وهنا يتدخل أنصار مذهب الاكتساب البيئي باعتقادهم أن القليل من الأشياء هو الممكن وراثته، أي أن ما يسمى بالموروثات التي يتلقاها الطفل عن أبويه ليست ذات أهمية كبيرة في نمو الفرد وتقدمه، وإنما الأهمية الكبرى تُعطى للتدريب والتعليم الذي يتلقاه الطفل.

ومن أنصار هذا المذهب (واطسون) الذي أنكر وأصر على إنكاره بشدة فكرة المواهب الفطرية حيث كان يقول "أعطوني اثني عشر طفلاً أصحاء أتعهد بتنشئتهم، وأنا كفيل بأن آخذ أياً منهم بالصدفة وأدربه على أن يصبح أي نوع من التخصص أريده له، طبيباً، أو محامياً، أو فناناً، أو شيخاً للتجار، أو حتى متسولاً أو لصاً بصرف النظر عن مواهبه وقدراته وميوله واستعداداته وجنس آبائه وأجداده".

ومما لا شك فيه أن للبيئة أثراً هاماً في شخصية كل فرد من أفراد المجتمع ونموه، فمن الملاحظ أن البيئة بما فيها من تأثيرات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو طبيعية تطبِّع الشخصية بطابع متميز.

وخلاصة القول أن العوامل البيئية من الممكن أن تطغى على العوامل الوراثية بل وتخفي أثرها بصورة كلية. فالمجتمع هو الذي ينقل الفرد الإنساني إلى الوسط الاجتماعي الحضاري ويحيطه بالرعاية والتعليم لكي يتخذ اتجاهه الإنساني، حيث التأثير الإيجابي للبيئة يمثل شرطاً للنمو النفسي للفرد. وفي نفس الوقت تحدد البيئة نمو الفرد لكونها شرطاً من شروط النمو.



ثالثاً: الاتجاه التوفيقي (الوراثة والاكتساب):

والرأي الراجح في الوقت الحاضر هو هجر كلا المذهبين المتطرفين، والجمع بين أثر كل من الوراثة والبيئة، والطبع والتّطبّع على خلاف في القدر النسبي من الأهمية التي يختص بها كل منهما، بدلاً من محاولة استبعاد أحدهما وإبقاء الآخر.

وقد أفاد هذا الاتجاه في بحث أثر كل من الوراثة والاكتساب في تقدم كل ناحية من نواحي النمو، أي أنه من خلال هذين العاملين أمكن بحث الأثر المشترك في نمو صفة جزئية من صفات الجسم أو سمة من سمات الشخصية.

وكنتيجة لهذه العملية التوفيقية أجبر المتشدد البيئي على عدم إنكار دور الوراثة، وفي الوقت نفسه أجبر المتشبث بالوراثة كعامل من أهم العوامل في تحديد وتوقيت معالم النمو وتفاصيله على عدم إنكار دور البيئة في ذلك.

مما سبق نستطيع القول بأنه لا بد أن تتوافر وتتكامل للفرد ثلاثة عناصر رئيسة حتى يتمكن من القيام بالدور الاجتماعي المطلوب، هذه العناصر هي:

الأصل: الوراثة، الوسط: البيئة، التربية: التعليم. وإن لم تتوفر هذه العناصر متكاملة، فإن كل ما يتواجد لديه من عناصر صالحة وخصبة للنمو السوي ستكون مجرد إمكانيات لا تجد سبيلها نحو التحقيق. لقد صاغ العالم (دبزهانسكي) معادلته المبينة لأثر التفاعل بين العاملين الحيويين الوراثة والبيئة في تكوين فاعليات الكائن، وذلك على النحو التالي:

الوراثة × البيئة = الكائن


من العلاقة السابقة أمكن استنتاج أن النضج لازم للمران وبلوغ الاستعدادات والملكات، ولا بد له من أن يسبق التعليم والتدريب، والتربية تمثل العملية المواجهة لنمو الملكات والأعضاء والقوى بما يلزمها من رياضة وظيفية وتمرين. ويقصد بالوراثة هنا مجموعة الخصائص الوراثية للفرد وأن الكائن الحي هو حاصل النمو الكلي الشامل لكافة التراكيب والوظائف الداخلية للكائن الحي فهو في حالة تغير دائم. وليست الوراثة وحدها أو البيئة وحدها هي المحدد لهذا التغيير المستمر ومدى حدوثه وإنما هو حاصل تفاعلها معاً.

إن عمل البيئة يمثل التهيئة لنمو الاستعدادات الموروثة وليس إعطاء الفرد شيئاً لم يولد حاملاً له أدنى استعداد بحكم تركيبه الوراثي، وهذا ما لا ينتظر أن يكون، فالعوامل الوراثية تحدد الخطوط الرئيسة للشخصية الفردية، والبيئة تبسط هذه الخطوط وتنميها.

وخلاصة القول، أن الوراثة والبيئة عاملان متفاعلان في تكوين شخصية الفرد، وأنه لا يصح ولا يجوز الفصل بينهما إذ أنهما يعملان بصورة تكميلية في تكوين الشخصية حيث ترسم الوراثة حدود هذه الشخصية وتشكل البيئة الصورة النهائية لها، وقد تضعف البيئة الاجتماعية من تأثير الوراثة أو تأخر ظهور بعض السمات حتى تسنح الفرصة المناسبة. وهذا الاتجاه من شأنه أن يتيح الإمكانية للتربية حيث يبين للمربين الحدود التي يستطيعون العمل فيها لخلق شخصيات متكاملة. أما القول بالبيئة وحدها فإنه يجعل عمل المربي عبئاً لأنه يتجاهل الأصول الثابتة للشخصية الفردية، وكذلك القول بالوراثة وحدها إذ يقضي بصورة نهائية على إمكانية الإصلاح، ويلغي دور المربي.

ميسلووون
26-12-2007, 08:16 PM
عرف علماء النفس عملية التنشئة الاجتماعية على انها عملية تعلم وتعليم وتربية وتقوم على التفاعل الاجتماعي، وتهدف الى اكتساب الفرد (طفلاً فمراهقاً فراشداً فشيخاً) سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجنماعي معها، وتكسبه الطابع الاجتماعي، وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.




وتبقى هي عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد، واستدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية وتطبيع المادة الخام للطبيعة البشرية في النمط الاجتماعي والثقافة اي التشكيل الاجتماعي لخامة الشخصية.
((تحويل الكائن الحيوي (البيولوجي الى كائن اجتماعي))
عملية التنشئة الاجتماعية هي التي تحول ذلك الكائن الذي نكث في رحم الام لينمو حيوياً الى قدر معلوم وخرج منه لا يعلم شيئاً ليتلقفه (رحم الجماعة) ينمو فيه اجتماعياً، وهي عملية اكتساب الانسان صفة الانسانية والانسان لايكتب هذه الصفة بفضل خصائصه التشريحية الحيوية (البيولوجية) وحدها ولكن بفضل عملية التنشئة الاجتماعية.
اما الشخصية فتعرف بانها جملة السمات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تميز الشخص عن غيره.
((التنشئة الاجتماعية.. عملية تعلم اجتماعي))
يتعلم الفرد ادواره الاجتماعية عن طريق التفاعل الاجتماعي ويكتسب المعايير الاجتماعية التي تحدد هذه الادوار ويكتسب الاتجاهات النفسية ويتعلم كيف يسلك بطريقة اجتماعية توافق عليها الجماعة ويرتضيها المجتمع لهذا يرادف عالم النفس الاجتماعي نيوكومب بيت مصطلح التنشئة الاجتماعية ومصطلح التعلم الاجتماعي، ويتحول خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره، متمركز حول ذاته لايهدف في حياته الا الى اشباع حاجاته الفسيولوجية الى فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وكيف يتعلمها ويعرف معنى الفردية والاستقلال ويعتمد على ذاته لايخضع في سلوكه الى حاجاته الفسيولوجية ويستطيع ان يضبط انفعالاته ويتحكم في اشباع حاجاته بما يتفق والمعايير الاجتماعية ويدرك قيم المجتمع ويلتزم بها، ويستطيع ان ينشىء العلاقات الاجتماعية السليمة مع غيره وهي عملية مستمرة لاتقتصر على الطفولة ولكنها تستمر في المراهقة والرشد وحتى الشيخوخة.
((الوراثة والبيئة.. عاملان متصارعان))
وعزا الدكتور رهيف ناصر العيساوي (استاذ العلوم النفسية والتربوية في كلية التربية/ ابن رشد) مساهمة الفرد في تكوين شخصيته وذلك كون الطفل يولد صفحة بيضاء وان التربية والبيئة تضع بصماتها عليه وتشكله بحسب الظروف المحيطـة به والمواقـف الحياتيـة التي يمـر بها خـلال فتـرة نمـوه في جميـع الاتجاهـات وخاصـة النمو العقلي والمعرفي والاجتماعي.
وبين العيساوي ان الوراثة والبيئة (التربية) عاملان يتصارعان من اجل ترك بصماتهما على شخصية الانسان، لذلك فان التربية تكسب الانسان الكثير من العادات ونظام الحياة، وان اضطرابات الطفولة ومشكلاتها تتدخل في تكوين شخصية الانسان عند الكبر بحيث ان التربية الصارمة تؤدي الى اضطرابات نفسية وفقاً لقول سيغموند فرويد عالم النفس الشهير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بارائه النفسية، والعرب تقول من شب على شيء شاب عليه، والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ولكن هذا لايعني باننا نستطيع جعل اطفالنا رجالاً على شاكلتنا بل لكل عصر ولكل مدة زمنية متطلباتها وخير من وضح لنا هذا الجانب سيدنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (كرم الله وجـه) عندمـا قــال: (لا تطلبوا من ابنائكم ما طلب منكـم فانـهم خلقوا في زمان غير زمانكم).
((صفات ذاتية وصفات مكتسبة))
وبينت الباحثة الاجتماعية (ايمان كاظم) ان الفرد له الدور الاكبر في تكوين شخصيته وصقلها وجعلها بالشكل الذي يبغيه لكون كل فرد لديه صفات ذاتية وصفات مكتسبة اضافة الى عوامل كثيرة تساهم في تكوين شخصية الفرد وتحيط به من اصداقاء والمحيط الاسري وكيفية تعامل الاسرة مع الفرد الجديد ويبدا تكوين الشخصية منذ الطفولة والتعامل بكل اهتمام مع الطفل ومع اسئلته التي تساهم بشكل مهم في تكوين الشخصية، كذلك مسالة تقبل الفرد لوضعه هل يرغب ان يكون شخصاً ثانوياً في الظل دائماً ام ان يكون شخصاً قيادياً في المقدمة دوماً، كذلك العوامل المكتسبة للفرد التي تأتي من خلال المحيط الذي هو فيه ونظرته الى الام والاب وكيفية التعامل معهما وتفاعله مع الشخصيتين لا الاهمال لاحدى الشخصيتين.

((عوامل غير اجتماعية.. تؤثر في نمو الشخصية))
عملية التنشئة الاجتماعية تحدد معالم شخصية الفرد لذلك حدد علماء النفس والاجتماع مجموعة عوامل غير اجتماعية تؤثر في نمو الشخصية ومن اهمها:
الوراثة
تمثل الوراثة كل العوامل الداخلية التي كانت موجودة عند بداية الحياة اي عند الاخصاب وتعتبر الوراثة عاملاً هاماً يؤثر في النمو من حيث صفاته ومظاهره نوعه ومداه، زيادته ونقصانه، نضجه وقصوره. وتنتقل الوراثة الى الفرد من والديه واجداده وسلالته، وتتجدد هذه الخصائص الوراثية عن طريق الجينات.
البيئة
تمثل كل العوامل الخارجية التي تؤثر تاثيراً مباشراً او غير مباشر على الفرد منذ ولادته والبيئة تشمل العوامل المادية والاجتماعية والثقافية والحضارية ولها دور كبير وايجابي في تشكيل شخصية الفرد النامي وفي تعيين انماط سلوكه واساليبه في مجابهة مواقف الحياة.
جهاز الغدد
وهو ذو اهمية كبيرة في تنظيم وظائف الجسم وللغدد الصماء والقنوية تأثيرها الواضح في عملية النمو وترتبط وظيفة الفرد ارتباطاً وثيقاً بوظائف اجهزة الجسم المختلفة خاصة الجهاز العصبي والجهاز العصبي الذاتي لان التوازن في افرازات الغدد يجعل من الفرد شخصاً سليماً نشطاً ويؤثر تاثيراً حسناً على سلوكه بصفة عامة في حين اضطرابات الغدد تؤدي الى المرض النفسي وردود الفعل السلوكية المرضية.
النضج
ويتضمن عمليات النمو الطبيعي التلقائي التي يشترك فيها الافراد جميعاً والتي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد بغض النظر عن اي تدريب او خبرة سابقة.
نوع وكمية الغذاء
لان نمو الفرد يتأثر بنوع وكمية الغذاء لان الافراط في الغذاء او قلته له اثار صحية ونفسية ضارة.
التعلم
هو التغير في السلوك نتيجة الخبرة والممارسة ويلعب دوراً هاماً وتتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعاً من الخبرة الجديدة.
((العوامل المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية))
توجد عدد من العوامل التي تؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد ويجب النظر الى هذه العوامل نظرة تكاملية واهم هذه العوامل:
الثقافة
وهي مجموع ما يتعلم وينقل من نشاط حركي وعادات وتقاليد وقيم واتجاهات ومعتقدات تنظم العلاقات بين الافراد، وافكار وتكنولوجيا وما ينشا عنها من سلوك يشترك فيه افراد المجتمع.
وتؤثر الثقافة في تشكيل شخصية الفرد والجماعة عن طريق المواقف الثقافية العديدة ومن خلال التفاعل الاجتماعي المستمر، وهكذا تحدد الثقافة السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية.
وحدد علماء النفس اسس تفاعل الفرد مع النمط الثقافي:
ـ تطابق شخصية الفرد مع النمط الثقافي.
ـ تشكيل الثقافة الشخصية للفرد.
ـ اثابة الفرد اذا تطابق سلوكه مع الاوضاع الثقافية وعقابه اذا ابتعد عنها.
ـ تعلم السلوك الذي يتوقع منه الاثابة والاشباع.
ـ اضطراب الشخصية بالتغير الثقافي.
ـ التعقيد الثقافي (كعبء نفسي على الشخصية).
ـ اختلاف شخصية الفرد تبعاً لدوره الاجتماعي في اطار النمط الثقافي العام.
ـ اعتماد التغيير الثقافي على تغير شخصية الفرد.
والثقافة لاتؤثر في سلوك الفرد تاثيراً مباشراً وانما توكل عدداً من المؤسسات الاجتماعية والجماعات التي ينتمي اليها الفرد ويرتبط بها في الاسرة ودور العبادة وجماعات المنطقة او الحي والمجتمع بصفة عامة.
الاسرة
من اهم عوامل التنشئة الاجتماعية للطفل والاسرة هي الممثلة الاولى للثقافة واقوى الجماعات تاثيراً في سلوك الفرد، وللاسرة وظيفة اجتماعية بالغة الاهمية فهي المدرسة الاجتماعية الاولى للطفل والعامل الاول في صبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية.
والاسرة هي التي تقوم بعملية التنشئة الاجتماعية وتشرف على النمو الاجتماعي للطفل وتكوين شخصيته وتوجيه سلوكه وتتشابه الاسر او تختلف فيما بينها من حيث الاساليب السلوكية السائدة او المقبولة في ضوء مجموعة المعايير الاجتماعية والقيم المرتضاة حسب طبقتها الاجتماعية وبيئتها الجغرافية والثقافية.
وتبقى الاسرة النموذج الامثل للجماعة الاولية التي يتفاعل الطفل مع اعضائها وجهاً لوجه ويتوحد مع اعضائها ويعتبر سلوكهم سلوكاً نموذجياً وللعلاقات الاسرية الاثر الاكبر في التنشئة الاجتماعية سواء علاقة الوالدين مع بعضهما وعلاقة الوالدين مع الابناء وكذلك علاقة الاخوة فيما بينهم، فالسعادة الزوجية تؤدي الى تماسك الاسرة مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل وتكوين شخصية متكاملة ومتزنة، والعلاقات السوية بين الوالدين تؤدي الى اشباع حاجة الطفل الى الامن النفسي والى توافقه الاجتماعي اما الخلافات الزوجية فتؤدي الى تفكك الاسرة مما يخلق جواً يؤدي الى نمو الطفل نمواً نفسياً غير سليم وتوتراً يشيع في جو الاسرة مما يؤدي الى انماط السلوك المضطرب لدى الطفل كالغيرة والانانية والخوف وعدم الاتزان الانفعالي والعلاقات المشبعة بالحب والتفاهم والقبول والثقة تساعد الطفل على ان ينمو بشكل سليم ويتقبل الاخرين ويثق بهم وكذلك العلاقات المنسجمة بين الاخوة والخالية من تفضيل طفل على اخر. ولاتنفرد الاسرة بعملية التنشئة الاجتماعية، فقد تكون بيئة الاسرة طيبة بينما المؤثرات الاخرى في جماعة الاصدقاء وبذلك تفسد ماتحاول الاسرة اصلاحه.
المدرسة
هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً وتقديم الرعاية النفسية الى كل طفل ومساعدته في حل مشكلاته والانتقال به من طفل يعتمد على غيره الى راشد مستقل معتمداً على نفسه متوافقاً نفسياً واجتماعياً، ومراعاة قدرات الفرد في كل ما يتعلق بعملية التربية والتعليم.
الاصدقاء
تقوم جماعة الاصدقاء او الاقران بدور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية وفي النمو الاجتماعي للفرد فهي تؤثر في معاييره الاجتماعية وتمكن له القيام بادوار اجتماعية متعددة لا تتيسر له خارجها، فهناك اقران واصدقاء يشتركون معاً في مرحلة نمو واحدة بمطالبها وحاجاتها ومظاهرها وينعم الفرد معها بالمساواة ويتوقف مدى تأثر الفرد بجماعة الاصدقاء على درجة ولائه لها ومدى تقبله لمعاييرها وقيمها واتجاهاتهم وعلى تماسك هذه الجماعة ونوع التفاعل القائم بين اعضائها، وابرز خصائص جماعة الاصدقاء ذات الاثر في عملية التنشئة الاجتماعية هو تقارب الادوار الاجتماعية، ووضوح المعايير السلوكية ووجود اتجاهات مشتركة وقيم عامة.
وسائل الاعلام
تؤثر وسائل الاعلام المختلفة من اذاعة وتلفزيون وفضائيات وسينما وصحف ومجلات وكتب واعلانات في عملية التنشئة الاجتماعية لما تقدمه من معلومات وحقائق واخبار ووقائع وافكار واراء لتحيط الناس علماً بموضوعات معينة من السلوك مع اتاحة فرصة الترفيه والترويح، واهم خاصية مؤثرة لوسائل الاعلام في عملية التنشئة الاجتماعية انها غير شخصية وتعكس جوانب متنوعة من الثقافة وان اثرها يزداد تعاظماً واهمية في المجتمع الحديث.
دور العبادة
لدور العبادة دور كبير في عملية التنشئة الاجتماعية لما تتميز به من خصائص فريدة اهمها احاطتها بهالة من الايمان وايجابية المعايير السلوكية التي تعلمها للافراد والاتفاق على تدعيمها وما احوجنا الان الى زيادة نشاط دور العبادة وقيامها بدورها الحيوي الرائد في عملية التنشئة الاجتماعية الدينية.
وكان لنا لقاء مع اهل التجربة تحدثوا عن تجاربهم الشخصية وما العوامل التي اثرت في تكوين شخصيتهم

ميسلووون
26-12-2007, 08:16 PM
اتمنى ان يفيدك

فقط دعووووووووووووواتك

همس الغصون
26-12-2007, 08:29 PM
ماشاء الله ميسلوووووون

الله يعطيك العافية ويجزاااااااااك بالخير ويجعله بميزان حسناتك

لك وووووووووودي

كوكب الشرق
26-12-2007, 09:58 PM
اختي الفاضلة / ميسلووون

جزاااااااااااااااك الله خيراً
يااااااارب كلما طرقت هذه الأمه بابك فأفتح لها كنوزك ..
وسخر لها عبيدك ..
وأبسط لها رحمتك ..
اللهم اجعلها من الصائمات القائمات ..
الركع السجود ..
اللهم بارك لها في نفسها ومالها واهلها ..
وبلغها ماتحب في يسر وسلامة وامان ..
اللهم امييييييييييييييييييييييي ييييييييييين


وقليله في حقك اختي الفاضلة
وتقبلي خالص الاحترام

ميسلووون
27-12-2007, 01:16 AM
ماشاء الله ميسلوووووون

الله يعطيك العافية ويجزاااااااااك بالخير ويجعله بميزان حسناتك

لك وووووووووودي

هلا وغلا
هموستي
الله يعافيك
اسعدني مرورك
لك ودي

ميسلووون
27-12-2007, 01:17 AM
اختي الفاضلة / ميسلووون

جزاااااااااااااااك الله خيراً
يااااااارب كلما طرقت هذه الأمه بابك فأفتح لها كنوزك ..
وسخر لها عبيدك ..
وأبسط لها رحمتك ..
اللهم اجعلها من الصائمات القائمات ..
الركع السجود ..
اللهم بارك لها في نفسها ومالها واهلها ..
وبلغها ماتحب في يسر وسلامة وامان ..
اللهم امييييييييييييييييييييييي ييييييييييين


وقليله في حقك اختي الفاضلة
وتقبلي خالص الاحترام

اللهم امين
أسأل الله أن يستجيب دعائك
وان يوفقك ويسعدك
ويبارك فيك
وبالتوفيق

لمياء الديوان
28-12-2007, 05:58 AM
http://q6rr.com/uploads/f23c368976.gif (http://q6rr.com)

الله يعطيك العافية وينور عليك ويزيدك من فضله

ميسلووون
28-12-2007, 10:18 PM
اللهم امين

لمياء
اهلابك
اسعدني مرورك
الكريم
لك تقديري