المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس تعريف علم التوحيد وعلم العقيدة:"شرح قرة عيون الموحدين"



أهــل الحـديث
05-06-2014, 01:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
دروس تعريف علم االتوحيد وعلم العقيدة عند السلف والخلف .
شرح :" قرة عيون الموحدين " للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ _ رحمه الله تعالى _
وهو حاشية على كتاب التوحيد للإمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب _ رحمه الله تعالى_
شرحه الشيخ الدكتور : محمد أمان الجامي _ رحمه الله تعالى _
الدرس الأول : (الحصة الأولى )
_______________________
تعريف علم العقيدة :
تمهيد : صار للتوحيد مفهومان ، كذلك للعقيدة مفهومان .
ومعلوم بالفطرة والعقل السليم ، أن السلف الصالح كانوا على هدى وعلى خير وعلى الصراط المستقيم ،لأن معنى السلف الصالح :"الصحابة رضي الله عنهم ،والتابعين ".
الصحابة تلاميذ رسول الله صصص ، الذين أخذوا الدين من في محمد صصص وبدون واسطة.
والتابعون تلاميذ الصحابة ررر، هؤلاء خير الناس على الإطلاق ، وهم على هدى وعلى الصراط المستقيم .
على الانسان العاقل الذي ينصح لنفسه أن يبحث كيف كانت عقيدتهم ؟ وكيف كان منهجهم ؟ في العقيدة والتوحيد ؟ فيسير على ذلك .
هذا المفهوم هو الذي يجب أن نسير عليه في جامعاتنا ، في مساجدنا ، في جميع دروسنا ، في دروس العقيدة على منهج السلف الصالح .
وهذا المنهج باختصار : ليس آراء الرجال !
امتحن الامام أحمد ~ رحمه الله ~ عندما تأثر الخليفة السابع وهو من خلفاء بني العباس .وهو من أعقل الخلفاء وأنبلهم ـ كما قال المؤخرون ـ ولكنه مع ذلك أثرت فيه بطانة السوء .
هذه نقطة مهمة ينبغي أن ينتبه إليها العاقل : الإنسان مهما بكون عاقلا وعالما ونجيبا .البطانة تؤثر فيه . لأنه يثق فيها .
كانت بطانته المعتزلة : أتباع واصل بن عطاء .ما زالوا به يوسوسون إليه إلى أن أقنعوه بخلق القرآن ، وبنفي صفات الله تعالى ، بدعوى أن إثبات الصفات : إذا أثبتنا صفات لله عز وجل صفات كثيرة ، أثبتنا قدماء !
قالوا : نحن لا نؤمن إلا بقديم واحد ، وهو الله .ـ
ـ أوهموه بأن إثبات الصفات نثبت مع الله قدماء : القدرة قديمة ، ةالارادة قديمة ، والعلم قديم ، والسمع قديم ،...... كم قديم ؟!
تأثر الرجل . ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ وزينوا له أكثر فأكثر .
قالوا : لوفلت هذه الصفات ليست قديمة حادثة ، جعلت الله محل الحوادث ! ووقعت في ورطة . إذن ما السلامة ؟ وما التنزيه ؟ ـ
ـ نفي هذه الصفات كلها ! تؤمن بقديم لا يتصف بأي صفة !
هذه العقيدة لما اقتنع بها المأمون العباسي أراد أن يدعو إليها ، ويستغل سلطانه في الدعوة إلى هذه العقيدة قصرا وبغير رحمة .
جمع القضاة والامراء والأئمة ...وأمر الولاة كلهم : بأن تأمروا الناس بأن يؤمنوا بهذه العقيدة .ومن رفض ، إن كان موظفا يفصل ويطرد ، وإلا فأرسله إلينا .ـ لأنه كان خارج بغداد ـ
وكان الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في طليعة الذين أنكروا ، وأعلنوا الإنكار . ـــــــــــــــــــــــــ
ربط الإمام أحمد و أرسل إلى حيث الخليفة . ـ في خارج بغداد ـ
أراد الله أن يهلك المأمون قبل أن يصل إليه أحمد فمات.
فرد الإمام أحمد إلى بغداد ، لكن اتخذت هذه العقيدة ، سياسة الدولة :
"القول بخلق القرآن ونفي الصفات "
من عهد المأمون والمعتصم والواثق بالله ، ثلاثة خلفاء تبنوا هذه العقيدة . وجعلوا سياسة الدولة : " دعوة الناس جبرا وقصرا إلى " هذه العقيدة " ـــــــــــــــــــــــ
ــ فتولى تعذيب الامام أحمد : المعتصم بالله ـ كان شديدا ـ
محل الشاهد : لنعلم منهج السلف :
يجلسونه بين يديه ، فيضرب ، فيقال له :
" ما تقول في القرآن ؟ "
" وماذا تقول في نصوص الصفات ؟"
ـــ جوابه واحد لايتغير :
" لا يتجاوز الكتاب والسنة "فقط ــــــــــــــــ
ــ إذن : منهج السلف ، ماهو ؟ ـــــــ
ــ ~عدم مجاوزة الكتاب والسنة في باب الأسماء والصفات ~ ـــــــــــ
ـــ أن نصف الله بما وصف به نفسه ، نعلم معاني هذه الصفات ، نعلم معنى السمع ، ومعنى البصر ، ومعنى العلم ، ومعنى القدرة ، ومعنى النزول ، ومعنى الاستواء . لكن لا نعلم ~ كيفية هذه الصفات ~
ـــــ هل سمعه كسمعنا ؟
لا ، إذ { ليس كمثله شيء }
بصره كبصرنا ؟
لا .
نزوله كنزولنا ؟
لا .
واستواؤه كاستوائنا ؟
لا
~ بمعنى : لا نفرق بين الصفات : نؤمن ببعض الصفات ونؤول بعضها وننفي .. لا ~ ــــــــــــــــــــــ الصفات كلها تساق سوقا واحدا إثباتا ، لانبالغ فيه إلى حد التشبيه والثمثيل ، وننزه رب العالمين عما لا يليق به ، ولا نبالغ في التنزيه إلى درجة التعطيل ، ~الوسط ~ هذا منهج السلف .
منهج السلف :~ الوسط ~، لا يتجاوز الكتاب والسنة ـــــــــــــــــ هذا هو الممفهوم الذي كانوا عليه .
كما قال الإمام البيهقي :
"على هذا المفهوم كان خلفاء بني أمية كلهم "
_ وهذه نقطة مهمة جدا _ ليس في عهد الصحابة فقط ، بل حتى بعد الصحابة رضي الله عنهم .خلفاء بني أمية كلهم على هذا المنهج ، وخلفاء بني العباس إلى الخليفة السابع المأمون العباسي ، من قبله كلهم على هذا المنهج ~~~~~~~~~
إذن المسلمون الأولون قبل نشأة علم الكلام وانتشار فتنة الكلام في عهد المأمون ، المسلمون قبل ذلك كلهم على هذا المنهج الذي نحن عليه .فيجب أن تتأكدوا وتكونوا على يقين أن هذا المنهج الذي ندرس وندعو إليه هو منهج المسلمين الأول .الرعيل الأول

إنما حصل ما حصل من نفي الصفات وتأويل الصفات واختلاف الناس في هذا الباب إلى عقائد ظهرت :
العقيدة الجهمية وعقيدة المعتزلة والعقيدة الأشعرية والماتوريدية ...كل هذه عقائد باطلة .
ولا يلبس عليك ملبس ويقول لك هذه عقيدة المسلمين الأولين :
هذا كثيرا ما يقولون هذا .
الأشاعرة الأولين إلى أي تاريخ ؟
متى ولد أبو الحسن الأشعري ؟
ومتى صار أشعريا ؟متى ؟
هذه كلها من بضائع العباسيين :بضائع العهد العباسي .
الأشعري قبل أن يكون أشعريا كان معتزليا !.
المعتزلة أقدم من الأشعرية .إذن كيف يقال إن العقيدة الأشعرية عقيدة المسلمين الأولين !؟
هذا تلبيس خطير جدا !~~~
المسلمون الأولون وكما تعرقون ذلك من كتب التاريخ : وأشرت الآن إلى كلام البيهقي ، لايعلمون هذه العقيدة ، ولم تنشر ولم تظهر إلا بعدهم ، كلها منبعها من البصرة : من العراق !~~~ قبل ذلك المسلمون كانوا على عقيدة واحدة .~~~~~~~
عرفنا باختصار المفهوم الأول للعقيدة أو للتوحيد ، فنحن مع ذلك المفهوم الأول مع تأخر وقتنا :
" لاتزال طائفة من أمتي منصورة على الحق ، لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله " ~
~ { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان }
الذين اتبعوا السابقين الأولين ولو جاءوا في آخر الدنيا ، يحصل لهم من الرضى ما حصل للأولين طالما هم تأسوا بهم ، ولم يغيروا ولم يبدلوا )
انتهى شرح المفهوم الأول وسأوافيكم بإذن الله تعالى بالمفهوم الثاني للعقيدة والتوحيد ............
Masjid - Mosquee Al Farouq Montreal