المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الحياة وتناقضاتها



عميد اتحادي
13-06-2014, 06:10 PM
الحياة هي أبسط من أن تكون مزيجًا من اختلاطات وتناقضات تبعدنا عن جوهر عيشها، ذاك أن كل موقف أو تجربة نعيشها ونشعر بها بمزيج متماهٍ من المشاعر المختلطة أمر طبيعي أما إذا عالجنا مشاكلنا وتجاربنا بتناقض وبدون أساس واضح وعلى أرضية واحدة هنا تكمن الخطورة.
لا ينبغي أن نبني حياتنا على مجموعة من التناقضات فأن نقول شيئًا ونفعل غيره هو لبِّ التناقض الحياتي لاسيما أنه يبعدنا عن إنسانيتنا القائمة على التوحد مع أنفسنا وعدم التشظي في الإدراك الشعوري للذات، لا يجب أن يكون كلامنا يناقض فعلنا لأن هذا بحدّ ذاته دليل ضعف في المبادئ التي نؤمن بها، ومن ناقض فعله كلامه نقُصَ احترامه لذاته.
وهناك أمثلة أخرى لتعقيدات الحياة وتناقضاتها كأن نتعرض لمشاكل عائلية فبدل من أن نحلها بتعقُّل بعيدٍ عن التعقيد، نجد أنفسنا ندور في دوامات متداخلة نعيد الماضي وكل مشكلة تعرضنا لها فيه فنحاول إيجاد حل لمشكلة آنية من منظور سابق.
فأن نعالج مشكلة عائلية أو أي مشكلة بالرجوع إلى الماضي ذلك يعقد الحلَّ ويزيد الطين بلَّة. علينا أن ننظر لمشاكلنا بعين الحاضر وأن نحلها بيقين أكيد أن البقاء في الحاضر فقط هو ما يسهِّل الخروج من أي مأزق لأننا قد نبني رؤية مغالطة للحقيقة عن مشكلة آنية بالرجوع إلى حدثٍ ماضٍ.
ومن الأمثلة الأخرى على التناقض الحياتي والتعقيدات التي قد نتعرض لها هو أن ندرس فرعًا لا نرغب فيه بضغوط عائلية أو بسبب عدم وجود إدراك تام لرغباتنا فهذا الشيء يعطل مواهبنا ويزيد من تناقضات مستقبلية في أعمالنا وقد يؤدي إلى فشلنا في مهنتنا لأن من لا يمتلك رغبة في شيء لن يفلح به.
أما عن علاج هذه المشكلة فهو بأن يتفهم الأهل ميول أولادهم ويحاولون أن يجدوا طريقة لتنميتها بحيث يرضى الأهل عنها وأن يعرفوا أن على أولادهم أن يشاركوا برسم مستقبلهم لأنهم هم من سيعيشونه وعلى الأبناء أن يعرفوا جيدًا ماذا يريدون وأن يجلسوا مع أنفسهم ليحاولوا أن يصلوا لفهم ذاتي لطموحاتهم ورغباتهم وأن لا ينجروا وراء موضة دراسية ما. لا تبنوا حياتكم على مجموعة من التناقضات مهما كبرت مشاكلكم.