المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز الإستغفار ...طلبا للرزق والنفع الدنيوي ؟



أهــل الحـديث
18-06-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


ذكر الله تعالى منافعا دنيوية كثيرة وعظيمة تترتب على الاستغفار وهذه تاتي تبعا لا قصدا ...والكثير اليوم يعمل كلمات دعوية وينصح الناس ..من أراد الرزق فليستغفر كذا من العدد أو كذا يوم أو وقتا من الزمن كنصف ساعة أو ساعة ..ومن أراد الزواج أو أراد الراحة النفسية أو حل مشكلة أو أو...
فليستغفر الله ...فننبه الأخوة على أمر مهم وهو أن الأصل في الاستغفار هو دعاء وهو عبادة وتذلل لله يطلب به العبد المغفرة من ربه لذنبه ويرجو به ما عند الله في أخراه .... لكن النفوس ليست كلها على الكمال فالإيمان درجات .... فالترغيب بالعبادات مع فوائد دنيوية فيه دفع للنفوس وتقوية للقيام بهذه العبادات فتقوى الله تعالى اسم جامع لفعل العبادات وترك المنهيات ورتب الله عليه الرزق والفرج (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))
وجاء في الإستغفار ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ}
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
فلا بأس أن يلحظ المؤمن هذا النفع الدنيوي في استغفاره لكن لا يجوز أن تكون النية متمحضة لأمر دنيوي خالص ، وعلى قدر مخالطة نية النفع الدنيوي على قدرها يكون نقصان الثواب فليس من كان مستغفرا أو متعبدا خالصا من غير طمع دنيوي كمن أخلص في استغفاره وعبادته ومعها طمه دنيوي
ولما ذكر الله الحج ذكر معه (( ليشهدوا منافع لهم )) فيجوز الحج ومعه نية التجارة .... والناس في نية النفع الدنيوي درجات لكن الواجب أن لا يغلب النفع الدنيوي على الفعل التعبدي .. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم وفي حديث عبد بن حميد
ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة ً تم لهم أجرهم .
والله أعلم
في القول المفيد على كتاب التوحيد (3/ 151) للعثيمين
أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين- حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة-; فلا شيء عليه لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، [الطلاق: من الآية2-3]، فرغبه في التقوى بذكر المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب.
فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص، مع أنه أراد المال مثلا؟
أجيب: إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم، بل قصد أمرا ماديا; فإخلاصه ليس كاملا لأن فيه شركا، ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك، بل أراد شيئا دنيئا غيره.
ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته، ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء; فهذه مرتبة دنيئة.
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية; كالبيع، والشراء، والزراعة; فهذا لا شيء فيه، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيبا من الدنيا،.
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1852168