المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنثى العنكبوت - رواية -



ذو الــنــون
22-11-2007, 08:21 PM
دموعي كطوفان هادر يجرف في طريقه كل شيء عدا غضبي منك،
فهو عصي على الانقشاع، متشبث بتلابيب القلب والروح قبل العقل
وبقدر حبي لك كان غضبي منك .. أفهم حبك وحيرتك وعذابك وضياعك،
فهي قواسم مشتركة لنا معاً، لكنني عجزت عن فهم تهورك واندفاعك
وتدمير ذاتك دون جدوى ..
سامحك الله يا أحلام .. وأسبغ علينا مزيداً من الصبر والجلد.

لم أقتل زوجي .. بل قتلك أنت يا أبي ..!!

نهاية مؤلمة معبرة تُرمى بها الضحية خلف القضبان الحديدية بعدما
عاشت طوال عمرها خلف قضبان أوهن من بيت العنكبوت ..!!
صارعت نفسها .. قاومت ذاتها .. أقحمت قلبها وحبها
للتتوالى عليها صفعات أبيها واحدة تلو الآخرى تاركة وراءها
ألف جرح جسدي وروحي.

منذ صغرها وهي تتابع أحداث ذلك الحاكم الظالم " الأب " بمسلسلات متتالية
ابتدأت أولى حلقاتها بتهميش الأم ودورها، وتكرار ضربها، مروراً بمستشفى
الصحة النفسية التي عانقت الأم وانتهاءاً بوفاة الأم بعد استقبالها صاعقة
خبر زواجه عليها .. كان يظن أنه على حق، فهي تعتبر " مجنونة "

كلمة واحدة أورثها الأخوة والأخوات من تلك الأم " لا حول ولا قوة إلا بالله "
صمت الأم لا ينطق وحراكها لا يحرك ساكناً .. ولا تتفوه بأي كلمة غير
تلك العبارة التي تعني الخضوع والاستسلام لقدرة وقوة أكبر من بني البشر.

تذهب الحلقات إلى الأسرة من كبيرها " خالد " إلى صغيرها " أحلام "
خالد .. هرب من ظلم والده وقسوته اليومية إلى مدينة آخرى وكون نفسه
بأسرة متواضعة يعيش بداخلها طفلان، الأكبر أصيب فجأة بحمى أكتشف الأطباء
فيما بعد أنه المرض الخبيث .. صاعقة تنزل من السماء لتطيح بكبرياء خالد وزوجته
وتخطف سعادتهما إلى آشعار آخر .. خالد يعاني من أزمة نفسية تبدأ بحمل وثقل زوجته
ومرض أبنه الأكبر .. لا علاج للأبن إلا في الخارج ..!! صاعقة تتلوها صاعقة
ومن لخالد غير والده ليذهب إليه بعد سنوات عديدة ليطلب منه حفنة نقود يعالج به ولده
وكعادته الظالم : لا نقود لدي ..!! رغم تكتل حساباته الجارية وأعماله التجارية.
صاعقة كالبرق تنزل وتخطف الأبن بسلام وبدون تردد أو أذن من والداه.

ندى .. يبطش بها والدها من ضرب وقسوة وحرمان وتكرار مشاهد لا تعد ولا تحصى
أمام عينيها .. فلا قوة بندى ولا حول .. غير ترديد عبارة " لا حول ولا قوة إلا بالله "
مما دعا والدها إلى أخذها إلى مستشفى الصحة النفسية .. كونها جنت مثل والدتها
وينتهي دورها في الحياة خلف أسوار تلك المشفى وعلى يد والدها.


بدرية .. هي الأم والصديقة والحبيبة لأحلام .. لم تنجو من ظلم أبيها وقد طالها مرات ومرات
بدءً من ضربها واهانتها وتزوجيها إلى رجل مسن وبعد موت زوجها لم يوافق والدها على
زواجها مرة آخرى رغم من تقدم إليها. فقانون الأب الظالم " المطلقة لا تتزوج وتبقى لأولادها "


صالح .. الضعيف أمام والده ولا يقوى على النبت بكلمة ترد رأي أبيه أو قراره.
صالح أحب بنت الجيران وقرر الزواج منها، ولم يوافق الأب على هذا المشروع
فقرر والده تزويجه من ابنة عمه ليقبع صالح في عش لا حب، ووالد بلا رحمة.


سعاد .. وحمد .. أيضاً طالتهما أيدي الظلم من كل مكان فكان الهروب من الظالم
الحل الوحيد لهما واختفيا إلى آشعار آخر.


الحاكم الظالم " الأب " .. قوة لا يرهبها قوة أي مخلوق في هذا البيت، وطغيان لا يحكمه قانون
وصفعات متتالية لكل من يرفض قراره .. بعد تلك القوة يمرض الحاكم لتستريح منه قوته ولو قليلاً
فيبداً بتدفق أنهار الحنان على أسرته ..!!
مالبث غير يومين ثم نهض من مرضه كأسد لم يأكل " يضرب " ولم يمارس طقوس قوته وجبروته
منذ سنين طوال، لتبدأ المشاهد تتكرر مرة آخرى.


أحلام .. البنت الصغرى .. والمعذبة الكبرى .. والقاتلة الأولى .. دائمة الحزن
ومن كل الجهات تأتي لها رياح العذاب والألم وأنواع الضرب والأهانة من والدها.
لم تبتسم حياتها إلا بعد دخول " سعد " كحبيب في حياتها وإقرارها على الزواج
ورفض أبيها على هذا المشروع الذي شك في أساسه وقرر تكرار الظلم عليها
وقرر تزوجيها لرجل مسن في عمر السبعين ذو زوجتين ..!!
المسن رغم طعن سنه مارس أنواع الضرب والأهانة على أحلام حتى وصلت أوداج
النيران بداخل أحلام إلى مقاومته ثم ضربه بعصاه التي يتكأ عليها على هامته
وألقته صريعاً بين يديها ..

لم أقتله يا أبي .. بل قتلتك أنت ..!!




هكذا كانت رواية " أنثى العنكبوت " للراوية السعودية المبدعة قماشة العليان

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/87/87629.gif

من إصدارات سنة / 2000

الناشر / شركة رشاد برس

عدد الصفحات / 207 صفحة

نوع الورق / أصفر

والتي حازت على المركز الثاني في جائزة المبدعات بالشارقة
بل وطُبعت إلى اللغة الأنجليزية حسب ما عرفته.
راوية لعلها تحكي ألم وعذاب واقع زمن من الأزمنة " نظراً لسنة الاصدار "
وكذلك أرى أنها تحكمها عادات وتقاليد كثيرة ربما موجودة في أيامنا هذه.

يكثر فيها حديث النفس .. فلسان المتحدث فيها كان " أحلام "
فكثيراً ما كانت لها وقفات من نفسها تتحدث بداخلها ولا تجيب
على من يسألها غير " بحديث النفس "


رواية شيقة حازت على إعجابي كثيراً .. كما أنها حتماً ستحوز على إعجابكم
اتمنى لكم قراءة ممتعة والرواية توجد في أغلب المكتبات.






خلاصة " ذو النون " من الرواية






( ن )

عطر طيبه
30-11-2007, 06:23 PM
الله يعطيك العافية
بانتظار جديدك المميز