المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسَألْتُ قَلبي أن يُفَسِرَ ما جَرَى



الاهلي الراقي
24-06-2014, 08:40 PM
مناجاة الحبيب

بقلم الرائع المبدع
الدكتور مانِع سَعيد العُتَيْبَه





رِفقاً بِقَلْبٍ في الهَوىٰ وَالٓاكِ
هَجَرَ الغَرامَ وهٓمّٓهُ لٓوْلاكِ
ماكانَ يَرْغَبُ أن يَعودَ لِدَرْبِهِ
بعد الذي لاقَاهُ من أشْواكِ
رِفقاً بِقَلْبٍ لاتَزَالُ جِرَاحُه تَشْكُو
وما منِ مُنْصِفٍ للشاكي
أًًَغغلَقْتُ أبوابَ الغَرامِِ جَميعَها
ومِن البُحورِ رَفَعتُ كُلّ شِباكي
و مَضَيْتُ وحْدي في طَريقٍ مُظلمٍ
مُستسْلِماً لِليأسِ دونَ عِراكِ
حتّى أتَيْتِ فَشَعَّ نورٌ بَاهِرٌ
واخْضَرَّ دَربِيَ ضاحِكاً لِخُطاكِ
والقَلبُ قامَ مُرَحِّباً وهو الذي
ما كان يَفتحُ بابَهُ ِلسِواكِ
نادَاكِ مِنْ أَعماقِه فَترَفَّقي
ما غَيْرُ قَلبي مُخلِصاً ناداكِ
رُدّي عَلَيْهِ وخَفِّفي آلامَهُ
جُودي بِمَا رَبُّ الوَرَى أَعْطاكِ
ما كان ليْلُ الحُبِّ إلاّ مُظْلِماً
حتّى أَتَيْتِ وأَشرَقت عَيناكِ
فانْزاحَ لَيْلي وانْجَلَتْ ظُلُماتُه
لَـمّا أطَل مِن العُيونِ ضِياكِ
ورَأَيْتُ أنّ العُمْرَ كانَ مُضَيَّعاً
يا حُلْوَتي قبلَ أنْ أَلقَاكِ
فجَمعْتُ أَشْلائي وجِئْتُ مُوالِياً
فَأنا بِدونِكِ سَائِرٌ لِهلاكِ
وشَعَرْتُ أنّ الحُبَّ يَجْري في دَمي
وَيَفورُ في القَلْبِ الَّذي يَهْواكِ
ولَهُ دَبيبٌ في العُروقِ أُحِسُّهُ
لَـمَّا يُطِلُّ مِن الجَبينِِ بَهَاكِ

و سَألْتُ قَلبي أن يُفَسِّرَ ما جَرَى
فَرَنا إليْكِ بِطَرْفِهِ ودَعاكِ
وأجاب: هذا الحُبُّ يَبْدُو عَالَماً
لا يَسْتَطيعُ بُلُوغَهُ إدْرَاكِ

يا مُنْيَتي... ماذا أقولُ لِتُدْرِكي
أنًّ الفُؤادَ لِعَرْشِهِ وَلَّاكِ
والله ما زَارَتْ رُبوعي نَسْمَةٌ
إلَّا ومَرَّتْ بَعدَها ذِكْراكِ
فَأقومُ أَسأَلُها بِلَهْفةِ عَاشِقٍ.
هَلْ عِطْرُها الفَوَّاحُ مِن دُنْيَاكِ
يا مُنْيَتي كَيْفَ الصَباحُ قَضَيْتِهِا
وهَلِ الهُمومُ تَعَرَّضَتْ لِـمَسَاكِ
وأُتابِعُ الأخْبَارَ كُلَّ دَقيقَةٍ
فلَعَلَّني بَعْدَ الغِيابِ أراكِ
أنَا لَيْتَني رَوْضٌ و عُشْبٌ مُزْهِرٌ
تَجِدينَ فيه غَزَالَتي مَرعَاكٍ
أو مَاءُ نَبْعٍ بَارِدٍ تَرِدينَهُ
حتّى يُرَوِّي في الهَجيرِ ظَمَاكِ
أو لَيْتَني في الشَمس مِثْلُ غَمَامَةٍ
لِتُظِلَّ في حَرِّ النَّهَارِ سَماكِ
فأَنتي الرُّوحُ والعُمْرُ الذي
أعْطيكِهِ إنَّ الحَيَاةَ فِدَاكِ
فَلْتَهْنَأي بِالحُبِ إنِّي مُخْلِصٌ
يا حُلْوَتي ما عِشْتُ لَنْ أنْساكِ