المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلخوه وهو حيّ ... فرَقَّ له قلب اليهودي !!!



أهــل الحـديث
02-07-2014, 06:21 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



سلخوه وهو حيّ ... فرَقَّ له قلب اليهودي !!!

كان الإِمَامُ القُدْوَةُ الشَّهِيْدُ الزاهد العابد الورع الناسك التقي محمد بن أحمد بن سهل بن نصر، أبو بكر الرَّمْلي الشهيد المعروف بابن النّابلسي قد هرب من الرَّمْلَة إلى دمشق، فقبض عليه متولّيها أبو محمود الكُتامي ، وحبسه في رمضان سنة 363 هـ ، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصلها إبان حُكم بنو عُبَيْد الرافضة ( أخزاهم الله ) ، فقال له حاكم مصر جوهر القائد : بلغني أنك قلت لو كان معي عشرة أسهم لرميتُ الروم بسهم ثم رميتُ بني عبيد بالعاشر !.
فقال : ما قلتُ هكذا.
فظنّ أنّه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟!.
قال: قلت: إذا كان معي عشرة وَجَب أن أرميكم بتسعة، وأرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنّكم غَيَّرْتُمْ دِينَ الأمة وقتلتم الصالحين وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم مَا لَيْسَ لَكُمْ.
فَأَمَرَ بَإِشْهَارِهِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ ، ثُمَّ ضُرِبَ في اليوم الثاني بالسياط ضَرْبًا شَدِيدًا ، مُبَرِّحًا ثُمَّ أَمَرَ بِسَلْخِهِ فِي اليوم الثالث، ثم أمر يهوديًا بسَلْخه. فسُلخ، وحُشِي جلْده تبنًا، وصُلب... فسُلِخَ مِنْ مفرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى بُلِغَ الوَجْهُ ، فَكَانَ يذكُرُ اللهَ وَيَصْبرُ ، حَتَّى بلغَ الصَّدْرَ ، وَهُوَ ولا يتأوّه ، إنما يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، وَهُوَ يُسلخ حتى وصل إلى قوله تعالى :( كَاَنَ ذَلِكَ فِي الكِتِابِ مَسْطُوراً ) .
قَالَ الْيَهُودِيُّ: فَأَخَذَتْنِي رِقَّةٌ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ تِلْقَاءَ قلبه طعنته بالسكين فمات عاجلًا رحمه الله.
ولما سُلخ كان يُسمع من جسده قراءة القرآن ، وكان ذلك في شهر شوّال سنة ثلاث وستين وثلاثمائة .
كان رحمه الله إمامًا في الحديث والفقه، نبيلًا جليلًا ، شاعرًا عالمًا باللغة والعربية ، صائم الدّهر، كبير الصَّوْلة عند الخاصّة والعامّة ، وكان عابداً صالحاً زاهداً قوالاً بالحق ، وذكر ابن الشَّعشاع المصري إنّه رآه في النّوم بعد ما قُتِل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟!.
قال:

حباني مالكي بدوام عِزٍّ ** وواعدني بقرب الانتصارٍ
وقرّبني وأدْناني إليه ** وقال: انْعَمْ بعَيْش في جِوَارِي


=======
انظر ترجمته في :تاريخ الإسلام للذهبي ( 26/310- 313) ، سير أعلام النبلاء(16/ 148- 150) ، العبر (2/330) ، مرآة الجنان لليافعي (2/285) ، البداية والنهاية لابن كثير (11/314) ، شذرات الذهب لابن العماد (4/337)، دول الإسلام(1/224)، النجوم الزاهرة للسيوطي (4/ 106) ، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي (4/106)، المحمّدون من الشعراء للقفطي (ص 117) ، الوافي بالوفيات (2/44-45) ، حسن المحاضرة (1/515) ، عيون الروضتين (2/220) ، تاريخ دمشق لابن عساكر (51/50-51 ) ، الوافي بالوفيات (2/33-34)، المنتظم لابن الجوزي (14/263 - 264).



مجدي محمد الشهاوي