المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد حديثية في تخريج حديث " كن في الدنيا كأنك غريب "



أهــل الحـديث
02-06-2014, 06:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد؛
فحياكم الله تعالى معشر الإخوة ، وجعلنا الله سبحانه وتعالى من خدمة أنفاس الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا تخريجي لهذا الحديث أحببت أن يشاركني فيه إخواني طلبة العلم فيه، وهو جزء من رسالتي بعنوان: الرياض الزكي في بيان زاد طالب العلم الشرعي " أرجوا الله تعالى أن ييسر طبعها عما قريب.

متن الحديث:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنه: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن ححياتك لموتك "

تخريج الحديث:
الحديث من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنه
رواه البخاري (89/8) وابن حبان (471/2) والبيهقي (516/3) وبنفس سنده في " الشعب "(474/12) (9764ر) وأبو نعيم في " الحلية " (301/3) والطبراني في " الكبير " (398/12).
كلهم من حديث محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن سليمان الأعمش قال حدثني مجاهد عنه به.

وقد تابعه عبدة بن أبي لبابة ابن عمر ضي الله عنهما
أخرجه الإمام أحمد (297/10) وسنده صحيح على شرط الشيخين، والنسائي (289/10) ورجاله رجال الشيخين ما عدا محمد بن علي بن ميمون فلم يخلاجا له وهو ثقة؛ قال الحافظ ابن حجر في
" التقريب " (ص880): " ثقة ".
ورواه أبي نعيم في " الحلية " (115/6) من طريقين:
الأول : من طريق سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة.
الثاني : من طريق سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي.
كلاهما عن الأوزاعي، عن عبدة عنه به سواء.
قلت: والسند الأول صحيح رجاله ثقات، والثاني سنده ضعيف لأن فيه بن أبي مريم وهو ضعيف.

قال الجرجاني في " الكامل في الضعفاء " (5/ 419 - 420 ): " مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، إما أن يكون مغفلا لايدري ما يخرج من رأسه أو يتعمد فإني رأيت له حديث مما لم أدكره أيضا هاهنا غير محفوظات " وقد ضعفه أيضا ابن الجوزي في " الضعفاء والمتروكون " ( 2/ 139) والذهبي في " المغني " ( 1/ 353).

وقد تابع سليمان الأعمش بن مهران الليث بن أبي سليم عن مجاهد به
أخرجه ابن ماجه (2/ 1378) والترمذي (4/ 145 ) وأحمد (8/ 383) (9/ 48) وابن أبي شيبة (7/ 75) والبغوي في " شرح السنة " ( 14/ 231) والطبراني في " الكبير " (12/ 418) وابن حنبل في
" الزهد " ( 1/ 11 )، ثم البيهقي في " الشعب " (12 / 474 ) من طريقين :
الأول: من طريق أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن سليمان الموصلي، نا علي بن حرب الموصلي، سنة أربع وستين ومأتينن نا أبو معاوية، نا الليث.
الثاني: من طريق أبو الحسن محمد بن المحسين العلوي، أنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، نا عبد الله بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان عن الليث.
كلاهما عن مجاهد به نحوه.

قلت: والطريق الأول فيه الليث بن أبي سليم وهو ضعيف وبقية رجاله لا مطعن فيهم.
والطريق الثاني فبه بالإضافة إلى ضعف الليث ضعف عبد الله بن محمد الشرقي هذا؛
قال عنه الذهبي في " الميزان " (2 / 494 ): " سماعاته صحيحة من مثل الذهلي وطبقته، تكلموا فيه لإدمانه شرب المسكر " وقال ابن ماكولا : " ولم يدع الشرب إلى أن مات وهو الذي نقموا عليه وهو في الحديث ثقة مأمون " أنظر " الأنساب " (8 / 85 ) للسمعاني.

قلت: فهو لهذه العلة ضعيف لأنها قادحة في عدالته، ثم وجدت الشيخ الألباني رحمه الله ينقل في " السلسلة الصحيحة " ( 3/ 75 ) تضعيفه من طرف الحاكم في " الشذرات " (2/ 213) لابن العماد؛ قال مانصه: " رأيته وكان أوحد وقته في معرفة الطب لم يدع الشرب إلى أن مات فضعف
بذلك ".
ولكن هذا السند يعتضدد بتعدد طرقه ويرتقي إلى مرتبة الصحيح لغيره.

وأخرجه أيضا البيهقي في " الشعب " ( 13/ 127) من طريقين وفي أحدهما أبو الحسن علي بن محمد المقرئ وقد بحثت عنه فلم أجد أثبت تعينه سوى الذهبي في " تاريخ الإسلام " (28/ 282)
( ر413) قال في ترجمته: " علي بن محمد علي بن حميد أبو الحسن وقيل أبو محمد الاسفرائيني المقرئ المجوّد ،
روى عن: الحسن بن محمد بن إسحاق بن أخت أبي عوانة الاسفرائيني وغيره.
وأكثر عنه أبو بكر البيهقي ".
قلت: وهذا الي ترجح لدي لدي لأنني تتبعث مروياته عند البيهقي فوجدت أغلب مروياته عن الحسن بن محمد بن أسحاق الاسفرائيني.
وليس هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحداء المقرئ الذي ترجم له الخطيب في " تاريخ بغداد " (12/ 97) (ر 6526) بقوله: " وكان صدوقا فاضلا " ، كما ذهب إلى ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (7/ 1071) (ر 3355)، فإن أبى الحسن المجود لم أجد ولا شيخا من شيوخ الحداء في " الشعب " يروي عنه، بينما يروي عن الحسن بن محمد الاسفرائيني.
فترجح لدي أنه المجود وليس الحداء وهو مستور الحال.
ورواه علي بن حرب قال: نا ابن الفضيل عن ليث عنه به
أخرجه الروياني في " المسند " (2/ 412)
قلت: وسنده ضعيف لضعف الليث ويرتقي بمجموع طرفه إلى رتبة الصحيح لغيره.

وأخرجه الطبراني في " الصغير " (1/ 59) من طريق أحمد بن الحسين بن مدرك أبو حفص بقصر ابن هبيرة، حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي عنه به مثله.
قلت: وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو ضعيف.
قال ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (4 / 39 ) في ترجمة سعيد المقبري: " سليمان بن أحمد الواسطي فإنه ضعيف جدا ".وقال عنه الذهبي في " الميزان " ( 2 / 194) " كذبه يحيى وضعفه النسائي " وقال في " المغني " (1/ 277 ) مانصه: " محدث مشهور سمع الوليد بن مسلم ضعفوه ".
فسنده ضعيف ويرتقي بمتابعاته وشواهده إلى رتبة الصحيح لغيره
قلت: وفي سندهم كلهم الليث بن أبي سليم وهو ضعيف أخرج له البخاري تعليقا وأخرج له مسلم في الصحيح مقونا بغيره، قد اختلف فيه أهل الجرح والتعديل بين مكذب له ومضعف وملين ومصدق إياه وقد وجدت اقرب الأقوال إلى الصواب في حقه؛ قول الحافظ ابن حجر في " التقريب " حيث قال: " صدوق اختلط جدا ولم يتميز حدبثه فترك "
قلت: إلا أن هذا الحديث من الأحاديث التي ضبطها ووافق فيها الثقات.
فسندهم صحيح بمجموع طرقه الصحيحة السند المتقدمة، وبباقي متابعاته التي فيها ضعف محتمل ولله الحمد والشكر.

وللحديث زوائد وهي كالآتي:
الأولى: " وعد نفسك من أهل القبور "
رواه ابن ماجه وأحمد.
الثانية: " وعد نفسك في أهل القبور "
أخرجه الترمذي والوياني في " المسند " وابن أبي شيبة والطبراني في " الكبير ".
الثالثة: " واعدد نفسك في الموتى "
عند الإمام أحمد والبيهقي في " الشعب ".
الرابعة: " واعدد نفسك من أهل القبور "
رواه الطبراني في " الصغير " والبيهقي في " الشعب " والبغوي في " شرح السنة " وأحمد في " الزهد ".
الخامسة: " وعد نفسك في أصحاب القبور "
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم "
( كل هذه الزيادات قد سبق أن أشرنا في متابعات الليث بن أبي سليم إلى رقم المجلد والصفحة فراجعها غير مامور جزاك الله خيرا ).
قلت: وهذه زيادات صحيحة بمجموع طرقها واعتضادها ببعضها البعض ولشواهدها الصالحة ومن شواهدها التي حكم الشيخ الألباني رحمه الله بصحتها الزيادة الخامسة فقال: " ما أخرجه الإمام أحمد (2/ 343) من حديث علي بن زيد : حدثني من سمع من أبي هريرة يقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا ابن آدم، اعمل كأنك ترى، وعد نفسك من الموتى، وإياك ودعوة المظلوم ".- ثم قال بعد ذلك: " قلت: وهذا إسناد حسن في الشواهد فالذي سمع منه علي بن زيد تابعي مجهول، وابن زيد هو ابن جدعان سيء الحفظ وله شاهدان آخران سيأتيان برقم (1474و1475)، فالزيادة صحيحة أيضا والحمد لله على توفيقه "
أنظر السلسلة الصحيحة (3/147) (ر1157)

قلت: وهذا ما تيسر لي تدوينه من فوائد تخريج هذا الحديث المبارك ومن هذا المنبر أدعو الإخوة الكرام إلى الزيادة والإفادة في إثراء النقاش حول هذا الحديث العظيم الذي يرغب في المبادرة إلى العمل والحث علىا قصر الأمل ولكم الأجر الكبير الذي لا يعلم قدره إلا الله تبارك وتعالى ،
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العلمين.