المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصوص أربعة ، وقراءة تحليلية ( نسكـ ، السلطان ، هذيان ، الأسطورة )



فهد ابن ناصر
14-11-2007, 08:36 PM
أحبتي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحية طيبة ..

منذ فترة طويلة وتربطني علاقة وطيدة مع عالم وتقنية المنتديات ، منذ نسخها الأولى التي لم تكن بهذا الشكل أبدا ، وما بين البعد التقني فيها و الإبداع الأدبي ، عشت أهواء متفاوتة .
وبعد فترة من الزمن أعود لمساحتي المفضلة ، الأدب ومن خلال منتديات غرابيل .

وكل يوم أكتشف شيئا جديدا ، فيكم وفي حروفكم ، ولأني دائما ما أشعر بأني مدين للإبداع وأهله ، وأرغب بتقديم أي دعم مهما كان نوعه ، فالمبدعين في عالمنا العربي منهكين مظلومين ، لذلك لابد لنا أن نساندهم حتى بأضعف طرق الإيمان .

وبهذا المبدأ و أسباب أخرى متنوعة ، أجدني اليوم أقف بين يديكم وأمامي أربع حالات متفردة من الإبداع الأدبي و الإنساني ، والتي لابد لنا جميعا أن نسلط الضوء عليها ، لما تحمله بين طياتها من حالات إنسانية نفسية إبداعية مبهرة راقية شجية .
ألا مرحى لهم ولكم آلاف المرات ..

إنهم أربعة مميزين منا ولنا ، وأقسم لكم أن أعمالهم وعلى مستوى الإبداع الأدبي الموجود على الشبكة العنكبوتية يعتبر متميزا جدا من الناحية الفنية و الأدبية ، رغم ما يشوب بعضها من الخلل أو الملاحظات والتي لا تسلبها مطلقا مكانها .

إن تسليط الضوء على مثل هذه الظواهر الإبداعية ، كفيل بنا أن ننجر خلفها و نتقمصها و نحاكيها ، فينمو بدواخلنا إبداع ممتد لها .

و وقفاتي التحليلية عليها ، ستتطرق إما بالتفصيل أو بالإيجاز للجوانب النفسية أثناء كتابة النص ، و الجوانب الفنية ، وتلك الصور والمشاهد فيها والتي تستحق الوقوف والتركيز والتذوق ، مع التوسع في عملية الاستنتاج لمسببات النص والكاتب ، وأسلوب وتقنية الكاتب داخل النص .

واختيارها ليس من باب الحصر مطلقا ، بل لما ذكرته سابقا ، وحجم ذلك الإبداع الذي تحتويه .


ووقع اختياري على النصوص التالية :

نص : فسحة مشاعر ، للكاتب نسكـ ( لقراءة النص أضغط الآن ) (http://www.sfsaleh.com/vb/forum7/thread95849.html)
نص : تقاسيم وردية ، للكاتب السلطان ( لقراءة النص أضغط الأن ) (http://www.sfsaleh.com/vb/forum7/thread97940.html)
نص : تداعيات..انهيارات قصص المساء ، للكاتبة هذيان ( لقراءة النص أضغط الآن ) (http://www.sfsaleh.com/vb/forum7/thread105454.html)
نص : تعاريف ومشاعر طازجة ، للكاتبة الأسطورة ( لقراءة النص أضغط الآن ) (http://www.sfsaleh.com/vb/forum7/thread106132.html)

و كلي أمل أن لا أكون ظلا ثقيلا على أحد مبدعينا الأربعة ، أو عليكم ، فما هي إلا محاولة لفتح آفاق أوسع للنصوص الإبداعية .

كونوا معي لنتعلم منهم سوية ..

صلاح الأحمدي
14-11-2007, 09:01 PM
,’,

1



حجز مفتخر لسهرة متاكد من روعتها مع استاذي الرائع فهد ( هذيان )


.
,’,’

هَذْيَّان
14-11-2007, 09:06 PM
/

لست إلا بضيف خفيف..


ننتظرك

ياعذبــ،،

الاسـطــورهـ
14-11-2007, 10:55 PM
أقسم أنك انقلابة

أنك ثورة / ثروة

في عالم الأب كله!!

أشكرك بقدر الظلم بهذه الأرض وأكثر

وسأعود بعد أن أقرأ ني / نا بعينك

دمت ومن كل شر سلمت.

نُسُكـْ
15-11-2007, 12:18 AM
الغالي فهد
بعد أن أرحّب بِك كثيراً وأقبّلك كثيراً سأخبرك سرّاً صغيراً :)
منذ اللحظة الأولى بعد عودتي هنا رأيتك
لأنّك كنت ألأعمقحرفاً والأطول نَفَساً والأكثر أناقة لم يكن من العسير ملاحظتك
النصوص الأربعة والتي وقع اختيارك عليها العامل المشترك بينها أن جميعها عامّة لا تحكي شعور مستقلّ بحدّ ذاته
كانت بالنسبة لي كدفتر كشكول أو كحركة كشّ ملك ، رغم ذلك لايمكنني التنبؤ أبداً بكيفية قرائتك لها .. بالطبع سيكون التخمين هنا رائعاً ، تمنيت أن تكون النصوص خاصّة فقط لا أكثر
شرف لي أن أرى حرفي تحت مبضع قرائتك :)

لك الودّ حتى ترضى يا صديق

السلطان
15-11-2007, 01:08 AM
فهد بن ناصر

تحية راقية وعذبة

بداية أشكر لك تلك الديباجة الأنيقة التي أثنيت في طياتها بعاطر الكلام و سلسبيله

وأتمنى أن أكون كما تظن وخيراً مما تظن بإذن الله

أقرن شكري بامتنان لاختيارك التقاسيم مجالاً لقراءتك و تمحيصك و طرح رأيك الشخصي

آمل أن تجد المتعة قبل أي شئ آخر فيما قرأت وتقرأ وستقرأ

مودتي

فهد ابن ناصر
15-11-2007, 02:10 AM
الرحلة الاولى :

بسم الله ..

ويقال أن الحكايا والأدب ولدت مع الإنسان ..
وقبل الإنسان تكونت الحياة من الماء والنار والهواء والتراب .

ويا ترى من فيهم نجومنا الأربعة الماء ، ومن فيهم الهواء ، أم يا تراهم خليط من هذا وذاك .
وأين الناري فيهم ، وأين التراب .

أربعة ، إتجاهات أربعة ، أولهم نسك رحل بنا جهة الشمال ، وأما السلطان فقد رحل جهة الغروب ، والأسطورة للشرق ، وهذيان لعمق الجنوب .

ولا تتخيلون أني هنا وإياكم سنسرد تحليل النصوص سردا تقليديا ونسلط الضوء عليها ونجردها من الحياة ، وفق نماذج معدة مسبقا ، لا بالطبع ، بل سنرحل بداخل نصوصهم ، وبدواخلهم ، نحاول تقصي الحقيقة ، والبحث عن ذلك النور الذي يشع من الأعماق ، مرة تصيب ، ومرة تخيب ، زادنا في رحلتنا المتعة والشوق والعشق و المعرفة ، و أصحابنا في رحلاتنا أربعة .

مفارقات ومقارنات ، و خصائص تشابه وإختلاف ، بين شخوص مختلفة ، وبيئات مختلفة ، عاملهم المشترك الإبداع ، والرغبة بمشاركة الآخرين مشاعرهم و حروفهم ، فظهرت حقيقة تفاعل وعاطفة .

ويقول أحد الفلاسفة :
( عندما تريد معرفة شخص ما ، لابد أن ترى كيف يتفاعل مع الآخرين ، وكيف هو شعوره معهم ) ، ليست هذه مقولته تماما ، فأنا حرفتها مع مرور الوقت وضعف الذاكرة .
لذلك كانت هذه النصوص بمثابة الكنز لنا .

نسك ، صاحب نظرة عميقة ، دقيق الملاحظة ، لا تمر عليه الأشياء بسهولة ، ويحب الإختصار للوصول للهدف ، يعشق الكوميديا السوداء ، وأحيانا وأنا اقرأه أتذكر تشارلز ديكينز ، ذلك الذي يضحكنا بسبب البكاء .
أما الوردي السلطان ، صاحب أوراق الورد ، لا فذاك الرافعي ، وبينهما بالتأكيد علاقة ، هذا الشخص الإنتقائي متعب جدا .

وهذيان مؤلمة تعشق الألم ، وتعشق المغامرة ، عاطفتها تتولد في اللحظة ألف مرة ، وأراها في ذلك المشهد الأخير الذي كتبه شكسبير ، مجسدا الألم والموت فوق جسدي روميو وجوليت .

والأسطورة دائما تحاول أن يطفو اللاشعور أمام الأعين ، وكأنها تبحث عن مجهول أو سر من أسرار الحياة ، وتذكرني بالمدينة الفاضلة لافلاطون ، وفلسفات إبن رشد فيها .

وما بين ثورة نسك وألم هذيان و رقة السلطان و عمق الأسطورة ، أعشق الرحيل معكم ، لنرى كيف الحب لديهم ، وكيف هي الوحدة ، وكيف هو الحرف ، فما هذه إلا رحلة تعرّف أولى .

فهد ابن ناصر
15-11-2007, 03:59 AM
الرحلة الثانية ..

أتتخيلون أن رحلاتنا هذه معهم فقط ، بل معنا سوية وجميعا ، لذلك دعونا نرحب بالجميل عبد الرحمن الجبابرة ، ذلك القابع على كنبته البنية .
ولنحيي أيضا الجميلة جرح الغلا ، تلك التي أتمنى أن تكتب نصا جديدا .
لنحيي الجميلة ليل ولزيارتها وقت السحر هذه الأيام ، وندعو أن تكون دائمة ، كذلك الجميل زبن بن عمير زارنا فهو موجود معنا الآن .
ولنحيي كل أولئك الذين ينوون زيارتنا وحتى لو على خجل .
وسوف أكسر الآن إبريق خزفي فرحا بكسر حاجز السكوت الذي دام أيام مع مبدعنا الجميل صلاح الأحمدي .

وعندما حضرت أول مرة هنا ، وتصفحت بعض النصوص ، أصابني في البداية بعض من الإحباط ، وهو حكم متعجل أعشق ممارسته أحيانا .
كنت أردد تلك الجملة دائما :
كم أمقت المجاملة في غير محلها ..

نسينا صينية البطاطا داخل الفرن ، فلربما تحترق ، دعونا نعود لنجومنا الأربعة .
ولنتطرق الآن لبعض المحكات الإحترافية ، أوجه التشابه والإختلاف من الناحية الإجتماعية في الكتاب الأربعة :
رجلان و سيدتان ، ولم يأتي ذلك بمحظ الصدفة ، بل هو القدر ، ورقمي المفضل أربعة .
والبعد الإجتماعي دائما ما يظهر على نصوص كتّابها بشكل عام ، لذلك لابد أن نضع هذا نصب أعياننا عندما نقرأ لهم ، وسنتطرق لمقتطفات من نصوصهم خلال هذه الرحلات ، وسنجد أيضا أن هناك مفردات تخص حواء ، وسنجدها مشتركة بين هذيان والأسطورة ، وهناك مفردات لا توجد إلا لدى آدم نسك والسلطان ، أو من يتقمص آدم بكل إقتدار .
كذلك سيظهر لنا أن الجنس الآخر متمثلا بالحبيب أو الحبيبة ، سيكون هو أحد أهم الأبطال في النصوص ، إن لم يكن هو أهمها على الإطلاق ، وهذا بالتالي يعطينا إستنتاج لحجم المساحة المخصصة للحب والوله لدى كتابنا الأربعة .
كذلك سنرقب الحالة المزاجية المتغيرة التي تصيبهم خلال الكتابة ، إن أمكننا ذلك ، وما يساعدنا على هذا هو نوعية هذه النصوص التفاعلية ، و طول مدة بناءها وكتابتها .

صديقي الجميل إبراهيم الحارثي ، هل أنت معنا ؟
هل تريد مشهدا فلاشيا صافيا ، تأمل معي في رحلتنا القادمة ، لأني مضطر الآن أن أنام فقد تأخر الوقت ، تصبح على خير .

عبدالرحمن الجبابرة
15-11-2007, 04:09 AM
فهد ابن ناصر
صباحك ورد معطر بعبق الجوري الطائفي , ولو كنت قريبا لنثرت بين يديك باقة منه , إجلالا وتقديرا لحضورك المشرف منذ اللحظات الأولى لك في هذا المنتدى .

سأكون أنانيا لمرة واحدة , فأخصص لنفسي وقتا لممارسة المتعة مع حروفك , ولوحدنا فقط , أنا وهي , حتى أنت سأستبعدك مني , وسأبحر معها صوب عالم الإبداع , وكـ نكاية بالإيثارفلن أشرك أحدا ممن حولي , في رحلتي مع حروفك .
.
.
مودتي

الاسـطــورهـ
15-11-2007, 04:23 AM
أفواه مفتوحــه

وعيون متعطشة مستعده

لللإمتلاء بحروفك

قلوب تدق أو تطرق بأقدامها

الأرض فرحاً

"كرقصة"

أوتتبختر غروراً

"كطاوووس وطاووسه"

بــالقادم الذي سيكون بلا شك أجمل!!

سؤال ..

أيهما أكثر غروراً الرجل أم المرأه!!

تجاااااااااااااااوز

تابعوا هذا الساحر وعرضه!!

وقفة إجلال لجنابه.

عبدالرحمن الجبابرة:

أهلاً وسهلاً بك

ياغيث كثير نشتاقه

وقليلاً يأتي ولانرتوي منه!!

للجميع:

تحية جميلة

كهذه اللحظة ..

كهذه الصفحة.

عاشقة الفردوس الأعلى
15-11-2007, 05:07 AM
سلام من المولى عليكم أجمعين

جذبني العنوان إلى هنا سريعا وجيد أنه فعل

الأستاذ الفاضل

فهد

هلّا سمحت لي بالحضور ؟؟

دمت راقيا

عبدالرحمن الجبابرة
15-11-2007, 07:21 AM
المبدعة / الأسطورهـ
رحمك الله - لم أستمتع بأنانيتي بعد !
سيجد العذّال بغيتهم
فما أسرع ما أتراجع عن بعض قراراتي
لابأس فهنيئا لهم بي , و لاتثريب علي , سأقول لهم :
قد خُلقت عجولا كسائر البشر , وستنتهي المشكلة
أو لعلّي أتسلل لجعبة ذلك الساحر الملهم فهد
فأختلس بعضا من أدواته وهو نائم
فأعقد عليها عقدا
وأنفث فيها نفثات
فلا يرى أحدا تراجعي غيرك
.
.
سأدعو لكِ فقط بأن يحفظك الله
.
.
مودتي

يتم
15-11-2007, 08:53 AM
ماذا أقول ؟؟
كفيت ووفيت
يعطيك العافيه
حقيقه لانجهلها
إبداع منقطع النظير
يكمن في هؤلاء العمالقه
الأربعة
نسكـ..السلطان ..هذيان ..الأسطورة
لي عودة قريبة توافيكم حقكم
إن كـــان باقي من العمر عمر
ودي

إبراهيم الحارثي
15-11-2007, 01:55 PM
أستاذي العذب فهد الدوسري ...

أنت هنا تكتب عن أربعه .. وتماما مثلما الرقم المفضل لك أربعه فرقمي المفضل كذلك أربعه ...

أستاذي الشامخ ... ثورة الثروة كما أطلقتها عليك المبدعه الأسطورة ...

ارحل بنا على متن مقصورتك...

وسير عقولنا كيفما تشاء ... فأنا معك .... ومتابع بذهول ... وصمت .... الى هذه الأثناء ...

أثناء كتابة ردي عليك ... أيها الرائع ...

همسة ..

لو ملكت محابري من الأحبار .... بقدر البحار ...

وملكت طاولتي من الأوراق ... بحجم الفضاء ....

لما وسعها كتابة عن سجاياك ... وروحك .. وجماك .. وبهاك ....

معكم .. ومعكم فقط .. مستمر ...

أربعه + فهد = رحلة تزف لنا عبقا من العطور ... وأجود أنواع البخور

مودتي

:)

دفا المشاعر
15-11-2007, 07:35 PM
أخي الرائع القدير /

.. فهد بن ناصر ..

أنا متابعة ومستمتعة بهكذا فكرة جميلة ومميزة جداً ..

سأتابع إلى النهاية ثم أضع تعليقي ..

فهؤلاء مبدعين إبداعاً حقيقياً ما شاء الله تباركَ الله

صافي الود والتقدير

صلاح الأحمدي
15-11-2007, 09:43 PM
,’,

أربعة من رموز الإبداع ما شاء الله ...
نسك صاحب القلم الممزوج بأحرف الجمال جمال وبصراحة ما قرأت له كثير..
السلطان وبصراحة هذا الانسان عندي غيررر بجد ولا يزعل مني احد
بس انا شخصيا لما اقرأ له احب اني استمتع بالتأمل بكل شي يكتبه
وأما هذيان فهذي لحالها قلمها حكاية تسمع هدير امواج حروفها من اول سطر..
أما الزعيمة الاسطورهـ وتين الحب فهذي احس ان حروفها تستفزني وتثيرني
لاني ما اكتفي بزيارة وحده او قراءة وحده لمشاركاتها

الرائع فهد بن ناصر

اتعلم قرأت معظم نصوص المبدعين اخوتي هنا
وعُدت وقرأت من جديد وكأني من جديد أقرأ
وكم أتوق لأقرأ من جديد..
بانتظارك استاذي بكل شغف ... مودتي

,’,

فهد ابن ناصر
16-11-2007, 12:44 AM
الرحلة الثالثة :


وعدتك يا صديقي إبراهيم الحارثي ، أني سأعرض لك مشهدا فلاشيا صافيا ، فشاهد معي :

كوخ عتيق ، رائحة الحطب تملئه ، وبعد أن غربت الشمس منذ النصف ساعة ، كان موعد إجتماع الأربعة قد حان ، على طاولة تتوسط تلك الغرفة الرئيسية في وسط الكوخ ، في الداخل ، رائحة تغشى الأنوف بسبب ذلك الشرار المتطاير من المدفأة المليئة بالحطب ، وكأن نارها تزداد بسبب تلك الجلسة المسائية الدافئة الموعودة .
نسك أول الداخلين ، إختار مقعدا بعيدا عن المدفأة ، وكان مقطب الجبين ، وبدا ينتظر بتململ .
أرضية الكوخ رطبة ، ربما ذلك بسبب تنظيفها قبل أيام ، إستعدادا من صاحب الكوخ لضيوفه الأربعة .
هذيان والأسطورة وصلتا معا ، وجلستا متقابلتين ، ملابس الأولى تتسم بطابعا هادئ رغم غلبة اللون الرمادي عليها ، إلا أن يدها اليمنى تحمل إكسسوارا بلاستيكيا جميلا زهري اللون ، أما صديقتها ، فاللون الفيروزي وبعض تدرجات اللون الأزرق هي الغالبة على ملابسها ، مع بعض من العطر الخفيف ، هل كان دانهيل ؟ من يستطيع الجزم !

وما أن أخذوا أماكنهم الثلاثة على الطاولة ليستعدوا للعبة الورق ، إلا وهذا السلطان قد دخل ، فقد كان موجودا في الخارج بقرب شجرة صفصاف ، ولم يقرر الدخول إلا بعد أن يكتملون ، حاملا معطفه الجلدي في يده .
هناك على طرف الطاولة ، مجموعة من الأكواب البلورية ، زرقاء اللون ، وضع فيها أنواع مختلفة من العصير ، سميكة من الأسفل ولها قاعدة لتثبيتها ، وتضيق كلما إرتفعت حتى تصل للفوهة .
جميعهم مبتسمين ، رغم أن نسكا ما يزال مقطب الجبين ، وهناك علامات شرود عميقة تعلو محيا هذيان .

ولكنهم بعد قليل سينسجمون في لعبة الورق ، مخلفين العالم وراء ظهورهم ، وستغلق عليهم تلك الغرفة الخشبية .

نسك شخص عميق جدا ، كتاباته تحمل بين طياتها الكثير من الكوميديا السوداء ، صاحب لغة سلمية مع وجود فكرة و نضج في عملية ربطه للعبارات داخل النص ، إنه يضحك أثناء لحظات البكاء ، إنه يعشق حد البكاء ، يعشق تصوير المشاهد داخل عبارات قصيرة ، رغم أن هذه المشاهد مركبة ومعقدة أحيانا ، لا يستطيع أن يكفككها إلا متعمق .
كذلك في نصه الطويل هذا ، نراه يعالج الفكرة بشكل سريع من خلال العبارة و الكلمة .
ونصه هذا عبارة عن مونولوج نفسي ، هو المتحدث ويخاطب فيه الحبيبة أو الأنثى أو المرأة ، يحاول فيه أن يضع مختلف خبراته و أفكاره ، وذلك بعد أن يحدد الهدف منها ويوظفها بشكل جميل وعميق .
لذلك لا نستطيع أن نعزل البناء اللغوي في نصه عن فلسفته ، فهذه الفلسفة متجذرة داخل نسك .
وهناك صعوبة أحيانا في عملية ربط سياق المقاطع داخل هذا النص ، لذلك نشعر بحدة في عملية الإنتقال ، رغم أنها أحيانا جميلة تعطي التأثير المناسب والقوي للقارئ .
ولنقرأ له هذا المقطع العبقري :
(أيّ حُزنٍ لا يحمِل رائحتك وطعم البكاء لكِ
لكِ وحدك فقط ..
ليس جديراً بأن يكون حُزناً
إنتِ من فضّ بِكارة حُزني
فأنتِ وإن لم تعلمي الأمّ الشرعيّة " لدمعتي " الأولى )

نص رائع ، من الناحيتين النفسية والفنية ، وحتى الجانب الإجتماعي ، فهو حول الحزن لمرأة لتتناسب مع تلك التي يخاطبها ، لذلك جاء إقترانها بفض البكارة صائبا وممكنا .

ونسك يقول أثناء لعبهم الورق :
كش ملك .

سأعود إليك يا نسك ، فمازلنا في بدايتك ، ولكن بعد حين .

جرح الغلا
16-11-2007, 01:01 AM
\






بانتظــارك : )





0




* لم تحِن لحظة الجرأه لـ الطرح من جديد : )






/





جرح الغلا

الاسـطــورهـ
16-11-2007, 04:43 AM
عبدالرحمن الجبابرة:

شاكستك ؟؟ شكراً لي مع أني

ماقصدت ذلك واعتذر منك

ولكن من ينال شرف التأثير بك ؟؟!!


الماره الكرام:

شكراً لأنكم هنا ..لأنكم بهذه الروعة

ولكل من كتب كلمة بحقهم

قبل أن يكتبها بحقي ..

وقوفي بجوارهم الثلاثة :

أضلاع هرم الإبداع وأسسه

أكيد سيكبرني بيني وبيني

فكيف بي بأعينكم؟؟

وفوق هذا:

أبو هول الجمال

فهد ابن ناصر

نطق فتنة ليحللهم ويحللني

شكراً ياربي..

أما أنا ...

فمتابعة بشغف تماماً كذاك الذي يعلو

وجه أحبائي "لبعض الأوقات "

الصغار وهم يشاهدون فلم لديزني

كتبدل السماء فجأة عندما تنصح "جدتي ويلو"

"بوكاهانتوس" تلك النصيحة الخالدة

بذاكرتي إلى مالا نهاية:

(اسمعي صوت ألبك)

ومن بعدها بت جيداً أسمعه!!

نسكـ :

وادي من أسئلة اجابتها

أكثر منها محيره

ويسقطنا طوعنا بعمقه!!

بدون تملق:

أدمنه!!

الساحر فهد الجنون:

فعلاً أعشق الفيروزي

والأزرق بكل درجاته !!!!!!!!

"عوذه":11utup:

أعجبني الكوخ بكل تفاصيله

وودت لو كان المشهد حقيقة

سأتابع للنهاية .

المطر الأسود
16-11-2007, 01:21 PM
رحلات شيقة سأتابعها
وأبطالها لا أعرفهم شخصياُ
ولكني سأتعرف عليهم عما قريب

الروائي
فهد ابن ناصر
يخليك ربي على هيك موهبة


سلملم

دانة هواه
16-11-2007, 04:39 PM
الرائع فهد الدوسري
لطالما انتظر عالمنا خلع القميص الغجري وإيقاف تقمص أدوار الغباء والجهل
وكأنا أراذل القوم
أدبنا وكتابنا يقبعون في زوايا العصور المظلمه
لايحق لك النشر
فكرك أحادي
وآخر ثلاثي
ممنوع من العرض
وغيرها الكثير
حلمي كان وامنيتي
نقد تحليل لنصوص الكتاب والأقلام المبتدئه
أستاذ الفن والأدب والتشجيع
خطوه موفقه وانتصار للقلم
وهذا بحق ماكنت أتمنى وجوده
هنيئا لغرابيل وكتابنا المبدعين بك وبفكرك
دمت بود وإخاء

إبراهيم الحارثي
17-11-2007, 12:27 AM
الرائع دوما والأخ الرائع ... فهد الدوسري ...

مشدود لك بذهول ...

أسرني نسقك ورحلتك الممتعه ...

عزيزي

معك لازلت ... ولازلت معك متابع ... فقط لاغير

مودتي

:)

فهد ابن ناصر
17-11-2007, 01:52 AM
الرحلة الرابعة :

نهض نسك فجأة ، و رغم انه لم ينبس ببنت شفة ، ولكنه حرك يديه الاثنتين علامة الاستئذان وبأنه سيعود ، فهو يرغب بشرب فنجان قهوة .

وفتانا الآخر ( السلطان ) ، أدل ما يدل عليه الرقة ، وخارطته الواسعة في تجسيد أنثاه وفتاة أحلامه ، تارة نجد صوره خلاقة ومبتكرة ، يصنع من خلالها مشاهد حالمة بين الواقع الممكن والخيال الأمنية ، وتارة نجد عباراته تنبض بالعاطفة والمشاعر .
صاحب لغة سليمة ، يكره التقليدية ، لذلك نجده بأشكال جديدة ، أو لنكون أكثر دقة ، نجده في قالب خاص نعرفه من خلاله .
وإن كنا سنعتبر نسك فارسا نبيلا ، يأبى الاستسلام و الانكسار أمام الملأ ، فآدم الأخر السلطان ، شخص يصحو وينام لأجل الحب ، ونراه والحب كأنهما صنوان يعيشان حياتهما معا .

ولو تأملنا قليلا في سيكولوجيا السلطان ، لوجدنا انه شخص يتمسك بمبادئه ولا يتنازل عنها ، حتى لو أثرت عليه سلبا مع مرور الوقت .
ولعل أكثر المشاهد تعبيرا عنه ، أن نتخيله ممسكا بزهرة جوري متفتحة ، وأحد ركبتيه على الأرض ، رافعا يده المعاكسة في الهواء علامة الترحيب بتلك الأنثى المنتظرة .
تأملوا معي هذا المقطع :

(أينك ايتها الشمس
مرارة البرد تسحق حلاوة ورودي
و في أحداق الشيطان ألف إثم و إثم
سأمحو ضحكاته المجنونة
بأني لي في قلبكِ مستقر
بأن في وجدانكِ شوقاً يستعر
اطفئ به ولعي ليثور من جديد
إني امضي بكِ نحوي
و إلى حلمي المسرج
...تاركاً فتات الصمت لجياع الظلام )

اقرءوه من جديد لا بأس ، فأنا قرأته مرارا .
هناك عاطفة و استحضار للكثير من العناصر لإكمال الصورة التي يريد أن يجسدها السلطان ، قلت لكم انه شخص غير تقليدي .

عندما عاد نسك إلى طاولة اللعب ، كان هو الوحيد الذي استطاع اكتشاف رغبة هذيان بالصراخ عاليا . ربما لعلمه المسبق بأنها شخص يصعب أن تغلق عليه جدران أربعة .

مازلنا في البداية ، ولعلها تكون الرحلات ( ألف رحلة ورحلة ) ، أو لعلنا ننافس الرحالة الإيطالي المشهور ماركو بولو في رحلاته التاريخية .

إن احتمالات الصواب والخطأ كثيرة ومساحتها واسعة ، ولكن مسببات ذلك مشتركة ، تعود لحدود معرفتنا ، و أسلوب أولئك الذين نراقبهم ونحللهم / فربما يكونون غير حقيقتهم .

إني أتذكر أول يوم لي في منتديات غرابيل ، عندما طلبني الجميل عبد الرحمن الجبابرة ، وقد استخدم معي إستراتيجية مقنعة ، لأنه يعلم أن الطلب المباشر معي لن يكون ذو نتائج مشجعة ، هو هكذا عبد الرحمن ، لديه إستراتيجيته الخاصة فانتبهوا منه وانتبهوا له .

حضروا لرحلتنا القادمة زهرة اوركيدا ، فهي من أندر واخطر الزهور ، لأنها لا تنمو غالبا إلا في اخطر الأماكن وأصعبها ، حضروها لهذيان ، فقد حان موعد لقاءنا الأول بها .

عذوبة أنثى
17-11-2007, 02:19 AM
الأخ الرائع / فهد

كم من العيون تتابعك وهي بحيرة ودهشه

وكم من القلوب تشارك فرسانك احساسهم ورحلتهم


لله ما أروعك

سأتابعك مع فرسانك وجميعهم رائعون

دمت بخير

هَذْيَّان
17-11-2007, 10:15 AM
لازلتُ أقرأك

وأنتظر هذيان..


لــِ قلبك..

لاقلبها..
http://neda2006.********************************************/i.gif

ღ حمــ الـ H ــورد ـــرة ღ
17-11-2007, 11:17 AM
ســ الوذ بالصمت في كنف ِ الحرف

وسأتابع المسير


شكراً ..أ: فهد

الاسـطــورهـ
18-11-2007, 01:58 AM
كم أشتاق لتحليلها بمختبرك

بانتظار النتائج...

دمت وسلمت.

فهد ابن ناصر
18-11-2007, 12:39 PM
الرحلة الخامسة :


الآن .. الدورة الثالثة قد إنتهت ، بعد أن انتصرت الأسطورة في الدورتين الأخيرتين من لعبة الورق ، فحظها جاء مميزا .

وجاء وليم شيكسبير ، وجاءت قصة روميو وجوليت ، لتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ، وتكون رمزا للعشاق في كل بقاع الدنيا ، وبمختلف اللغات والآداب .
ويقال أنها قصة كانت حقيقية ، جسدها شيكسبير من واقع حياته ، لتكون أشهر أعماله ، وأتى بعده كثيرين حاولوا بعث هذه القصة من جديد ، و أحد حالات هذا البعث ، فلم ( رويمو و جوليت ) من بطولة ليوناردو ديكابريو في دور روميو ، وكان فلما مميزا ذا نظرة مختلفة تماما عن بيئة القصة .
وجاءت هذيان ، لتحاول أن تبعث القصة من جديد ، برؤيتها هي .

هذه الفتاة ، هذه المرأة ، هذه السيدة ، إستثنائية ، وفي لغتها تماسك وقوة ، وتصيغ العبارات بشكل سليم ، ولديها قدرة الإبتكار في عنونة النصوص و خلق الصور ، رغم أنها تواجه أحيانا صعوبات فنية في عملية ربط النص .
ولعل أبرز المعالم في نصوص و عبارات وصور هذيان هو حجم الألم فيها ، فنصوصها وكأنها صورة آخرى للألم المقرون بالحب ، ودائما في خطابها للطرف الآخر ( الحبيب ) يأتي الأسلوب بكائيا و تراجيديا ، كما توظف الموت بأكثر من صورة كأحد أقوى الأدوات لديها ، و المدقق في كتاباتها يعلم يقينا ان خلفه امرأة عاشقة .
ولو تأمل قليلا في شخصيتها ، لوجدنا أنها امرأة ثورية تعشق المغامرة ، لا تستطيع كبح جماح أحاسيسها . تلك التي تتولد في اللحظة مرات عديدة .

تأملوا معي ماتقوله هذيان :
( يهمسون لي إن رأو..
غيمة تهبط...ليلاً.تفتش عن دمي الظمآن..
تبحث وتبحث ولاتجــد جثتي..
ثم تتوارى غيمتي وهي حيرى..
غريبُ أمر..
صاحبة الجثة فقد وعدتني بالحضور..
ربما لم يحن بعد موعد موتها.. )

نعم إنه بخط قلم هذيان ، فرائحة الموت والألم فيه .

ومرت عجوز ذات مساء على شرفة هذيان ، ورفعت يديها للسماء قائلة :
إلا .. لك الله يا هذيان

أما أنا فأقول :
رفقا بنا ..
وسأصمت قليلا ، وبعد ذلك أقف مرحبا بالجميلة حمرة الورد ، فقد أعلنت حضورها معنا ، وستنبت زهرة لوتس على خصلات شعر الجميلة دانة هواه .

عاشقة الفردوس الأعلى
18-11-2007, 05:08 PM
ما أروعك أستاذي !!

ما زلنا نراقب شهد قلمك كيف يتقاطر

دمت لنا راقيا مبدعا

( وألف لا بأس عليك)

شحروره
18-11-2007, 10:54 PM
نصوم عن نصوص اربع من ( جبابرة اليراع ) لنفطر على مائدتك ..
تحليك رائع .. و اسلوب ( يمي.. يمي )
الا أنك .. كنت كفارس لم يغمد سيفه ليخرج فؤاد هذيان بل أكتفى بالتلويح لها .. ( :
.. أتمنى مزيد من تحليل حروف ( المجرمة العاشقة ) هذيان ..


وسأصمت قليلا ، وبعد ذلك أقف مرحبا بالجميلة حمرة الورد ،

طفلة تكتب بجنون شمطاء مراهقة .. ( : ( ماتزعليش )
لديها خواطر مذهلة .. بل واااااو ..
سأسرقها .. و اضعها هنا .. رغما عنها .. فقط لتحللها ..



.الأستاذ
فهد بن ناصر
شاكره لك ..

الاسـطــورهـ
19-11-2007, 02:12 AM
كنت أعلم كم هي رائعة هذه


الهذيان ولكن ماعلمتها كما هنا !!

شحروره..حمرة الورد

أهلاً بكما اشتقت كثيراً

لازلت هنا.

هَذْيَّان
19-11-2007, 02:39 AM
\-/


الجميلــ،،

فهد (هذيان)

لاعليك سـ أقرن اسمي بأسمك
فقد أعتدتُ أن أناديك هكذا..
سعدتُ بقراءتي لذاتي..
على يديّ أسطرك..


شحرورة

يامجرمة ماذا تنوين.. !!
آي كيلــ،، يو..



غاليتي

الأسطورة

أحقاً تعرفينني..؟؟
so.....

أين أنتِ الآن..؟؟

همس البدر
19-11-2007, 09:37 PM
الأخ / فهد الدوسري

متابع لتحليلك لشخصيات غرابيل الأربعة

استمر ... ولي عودة

فهد ابن ناصر
19-11-2007, 11:48 PM
الرحلة السادسة :

وأمسكت ( يتم ) يد الطفل ذو الأربعة أعوام ، لتساعده على النهوض، كان ينظر إليها رافعا رأسه بعد أن مد يديه الاثنتين إليها طلبا للنجدة والخلاص ، انحنت أكثر ، كانت هناك محاولات تحدي لارتفاع كعبها ، وهطول المطر . و تردد جاكيتها الأزرق الداكن للسقوط ، بدا صوت لهاث الطفل يزداد قربا من مسمعها ، في محاولة لزيادة تسارع نبضات قلبها ، وصلت إليه أخيرا ، لتحضنه وتسقط عليه الجاكيت بهدوء ورقة ، ويختفي الطفل في تلك اللحظة بعد إن عانقت ابتسامته وأسنانه البيضاء الصغيرة دموعه وخديها المبللين ، إنه تسرب لداخلها كزخات المطر تلك اللحظة ، لم تستطع الوقوف طويلا .
هكذا أريد أن أحيي يتما ، بطريقة غير تقليدية مليئة بالرموز والعاطفة والحنان ، و كلنا نريد ذلك .

أربعة ، تتواصل الفكرة داخل رأسي المنهك اللحظة ، قبل أن أقوم من جهازي هذا ، جدران أربعة ، اتجاهات أربعة ، أوه غنوا معي :
( اربعه شلو الجمل والجمل ماشلهم
اربعه شلو الجمل والجمل ماشلهم )
رحمك الله يا جدي ، إنها تهزني كلما أتذكرها بصوت والدي ، عندما كانت لحيته أكثرسودا ، وابتسامته أكثر اتساعا .

التفتوا الثلاثة جهة المدفأة التي كانت نارها ما زالت تتقد بشكل ساطع ، حيث كان نسك بجانبها ، يختار أغنية لكاظم ، يريد من خلالها السيطرة على تلك المشاعر المتدفقة ، ويحولها لثورة ، علها تتحول لأرقام أعلى في حظه المتعثر وسط لعبة الورق .

إنها حنونة جدا ، متناقضة أحيانا ، تحب التحدي ، وتعشق الترتيب واللون الأزرق ، لغتها جميلة وبسيطة ، رغم وجود التعقيد أحيانا فيها ، لتقديمها الصفة على الموصوف أو ربما لتسرعها ، ودائما ما تبرز خلال نصوصها ذلك الصراع إما بشكل صريح أو رمزي ، صراع الخير بداخلها ، ومكافحتها للشر الخارجي ، صراع الأنا والأنا الأعلى ، وصراع الملائكة والشياطين .
تحب أن تكون عفوية في نصوصها وفي حياتها ، تقوم بعمليات تقييم للذات والآخرين بشكل سري ، فتقول الأسطورة ، تأملوا معي ، ذلك الصراع داخلها :
(الحزن:
هو بلا شك ماأشعر به بهذه اللحظة!!
مشكلتي أني جداً متطرفه
أحزن بشده وأفرح بشدة
ليتني أعتنق الوسطية!!
ربما ليست هنا العلة ولكنها
اتقان الصنعهـ
وأنا مهووسه بهذه الفكره
كل شعور من الله يجتاحني "جميل"
أو ربما من شيطاني "غير ذلك"
أعتبره رسالة أحسن قرائتها
وصنعه أبدع في ممارستها
آآآآآآآآه ياقلبي
متى تنتهي هذه الحصهـ؟؟ )
تعشق العمق والفلسفة ، وبحكم شخصيتها الحنونة ، فذاتها دائما حالة من التغير والتفاعل ، تعشق التفكير بصوت مسموع .

هناك أغنية ، إنها أغنية انريكو اقلازيس ( أي ويل سيرفايف ) ، مضطرا للذهاب لإغلاقها ، وسأعود .

نُسُكـْ
19-11-2007, 11:50 PM
ولأنّك تستطيع انتزاع الدهشة والإعجاب والإبتسامة الصادقة في آنٍ واحد
ولأنّك كثيرٌ لن تنفد منّا قريباً ، ليس غريباً عليك امتلاك أسلوب تشوق كهذا الذي هُنا
أنت محرّضٌ للبقاء هنا أو بالجوار ما استطعنا أو رغماً عنّا ، مزاجي السيء والصعب لا يسمح بمرور الكثير إليه وقد فعلت ذلك يا صديق ـ إن جاَزَ لي مناداتك بهذا ـ
سأفترض أنّك شيء نادر يصعب الحصول عليه بسهولة وحين يهبه الله لنا يجب المحافظة عليه جيّداً:)


* سأحتفظ بنسخة من الموضوع بعد اكتماله كأقل ما أكافئني بِه عليك

الاسـطــورهـ
20-11-2007, 12:02 AM
أنا دائماً متواجده ولكن

أعشق الوقوف على مسافة

ربما أكون مخطئة!!

ولكني ..أعرفك

وكثيراً أحبك..دمتي .

الاسـطــورهـ
20-11-2007, 12:09 AM
للتو تنبهت....

الحديث هنا كان عني !!!!!!!!

سأصمت!!

أنا سعيدة أكثر من جداً

فهد ابن ناصر
20-11-2007, 02:40 AM
الرحلة السابعة :


وفيما بعد لابد أن نفصّل قليلا الأسلوب الأدبي لكل واحد منهم ، ومدى نضجه وتماسكه ، والقدرات داخله ، لا بد أن نبحث عن الموسيقى فيه ، ومن يكتب تحت تأثير الموسيقى ، وموقع الحواس الخمس في نصوصهم ، ولعلي في رحلاتنا القادمة ، أقوم بخلق حوار تخيلي يدور بين أبطالنا الأربعة ، نحاول فيه أنا وإياكم تقمص كل شخصية منهم ، بحسناتها وذلك الخطر المصاحب لها ، بعد أن مهدنا الطريق .
وكيف تكون ردود فعلهم أمام مواقف متنوعة ، وسنستشهد ببعض كتاباتهم ، فهي تستحق ، ولا بأس أن نتطرق لبعض المبدعين وندخلهم في مسرح الأحداث ، فذلك يزيده جمالا وتشويقا و تسويقا ، مع المحافظة على المسرح الأساسي ( الكوخ الخشبي ) وأبطاله الأربعة .
و أعتذر لكل شخص أقحمت اسمه في هذه الرحلات دون إذن مسبقة منه ، فهدفنا هنا إنساني مشترك ، كما أعتذر إن قصرت في حق أي مبدع لم يرد هنا ، فربما يسعفنا الوقت مرات قادمة ، فلدي مسودة لهامات إبداعية هنا لابد أن أسلط عليها الضوء على ضوئها .

و لتعذروني أحبتي إن تأخرت قليلا بعض المرات ، فهي مشاغل الحياة ، ولكني سأحاول في كل يوم رحلة .
كما أحب أن اؤكد على نقطة حيوية في هذه الرحلات ، و أنها تكون وليدة اللحظة وقابلة للصواب والخطأ ، دافعي وكما ذكرت معانقة المبدعين معكم ، و محركي الإجتهاد .

وآما عدد الرحلات ، فهو غير محدد ، ضابطنا في ذلك أن نوفيهم بعض حقهم . لعل هذه الرحلات تساهم ولو قليلا في رسم البسمة على وجوههم و وجوهكم .

وربما في مستقبل قريب ، نحولها لقصة طويلة وننقحها ونهذبها ، ونأخذ عليها براءة الإختراع ، حافظين فيها حقوق غرابيل .

هَذْيَّان
20-11-2007, 04:23 AM
:
أخجلتنا بعطائك..

لـِ قلبك

الدعوااات

لــيــل
20-11-2007, 01:43 PM
( فهد ابن ناصر )


روعتكَ هنا لاتضاهى.......وكلمة روعة هي قليلةٌ في حقّكْ.......


ممتعٌ جدّاً هذا المتصفّح........مستراحٌ وواحةٌ للهدوء........


يجبرنا على المرور ودائماً.......للاطّلاع على الجديد.......


ننتظر وبترقّب....المزيد من تحليلكَ للكواكب الاربعةْ الذين اخترتهم.......


دمتَ متوهّجاً........


لاعدمناكَ.......ولاعدمنا روعة حضوركَ دائماً.........


دمتَ بودّ........


وتحيّةٌ معطّرةٌ ربالورد.......

يتم
20-11-2007, 06:26 PM
الله الله الله
سيدي ..
كُل يوم يزداد أعجابي بشخصك الغالي
وأظل عاجزة عن الرد ..
فقط ..
ربي لايحرمنا منك
قول يارب
في أنتظار بقية الرحلات بشغف
ودي

بنت الربيع
20-11-2007, 11:43 PM
فهدبن ناصر .
تميز بلا حدود ..
تجبرنا على المتابعة بكل شغف
شكرا" للأربعة ..
وكل التقدير والإحترام لك ...

فهد ابن ناصر
21-11-2007, 01:14 AM
الرحلة الثامنة :


الموسيقى ، إنها عامل محفز للكتابة ، وفي حالات كثيرة تكون داخل النص ومحيطة به ، والكثير من العظماء في الأدب عشقوها وعشقوا الكتابة تحت وقعها ، كما أنها تؤثر على مزاجية الكاتب ، كما تتأثر بمزاج مؤلفها ، ولذلك أقول :
إن المقطوعات الموسيقية والموسيقى ، حلقة إلتقاء بين جانبين من الإبداع الإنساني ، الأديب والموسيقي .
أكتبوا أحيانا تحت تأثيرها ..

و موزارت ولد عبقريا وعاش فقيرا ومكتئبا ، وخلال 35 سنة فقط ، إستطاع صناعة أرث عظيم للموسيقى الكلاسيكية ، إنطلقت من مدينته زالسبورغ بالنمسا ، لتتردد موسيقاه في كل مدن العالم .
إنه صاحب العملين الفنيين العالميين : ( عرس فيغاروا ) و ( الناي السحري ) ، ذلك العبقري الذي كتب أول أعماله الموسيقية قبل ان يتجاوز السابعة من عمره .
شاهدوا معي الرؤية الخاصة لحياة هذا العبقري خلال الفلم الحائز على جائزة الأوسكار : أميديوس

وهناك موسيقى في نصوص هذيان ، فحتى طريقتها في الكتابة لها بعد موسيقي حزين .
الألم والحزن والغياب والبعد ، هذه العناصر عندما تتشكل داخل نص أدبي ، لابد لها أن تخرج بموسيقى للمعنى وموسيقى أقل ظهورا في الحرف ، وهكذا هي هذيان :
(تتوشح الغيووم السواد
مُعلنة رحلة أخرى للعذاب..
مُعلنة الصراااخ في وجه الغيااابــ،،
فيا أحبابــ
هذا وجه الحبيب إقتربوا
لتروا لأمطار تُقبله..
أقتربوا فهو سراب.. )
صورة موسيقية جميلة ، هذيان ! إستسلمي للموسيقى أكثر ..

وبعد جولات متعددة من لعبة الورق ، إتفق الأربعة على فترة إستراحة ، هذيان لم تحرك ساكنة ، نهضت الأسطورة من مقعدها لتقترب وهي تحمل كأسي قهوة تجاه مقعد هذيان .
ولعل مزاج نسك قد إعتدل بعد أن تسرب إلى داخله بعض من موسيقى أغنية كاظم ، كان يرد بصوت خافت لبعض أسئلة السلطان ، وهذ ا السلطان يتلقى تلك الإجابات بإبتسامة .

جرح الغلا ، كيف حالك ؟ هل تتعلمين التصميم ، لا بأس فروحك تتناسب مع الجمال أي كان شكله .

فهد ابن ناصر
25-11-2007, 06:18 AM
الرحلة التاسعة :

لا أعلم لماذا كلما أتذكر ذلك الإعلان المتعلق بعطر ليل ، ويحاولون فيه تجسيد صورة مطورة من مجنون ليلى ، يقترن شرطيا بخبراتي المحدودة مع المشرفة بمنتديات غرابيل : ليل ( layl ) ولأني أشعر بالفراغ الآن ، فقد قمت بشقلبة الاسم بالعربي فوجدته كما هو : ليل لا يتغير ، ولكن في الإنجليزية كانت النتيجة جمعه : ليال .

عمليات الاقتران الشرطي ، هي عمليات يزاولها الجميع ، وهي أحد مناهج التربية والتعليم ، وكذلك دراسات علم النفس والاجتماع ، كذلك نجدها في علم الأحياء ، من أول من قام بتجربة علمية في عملية الاقتران الشرطي ؟َ! هل هو بافلوف مع فأره الشهير ! ، ابحثوا في قوقل و ياهو يا أصدقاء ، فأنا مشغولا الآن بالموسيقى لدى كتابنا الأربعة داخل الكوخ ، وبمجرد الانتهاء منهم ستكون هناك مفاجئة درامية مرعبة في ذلك الكوخ ، ولكن دعونا قبل ذلك نرفع القبعات لسيدتين جميلتين :
ليل و بنت الربيع .

كما وقبل أن أعود لفارسنا التالي : السلطان وموسيقاه ، أشعر برغبة بإقحام عمليات الجلد التي يزاولها علينا المجتمع ، فنهرب للشبكة العنكبوتية لنمارس بعضا من حرياتنا المفقودة ، ولكنا نصطدم بجلد من نوع أخر ، أكثر أنانية .

موسيقى ، موسيقى ، موسيقى : هاللويا ، وهذا السلطان يكتب تحت وقع الموسيقى كثيرا ، حتى لو أنكر ذلك ، تأملوا معي :
(الشمس متناثرة
و عرس لا يكتمل في خفاء
مفهوم الخلود لدي,
أن أواصل تلمسكِ بجنون
و تواصلين الإمعان في غرامك بسخاء
ابحر في ذاتك لأجدني
و تغرقين في لتتبوأي كل خلايا جسدي و روحي
تعالي فقط
تعالي ........... )
صورة مشهدية جميلة متسلسلة ومحبوكة فيها موسيقى حرف وموسيقى معنى ، والسلطان موسيقاه ذات المعنى أكثر من الحرف ، فبحكم احترافيته ورغم خارطته الواسعة في اللغة والخيال ، إلا انه لا يجعل من الكلمات ذات الأجراس الموسيقية هدفا بحد ذاته ، لذلك نقول عنه محترفا .
ولعل من أسباب بروز الموسيقى لديه ، أن المرأة محفز أول لصنع الموسيقى ، والسلطان يكتب دائما لأجلها .
ولكن لو تخيلنا الآلات الموسيقية التي تعزف في حضور السلطان ، لوجدنا إنها أكثر تفاؤلا و إشراقا ، بعكس هذيان والتي ربما عزف الناي أقرب لها ، وأحيانا الجيتار .
ولأن غالب الآلات الموسيقية تبدو حزينة عندما تكون منفردة ، لذلك وعندما نريد أن نخرج بمعزوفة موسيقية متفائلة لابد لنا أن ندمج بين مجموعة من الآلات ، وهكذا هو السلطان ، مجموعة من الآلات التي تعزف ، فتكون النتيجة كما هو .

مسكين أنا ! ، فمحاولتي تصفح موضوعات مبدعينا الآن باءت بالفشل ، و ذلك لحالة البطء الشديد التي يشعر بها برنامج منتدانا ، وقاعدة بياناته المنهكة .

وما زال أبطالنا الأربعة في فترة الاستراحة ، ولكن الذي أستجد هو أن نسكا يتأمل نملة مرت بجواره على أرضية الكوخ ، أسفل رجل الطاولة القريبة منه .
كأس الأسطورة قد فرغ ، وهناك تموجات دائرية داخل كأس هذيان بسبب مرور الهواء البارد على سطح القهوة فيه .

هَذْيَّان
25-11-2007, 10:06 PM
/

\


وماأدراك أني لم أرتشف كأسي..

تباً لعقل لايعي خيالك..ولايفهمها كلماتك..

مُتابعة..!!

لــيــل
26-11-2007, 06:25 PM
( فهد بن ناصر )


متابعةٌ.....وبصمتٍ مطبق.......


دمتَ بروعةْ......


لاعدمناكْ......


تحيتي لكَ.....ولروعة حضوركَ دائماً.......

المطر الأسود
26-11-2007, 07:15 PM
ياالله
فهد ابن ناصر
تحليل رآئع
أنا متابعه لكم
يعطيك العافيه

سلملم

ناعمة
27-11-2007, 09:53 PM
,
,

ما أطيب المكان

وما اروع الشخصيات

وجمال الخيال للروائي الفنان


فهد ابن ناصر

تابع مع خيال الابداع

فالعيون تترقب الرحلة الفريدة من نوعها

نقف هنا ,, بل نجلس على الاريكة لنسترخي بعد تعب الصباح

لنتذّوق احلى قهوة ,,

ونستمتع من فكرك النقيّ ..

كُن بخير عزيزي

و

,
,
كونوا بخير

فهد ابن ناصر
28-11-2007, 12:43 AM
الرحلة العاشرة :

بضع ساعات مرت ، وتعمق الليل داخل كوخهم ، قد إنهمكوا في اللعبة من جديد ، وفي الزاوية المقابلة لطاولة اللعب شمالا جهة النافذة ، هناك منضدة خشبية مزخرفة صغيرة ، لم يلمح المغلف ذو اللون البني عليها إلا نسك ، آما الباقين لعل أماكنهم سبب في عدم ملاحظتهم حتى الآن ، نهض نسك وهو يبتسم ، و أشار عليهم أنه سيعود ، وتوجه للمغلف .
إستدار السلطان بجسده كاملا ، في محاولة لمتابعة تحركات نسك ، أما الأسطورة فقد رمقت هذيان بإبتسامة الرضى على نتائجها في اللعبة ، و هذيان ترد بإبتسامه وأقدامها أسفل الطاولة يحتكان ببعضهما ، كان هناك توتر خفي بدآ يتسرب من الخارج ، وخلال عودة نسك حاملا المغلف ، سمع الجميع صرخة شديدة آتية تجاه الباب .

وهناك فيلم لسامويل جاكسون ، العبقري الأسمر ، كان فيه عازف بيانو ، وفي أحد المقاطع ، كانت الكاميرا تتوقف أمام سامويل ، والمحيط كله يتوقف ، لننسجم في مقطوعة رائعة وكأن عازفها له ست أصابع ، هناك صراع بين الشياطين والملائكة ، والكل يريد الخروج ، ملامح وجه سامويل عميقة جدا ، الكاميرا تقترب ، ويعلو صراخ سامويل .


ونسك كالبيانو ، أو كتلك الأصابع التي تعزف ، فهو يحيطنا دون أن نشعر ، فيأتي كاملا ، كالثورة ، ثورة عميقة تجتثه من جذوره وتزرعه في عقولنا ، و أبصارنا أحيانا ، ها هو مقطع لنسك ، لا تقرأوه أرجوكم ، فقط إستمعوا له :
( ما زلت احتفظ بأول زجاجة عطر وأوّل رسالة وأوّل تقاطع بيننا وأوّل نظرة وأوّل قُبلة
وأول جرح
لكِ أن تستنتجي أن بداياتي دائماً متعثّرة
هل ما زلتِ تنبضين بي ..
هل سيعنيك إن اخبرتك أنني أحتضر بغيابك
هل سيغير من الأمر شيئاً .. إن كنتِ تحتفظين بكلّ هذه الأوّليات بدلاً عنّي
تبّاً أشتاقك رغم كلّ شيء )

هناك في حرف نسك و صورة نسك ، عزف عميق وثائر ، يأتي مؤلما أحيانا ، وأحيانا يأتي صاخبا ، نشعر أنه يمارس طقوس الوحدة والموسيقى بطريقة تختلف عن الجميع .
مزيدا منك يا نسك ..

وأتوقف ..
لأقوم بعملية بحث سريعة عن تلك التي أجدها تتناغم مع هذه اللحظة :
( قالت لكل الأصدقاء ..
هذا الذي ما حركته أميرة بين النساء ..
سيستجير كخاتم في أصبعي
ويشب نارا لو رأى شخصا معي ..
سترونه بيدي أضعف من ضعيف
وترونه ما بين أقدامي كأوراق الخريف ..
يا مستبدة .. )
استمعوا لها معي ، عفوا ! أقصد مع كاظم .

الجميلة ناعمة ، وعندما جلست على الأريكة الجلدية ، وطلبت كوب قهوة ، وأنتظرت ، وأنتظرت ، وفي محاولة من الوقت لإستيعاب إطلالتها ، نمت مكان مرفقيها على الطاولة زهرتي أقحوان .

نُسُكـْ
28-11-2007, 07:07 PM
تُجيد الحبكة يا فهد لدرجة مُذهلة ولدرجة تُعطي لِما كُتِب بُعداً وعمقاً أبعد
تفتح له أبواباً كانت موصدة فيما قبل

لا أخفي سرّ العلاقة الوطيدة التي تربِطني بالقيصر هناك عاملٌ مُشترك بيننا قد يكون الحزن ربّما في اكثر الأحوال ، أو لأنّه يقرأني كثيراً ، أليس هو الذي غنّى أغنيته التي كان مطلعها
[ ضاقت عليّ كأنّها تابوتٌ ] ثمّ قال :

" أتخيّلك شاغل الجلسة وقمر بين الحاظرين
تبتسم
تضحك
تغنّي ... وداخلك جدّاً حزين

والله دنيا "

من تركله الأيام كثيراً ولأيّ شيء ، سيتلقى الركلة القادمة دون أن يفكّر في سببها حتّى .
أعدك أن ترى شيئاً آخر قريباً ولا تستبعد أن يكون بعد قليل :)
امتنّ لك أيّها القدير جدّاً أن منحت بعضي لبعضي هنا
لك الودّ حتى ترضى

فهد ابن ناصر
07-12-2007, 04:37 PM
الرحلة الحادية عشر :


كان يجلس على طاولة تبعد عن الباب الزجاجي للمقهى أكثر من خمسون مترا للعمق ، الساعة تشير إلى الثامنة إلا ربعا ، كان يتصفح جريدة الاقتصادية بعدم مبالاة ، نهض من مقعده وتوجه إلى الكاشير ، هناك محاسبا أسمرا جميل المحيى تعلوه ابتسامه ، ويتحرك بسرعة بيديه وجسمه كله ، التفت لجهة اليمين ، وكان هناك شخص آخر يبعد عنه بمترين ، التفت الآخر بنفس اللحظة ، علت الاثنين ابتسامة كاملة ، أقترب منه وسأله :
- أين رأيتك قبل اليوم ؟!
كان مباشرا ، اتسعت ابتسامة الآخر ، رفع يده إليه لكي يمنعه عن الإجابة ، قال بلطافة :
- كنت أهم بالخروج ، ولكن لأجلك سأبقى فما رأيك لو دعوتك على كوب شاي ؟
رد الآخر بسرعة :
- بل أنا من سيدعوك .
والتفت للواقف أمامهم ، وطلب منه أن يحضر لهما كوبا شاي ، وتقدم مشيرا له لأحد الطاولات الموجودة في ركن بعيد عن المقهى .
ولم يكن أمامه إلا أن يتبعه بشوق و حماس .
أشارا لبعض على أحد المقاعد ، ابتسم الآخر وأختار مقعد ، وجلس هو على القريب منه .
- نعم ، تذكرت رأيتك في الأمسية قبل فترة ، وكان بيننا نقاش . إنك أحد المنظمين لتلك الأمسية .
- أنا تذكرتك مباشرة ، وكنت سأجيبك ، ولكن خفت أن تعود بك الذاكرة لتلك الاحتدامات بيننا .
- لا يا صديق فمهما كان يظل هناك ما هو أبعد من الاختلاف و أعمق .
واستمرا يسألان بعضهما عن الأحوال والأخبار ، وخلال ذلك وضع أمامهما كوبي شاي كبيرين و بعض من السكر .
سأله الآخر :
- لماذا قررت الرحيل عن تلك الأمسية في وقت مبكر ، رغم أن المجال كان مفتوحا لك ؟!
ابتسم و نظر في عيني الآخر :
- الفكرة لا تقتصر على المجال فقط يا صديقي ، فهناك أمور أخرى والرحيل أمر مقرر ولابد منه ، ولكن دعنا من المحيط ولنتأمل ذاتينا ذلك الوقت ، وكيف كنا !
- لم أعد أعير الأمر اهتماما كبيرا
- ولكنك تتذكره !
- نعم
- إذن لنتكلم بصراحة ، فربما تفتح أمامنا مساحات أوسع غدا ، أو نكون أنت وأنا سبيلا في فتحها .
واتبع هو قائلا :
- كذلك لنبعد العاطفة قليلا
رد الآخر موافقا :
- كما تريد ، ولكن تحمل ما سيكون
كان يقول عبارته الأخيرة وهو يضحك
- بالتأكيد ، فأنت وتلك الأمسية لكما منزلة كبيرة داخلي ، والدليل أني تذكرتك بكل تفاصيلك ، وتذكرتها
- حسنا من تريد أن يبدأ ؟
- أنت
- أراك في الأمسية لم تصب الحقيقة دوما ، ولم تعطي لنا الوقت الكافي ، وأنت تعلم يا صديقي أن هناك غيرك ، وطالما المنظمون يضعون ضوابط ، لابد أن يتم الالتزام بها حتى لو لم تتوافق والجميع ، كما أن التغيير يحتاج للوقت والتركيز ، ولا نستطيع أن نقوم بذلك مباشرة ودون مبرر ، ودون أذن .
كان يشير بيديه تأيدا لما يقول .
رد هو عليه :
- ولكن هذا أيضا لا يمنعنا أن نقول ملاحظاتنا ، أو أن نلتزم بالصمت .
- بالتأكيد ، ولكن هناك طرق أفضل من طرق ؟
- ومن تتوقع يضع ضوابط تلك الطرق الأفضل ؟، يا صديقي الجميل .
وتابع هو قائلا :
- أن الحماس والنية الحسنة المدعمة بالسلوك الحسن والتخصص في اعتقادي تكفي لأن يقول الشخص رأيه دون خوف من رقيب أو جلد أو منع ، وحتى يبدع الآخرون لابد أن يشعرون بالأمان .
واتبع بنبرة أعلى :
- أتحدى يا صديقي الجميل ، أن يتم المحافظة على مبدع حقيقي إن كان هناك عدم شعور بالأمان ، و تعامل وكأن المكان والأمسية ملك ذاتي ، وليس حق مشاع للجميع .

فهد ابن ناصر
07-12-2007, 04:38 PM
سكت الآخر برهة من الزمن ، كانا كلاهما يحتاجان إليها ، ثم رد :
- ما زلت أقول و أؤكد لك وللأخرين ، أنه لابد أن يعطى الجميع الوقت ، لا أن يتم ذلك في ليلة وضحاها ، المسألة ليست كن فيكون .
- معك حق
وأتبع قائلا :
- بالله عليك هل فعلا تتقبلون الآراء و تقومون بالتطوير الحقيقي
أجاب بصوت مرتفع :
- بالتأكيد يا صديقي .
- أذن هل ستقبل بعض من ملاحظاتي ؟ ربما يرى بعضها النور في أمسية قادمة ؟
- دون ادني شك .
- أتعلم ؟ أعترف لكم بأمر ، وهو أنكم معذورين كثيرا في بعض السلوكيات وردود الفعل ، فبينما تنتظرون كلمة شكر ، يأتي احدهم ليصفع عملكم .
أبتسم الآخر وهز رأسه مؤيدا :
- كذلك نحاول في بعض الأمور التي لا تنجح دائما
- ولكن يا صديقي أوصيك ببعض النصائح والتي ستكفل لكم محافظة على المبدعين والمكتسبات :
أن تقومون بعملية الاحتواء قدر المستطاع ، وتشعرون الآخرين بالأمان ، وأن لا يكون هناك موضوعية في أماكن دون أماكن أخرى ، كما حاولوا أن تجعلون المكان مناسبا للجميع ، كتّاب وموهوبين وهواة .
أبتسم الآخر و سأله :
ماهي أخر أخبار الرحلات ، وهل ستواصلها في الأمسية القادمة ؟
رد عليه بقليل من الدهاء :
- سمعت أنك تخصها ببعض المراقبة والملاحظة ؟
- نعم ولكن هذا لصالحها .
- هل ستحضر عندما أتابع ؟
- بالطبع .
- أعدك أن أواصلها ، ولكن أعطوني المساحة .
رد عليه الأخر وهو يرتشف الكوب بهدوء :
- لقد منحتها ولن تؤخذ منك .
ابتسما ، واستمرا يتحادثان .
ولكن دعونا من كل هذا ، فالأول هو فهد ابن ناصر ، والأخر هو المشرف همس البدر ، وقد اتفقا على أن يتقدما للأفضل ، ومجرد حور سردي في خيال الكاتب .
دعونا من كل هذا ، ولنعود لرحلتنا داخل هذا الكوخ ، فأنا أشعر بالحنين لجدرانه ، ولأولئك الأربعة المحبوسين فيه ، ولعل هذه الرحلة وسيلة تسويقية لقدر أكبر من المشاهدات .

سأعود قريبا يا نسك ، و أصدقائك الثلاثة ..

عاشقة الفردوس الأعلى
07-12-2007, 05:16 PM
فالأول هو فهد ابن ناصر

صدقني ..

عرفت ذلك منذ قراءتي السطور الأولى .

فأسلوبك لايخفى على أحد

تابع ونحن نتابع

تحيتي وتقديري

دمت بخير

عذوبة أنثى
08-12-2007, 06:25 AM
بهدوء كانت خطاي تسير بالقرب

وشدني همس الكلام داخل ذلك الكوخ المنزوي في تلك الجهة

وقد راقني صورة لازالت عالقة بذهني تشعرني بالدفء

ذلك الدخان المتصاعد من فوهة الكوخ وكأنه دخان نار الصراع يتمازج مع دخان النار وهي

تحرق الحطب وتحمل معها بعض بخار القهوة لتعطر الجو وتلطف من شدة برودته

ترددت في الدخول وأنا أفكر بين اللجوء للكوخ للبحث عن( الدفء )هناك وبين الأبتعاد عن

دخان الأحتراق حتى أنجوا بنفسي بعيداً

فأنا بحاجة للسكون

وفي الأخير ترائت لي شجرة بالقرب من الكوخ فأثرت المكوث تحتها أنتظر النتائج

وسكون العاصفه وصفاء الأجواء


أستاذنا الرائع رائع أنت وضيوفك الأربعة داخل هذا الكوخ

سأرقبكم من تحت هذه الشجرة

تحياتي للجميع

جرح الغلا
08-12-2007, 09:14 PM
:






لا زلنــا في حالة الشغف تلك
: )

الاسـطــورهـ
08-12-2007, 09:14 PM
أسعدتم صباحاً

مساءاً

وعمراً

أنا مزروعه هنا

أنا مقياس للدهشة الامنتهية !!!

تحياتي.