أهــل الحـديث
28-06-2014, 09:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
واسطة الفريدة في نظم واسطية العقيدة
للفقير إلى رحمة الله /
أحمد محمد الحاج الحسني الأدرعي الجلالي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
نظم
العقيدة الواسطية
لشيخ الإسلام
أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني
ـ رحمه الله ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
حمدَك يا من هو بي برٌّ حَفي
بفضله البادي ولطفه الخفي
أسألك اتباع خـير مرسـل
في مَنشطي ومكرهي ومكسلي
فيا رحيمُ امنن علي باتباع
سنتِه من دون ما أدنى ابتداع
وإنها مـنشودي الأسمــى ولا
أبغي سواها ،ولها مــني الولآ
وإنني أشهد أن المصـطفى
بلغنا الهـدي ، وأدَّى ، ووفــى
والمهـتدي -لاشك -عينُ المقتـدي
بسـنة الهادي الإمــام أحمـد
عليه أفضـل الصـلاة والسـلام
بعـدِّ مخـلوقات ربـه السـلام
لم يألُ في التـبيين للعـقائـــد
أكـرم به، حبٍّا له مـن قائــد
والنـاسُ في باب العـقيدة فئام
عز اجـتماعُ شمـلهـم، فلا وئام
مابيـن مثـبتـين أو نُفـاة
لما لرب العرش من صِــفات
والحق ما عليه أهل السُّـنه
وغـيرهـم يخبـط في الـدُّجُـنَّه
إذ أثبتوها دونما تمثيــل
ودون تكــييفٍ ولا تعطيـل
فقد مضى الصحـب بلا تنقيب
عن كنه وصف الله أو تعـقيب
بل آمـنوا بالله في السَّماءِ
وبالصفات الغـــرِّ والأسماء
وأمسكوا عن الكــلام ورأوا
أن الألى استحــلوه عن هديٍ نأوا
وبين ظهرانيهمُ كان الرســول
وعنده- لو سألوه - كلُّ سـول
إذ لا بيانَ فوق ما للمصــطفى
وقـد أبانها ووفىَّ وكــــفى
ثم الذين بعــــدهم كذلك
فانظر إلى قولِ الإمــام مـالك
إذ قال للبِدعــــيِّ لما سألا
الاستوآ يٌعلــم، أما الكـيفُ لا
ومثل هذي قـــولةٌ بديعـه
عن شيخـه نجم الهدى ربيعـه
هـذا: ولما كانت الأيمَّــــه
في الاتـباع هم بـدور الأمـه
ولابن تيمــيةَ في المجــــال
ما يُفحِم اللـدَّ مـن الـرجال
فإنه ذوغــيرة مشــهـوره
على اعتقاد الفـرقة المنصــوره
فكم حَمى الحِمى بلا إلبــاس
عن شُبه اللبس أبو العـــباس
وسدَّ بِيبان الهــوى كلَّ جـهه
عن فِرق التعـطيل والمشـبِّهه
فكان في حلـوق آل الجــهم
و صنوِه الجعـد كمثل السَّــهم
يا كم له في البابِ من رسـائل
توضِّح الحـق لكـــل سائل
كالواسطيَّة التي أودعـــها
معتقدَ السنيِّ, ما أبــــدعـها؟
ونهجَ أهل الســنة الأواسِـط
حوت جوابا للسؤال الواسـطي
وهي تفوقُ الدر حـسنا، فهب
مسبوكها خُطَّ بماء الذهــب
وحين إذ وجدتها كهــفَ الأمان
ونثرها في الحسن كاللُّول الثمـان
دعت إلى نظامـها دواعــي
في النفس؛ كي أدنيها للواعـي
فأقنعتني بأني عـاجــــزُ
ولا يجيدُ النظمَ إلا الراجــــز
وعللت بكثرةِ الآيــــات
فيها، وهل تصلح للأبيـــات
فقلت: لا عليَّ لوطال العــددْ
آياً، فمن مولاي أرتجي المـــدد
فمـدَّني ربي بما عــــودني
من جـوده عليَّ مذ أوجــدني
فتارة أسوقُ ما في الآيــــه
من شاهدٍ أبديه للنـــهايـه
وتارة آتي ببعضٍ، و أحـــيلْ
فنظم قيل الله شبه مستحـــيل
فلم أزل بها إلى اســـتدنائي
فرعَ ثمار النظم ،وهْـــو نـاء
فسمِّها {واسطـة الفــــريده}
في نظم واسطـيَّة العقيـــده
وقد حـوى الأصـلَ وأدَّاه و رقّْ
كما حوى مــنثورَه ذاك الـورق
والله أسألُ به كـــل انتفـاع
وفي غد أرجو به نيل ارتفـــاع
وها أنا بحول ربِّي أصول
مقتديا بما لأصلي إذ يقول
ياهاءكم بسط اعــتقادِ الناجيـه
فهديها نورٌ يضــيئ الداجـيه
وهم ألو الســـنةِ والجـماعه
من نُصـــروا إلى قيام الساعـه
قد آمـنوا بالله ثم الــــملأكِ
والكتْب والرسل الكـرام النُّـسك
وآمنوا بالبعث من بعـد انتزاع
رُوحٍ، فما إن في ثبــــوته نزاع
وآمنوا جـزما بسـابق القــدر
سيان في الإيمان خـــيرُه وشـر
وآمنوا بكل وصـــفٍ ثبــتا
لله في كلامـــــه أنى أتـى
وبالذي به الـرسولُ وصـــفه
محمدٌ أجـــــلُّ عبـد عرفه
من غير ما تحريـفٍ أو تعطـــيل
وغير تكييف ولا تمثـــــيل
فليس مـثلَ الله شيءٌ بل عــلا
له الكمال مطلقا، لـه العـــلى
فليس ينفون, وباغٍ مـــن نفى
ما نفسَه به تعلى وصـــــفا
ولا يحرِّفون - مثلَ الواضع-
كَلِمَه الغرَّعن المواضع
وليس يُلحدون في أسمـــائه
- سبحانه - الحسنى ولا آيائه
ولا يُكيفون وصـــفَ الحق
ولا يمــثلونه بالخـلق
فإنه سبحانه لا كفءَ له
لا ند، لا سميَّ، فانف مثلَه
ولا يقاسُ الله في الحـــقيقه
- سبحانه – بعالَم الخليقه
فإنه بنـفسه وأمــــره
أعلمُ مثل علمـــــه بغـيره
والله أصـدقُ وأزكـــى قيلا
حديثه أحســــنُ قول قيـلا
ورسلُه بالصدق و الـتصــديق
صفهم، خلافَ زائغِي الطــــريق
فإنهم يختلقون مالا
يدرون في صفاتِه تعالى
لذاك قال الله ذو الثــناء
(سبحان ربك) إلى انتهــــاء
فنفسَه سبَّح عما وصـــفـه
به المخالفون رســــلا للسَّفه
ثم على الرسل الكـرام ســلَّما
لكون ما قالــــوه فيه سلـِما
ولم يُشَب بالنـقـص أو بالعيبِ
هيهات، فهو فــوق كـل ريـب
والجمعُ بين النفي والإثبات في
أسمـائِه ووصـفه عنه قفي
وأهل سُنة- وهـم هــم العدول-
ليس لهم عن منهج الرُّسل عـدول
فإنه هو الصـراط المستــقيم
ومن يَزغ عــنه فذو قلبٍ سقيم
وهو صراطُ من عليهـم أنـعـما
من النبيين الكــرام العــلمآ
صراط قومٍ صدَّقـوا، والشــهدآ
والصالحين الأتقـياء الســـعدا
الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى
الجمـع بـين النفـي والإثبـاتِ
في باب وصـف الله عــنه آت
فوصفـه المثبـتُ والمنــــفيُّ
ضمَّتهما الإخــلاصُ والكـرسيُّ
الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته
اجـمع علوا مــع قرب الأحـد
وأزليــةٍ ببُقــيا الأبــد
فقوله( الأول )ثم (الآخـــرُ)
وما يليهما، دليل ظـــاهر
وفي(توكل) و(على الحيِّ الذي)
تبدو الدلالة على المعنى الشـَّـذي
إحاطة علمه بجميع مخلوقاته
يحيط علم الله بالخلـــيقهْ
جميعـِـها إحاطة حقيــقه
(يعلم مـا يلج في الأرض ومــا
يخرج منها) والذي من السمآ
وقال جل شأنـه: (وعنده
مفاتيح الغيب)إلى ما بعـــده
كذا(وما تحـمل مـن أنثى ولا
تضـعُ إلا ) فاتلُــها ومـا تـلا
وما يلي (لتعلـموا) بمـا مــضى
من كون علمِه محيطاً قد قـضى
وقوله جل (هو الرَّزاق)
إلى الذي من بعدها ينساق
إثبات المشيئة والإرادة لله سبحانه
ثم المشــيئة مــع الإراده
للـه، وِفـــقا للـذي أراده
و(قلتَ ما شآ) قاله فيمن دخل
جنتَه و بالمشــيئة أخـــل
وقـولـه في آيـة في البـقـره
(لو شاء) واللفظُ المراد كـــرره
واقرء إلى( يفعــل ما يريـد)
كقوله:(يحكـــــم ما يريد)
وقوله سبحانه (فمن يُــــرد)
في آية الهَدي وشرح الصـدر زد
إثبات محبة الله ومودته لأوليائه على ما يليق بجلاله
الحب وصف ربنا العليِّ
لكنه لعبده الوليِّ
فقوله فيما يلي: (وأحسِـــنوا)
دلَّ عـلى حـب الذين أحسنوا
وهو:يحب المتقين، المقسطين
والتائبين،ويحبُّ المحسنين
(فسوف يأتي الله) أبدت حبَّه
لجيل قوم قادم أحبه
وحبه لمن( يقاتـلــون في
سبيله) بسورة الصف يفي
وقوله(هو الغفور) و(الودود)
تلي قضت بحبِّ مولانا الودود
إثبات اتصافه بالرحمة والمغفرة
كم آيةٍ تلوح وهي مسفره
تنطق بالرحمةِ أو بالمغفره
من ضمنها ما تحتويه البسمله
و(ربنا وسعت) حتى التكمله
واذكر(رحيما) بعدَ قوله (وكـان
بالمؤمنين) في كتـابه اســتبان
(ورحمتي) أتت، وفي الأنعـــام
(كتب ربُّكم) إلى الإتمــــام
وكم أتى أيضا مـن المــثاني
وصف (الغفور) و(الرحيم) الـثاني
(فالله خير حافظا) ومــا ولي
مما به ثبوت رحمة الـعلي
ذكررضا الله وغضبه وسخطه وكراهته في القرآن الكريم ،وأنه متصف بذلك
يرضى ويغضـب تعلى يكره
يسخط - كاللائق -لا يُستكـــره
(ورضي الله) - كما في البـــينه
وغيرها- وصفَ الرضــــا مُبينه
(وغضب الله عليه ولعـــن)
في آية القتل لذي الإيمان عــنّْ
وسخطه استبان في (واتبعــوا
ما أسخط الله) لهــذي تبع
من ثَم (لما آسفونا) قاضــــيه
بمثل ما به قضــاء الماضيه
(وكره الله انبعاثهم) أتــــى
ووصفُه بالكره فيها ثبتا
ومقته حقٌّ كــذا وتكـــفي
(كبُر مقتا) حجةً في الصف
ذكر مجيئ الله لفصل القضاء بين عباده على مايليق بجلاله
يأتي غداً في ظلل من الغمام
للفصل بين خلقه ربُّ الانام
وما يلي(هل ينظرون) قـــرَّره
في سورة الأنعام أو في البقـره
كذاك في(وجاء ربك) ثبت
(ويوم تشقق) بالإتيان بتّْ
إثبات الوجه لله تعالى
والوجه أيضا صفة الرحمن
إثباته في آية الـرحمن
في قوله فيها:- علا-(ويبقـى
وجهُ)إلى ما بعـدهـا تبـَـقَّى
و(كل شيئ هالك)،ويفنى
ووجهه فقط هو المستثنى
إثبات اليدين لله تعالى
له يدان:والدليل قــــوله
(لما خلقت بيدي) فاتلُــــه
وقال: تبكيتاً لمن عاداه
إذ نطقوا المحال (بل يداه)
إثبات العينين لله على ما يليق بجلاله
لله عينان:- كما يليق-
به تعالى، وبه خليق
وجاء لفظ الجمع ،لاترتبــكا
فيما يلي:(واصبر لحكـم ربكا)
وكالذي هنا- كما في الطور- مرّْ
أتاك ما من بعد(تجري)في القـمر
ومفرداً جاء (لتصــــنع على
عيني) في طه - ولاريب-انجـلى
إثبات السمع والبصر لله تعالى
السمع والبصـرلله الأجل
بالنص ثابتان ،عـز الله جــل
(ليس كمثله ) إلى ما ثَمـَّـــا
دليلها، وما يلــي (نعِـــمّا)
(قد سمع الله)،(لقد سمع) جلّْ
(وإنني معكما)، تاليه دلّْ
وقوله:(أم يحـسبون أنـا)
إلى الذي من بعدُ ثَم عـــــنا
وانظر(يَرى)من قول مالك الفـلق
بعد( ألم يعلم) هناك في العـــلق
وقوله سبحانه:( فسـيرى)
وكـ(الذي يراك)في المعنى يُرى
إثبات المكر والكيد لله على ما يليق بجلاله
ووصفه بالمكر والكيد جرى
في قوله: (ومكروا ومكــر) ا
وقال أيضا(ومكرنا):(وأكـيد
كيدا) على ما لاق بالله المجيد
وقوله في آية الرعد(المِحال)
يقضي بمكره، تعالى المتعال
وصف الله بالعفو والمغفرة والعزة والقدرة
بالعفو والقدرة والغــفران
والعز وصفُ الله في الفرقان
ففي النسآ في قولــه (إن تُبــدوا)
دليلُ قدرة وعفــو يــبدو
وقولـه (ألا تحبون ) إلـــى
تاليه أبدى غَفرَ مُولــينا إلى
كذلك العزة حـــقُّ اللـه
في الذكر جاءت قبـــلها (لله)
وقد حكى الله عن إبليس القسم
بها، ليُغوينَّ سائر النســم
إثبات الاسم لله ونفـي المثل عنه
(تبارك اسمُ) (سبح اسمَ)دلا
على اسمه -عز اسمـــه وجلا
والكفء في الإخلاص مطلقاً نُفـي
إذ ليس لله تعلى من كــفيء
كذا السميُّ نفيه مســلَّم
لقوله في مريم (هل تعلــــمُ)
والمثل لم تسمح به (لا تجــعلوا
لله أنداداً) فلا يمــــــثل
نفي الشريك عن الله تعالى
نفي الشريك عنه في الفــرقانِ
قد جاء في الإسراء والفـــرقان
ففي كليهما نفى الله الشريكْ
بقوله:(ولم يكن له شـــريك)
وقوله سبحانه (يســـــبح
لله) والخلق هو المســـــبِّح
وما يلي (ما اتخذ الله) ورد
بنفي مألوهٍ سواه وولد
وضرب أمـثال له يُجـــتنب
لقوله (فلا) يليه (تضــربوا)
وآية الأعراف أي (قل إنمـــا
حرم )كلُّ الشرك فيها حُرما
إثبات اســتواء الله على عرشه
الله حقا فوق عرشـه اسـتوى
لقوله جل: (على العـرش استوى)
في سبعة مـن المواضـع جـرى
إثباته في مُـــــنزَلٍ وقُررا
في سورة الأعراف في يونسَ في
رعد وفي طه وفرقانٍ يفــــي
وهكذا السجدة والحديد
ومـــــا له في غيرها مـزيد
إثبات علو الله عـلى مخلوقاته
ثم العـــلو من صفات الحق
فالله عالٍ فوق كل الخـــلق
فقال في ندائه لعيســـى
مخاطبا برفعه (يا عيـــسى)
وقال فيه نافـــيا ما اصطنعه
أعداؤه في حقه (بـــل رفعه)
وقوله: (من في السما) فيها عُلم
كقوله: (إليه يصـــعد الكلم)
وقوله فيما حكى: (فأطَّلـــع
إلى إله) معَ ما بعدُ تــبِع
إثبات معـية الله لخلقه
الله للعبــاد ذو معيَّه
فخـذ دلائل لها جـــــليه
(يعلم ما يلــج في الأرض وما
يخرج منها) أكمِلــن وعـمِّما
و(آية النجـوى) و(لا تحـزنْ )إذا
ما بعــدها من السياق أخذا
وقال في الإسراء:(إن الله مع)
ومنحُها للصابرين قد وقـــع
إثبات الكلام لله تعالى
معاشــر السنة أثبتوا الكــلام
على الذي يليق بالله السلام
والآي في إثباته قــد صـدَّقوا
كقوله(ومن) يليه( أصدق)
وقال:(قال الله)(تمت كلمه)
وقال في موسى الكليم(كلمـه)
(وكلم الله) وموســى كلما
وثَم (منهم ) بعدها(من كلَّم)ا
وقال:(إذنادى) و( ناديناه)
(ناداهما) والكلُّ في معناه
(يوم يناديهم) كذي(وإن أحد)
فثم إثبات الكلام للأحد
ومن عدادِ الآي في الباب(وقد)
كان فريق) وأخيرها السند
وما أتى في إثر(أن يبـدلوا)
وبتمامها الدليلُ يحصـل
وقوله في الكهــف: (لا مبدلا)
لكلماته) كلامه جلا
ومثلهن قوله: (يقــص
على بني) فالقصُّ فيه نص
إثبات تنزيل القرآن من الله تعالى
كتابُه دل على تنزيله
(كتاب أنزلنه)نصُّ قيله
أيضا (لو انزلنا) التي في الحشر
نصت على تنزيله للذكــر
(والله أعلــــم بما ينزل)
دلت على أن الكتاب مُنـزَل
إثبات رؤية المومنين لربهم يوم القيامه
الله في يوم القيام ســـيُرى
واعتـزل المعتزليَّ المــنكِرا
فرؤية الحق بحق ظاهـــره
في قوله بعد (وجوه):( ناظـره)
و(ينظرون) في كلام المـالك
تثبتها تلو(عـلى الأرائك)
(وللذين أحسنوا) ما إن نُسي
لفـــظ (زيادة) بها في يونسِ
في قاف جاء (ولدينا) و(مزيد)
وفي كتاب ربنا المولى مزيد
ومن تدبر الكتاب طالبا
للحق يلقَ هديه إن راغبا
الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من السنة
يادونك الســنة يانعم البيان
لكل ما أجمل في لفظ القرآن
فإنها للفظه تفــــسيرُ
تبيانه،عن قصده تـــعبير
فكل ما صحَّ عن الرســول
من وصفه، لقِّــي بالقبول
وكله من حــقه التصديق
به، وباعـــتقاده يليق
إثبات النزول الإلهي إلى سماء الدنيا
من ذلك: الإثــــبات للنزول
فإنه جــــاء عن الرســول
دليله:- و في الصحيح جـــاءِ-
(ينزل ربنا إلى الســـــماء)
إثبات أن الله يفرح ويضحك ويعجب
الله يفرح ويضــــحك كما
يعجــب والنص بكلٍّ حكمــا
(لَله بالتوب أشـــــدُّ فرحا
من عبده..)إلخْ حديثٌ صـحـحا
ثم حديث (يضحك الله إلـــى)
متفق عليه ،لا تـــأولا
وقوله(عجـــــب ربنا) أتى
وهو حديثٌ حسنه قد ثبتا
إثبات الرجل والقدم لله تعالى
لله رجـــل وله –جل- قـدم
فلا تكيِّف، لا تصفه بالعدم
فلا تزال النارُ فيها يُلقـــى
وتستزيد القَسـم فيمن يبقـــى
حتى إذا ما الرجل فيها وضـعا
فينزوي بعضٌ إلى بعـض مـعا
ولفظة القدم في إطــــلاق
روايةٍ أخـــرى، بالاتفــاق
إثبات النداء والصوت والكلام
أثبت وما عليك من أدنى ملام
لله صوتا ونــداء وكـــلام
دليلُه حديث (بعـث الـنار)
رواه مسلمٌ مع البخــــاري
وقوله(ما منكم من أحـد
إلا سيسمع كلامَ ) الأحـــدِ
إثبات علو على خلقه واستوائه على عرشه
علوه فوق سمـــائه ثبــت
وباستوائه على العــرش يُبت
وكم له من شاهدٍ عريـــض
مثل حديث رقية المــــريض
يقول فيه (ربــنا الله الـذي)
وما يليه اعتقدنه تحتذي
وهو حـــديث حسنٌ ولأبي
داووديعزى ولغيره انسب
ومثل هذا:(وأنا أميـــــن
من في السماء) قاله الأمـين
وإنه أهل للاعتـــــقاد
مضمونه؛ لصحَّة الإسناد
وقوله: (العرش فوق المـــاء
والله فوق العرش) في السماء
وهو حديث حسنٌ حواه
سفرُ سليمان الذي رواه
و اذكر هنا أيضا حديث الجاريه
إذ جآ بها نادي الهدى معـاويه
فقال:( أين الله)؟ قالت (في السمآ
فقال (من أنا)؟ فقالـت من سمــا
أنت رسول الله) قال (أعتــق
فإنها مؤمنة) وأطــــــلق
وقد رواه في الصحيح مسلـم
وهو في علــوِّه مــسلم
إثبات معية الله لخلقه وأنه لا تنافي علوه فوق عرشه
علوه مع المعيَّة انجلى
ولا تنافيَ فليس مُشكلا
وفي الحديث(أفضل الإيمان أن
تعلم أن الله معْ) وهو حسن
ثم حديث نهيه عن البُصاق
مصلياً على قبوله اتفاق
ومثله أي من حديث مسلم
(لا هم ربَّ السبع) فليُسلم
و(أنت الأولُ وأنت الآخر)
منه (وأنت..) ثم (أنت الظاهر)
وقوله: للصحب لما رفعوا
أصواتهم بالذكر لله ( اربعوا)
فإن أردت فارجــعن إليه
وإنه متفــــــق عليه
إثبات رؤية المومنين لربهم يوم القيامة
الله بإلإجمـاع منهم يُــرى
يوم القيامة ولُم من أنكــــرا
وفي حديث: (لا تُضامون) دليـل
لرؤية المؤمن ربَّه الجـــــليل
وفي صحيحي البخاري ورد
ومسلمٍ فليس بالضعف يرد
موقف أهل السنة من الأحاديث التي فيها إثبات الصفات الربانية
يعتقدون كل قــول أخـــبرا
به رســول الله عن ربِّ البرآ
وكلَّ ما - سبحــانه- أتى به
من وصفه العليِّ في كتابــــه
من غير تحريف ولا تعطـــيلِ
وغير تكييف ولا تمــــثيل
فإنهم وسط أرباب النِّحَــــل
كأمة المختار أوسطُ الملل
مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة
معشر أهل سنة همُ فقـــط
بين جميع أهل قبـلةٍ وســـط
من بين آل جهمٍ المعطــــله
صفاتِه والنحلة الممــــثلة
كذاك في الأفعال بين من جـبرْ
وبين من نفى- فأخطأ- القـدر
وبين ذي الإرجاء والوعــيدي
في كل ما يرجعُ للوعــــيد
وفي أسامي الدين نالوا المنـزله
بين الحرورية والمعتــــزله
وبين ذي الإرجاء والجهــميِّ
ذي الزيغ والتحكـــم الوهمي
ووسط في باب صحبِ المصطفى
بين الخوارج ورافـض جــفا
وجوب الإيمان باستواء الله على عرشه وعلوه على خلقه ومعيته لخلقه وأنه لا تنافي بينهما
يدخل في الإيمان بالله العلـِــي
إيماننا بأنه -جــل- علــيّْ
فالله في الذكر الحكيم أخـــبرا
به وعن رسوله تواترا
ثم عليه أجمع الأيمـــــه
من سلف مضــى لهـذي الأمَّه
فإنه سبحانه فوق الســـما
من فوق عرشــه العظيم قد سما
ومع علوِّه على الخـــــلائق
معْهمْ ،على المراد وفق اللائق
وهو مع الخلق تعلى يعلــــم
ما يعملون، كل ذا مســلَّــم
وقوله(هوالذي خلق) مــــع
تاليه علماً مع معيـــــة جمع
ولا تفسر (معَكم) بالاختلاط
بالخلق إذ ليس لربنا يناط
وليست اللغة قطعا تُوجــبه
ولم يك اقتضاؤها يستوجبه
وهو خلاف ما عليه السلفُ
أجمع، من أيمة والخلف
خلاف ما عليه كل الخلق
فُطر، من تنزيهه للحق
بل إنما القمر من أصغرِ ما
خلقه الله مضيئا في السما
وهو مع مسافـر وغــيره
كليهما في حـله أو سـيره
والله فوق عرشه رقيُب
عليهم، إليهم قريب
مطـــــلع عليهم مهيمنُ
يعلم ما أخفوه أو ما أعلنــوا
وغير ذا مما علـــيه ينطـوي
معـــنى الربوبية فيما تحـتوي
ما يجب اعتقاده في علوه ومعيته سبحانه ومعنى كونه في السماء
الله فوق العرش ذو معيــــه
خَصت، وعمت سائر البــريه
حق -على حقيقة- هــذا و لا
يحتاج للتحريف، ليس مشـــكلا
لكن يُصان عن ظــنون كاذبه
تخبط في الأوهام غير صائبـــه
كأن يُظن أن ظاهــر المقال
في(في السماء) ما يؤدي للمـحال
مثل ادعآ أن الســمآ تظله
أو أنها ـ سبحانه - تقـــله
فكل أهل العلم والإيمـــان
قد أجمعوا في ذاك بالبـطلان
وكيف، والكرسيُّ خلقه ، اتسع
للأرضين والسموات جُمع
وهو يمسك السمآ والأرضا
عن الزوال طولها وعرضا
ويمسك السمآ تعالى أن تقـع
على الثرى إلا بإذن لم يقـع
من آيه العظام قدرا أن تقوم
بأمره هذي وذي كما يروم
وجوب الإيمان بقربه من خلقه وأن ذلك لا ينافي علوه
يدخل في الإيمان أنه قريب
من خلقـه ولدعائهـم مجيب
والصفتان جُمعت في الآيــه
(إني قريب) ،فاتلها للغــــايه
وفي الحديث قوله (إن الـذي
تدعونه أقرب) من قـــولٍ شذي
وما مضى من قربٍ أو مـعيَـةِ
لله في الكتاب أ و في السنـةِ
ليس منافياً علوّه ولا
منافياً فوقية الله علا
فإنه ليس كــمثل الله
شيء ولا لنعتــــه مضاهي
فهو العـلي –جل- في د نـوِّه
وهو القريب ـ عزَّـ في عـــلوه
وجوب الإيمان بأن القرآن كلام الله حقيقة
يدخل في ماهــــية الإيمان
بكتبه الإيمانُ بالقرآن
وأنه كلامه عز وجــــل
حقيقة، وأنه منــه نزل
وغير مخلــوق وعائد غدا
إليه منه - أول الأمـر- بــدا
وأن هذا الذكر أُنزل عـلى
أحمد من مولاه جل وعلا
ولا تقل حكــايةً عن الكلام
ولا به عُبر عن قول الســـلام
والكَتب في المصحف والقراءه
لم يُخرجا عن تيلك البـــراءه
من أنه كلامُـــــه حقيقة
وإن تلت ألفاظَه الخليقه
فإنما الكــلام -لا للناقل
يُضاف- بل لمبتديه القائـل
وإنما ناقله مــــــؤدي
فعزوُه إليه من تعدي
فهو كلام الله كالمبــــاني
ـ عنيتُ ـ ملفوظاتِه، المعـاني
وجوب الايمان برؤية المومنين لربهم ومواضع الرؤية
يدخل في الإيمان نفي الارتياب
في رؤية الله غدا بلا حجاب
و أنه حقاً يُرى بالعـــين
رؤيةَ شمس الصحــو دون غين
أو رؤية القمر ما فيها تضـــامّْ
يحصل للرائين ،لا فيها يضــامْ
يرونه في العرصـــاتِ والجنان
كما يشاء، وهي خير الامـــتنان
مايدخل في الإيمان باليوم الآخر:
فتنة عذاب القبر
من ضمن إيمان بيوم الحشر
نفيُ الشكوك في امتحان القبر
فاجزم بالافتتان للمقبور
إما إلى حبورٍ أو ثبور
يسأل عن ثلاثة عظيمـــه
هي الأساس، وهي الدَّعـيمه
عن ربِّه ،عن دينه، عن النــبي
تسآله بعد انتهار مرعب
والعبد إن أخلص في إيمانه
يَنعم بالتثبيت في أمانه
يقول ربي اللهُ والإســـلام
ديني ، محمد به ائتمــام
أما الذي ارتاب يقول هـاه ا
هاه ؛ لأن القلب منه تاهــــا
واتل الحديث أولا إلى التـمام
واستوهب السلام لطفاً والسلام
وبعـــد هذا الافتتان إمّا
إلى نعيم أوعذابٍ ثَـــما
ويَستمران إلى التــنادي
فتنفخ الأرواح في الأجســاد
القيامة الكبرى وما يجري فيها
أيضا قيام ساعة يحـــــق
تصديقُه، وإنه لَحــــقُّ
وفي الكتاب أخـــبر الله به
وبلسان المصطفى عن ربــه
والمسلمون أجمــعوا عليهـا
وكلـــنا سينتهي إليها
فيُحشر الناس حفاة و عُــراه
غُرلا وكلٌّ حلفُ هول قد عَـراه
والشمس تدنو، واللجاماتُ العَرقْ
من شدة ،أشفـى بهم إلى الغرق
من ثم تنصب موازين العمــل
فتوزن الأعــمال كالخِفِّ الثقل
وتبسط الدواون المنشـــوره
فتظـــهر الخبيئة المستوره
وهي هنا صحــائفُ الأعمال
فمن يميــــنيِّ ومن شمالي
ومن بخلف ظهره يلـــقى
طائره يكـــون ممن يَشقى
ثم يحاسب الخلائق الأحـــد
ومن يناقش، فعذاب لا يحـد
وبالذي آمن، يخلو فيقــر
بذنبه ثم بلطفٍ يغتفِر
وليس - كالكفار- في حســابه
من كان ذا نوعين في اكـتسابه
لكنما الأعمال منهم تحصى
عَدّاً ولا يجهلها من أحــصى
ومن هنا الإيقافُ والتقــرير
وما لهم لما جـــنوا تبريرُ
حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومكانه وصفته
حوض النبي المصطفى مـورود
في العرصاتِ، ورده محـــمود
وماؤه بياضها فوق اللَّــبن
ومن يُذد عنه فنفسَه غبـن
أحلى من الشهد، وأنجمُ السما
عدد آنيته ،يَشخَب مــــآ
وطوله شهر وأما العــرض
فمثله، فلا يفـــتك الفرضُ
وليس يظما أبدا من يشـربُ
منه وبالهناء عيشاً يـطــرب
الصراط ،معناه، مكانه ،صفة مرور الناس عليه
هذا وبالصراط إيمانٌ وجبْ
دليله باد وما كان احتجــب
وهو منصوبٌ على متن الحريق
والناس مجتازون،ناجٍ وغـريق
جسر مديد بين جنة الخلو د
وبين نار شأنها كي الجـــلود
تمر من عليه أسرابُ البــشر
للخير حظه، وحظ الشر شــر
فبعضهم:مروره لمح البــصر
وبعضهم: كخطف برقٍ حين مـر
وبعضهم كالريح في التعداءِ
وبعضهم كالسابح العدّاء
وكركاب الإبل بعــضٌ يبدو
وبعضهم: يمر وهو يعـــدو
ومنهم: الماشي، ويأتي زحـــفا
قومٌ وقوم يخطفون خـــطفا
أما الذين يخطــــفون فهمُ
ممن تضـم أمُّهــم جهــنمُ
فالجسر تعلوه كلاليبُ اخـتطاف
بعمل تخطف من بالشرك طاف
القنطرة بين الجنة والنار
كلُّ الألى جازوا الصراط بسلام
سيدخلون – يالهم – دارَ السلام
لكن يلي الصراط وقفُ القنطرة
وهي من قبل الجنان العطِره
هناك يقتص لبــــعض وإذا
تمَّ القصاص هُذبـــوا من الأذى
فيأذن الله لهم أن يــدخلــوا
جنَّته، وفي النعيـــم مــدخل
وأول المستفتحين بابَهــــا
نبيُّنا المــوفي لها أســــبابها
وأولُ الأسراب من كل الأمــم
به لحوقاً جمعُــه أهل الهــمم
شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم
هذا: وأقسام شفاعة الرســول
ثلاثة أكرم بها من طيب ســول
أولاهما: في جمع أهل المــوقف
يشفع بعد طول ما توقُّـف
فيبدأ القضاء فيهم بعــد ما
تراجع الرسلُ لهول قد طما
فيهرع الناس جميعا للإمام
محمدٍ، فإنه أهل المقام
ثانيهما:يشفــع في أهل الجنان
أن ينزلوا أعلى مقامات امتنان
هذي وهذي خصــتا بالهـادي
والهول- يالََله- في اشـتدادِ
ثالثة الثنتين: فيمـــن استحق
نارا، وفي خروجِ من بها التحق
إخراج بعض العصاة من النار من غير شفاعة
هذا، ويخــــرج من النيران
قوم بمـحض رحمة الرحمـن
والفضل في الجنة سوف يبقى
بعد دخول أهل دنيا حـــقا
فينشـــئُ الله لها أقوامـا
بشرى لهم، طــوبى لهم مُقاما
وكل ما في الدار الاخرى من حساب
أو من ثوابٍ أو عقابِ ذي اكتساب
أو خبر الجــنة والنــــيران
تفصيله في محكم القــــرءان
وغيرِه من كتب الســــماء
وفي الأثاراتِ عن انبيـــــاء
وفي الذي أورثناه المصطــفى
من ذاك ما شفى القلوب وكفى
الإيمان بالقدر وبعض ما يتضمنه
بالقدرالإيمان: حلو خيرِه
فيه لديهم كمرير شره
درجتان ضُمنت كلتاهما
شيئين، إيمانٌ به وهاهما:
أولاهما: إثبات علـــم الله
جزما بخلقه بـــلا تناهي
وأن علمـه تعلى في الأزل
ولا يـــزال أبداً ولم يزل
فالله عالـــم بكل حـال
بعالَم الأرزاق والآجـــال
كتب في اللوح المـقادير ولـم
ينسَ، وأولُ الخليقة القلـــم
قال له اكتب قال ما أكتبُ؟ قال
ماكان كائنا إلى يوم الســؤال
وكل ما أخطأ خلقاً لا يصـيب
وكل ما أصابهـم هو المصـيب
قد طُويت صُحْف وجفت القِلام
بما قضاه، أو سيقضــيه السَّلام
يعلم ما تحوي الســمآ كالأرض
وإن ذاك في كــتاب مرضي
من قبل أن يبرأنا وهو يســير
عليه، لا شيء على الله عــسير
وكل تقديرٍ لعــــلمه تبَع
إن جملة أوكان تفصيلا وقـع
فإنه في لوح حفظ كَتبا
ما شاء تكوينا له ورتبا
ونصُّ خلقه الأجنةَ يلوحْ
فيه الذي قبلَ وبعدَ نفخ روح
وأنكر التقدير هذا من غــلا
في نفــي ما قدره الله عــلا
وهم قديماً أنكروه ، وقليل
من أنكروا اليوم تقاديرَ الجليل
ثانية:نفوذ ماشآ، وشمول
قدرته، كلٌّ محقق الحصول
وهي إيمان بأنه يكون
ما شاء من حركةٍ أو السكون
ما لم يشأه لم يكن إلى الأبد
إلا إذا شاء، فبالأمر استبَدّْ
وعمت القدرة كالموجـــود
من لم يجئ من خلقه المفقودِ
وما من المخلوق إلا خالقـــه
ربُّ السماء مطلقا ورازقه
ومع ما مضى، وما هناك مــر
بطوعه وطوع رسلِه أمــــر
وعن معاصيه الوخيمةِ نهى
عبادَه وقصدُنا أولو النهى
وهو يحب المتقي كالمحــسن
والمقسطين من ذوي النهج السَّني
والمؤمنون العاملون الصَّالـحـا
يُرضيهم،ولا يحـب الطالحا
وليس يرضى لعباده الفجــور
ولا الفساد يرتضي لمن يَجُــور
والفعل للعــــباد في الحقيقه
وخلقُه لبارئ الخــــليقه
والعبد: إما مؤمن أو كافـــر
أو هو بَر محســــن أو فاجر
وهو ذو القدرة أي على العمل
وذو إرادة لما كان اعتمــل
والله خالق له، فيه خــلق
إرادة وقدرة كما نطـــق
قال (لمن شاء)، وفيها باد
عزوُ المشيئة إلى العباد
في هذه ، ضل مجـوسُ الأمة
فعدلوا عن منهـــج الأيمه
أعني بهم عموم من نفى القدر
واسمُ المجوس من نبينا صدر
وقد غلا كل غلو في مجـــال
إثباتِ هذا الباب أجهالُ الرجـــال
فسلبوا العبادَ كل الاقــتدار
كريشةِ الإعصار بله الاختيار
فأخرجوا عن فعله تعالى
حِكمه وحُكمـــه ضلالا
حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة
حقيقة الإيمان قول وعـــمل
كالدين في المعنى على ذين اشتمـل
والقول والعمل:باللســـان
والقلب والأعضاء في الإنسان
يزداد بالطاعة والمعاصـــي
تُنزله في كفَّــة انتقـــاص
وكل قِبليٍّ أبوا تكــــفيره
بمطلق العصـــيان و الكبيره
خلافَ ما تفعل تلك المارقـــه
في الدين وهي في الضلال غارقه
فمقتضى أخــــوَّة الإيمان
يثبت مع معــصية الإنسان
ففي القصاص اقرء(فمن عُـفي له)
من قبل(من أخيه)أو تكمّلََه
وقوله في الحجرات ينصــح
(المومنون إخوة فأصلــحوا)
والفاسق المِلّي ليس يُسلبُ
إيمانه كلية بل يُعتب
ولا تخلده ولا تــــنزل
في النارِ،لا تقـلد المعتزلي
بل في اسم إيمان لديهمُ دخل
وإن ببعض طاعة الله أخلّْ
فإن في رقبة التكفير
إطلاقَ إيمان لدى التحرير
و في اسم إيمان –وليس مطلقا
يخرجُ أحـيانا إذا ما أطلقا
كحصره الإيمان في حاوي الوجَل
إن ذُكر الله ،تعالى الله جل
ثم حديثٌ منه:(يـــزني الزاني)
يظهر فيه النفـــيُ للإيمـان
وهم يقولون بمعنى النقــص
في أصله في مثل هذا النــص
أو مؤمن بسابق الإيمـــان
وفاسق بالفعل للعصيــان
فليس يُعطى الاسم مطـلقا ولا
يسلب إن كبيرةً قد فــعلا
الواجب نحو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتم سلامة القلوب وصفـــا
نطقٍ إذا ذُكر صحبُ المصطفى
وذاك من أصولهم، كما بــــه
وصفهم ربي في كتـــابه
إذ قال فيه:(والذين جــــاءوا
من بعدهم) وضــمنها الثناء
ومن يُطع أحمدَ لا يسب
أصحابه إذ قال لا (لا تسبوا)
وفضلُهم يدرى بلا نزاع
في الذكر والسنة، بالإجماع
ويقبلون ما لهم من رتــــب
ذاتِ انبثاثٍ في مطاوي الكتب
وهم بتفضيل الذين أنفقوا
وقاتلوا من بعد فتح، نطقوا
على الذين أنفقوا من بعـــدُ
وقاتلوا، وللجميع السـعدُ
وأهل هجرة على الأنصـــار
يقدمونهم كفعل الباري
وفضل أهل بدرٍ الأهـــــله
قضوا به جريا مع الأدلـــة
ويومنون بالذي قد قاله
في فضل هؤلاءِ ذو الجلاله
إذ قال فيهم(اعمـلوا ما شئتم)
- بشرى لهم-(فقد غفــرت لكم)
وهم ثلاثمائة وعــــشره
ونيفٌ والكل أهل المغـــفره
وأن أهل بيعة الرضوان
نجاهم الله من النيران
وعنهم رضي ربي ورَضوا
عنه، وعن حطام دنيا أعرضوا
وعدد الأفراد في تلك الفئــة
أكثر من ألف وأربع مائـــه
وشهدوا بجنة لمن شهـــد
لهم بها الرسول مثل من عــهد
كعشْرةٍ وثابـــت بن قيس
وغيرِه من جيله ذي الكــيس
وهم يقرون بنقل - مؤمنين
به - يصحُّ عن أمير المؤمنين
أعني علياً عنه قد تواترا
كالغير في خيريةٍ لهم تُرى
فالأفضل الصديق ثم عــمر
في الفضل من بعد هــو المؤمر
وثالث النجــمين والبدرين
أكرم به- عثمان ذوالنورين
وبعلي ربَّعوا وبالســــنن
قضوا هنا، فلا تحِد عن السنــن
هذا الذي دل عليه الاثر
وفيه إجماع الصحاب يُؤثَر
وأجمعوا في بيعة أيضا على
تقديم عثمان، وغيرِها فلا
حكم تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما
بعضهم تنازعوا فيمن يلي
في الفضل هل عثمان أم هوعلي؟
من بعد ارتضوا على الإطلاق
تقدمةَ الشيخين باتفــــاق
وبعضهم قدَّم عثمان الإمام
وآثر السكوت عن خوض الكلام
أو ربعوا بصنوه علـــــيِّ
وفضل كل ليس بالخفــــي
وآخرون قدموا فضل عــلي
وآخرون وقفوا في الأفضـــل
وأمر أهل سنة قد استـــقرَّ
بعد، على تقديم عثمان فقــر
وهذه مسألةٌ ما إن نصــول
بها على الضدِّ، فليست في الأصول
فلا تضلل مُبدياً خــــلافه
فيها، بعكس القول في الخــلافه
فإنما الأولى بها الصــــديق
وعمرٌ من بعده الخــــليق
واعطف بثم بعدُ باقي الأربعـه
تفز بنيل الســـنة المتبعه
ويثبتون لألاء الخلــــفا
حقَّ الخلافة على من سلفا
وطاعنٌ فيها لفرط جهله
فهو أضلُّ من حمار أهله
منزلة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة
بحب أهل البيت والـــولاء
لهم- قضوا- كــــمثل هؤلاء
ويحـــــفظون فيهم ما نصَّا
عليه قول المصطفى إذ وصَّــى
وصَّى بهم يوم غدير خـــمِّ
ففضلهم فات لصــوقَ الذم
ففي أهالي البيت جِدا ذ كـــرا
بالله فيما صح عنه خبــرا
كذاك ما قد قال للعبــــاس
لدن أتاه يشتكي مـــن باس
إذ جاءه مُندفعا في جِــــده
يشكو جفاءً نال آل جَــده
فأغلظ الحِلفة:أن ( لايؤمنـــون
حتى يحبوكم ) إلى ما ينقلـــون
أيضا: ومن هذا حديثُ الاصـطفآ
ففضلهم فيه بعيد عن خفآ
ثم ولاء أمهاتِنا النـــــظاف
ذواتِ طهر ونقاء وعــفاف
ويؤمن السُّنيُّ أنهــــــن ا
أزواج هادينا هُنا وهَـــنَّا
واخصص بزائد الولآ خديجــه
أخلص لها حـــبا بلا وليجة
وهِي أم أكـــــثر الأولاد
وأول السُّــــباق للرشاد
قد عضدته في جمــيع أمره
واستأثرت قبلُ بخير بــــره
و منزلاتها لديه عـــاليه
وفي غدٍ تلقى الجنان الغاليــه
وبنتُ صديق هي الصِّــديقه
عائشـــة، ببرنا خلـــيقه
وفضلها على نسآ كــل الأنام
فضل الثريد إن يقارَن بالطـعام
تبرؤ أهل السنة والجماعة مما يقوله المبتدعة في الصحابة وأهل البيت
طريق أهل سنة هي البـَـرا
ممن يَسبون الصحاب الكبرا
وسبهم مرتعُ أهل الرفض
فأبدلوا رفعهم بالخفض
ومن طريق الناصبي هكذا
فحظُّ أهل البيت عنده أذى
يؤذيهم بقولٍ أو بعمل
ولا يُراعي فيهم إلَّ العلي
ويمسكون كلهم عما جرى
بين الصحابة وعما شجرا
فالسوءُ إن جاء عن الصحب نقول
في نقله أخطأ أربابُ النقول
فعنهم تختلقُ المســاوي
والجفو أحيانا مرام الراوي
فالنقل يُنقص، وتارة يـزاد
وتارة يحال عن وجـه المراد
أما الصحيح منه: فالعـذرُ متاح
له ويُننئى السوء عن أهل الصلاح
فكلهم مجتهدون، فأصـــاب
هذا ،وذاك لم يحالفه الصواب
كلاهما له من الأجر نصيـب
سيان من أخطا فيهم والمصيب
ولم تك العصمةُ في الكـبائر
وصفاً لهم ولا من الصــغائر
بل جائزٌ عليهم أن يذنبــوا
في جملة، وفضلهم لا يسلب
ولهم من أفضــل السوابق
ما يوجبُ الغفران عند الخالق
أي في الذي يصدر منهم إن صدر
من سيئ الفعلِ إذا الفعل بدر
فإنه يغفــر مما اقـــترفوا
ما ليس يغفر لقومٍ خـلفوا
فلهم من حسناتٍ سابقـه
ما تنمحي به الذنوب اللاحقه
وفضلهم ما إن يُقاس أبدا
وما لمن بعدهم- كلا- بدا
وفيهم قال نبي الأمَّه
خير القرون، فهم الأيمه
ومدُّ بعضهم إذا اللهَ وهــب
أفضل من أحدٍ ولو من الذهب
ثم إذا صدر بعضُ الذنـــب
منهم، فمغسول بماء التوب
أو أنه أتى بما محــــــاه
من حسنات قبـــل ما نحاه
أو كان مغفورا له بما مــضى
من سابقاته مع الهادي الرضا
أو بشفاعة نبيِّنا استــــحق
غفرانَه وهم بها جزما أحــق
أو أنه أصيب بالبلـــــيَّه
قضت على الذنب بلا بقــيه
إن كان ذا فيما سوى المحقَّـق
فكيف فيما باجتهاد مطلــق
فإن أصابوا فلهم أجـــران
أولا، فواحدٌ بدون ثاني
وخطأ اجتهادهم مغفـــور
وكلهم في فعله معذورُ
ثم الذي من فعل بعض يُنـكر
نزرٌ قليل لهم سيُغـــفر
في جنب ما حازوا من الفضائل
ومن محاسنَ بلا ممــــاثل
من ذلك: الإيمان بالعليِّ
وبالرسول المصطفى النبي
كذا جــهاد في سبيل الحق
وهجرة ونصرة للحـــق
والعلم ذو النفع وصالح العـمل
وما لهم من المناقـب حصـل
ومن رآى بالعلم والبصــيره
ما لهم من مســتقيم السيره
أيقن أنهم خيارُ الخلــــق
بعد النبيين أهالي الصــدق
ما كان، لا يكون في البريـَّـه
مثلهم،ياكم لهم مزيــــه
وهم هم الصفوة من كل القرون
طرا ولا نظـيرهم بعد يكــون
موقف أهل السنة والجماعة من كرامات الأولياء
ويؤمنون بالكرامات التي
لأولياء أهلِ هــــذي الملة
وما على أيديهم يُجـري العلي
من خارق العادات والأمـرِ الجلي
أي في صنوف العلم أو ما كوشفوا
به ونيل قدرة لا تؤلـَـــف
كذلك التأثير مـــثل ما أُثر
عن سالف الأمم، في الكهف نثر
وغيرها، كخارقات ثَمــــه
قد صدرت عن صدرِ خير أمة
من الصحابة الكرام والتَّــبَع
وفي القرون كلهن قد تقع
صفات أهل السنة والجماعة
طريق أهل سنة كل اتباع
آثار خير الخلق دون الا بتداع
ثم اتباع السّبق الأخـــيار
من المهاجرين والأنصـــار
كذا اتباعهم وصـيةَ الرسول
في قفو ما استن لنا حيث يقول:
(عليكم بسنتي ) وما اكــتفى
بل زاد سنة الهداة الخلفآ
ويعلمون أن ما قال السلام
– سبحانه- أزكى وأصدق الكلام
وخيرُ هدي قائم مســـدَّد
هدي النبي المصطفى محـــمد
ويؤثرون عن كلام الخلــق
جميعهم قول العظيم الحــق
وهـــم يقدمون هدي أحمد
نبيِّنا عن هدي كل أحــــد
لذاك سَموهم بأهل السُّـــنه
لأخذهم بالذكـــر ثم السنه
وبسُمى أهل الجماعة لمـــا
من نبذ فرقة لديــــهم عُلما
إذ الجماعة هي اجتمـــاعُ
وضدها الفُــــرقة والنزاع
ولفظها قد صار يصدُق علـى
قومٍ إذا اجتماعــهم تحصلا
وثالث الأصلين مما اعتمــدوا
إجماعُ أهل العلم حيث يوجد
وللثلاثة الأصول يذعـــنون
وبهُداها كل شيء يَـــزنون
من قول أو من عمل تعــلقا
بدينهم في كل حــال مطلقا
وحدُّ الاجماع الذي قد انضبط
ما السلف الصالحُ أنشاه فقــط
إذ بعدهم قد كــثُر اختلاف
منتشرا وعـــــز الائتلاف
بيان مكملات العقيدة من مكارم الأخلاق
ومحاسن الأعمال التي يتحلى بهاأهل السنة
بالعرف يأمرون مع هذه الأصول
ونكرهم للنكر معروفُ الحصول
يَرون أن ينفذ الجـــهادُ
و الحج و الجُمَـع والأعياد
وكلها مع الولاة الأمــــرآ
سيان من بَرَّ وباغٍ فجـــرا
وبالجماعة حفاظهم كـــما
يرون نصح أمةٍ ديناً سمــــا
فإنما المؤمن بالمنصــــوص
لأخِه مثل البنا المــــرصوص
وبعد تكميل الحديث الرائع
شبَّك خيرُ الخلق بالأصابع
والمؤمنون في الوداد كالجسد
وانظر إلى لفظ كلامه الأسدّْ
والأمر بالصـــبر لدى البلاء
دأبهم كالشكر في الرخـــاء
ومن أصول سنة محضُ الرضــا
بكل ما يصيب من مر القضــا
ثم إلى مكارم الأخــــلاقِ
يَدعون وهي أنفس الأعــلاق
يعتقدون أن أوفى الخلق
في الدين من فاقهم في الخُلق
ووصل قاطع وإعطآ من حَرَم
سيرتُهم كالعفو عن جان ظلم
والنصحُ بالبرلأم وأب
عادتهم كوصل كل نسب
من ذلك الإحسان في الجوار
ولليتامى وذوي افتقارِ
وابن السبيل،وبكل رفق
مملوكُهم يَنعمُ، دون شق
والنهي عن فخر وفعل الخيلآ
والبغي واستطالة على الملا
بالحقِّ كانت، أو بغير حق
ويأمرون بمعالي الخُلق
وهم على سَفسافها ينهون ا
وعن حماه دائما ينأون ا
والذكر والسنة كلَّ حـــال
متبوعُهم في القــول والأفعال
ونهجهم في الدين ما الله ابتـعث
به نبيه، تعلى عن عـــــبث
وفي الحديث أنه ستفترق
أمةُ أحمد إلى شتى الفِرق
وكلها في النار إلا واحـــده
وهي الجــماعة فهم على حده
وهي التي في دينه كانت على
مثل الذي كان عليه عـملا
وما عليه صحـــبُه الأبرار
والتابعون لهم الأخيار
والدينُ لما رزقوا اتباعـــه
سُمُّوا ذوي الســنة والجماعه
إذ لم يُشب إسلامهم بل مُحضا
فصار خالصا على ما يُرتضى
ففيهم الصديق، والشهيد
والصالحُ الأعمال والسعيد
وفيهم أيضا مصابيح الدجى
أعلام هدي نورهم تبلَّجا
وهم أولو المناقب المأثـوره
وهم ذوو الفضائل المذكــوره
وفيهم الأبدالُ، والأيمـــه
على هداهم اجـــتماعُ الأمه
وهم هم الطائفة المنـصوره
خصال خير فيهم محـــصوره
وذاك حكم ثابت ما إن يُزال
إلى القيام بدليـــل (لاتزال)
فخلف من خالفهم خِلو الضرر
وليس بالخذلان جمـعهم أضر
نسألك اللهم يا وهابُ أن
تجعلنا ممن قفوا نهج السنن
واحفظ لنا قلوبَنا بعد الهدى
أن لا تزيغ، لايمسّها الردى
وهب لنا الرحمة من لدنكا
فالخير في دنيا وأخرى منكا
خاتمـة:
هنا أتمَّ شيخنا ابن تيميـه
منثوره وقد حـــواه نظميه
فالحمد لله على إتمامه
حمداً يفي بمنتهى إنعامه
وكله لي اعتقادٌ منتهج
واسميَ (أحمدْ) بـ(محمد) امتزج
ووالدي( محمدٌ) يا كم غلب
عليه وصفٌ الحج إن رمت اللقب
(وهو من بني ربيعة الهمام
من آل نجله الشهير بالإمام)
ثم إلى الأدرع ينميني أبي
وهوالشريفُ الحسنيُّ النسبِ
وفاح ختم مسكه في نجــد
وفي رياض عــــزة ومجد
عام الثمانية والعشرين مع
أربعة القرون والألف وقــع
من هجرة الهادي وفي يوم الأحد
من رجبٍ تم بتوفيق الأحـد
ثم صلاةُ الله في طي السلام
على ختام المرسلين والسلام
واسطة الفريدة في نظم واسطية العقيدة
للفقير إلى رحمة الله /
أحمد محمد الحاج الحسني الأدرعي الجلالي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
نظم
العقيدة الواسطية
لشيخ الإسلام
أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني
ـ رحمه الله ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
حمدَك يا من هو بي برٌّ حَفي
بفضله البادي ولطفه الخفي
أسألك اتباع خـير مرسـل
في مَنشطي ومكرهي ومكسلي
فيا رحيمُ امنن علي باتباع
سنتِه من دون ما أدنى ابتداع
وإنها مـنشودي الأسمــى ولا
أبغي سواها ،ولها مــني الولآ
وإنني أشهد أن المصـطفى
بلغنا الهـدي ، وأدَّى ، ووفــى
والمهـتدي -لاشك -عينُ المقتـدي
بسـنة الهادي الإمــام أحمـد
عليه أفضـل الصـلاة والسـلام
بعـدِّ مخـلوقات ربـه السـلام
لم يألُ في التـبيين للعـقائـــد
أكـرم به، حبٍّا له مـن قائــد
والنـاسُ في باب العـقيدة فئام
عز اجـتماعُ شمـلهـم، فلا وئام
مابيـن مثـبتـين أو نُفـاة
لما لرب العرش من صِــفات
والحق ما عليه أهل السُّـنه
وغـيرهـم يخبـط في الـدُّجُـنَّه
إذ أثبتوها دونما تمثيــل
ودون تكــييفٍ ولا تعطيـل
فقد مضى الصحـب بلا تنقيب
عن كنه وصف الله أو تعـقيب
بل آمـنوا بالله في السَّماءِ
وبالصفات الغـــرِّ والأسماء
وأمسكوا عن الكــلام ورأوا
أن الألى استحــلوه عن هديٍ نأوا
وبين ظهرانيهمُ كان الرســول
وعنده- لو سألوه - كلُّ سـول
إذ لا بيانَ فوق ما للمصــطفى
وقـد أبانها ووفىَّ وكــــفى
ثم الذين بعــــدهم كذلك
فانظر إلى قولِ الإمــام مـالك
إذ قال للبِدعــــيِّ لما سألا
الاستوآ يٌعلــم، أما الكـيفُ لا
ومثل هذي قـــولةٌ بديعـه
عن شيخـه نجم الهدى ربيعـه
هـذا: ولما كانت الأيمَّــــه
في الاتـباع هم بـدور الأمـه
ولابن تيمــيةَ في المجــــال
ما يُفحِم اللـدَّ مـن الـرجال
فإنه ذوغــيرة مشــهـوره
على اعتقاد الفـرقة المنصــوره
فكم حَمى الحِمى بلا إلبــاس
عن شُبه اللبس أبو العـــباس
وسدَّ بِيبان الهــوى كلَّ جـهه
عن فِرق التعـطيل والمشـبِّهه
فكان في حلـوق آل الجــهم
و صنوِه الجعـد كمثل السَّــهم
يا كم له في البابِ من رسـائل
توضِّح الحـق لكـــل سائل
كالواسطيَّة التي أودعـــها
معتقدَ السنيِّ, ما أبــــدعـها؟
ونهجَ أهل الســنة الأواسِـط
حوت جوابا للسؤال الواسـطي
وهي تفوقُ الدر حـسنا، فهب
مسبوكها خُطَّ بماء الذهــب
وحين إذ وجدتها كهــفَ الأمان
ونثرها في الحسن كاللُّول الثمـان
دعت إلى نظامـها دواعــي
في النفس؛ كي أدنيها للواعـي
فأقنعتني بأني عـاجــــزُ
ولا يجيدُ النظمَ إلا الراجــــز
وعللت بكثرةِ الآيــــات
فيها، وهل تصلح للأبيـــات
فقلت: لا عليَّ لوطال العــددْ
آياً، فمن مولاي أرتجي المـــدد
فمـدَّني ربي بما عــــودني
من جـوده عليَّ مذ أوجــدني
فتارة أسوقُ ما في الآيــــه
من شاهدٍ أبديه للنـــهايـه
وتارة آتي ببعضٍ، و أحـــيلْ
فنظم قيل الله شبه مستحـــيل
فلم أزل بها إلى اســـتدنائي
فرعَ ثمار النظم ،وهْـــو نـاء
فسمِّها {واسطـة الفــــريده}
في نظم واسطـيَّة العقيـــده
وقد حـوى الأصـلَ وأدَّاه و رقّْ
كما حوى مــنثورَه ذاك الـورق
والله أسألُ به كـــل انتفـاع
وفي غد أرجو به نيل ارتفـــاع
وها أنا بحول ربِّي أصول
مقتديا بما لأصلي إذ يقول
ياهاءكم بسط اعــتقادِ الناجيـه
فهديها نورٌ يضــيئ الداجـيه
وهم ألو الســـنةِ والجـماعه
من نُصـــروا إلى قيام الساعـه
قد آمـنوا بالله ثم الــــملأكِ
والكتْب والرسل الكـرام النُّـسك
وآمنوا بالبعث من بعـد انتزاع
رُوحٍ، فما إن في ثبــــوته نزاع
وآمنوا جـزما بسـابق القــدر
سيان في الإيمان خـــيرُه وشـر
وآمنوا بكل وصـــفٍ ثبــتا
لله في كلامـــــه أنى أتـى
وبالذي به الـرسولُ وصـــفه
محمدٌ أجـــــلُّ عبـد عرفه
من غير ما تحريـفٍ أو تعطـــيل
وغير تكييف ولا تمثـــــيل
فليس مـثلَ الله شيءٌ بل عــلا
له الكمال مطلقا، لـه العـــلى
فليس ينفون, وباغٍ مـــن نفى
ما نفسَه به تعلى وصـــــفا
ولا يحرِّفون - مثلَ الواضع-
كَلِمَه الغرَّعن المواضع
وليس يُلحدون في أسمـــائه
- سبحانه - الحسنى ولا آيائه
ولا يُكيفون وصـــفَ الحق
ولا يمــثلونه بالخـلق
فإنه سبحانه لا كفءَ له
لا ند، لا سميَّ، فانف مثلَه
ولا يقاسُ الله في الحـــقيقه
- سبحانه – بعالَم الخليقه
فإنه بنـفسه وأمــــره
أعلمُ مثل علمـــــه بغـيره
والله أصـدقُ وأزكـــى قيلا
حديثه أحســــنُ قول قيـلا
ورسلُه بالصدق و الـتصــديق
صفهم، خلافَ زائغِي الطــــريق
فإنهم يختلقون مالا
يدرون في صفاتِه تعالى
لذاك قال الله ذو الثــناء
(سبحان ربك) إلى انتهــــاء
فنفسَه سبَّح عما وصـــفـه
به المخالفون رســــلا للسَّفه
ثم على الرسل الكـرام ســلَّما
لكون ما قالــــوه فيه سلـِما
ولم يُشَب بالنـقـص أو بالعيبِ
هيهات، فهو فــوق كـل ريـب
والجمعُ بين النفي والإثبات في
أسمـائِه ووصـفه عنه قفي
وأهل سُنة- وهـم هــم العدول-
ليس لهم عن منهج الرُّسل عـدول
فإنه هو الصـراط المستــقيم
ومن يَزغ عــنه فذو قلبٍ سقيم
وهو صراطُ من عليهـم أنـعـما
من النبيين الكــرام العــلمآ
صراط قومٍ صدَّقـوا، والشــهدآ
والصالحين الأتقـياء الســـعدا
الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى
الجمـع بـين النفـي والإثبـاتِ
في باب وصـف الله عــنه آت
فوصفـه المثبـتُ والمنــــفيُّ
ضمَّتهما الإخــلاصُ والكـرسيُّ
الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته
اجـمع علوا مــع قرب الأحـد
وأزليــةٍ ببُقــيا الأبــد
فقوله( الأول )ثم (الآخـــرُ)
وما يليهما، دليل ظـــاهر
وفي(توكل) و(على الحيِّ الذي)
تبدو الدلالة على المعنى الشـَّـذي
إحاطة علمه بجميع مخلوقاته
يحيط علم الله بالخلـــيقهْ
جميعـِـها إحاطة حقيــقه
(يعلم مـا يلج في الأرض ومــا
يخرج منها) والذي من السمآ
وقال جل شأنـه: (وعنده
مفاتيح الغيب)إلى ما بعـــده
كذا(وما تحـمل مـن أنثى ولا
تضـعُ إلا ) فاتلُــها ومـا تـلا
وما يلي (لتعلـموا) بمـا مــضى
من كون علمِه محيطاً قد قـضى
وقوله جل (هو الرَّزاق)
إلى الذي من بعدها ينساق
إثبات المشيئة والإرادة لله سبحانه
ثم المشــيئة مــع الإراده
للـه، وِفـــقا للـذي أراده
و(قلتَ ما شآ) قاله فيمن دخل
جنتَه و بالمشــيئة أخـــل
وقـولـه في آيـة في البـقـره
(لو شاء) واللفظُ المراد كـــرره
واقرء إلى( يفعــل ما يريـد)
كقوله:(يحكـــــم ما يريد)
وقوله سبحانه (فمن يُــــرد)
في آية الهَدي وشرح الصـدر زد
إثبات محبة الله ومودته لأوليائه على ما يليق بجلاله
الحب وصف ربنا العليِّ
لكنه لعبده الوليِّ
فقوله فيما يلي: (وأحسِـــنوا)
دلَّ عـلى حـب الذين أحسنوا
وهو:يحب المتقين، المقسطين
والتائبين،ويحبُّ المحسنين
(فسوف يأتي الله) أبدت حبَّه
لجيل قوم قادم أحبه
وحبه لمن( يقاتـلــون في
سبيله) بسورة الصف يفي
وقوله(هو الغفور) و(الودود)
تلي قضت بحبِّ مولانا الودود
إثبات اتصافه بالرحمة والمغفرة
كم آيةٍ تلوح وهي مسفره
تنطق بالرحمةِ أو بالمغفره
من ضمنها ما تحتويه البسمله
و(ربنا وسعت) حتى التكمله
واذكر(رحيما) بعدَ قوله (وكـان
بالمؤمنين) في كتـابه اســتبان
(ورحمتي) أتت، وفي الأنعـــام
(كتب ربُّكم) إلى الإتمــــام
وكم أتى أيضا مـن المــثاني
وصف (الغفور) و(الرحيم) الـثاني
(فالله خير حافظا) ومــا ولي
مما به ثبوت رحمة الـعلي
ذكررضا الله وغضبه وسخطه وكراهته في القرآن الكريم ،وأنه متصف بذلك
يرضى ويغضـب تعلى يكره
يسخط - كاللائق -لا يُستكـــره
(ورضي الله) - كما في البـــينه
وغيرها- وصفَ الرضــــا مُبينه
(وغضب الله عليه ولعـــن)
في آية القتل لذي الإيمان عــنّْ
وسخطه استبان في (واتبعــوا
ما أسخط الله) لهــذي تبع
من ثَم (لما آسفونا) قاضــــيه
بمثل ما به قضــاء الماضيه
(وكره الله انبعاثهم) أتــــى
ووصفُه بالكره فيها ثبتا
ومقته حقٌّ كــذا وتكـــفي
(كبُر مقتا) حجةً في الصف
ذكر مجيئ الله لفصل القضاء بين عباده على مايليق بجلاله
يأتي غداً في ظلل من الغمام
للفصل بين خلقه ربُّ الانام
وما يلي(هل ينظرون) قـــرَّره
في سورة الأنعام أو في البقـره
كذاك في(وجاء ربك) ثبت
(ويوم تشقق) بالإتيان بتّْ
إثبات الوجه لله تعالى
والوجه أيضا صفة الرحمن
إثباته في آية الـرحمن
في قوله فيها:- علا-(ويبقـى
وجهُ)إلى ما بعـدهـا تبـَـقَّى
و(كل شيئ هالك)،ويفنى
ووجهه فقط هو المستثنى
إثبات اليدين لله تعالى
له يدان:والدليل قــــوله
(لما خلقت بيدي) فاتلُــــه
وقال: تبكيتاً لمن عاداه
إذ نطقوا المحال (بل يداه)
إثبات العينين لله على ما يليق بجلاله
لله عينان:- كما يليق-
به تعالى، وبه خليق
وجاء لفظ الجمع ،لاترتبــكا
فيما يلي:(واصبر لحكـم ربكا)
وكالذي هنا- كما في الطور- مرّْ
أتاك ما من بعد(تجري)في القـمر
ومفرداً جاء (لتصــــنع على
عيني) في طه - ولاريب-انجـلى
إثبات السمع والبصر لله تعالى
السمع والبصـرلله الأجل
بالنص ثابتان ،عـز الله جــل
(ليس كمثله ) إلى ما ثَمـَّـــا
دليلها، وما يلــي (نعِـــمّا)
(قد سمع الله)،(لقد سمع) جلّْ
(وإنني معكما)، تاليه دلّْ
وقوله:(أم يحـسبون أنـا)
إلى الذي من بعدُ ثَم عـــــنا
وانظر(يَرى)من قول مالك الفـلق
بعد( ألم يعلم) هناك في العـــلق
وقوله سبحانه:( فسـيرى)
وكـ(الذي يراك)في المعنى يُرى
إثبات المكر والكيد لله على ما يليق بجلاله
ووصفه بالمكر والكيد جرى
في قوله: (ومكروا ومكــر) ا
وقال أيضا(ومكرنا):(وأكـيد
كيدا) على ما لاق بالله المجيد
وقوله في آية الرعد(المِحال)
يقضي بمكره، تعالى المتعال
وصف الله بالعفو والمغفرة والعزة والقدرة
بالعفو والقدرة والغــفران
والعز وصفُ الله في الفرقان
ففي النسآ في قولــه (إن تُبــدوا)
دليلُ قدرة وعفــو يــبدو
وقولـه (ألا تحبون ) إلـــى
تاليه أبدى غَفرَ مُولــينا إلى
كذلك العزة حـــقُّ اللـه
في الذكر جاءت قبـــلها (لله)
وقد حكى الله عن إبليس القسم
بها، ليُغوينَّ سائر النســم
إثبات الاسم لله ونفـي المثل عنه
(تبارك اسمُ) (سبح اسمَ)دلا
على اسمه -عز اسمـــه وجلا
والكفء في الإخلاص مطلقاً نُفـي
إذ ليس لله تعلى من كــفيء
كذا السميُّ نفيه مســلَّم
لقوله في مريم (هل تعلــــمُ)
والمثل لم تسمح به (لا تجــعلوا
لله أنداداً) فلا يمــــــثل
نفي الشريك عن الله تعالى
نفي الشريك عنه في الفــرقانِ
قد جاء في الإسراء والفـــرقان
ففي كليهما نفى الله الشريكْ
بقوله:(ولم يكن له شـــريك)
وقوله سبحانه (يســـــبح
لله) والخلق هو المســـــبِّح
وما يلي (ما اتخذ الله) ورد
بنفي مألوهٍ سواه وولد
وضرب أمـثال له يُجـــتنب
لقوله (فلا) يليه (تضــربوا)
وآية الأعراف أي (قل إنمـــا
حرم )كلُّ الشرك فيها حُرما
إثبات اســتواء الله على عرشه
الله حقا فوق عرشـه اسـتوى
لقوله جل: (على العـرش استوى)
في سبعة مـن المواضـع جـرى
إثباته في مُـــــنزَلٍ وقُررا
في سورة الأعراف في يونسَ في
رعد وفي طه وفرقانٍ يفــــي
وهكذا السجدة والحديد
ومـــــا له في غيرها مـزيد
إثبات علو الله عـلى مخلوقاته
ثم العـــلو من صفات الحق
فالله عالٍ فوق كل الخـــلق
فقال في ندائه لعيســـى
مخاطبا برفعه (يا عيـــسى)
وقال فيه نافـــيا ما اصطنعه
أعداؤه في حقه (بـــل رفعه)
وقوله: (من في السما) فيها عُلم
كقوله: (إليه يصـــعد الكلم)
وقوله فيما حكى: (فأطَّلـــع
إلى إله) معَ ما بعدُ تــبِع
إثبات معـية الله لخلقه
الله للعبــاد ذو معيَّه
فخـذ دلائل لها جـــــليه
(يعلم ما يلــج في الأرض وما
يخرج منها) أكمِلــن وعـمِّما
و(آية النجـوى) و(لا تحـزنْ )إذا
ما بعــدها من السياق أخذا
وقال في الإسراء:(إن الله مع)
ومنحُها للصابرين قد وقـــع
إثبات الكلام لله تعالى
معاشــر السنة أثبتوا الكــلام
على الذي يليق بالله السلام
والآي في إثباته قــد صـدَّقوا
كقوله(ومن) يليه( أصدق)
وقال:(قال الله)(تمت كلمه)
وقال في موسى الكليم(كلمـه)
(وكلم الله) وموســى كلما
وثَم (منهم ) بعدها(من كلَّم)ا
وقال:(إذنادى) و( ناديناه)
(ناداهما) والكلُّ في معناه
(يوم يناديهم) كذي(وإن أحد)
فثم إثبات الكلام للأحد
ومن عدادِ الآي في الباب(وقد)
كان فريق) وأخيرها السند
وما أتى في إثر(أن يبـدلوا)
وبتمامها الدليلُ يحصـل
وقوله في الكهــف: (لا مبدلا)
لكلماته) كلامه جلا
ومثلهن قوله: (يقــص
على بني) فالقصُّ فيه نص
إثبات تنزيل القرآن من الله تعالى
كتابُه دل على تنزيله
(كتاب أنزلنه)نصُّ قيله
أيضا (لو انزلنا) التي في الحشر
نصت على تنزيله للذكــر
(والله أعلــــم بما ينزل)
دلت على أن الكتاب مُنـزَل
إثبات رؤية المومنين لربهم يوم القيامه
الله في يوم القيام ســـيُرى
واعتـزل المعتزليَّ المــنكِرا
فرؤية الحق بحق ظاهـــره
في قوله بعد (وجوه):( ناظـره)
و(ينظرون) في كلام المـالك
تثبتها تلو(عـلى الأرائك)
(وللذين أحسنوا) ما إن نُسي
لفـــظ (زيادة) بها في يونسِ
في قاف جاء (ولدينا) و(مزيد)
وفي كتاب ربنا المولى مزيد
ومن تدبر الكتاب طالبا
للحق يلقَ هديه إن راغبا
الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من السنة
يادونك الســنة يانعم البيان
لكل ما أجمل في لفظ القرآن
فإنها للفظه تفــــسيرُ
تبيانه،عن قصده تـــعبير
فكل ما صحَّ عن الرســول
من وصفه، لقِّــي بالقبول
وكله من حــقه التصديق
به، وباعـــتقاده يليق
إثبات النزول الإلهي إلى سماء الدنيا
من ذلك: الإثــــبات للنزول
فإنه جــــاء عن الرســول
دليله:- و في الصحيح جـــاءِ-
(ينزل ربنا إلى الســـــماء)
إثبات أن الله يفرح ويضحك ويعجب
الله يفرح ويضــــحك كما
يعجــب والنص بكلٍّ حكمــا
(لَله بالتوب أشـــــدُّ فرحا
من عبده..)إلخْ حديثٌ صـحـحا
ثم حديث (يضحك الله إلـــى)
متفق عليه ،لا تـــأولا
وقوله(عجـــــب ربنا) أتى
وهو حديثٌ حسنه قد ثبتا
إثبات الرجل والقدم لله تعالى
لله رجـــل وله –جل- قـدم
فلا تكيِّف، لا تصفه بالعدم
فلا تزال النارُ فيها يُلقـــى
وتستزيد القَسـم فيمن يبقـــى
حتى إذا ما الرجل فيها وضـعا
فينزوي بعضٌ إلى بعـض مـعا
ولفظة القدم في إطــــلاق
روايةٍ أخـــرى، بالاتفــاق
إثبات النداء والصوت والكلام
أثبت وما عليك من أدنى ملام
لله صوتا ونــداء وكـــلام
دليلُه حديث (بعـث الـنار)
رواه مسلمٌ مع البخــــاري
وقوله(ما منكم من أحـد
إلا سيسمع كلامَ ) الأحـــدِ
إثبات علو على خلقه واستوائه على عرشه
علوه فوق سمـــائه ثبــت
وباستوائه على العــرش يُبت
وكم له من شاهدٍ عريـــض
مثل حديث رقية المــــريض
يقول فيه (ربــنا الله الـذي)
وما يليه اعتقدنه تحتذي
وهو حـــديث حسنٌ ولأبي
داووديعزى ولغيره انسب
ومثل هذا:(وأنا أميـــــن
من في السماء) قاله الأمـين
وإنه أهل للاعتـــــقاد
مضمونه؛ لصحَّة الإسناد
وقوله: (العرش فوق المـــاء
والله فوق العرش) في السماء
وهو حديث حسنٌ حواه
سفرُ سليمان الذي رواه
و اذكر هنا أيضا حديث الجاريه
إذ جآ بها نادي الهدى معـاويه
فقال:( أين الله)؟ قالت (في السمآ
فقال (من أنا)؟ فقالـت من سمــا
أنت رسول الله) قال (أعتــق
فإنها مؤمنة) وأطــــــلق
وقد رواه في الصحيح مسلـم
وهو في علــوِّه مــسلم
إثبات معية الله لخلقه وأنه لا تنافي علوه فوق عرشه
علوه مع المعيَّة انجلى
ولا تنافيَ فليس مُشكلا
وفي الحديث(أفضل الإيمان أن
تعلم أن الله معْ) وهو حسن
ثم حديث نهيه عن البُصاق
مصلياً على قبوله اتفاق
ومثله أي من حديث مسلم
(لا هم ربَّ السبع) فليُسلم
و(أنت الأولُ وأنت الآخر)
منه (وأنت..) ثم (أنت الظاهر)
وقوله: للصحب لما رفعوا
أصواتهم بالذكر لله ( اربعوا)
فإن أردت فارجــعن إليه
وإنه متفــــــق عليه
إثبات رؤية المومنين لربهم يوم القيامة
الله بإلإجمـاع منهم يُــرى
يوم القيامة ولُم من أنكــــرا
وفي حديث: (لا تُضامون) دليـل
لرؤية المؤمن ربَّه الجـــــليل
وفي صحيحي البخاري ورد
ومسلمٍ فليس بالضعف يرد
موقف أهل السنة من الأحاديث التي فيها إثبات الصفات الربانية
يعتقدون كل قــول أخـــبرا
به رســول الله عن ربِّ البرآ
وكلَّ ما - سبحــانه- أتى به
من وصفه العليِّ في كتابــــه
من غير تحريف ولا تعطـــيلِ
وغير تكييف ولا تمــــثيل
فإنهم وسط أرباب النِّحَــــل
كأمة المختار أوسطُ الملل
مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة
معشر أهل سنة همُ فقـــط
بين جميع أهل قبـلةٍ وســـط
من بين آل جهمٍ المعطــــله
صفاتِه والنحلة الممــــثلة
كذاك في الأفعال بين من جـبرْ
وبين من نفى- فأخطأ- القـدر
وبين ذي الإرجاء والوعــيدي
في كل ما يرجعُ للوعــــيد
وفي أسامي الدين نالوا المنـزله
بين الحرورية والمعتــــزله
وبين ذي الإرجاء والجهــميِّ
ذي الزيغ والتحكـــم الوهمي
ووسط في باب صحبِ المصطفى
بين الخوارج ورافـض جــفا
وجوب الإيمان باستواء الله على عرشه وعلوه على خلقه ومعيته لخلقه وأنه لا تنافي بينهما
يدخل في الإيمان بالله العلـِــي
إيماننا بأنه -جــل- علــيّْ
فالله في الذكر الحكيم أخـــبرا
به وعن رسوله تواترا
ثم عليه أجمع الأيمـــــه
من سلف مضــى لهـذي الأمَّه
فإنه سبحانه فوق الســـما
من فوق عرشــه العظيم قد سما
ومع علوِّه على الخـــــلائق
معْهمْ ،على المراد وفق اللائق
وهو مع الخلق تعلى يعلــــم
ما يعملون، كل ذا مســلَّــم
وقوله(هوالذي خلق) مــــع
تاليه علماً مع معيـــــة جمع
ولا تفسر (معَكم) بالاختلاط
بالخلق إذ ليس لربنا يناط
وليست اللغة قطعا تُوجــبه
ولم يك اقتضاؤها يستوجبه
وهو خلاف ما عليه السلفُ
أجمع، من أيمة والخلف
خلاف ما عليه كل الخلق
فُطر، من تنزيهه للحق
بل إنما القمر من أصغرِ ما
خلقه الله مضيئا في السما
وهو مع مسافـر وغــيره
كليهما في حـله أو سـيره
والله فوق عرشه رقيُب
عليهم، إليهم قريب
مطـــــلع عليهم مهيمنُ
يعلم ما أخفوه أو ما أعلنــوا
وغير ذا مما علـــيه ينطـوي
معـــنى الربوبية فيما تحـتوي
ما يجب اعتقاده في علوه ومعيته سبحانه ومعنى كونه في السماء
الله فوق العرش ذو معيــــه
خَصت، وعمت سائر البــريه
حق -على حقيقة- هــذا و لا
يحتاج للتحريف، ليس مشـــكلا
لكن يُصان عن ظــنون كاذبه
تخبط في الأوهام غير صائبـــه
كأن يُظن أن ظاهــر المقال
في(في السماء) ما يؤدي للمـحال
مثل ادعآ أن الســمآ تظله
أو أنها ـ سبحانه - تقـــله
فكل أهل العلم والإيمـــان
قد أجمعوا في ذاك بالبـطلان
وكيف، والكرسيُّ خلقه ، اتسع
للأرضين والسموات جُمع
وهو يمسك السمآ والأرضا
عن الزوال طولها وعرضا
ويمسك السمآ تعالى أن تقـع
على الثرى إلا بإذن لم يقـع
من آيه العظام قدرا أن تقوم
بأمره هذي وذي كما يروم
وجوب الإيمان بقربه من خلقه وأن ذلك لا ينافي علوه
يدخل في الإيمان أنه قريب
من خلقـه ولدعائهـم مجيب
والصفتان جُمعت في الآيــه
(إني قريب) ،فاتلها للغــــايه
وفي الحديث قوله (إن الـذي
تدعونه أقرب) من قـــولٍ شذي
وما مضى من قربٍ أو مـعيَـةِ
لله في الكتاب أ و في السنـةِ
ليس منافياً علوّه ولا
منافياً فوقية الله علا
فإنه ليس كــمثل الله
شيء ولا لنعتــــه مضاهي
فهو العـلي –جل- في د نـوِّه
وهو القريب ـ عزَّـ في عـــلوه
وجوب الإيمان بأن القرآن كلام الله حقيقة
يدخل في ماهــــية الإيمان
بكتبه الإيمانُ بالقرآن
وأنه كلامه عز وجــــل
حقيقة، وأنه منــه نزل
وغير مخلــوق وعائد غدا
إليه منه - أول الأمـر- بــدا
وأن هذا الذكر أُنزل عـلى
أحمد من مولاه جل وعلا
ولا تقل حكــايةً عن الكلام
ولا به عُبر عن قول الســـلام
والكَتب في المصحف والقراءه
لم يُخرجا عن تيلك البـــراءه
من أنه كلامُـــــه حقيقة
وإن تلت ألفاظَه الخليقه
فإنما الكــلام -لا للناقل
يُضاف- بل لمبتديه القائـل
وإنما ناقله مــــــؤدي
فعزوُه إليه من تعدي
فهو كلام الله كالمبــــاني
ـ عنيتُ ـ ملفوظاتِه، المعـاني
وجوب الايمان برؤية المومنين لربهم ومواضع الرؤية
يدخل في الإيمان نفي الارتياب
في رؤية الله غدا بلا حجاب
و أنه حقاً يُرى بالعـــين
رؤيةَ شمس الصحــو دون غين
أو رؤية القمر ما فيها تضـــامّْ
يحصل للرائين ،لا فيها يضــامْ
يرونه في العرصـــاتِ والجنان
كما يشاء، وهي خير الامـــتنان
مايدخل في الإيمان باليوم الآخر:
فتنة عذاب القبر
من ضمن إيمان بيوم الحشر
نفيُ الشكوك في امتحان القبر
فاجزم بالافتتان للمقبور
إما إلى حبورٍ أو ثبور
يسأل عن ثلاثة عظيمـــه
هي الأساس، وهي الدَّعـيمه
عن ربِّه ،عن دينه، عن النــبي
تسآله بعد انتهار مرعب
والعبد إن أخلص في إيمانه
يَنعم بالتثبيت في أمانه
يقول ربي اللهُ والإســـلام
ديني ، محمد به ائتمــام
أما الذي ارتاب يقول هـاه ا
هاه ؛ لأن القلب منه تاهــــا
واتل الحديث أولا إلى التـمام
واستوهب السلام لطفاً والسلام
وبعـــد هذا الافتتان إمّا
إلى نعيم أوعذابٍ ثَـــما
ويَستمران إلى التــنادي
فتنفخ الأرواح في الأجســاد
القيامة الكبرى وما يجري فيها
أيضا قيام ساعة يحـــــق
تصديقُه، وإنه لَحــــقُّ
وفي الكتاب أخـــبر الله به
وبلسان المصطفى عن ربــه
والمسلمون أجمــعوا عليهـا
وكلـــنا سينتهي إليها
فيُحشر الناس حفاة و عُــراه
غُرلا وكلٌّ حلفُ هول قد عَـراه
والشمس تدنو، واللجاماتُ العَرقْ
من شدة ،أشفـى بهم إلى الغرق
من ثم تنصب موازين العمــل
فتوزن الأعــمال كالخِفِّ الثقل
وتبسط الدواون المنشـــوره
فتظـــهر الخبيئة المستوره
وهي هنا صحــائفُ الأعمال
فمن يميــــنيِّ ومن شمالي
ومن بخلف ظهره يلـــقى
طائره يكـــون ممن يَشقى
ثم يحاسب الخلائق الأحـــد
ومن يناقش، فعذاب لا يحـد
وبالذي آمن، يخلو فيقــر
بذنبه ثم بلطفٍ يغتفِر
وليس - كالكفار- في حســابه
من كان ذا نوعين في اكـتسابه
لكنما الأعمال منهم تحصى
عَدّاً ولا يجهلها من أحــصى
ومن هنا الإيقافُ والتقــرير
وما لهم لما جـــنوا تبريرُ
حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومكانه وصفته
حوض النبي المصطفى مـورود
في العرصاتِ، ورده محـــمود
وماؤه بياضها فوق اللَّــبن
ومن يُذد عنه فنفسَه غبـن
أحلى من الشهد، وأنجمُ السما
عدد آنيته ،يَشخَب مــــآ
وطوله شهر وأما العــرض
فمثله، فلا يفـــتك الفرضُ
وليس يظما أبدا من يشـربُ
منه وبالهناء عيشاً يـطــرب
الصراط ،معناه، مكانه ،صفة مرور الناس عليه
هذا وبالصراط إيمانٌ وجبْ
دليله باد وما كان احتجــب
وهو منصوبٌ على متن الحريق
والناس مجتازون،ناجٍ وغـريق
جسر مديد بين جنة الخلو د
وبين نار شأنها كي الجـــلود
تمر من عليه أسرابُ البــشر
للخير حظه، وحظ الشر شــر
فبعضهم:مروره لمح البــصر
وبعضهم: كخطف برقٍ حين مـر
وبعضهم كالريح في التعداءِ
وبعضهم كالسابح العدّاء
وكركاب الإبل بعــضٌ يبدو
وبعضهم: يمر وهو يعـــدو
ومنهم: الماشي، ويأتي زحـــفا
قومٌ وقوم يخطفون خـــطفا
أما الذين يخطــــفون فهمُ
ممن تضـم أمُّهــم جهــنمُ
فالجسر تعلوه كلاليبُ اخـتطاف
بعمل تخطف من بالشرك طاف
القنطرة بين الجنة والنار
كلُّ الألى جازوا الصراط بسلام
سيدخلون – يالهم – دارَ السلام
لكن يلي الصراط وقفُ القنطرة
وهي من قبل الجنان العطِره
هناك يقتص لبــــعض وإذا
تمَّ القصاص هُذبـــوا من الأذى
فيأذن الله لهم أن يــدخلــوا
جنَّته، وفي النعيـــم مــدخل
وأول المستفتحين بابَهــــا
نبيُّنا المــوفي لها أســــبابها
وأولُ الأسراب من كل الأمــم
به لحوقاً جمعُــه أهل الهــمم
شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم
هذا: وأقسام شفاعة الرســول
ثلاثة أكرم بها من طيب ســول
أولاهما: في جمع أهل المــوقف
يشفع بعد طول ما توقُّـف
فيبدأ القضاء فيهم بعــد ما
تراجع الرسلُ لهول قد طما
فيهرع الناس جميعا للإمام
محمدٍ، فإنه أهل المقام
ثانيهما:يشفــع في أهل الجنان
أن ينزلوا أعلى مقامات امتنان
هذي وهذي خصــتا بالهـادي
والهول- يالََله- في اشـتدادِ
ثالثة الثنتين: فيمـــن استحق
نارا، وفي خروجِ من بها التحق
إخراج بعض العصاة من النار من غير شفاعة
هذا، ويخــــرج من النيران
قوم بمـحض رحمة الرحمـن
والفضل في الجنة سوف يبقى
بعد دخول أهل دنيا حـــقا
فينشـــئُ الله لها أقوامـا
بشرى لهم، طــوبى لهم مُقاما
وكل ما في الدار الاخرى من حساب
أو من ثوابٍ أو عقابِ ذي اكتساب
أو خبر الجــنة والنــــيران
تفصيله في محكم القــــرءان
وغيرِه من كتب الســــماء
وفي الأثاراتِ عن انبيـــــاء
وفي الذي أورثناه المصطــفى
من ذاك ما شفى القلوب وكفى
الإيمان بالقدر وبعض ما يتضمنه
بالقدرالإيمان: حلو خيرِه
فيه لديهم كمرير شره
درجتان ضُمنت كلتاهما
شيئين، إيمانٌ به وهاهما:
أولاهما: إثبات علـــم الله
جزما بخلقه بـــلا تناهي
وأن علمـه تعلى في الأزل
ولا يـــزال أبداً ولم يزل
فالله عالـــم بكل حـال
بعالَم الأرزاق والآجـــال
كتب في اللوح المـقادير ولـم
ينسَ، وأولُ الخليقة القلـــم
قال له اكتب قال ما أكتبُ؟ قال
ماكان كائنا إلى يوم الســؤال
وكل ما أخطأ خلقاً لا يصـيب
وكل ما أصابهـم هو المصـيب
قد طُويت صُحْف وجفت القِلام
بما قضاه، أو سيقضــيه السَّلام
يعلم ما تحوي الســمآ كالأرض
وإن ذاك في كــتاب مرضي
من قبل أن يبرأنا وهو يســير
عليه، لا شيء على الله عــسير
وكل تقديرٍ لعــــلمه تبَع
إن جملة أوكان تفصيلا وقـع
فإنه في لوح حفظ كَتبا
ما شاء تكوينا له ورتبا
ونصُّ خلقه الأجنةَ يلوحْ
فيه الذي قبلَ وبعدَ نفخ روح
وأنكر التقدير هذا من غــلا
في نفــي ما قدره الله عــلا
وهم قديماً أنكروه ، وقليل
من أنكروا اليوم تقاديرَ الجليل
ثانية:نفوذ ماشآ، وشمول
قدرته، كلٌّ محقق الحصول
وهي إيمان بأنه يكون
ما شاء من حركةٍ أو السكون
ما لم يشأه لم يكن إلى الأبد
إلا إذا شاء، فبالأمر استبَدّْ
وعمت القدرة كالموجـــود
من لم يجئ من خلقه المفقودِ
وما من المخلوق إلا خالقـــه
ربُّ السماء مطلقا ورازقه
ومع ما مضى، وما هناك مــر
بطوعه وطوع رسلِه أمــــر
وعن معاصيه الوخيمةِ نهى
عبادَه وقصدُنا أولو النهى
وهو يحب المتقي كالمحــسن
والمقسطين من ذوي النهج السَّني
والمؤمنون العاملون الصَّالـحـا
يُرضيهم،ولا يحـب الطالحا
وليس يرضى لعباده الفجــور
ولا الفساد يرتضي لمن يَجُــور
والفعل للعــــباد في الحقيقه
وخلقُه لبارئ الخــــليقه
والعبد: إما مؤمن أو كافـــر
أو هو بَر محســــن أو فاجر
وهو ذو القدرة أي على العمل
وذو إرادة لما كان اعتمــل
والله خالق له، فيه خــلق
إرادة وقدرة كما نطـــق
قال (لمن شاء)، وفيها باد
عزوُ المشيئة إلى العباد
في هذه ، ضل مجـوسُ الأمة
فعدلوا عن منهـــج الأيمه
أعني بهم عموم من نفى القدر
واسمُ المجوس من نبينا صدر
وقد غلا كل غلو في مجـــال
إثباتِ هذا الباب أجهالُ الرجـــال
فسلبوا العبادَ كل الاقــتدار
كريشةِ الإعصار بله الاختيار
فأخرجوا عن فعله تعالى
حِكمه وحُكمـــه ضلالا
حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة
حقيقة الإيمان قول وعـــمل
كالدين في المعنى على ذين اشتمـل
والقول والعمل:باللســـان
والقلب والأعضاء في الإنسان
يزداد بالطاعة والمعاصـــي
تُنزله في كفَّــة انتقـــاص
وكل قِبليٍّ أبوا تكــــفيره
بمطلق العصـــيان و الكبيره
خلافَ ما تفعل تلك المارقـــه
في الدين وهي في الضلال غارقه
فمقتضى أخــــوَّة الإيمان
يثبت مع معــصية الإنسان
ففي القصاص اقرء(فمن عُـفي له)
من قبل(من أخيه)أو تكمّلََه
وقوله في الحجرات ينصــح
(المومنون إخوة فأصلــحوا)
والفاسق المِلّي ليس يُسلبُ
إيمانه كلية بل يُعتب
ولا تخلده ولا تــــنزل
في النارِ،لا تقـلد المعتزلي
بل في اسم إيمان لديهمُ دخل
وإن ببعض طاعة الله أخلّْ
فإن في رقبة التكفير
إطلاقَ إيمان لدى التحرير
و في اسم إيمان –وليس مطلقا
يخرجُ أحـيانا إذا ما أطلقا
كحصره الإيمان في حاوي الوجَل
إن ذُكر الله ،تعالى الله جل
ثم حديثٌ منه:(يـــزني الزاني)
يظهر فيه النفـــيُ للإيمـان
وهم يقولون بمعنى النقــص
في أصله في مثل هذا النــص
أو مؤمن بسابق الإيمـــان
وفاسق بالفعل للعصيــان
فليس يُعطى الاسم مطـلقا ولا
يسلب إن كبيرةً قد فــعلا
الواجب نحو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتم سلامة القلوب وصفـــا
نطقٍ إذا ذُكر صحبُ المصطفى
وذاك من أصولهم، كما بــــه
وصفهم ربي في كتـــابه
إذ قال فيه:(والذين جــــاءوا
من بعدهم) وضــمنها الثناء
ومن يُطع أحمدَ لا يسب
أصحابه إذ قال لا (لا تسبوا)
وفضلُهم يدرى بلا نزاع
في الذكر والسنة، بالإجماع
ويقبلون ما لهم من رتــــب
ذاتِ انبثاثٍ في مطاوي الكتب
وهم بتفضيل الذين أنفقوا
وقاتلوا من بعد فتح، نطقوا
على الذين أنفقوا من بعـــدُ
وقاتلوا، وللجميع السـعدُ
وأهل هجرة على الأنصـــار
يقدمونهم كفعل الباري
وفضل أهل بدرٍ الأهـــــله
قضوا به جريا مع الأدلـــة
ويومنون بالذي قد قاله
في فضل هؤلاءِ ذو الجلاله
إذ قال فيهم(اعمـلوا ما شئتم)
- بشرى لهم-(فقد غفــرت لكم)
وهم ثلاثمائة وعــــشره
ونيفٌ والكل أهل المغـــفره
وأن أهل بيعة الرضوان
نجاهم الله من النيران
وعنهم رضي ربي ورَضوا
عنه، وعن حطام دنيا أعرضوا
وعدد الأفراد في تلك الفئــة
أكثر من ألف وأربع مائـــه
وشهدوا بجنة لمن شهـــد
لهم بها الرسول مثل من عــهد
كعشْرةٍ وثابـــت بن قيس
وغيرِه من جيله ذي الكــيس
وهم يقرون بنقل - مؤمنين
به - يصحُّ عن أمير المؤمنين
أعني علياً عنه قد تواترا
كالغير في خيريةٍ لهم تُرى
فالأفضل الصديق ثم عــمر
في الفضل من بعد هــو المؤمر
وثالث النجــمين والبدرين
أكرم به- عثمان ذوالنورين
وبعلي ربَّعوا وبالســــنن
قضوا هنا، فلا تحِد عن السنــن
هذا الذي دل عليه الاثر
وفيه إجماع الصحاب يُؤثَر
وأجمعوا في بيعة أيضا على
تقديم عثمان، وغيرِها فلا
حكم تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما
بعضهم تنازعوا فيمن يلي
في الفضل هل عثمان أم هوعلي؟
من بعد ارتضوا على الإطلاق
تقدمةَ الشيخين باتفــــاق
وبعضهم قدَّم عثمان الإمام
وآثر السكوت عن خوض الكلام
أو ربعوا بصنوه علـــــيِّ
وفضل كل ليس بالخفــــي
وآخرون قدموا فضل عــلي
وآخرون وقفوا في الأفضـــل
وأمر أهل سنة قد استـــقرَّ
بعد، على تقديم عثمان فقــر
وهذه مسألةٌ ما إن نصــول
بها على الضدِّ، فليست في الأصول
فلا تضلل مُبدياً خــــلافه
فيها، بعكس القول في الخــلافه
فإنما الأولى بها الصــــديق
وعمرٌ من بعده الخــــليق
واعطف بثم بعدُ باقي الأربعـه
تفز بنيل الســـنة المتبعه
ويثبتون لألاء الخلــــفا
حقَّ الخلافة على من سلفا
وطاعنٌ فيها لفرط جهله
فهو أضلُّ من حمار أهله
منزلة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة
بحب أهل البيت والـــولاء
لهم- قضوا- كــــمثل هؤلاء
ويحـــــفظون فيهم ما نصَّا
عليه قول المصطفى إذ وصَّــى
وصَّى بهم يوم غدير خـــمِّ
ففضلهم فات لصــوقَ الذم
ففي أهالي البيت جِدا ذ كـــرا
بالله فيما صح عنه خبــرا
كذاك ما قد قال للعبــــاس
لدن أتاه يشتكي مـــن باس
إذ جاءه مُندفعا في جِــــده
يشكو جفاءً نال آل جَــده
فأغلظ الحِلفة:أن ( لايؤمنـــون
حتى يحبوكم ) إلى ما ينقلـــون
أيضا: ومن هذا حديثُ الاصـطفآ
ففضلهم فيه بعيد عن خفآ
ثم ولاء أمهاتِنا النـــــظاف
ذواتِ طهر ونقاء وعــفاف
ويؤمن السُّنيُّ أنهــــــن ا
أزواج هادينا هُنا وهَـــنَّا
واخصص بزائد الولآ خديجــه
أخلص لها حـــبا بلا وليجة
وهِي أم أكـــــثر الأولاد
وأول السُّــــباق للرشاد
قد عضدته في جمــيع أمره
واستأثرت قبلُ بخير بــــره
و منزلاتها لديه عـــاليه
وفي غدٍ تلقى الجنان الغاليــه
وبنتُ صديق هي الصِّــديقه
عائشـــة، ببرنا خلـــيقه
وفضلها على نسآ كــل الأنام
فضل الثريد إن يقارَن بالطـعام
تبرؤ أهل السنة والجماعة مما يقوله المبتدعة في الصحابة وأهل البيت
طريق أهل سنة هي البـَـرا
ممن يَسبون الصحاب الكبرا
وسبهم مرتعُ أهل الرفض
فأبدلوا رفعهم بالخفض
ومن طريق الناصبي هكذا
فحظُّ أهل البيت عنده أذى
يؤذيهم بقولٍ أو بعمل
ولا يُراعي فيهم إلَّ العلي
ويمسكون كلهم عما جرى
بين الصحابة وعما شجرا
فالسوءُ إن جاء عن الصحب نقول
في نقله أخطأ أربابُ النقول
فعنهم تختلقُ المســاوي
والجفو أحيانا مرام الراوي
فالنقل يُنقص، وتارة يـزاد
وتارة يحال عن وجـه المراد
أما الصحيح منه: فالعـذرُ متاح
له ويُننئى السوء عن أهل الصلاح
فكلهم مجتهدون، فأصـــاب
هذا ،وذاك لم يحالفه الصواب
كلاهما له من الأجر نصيـب
سيان من أخطا فيهم والمصيب
ولم تك العصمةُ في الكـبائر
وصفاً لهم ولا من الصــغائر
بل جائزٌ عليهم أن يذنبــوا
في جملة، وفضلهم لا يسلب
ولهم من أفضــل السوابق
ما يوجبُ الغفران عند الخالق
أي في الذي يصدر منهم إن صدر
من سيئ الفعلِ إذا الفعل بدر
فإنه يغفــر مما اقـــترفوا
ما ليس يغفر لقومٍ خـلفوا
فلهم من حسناتٍ سابقـه
ما تنمحي به الذنوب اللاحقه
وفضلهم ما إن يُقاس أبدا
وما لمن بعدهم- كلا- بدا
وفيهم قال نبي الأمَّه
خير القرون، فهم الأيمه
ومدُّ بعضهم إذا اللهَ وهــب
أفضل من أحدٍ ولو من الذهب
ثم إذا صدر بعضُ الذنـــب
منهم، فمغسول بماء التوب
أو أنه أتى بما محــــــاه
من حسنات قبـــل ما نحاه
أو كان مغفورا له بما مــضى
من سابقاته مع الهادي الرضا
أو بشفاعة نبيِّنا استــــحق
غفرانَه وهم بها جزما أحــق
أو أنه أصيب بالبلـــــيَّه
قضت على الذنب بلا بقــيه
إن كان ذا فيما سوى المحقَّـق
فكيف فيما باجتهاد مطلــق
فإن أصابوا فلهم أجـــران
أولا، فواحدٌ بدون ثاني
وخطأ اجتهادهم مغفـــور
وكلهم في فعله معذورُ
ثم الذي من فعل بعض يُنـكر
نزرٌ قليل لهم سيُغـــفر
في جنب ما حازوا من الفضائل
ومن محاسنَ بلا ممــــاثل
من ذلك: الإيمان بالعليِّ
وبالرسول المصطفى النبي
كذا جــهاد في سبيل الحق
وهجرة ونصرة للحـــق
والعلم ذو النفع وصالح العـمل
وما لهم من المناقـب حصـل
ومن رآى بالعلم والبصــيره
ما لهم من مســتقيم السيره
أيقن أنهم خيارُ الخلــــق
بعد النبيين أهالي الصــدق
ما كان، لا يكون في البريـَّـه
مثلهم،ياكم لهم مزيــــه
وهم هم الصفوة من كل القرون
طرا ولا نظـيرهم بعد يكــون
موقف أهل السنة والجماعة من كرامات الأولياء
ويؤمنون بالكرامات التي
لأولياء أهلِ هــــذي الملة
وما على أيديهم يُجـري العلي
من خارق العادات والأمـرِ الجلي
أي في صنوف العلم أو ما كوشفوا
به ونيل قدرة لا تؤلـَـــف
كذلك التأثير مـــثل ما أُثر
عن سالف الأمم، في الكهف نثر
وغيرها، كخارقات ثَمــــه
قد صدرت عن صدرِ خير أمة
من الصحابة الكرام والتَّــبَع
وفي القرون كلهن قد تقع
صفات أهل السنة والجماعة
طريق أهل سنة كل اتباع
آثار خير الخلق دون الا بتداع
ثم اتباع السّبق الأخـــيار
من المهاجرين والأنصـــار
كذا اتباعهم وصـيةَ الرسول
في قفو ما استن لنا حيث يقول:
(عليكم بسنتي ) وما اكــتفى
بل زاد سنة الهداة الخلفآ
ويعلمون أن ما قال السلام
– سبحانه- أزكى وأصدق الكلام
وخيرُ هدي قائم مســـدَّد
هدي النبي المصطفى محـــمد
ويؤثرون عن كلام الخلــق
جميعهم قول العظيم الحــق
وهـــم يقدمون هدي أحمد
نبيِّنا عن هدي كل أحــــد
لذاك سَموهم بأهل السُّـــنه
لأخذهم بالذكـــر ثم السنه
وبسُمى أهل الجماعة لمـــا
من نبذ فرقة لديــــهم عُلما
إذ الجماعة هي اجتمـــاعُ
وضدها الفُــــرقة والنزاع
ولفظها قد صار يصدُق علـى
قومٍ إذا اجتماعــهم تحصلا
وثالث الأصلين مما اعتمــدوا
إجماعُ أهل العلم حيث يوجد
وللثلاثة الأصول يذعـــنون
وبهُداها كل شيء يَـــزنون
من قول أو من عمل تعــلقا
بدينهم في كل حــال مطلقا
وحدُّ الاجماع الذي قد انضبط
ما السلف الصالحُ أنشاه فقــط
إذ بعدهم قد كــثُر اختلاف
منتشرا وعـــــز الائتلاف
بيان مكملات العقيدة من مكارم الأخلاق
ومحاسن الأعمال التي يتحلى بهاأهل السنة
بالعرف يأمرون مع هذه الأصول
ونكرهم للنكر معروفُ الحصول
يَرون أن ينفذ الجـــهادُ
و الحج و الجُمَـع والأعياد
وكلها مع الولاة الأمــــرآ
سيان من بَرَّ وباغٍ فجـــرا
وبالجماعة حفاظهم كـــما
يرون نصح أمةٍ ديناً سمــــا
فإنما المؤمن بالمنصــــوص
لأخِه مثل البنا المــــرصوص
وبعد تكميل الحديث الرائع
شبَّك خيرُ الخلق بالأصابع
والمؤمنون في الوداد كالجسد
وانظر إلى لفظ كلامه الأسدّْ
والأمر بالصـــبر لدى البلاء
دأبهم كالشكر في الرخـــاء
ومن أصول سنة محضُ الرضــا
بكل ما يصيب من مر القضــا
ثم إلى مكارم الأخــــلاقِ
يَدعون وهي أنفس الأعــلاق
يعتقدون أن أوفى الخلق
في الدين من فاقهم في الخُلق
ووصل قاطع وإعطآ من حَرَم
سيرتُهم كالعفو عن جان ظلم
والنصحُ بالبرلأم وأب
عادتهم كوصل كل نسب
من ذلك الإحسان في الجوار
ولليتامى وذوي افتقارِ
وابن السبيل،وبكل رفق
مملوكُهم يَنعمُ، دون شق
والنهي عن فخر وفعل الخيلآ
والبغي واستطالة على الملا
بالحقِّ كانت، أو بغير حق
ويأمرون بمعالي الخُلق
وهم على سَفسافها ينهون ا
وعن حماه دائما ينأون ا
والذكر والسنة كلَّ حـــال
متبوعُهم في القــول والأفعال
ونهجهم في الدين ما الله ابتـعث
به نبيه، تعلى عن عـــــبث
وفي الحديث أنه ستفترق
أمةُ أحمد إلى شتى الفِرق
وكلها في النار إلا واحـــده
وهي الجــماعة فهم على حده
وهي التي في دينه كانت على
مثل الذي كان عليه عـملا
وما عليه صحـــبُه الأبرار
والتابعون لهم الأخيار
والدينُ لما رزقوا اتباعـــه
سُمُّوا ذوي الســنة والجماعه
إذ لم يُشب إسلامهم بل مُحضا
فصار خالصا على ما يُرتضى
ففيهم الصديق، والشهيد
والصالحُ الأعمال والسعيد
وفيهم أيضا مصابيح الدجى
أعلام هدي نورهم تبلَّجا
وهم أولو المناقب المأثـوره
وهم ذوو الفضائل المذكــوره
وفيهم الأبدالُ، والأيمـــه
على هداهم اجـــتماعُ الأمه
وهم هم الطائفة المنـصوره
خصال خير فيهم محـــصوره
وذاك حكم ثابت ما إن يُزال
إلى القيام بدليـــل (لاتزال)
فخلف من خالفهم خِلو الضرر
وليس بالخذلان جمـعهم أضر
نسألك اللهم يا وهابُ أن
تجعلنا ممن قفوا نهج السنن
واحفظ لنا قلوبَنا بعد الهدى
أن لا تزيغ، لايمسّها الردى
وهب لنا الرحمة من لدنكا
فالخير في دنيا وأخرى منكا
خاتمـة:
هنا أتمَّ شيخنا ابن تيميـه
منثوره وقد حـــواه نظميه
فالحمد لله على إتمامه
حمداً يفي بمنتهى إنعامه
وكله لي اعتقادٌ منتهج
واسميَ (أحمدْ) بـ(محمد) امتزج
ووالدي( محمدٌ) يا كم غلب
عليه وصفٌ الحج إن رمت اللقب
(وهو من بني ربيعة الهمام
من آل نجله الشهير بالإمام)
ثم إلى الأدرع ينميني أبي
وهوالشريفُ الحسنيُّ النسبِ
وفاح ختم مسكه في نجــد
وفي رياض عــــزة ومجد
عام الثمانية والعشرين مع
أربعة القرون والألف وقــع
من هجرة الهادي وفي يوم الأحد
من رجبٍ تم بتوفيق الأحـد
ثم صلاةُ الله في طي السلام
على ختام المرسلين والسلام