المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (012)الإيمان هو الأساس- الفصل الثاني الإيمان بالملائكة



أهــل الحـديث
26-06-2014, 11:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



وفيه ثلاثة مباحث:

ـ المبحث الأول: الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان.

ـ المبحث الثاني: الصلة بين الملائكة والإنسان.

ـ المبحث: الثالث: في الملائكة قدوة حسنة للمؤمنين.

المبحث الأول: الإيمان بالملائكة ركن الإيمان

كثيراً ما يذكر الله تعالى الإيمان بالملائكة بعد ذكر الإيمان به، كما يذكر الكفر بهم بعد ذكر الكفر به لأهمية الإيمان بهم، لما كلفهم الله تعالى امن وظائف في الكون، ولقوة صلتهم بالله، ودوام طاعتهم له، وقوة صلتهم بخلقه في الأرض، وبخاصة صلتهم بعباده المؤمنين، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ0285)}[البقرة ]. وفيه تفسير لبعض الغيب المذكور في أول السورة، في قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ(3)}[البقرة].

ومثله قوله تعالى في وسط السورة ـ وإن كان ذكر الملائكة جاء بعد ذكر اليوم الآخر: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ(177)}[البقرة].

وقال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً(136)}[النساء]. وأصول الإيمان كما هو معروف ستة، خمسة منها ذكرت هنا مجتمعة في آية النساء وفي الآية التي سبقتها في سورة البقرة، والسادس الإيمان بالقدر وقد ذكر في آيات كثيرة من القرآن[سنذكر شيئاً منها في مبحث الإيمان بالقدر.].

وقد ذكرت الأركان الستة مجتمعة في حديث جبريل المشهور : (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) [مسلم: (1/37).].

فالإيمان بالملائكة أصل من أصول الإيمان التي لا يصح إيمان من أنكر شيئا منها أو شك فيه، ولا يعد من أنكره مسلماً، ومن لم يصح إيمانه لا يرجى منه أن يطبق شريعة الله التي أساسها الإيمان بالغيب.

المبحث الثاني: الصلة بين الملائكة والإنسان

1 ـ صلة الملك بالجنين في رحم أمه.

2 ـ سفراء الله بوحيه إلى رسله.

3 ـ كتبة الحسنات والسيئات.

4 ـ زيارة المؤمنين في أوقات عباداتهم.

5 ـ قبض أرواح بني آدم.

6 ـ رابط الإيمان جعل الملائكة يهتمون بإخوانهم المؤمنين ويدعون لهم.

7 ـ مشاركتهم المؤمنين في جهاد أعدائهم الكافرين.

8 ـ احتفاؤهم بالمؤمنين في الجنة، وتقريعهم الكفار في النار.

تمهيد:

لقد حدد الله لكثير من ملائكته وظائف لها صلة بالمخلوقين في الأرض ـ وهي داخلة في وظيفتهم الرئيسة ـ طاعتهم المطلقة لربهم ـ: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)}[التحريم]. فما من إنسان إلا وللملائكة صلة به، من وقت وجوده في رحم أمه، إلى أن يدخل الجنة أو النار.

وقد فصل العلماء وظائف الملائكة التي وردت بها نصوص الكتاب والسنة [راجع على سبيل المثال شرح العقيدة الطحاوية: ص 332 ـ 337.].

والذي يهمنا هنا أمور:

1 ـ صلة الملك بالجنين في رحم أمه:

إنه تعالى يرسل الملك إلى الجنين، وهو في رحم أمه فيأمره بكتابة رزقه، وأجله، وعمله، وسعادته أو شقاوته [ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود. راجع كتاب العلوم والحكم، لابن رجب، بتحقيق الأرناؤوط ص: 153.] ، وهي كما ترى صلة مبكرة بالإنسان قبل أن يظهر على وجه الأرض. وهذه غير صلتهم السابقة بأبينا آدم عليه الصلاة والسلام، كما قص ذلك القرآن الكريم في آي كثيرة .

2 ـ أن الملائكة هم سفراء الله إلى خلقه في الأرض:

كما قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ(2)}[النحل].

وقد نزل جبريل عليه الصلاة والسلام، بآخر كتب الله المنزلة وهو القرآن الكريم على رسولنا عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ(195)}[الشعراء].

وكان ـ جبريل ـ عليه الصلاة والسلام، يدارس الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن، كما كان ينزل يعرفه ببعض الأحكام، كمواقيت الصلاة.

3 ـ أن الله قد وكل بكل إنسان ملكين:

أحدهما عن يمينه يكتب حسناته، والآخر عن يساره يكتب سيئاته، قال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}[ق].

{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ(12) [الانفطار].

4 ـ أن بعض الملائكة يزورون المؤمنين:

ويطلعون مباشرة على أدائهم بعض عباداتهم المهمة، كصلاتي الفجر والعصر، كما في حديث أبي هريرة، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم ـ وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون) [متفق عليه، جامع الأصول (9/398).].

5 ـ أن بعضهم يقبضون أرواح بني آدم: - المؤمن منهم وغير المؤمن - قال تعالى: {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ(28)} [النحل].

وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(32)}[النحل].

والذين يقبضون روح المؤمن هم ملائكة الرحمة الذين يحتفلون بها في الأرض وفي السماء، ويسأله في قبره ملكان عن ربه ودينه ونبيه، فيجيب جواباً صحيحاً، فيحتفلون به في قبره ويبشرونه بالخير الذي استحقه بعمله الصالح الذي وفقه الله له.

والذين يقبضون روح الكافر هم ملائكة العذاب، حيث يوبخونه ويُقرِّعونه في الأرض وفي السماء، ويسأله ملكان عن ربه ودينه ونبيه فلم يستطع الإجابة الصحيحة؛ لأنه لم يدخل مدرسة الكتاب والسنة التي تعلم فيها المؤمن في الدنيا، فيوبخونهـ أيضا ويقرعونه في قبره وينال منهم ما يسوؤه على رسوبه الذي حرص على فعل أسبابه في الدنيا [راجع شرح الطحاوية ص 345 ـ 349.].

6 ـ أنهم يهتمونـ وهم في السماء بإخوانهم المؤمنين في الأرض:

فيدعون لهم، ويستغفرون، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9)} [غافر].

وأما الكفار فإنهم يلعنونهم كما يلعنهم الله، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161)}[البقرة].

7 ـ أنهم يشاركون إخوانهم المؤمنين في جهاد أعدائهم في سبيل الله:

لرفع راية الإسلام، وتثبيت الصلاح في الأرض واجتثاث الباطل منها، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125)}[آل عمران].

وقال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12)} الأنفال].

فصلة الملائكة بالمؤمنين المناصرة لهم وتثبيتهم، تحقيقاً للولاء الذي عقده الله بين المؤمنين، مهما تباعدت ديارهم وفصلت بينهم الأزمنة المتباعدة، وتحقيقاً للبراء الذي كلفه الله عباده المؤمنين، وللتعاون على البر والتقوى.

8 ـ أن خزنة الجنة يستقبلون إخوانهم المؤمنين:

مرحبين بهم عند دخولهم الجنة، مهنئين ومبشرين لهم بحسن المأوى بدار القرار، وخزنة النار يستقبلون الكافرين موبخين لهم على كفرهم ومقرعين منذرين لهم بشر مصير عند دخولهم النار، قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73)}[الزمر].

ولست بصدد استقصاء كل ما للملائكة من صلة بالناس في الدنيا، فذلك أمر يطول، ولكن المتأمل في هذه الأمور ـ الثمانية ـ يتبين له أهمية الإيمان بالملائكة، بل ضرورة ذلك، ليحقق في نفسه الإيمان الذي أمره الله به، فمن المستحيل - شرعاً -ـ أن يتم الإيمان بالله تعالى، أو بأي ركن من أركان الإيمان الأخرى، بدون الإيمان بالملائكة.

فالإيمان الذي أمرنا الله به إنما جاءنا عن طريق الوحي، والوحي نزل عن طريق الملائكة، فكيف يؤمن من ينكر الإيمان بالملائكة بالوحي الذي هو مصدر الإيمان، والوحي لم يصل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا عن طريق جبريل؟!

ألا ترى أن اليهود اتخذوا جبريل عدواً لهم بسبب اتخاذ الله له سفيراً بوحيه إلى رسوله محمد، فحكم الله عليهم بأنهم عدو له ولملائكته كلهم بما فيهم ميكال الذي زعموا أنه وليهم، كما قال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(98)} [البقرة، وراجع تفسير الآيتين في كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري. وقد اشترك مع اليهود في عداوة جبريل غلاة الرافضة الذين اتهموه بالخيانة لإبلاغه القرآن محمداً، وقد كان الله تعالى إنما أراد به علياً غافر في زعمهم!]..