المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفَوائد المُنتقاة مِن : " علل ابن أبي حاتم "



أهــل الحـديث
03-07-2014, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين :

منَّ الله تبارك وتعالى علينا بقراءةِ كِتاب [ العلل لابن أبي حاتم ] - رحمهم الله - هذا السِفر المليء بالفوائد الذاخر بالعلمِ الذي يُظهر عَظيم علم الإمامين وسعة إطلاعهم وقوة نظرهم ، حيثُ امتازَ الكِتاب بميزات كثيرةَ ، قال ابن كثير : (( من أحسن كتاب وضع في ذلك ، وأجله وأفخله كتاب العلل لابن المديني شيخ البخاري ، وسائر المحدثين بعده في هذا الشأن على الخصوص ، كذلك كتاب العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم وهو مرتب على الأبواب الفقهية )).
أكثر الإمام ابن أبي حاتم من سؤال الإمامين الجليلين أبو زُرعة وأبو حاتم فأكثر عنهما ، ولم يقتصر في سؤالاته عليهما ، فقد حاز علم الإمامين ونهل من بحرهما الذي لا ينضب ، فنقل عن ابن الجنيد فأكثر سؤاله ، ونقل عن القطان ، وشعبة ، والطيالسي ، وابن معين ، والإمام أحمد ، بل هُناك أقوالٌ للإمام ابن أبي حاتم نفسهُ في الكلام على الأحاديث وبيان عللها.
نقل عن الإمامين جرحاً وتعديلاً للرواة ليس في الجرح والتعديل ، كذا بين عدم سماع بعض الرواة من شيوخهم مما لم يوجد في المراسيل لابن أبي حاتم .
يظهرُ الفرقُ في الكتاب بين طريقة المُحدثين أئمة النقد ، وبين الأصوليين في في التصحيح والتضعيف ، فكم من حديث أنكره الإمامين ، وغيرهم ممن في طبقتهم صححهُ من سلك مسلك الفقهاء الأصوليين ، وهذا عليه من الأمثلة الشيء الكثير.
أعل الإمامين رواية ابن لهيعة مُطلقاً ونسبا الوهم إليه في كثير من الأحاديث التي رواها.
قدم الإمامان سفيان الثوري على كثير مِن الرواة حتى المُختصين ببعض الشيوخ.
أعلت أحاديث بالتدليس وبعدم العلم بالسماع كأحاديث بقية بن الوليد ، وأحاديث الوليد بن مُسلم وهُناك أحاديثاً نفى الإمامان علمهما بالسماع مِن الرواة.
ومما يتميزُ به هذا الكِتاب العَظيم أنهُ بين أن المُتابعات والشواهد لا يُمكن أن تكون سبباً لتقوية الأخبار مُطلقاً ، وأنه ليس كُل متابعة ولا شاهداً يُقبل .
وليس كُل اختلاف في الحَديث يقدحُ في صحته ، وهذا مُشابهٌ لطريقة الإمام البُخاري في الصحيح فليس الإختلافُ عند الإمام البُخاري سبباً لتعليل الحَديث مُطلقاً.
قد يُرجحون رواية راوٍ مُتكلم فيه على ثقة .
يظهرُ عَظيمُ مكانة هؤلاء الأئمة في الإنتخاب من الأحاديث كأن يرووا الغرائب ويتركوا المشاهير ، وضُرب فيه مثلاً لابن معين وأحمد وهو يكتبُ صحيفة أبان عن معمر .
بين الإمامان خصوصية بعض الأئمة بشيوخهم الذين حدثوا عنهم .
فكان مما حزتُ شرفه هُو قراءةُ كتاب العلل لابن أبي حاتم طبعة الشَيخين سعد الحميد ، وخالد الجريسي بإشرافهما وتحقيق فريق من الباحثين ، فكانت رحلةً لعالمٍ آخر حظيتُ بهِ بلذة ما كُنت لأصفها بالكلمات ، فدونتُ بعض الفوائد واختصرتُ سائل المولى عز وجل أن يرزقنا وإياكم علمهم وإمامتهم ومعرفتهم في الحديث وعلومه وعلله ، وأرجوا أن تنال الفوائد قبولكم .



كتب /
أبو الزهراء بن أحمد آل أبو عودة الغزي
فلسطين / غزة - فرج الله كربها -
5/ من شهر رمضان / عام 1335 هـ