أهــل الحـديث
28-06-2014, 01:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
«المختصر الفقهي الكبير» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الوَرْغَميِّ، المتوفى سنة 803هـ.
=== === ====
أكبر كتب ابن عرفة وأهمها وأشهرها, بدأ تأليفه سنة 772 هـ, وأتمه سنة 786 هـ, واشتهر "المختصر" بعدة أسماء منها: "المبسوط"، ووقع في بعض نسخه الخطيَّة عنونته بـ "اختصار مجموع ما ألفته المالكية في الفقه".
قال الإمام أبو عبد الله الأُبِّيّ رحمه الله في شرح مسلم: 4/346، 347: "... ناهيك بمختصره في الفقه، الذي ما وُضِع في الإسلام مثلُه، لضبطه فيه المذهب: مسائلَ وأقوالا، مع الزيادة المكمّلة، والتنبيه على المواضع المُشِكلة، وتعريف الحقائق الشرعية".
وجاء في "أزهار الرياض": 3/ 35، 36، نقلاً عن بعض التقاييد في بيان قيمة "المختصر" ما أُورِدُ -فيما يلي- مقاطعَ منه باختصار وتقديم وتأخير يسير: أحسَنَ بعضُ الأكابر من طلبة ابن عرفة - رحمه الله تعالى- إذ قال في مدح مختصره:
إذا ما شئت أن تُدْعَى إماماً ... فخُذْ في دَرْس مختصر الإمامِ
تنالُ به السعادةَ والمعالِي ... و تُضحي ظاهرا بين الأنام
كتابٌ قد حَوَى من كلّ علمٍ ... كبستانٍ سُقِيْ غيثَ الغَمامِ
فدَعْ عنك السآمةَ وادْرُسَنْهُ ... وعن عَينيْك دَعْ طِيبَ المنام
وحَلَّ بدره جِيدَ الَمعالِي ... تَفُزْ بالخُلْد في أَعْلى مقام
... وقال الوانشريسي رحمه الله: مختصر شيخ الإسلام الإمام أبي عبد الله بن عَرفة- أسكنه الله دار السلام- الفِقْهي، الذي أعجز معقولُه ومَنقولُه الفُحولَ، خلافاً لبعض القاصرين من طَلَبة فاس، فإنهم يقولون: ما يقول شيئاً! يُطْفِئون نُور الله، ويحتَقِرون ما عظّم الله، ومُسْتَنَدهم في ذلك - بزعمهم - حكاية تُؤثَر عن الشيخ المحقِّق أبي العبّاس القَبَّاب، لا رأس لها ولا ذَنَب، وحاشاه من ذلك، وما أراهم في هذا إلّا كما قال الأوَّل:
و كَمْ مِنْ عائبٍ قولاً صحيحا ... و آفتُه من الفهْمِ السَّقيمِ
ولقد حبَّس ملوك المغرب، رِضوان الله عليهم في خزاَنتَيّ القَرويين والأندلُسِيين، من هذا الديوان المبارك نسخاً عديدة، ثم لا يُعَرِّج عليها للمطالعة في هذا الوقت أحدٌ من طَلَبة الحضرة، شتاءً ولا صيفاً؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. اهـ.
قال أبو الهيثم الشهبائي: ما أشار إليه الونشريسي من حكاية تُروى عن القباب هى ما جاء بصيغة التمريض في "كفاية المحتاج" للتنبكتي، ص: 50، وما نقله عنه الكتاني في "سلوة الأنفاس": 3/305، ونصه: "يُذكَر أن القباب لما اجتمع بابن عرفة في تونس أراه ما كتب من مختصره الفقهي -وقد شرع في تأليفه- فقال له القباب: ما صنعت شيئاً! فقال ابن عرفة: ولِـمَ؟ قال: لأنه لا يفهمه المبتدى ولا يحتاجه المنتهي؛ فتغير وجه الشيخ ابن عرفة، ثم ألقى عليه مسائل فأجابه عنها، ويقال: إن كلامه هذا هو الحامل لابن عرفة أن ليَّن عبارته في أواخر كتابه".
وَوُجِد مكتوباً على ظهر أول ورقة من نسخة كتاب "الأحاديث الأربعون النبوية من رواية الخلافة العلوية" التي تحفظ تحت رقم (3582) في الخزانة العامة بالرباط، منقولاً من خط الشيخ القاضي العلامة -تلميذ ابن عرفة – أبي مهدي عيسى الغبريني رحمهما الله تعالى مبينا اصطلاح شيخه ابن عرفة في مختصره ما نصُّه -على ما في بعض كلماته من إشكالٍ في الرسم-: "جعَلَ أولَ الأقوال [لأول] مذكورٍ من القائلين على الترتيب -على طريق اللف والنشر- فإن [تعدد] القائلون للقول، أتى بلفظة (مع) مصحوبةً مع أول قائل ذلك القول مخفوضاً بها القائل الثاني معطوفاً عليه القائل الثالث والرابع، ويُعلم انتهاء قائلي ذلك القول بأن يكون بإضافة كل المعطوفين على المخفوض بها يؤدي إلى بقاء بعض الأقوال غير معزو ... أما القرينان: فهما أشهب وابن نافع؛ لأنَّ العُتبيَّ قرَنَهما في السماع؛ بسبب أن ابن نافع كان أعمى، فكان أشهب هو الذي يكتب له، حسبما ذكره عياض.
وأما الأخوان: فمُطرِّف وابن الماجشون؛ بسبب كثرة موافقتهما ومصاحبتهما في كتب الفقهاء؛ كحمزة والكسائي في القراءات، والشيخ: المراد به ابن أبي زيد، والإمام: يريد به المازري، والقاضي: يريد به عبد الوهاب، والصقلي: يريد به ابن يونس".
ولتلميذه أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي, المتوفى سنة 830 هـ كتابٌ حاذى فيه مختصر شيخه ابن عرفة رحمهما الله، وله نسخة مصورة في الخزانة العامة بالرباط ذكرها محقق كتاب "النكت والتنبيهات" في مقدمة تحقيقه:1/109، ونقل من خطبة المحاذي ما نصُّه: " ... بعد حمد الله كما يجب لجلاله، والصلاة على سيدنا محمد وآله، خاتم رسله وأنبيائه، مُبَلِّغِ وَحْيِهِ وأنبائه، فإنني وضعتُ تأليفا في الفقه المالكي، حَاذَيْتُ به مختصرَ شيخِنا الإمام أبي عبد الله محمد بن عرفة، مُبَيِّناً لمعانيه، موضِّحا لقواعدِه ومَبَانيه، لأقواله موجها، وعلى ما لا عاصم للبشر منه منبهاً...، إلى ما تَحْوِيه مجلداتٌ كثيرة، يقصر عنها العجز البشري، ويمنع من استيفائِهَا الشُّغْل الدنيوي، فاختصرتُ من ذلك ما قيَّدْتُه في هذا المجموع. واللهَ سبحانه أسالُ الفوزَ والتوفيق، والهداية إلى سواء الطريق".
قال أبو الهيثم الشهبائي: وأختم التعريف بمختصر ابن عرفة الفقهي بما قاله الشيخ محمد الأمين (عرفات) الشنقيطي في رائعته المسماة بــ" رشف الفضال من تراجم أعلام الرجال"، ص: 92، وفيها:
صَنّفَ مختصرَ فقْهٍ فأفادْ = كما بمختصر منطقٍ أجادْ
وفي حدوده له إبْداعُ = تلكَ التي شرَحَها الرَّصاعُ
وقد نالَ شرف السبق إلى إخراج مختصر ابن عرفة الفقهي– بتصحيحه وتنقيحه وتعليق هوامشه- الدكتور حافظ بن عبد الرحمن محمد خير(نشره - في عشر مجلدات- مركز الفاروق عمر بن الخطاب، على نفقة مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية، بدبي سنة 1435هـ/2014م).
ولنا شرف السبق إلى تحقيق كتاب " تكميل التقييد وتحليل التعقيد" لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن غازي العثماني المكناسي، المتوفى سنة 919هـ، الذي عمَدَ فيه مؤلفه إلى مختصر ابن عرفة الفقهي؛ فسعى إلى تحليل ما جاء فيه من تعقيد العبارة؛ فلعل الله يأذن بمدد من عنده يُعينُنَا به على إخراج الكتاب في عشر مجلدات -أو يزيد- ليقف الفقهاء والمتفقهة فيه – بأمهات أعينِهم- على ما في العبارة التي نقل التنبكتي في " النيل":2/272: عن بعض معاصري ابن غازي الفاسيين، وهي قولهم عن كتابه هذا: «أما التكميل فقد كمَّله وأما التعقيد فما حلله» من الخطأ.
«المختصر الفقهي الكبير» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الوَرْغَميِّ، المتوفى سنة 803هـ.
=== === ====
أكبر كتب ابن عرفة وأهمها وأشهرها, بدأ تأليفه سنة 772 هـ, وأتمه سنة 786 هـ, واشتهر "المختصر" بعدة أسماء منها: "المبسوط"، ووقع في بعض نسخه الخطيَّة عنونته بـ "اختصار مجموع ما ألفته المالكية في الفقه".
قال الإمام أبو عبد الله الأُبِّيّ رحمه الله في شرح مسلم: 4/346، 347: "... ناهيك بمختصره في الفقه، الذي ما وُضِع في الإسلام مثلُه، لضبطه فيه المذهب: مسائلَ وأقوالا، مع الزيادة المكمّلة، والتنبيه على المواضع المُشِكلة، وتعريف الحقائق الشرعية".
وجاء في "أزهار الرياض": 3/ 35، 36، نقلاً عن بعض التقاييد في بيان قيمة "المختصر" ما أُورِدُ -فيما يلي- مقاطعَ منه باختصار وتقديم وتأخير يسير: أحسَنَ بعضُ الأكابر من طلبة ابن عرفة - رحمه الله تعالى- إذ قال في مدح مختصره:
إذا ما شئت أن تُدْعَى إماماً ... فخُذْ في دَرْس مختصر الإمامِ
تنالُ به السعادةَ والمعالِي ... و تُضحي ظاهرا بين الأنام
كتابٌ قد حَوَى من كلّ علمٍ ... كبستانٍ سُقِيْ غيثَ الغَمامِ
فدَعْ عنك السآمةَ وادْرُسَنْهُ ... وعن عَينيْك دَعْ طِيبَ المنام
وحَلَّ بدره جِيدَ الَمعالِي ... تَفُزْ بالخُلْد في أَعْلى مقام
... وقال الوانشريسي رحمه الله: مختصر شيخ الإسلام الإمام أبي عبد الله بن عَرفة- أسكنه الله دار السلام- الفِقْهي، الذي أعجز معقولُه ومَنقولُه الفُحولَ، خلافاً لبعض القاصرين من طَلَبة فاس، فإنهم يقولون: ما يقول شيئاً! يُطْفِئون نُور الله، ويحتَقِرون ما عظّم الله، ومُسْتَنَدهم في ذلك - بزعمهم - حكاية تُؤثَر عن الشيخ المحقِّق أبي العبّاس القَبَّاب، لا رأس لها ولا ذَنَب، وحاشاه من ذلك، وما أراهم في هذا إلّا كما قال الأوَّل:
و كَمْ مِنْ عائبٍ قولاً صحيحا ... و آفتُه من الفهْمِ السَّقيمِ
ولقد حبَّس ملوك المغرب، رِضوان الله عليهم في خزاَنتَيّ القَرويين والأندلُسِيين، من هذا الديوان المبارك نسخاً عديدة، ثم لا يُعَرِّج عليها للمطالعة في هذا الوقت أحدٌ من طَلَبة الحضرة، شتاءً ولا صيفاً؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. اهـ.
قال أبو الهيثم الشهبائي: ما أشار إليه الونشريسي من حكاية تُروى عن القباب هى ما جاء بصيغة التمريض في "كفاية المحتاج" للتنبكتي، ص: 50، وما نقله عنه الكتاني في "سلوة الأنفاس": 3/305، ونصه: "يُذكَر أن القباب لما اجتمع بابن عرفة في تونس أراه ما كتب من مختصره الفقهي -وقد شرع في تأليفه- فقال له القباب: ما صنعت شيئاً! فقال ابن عرفة: ولِـمَ؟ قال: لأنه لا يفهمه المبتدى ولا يحتاجه المنتهي؛ فتغير وجه الشيخ ابن عرفة، ثم ألقى عليه مسائل فأجابه عنها، ويقال: إن كلامه هذا هو الحامل لابن عرفة أن ليَّن عبارته في أواخر كتابه".
وَوُجِد مكتوباً على ظهر أول ورقة من نسخة كتاب "الأحاديث الأربعون النبوية من رواية الخلافة العلوية" التي تحفظ تحت رقم (3582) في الخزانة العامة بالرباط، منقولاً من خط الشيخ القاضي العلامة -تلميذ ابن عرفة – أبي مهدي عيسى الغبريني رحمهما الله تعالى مبينا اصطلاح شيخه ابن عرفة في مختصره ما نصُّه -على ما في بعض كلماته من إشكالٍ في الرسم-: "جعَلَ أولَ الأقوال [لأول] مذكورٍ من القائلين على الترتيب -على طريق اللف والنشر- فإن [تعدد] القائلون للقول، أتى بلفظة (مع) مصحوبةً مع أول قائل ذلك القول مخفوضاً بها القائل الثاني معطوفاً عليه القائل الثالث والرابع، ويُعلم انتهاء قائلي ذلك القول بأن يكون بإضافة كل المعطوفين على المخفوض بها يؤدي إلى بقاء بعض الأقوال غير معزو ... أما القرينان: فهما أشهب وابن نافع؛ لأنَّ العُتبيَّ قرَنَهما في السماع؛ بسبب أن ابن نافع كان أعمى، فكان أشهب هو الذي يكتب له، حسبما ذكره عياض.
وأما الأخوان: فمُطرِّف وابن الماجشون؛ بسبب كثرة موافقتهما ومصاحبتهما في كتب الفقهاء؛ كحمزة والكسائي في القراءات، والشيخ: المراد به ابن أبي زيد، والإمام: يريد به المازري، والقاضي: يريد به عبد الوهاب، والصقلي: يريد به ابن يونس".
ولتلميذه أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي, المتوفى سنة 830 هـ كتابٌ حاذى فيه مختصر شيخه ابن عرفة رحمهما الله، وله نسخة مصورة في الخزانة العامة بالرباط ذكرها محقق كتاب "النكت والتنبيهات" في مقدمة تحقيقه:1/109، ونقل من خطبة المحاذي ما نصُّه: " ... بعد حمد الله كما يجب لجلاله، والصلاة على سيدنا محمد وآله، خاتم رسله وأنبيائه، مُبَلِّغِ وَحْيِهِ وأنبائه، فإنني وضعتُ تأليفا في الفقه المالكي، حَاذَيْتُ به مختصرَ شيخِنا الإمام أبي عبد الله محمد بن عرفة، مُبَيِّناً لمعانيه، موضِّحا لقواعدِه ومَبَانيه، لأقواله موجها، وعلى ما لا عاصم للبشر منه منبهاً...، إلى ما تَحْوِيه مجلداتٌ كثيرة، يقصر عنها العجز البشري، ويمنع من استيفائِهَا الشُّغْل الدنيوي، فاختصرتُ من ذلك ما قيَّدْتُه في هذا المجموع. واللهَ سبحانه أسالُ الفوزَ والتوفيق، والهداية إلى سواء الطريق".
قال أبو الهيثم الشهبائي: وأختم التعريف بمختصر ابن عرفة الفقهي بما قاله الشيخ محمد الأمين (عرفات) الشنقيطي في رائعته المسماة بــ" رشف الفضال من تراجم أعلام الرجال"، ص: 92، وفيها:
صَنّفَ مختصرَ فقْهٍ فأفادْ = كما بمختصر منطقٍ أجادْ
وفي حدوده له إبْداعُ = تلكَ التي شرَحَها الرَّصاعُ
وقد نالَ شرف السبق إلى إخراج مختصر ابن عرفة الفقهي– بتصحيحه وتنقيحه وتعليق هوامشه- الدكتور حافظ بن عبد الرحمن محمد خير(نشره - في عشر مجلدات- مركز الفاروق عمر بن الخطاب، على نفقة مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية، بدبي سنة 1435هـ/2014م).
ولنا شرف السبق إلى تحقيق كتاب " تكميل التقييد وتحليل التعقيد" لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن غازي العثماني المكناسي، المتوفى سنة 919هـ، الذي عمَدَ فيه مؤلفه إلى مختصر ابن عرفة الفقهي؛ فسعى إلى تحليل ما جاء فيه من تعقيد العبارة؛ فلعل الله يأذن بمدد من عنده يُعينُنَا به على إخراج الكتاب في عشر مجلدات -أو يزيد- ليقف الفقهاء والمتفقهة فيه – بأمهات أعينِهم- على ما في العبارة التي نقل التنبكتي في " النيل":2/272: عن بعض معاصري ابن غازي الفاسيين، وهي قولهم عن كتابه هذا: «أما التكميل فقد كمَّله وأما التعقيد فما حلله» من الخطأ.