تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (01)السباق إلى العقول:



أهــل الحـديث
11-06-2014, 12:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





هذا عنوان كتاب سبق طبعه وقد نفد في الأسواق، وسأختار منه بعض الموضوعات، لنشرها في حلقات متتابعة.



ما يراد السباق به إلى العقول.


إن ما يراد السباق به إلى العقول نوعان:

النوع الأول هو ما اشتهر في هذا العصر، من سباق الدول إلى العلماء الذين تمكنوا من حيازة مؤهلات عالية وتخصصات دقيقة، كالأطباء وعلماء الفلك والجولوجيا، وعلماء الذرة والإعلاميين والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم، من الذين تشرف على تعليمهم حكوماتهم، وتنفق عليهم الأموال، حتى يتخرجوا، ثم تغريهم دول أخرى أجنبية بالأموال والمراتب الوظيفية العالية، لينتقلوا إليها، ويتركوا دولهم التي أهلتهم في تخصصاتهم، وغالبا يطلقون على هذا النوع: "العقول المهاجرة"

ولا شك أن هذا النوع من السباق إلى عقول هؤلاء العلماء، وحرمان دولهم وشعوبهم منها، خسارة فادحة، وكثيرا ما تكون حكوماتهم هي السبب في خسارتها إياهم، لأنها قد تضايقهم لأمور سياسية او غيرها في بلادهم، أو لا توفر لهم العمل في تخصصاتهم، فيرغبون عن بلادهم ويبحثون عن الحصول على عمل في دول أخرى، وغالبهم تتلقفهم دول غربية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وبعض الدول الأوربية، وأستراليا.

وأعداد هذا النوع كثر في الغرب، الذي يستفيد منهم بعد أن خسرت عليهم بلدانهم، حتى أصبحوا قادرين على العمل والبناء في تخصصاتهم، ويستعين – الغرب - بهم في كثير من الأحيان - على حرب الإسلام والمسلمين، إما بنشاطهم العلمي، وإما بغيره من التجسس ونحوه، بل بعضهم يزفونهم رؤساء لبلدانهم التي يسقطون حكوماتها، ويحلونهم محلها، ومن أظهرها في هذا العصر: العراق الذي سلمته أمريكا للشيعة وأقرت به عين إيران، بتعاون من كثير من الدول العربية، وكذلك أفغانستان، وليس هذا النوع – مع خطره – هو المراد بهذا البحث، فإنه غير خاف على المسلمين وغيرهم.

النوع الثاني:سباق أهل الحق إلى عقول الناس بالحق، وسباق أهل الباطل بباطلهم، إلى عقولهم كذلك، وبخاصة عقول الشباب منهم، وهذا هو مقصود البحث، فأهل الحق يسابقون بالحق إلى العقول، و أهل الباطل يسابقون بالباطل إلى العقول، وهذا النوع من السباق هو أشد خطرا وأعظم اثرا في إيجابه وسلبه، فسباق أهل الباطل إلى عقول أبناء الأمة الإسلامية، أشد فداحة وأعظم خسارة على هذهذه الأمة من النوع الأول.


ومصدر السباق إلى عقول المسلمين، في كلا النوعين، هم غير المسلمين من دول الغرب من اليهود والنصارى، ويعاونهم في السباق إلى عقول أبناء المسلمين بالباطل، المنافقون الذين ينتسبون إلى الإسلام، ممن استطاع غير المسلمين من المستشرقين وغيرهم الاستيلاء على عقولهم، حتى أصبحوا أشد منهم كراهة وبغضا للإسلام، وأصبحوا هم وكلاءهم لحرب الإسلام في بلدان المسلمين، وهذا النوع من السباق هو الذي أضعف الأمة الإسلامية، وشتت شملها وفرق كلمتها، فجعلها لقمة سائغة لأعدائها، حيث يجدون لهم وكلاء من أبناء الأمة في كل بلد، ينفذون مخططاتهم، ويوجدون بينهم وبين أبناء شعوبهم العداوة والبغضاء، ويتعمدون الأسباب التي يسفك بعضهم بها دماء بعض، وفيما يجري اليوم أما الأنظار في شاشات التلفاز دليل واضح.

الله هو الحق.


الله سبحانه وتعالى هو الحق، كما قال سبحانه وتعالى: {وذلك بأن الله هو الحق، وأنه يحيي الموتى، وأنه على كل شيء قدير..} [الحج 6] وقال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير..} [الحج 62، لقمان 30] وقال تعالى: {فتعالى الله الملك الحق، لا إله إلا هو رب العرش الكريم } [المؤمنون 116] وقال تعالى: {يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق ويعملون أن الله هو الحق المبين..} [النور 25]


خلق الله الكون كله بالحق.


والحق جل وعلا خلق الكون كله: السماوات والأرض، وما بينهما وما فيهما وما فوق ذلك بالحق. كما قال تعالى: {وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق، ويوم يقول كن فيكون، قوله الحق وله الملك...} [الأنعام 73] وقال تعالى: {ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق..} [إبراهيم 19] وقال تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق..} [الحجر 85] وقال تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق..} [الأحقاف 3] وقال تعالى: {خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عمّا يشركون..} [النحل 3] وقال تعالى: {خلق السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين} [العنكبوت 44] وقال تعالى: {أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق..} [الروم] وقال تعالى: {خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير} [التغابن]


أرسل الله رسله وأنزل كتبه بالحق.


وأرسل الحق جل وعلا رسله، وأنزل كتبه بالحق. كما قال تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا} [البقرة 119] وقال تعالى: {نزّل عليك الكتاب بالحق، مصدقا لما بين يديه، وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان} [آل عمران 3] وقال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [النساء 105] وقال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرٌ لكم}. [النساء 170] وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} [المائدة 48] وقال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} [الفتح 28 والصف 9]