المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رويبضة الرواية



أهــل الحـديث
11-06-2014, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحه وسلم
قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس وسريج قالا ثنا فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة قال سريج وينطق فيها الرويبضة.
وقال الإمام ابن ماجه في سنن: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ» ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ»
العجيب أننا بدأنا نواجه اليوم نوعاً جديداً من رويبضة الرواية، فماذا نسمي من يريد التصدر بأية طريقة، ويجعل نفسه في مرتبة العلماء والمحدثين، فيعلن البعض عن مجالس للقراءة عليهم، ويصل السخف ببعضهم فيبدأ بنشر محاضر سماعاته في صفحته مستخفاً بعقول القارئين قائلاً لهم أني أخاف من ضياعها.
فهل يظن هؤلاء وأمثالهم أن التصدر للإقراء في وجود شيوخهم وسهولة الوصول لهم من طريقهم أنفسهم أمراً محموداً ومن الأدب؟
وهل يظن هؤلاء وأمثالهم أن رفع كل هذه المحاضر يرفعهم لمصاف العلماء والمحدثين؟ وهل يظن هؤلاء وأمثالهم أن الاستكثار المحمود والمذموم يعطيهم الحق ليبدأوا التدليس على الناس في عرض خدماتهم الروائية عليهم؟
وهل الصدق والأمانة -التي يا طالما ما تشدق بها أحدهم- تحتم عليه أن ينشر محاضر لا يوجد فيها إلا اسمه علماً أن الكثير ممن كان يوماً يداريه طلباً لتحصيل هذه السماعات كان موجوداً وحاضراً.
ولا أرثي إلا لأؤلئك الذين ضيعوا الساعات معه، وفي النهاية يخرج لهم سماعاته مجردة، قائلاً هلموا إلي لأسمعكم ما قرأته منفرداً دونكم.
ليت هؤلاء يبتعدون عن هذا الفن ويريحون الناس من ضوضائهم وتقلباتهم، وينتفعون بكلام علمائهم في خطورة التصدر قبل الأوان.
والله المستعان وعليه التكلان.