المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيرلو ميزان المنتخب الايطالي



عميد اتحادي
18-06-2014, 08:00 AM
يختصر النجم الإيطالي أندريا بيرلو تحرّك اللاعب الناجح على أرض الملعب بأنه «توازن خلاق بين العقل والقدمين» وإلا لن يتحقق المرتجى.
بيرلو (35 عاماً) مايسترو خط الوسط خير من ينطبق عليه هذا الوصف، نظراً لتميزه في التمركز وتسلّم الكرة وتسليمها، وبناء الهجمات وابتكار الفرص.
ويُجمع متابعو كرة القدم الإيطالية والضالعون في تفاصيلها على أن بيرلو ميزان «الأتزوري» بقدر ما يؤدي هذا الدور في يوفنتوس الذي مدد عقده معه لموسيمن إضافيين، وقبلها في إي سي ميلان.
ويلفت الخبراء إلى أن بيرلو الذي نفّذ تسديدة حرة ملهمة في المباراة أمام إنكلترا السبت الماضي، ارتعدت منها فرائص «منتخب الأسود»، خير من يؤدي دور صلة الوصل بين جيلين في صفوف المنتخب، علماً بأنه أعلن اعتزاله دولياً بعد مونديال البرازيل، وخاض 110 مباريات دولية.
«بيرلو قائد صامت إنه يتحدث بقدميه»، هذا ما قاله مدرب إيطاليا السابق مارتشيلو ليبي عن مهندس المنتخب وركيزته الأساسية.
وهو لا يزال القلب النابض، والعقل المفّكر في أي فريق يلعب في صفوفه، مهما تقدّم به العمر. ويأمل طبعاً بأن يقدّم في البرازيل المستوى الذي ظهر عليه في كأس أوروبا الأخيرة حين لعب دوراً مفصلياً في مشوار بلاده المفاجىء في البطولة القارية (حلت إيطاليا ثانية خلف إسبانيا التي احتفظت باللقب).
يؤكّد بيرلو أن الـ«أتزوري» يخوض المونديال بالتصميم عينه الذي يطبع أداءه، ومفاده المضي قدماً إلى أبعد مرحلة ممكنة. ويضيف: «قوتنا في وحدتنا وتآلف عناصرنا، لاسيما في الظروف الصعبة، انطلقنا في المونديال، ونملك أوراقاً كثيرة لنقول كلمتنا، ونفرض إيقاعنا».
خاض بيرلو مونديال 2006 في ألمانيا، حيث توّجت إيطاليا للمرة الرابعة في تاريخها، وحرمته الإصابة من خوض مونديال جنوب أفريقيا عام 2010، ولم يوفق فريقه، فكانت مرحلة إعادة البناء بقيادة تشيزاري برانديللي، ومن ثمارها اليانعة ما تحقق في بطولة أوروبا عام 2012.
بيرلو استثنائي في موقعه، يؤثر أداؤه في مجمل عناصر التشكيلة، إذ يتحكم بالتمرير والتموين. ويوضح أنه في مرحلة سابقة كان تمركزه ذا نزعة هجومية أكثر، وفي الدور الجديد ظل يتعامل مع المجريات الميدانية وفق رؤيته الشاملة، لافتاً إلى أن مركزه السابق جعله يركز على كيفية تجاوز المدافعين وتخطّيهم، وهم المكلفون بتشتيت الهجمات. لكن وظيفته في خط الوسط وسّعت آفاقه. وهذا ما يقوم عليه دور «البنّاء» لتوفير أفضل الحلول والمعالجات، خصوصاً وأنه مطالب دائماً بالنظر إلى الأمام واستطلاع المنطقة حوله للاطلاع على طريقة تمركز زملائه وخصومه. لذا، عليه قياس المسافات بلمح البصر والتصرّف سريعاً، ما يعني أن لرد فعله ومباغتته الآخرين دور حيوي. ويدين بيرلو بالمستوى الذي وصل اليه إلى مدرب ميلان السابق كارلو أنشيلوتي الذي قرر أن في الإمكان الاستفادة من قدرات هذا اللاعب في شكل أفضل من خلال تمركزه أمام المدافعين مباشرة، عوضاً أن يكون صانع الألعاب الموجود خلف المهاجمين.
وبيرلو، الذي يتوسّم الكثير بمواطنه ماركو فيراتي، لاعب سان جيرمان الفرنسي، على رغم اختلاف أسلوبهما، لم يشعر يوماً أنه من جيل سابق، كونه تقدّم بالسن. ويتناول الأمر من باب العطاء الميداني، إذ ما يجمعه بزملائه في الدرجة الأولى سوى هدف واحد «نعمل لأجله وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيقه».