المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الشمس هي التي تدور على الأرض عند الطلوع والغروب أو لا ؟



أهــل الحـديث
17-06-2014, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : هل الشمس هي التي تدور على الأرض عند الطلوع والغروب أو لا ؟
==================================================
يقول شيخنا ابن العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ : في تفسيره لقوله تعالى :
{ الله الذي جعل لكم الأرض قرارا} [غافر : 64]
" فالله جعل الأرض قرارا أي : مستقرة .وهل معنى هذا القرار أنها لا تتحرك ؟ أو أنها لا تميد بنا ؟
يقال القرآن يفسر بعضه بعضا ، فقد قال الله تعالى :
{ وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا } فبين أن المراد بالقرار : أنها لا تميد بساكنيها ، أي : لا تضطرب ، وليس بمعنى : أنها قارة لا تتحرك .....
من فوائد هذه الآية : نعمة الله ـ عز وجل ـ علينا لكون الأرض لا تميد بنا ولا تضطرب بنا .
ومن ثم نعرف الحكم على اختلاف الناس اليوم ما بين مؤيد ومفند .
... هل الأرض تتحرك أو لا تتحرك ؟
فمن المعروف عند علماء الفلك أنها تتحرك ، وهذا عندهم بمنزلة الأمور البديهيات اليقينيات التي لا تقبل الجدل ، يقولون : " إن الأرض تتحرك وتدور بذاتها دورانا يختلف به الليل والنهار ، وتدور دورانا محوريا به يختلف الفصول "، وليس عندهم في ذلك شك ، ولا يجادلون فيها .
ومن العلماء من قال :" بل هي ثابتة قارة ، وأن اختلاف الليل والنهار إنما يكون بسبب دوران الشمس على الأرض لا بسبب دوران الأرض .
والذي يظهر لي ، أن القرآن ليس فيه شيء صريح بأنها تدور أو لا تدور . وهو كونها تدور أقرب من كونها لا تدور .لأن نفي الأخص في قوله تعالى :{ أن تميد بكم } يقتضي وجود الأعم ، كما قلنا في قوله تعالى :{ لا تدركه الأبصار } : إن هذه الآية تدل على ثبوت رؤية الله ـ عز وجل ـ ، لأن نفي الإدراك يدل على ثبوت أصل الرؤية، نفي الميدان يدل على وجود أصل الحركة ، لكن الأمر خطير فيما أرى .
هل الشمس هي التي تدور على الأرض عند الطلوع والغروب أو لا ؟
ـ " نحن نعتقد أنها هي التي تدور ، ولا مانع أن يكون هناك دوران للأرض ودوران الشمس ، لأن ظواهر الكتاب والسنة كلها تدل على أن الشمس هي التي تطلع ، وتغرب ،وتميل ، وتدور ، وتسير ، وما أشبه ذلك .
فقد قال الله سبحانه وتعالى :{ وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } [ الكهف ] ، فهذه أربعة أفعال كلها أضيفت إلى الشمس ، والأصل أن ما أضيف إلى الشيء فهو فعله .
وقال الله تبارك وتعالى في سورة [ ص ] :
{ إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب }
وقال تعالى في سورة الكهف :
{ حتى إذا بلغ مطلع الشمس } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس :
" أتدري أين ذهبت ؟ "
قال :" الله ورسوله أعلم ".[ م /( 250/159 )]
فكل هذه الأفعال مضافة إلى الشمس نفسها ، فكيف تعدل عن ظاهر هذا اللفظ إلى معنى آخر بدون أمر قطعي يكون لنا حجة عند الله ـ عز وجل ـ ، أن نخالف ظاهر كلامه .
لكن من تبين له أمر تبيًّنا واضحا ، ورأى أنه أمر قطعي يقيني بدهي ـ كما يقولون ـ فإنه يمكن أن تؤول بأن نسبة الطلوع إلى الشمس والغروب والذهاب باعتبار رأي العين لا باعتبار الواقع ، لكني إلى الآن لم يتبين لي أن اختلاف الليل والنهار يكون بدوران الأرض ، بل هو يكون بدوران الشمس ، والله على كل شيء قدير .] (اه)
[ المصدر : التفسير الثمين للشيخ ابن العثيمين رحمه الله تعالى (ج:الثالث عشر / ص : 183)
قوله تعالى : { تزاور } أي : تميل وتنحرف ، وفي الوسيط (ص:406 ،ج/ الأول): " تزاور عنه : مال وانحرف "
قوله تعالى : { توارت } أي : استترت ( الوسيط ، ص :1028 )
مفند : فندا أي ضعف رأيه من الهرم ، وفي التنزيل حكاية عن يعقوب ـ عليه السلام ـ :{ لولا تفندون } ( يوسف ).
ويقال فند رأي فلان : أضعفه وأبطله .