المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان على الأبواب-والشياطين تعد العدة للاشتغال بلهوها!



أهــل الحـديث
16-06-2014, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





إن الله تعالى أنزل القرآن الكريم، إلى رسوله عليه الصلاة والسلام، ليخرج الناس من ظلمات الكفر والمعاصي، كبيرها وصغيرها، إلى نور الإيمان والطاعة وتطهير قلوبنا من السيئات، ولهذا يجب علينا أن نبحث عن السبل التي توصلنا إلى ما يحبه الله منا ورسوله عليه الصلاة والسلام، ونقتدي بمن يدعوننا إلى سلوك هذه السبل النيرة التي تقربنا إليه.

كما يجب علينا أن نحذر من الذين يريدون منا أن نبتعد عن طاعة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ويدعوننا إلى سلوك سبل الشيطان الذي يأمرنا بالفحشاء والمنكر، ونغتنم الفرصة في أوقات أعمارنا لنكثر من الحنات التي تثقل موازيننا عند ربنا، قبل أن تقبض أرواحنا فنندم على ما فوتناه في حياتنا من الخير، وما جنيناه على أنفسنا من الشر.

وأذكر لكم بمناسبة قدوم شهر رمضان، أن أولياء الله يجدون ويجتهدون في عبادتهم لربهم في هذا الشهر المبارك، فيصومون نهاره، ويحيون ليله بكثرة الصلاة وقراءة القرآن فيه، كما يكثرون من دعاء الله تعالى، بأن يوفقهم لطاعته ويحسن خواتيم أعمالهم، ويحفظهم من وساوس الشيطان وإضلاله وإضلال حزبه وأوليائه من محبي المعاصي والفواحش وإلهاء الناس عن طاعة ربهم، بما يعملونه من أنواع اللهو.

فالله تعالى وضع لنا مواسم، نهيئ فيها أنفسنا للإثار من طاعته، ونخصها بأعمال من العبادة، مثل شهر رمضان المبارك، ومثل أيام الحج، ومثل يوم الجمعة، إضافة إلى الصلوات الخمس وأذكار الصلوات وأذكار الصبح والمساء، والأذكار المطلقة التي حثنا الله عليه، فقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43)}[الأحزاب]

ومن فوائد عبادتنا في رمضان ما ذكره الله تعالى، من التقوى له، والتقوى هي فعل ما يأمر الله به، وترك ما ينهى عنه، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} [البقرة].

هذه التقوى التي يمنحنا الله تعالى بفرض عبادتنا له في رمضان، يحاربنا أتباع الشيطان بما يعدونه لنا مما يريدونه يلهينا عن طاعة الله و يحبط أعمالنا الصالحة التي وفقنا الله لنا وما نلناه فيها من الأجر، فهم يعدون العدة للمسلسلات الشبطانية والتمثيليات التي يقومون بإعدادها طوال العام ويعلنون عنها، لنشتاق لها ونصيع أوقاتنا فيها، بدلا من حفظها في طاعة الله.

إن الله تعالى يريد أن يوفقنا للتوبة علينا، فيتوب علينا، والذين يحاربون الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة، يريدون أن نتبعهم فيما يعدونه لنا من إبعادنا عن طاعة ربنا، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27)} [سورة النساء]

فهل تحبون أن تكونوا مطيعين لله الذي يريدكم أن تتوبوا إليه، ويتوب عليكم، فتكونون من حزبه وحزب أوليائه، أو تحبون أن تكونوا من حزب عدو الله وعدو أوليائه، قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} [سورة فاطر]

وهل تحبون أن تكونوا جلساء للقرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى في شهر رمضان، وبخاصة في الليلة العظيمة ليلة القدر، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} [البقرة]

وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)} [الدخان] وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [القدر]

فجليس القرآن يكون مع الله تعالى الذي أنزله، وجليس المحاربين للأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة، هو جليس الشيطان وجنده، وكان جبريل عليه السلام قرينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يدارسه القرآن الكريم كل ليلة من ليالي رمضان كما روى ذلك عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان يلقاه جبريلُ في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فَلَرَسولُ الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة). [أخرجه البخاري ومسلم]

واقرؤو حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : (إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ، فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه ، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة). [أخرجه البخاري ومسلم.]