المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة أسأل الله أن يعينني على دحضها!



أهــل الحـديث
23-06-2014, 09:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إخوتي الأعزاء، حياكم الله وبياكم...
لي سؤال مهم جدا، حبذا لو وجدت الإجابة عنه ههنا إن شاء الله تعالى...
وهو بخصوص حديث دار بيني وبين أحد الإخوة حول العلم والعقيدة...

هذا الأخ هو صديق قديم لي، ولم يكن لديه علم كبير بمسألة الشريعة ودراستها، ولكنه، والله تعالى حسيبه، أظنه يحب دينه ولله الحمد والمنة.
هذا الأخ التقيت به منذ يومين، في أحد المساجد وكنت لم ألتقي به منذ حوالي سنة..
المهم أنه قال لي بكل فرح وسرور، أنه يتلقى العلم على أحد المشايخ مع بعض الإخوة، مرة أو مرتين في الأسبوع، وأنه أصبح يعلم أشياء كان يجهلها، وأنه ينصح بالأخذ عن المشايخ، لا دراسة كتب العلم، بل التلقي شفويا (كما هو معلوم بالنسبة للذين يدرسون لدى مشايخ وعلماء مسندين).
فقلت له أنه على حق بالنسبة للأخذ عن المشايخ، ولكن الكتب العلمية المحققة والمشهورة في شتى الفنون، لها مكانتها ولا يستغني أحد عنها...
فقال لي، وهو واثق من كلامه: لا، العلم يؤخذ من العلماء وليس من الكتب!

سألته كيف إذن تتعلم العلم الشرعي وأنت تستغني عن المتون وعن الشروح وعن كتب الأئمة الكبار المشهود لهم بطول الباع في تخصصاتهم؟؟؟
قال لي بلغة جميلة(وكأنها اللغة التي يحدثها به شيخه): العلم يؤخذ شفويا من المشايخ الذين يدرّسون بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم!
قلت له: هذا جميل، ولكن أين هم ونحن نسكن في مدينة صغيرة جدا، ولم يسبق لي أن سمعت بوجود أحد من المشايخ الذين تصفهم، لدينا؟؟ فإن كنت لا تجدهم، فماذا تفعل؟؟ أعني تستغني عن الكتب، ولا تجد مشايخ ثقات، كيف تفعل؟؟؟ فعلى الأقل تقرأ...
قال لي: بلا موجودين!
وبين معقوفتين ذكر لي أسماء بعض من يذكرون كأولياء لله تعالى... وعلى كل حال هم ميتون منذ أعوآآآم... فلم أفهم ماذا كان يقصد بذكره لهم...
فقلت له، طيب، ماذا تدرسون؟؟
قال: أهم شيء؛ العقيدة!
وتابع بمقدمة قال لي فيها أن العقيدة أهم شيء في ديننا، وأننا لسنا مجبورين على دراسة أشياء أخرى، ولسنا بآثمين إذا فرطنا في قراءة القرآن، ولا حتى أنه فرض علينا أن نصلي النوافل، ولا التراويح ولاحتى الشفع والوتر؛ وهو كذلك إذ مر أمامنا إمام المسجد الذي كنا صلينا فيه المغرب، فسلم علينا بحرارة(وكان في سفر إلى خارج البلد، فلما قلنا له أننا اشتقنا لرؤيته، قال أنه كان في زيارة أولاده الذين يسكنون بلاد أوروبا وأنه لما وجد السكينة هناك، مدة زيارته، وجد المجال لقراءة بعض الكتب ومنها كتب ابن القيم، وعندها رد عليه صديقي هذا قائلا: العلم يؤخذ من أفواه العلماء وليس من الكتب! فكان وكأنه يعيب على الإمام؛ الذي بُهت لذلك الرد.. خصوصا وأن صديقي قال: ماهو الكتاب؟ ومن ابن القيم؟؟ فتداركت الموقف مؤيدا كلام الإمام بأن ابن القيم عالم معروف وأن كتبه قيمة، إلخ... ولم يطول الشيخ فانصرف مباشرة).
إثر ذلك، تمادى الأخ قائلا أن تلك الكتب، من قال أنها ليست محرفة، وما أدرانا بصحة المكتوب فيها وسعة علم مؤلفيها؟؟؟ بينما الأخذ عن المشايخ(بالسند المتصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم) أولى وأفضل!
فلم أرد أن أخوض في مجال تحقيق الكتب من المخطوطات، ودراسة أسانيد الأحاديث، والعلل، إلخ... لما رأيت من شدة إصراره على موقفه، وأنه لن يقتنع بما كنت لأبينه له في وقت قصير...
وأكثر من ذلك، أنه قال لي حينما ذكرته بكتب الصحاح والسنن، أنه قد علم أن صحيح البخاري على سبيل المثال فيه عدة أحاديث ضعيفة أو واهية!!!
فقلت له: يعني سنترك كل هذه الكتب(ولو أنني دافعت عن الصحاح) وما فيها من أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم، لمجرد أقوال سمعناها، خصوصا وهي من أقوال معاصرين؟؟؟ الله أعلم بعلمهم ونيتهم؟!!
فارتبك قليلا... وذكر لي الأحاديث المتواترة عوضا عن ذلك!
وكان لا يعلم بأنني أدرس العلوم أيضا، خصوصا وأنني سكنت في بلدان غربية لبضعة أعوام والتقيت فيها بمشايخ يشهد لهم بالعلم، من أهل السنة والجماعة، ومنهم أحد تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، وغيره، ولا أزكي على الله أحدا... وكان يزورنا من المشايخ من شتى أنحاء العالم الإسلامي لدورات علمية وللدعوة، ما لا ينكر فضلهم في العلم(كالحويني مثلا).
وشيئا فشيئا، بدأت أفهم من كلامه حول العقيدة، أن الشيخ الذي قال أنه يدرس عنده، أشعري العقيدة، حيث أن بلادنا يغلب عليها اتباع هذه العقيدة.. فلما سألته عن مسألة الإستواء، أخرج لي كلام الأشاعرة المعروف: أن الاستواء معناه " الاستيلاء "؛ وأن الله ليس في السماء؛ وأنه محال أن يحويه مكان إنما هو كان قبل خلق المكان ولا يحويه مكان، إلخ...
فذكرته بحديث الجارية، ولم يعطيني جوابا شافيا عن ذلك.. ولكنه كان يعيد ويكرر أنه مذهب أهل السنة والجماعة المذكورين في حديث تتفرق أمتى على 73 فرقة(...)؛ وأنه لا يجب علينا أن نقول كيف يستوي الله على عرشه، بل يجب فقط التسليم بأن العرش أكبر مخلوق لله عز وجل، وأنه إن قلنا أن الله في السماء أو فوقها، وأنه مستوي على عرشه بائن من خلقه، فهذا تكييف، والكيف لا يجب علينا أن نذكره لأننا إذن سوف نجسم الله ونشبهه بمخلوقاته وسوف نحدد له مكان، إلخ...

ولم ينفك ينبه ويحذر من هذا، زد على ذلك أنني لما قلت له أن هذا هو مذهب الأشاعرة وأنه كان من الأحرى اتباع ما يقول مالك في العقيدة(لكون المذهب الفقهي المعتمد في بلادنا هو مذهب مالك)، وليس اتباع العقيدة الأشعرية، قال لي: الإمام مالك أشعري!
وأظنه لم يتمكن بعد حتى من مذهب الأشاعرة، وطفق يتكلم عن اليد وعن الصفات قليلا، وبقينا ساعة من الزمن نتحاور، ولكنه كان متيقنا من نفسه ومن الدروس التي يتلقاها...
فقلت له: طيب، يعني أنت تتحدث عن توحيد صفات الله عز وجل ؟؟ فكانت نظرته إلي وكأنها توحي بأن كلمة "توحيد" لم تخطر على ذهنه أنذاك...
خلاصة القول، أنني أريد أن أنصحه لما أعلم منه من محبته لدينه، ولكن المصيبة هي كونه واثق من الشيخ الذي يتلقى عنه... وأنا ليس لدي من الأدلة المقنعة لكي أجعله يصغي بحيث أنه يتثبت على الأقل في حكاية سند شيخه هذا.. زد على ذلك أنه يتلقى عن واحد فقط، أو إثنين من الشيوخ على أقصى تقدير!
فلم أتفطن لأن أسأله بأن يذكر لي كيف يدرسهم.. هل عن طريق بعض المتون، أم بذكر الأحاديث النبوية مباشرة، وتأويلها هكذا؟؟؟
وهو كان يقول لي ببالغ الفرحة والفخر، أنه بالسند الصحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم!
وأنا متيقن من أن هذا الكلام ليس بصحيح... فكيف يقول الرسول بأن الله ليس في السماء؟؟؟
وأنه مستوي بمعنى مستولي على العرش؟؟؟
وتأويل الصفات، وغيرها..؟؟؟
يعني سنده هذا، أصح من أسانيد مالك والبخاري ومسلم وغيرهم من محدثي الدنيا؟؟؟؟؟
وكيف يدرسهم هذا الشيخ بلا متون؟؟
وهل أن سنده هذا يصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بدون المرور عبر الرواة المعروفين والمشهود لهم بالثقة والعلم؟؟؟
وسألته من أين يدرس المالكيون فقههم؟؟ فأكثر مسائلهم موجودة في المدونة مثلا، وهناك الموطأ للإمام مالك، وهو أول كتاب جامع للأحاديث كتب!
يعني شيء عجاب!
ولم نكن نسمع بمدينتنا بمشايخ لهم سند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا زادت حيرتي... ثم أنه كان ضد شيء إسمه كتب وقراءتها! فكيف إذن؟؟
ولقد أنساني كلامه أن أذكر له كتب العقيدة المسندة كالإيمان لابن أبي شيبة، والتوحيد لابن خزيمة، وغيرهما... وأظن أنه لا يعرفهما، لقوله لي أنه كان بعيدا عن هذه المعارف منذ وقت قريب...
فإني في ألم لما أراه يحصل له، وحتى ولو كان فرحا بهذه الدروس، فأنا أريده على الأقل أن يتثبت في حكاية سند شيخه هذا... ومن دون إساءة ظن، فأنا أريد طريقة لكي أثبت له أن ما يقوله شيخه ليس من عقيدة أهل السنة والجماعة... فأن يدرس عنده ولا يريد أن يطلع على ما يقال في كتب أهل العلم، نوع من أنواع التعصب... لا سيما وهو يقول لهم أن الأشعرية مذهب أهل السنة والجماعة! ومذهب أهل السنة والجماعة ليس مبنيا على التعصب، وفي هذا ذكرته بكلام مالك لما قال أن كلا يؤخد من كلامه ويرد إلى صاحب هذا القبر...
وفي هذا الأمر ذكرته بجواب مالك للرجل الذي سأله عن الإستواء: لما رد عليه قائلا: الإستواء معلوم والكيف مجهول..... فارتبك وقال: لا يجب علينا أن نقول: كيف؟ فهذا تفسيره أننا نشبه الله جل جلاله وهو ليس كمثله شيء وهو السميع العليم......
قلت له ليس معناه أننا نشبه الله جل جلاله بالمخلوقات! ولا نؤول بل نسلم بما وجدنا في القرآن بأن الله تعالى على العرش استوى بدلالة عدة آيات معروفة وصريحة!
فعاند فيها أشد العناد، ونفى أن نقول كلمة كيف؛ وأتاني بمعناها في القاموس، وقال لي أنه تشبيه بالمخلوق.... فقلت له، في الحقيقة أنا لا أقصد تشبيه الله بأي من مخلوقاته، تعالى عن ذلك علوا كبيرا! ولكن فقط هي كلمة وسيقاها هنا ليس بمعنى تشبيه، بل نحن مسلّمون بأن الله تبارك وتعالى فوق عرشه بائن من خلقه... هذه عقيدة أهل السنة والجماعة. وذكرت في السياق على ما أذكر كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، ففزع، وقال لي هذا كلام الوهابية، فرديت عليه قائلا هل قرأت كلامه؟؟ أو أنك تردد فقط ما تسمع من كلام من يجهل حقيقته؟؟؟
ولم يتركني حتى أكمل له الكلام في هذا لثقل ما سمع مني مما ينافي ما درسه، فخيرت الإنصراف... هذا وقد عرض علي أن أزورهم لحظور الدرس معهم.. ولكني لن أذهب لما سمعته منه...
هذا وأنا أتمنى أن أجد وسيلة لكي أنبهه من التثبت في كلام شيخه وسنده.. مع إنكاره للأخذ من الكتب، لأولوية التلقي شفويا كما يقول...
وأتمنى أن يكون هذا الموضع تفاعليا إن شاء الله، وحبذا ولو ينفعنا أصحاب الإختصاص والطلبة الذين يتلقون من عند المشايخ(علما وأنني ومنذ عودتي من بلدان الغربة بقيت أتعلم لوحدي لكوني لم أجد في بلدتي من لديه العلم الكافي لكي أتلقى منه).. فكيف تتثبتون من أسانيد شيوخكم؟؟ وكيف تدرسون إن كنتم لا تعتمدون على متون؟؟؟ وكيف، وأنتم قرأتم ما كتبته أعلاه، تتصروفن لو كانت الدروس مقتصرة على شيخ واحد أو اثنين على أقصى تقدير، ودروسهما شفوية بدون كتب ولا متون؟؟؟؟ وهل هناك أسانيد صحيحة خارجا عن الأسانيد المعروفة التي تلقتها الأمة بالقوبل والتي على مدارها تدور المتون العلمية المختلفة؟؟؟

والله تعالى أسأل، أن يوفقكم لكل خير، وأن يجزل لكم الثواب، وأن يرزقكم خيري الدارين...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...