بدرالعضياني
17-11-2007, 02:34 PM
الكاتب المبدع في الحرف ، الخبير والبصير بمدلولاته وإشاراته ، العالم بكلماته ، المهندس لعباراته ، الذي يعلم ماتكنه صدور الكلمات وماتعلنه ، يضع الكلمة في مكانها ، والعبارة في أوانها ، والجملة في زمانها ، فحينما يريد أن يعبر عن معنى مرهف ، تراه يدلل الكلمة تدليلا ، ويرققها ترقيقا، ، فتخطر حروفه أرق من الهواء ، وألطف من النسيم ، وأخف من الريشة ، تكاد تجسد المعنى لتراه ، وترسمه بجماله لتهواه ، وحين يعبر عن معنى غليظ ، تراه يزلزل بالكلمات زلزله ، ويجلجل بها جلجلة ، فتحكي حروفه هزيم الرعد ، وتشبه دوي القنبله ، وتبرز أخشن من الشوك ، تكاد ترى هول المعنى وجبروته ، وتشاهد عظمته وشدته .
الكاتب المبدع في الحرف ، الخبير والبصير بمدلولاته وإشاراته ، العالم بكلماته ، المهندس لعباراته ، الذي يعلم ماتكنه صدور الكلمات وماتعلنه ، حينما تقرأ كتاباته ، وتتابع كلماته ، تقف بين حروفه مذهولا ، وتنظر بين كلماته متعجبا ، وتسبّح بين عباراته مستغربا ، كأن كلامه عقد تلمع جواهره ، و روض تفوح أزهاره ، وعازف تطرب أنغامه ، وسحاب تهطل أمطاره ، لايفعل السحر فعله ، ولا يسكر الروح مثله ، كؤؤسه ملئت من خمر حروفه ، وبستانه زاه بحسن صنوفه ، وإيوانه فيه الحسن بشخصه ، وعنده الجمال برسمه ، لاتهتز النفس الاله ، ولايطرب العقل الا به .
الكاتب المبدع في الحرف ، الخبير والبصير بمدلولاته وإشاراته ، العالم بكلماته ، المهندس لعباراته ، الذي يعلم ماتكنه صدور الكلمات وماتعلنه ، له نسب جاحظي ، ورحم توحيدي ، وشكل رافعي ، ولون حريري ، وطعم همذاني ، وأرج قرني
هذه هي وصفة الكاتب ، وعلامة المبدع ، إن لمعت بين حروفه ، فهو هو ، وإن سطعت من كلماته ، فذاك ذاك ، وما سواه فيكتب وليس بكاتب ، وإن كان كاتبا فليس مبدعا ، وإن كان مبدعا يظهر إبداعه ، ويلوح سحره ، لينادي ( فضل الله يؤتيه من يشاء ) ، ويرزقه كيف شاء .
قلم تحرى من قيود زمانـــه *** ومضى طليقاً لايلين لسيـــــــــد ِ
كالحية الرقطاء ينفث سمــــه *** إما غضبت على أثيم معتــــــــد ِ
وإذا رضيت فما أرق سطوره *** حسناً وأبهاها عقود زمــــــــرد ِ
كم غادة خلدت بسحرِ بيانــــه *** وغدت تتيه بحسنها في المشهد ِ
ياظالم القلم جهلت مكانــــــــه *** لايعمر الصمصام الا في يـــــدي
بدر العضياني
الكاتب المبدع في الحرف ، الخبير والبصير بمدلولاته وإشاراته ، العالم بكلماته ، المهندس لعباراته ، الذي يعلم ماتكنه صدور الكلمات وماتعلنه ، حينما تقرأ كتاباته ، وتتابع كلماته ، تقف بين حروفه مذهولا ، وتنظر بين كلماته متعجبا ، وتسبّح بين عباراته مستغربا ، كأن كلامه عقد تلمع جواهره ، و روض تفوح أزهاره ، وعازف تطرب أنغامه ، وسحاب تهطل أمطاره ، لايفعل السحر فعله ، ولا يسكر الروح مثله ، كؤؤسه ملئت من خمر حروفه ، وبستانه زاه بحسن صنوفه ، وإيوانه فيه الحسن بشخصه ، وعنده الجمال برسمه ، لاتهتز النفس الاله ، ولايطرب العقل الا به .
الكاتب المبدع في الحرف ، الخبير والبصير بمدلولاته وإشاراته ، العالم بكلماته ، المهندس لعباراته ، الذي يعلم ماتكنه صدور الكلمات وماتعلنه ، له نسب جاحظي ، ورحم توحيدي ، وشكل رافعي ، ولون حريري ، وطعم همذاني ، وأرج قرني
هذه هي وصفة الكاتب ، وعلامة المبدع ، إن لمعت بين حروفه ، فهو هو ، وإن سطعت من كلماته ، فذاك ذاك ، وما سواه فيكتب وليس بكاتب ، وإن كان كاتبا فليس مبدعا ، وإن كان مبدعا يظهر إبداعه ، ويلوح سحره ، لينادي ( فضل الله يؤتيه من يشاء ) ، ويرزقه كيف شاء .
قلم تحرى من قيود زمانـــه *** ومضى طليقاً لايلين لسيـــــــــد ِ
كالحية الرقطاء ينفث سمــــه *** إما غضبت على أثيم معتــــــــد ِ
وإذا رضيت فما أرق سطوره *** حسناً وأبهاها عقود زمــــــــرد ِ
كم غادة خلدت بسحرِ بيانــــه *** وغدت تتيه بحسنها في المشهد ِ
ياظالم القلم جهلت مكانــــــــه *** لايعمر الصمصام الا في يـــــدي
بدر العضياني